احمد بن هادي
09-22-2011, 03:25 AM
\
\
\
http://www.mooode.com/data/media/66/4.jpg
ماذا فعلتِ بي
ماذا فعلتِ بي بربكِ قولي لي
فقد بعثرتِ أكوامي
وجمعتِ أشلائي
وهدمتِ جبالي
وأقمتِ انكساري
يا سحر النساء والحنان والرقة
يا وطن الهناء والجمال والسعادة
يا من سلبتِ مني الفؤاد والصواب
والحكمة والشموخ والكبرياء
وبتُ كأني بكِ طفلا قد أضاع أمه
يبحث عنها بكل مكان
يناديها ويحن إليها
وإن لم يجدها .. غرق في البكاء
ماذا فعلتِ بربكِ بهذا الشاعر العنيد
فقد تخلى عن عناده واستسلم
وهو الذي كان لا يبالي بمن حوله
فقد أغلق فؤاده ونهاه عن الحب
ومزق طلاسم العشق
و دمر كل أقواس الهوى
وجفف بحور الحنين والأشواق
وأبدل الغزل بالهجاء
والوجد بالجفاء
والزجل بالقطيعة
وله كبرياء لا ترتقي إليه أجمل النساء
ولا أغنج الغانجات
ولا أروع الرائعات
ولا أعظم الحالمات
ولا أرق الرقيقات
فقد كان فض غليظ الطبع
حاد الكلام صعب المراس
وأصبح بكِ متيما
هائما عاشقا
وأحيى ليالي السمر
وعزف المعازف
واستحلى الغناء
ماذا فعلتِ بربكِ بهذا الفارس المغوار
الذي خاض أعتا المعارك
وكان النصر حليفه فيها دوما
وتشهد له ميادين الوغى
وغبار المعارك
وصهيل الخيول
وقرع الطبول
وصليل السيوف
وزفير الأعادي
واليوم تغلبه النجلاء بلا رمح
فقد ترجل عن صهوة جواده
وأطلق عنان خيله وتركها تذهب
واستسلم للأسر في أغلالكِ
دونما مقاومة أو تردد
ماذا فعلتِ بربكِ بهذا السلطان الحكيم
الذي تهابه السلاطين قبل الرعية
وله قصور مليئة بالخدم والحشم
والزوجات الجميلات الأميرات والملكات
والجواري الفاتنات الحالمات الغانجات
فقد تنازل عن عرشه وسلطانه
وهدم كل قصوره وحرر عبيده
وأعتق الجواري وطلق نساءه
وألقى بكل كنوزه في البحر
وأصبح واحد من الرعية في مملكتكِ
يرجو رضاءكِ وينحني أمامكِ
ماذا فعلتِ بلقب الأسد
الذي لا يعرف الخوف ولا الحاجة
ولا يعرف الرحمة والحنان
ولا يعرف الألم ولا البكاء
وتقطر أنيابه دوما بالدماء
فأصبح بكِ حنونا رحيما حالما عطوفا رقيقا
كأنه حمل وديع في أحضان أمه
قولي لي ما هو سركِ
الذي به فعلتِ بي ما فعلتِ
ما هو سر قوتكِ
التي وهنت أمامها قوتي
ما هو سحركِ الذي
لم تقاومه جميع تعاويذي
كيف تغلغل في قلبي هواكِ
واستوطن عشقكِ غاباتي
واحتل حنينكِ فضاءاتي
ومزق غلاكِ أوراق تاريخي
وطمس شهادة ميلادي
وأعلني مولودا جديدا بعد لقاكِ
وفجر وصلكِ كل طاقاتي
وسقى حنانكِ عطش صحرائي
فباتت جنة خضراء تسر الناظرين
ماذا فعلتِ بي يا فاتنتي
بربكِ قولي لي ماذا فلتِ
نثر \ احمد بن هادي
\
\
\
.
\
\
http://www.mooode.com/data/media/66/4.jpg
ماذا فعلتِ بي
ماذا فعلتِ بي بربكِ قولي لي
فقد بعثرتِ أكوامي
وجمعتِ أشلائي
وهدمتِ جبالي
وأقمتِ انكساري
يا سحر النساء والحنان والرقة
يا وطن الهناء والجمال والسعادة
يا من سلبتِ مني الفؤاد والصواب
والحكمة والشموخ والكبرياء
وبتُ كأني بكِ طفلا قد أضاع أمه
يبحث عنها بكل مكان
يناديها ويحن إليها
وإن لم يجدها .. غرق في البكاء
ماذا فعلتِ بربكِ بهذا الشاعر العنيد
فقد تخلى عن عناده واستسلم
وهو الذي كان لا يبالي بمن حوله
فقد أغلق فؤاده ونهاه عن الحب
ومزق طلاسم العشق
و دمر كل أقواس الهوى
وجفف بحور الحنين والأشواق
وأبدل الغزل بالهجاء
والوجد بالجفاء
والزجل بالقطيعة
وله كبرياء لا ترتقي إليه أجمل النساء
ولا أغنج الغانجات
ولا أروع الرائعات
ولا أعظم الحالمات
ولا أرق الرقيقات
فقد كان فض غليظ الطبع
حاد الكلام صعب المراس
وأصبح بكِ متيما
هائما عاشقا
وأحيى ليالي السمر
وعزف المعازف
واستحلى الغناء
ماذا فعلتِ بربكِ بهذا الفارس المغوار
الذي خاض أعتا المعارك
وكان النصر حليفه فيها دوما
وتشهد له ميادين الوغى
وغبار المعارك
وصهيل الخيول
وقرع الطبول
وصليل السيوف
وزفير الأعادي
واليوم تغلبه النجلاء بلا رمح
فقد ترجل عن صهوة جواده
وأطلق عنان خيله وتركها تذهب
واستسلم للأسر في أغلالكِ
دونما مقاومة أو تردد
ماذا فعلتِ بربكِ بهذا السلطان الحكيم
الذي تهابه السلاطين قبل الرعية
وله قصور مليئة بالخدم والحشم
والزوجات الجميلات الأميرات والملكات
والجواري الفاتنات الحالمات الغانجات
فقد تنازل عن عرشه وسلطانه
وهدم كل قصوره وحرر عبيده
وأعتق الجواري وطلق نساءه
وألقى بكل كنوزه في البحر
وأصبح واحد من الرعية في مملكتكِ
يرجو رضاءكِ وينحني أمامكِ
ماذا فعلتِ بلقب الأسد
الذي لا يعرف الخوف ولا الحاجة
ولا يعرف الرحمة والحنان
ولا يعرف الألم ولا البكاء
وتقطر أنيابه دوما بالدماء
فأصبح بكِ حنونا رحيما حالما عطوفا رقيقا
كأنه حمل وديع في أحضان أمه
قولي لي ما هو سركِ
الذي به فعلتِ بي ما فعلتِ
ما هو سر قوتكِ
التي وهنت أمامها قوتي
ما هو سحركِ الذي
لم تقاومه جميع تعاويذي
كيف تغلغل في قلبي هواكِ
واستوطن عشقكِ غاباتي
واحتل حنينكِ فضاءاتي
ومزق غلاكِ أوراق تاريخي
وطمس شهادة ميلادي
وأعلني مولودا جديدا بعد لقاكِ
وفجر وصلكِ كل طاقاتي
وسقى حنانكِ عطش صحرائي
فباتت جنة خضراء تسر الناظرين
ماذا فعلتِ بي يا فاتنتي
بربكِ قولي لي ماذا فلتِ
نثر \ احمد بن هادي
\
\
\
.