عصام كمال
08-11-2011, 10:47 PM
ةشَكوَى وَرَجَاء
سَالَتْ علَى الخَدِّ مَدامِعُهُ = لَمَّا رَأي خِلَّا بمُضَّطرِمِ
لَمْ يستَطِعْ دَرْءَ الرَّدَى فَبَكَى = والقَهْرُ أَدمَى القَلبَ بالنَّدَمِ
فَالقَيدُ في سَاقٍ وَفِي عُنُقٍ = والبِشْرُ يَعلُو وَجْهَ مُنْتَقِمِ
لَو فِي الكَرَى نَامَتْ هَوَاجِسُهُ = زَمْزَمَةُ الأَشجَانِ لَمْ تَنَمِ
فنَظرَةٌ بالصَّمتِ وَاجِفَةٌ = وَلَحظَةُ الوَدَاعِ كَالوَهَمِ
صَاحَتْ مِنَ الهَولِ مَوَاجِعُهُ = وَذكْرَياتُ القُربِ كالحُلُمِ
بِالأَمسِ كَانَ الخِلُّ مُبْتَهِجًا = بِأيكَةِ الأَطيَارِ كَالرَّخَمِ
يَرنُو بِآمَالٍ إلَى قِمَمٍ = وَالدَّوحُ بَينَ الحُبِّ وَالنَّغَمِ
مَنْ ذَا الذِي أَفنَى مَبَاهِجَهُ = مِنَ الفَضَا للأَرضِ بِالضَّرَمِ
فَرَجفَةُ الذَّمَاءِ فِي وَهَنٍ = والغَدرُ قَد أَدَلَّ بِالأَلَمِ
يَشُدُو الرَّدَى وَالذُّلَّ عَاقِبةً = ثُمَّ يَرَى الذِّلَّ كَمُنقَصِمِ
يَا عَينُ إبكِي أَدمُعًا وَدَمًا = فَالأَمنُ وَلَّى صَارَ كالعَدَمِ
أَينَ المَفرُّ اليَومُ مِنْ عَبَثٍ = سَرَى فَأشقَى الكَونَ بالدُّهُمِ
وَالرُّوْحُ منْ شَرٍّ مُسَهَّدَةٌ = بِصَرخةِ الأَوجَاعِ وَالغَمَمِ
وَالمَرءُ بِالأَهوَالِ مُرَتَهنٌ = إنْ لمْ يَمُتْ فَالعَيشُ كَاليُتُمِ
إِلَامَ تَصْبُو يَا هُدَى أَمَلٍ = وَالكَونُ يَصلَى جِذوَةَ الحِمَمِ
تَأسُو عَلَى طَيرٍ هَوَى كمَدًا = أَمْ أَنتَ تَخشَى صَولَةَ اللَّمَمِ
هلْ نحْنُ أسقينَا الوُجُودَ دَمًا = أمْ غَضبَةُ الْأَقدارِ بالنِّقَمِ
إِذَا الرَّدى شَابَتْ نَوَائِبُهُ = طَالَ الدُّنا بالقَهرِ والحَدَمِ
نَامَتْ عُيونُ الزَّهرِ نائِحةً = أَغصَانُهَا بالوَجدِ والسَّدَمِ
أَحزَانُها طَالتْ مَدَى قُنَنًا= غَدرٌ جَرَى وَالظُلمُ كَالظُّلَمِ
زَرْعٌ سَقَاهُ الحُزْنُ في وَطَنٍ = صَرخٌ غَشَى رُوحًا بِمُنْفَحِمِ
فَاضَتْ دُمُوعُ الغَوثِ هادِرَةً = تَروِي شِعَابَ الأَرْضِ كالدِّيَمِ
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَارِدَةً = أَينَ الحِمَى وَالكَونُ فِي هَدَمِ
فَالحِقدُ أَعيَا مُهجَةً وَسَرَى = وَارْتَحَلَ السَّلامُ لِلعَدَمِ
تَدَهْدَهَ العَدلُ لهِاويةٍ = بِهدرَةٍ كالسَّيلِ مِنْ عَرِمِ
لَمَّا اسْتقَى الحُلمُ الرَّضيعُ دَمًا = شَكَا الوجُودُ حِدَّةَ الجُرُمِ
صَاحَتْ نُجُومُ الكَونِ مِنْ هَلَعٍ = عُدْ يَا سَليلَ المَاءِ والأَدَمِ
إلى نُهُوجِ الحَقِّ منْ أَزَلٍ = فَقَد أفَاقَ الشَّرُ بِالنِّقَمِ
وَابكِ الوَفَا يَا قلبُ مِنْ عَتَبٍ= وَانْعِ زَمَانَ الحُبُّ واللُّحُمِ
يَا مَنْ تقولُ : الدَّهرُ أَسكَرَنَا = جُحْدًا وَصَارَ العَيشُ فِي وَخَمِ
دَعْ كلَّ أحدَاثٍ لخالِقهَا = وَامْشِ إلى الخَيراتِ بِالهِمَمِ
وَاشدُدْ علَى النَّفسِ إذَا جنَحَتْ = عَن رَبوةِ العَدلِ إلى العَدَمِ
إذَا النُّفُوسُ بِالأَسَى غُلِبَتْ= فَالصَّبرُ يبقَ وارِفَ النِّعَمِ
والنَّفسُ مِرآةٌ لصَاحِبِهَا = وَالقَلبُ تَابعٌ كَمُنْفَطِمِ
وَالرُّوحُ سِرٌ عِندَ بِارِئِها =وَالعَقلُ تَاجُ الرَأسِ والفَهَمِ
فانْصُرْ بِهِ حقًّا وَمظلَمَةً = فَالحَقُّ أمرُ (الرَّبِّ) وَالشِّيَمِ
لَا تَسألنَّ المَرءَ نِعمَتَهُ = وَلَا تُمَنِّي النَّفسَ بالوَهَمِ
لِتَملَأنَ الأَرضَ مِنْ أمَلٍ = يَغُرُّكَ اللَّهوُ معَ النَّغَمِ
تَعدُو إلَى الدُنيَا لتملُكَهَا =والغيبُ يَخطُو بِكَ للرَّجَمِ
تَجرِي عَلى سَاقٍ على قَدَمٍ = أَو تعتَلي الأَرجَاءَ كالعَلَمِ
لَنْ تبْلُغَ المُراد أو قِمَمًا = إلَّا بِقَدْرٍ جَاءَ منِ قِسَمِ
كمْ جنَّةٍ كَانَتْ بِمُزدَهِرِ = أَضحَتْ علَى ذِكرَى وَمنفَحِمِ
ففتنةُ الدُّنيَا إذا ضَحِكَتْ = وإنْ غدَتْ بالقُربِ ، لَمْ تُسَمِ
عَهدًا وَلَمْ تؤْتِ سِوَى عَطَبٍ = لَا فَرقَ بين الطِّفلِ والهَرِمِ
وَما يلُومُ الغَدرُ نَازلَةً = أو ينتَهي عنْ صَولةِ الجُرُمِ
فكُنْ رَفيقَ العَزْمِ مصْطَبرًا = لَا تَرْجُ قَلبًا سِيمَ بِالصَّمَمِ
فَمَا أعَانَ الدَّمعُ صَاحِبَهُ = وَلَا تَسَاوَى الحُوتُ بالبَلَمِ
ومَا بكَى لَيثٌ فَرِيسَتَهُ = أَو أَسِفَتْ رِيحٌ علَى ضَرَمِ
لَو أنتَ ذُو جَاهٍ وَمَقدِرَةٍ = فكُنْ حَليِفَ العَدلِ بالْحَزَمِ
وَكُنْ جِوُارَ القَومِ في مِحَنٍ = وَانْهَرْ دعَاوَى النَّفسِ بِالكَرَمِ
فَمَعدَنُ الرَّجُلِ شَمَائِلهُ= والصَّمتُ فيْهِ الخَيرُ عَنْ كَلِم
وَالنَّاسُ تَخشَى الأُسدَ صامِتَةَ = ويَنبحُ الكَلبُ بِلا غَنَمِ
وَاحْرِصْ علَى الكِتمَانِ إنْ حَصَدَتْ = أفعَالُكَ الآمَالَ بالنِّعَمِ
فالمَرءُ لَا يدْري بِصَاحِبِهِ = عَيْنًا تُصِيبُ الصَخْرَ بالقَصَمِ
وَلَا تُجَادِلْ دُونَ معرفةٍ = أَو تَدَّعي عِلمًا بِلَا قَلَمِ
فَالعِلمُ تَاجُ المَرءِ يَحْمِلُهُ = وَاسْعَ لَهُ فِي المَهدِ والهَرِمِ
وَاجْلِبْ عِظَاتِ الكَونِ شَاهدةً = علَى مَصيرِ الإِنسِ وَالأُمَمِ
فرِحلَةُ الأزمانِ قدْ حَصَدَتْ = دَهرًا طَوَى دَهرًا إلَى العَدَمِ
للهِ مَا يَراهُ منْ سَبَبٍ = والْأَمرُ لَا يخلُو مِنَ الحِكَمِ
إِذا نَسِيتَ الحقَّ تطلُبُهُ = فَقَد هَوىَ الحقُّ وَلَم يَلُمِ
فَكُنْ سدَيدَ الرَّأي مُعتدِلاً = وَكُنْ نَديمَ الحَقِّ والنُّهَمِ
حِينَ الوَغَى يَصُولُ مُقتَدِرًا = أَو مِثلَ لَيثٍ هَمَّ بالبَهَمِ
لَا تدْعُ غَيرَ( اللهِ) مُؤتمِلاً = (رَبِّ )الوَرَى وَالخَلقِ كُلِّهمِ
فَمَا يُجيرُ العَبدَ منْ مِحَنٍ = إلَّا هُو الرَّحمَنُ ذُو الكَرَمِ
لَا تَعْتقدْ نَيلَ المُنى بيِدٍ = لكنِّهَا بالكَّدِ والحِلَّمِ
هَادِنْ صُرُوفَ الدَّهرِ مُصْطَبرًا = وكُنْ مَعَ النَّاسِ بِلَا سَأَمِ
بِلَا نفَاقٍ يشتَرِي ذِممًا = إنَّ المُنافِقينَ في حِمَمِ
إِنْ قَدَّرَ اللهُ البَلَاءَ فَلَا= تَجزَعْ ، سَيمحُوْ الضُّرَّ بالنِّعَمِ
وَلَا تَنمْ والصَّدرُ في كُرَبٍ = وَافزَعْ إلَى الأيََّامِ بِالهِِمَمِ
فَمَا أجَابَ الحُزْنُ رَاهِبَهُ = وَلَا أعَادَ الأَمسَ مِنْ غَسَمِ
لَا تَحسَبَنَ الخَيرَ فِي كَنَزٍ = أنعِمْ عَطَا اللهِ إلَى اليُتُمِ
خُذْ عِبرةً مِمَّا جَرى وخَلا = بِالكونِ ، واتبَعْ رَغبةَ العَمَمِ
وَاجْنحْ إلَى الحُبِّ وَفِطرَتِهِ = تَصُنْ بهِ الدُّروبَ منْ هَدَمِ
كَمْ مِنْ قُلُوبٍ فِي موَاجِعِهَا = لَمْ تَلقَ غَيرَ النُّوحِ والنَّدَمِ
كَمْ مِنْ نُفُوسٍ في مبَاهِجِهَا = لَمْ تَدرِ عَنْ دَمعٍ وَعنْ ألَمِ
كُلٌ بنَهجٍ يَلتَقي قَدَرًا = بَينَ النَّوى أَو بَهجةِ النِّعَمِ
وَالكَونُ يَمضِي حَامِلاً عَجَبًا = بينَ الرِّضَا أَو سَيفِ منْتَقِمِ
قَدْ يَشتَفِي جُرحًا وَنَازِلةً = أَو يَبتَلي أَفرَاحَ بِالهَزَمِ
هَلْ يَملكُ الزِمامَ مُرتجفٌ = أوتُشرقُ الشُّمُوسُ في الغَسَمِ
أَيَحفظٌ الذِمامَ مُرتَهنٌ = وَهَل تسَاوى العَدلُ بالدُّهُمِ
إِذَا الدُّنَا حَلَّتْ غَوائلُهَا = أَلقَتْ بجَارِ العِزِّ منْ أُطُمِ
وَمَا اسْتدَامَ المُلكُ في زَمَنٍ = أو خُلِّدَ امْرءٌ علَى الأَدَمِ
فالعُمرُ مَهمَا سَامَ راغِبَهُ = بالخُلدِ جَاءَ المَوتُ بالحَتَمِ
وَالرُّوحُ إذْ تهوي حشَاشَتُهَا = وَالقَومُ في شَجْوٍ وفي وَجَمِ
لَا يستَطيعُ الإِنسُ مُجْتَمِعًا= رَجْعًا لهَا بالمَالِ والحَشَمِ
بِالجاهِ والأَنسَابِ إنْ عظُمَتْ = أَو دَعوةٍ باللِّينِ والكَلِمِ
فسِّرُها بِأَمرِ خالِقهَا = (رَبِّ) الوُجودِ (الحَقِّ) و(الحَكَمِ)
قَد أنزَلَ الأَديانَ قَاطبةً = وأنبيَاءَ الهَدْي في الأُمَمِ
لِينْذروا الأَنَامَ مَوعِدَهمْ = يومَ اللِّقاءِ العَدلِ والحَسَمِ
فَاهْرَعْ إلى( اللهِ) تَجدْ أمَلاً = في العتْقِ منْ نَارٍ ومنْ نَدَمِ
وَاتْبعْ دُروبِ( الرَّبِ) مُهتَدِيًا = تَحْصِدْ جَمالَ الرُّوحِ والعِصَمِ
فِي شِرعةٍ بِالحقِّ قَد سطَعَتْ = فِي كلِّ نَهجٍ صَوبَ مُغْتَنِمِ
وَالجَأْ إلَى (المَولَى) وَفِطرتِهِ = حَيثُ الهُدى كَالنُّور فِي العَتَمِ
فمَنْ يقي العبدَ نوائبهُ ؟= وَمنْ يقيِهِ اليَمَّ في الظُلَمِ؟
حَتَّى إذَا حلَّتْ به نُّوبٌ = واسْتيقنَ الرَّدَى بِمُلتَطِمِ
فَقَد غَدَا النوُّاح ُ مِنْ عَلَزٍ = ثمُّ دَعَاكَ الغَوثَ من غَمَمِ
يَا (ربَّنا) أَنتَ لنَا أَمَلٌ = يَا مَنْ تُغيثُ النَّاسَ من لَمَمِ
أَنقِذْ عبَادًا مِنْ مهَالِكِهَا = وَانشُرْ عَليهَا الأَمنَ بالتَّمِمِ
لكِنْ هُوَ الإنسانُ وَشِيمتُهُ = ينسَى دُرُوبَ الهَمِّ والوَخِمِ
فكُلَّمَا أنْجَاهُ بَارِئهُ = كَأنَّمَا لمَ يَدعُ مِنْ أَلَمِ
(وَاللهُ) (قادِرٌ) و(َمُقتدِرٌ) = وَواسعُ الرَّحمَاتِ والنِّعَمِ
و(َاللهُ) ذُو عَفوٍ، خَزائنُهُ = تَفِيضُ بِالغُفرانِ وَالكَرَمِ
نُورٌ علَى نُورٍ سَرَى فَهَدَى = وَمَلجأُ العِبادِ كُلِّهِمِ
وَالمُلكُ يُؤتيِهِ وَيمنَعُهُ = كمَا يشَاءُ مِنْ سَنَا (الحِكَم)
بِقُدرةٍ تُحِيط ُرَحمَتُهَا = مَنْ عَادَ يَدعُو (الرَّبَّ) بالنَّدَمِ
وَيَا (رَسٌولاً) جَاءَ مؤْتَمَنًا= بِسُنَّةٍ في الكَونِ بالرُّحَمِ
حِينَ اصْطَفاكَ اللهُ مِنْ أَزَلٍ = وَالكونُ في شَوقٍ لمُختَتَمِ
لِأجلِكَ الأَكوَانُ قَد خُلِقَتْ = حِينَ جَلَاها (اللهُ) منْ عَدَمِ
فَجَلَّلَ النُّورُ علَى سَحَرٍ = ثُمَّ زَهَا لِفَرحَةَ القُدُمِ
لمَّا الظِّباءُ كَالمَوَائسِ قدْ = غَدَونَ بِينَ الأُسدِ وَالأَجَمِ
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَادِيةً =هَذَا بَشيِرُ الأَمنِ وَالسَّلَمِ
سَرَتْ جَوَائبُ الهُدى فَجَلا = نسِيمُهَا شكْوَى بِذِي سَقَمِ
كَالصُّبحِ يَمحُو كُلَّ خَافيةٍ = كاَلفَرْحِ عَمَّ النَّاسَ بِالبَسَمِ
وَأينَعَ الزَّهرُ علَى فَنَنٍ = وَخُضِّبَ الأَصيلُ بالعَنَمِ
ثُمَّ تأَرَّجَتْ خَمَائلُهَا = تَضوَّعتْ بِالحقِّ والكَرَمِ
تَصبُو إليكَ العَينُ شَاخِصَةً = وَلمْ تَحِدْ عنْكَ وَلمْ تَنَمِ
تَشدُو اللُّغَى بِالوَعدِ صَادحةً = بَشَائرَ (الحَبيبِ) بِالنِّعَمِ
أخبَرَ (عِيسَى) عَنْ جَمَائلِهُ = (أَحمَدُ) ذُو البُشراءَ وَالرَّحَمِ
ثمَّ الأَقسَّةِ التِي عَلِمَتْ= سَنَا نَبي العَدلِ وَالأُمَمِ
(مُوسَى) كَلِيمُ (الرَّبِّ) رُتبتُهُ = حَازَ رَفيعَ الشَّأوِ وَالعِظَمِ
لَازَارُ أحيَاهُ (اليَسوُعُ) وَلمْ = يَكنْ سِوَى بِأمرِ ذِي (الحُكُمِ)
(مُحَمدٌ) جَابَ السَّما وَغَدا = بِقُربِ عَرشِ( اللهِ) منْ عِصَمِ
وَيَا (رَسولَ) النَّاسِ قَاطِبةً = مَا زِلتَ تُحيِي الكَونَ بالكَلِمِ
قُرآنُ (رَبِّ العالمينَ) هَدَى = سُقفَ الدُّنا وَالأَرضِ وَالأُمَمِ
مِنْ عِندِ بَابِ اللهِ شَافِعَةً = جِئتَ صَلاةَ العتْقِ وَالغَنِمِ
وَشِرعةً كَالنُّورِ هَادَيةً = وَقُدوةً للنَّاسِ بِالقِيَمِ
دَانَتْ لكَ الأَرجَاءُ صَادِحةً = بِالحَقِّ وَالإيمَان وَالسَّلَمِ
تَجثُو لكَ الأجْبَالُ طائِعَةً = حتَّى تَهَدَّلتْ إلى القَدَمِ
وَإنْ سَمَائمُ الفَلا عَصَفَتْ = وَكُنتَ رَاكبًا ، فَلمْ تَدُم
غَيرَ ثَوانٍ فَيَقِلُّ بِهَا = طَلٌ فصَارتْ بهِ كالعَدَمِ
وَدَولةُ الإِسَلامِ قُمتَ بهَا = دِينًا وَعِلمًا رُغمَ مُحتَدِمِ
عَانقَ سِحرُ النُّورِ مولدَهَا = غشَى الوَرَى بِصَحوةِ القَلَمِ
(جِبريلُ) يتلُو وَالدُّنا عَرِفَتْ = دِينَ الهُدى بِالفِعلِ والكَلِمِ
جَاوَزتَ أَعبَاءً وَنَائِبةً = صَابَرتَ حتَّى جِئتَ بِالحُرَمِ
رِسالةِ الحقِّ وَقِبلتِها = عَمَّتْ رُبُوعَ الكَونِ بِالنِّعَمِ
بَينَ عُيُونِ الخَلقِ قَد سَطَعَتْ = بَينَ دُرُوبِ الهَدي كالعَلَمِ
بِمَكَّةَ الإِسلامُ في رَغَدٍ= وَاستُيقنَ الإِيمانُ بِالفَهَمِ
فَدَعوةٌ فيهَا المنَى هَرَعَتْ= شوقًا تلبِّي الوَعدَ بِالعَزَمِ
وَكِلمةٌ نَاخَ لهَا جَبَلٌ = نَمضِي بِهَا وَالمَجدُ لِلقِمَمِ
وَرَحمَةٌ سَادَتْ فَضائِلُهَا = تَروِي شِعَابَ الأَرضِ كَالدِّيم
حُزتَ الشَّفَاعةَ وَعِصْمَتَها= للمُؤمنينَ رَأفةً بِهِمِ
فلَمْ ينَلْ سِواكَ نعْمَتَها= فَأنتَ أَهلُ الحَقِّ والعِصَمِ
ملَأَتَ أَرجاءَ الدُّنا أمَلاً = كاَلفجرِ يَهدي الصُّبحَ للنَّسَمِ
وَكُنتَ إنْ أبْصَرتَ شَاكِيةً =صِرتَ لهَا الشِّفاءَ مِنْ سَقَمِ
حينَ التقَى العَدلُ برايتِهِ = جَلا زمانَ البُغضِ والوَصَمِ
كُلُّ نَبيٍّ جَاءِ أُمَتَهُ = وَأنتَ لِلأكوانِ وَالأُمَمِ
أَنتَ رَجاءٌ وَهُدى وَتُقى = مِنْ نعْمَةِ (المَولى) وَبِالكَرَمِ
و(اللهُ) يهدي النَّفسَ منْ زَلَلٍ = وَيِمحِقُ الذُّنوبَ كالعَدَمِ
هُوَ (الودودُ )و(الحقُّ) ، رَحمتُهُ = فاقَتْ حُدُودَ الوَصفِ والكَلِمِ
حينَ دنَا سِرُّ المَنُونِ سَرَى = حُزنٌ غَشَى الأََكوَانَ كاَلغَسَمِ
ويَا حَبيبَ اللهِ قَد نَضَبتْ = كُلُّ عُيُونِ الأَرضِ مِنْ سَدَمِ
بَاكٍ بَكَى بلَوعةٍ وَجثَا =يَحسُو شُجُونَ النَّفسِ وَالألَمِ
نَاعٍ نَعَى (محمَّدًا) أمَدًا = والقَومُ بينَ الشَّكِ والنَّدَمِ
يَا فرحَةَ الرُّوحِ ببَارئِها = إلَى رِحَابِ الحقِّ وَالعِظَمِ
إلى جِوَارِ الرَّبِ حيثُ تَرَى = بابَ الرِّضَا والحوضِ والعِصَمِ
يَاربُّ نشكُو نقمةً وَصَمَتْ = نَهجَ الوَرَى بِالإثْمِ والهَدَمِ
شكْوَى الثَّكَالى وَالأيَّامَى غَدتْ = تُدمِي عُيُونَ الطَّيرِ والبَهَمِ
يَلقَى النَّدَى الأَزهَارَ بَاكيةً = والغُصنَ يِنعِي الغُصنَ مِنْ سَقَمِ
فالشَّرُ مَاضٍ في قوَادِحِهِ = والدَّمعُ يروي البيدَ كالدِّيَمِ
صَار الرَّجا يزجِي العِدا نِقَمًا = والعيشُ كَالحُلْمِ وكالوَهَمِ
وَتسألُ الأَحزانُ نائِحةً = منْ يكتَوي الأَرجَاءَ كالحِمَمِ ؟!
منْ يرتَضي الأَهوالَ ثَائِرةً ؟! = صَاحتْ لُحُودُ الشَيخِ والفُطُمِ
بَاتتْ عُرُوقُ الحُبِّ خَاويةً = شَابَتْ دُرُوبُ الأَمنِ والسَّلَمِ
يَا أيُّها الإِنسانُ إحَتجَبَتْ = شَكوىَ الوَرى مِنْ ثَورةِ الدُّهُمِ
مَاذا جَنَيتَ غيرَ مُنفَحَمٍ = لمَّا هَوى دَرْبُ العَدلِ واللُّحَمِ
يَومُ النَّدا تَصحُو الدُّنا فَزَعًا = والأَرضُ وَالأَجدَاثُ في صَدَعِ
وَتَهرَعُ الأَجسَادُ وَاجِفَةَ = خَاشِعةَ الأبصَارِ في وَجَمِ
والرُّوحُ بالأَهوالِ هائِمَةٌ = لَولا معَاصِي الأمسِ لَمْ تَهِمِ
كِتابُها بِالعَدلِ شاهِدُها = هَذا دَليلُ العُمرِ بِالقَلَمِ
إِذَا اسْتقَامَ القَلبُ مُهتديًا = مَا حفَّهَا الحَدُّ وَلمْ تَجِمِ
كَأنَّها والمُوتُ في هَلَعٍ = تخشَى سُؤَالَ اللَّحْدِ (والحُكُمِ)
كَيفَ انْقَضَى ثُمَّ انتهَى أَجَلٌ = لَنْ يَنفعَ العُذرُ لِمُتَّهَمِ
وَلِلعذابِ صَرخةٌ وَمَدَى = وَالنَّارُ تَصبُو الكُفر فِي نَهَمِ
وَللمفَازِ جَنَّةٌ وَسَنَى = وَالفَردُ يَدعُو صُحبَةَ الرَّحَمِ
يَا رَافعَ السَّما بِلا عَمَدٍ = يَا خَالقَ الأَجسَادِ مِنْ أَدَمِ
( رَبَّ )الوُجُودِ وَكوَائِنِهِ = تُحيِي العِظامَ بعدَ ذِي رَدَمَ
عُدنَا إليكَ وَالعَفا أملٌ = قلُوبُنا بِصَرخةِ النَّدَمِ
فَهَبْ لنَا منْ أمرِنا رَشَدًا = إِنْ تهدِنَا الأروَاحُ تَسْتَقِمِ
وَاشْرَحْ نُفُوسًا ، حفِّها ورَعًا = فَالنَّفس لِلأهواءِ كَالخَدَم
شعر : مراد الساعي
سَالَتْ علَى الخَدِّ مَدامِعُهُ = لَمَّا رَأي خِلَّا بمُضَّطرِمِ
لَمْ يستَطِعْ دَرْءَ الرَّدَى فَبَكَى = والقَهْرُ أَدمَى القَلبَ بالنَّدَمِ
فَالقَيدُ في سَاقٍ وَفِي عُنُقٍ = والبِشْرُ يَعلُو وَجْهَ مُنْتَقِمِ
لَو فِي الكَرَى نَامَتْ هَوَاجِسُهُ = زَمْزَمَةُ الأَشجَانِ لَمْ تَنَمِ
فنَظرَةٌ بالصَّمتِ وَاجِفَةٌ = وَلَحظَةُ الوَدَاعِ كَالوَهَمِ
صَاحَتْ مِنَ الهَولِ مَوَاجِعُهُ = وَذكْرَياتُ القُربِ كالحُلُمِ
بِالأَمسِ كَانَ الخِلُّ مُبْتَهِجًا = بِأيكَةِ الأَطيَارِ كَالرَّخَمِ
يَرنُو بِآمَالٍ إلَى قِمَمٍ = وَالدَّوحُ بَينَ الحُبِّ وَالنَّغَمِ
مَنْ ذَا الذِي أَفنَى مَبَاهِجَهُ = مِنَ الفَضَا للأَرضِ بِالضَّرَمِ
فَرَجفَةُ الذَّمَاءِ فِي وَهَنٍ = والغَدرُ قَد أَدَلَّ بِالأَلَمِ
يَشُدُو الرَّدَى وَالذُّلَّ عَاقِبةً = ثُمَّ يَرَى الذِّلَّ كَمُنقَصِمِ
يَا عَينُ إبكِي أَدمُعًا وَدَمًا = فَالأَمنُ وَلَّى صَارَ كالعَدَمِ
أَينَ المَفرُّ اليَومُ مِنْ عَبَثٍ = سَرَى فَأشقَى الكَونَ بالدُّهُمِ
وَالرُّوْحُ منْ شَرٍّ مُسَهَّدَةٌ = بِصَرخةِ الأَوجَاعِ وَالغَمَمِ
وَالمَرءُ بِالأَهوَالِ مُرَتَهنٌ = إنْ لمْ يَمُتْ فَالعَيشُ كَاليُتُمِ
إِلَامَ تَصْبُو يَا هُدَى أَمَلٍ = وَالكَونُ يَصلَى جِذوَةَ الحِمَمِ
تَأسُو عَلَى طَيرٍ هَوَى كمَدًا = أَمْ أَنتَ تَخشَى صَولَةَ اللَّمَمِ
هلْ نحْنُ أسقينَا الوُجُودَ دَمًا = أمْ غَضبَةُ الْأَقدارِ بالنِّقَمِ
إِذَا الرَّدى شَابَتْ نَوَائِبُهُ = طَالَ الدُّنا بالقَهرِ والحَدَمِ
نَامَتْ عُيونُ الزَّهرِ نائِحةً = أَغصَانُهَا بالوَجدِ والسَّدَمِ
أَحزَانُها طَالتْ مَدَى قُنَنًا= غَدرٌ جَرَى وَالظُلمُ كَالظُّلَمِ
زَرْعٌ سَقَاهُ الحُزْنُ في وَطَنٍ = صَرخٌ غَشَى رُوحًا بِمُنْفَحِمِ
فَاضَتْ دُمُوعُ الغَوثِ هادِرَةً = تَروِي شِعَابَ الأَرْضِ كالدِّيَمِ
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَارِدَةً = أَينَ الحِمَى وَالكَونُ فِي هَدَمِ
فَالحِقدُ أَعيَا مُهجَةً وَسَرَى = وَارْتَحَلَ السَّلامُ لِلعَدَمِ
تَدَهْدَهَ العَدلُ لهِاويةٍ = بِهدرَةٍ كالسَّيلِ مِنْ عَرِمِ
لَمَّا اسْتقَى الحُلمُ الرَّضيعُ دَمًا = شَكَا الوجُودُ حِدَّةَ الجُرُمِ
صَاحَتْ نُجُومُ الكَونِ مِنْ هَلَعٍ = عُدْ يَا سَليلَ المَاءِ والأَدَمِ
إلى نُهُوجِ الحَقِّ منْ أَزَلٍ = فَقَد أفَاقَ الشَّرُ بِالنِّقَمِ
وَابكِ الوَفَا يَا قلبُ مِنْ عَتَبٍ= وَانْعِ زَمَانَ الحُبُّ واللُّحُمِ
يَا مَنْ تقولُ : الدَّهرُ أَسكَرَنَا = جُحْدًا وَصَارَ العَيشُ فِي وَخَمِ
دَعْ كلَّ أحدَاثٍ لخالِقهَا = وَامْشِ إلى الخَيراتِ بِالهِمَمِ
وَاشدُدْ علَى النَّفسِ إذَا جنَحَتْ = عَن رَبوةِ العَدلِ إلى العَدَمِ
إذَا النُّفُوسُ بِالأَسَى غُلِبَتْ= فَالصَّبرُ يبقَ وارِفَ النِّعَمِ
والنَّفسُ مِرآةٌ لصَاحِبِهَا = وَالقَلبُ تَابعٌ كَمُنْفَطِمِ
وَالرُّوحُ سِرٌ عِندَ بِارِئِها =وَالعَقلُ تَاجُ الرَأسِ والفَهَمِ
فانْصُرْ بِهِ حقًّا وَمظلَمَةً = فَالحَقُّ أمرُ (الرَّبِّ) وَالشِّيَمِ
لَا تَسألنَّ المَرءَ نِعمَتَهُ = وَلَا تُمَنِّي النَّفسَ بالوَهَمِ
لِتَملَأنَ الأَرضَ مِنْ أمَلٍ = يَغُرُّكَ اللَّهوُ معَ النَّغَمِ
تَعدُو إلَى الدُنيَا لتملُكَهَا =والغيبُ يَخطُو بِكَ للرَّجَمِ
تَجرِي عَلى سَاقٍ على قَدَمٍ = أَو تعتَلي الأَرجَاءَ كالعَلَمِ
لَنْ تبْلُغَ المُراد أو قِمَمًا = إلَّا بِقَدْرٍ جَاءَ منِ قِسَمِ
كمْ جنَّةٍ كَانَتْ بِمُزدَهِرِ = أَضحَتْ علَى ذِكرَى وَمنفَحِمِ
ففتنةُ الدُّنيَا إذا ضَحِكَتْ = وإنْ غدَتْ بالقُربِ ، لَمْ تُسَمِ
عَهدًا وَلَمْ تؤْتِ سِوَى عَطَبٍ = لَا فَرقَ بين الطِّفلِ والهَرِمِ
وَما يلُومُ الغَدرُ نَازلَةً = أو ينتَهي عنْ صَولةِ الجُرُمِ
فكُنْ رَفيقَ العَزْمِ مصْطَبرًا = لَا تَرْجُ قَلبًا سِيمَ بِالصَّمَمِ
فَمَا أعَانَ الدَّمعُ صَاحِبَهُ = وَلَا تَسَاوَى الحُوتُ بالبَلَمِ
ومَا بكَى لَيثٌ فَرِيسَتَهُ = أَو أَسِفَتْ رِيحٌ علَى ضَرَمِ
لَو أنتَ ذُو جَاهٍ وَمَقدِرَةٍ = فكُنْ حَليِفَ العَدلِ بالْحَزَمِ
وَكُنْ جِوُارَ القَومِ في مِحَنٍ = وَانْهَرْ دعَاوَى النَّفسِ بِالكَرَمِ
فَمَعدَنُ الرَّجُلِ شَمَائِلهُ= والصَّمتُ فيْهِ الخَيرُ عَنْ كَلِم
وَالنَّاسُ تَخشَى الأُسدَ صامِتَةَ = ويَنبحُ الكَلبُ بِلا غَنَمِ
وَاحْرِصْ علَى الكِتمَانِ إنْ حَصَدَتْ = أفعَالُكَ الآمَالَ بالنِّعَمِ
فالمَرءُ لَا يدْري بِصَاحِبِهِ = عَيْنًا تُصِيبُ الصَخْرَ بالقَصَمِ
وَلَا تُجَادِلْ دُونَ معرفةٍ = أَو تَدَّعي عِلمًا بِلَا قَلَمِ
فَالعِلمُ تَاجُ المَرءِ يَحْمِلُهُ = وَاسْعَ لَهُ فِي المَهدِ والهَرِمِ
وَاجْلِبْ عِظَاتِ الكَونِ شَاهدةً = علَى مَصيرِ الإِنسِ وَالأُمَمِ
فرِحلَةُ الأزمانِ قدْ حَصَدَتْ = دَهرًا طَوَى دَهرًا إلَى العَدَمِ
للهِ مَا يَراهُ منْ سَبَبٍ = والْأَمرُ لَا يخلُو مِنَ الحِكَمِ
إِذا نَسِيتَ الحقَّ تطلُبُهُ = فَقَد هَوىَ الحقُّ وَلَم يَلُمِ
فَكُنْ سدَيدَ الرَّأي مُعتدِلاً = وَكُنْ نَديمَ الحَقِّ والنُّهَمِ
حِينَ الوَغَى يَصُولُ مُقتَدِرًا = أَو مِثلَ لَيثٍ هَمَّ بالبَهَمِ
لَا تدْعُ غَيرَ( اللهِ) مُؤتمِلاً = (رَبِّ )الوَرَى وَالخَلقِ كُلِّهمِ
فَمَا يُجيرُ العَبدَ منْ مِحَنٍ = إلَّا هُو الرَّحمَنُ ذُو الكَرَمِ
لَا تَعْتقدْ نَيلَ المُنى بيِدٍ = لكنِّهَا بالكَّدِ والحِلَّمِ
هَادِنْ صُرُوفَ الدَّهرِ مُصْطَبرًا = وكُنْ مَعَ النَّاسِ بِلَا سَأَمِ
بِلَا نفَاقٍ يشتَرِي ذِممًا = إنَّ المُنافِقينَ في حِمَمِ
إِنْ قَدَّرَ اللهُ البَلَاءَ فَلَا= تَجزَعْ ، سَيمحُوْ الضُّرَّ بالنِّعَمِ
وَلَا تَنمْ والصَّدرُ في كُرَبٍ = وَافزَعْ إلَى الأيََّامِ بِالهِِمَمِ
فَمَا أجَابَ الحُزْنُ رَاهِبَهُ = وَلَا أعَادَ الأَمسَ مِنْ غَسَمِ
لَا تَحسَبَنَ الخَيرَ فِي كَنَزٍ = أنعِمْ عَطَا اللهِ إلَى اليُتُمِ
خُذْ عِبرةً مِمَّا جَرى وخَلا = بِالكونِ ، واتبَعْ رَغبةَ العَمَمِ
وَاجْنحْ إلَى الحُبِّ وَفِطرَتِهِ = تَصُنْ بهِ الدُّروبَ منْ هَدَمِ
كَمْ مِنْ قُلُوبٍ فِي موَاجِعِهَا = لَمْ تَلقَ غَيرَ النُّوحِ والنَّدَمِ
كَمْ مِنْ نُفُوسٍ في مبَاهِجِهَا = لَمْ تَدرِ عَنْ دَمعٍ وَعنْ ألَمِ
كُلٌ بنَهجٍ يَلتَقي قَدَرًا = بَينَ النَّوى أَو بَهجةِ النِّعَمِ
وَالكَونُ يَمضِي حَامِلاً عَجَبًا = بينَ الرِّضَا أَو سَيفِ منْتَقِمِ
قَدْ يَشتَفِي جُرحًا وَنَازِلةً = أَو يَبتَلي أَفرَاحَ بِالهَزَمِ
هَلْ يَملكُ الزِمامَ مُرتجفٌ = أوتُشرقُ الشُّمُوسُ في الغَسَمِ
أَيَحفظٌ الذِمامَ مُرتَهنٌ = وَهَل تسَاوى العَدلُ بالدُّهُمِ
إِذَا الدُّنَا حَلَّتْ غَوائلُهَا = أَلقَتْ بجَارِ العِزِّ منْ أُطُمِ
وَمَا اسْتدَامَ المُلكُ في زَمَنٍ = أو خُلِّدَ امْرءٌ علَى الأَدَمِ
فالعُمرُ مَهمَا سَامَ راغِبَهُ = بالخُلدِ جَاءَ المَوتُ بالحَتَمِ
وَالرُّوحُ إذْ تهوي حشَاشَتُهَا = وَالقَومُ في شَجْوٍ وفي وَجَمِ
لَا يستَطيعُ الإِنسُ مُجْتَمِعًا= رَجْعًا لهَا بالمَالِ والحَشَمِ
بِالجاهِ والأَنسَابِ إنْ عظُمَتْ = أَو دَعوةٍ باللِّينِ والكَلِمِ
فسِّرُها بِأَمرِ خالِقهَا = (رَبِّ) الوُجودِ (الحَقِّ) و(الحَكَمِ)
قَد أنزَلَ الأَديانَ قَاطبةً = وأنبيَاءَ الهَدْي في الأُمَمِ
لِينْذروا الأَنَامَ مَوعِدَهمْ = يومَ اللِّقاءِ العَدلِ والحَسَمِ
فَاهْرَعْ إلى( اللهِ) تَجدْ أمَلاً = في العتْقِ منْ نَارٍ ومنْ نَدَمِ
وَاتْبعْ دُروبِ( الرَّبِ) مُهتَدِيًا = تَحْصِدْ جَمالَ الرُّوحِ والعِصَمِ
فِي شِرعةٍ بِالحقِّ قَد سطَعَتْ = فِي كلِّ نَهجٍ صَوبَ مُغْتَنِمِ
وَالجَأْ إلَى (المَولَى) وَفِطرتِهِ = حَيثُ الهُدى كَالنُّور فِي العَتَمِ
فمَنْ يقي العبدَ نوائبهُ ؟= وَمنْ يقيِهِ اليَمَّ في الظُلَمِ؟
حَتَّى إذَا حلَّتْ به نُّوبٌ = واسْتيقنَ الرَّدَى بِمُلتَطِمِ
فَقَد غَدَا النوُّاح ُ مِنْ عَلَزٍ = ثمُّ دَعَاكَ الغَوثَ من غَمَمِ
يَا (ربَّنا) أَنتَ لنَا أَمَلٌ = يَا مَنْ تُغيثُ النَّاسَ من لَمَمِ
أَنقِذْ عبَادًا مِنْ مهَالِكِهَا = وَانشُرْ عَليهَا الأَمنَ بالتَّمِمِ
لكِنْ هُوَ الإنسانُ وَشِيمتُهُ = ينسَى دُرُوبَ الهَمِّ والوَخِمِ
فكُلَّمَا أنْجَاهُ بَارِئهُ = كَأنَّمَا لمَ يَدعُ مِنْ أَلَمِ
(وَاللهُ) (قادِرٌ) و(َمُقتدِرٌ) = وَواسعُ الرَّحمَاتِ والنِّعَمِ
و(َاللهُ) ذُو عَفوٍ، خَزائنُهُ = تَفِيضُ بِالغُفرانِ وَالكَرَمِ
نُورٌ علَى نُورٍ سَرَى فَهَدَى = وَمَلجأُ العِبادِ كُلِّهِمِ
وَالمُلكُ يُؤتيِهِ وَيمنَعُهُ = كمَا يشَاءُ مِنْ سَنَا (الحِكَم)
بِقُدرةٍ تُحِيط ُرَحمَتُهَا = مَنْ عَادَ يَدعُو (الرَّبَّ) بالنَّدَمِ
وَيَا (رَسٌولاً) جَاءَ مؤْتَمَنًا= بِسُنَّةٍ في الكَونِ بالرُّحَمِ
حِينَ اصْطَفاكَ اللهُ مِنْ أَزَلٍ = وَالكونُ في شَوقٍ لمُختَتَمِ
لِأجلِكَ الأَكوَانُ قَد خُلِقَتْ = حِينَ جَلَاها (اللهُ) منْ عَدَمِ
فَجَلَّلَ النُّورُ علَى سَحَرٍ = ثُمَّ زَهَا لِفَرحَةَ القُدُمِ
لمَّا الظِّباءُ كَالمَوَائسِ قدْ = غَدَونَ بِينَ الأُسدِ وَالأَجَمِ
بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَادِيةً =هَذَا بَشيِرُ الأَمنِ وَالسَّلَمِ
سَرَتْ جَوَائبُ الهُدى فَجَلا = نسِيمُهَا شكْوَى بِذِي سَقَمِ
كَالصُّبحِ يَمحُو كُلَّ خَافيةٍ = كاَلفَرْحِ عَمَّ النَّاسَ بِالبَسَمِ
وَأينَعَ الزَّهرُ علَى فَنَنٍ = وَخُضِّبَ الأَصيلُ بالعَنَمِ
ثُمَّ تأَرَّجَتْ خَمَائلُهَا = تَضوَّعتْ بِالحقِّ والكَرَمِ
تَصبُو إليكَ العَينُ شَاخِصَةً = وَلمْ تَحِدْ عنْكَ وَلمْ تَنَمِ
تَشدُو اللُّغَى بِالوَعدِ صَادحةً = بَشَائرَ (الحَبيبِ) بِالنِّعَمِ
أخبَرَ (عِيسَى) عَنْ جَمَائلِهُ = (أَحمَدُ) ذُو البُشراءَ وَالرَّحَمِ
ثمَّ الأَقسَّةِ التِي عَلِمَتْ= سَنَا نَبي العَدلِ وَالأُمَمِ
(مُوسَى) كَلِيمُ (الرَّبِّ) رُتبتُهُ = حَازَ رَفيعَ الشَّأوِ وَالعِظَمِ
لَازَارُ أحيَاهُ (اليَسوُعُ) وَلمْ = يَكنْ سِوَى بِأمرِ ذِي (الحُكُمِ)
(مُحَمدٌ) جَابَ السَّما وَغَدا = بِقُربِ عَرشِ( اللهِ) منْ عِصَمِ
وَيَا (رَسولَ) النَّاسِ قَاطِبةً = مَا زِلتَ تُحيِي الكَونَ بالكَلِمِ
قُرآنُ (رَبِّ العالمينَ) هَدَى = سُقفَ الدُّنا وَالأَرضِ وَالأُمَمِ
مِنْ عِندِ بَابِ اللهِ شَافِعَةً = جِئتَ صَلاةَ العتْقِ وَالغَنِمِ
وَشِرعةً كَالنُّورِ هَادَيةً = وَقُدوةً للنَّاسِ بِالقِيَمِ
دَانَتْ لكَ الأَرجَاءُ صَادِحةً = بِالحَقِّ وَالإيمَان وَالسَّلَمِ
تَجثُو لكَ الأجْبَالُ طائِعَةً = حتَّى تَهَدَّلتْ إلى القَدَمِ
وَإنْ سَمَائمُ الفَلا عَصَفَتْ = وَكُنتَ رَاكبًا ، فَلمْ تَدُم
غَيرَ ثَوانٍ فَيَقِلُّ بِهَا = طَلٌ فصَارتْ بهِ كالعَدَمِ
وَدَولةُ الإِسَلامِ قُمتَ بهَا = دِينًا وَعِلمًا رُغمَ مُحتَدِمِ
عَانقَ سِحرُ النُّورِ مولدَهَا = غشَى الوَرَى بِصَحوةِ القَلَمِ
(جِبريلُ) يتلُو وَالدُّنا عَرِفَتْ = دِينَ الهُدى بِالفِعلِ والكَلِمِ
جَاوَزتَ أَعبَاءً وَنَائِبةً = صَابَرتَ حتَّى جِئتَ بِالحُرَمِ
رِسالةِ الحقِّ وَقِبلتِها = عَمَّتْ رُبُوعَ الكَونِ بِالنِّعَمِ
بَينَ عُيُونِ الخَلقِ قَد سَطَعَتْ = بَينَ دُرُوبِ الهَدي كالعَلَمِ
بِمَكَّةَ الإِسلامُ في رَغَدٍ= وَاستُيقنَ الإِيمانُ بِالفَهَمِ
فَدَعوةٌ فيهَا المنَى هَرَعَتْ= شوقًا تلبِّي الوَعدَ بِالعَزَمِ
وَكِلمةٌ نَاخَ لهَا جَبَلٌ = نَمضِي بِهَا وَالمَجدُ لِلقِمَمِ
وَرَحمَةٌ سَادَتْ فَضائِلُهَا = تَروِي شِعَابَ الأَرضِ كَالدِّيم
حُزتَ الشَّفَاعةَ وَعِصْمَتَها= للمُؤمنينَ رَأفةً بِهِمِ
فلَمْ ينَلْ سِواكَ نعْمَتَها= فَأنتَ أَهلُ الحَقِّ والعِصَمِ
ملَأَتَ أَرجاءَ الدُّنا أمَلاً = كاَلفجرِ يَهدي الصُّبحَ للنَّسَمِ
وَكُنتَ إنْ أبْصَرتَ شَاكِيةً =صِرتَ لهَا الشِّفاءَ مِنْ سَقَمِ
حينَ التقَى العَدلُ برايتِهِ = جَلا زمانَ البُغضِ والوَصَمِ
كُلُّ نَبيٍّ جَاءِ أُمَتَهُ = وَأنتَ لِلأكوانِ وَالأُمَمِ
أَنتَ رَجاءٌ وَهُدى وَتُقى = مِنْ نعْمَةِ (المَولى) وَبِالكَرَمِ
و(اللهُ) يهدي النَّفسَ منْ زَلَلٍ = وَيِمحِقُ الذُّنوبَ كالعَدَمِ
هُوَ (الودودُ )و(الحقُّ) ، رَحمتُهُ = فاقَتْ حُدُودَ الوَصفِ والكَلِمِ
حينَ دنَا سِرُّ المَنُونِ سَرَى = حُزنٌ غَشَى الأََكوَانَ كاَلغَسَمِ
ويَا حَبيبَ اللهِ قَد نَضَبتْ = كُلُّ عُيُونِ الأَرضِ مِنْ سَدَمِ
بَاكٍ بَكَى بلَوعةٍ وَجثَا =يَحسُو شُجُونَ النَّفسِ وَالألَمِ
نَاعٍ نَعَى (محمَّدًا) أمَدًا = والقَومُ بينَ الشَّكِ والنَّدَمِ
يَا فرحَةَ الرُّوحِ ببَارئِها = إلَى رِحَابِ الحقِّ وَالعِظَمِ
إلى جِوَارِ الرَّبِ حيثُ تَرَى = بابَ الرِّضَا والحوضِ والعِصَمِ
يَاربُّ نشكُو نقمةً وَصَمَتْ = نَهجَ الوَرَى بِالإثْمِ والهَدَمِ
شكْوَى الثَّكَالى وَالأيَّامَى غَدتْ = تُدمِي عُيُونَ الطَّيرِ والبَهَمِ
يَلقَى النَّدَى الأَزهَارَ بَاكيةً = والغُصنَ يِنعِي الغُصنَ مِنْ سَقَمِ
فالشَّرُ مَاضٍ في قوَادِحِهِ = والدَّمعُ يروي البيدَ كالدِّيَمِ
صَار الرَّجا يزجِي العِدا نِقَمًا = والعيشُ كَالحُلْمِ وكالوَهَمِ
وَتسألُ الأَحزانُ نائِحةً = منْ يكتَوي الأَرجَاءَ كالحِمَمِ ؟!
منْ يرتَضي الأَهوالَ ثَائِرةً ؟! = صَاحتْ لُحُودُ الشَيخِ والفُطُمِ
بَاتتْ عُرُوقُ الحُبِّ خَاويةً = شَابَتْ دُرُوبُ الأَمنِ والسَّلَمِ
يَا أيُّها الإِنسانُ إحَتجَبَتْ = شَكوىَ الوَرى مِنْ ثَورةِ الدُّهُمِ
مَاذا جَنَيتَ غيرَ مُنفَحَمٍ = لمَّا هَوى دَرْبُ العَدلِ واللُّحَمِ
يَومُ النَّدا تَصحُو الدُّنا فَزَعًا = والأَرضُ وَالأَجدَاثُ في صَدَعِ
وَتَهرَعُ الأَجسَادُ وَاجِفَةَ = خَاشِعةَ الأبصَارِ في وَجَمِ
والرُّوحُ بالأَهوالِ هائِمَةٌ = لَولا معَاصِي الأمسِ لَمْ تَهِمِ
كِتابُها بِالعَدلِ شاهِدُها = هَذا دَليلُ العُمرِ بِالقَلَمِ
إِذَا اسْتقَامَ القَلبُ مُهتديًا = مَا حفَّهَا الحَدُّ وَلمْ تَجِمِ
كَأنَّها والمُوتُ في هَلَعٍ = تخشَى سُؤَالَ اللَّحْدِ (والحُكُمِ)
كَيفَ انْقَضَى ثُمَّ انتهَى أَجَلٌ = لَنْ يَنفعَ العُذرُ لِمُتَّهَمِ
وَلِلعذابِ صَرخةٌ وَمَدَى = وَالنَّارُ تَصبُو الكُفر فِي نَهَمِ
وَللمفَازِ جَنَّةٌ وَسَنَى = وَالفَردُ يَدعُو صُحبَةَ الرَّحَمِ
يَا رَافعَ السَّما بِلا عَمَدٍ = يَا خَالقَ الأَجسَادِ مِنْ أَدَمِ
( رَبَّ )الوُجُودِ وَكوَائِنِهِ = تُحيِي العِظامَ بعدَ ذِي رَدَمَ
عُدنَا إليكَ وَالعَفا أملٌ = قلُوبُنا بِصَرخةِ النَّدَمِ
فَهَبْ لنَا منْ أمرِنا رَشَدًا = إِنْ تهدِنَا الأروَاحُ تَسْتَقِمِ
وَاشْرَحْ نُفُوسًا ، حفِّها ورَعًا = فَالنَّفس لِلأهواءِ كَالخَدَم
شعر : مراد الساعي