مها يوسف
09-18-2011, 10:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل!
كانت سعادة ذلك الشاب عظيمة حينما وافقت الشركة ذائعة الصيت على تعينه بها، وانطلق يطير فرحا،فهو الوحيد من بين أقرانه الذي نال تلك الوظيفة،وقد مضى ذلك العقد الذي يقضي بموافقته على الال
تزام بمواعيد العمل وتقديم التقارير أسبوعيا عن نشاطه وأدائه ،وموافقته على محاسبته عند التقصير،مضت أيام ،وذهب الشاب لمديره ،قائلا له : إني لن أواظب بداية من الغد على الحضور في الميعاد،ولن ألتزم بتقديم التقارير في الوقت المحدد بل سأقوم بتأخيرها بعض الشيء،ولكني لن أسمح لكم بمحاسبتي،بل ليس لكم الحق في طردي من العمل ،إننا إن تخيلنا هذا الموقف سوف نضحك ساخرين من ذلك الشاب وسيصفه البعض بالجنون والحماقة،فكيف يريد أخذ حقوقه دون تأدية الواجبات التي عليه ؟ فما بال الكثير منا يرتكب نفس الفعل العجيب، بل وأقسى منه، فهو يرتكبه في حق الله سبحانه وتعالى ،فكيف يسمح شخص عاقل لنفسه،أن يتنعم بكل ما حوله من نعم الله سبحانه وتعالى ،من طعام وشراب وكساء ومتع الدنيا ،ثم لا يقدّم لله أبسط الواجبات التي أمره بها،ألا وهي الصلاة ؟ وإذا قدمها له قدمها في غير وقتها، ينقرها كنقر الديكة ،لا يخشع فيها ولا يدرك ما يردد .
إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر المسلمين بأداء الصلوات،توعّد لأولئك الذين يؤخرونها عن أوقاتها فقال : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } وقد قال المفسرون : المقصدون بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها ،وقالوا أيضا : الويل هو واد في جهنم ،بعيد قعره ،شديدة ظلمته،فهل تصدق أمة الإسلام كتاب ربها ؟ إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر ،وكأنها قد سقطت من قاموسهم ، فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون،فلماذا هذا التقصير في حق الله سبحانه وتعالى ؟ - ألسنا نزعم جميعا أننا نحب الله سبحانه وتعالى أكثر من أي مخلوق على ظهر هذه الأرض ؟
إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا ،أحب لقاءه ،بل أخذ يفكّر فيه جل وقته ،وكلما حانت لحظة القاء لم يستطع النوم ،حتى يلاقي حبيبه ،فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر، يحبون الله ؟
هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟ دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق )،ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا ،وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ،ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر،إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف،هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟ ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟
ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟ ولله المثل الأعلى ،فكيف بك أخي الكريم ،والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء نعمته عليك تتخطى ملاين الملاين من الدولارات يوميا فقد قال : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }،أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟ حكم التفريط في صلاة الفجر : قال الله تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } - إن الإسلام منهج شامل للحياة،هو عقد بين العبد وربه،يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات،ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد ،ثم بعدها تفعل منه ما تشاء،وترك ما تشاء،ويقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : { أفتؤمنون بعض الكتاب وتكفرون بعض }
لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا،لا في جماعة ولا غيرها،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتو
هما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) » رواه الإمام البخاري في باب الآذان. - إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة ،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا ترك الصلاة متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله » رواه الإمام أحمد في مسنده. فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟ فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟
صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل!
كانت سعادة ذلك الشاب عظيمة حينما وافقت الشركة ذائعة الصيت على تعينه بها، وانطلق يطير فرحا،فهو الوحيد من بين أقرانه الذي نال تلك الوظيفة،وقد مضى ذلك العقد الذي يقضي بموافقته على الال
تزام بمواعيد العمل وتقديم التقارير أسبوعيا عن نشاطه وأدائه ،وموافقته على محاسبته عند التقصير،مضت أيام ،وذهب الشاب لمديره ،قائلا له : إني لن أواظب بداية من الغد على الحضور في الميعاد،ولن ألتزم بتقديم التقارير في الوقت المحدد بل سأقوم بتأخيرها بعض الشيء،ولكني لن أسمح لكم بمحاسبتي،بل ليس لكم الحق في طردي من العمل ،إننا إن تخيلنا هذا الموقف سوف نضحك ساخرين من ذلك الشاب وسيصفه البعض بالجنون والحماقة،فكيف يريد أخذ حقوقه دون تأدية الواجبات التي عليه ؟ فما بال الكثير منا يرتكب نفس الفعل العجيب، بل وأقسى منه، فهو يرتكبه في حق الله سبحانه وتعالى ،فكيف يسمح شخص عاقل لنفسه،أن يتنعم بكل ما حوله من نعم الله سبحانه وتعالى ،من طعام وشراب وكساء ومتع الدنيا ،ثم لا يقدّم لله أبسط الواجبات التي أمره بها،ألا وهي الصلاة ؟ وإذا قدمها له قدمها في غير وقتها، ينقرها كنقر الديكة ،لا يخشع فيها ولا يدرك ما يردد .
إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر المسلمين بأداء الصلوات،توعّد لأولئك الذين يؤخرونها عن أوقاتها فقال : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } وقد قال المفسرون : المقصدون بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها ،وقالوا أيضا : الويل هو واد في جهنم ،بعيد قعره ،شديدة ظلمته،فهل تصدق أمة الإسلام كتاب ربها ؟ إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر ،وكأنها قد سقطت من قاموسهم ، فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون،فلماذا هذا التقصير في حق الله سبحانه وتعالى ؟ - ألسنا نزعم جميعا أننا نحب الله سبحانه وتعالى أكثر من أي مخلوق على ظهر هذه الأرض ؟
إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا ،أحب لقاءه ،بل أخذ يفكّر فيه جل وقته ،وكلما حانت لحظة القاء لم يستطع النوم ،حتى يلاقي حبيبه ،فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر، يحبون الله ؟
هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟ دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق )،ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا ،وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ،ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر،إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف،هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟ ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟
ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟ ولله المثل الأعلى ،فكيف بك أخي الكريم ،والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء نعمته عليك تتخطى ملاين الملاين من الدولارات يوميا فقد قال : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }،أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟ حكم التفريط في صلاة الفجر : قال الله تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } - إن الإسلام منهج شامل للحياة،هو عقد بين العبد وربه،يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات،ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد ،ثم بعدها تفعل منه ما تشاء،وترك ما تشاء،ويقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : { أفتؤمنون بعض الكتاب وتكفرون بعض }
لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا،لا في جماعة ولا غيرها،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتو
هما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) » رواه الإمام البخاري في باب الآذان. - إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة ،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا ترك الصلاة متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله » رواه الإمام أحمد في مسنده. فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟ فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟