عصام كمال
10-05-2011, 08:25 PM
جسرُ العودة
القصيدة في مائة وأربعةٍ وتسعين بيتا
أينَ دليلُ الحُبِّ يا أمَلاً = يُدَاعبُ الأنامَ مِن قِدَمِ
كيفَ شُموسُ الكَونِ قد حُجِبَتْ=والغيمُ يغشى الصُّبحَ بالعَتَمِ
شابَ الوَفا نجوى بمؤتملٍ = والحقُّ غافٍ ، سيقَ للحَدَمِ
يا مَن هدَى كيفَ هَوى بَشَرٌ = إلى الرَّدَى ، والغدرِ ، والهَدَمِ
حينَ شَدا طيرٌ على فننٍ = ما نالَ غيرَ القيد ِ، والرَّجَمِ
فمنْ سيَشدُو الدَّوحَ يا وطنًا ؟! = لِمَنْ سَيرنُو الوعدُ من قِمَمِ؟
وأمَّةٌ تُدعَى إلى فِتَنٍ = والأرضُ بالأحزانِ ، والدُّهَم
هبَّتْ عليها نقمةٌ قصَمَتْ = ظهْرَ اللُّيوثِ في حِمى الأَجَمِ
صارَ عليها الغدرُ مُحتَكِمًا = بِاسمِ غدٍ ، بالعدلِ ، والسَّلَمِ
بِاسمِ وجودٍ مُشرقٍ ، أثِمُوا = حتَّى تبَارَى النَّاسُ بالوَهَمِ
في كلِّ أرضٍ صرخةٌ ، وأسى = وشعبُها في الظُلْمِ ، والظُّلَمِ
جابَ غيَاثُها الفضاءَ ، وَمَا = زالَ الفِدى بصُحبةِ العَدَمِ
وهجمةُ الأحقادِ في أَجَجٍ= ويُذبَحُ الأحرارُ كالغَنَمِ
فلا الأمانُ عادَ من وَهَنٍ = ولا القَطَا قد صارَ كالرَّخَمِ
واللَّيلُ يأسو القلبَ منْ كمدٍ= كيف استحالَ العيشُ بالرَّحَمِ
دَنَتْ عيونُ الأمسِ داعيةً =ذكرى زمانِ الوصلِ والنَّعَمِ
فنهجُهَا الهادي علا أُطُمًا = بالدِّين ، والأخلاقِ ، والقِيَمِ
ومَا استدَامَ السيَّفُ في غَمَدٍ = وَما استكانَ الدَّربُ للهَدَمِ
يا أمَّةً دُمْتِ المُنَى ، بَلَغَتْ = بينَ ربوعِ الأرضِ كالهَرَمِ
لو شاحَ وعدٌ ، أو ذوى أملٌ = فَرجعةٌ ، لو شابَ كالهَرِمِ
إذا انتفضتِ للحمَى وَجلِتْ = منكِ خُطَا الشَّرِ ، ولمْ تَدُمِ
كاللَّيثِ لو بانتْ نواجذُهُ = فالبَهْمُ ، والوجناءُ ، كاللَّمَمِ
كالسَّيف إنْ تَحِنْ قَوارِعهُ = يَسعَ إلى الهيجَاءِ كالعَلَمِ
عاشتْ بكِ الأمجادُ شاديةً = تعلو جبالَ النُّور ، والعُصُمِ
بصحبةِ الحقِّ وصحوتِهِ = ودعوةِ الإسلامِ في الأُمَمِ
سليلةُ الأخيارِ، طاهرةٌ = و قِبلةُ التَّوحيدِ ، والحَرَمِ
علَّمَهَا دينٌ وألهَمَهَا = ربُّ السَّماءِ ، الصَّبرَ في القُحَمِ
وتعرفُ الأرجاءُ صولَتَهَا = وشَرعَهَا في الحربِ ، والسَّلَمِ
دامتْ عيونَ الأرضِ ، ساهرةً = وشعلةً ، ضاءتْ مَدَى الغَسَمِ
أعلامُهَا ازدانتْ بها دُولٌ = حين اغتدى الفرسانُ بالعَزَمِ
حصنٌ منيعٌ ، قد سما زَمَنًا= دامَ غياثَ الحقِّ مِنْ حَدَمِ
عروبةٌ ، قومِّيَةٌ ، وهبتْ = أكبادَهَا للمجد ، كالدِّيَمِ
هل أصبحتْ ذكرى ، وفانيةً = وأمنياتِ النَّفسِ في سَقَمِ
تغفو على الآمالِ ساطعةً = تصحو على جمرٍ ، ومُنقَسِمِ
ترنو صروحَ المجدِ واهيةً= تصبو سفوحَ النَّصرِ كالوَهَمِ
وتذكرُ الرَّاياتِ هادرةً= تبكي على أيَّامِهَا بدَمِ
أنَّى لها تلقَى الرَّدَى عَبَثًا = تُمسي غذاءَ الأرضِ ، والبَلَمِ
وكيف تخبو النَّارُ في حَطَبٍ = وجُذوةُ الأمجادِ كالضَّرَمِ
إلى متى تبقى بمنهَزِمٍ = تأسو على ماضٍ ، ومغتَنِمِ
تقطَّعتْ بها المنى زمنًا = وأصبحَ الفرسانُ كاليُتُمِ
كيفَ يُساقونَ لهاويةٍ = لا فرقَ بين البَهْمِ ، والبُهَمِ
ما عادَ أنصارٌ ، ولا ذِمَمٌ = واليأسُ يغشى القلبَ بالصَّمَمِ
أينَ ليوثُ الأمسِ مِن عَرَبٍ = جابوا جِباهَ الأرضِ ، والقِمَمِ
كيف ارتضوا الشِّقاقَ وانقسمُوا = كيف الوهى قد سادَ كالضَّرَمِ
يا أيهُّا الأحرارُ ، كيف خبَا = مجدُ الجدودِ في مدى الظُّلَمِ
صرنا على شعوبنا كليو = ثٍ ، ثمَّ على الأعداء كالرُّسُمِ
نَاحَ الرَّجَاءُ ، والمُنى احتضرتْ = ثمَّ انتأى الولاءُ في العَتَمِ
( بلفورُ) وعدُ الجورِ ، مِنْ سفَهٍ = أهدى ( اليهودَ) الأرضَ مِنْ كَرَمِ !
كأنَّها إرثٌ ، وعاد لهُ = وصيةُ المماتِ ، واللُّحَمِ
فنكبةٌ نالتْ عواقبُها = دربَ المُنَى بالعار ، والهَدَمِ
صارت بلاد (العُرب) خاضعةً = تلقَى ردَى الأعدَاءِ ، والخَصَمِ
صارت هوامُ الأ رضِ تقتلُنَا= مَنْ لمْ يَمتْ بها ، ففِي سَقمِ
عمَّتْ مذابحُ الفنى وطنًا = أوصى بها العدا كمُلتزِمِ
( والقدسُ ) شابتْ من هوالِكِهَا = و ( العُربُ ) كالأشهادِ ، والصَّنَمِ
ستونَ عامًا وتزيدُ ، فَمَا = جنتْ ( فِلَسطينُ ) سوى الكَلِمِ
ترنو إلى درب الخلاص ، متى = أقوالُنا ترقى إلى الحَزَمِ
نبكي ، ونأسو ، والرَّجا بغدٍ = و(قدسُنا) تشكو منَ الألمِ
(أقصى) وذكرى الوعدِ حائِمةٌ = كالأمسِ (بالفاروقِ) والعِظَمِ
يخطُو لبابِ النَّصرِ في سَلَمٍ = يمضي إلى ( الأقصى ) بلا حَشَمِ
يدُ ( القديرِ) ( النُّورِ) تحرسهُ = ومنهجُ الفرسانِ في القُدُمِ
ثمَّ صلاحِ الدِّينِ موكبهُ = نصرٌ (لقدسِ) العُربِ بالرَّحَمِ
أين زمانُ المجد يا زَمَنًا = أين سناءُ العهدِ في أُطُمِ
فالأرضُ ، والأوطانُ في ظَمَإٍ = طالَ عليها الدَّهرُ بالدُّهُمِ
رهنُ احتلالٍ ، صارَ محبسُهُ = بالنَّارِ ، والقضبان ، والرَّغَمِ
يا أمةَ الأطهَار مِن أزَلٍ= يا شرعَةِ الإسلام ، والتَّمَمِ
إنَّ العُدَاةَ هدَّموا ذِمَمًا = وأوقدُوا النيرانَ في القيَّمِ
لنْ يرتضوا لكِ العُلا أبدًا = طبعٌ نديمُ الغدرِ ، والنِّقَمِ
همُ الجناةُ ، والقضاةُ غدُوا = ولم نزلْ كالصُّمِ ، والبَكَمِ
ويقتلونَ كلَّ ساعيةٍ = للحقِّ ، والإباءِ ، والهِمَمِ
قد أجفلوا طفلاً ، ومُرضِعةً = سيقَا إلى قهرٍ ، ومُحتَدِمِ
لا يبرحُ الذِّئبُ أماكِنَنَا = صرنَا فريسةً لمُلتَهِمِ
كم حُجةٍ للشَّر قد عصفَتْ = بالمهدِ ، والنِّساء ، واليُتُمِ
وكم قناعٍ في الدُّجى لبسوا = وخضَّبوا الأوزارَ بالعَنَمِ
سعدُ الأماني أن يرَوا وطنًا = في السُّوء ، والأحقادِ ، والضَّرَمِ
وأن ينالوا كلَّ مجزيةٍ = من ثروةٍ ، بالجُّودِ ، والنَّعَمِ
تقوَّلوا الأقوالَ زائفةً = تُخفي صليلَ الغدرِ ، والجُرُمِ
وَطاعةُ الأعداءِ قاتلةٌ = والنَّفسُ بالأدواءِ ، والسَّقَمِ
(فالفِيْسُ ) وكرُ الفِسقِ ، منذ غَدَا = وفِتنةُ الشَّبابِ ، و العمَمِ
جاءوا بهِ ليفتنُوا دولاً = = وَيشعلوا الأصقاعَ بالضَّرَمِ
عُهرٌ ، وإفسادٌ ، ومفسدةٌ = للعملاءَ صارَ كالخِدَمِ
حتَّى قطفنَا من معَاطِبهِ = كلَّ ثمارِ القُبحِ ، والضُّيَمِ
نصبو لهُ كأنَّهُ أملٌ = دارُ الخلودِ ، الْحقِّ ، والنَّعمِ
لكنِّما جُندُ العداةِ ، به = ويلتقونَ البَهْمِ في العتَمِ
شعُوبُنَا صارتْ بلا عَمدٍ= بغضبةٍ للشَّرِ ، والنِّقمِ
قد نالَ ( أوكامبو) مناقبَهُ = (فالعُربُ) بالإجرام كلُّهمِ !
كلُّ زعيمٍ لم يعد ذنَبًا = فَيَصْدُرُ الحُكمُ كمُتَهَمِ
وقاتلٍ ، ومجرمٍ ، وبِهِِ = إثمٌ ، وسُخْطُ الكونِ ، والأُمَمِ
لكنَّمَا ( بوشُ ) الرَّدى مَلَكًا = يحيَا طَليقَ الجُرْمِ في عُصُمِ
يجني ثمارَ الأمسِ في سَلَمٍ = على دِماءِ (العُربِ) بالنَّغمِ
فلا ضميرُ الكَونِ حَاسَبَهُ = ولا نداءُ السَّيفِ والهِمَمِ
قد أوجَدَ الأعذارَ منْ عَبَثٍ= ليَحرقَ الأوطانَ في نَهَمِ
آهٍ (عراقُ) الأمسِ في غَمَمٍ = بصولةِ الجُرذانِ ، والغَنَم
كيف (عراقُ) المجدِ في وَهَنٍ= د ربُ العُلا بالحبِّ ، واللُّحَمِ
غنَّى الفراتُ بالوَفَا وجَرَى = بذِكرَياتِ النَّصرِ ، والعَزَمِ
فجرُ الخَلائقِ ، اهتَدى ، وسَمَا = يُسقي دروبَ الكونِ كالدِّيم
(عشتارُ) أزهَارُ الجَمالِ ، سرتْ = أعماقُهَا بالوَهْمِ ، والحُلُمِ
وأرضُهَا شهدُ النَّخيلِ عَلا = فخضَّبَ السَّماء بالعَنَمِ
خيراتُها بالجُّودِ جَاريةٌ = وأهلُهَا كالأُسدِ بالأَجَمِ
دينٌ ، وعلمٌ ، مُذْ غَدا بَشرٌ = وحلَّقتْ بِالفكرِ ، والقَلَمِ
مرَّ (عليٌ) و( الحُسينُ ) بهَا = لنصرةٍ ، بالعدلِ ، والسَّلَمِ
واستشهَدَ (الإثنانِ) في وَرَعٍ = والحزنُ عمَّ النَّاسَ بالنَّدَمِ
أرضُ (العراقِ) بالوَهَى خَضَعَتْ = لِفتنةِ الأوغادِ ، والتُّهَمِ
قد جاء (أوبَامَا) بمصطَدِمٍ = فأشعلَ البُلدانَ بالدُّهَمِ
بخدعةٍ كالنَّارِ فِي حَطَبٍ = تأتي على الشُّعوبِ بالهَدَمِ
هُمُ الجنُاةُ أصبحَوا حَكَمًا = ألقوا على( الإسلامِ) بالتُّهَمِ
قد صدَّروا الإرهابَ في حُلليٍ = وألبسوهُ ( العُربَ) بالرَّغَمِ
فلينظروا كم قتَّلوا عبثًا = شيخًا ، وأطفالاً ، بلا رحَمِ
صمٌ ، وعميٌ ، والقلوبُ جَفَا= وفي الصَّدور الحقدُ كالضَّرَمِ
فما أرادوا العدلَ أو رغبوا = يومًا ، لقاءَ الحقِّ ، والسَّلَمِ
فِي كُلِّ يومٍ محنةٌ , وأسى = لِيُصبحَ الأمانُ كالعَدَمِ
فوضى تثيرُ الذُّعر َفي جبلٍ = ويسقطُ الشَّرقُ لِمُنْهَزِمِ
كم دوحةٍ بالأمسِ قد عصفوا = بها ، وبالأطيارِ ، والنَّعم
في كلِّ أرضٍ أوجدوا سَبَبًا = يأتي على الأقطَارِ بالنَّقمِ
بفتنةٍ كالدَّاءِ في جَسَدٍ = فتضربُ الأقوامَ بالصَّدَمِ
تسري كما الأدواءُ قاتلةً = فتُسقطُ الأعلامَ منْ قِمَمِ
حين غشتْ فجرَ المنى عَصفَتْ = بالوعدِ ، والأحلامِ ، والعَلَمِ
كَم دولةٍ غدتْ ، إلى خَنَعٍ = نارٍ ، وأطلالٍ ، ومحتَدِمِ
(قدسٌ) إذا ما الشَّوقُ داعبَنَا = فالشَّرُ بالأعداءِ لم يَنَمِ
منْ قالَ : قدسُنا لنا وطنٌ = صار إلى الظَّلامِ ، والرَّجَمِ
فقاذِفَاتُ الغدرِ في حَنَقٍ = وتشعلُ الأرجاءَ بالحُمَمِ
تجمَّعوا منْ حولِنَا ، وَسَعُوا= في أرضنَا بالإثمِ ، والوَخَمِ
فالمجرمُونَ بالدُنَا فَرِحُوا = وينعتونَ الدِّينَ بالوَصمِ
والمسلمونَ الآنَ في وَهَنٍ = يقابِلونَ الشَّرَ بالعَدَم
يُعانقُونَ الجُرحَ في كَتَمٍ = ويدفَعونَ الجُرْمَ بالكَلِمِ
صاحتْ دروبُ الأمسِ شاكِيَةً = يأ أمَّةَ الإسلامِ ، والحَرَمِ
مهما استكانَ اليومُ في ألمٍ = أو صار بالأهوالِ ، والسَّدَمِ
فالعزمُ باقٍ ، والعلا أملٌ = وعدٌ نديمُ المجدِ ، والعَزَمِ
واستذكري ، واسترجعي زمنًا = دمتِ الهُدى ، والعدلَ في الأممِ
فُزتِ بدين (الله) هاديةً = تصبو لكِ الأكوانُ منْ عِظَمِ
فدينُكِ ، الدِّينُ القويمُ ، سقى = كلَّ نهوجِ الأرضِ ، بالرَّحَمِ.
(محمدٌ) كالنُّور في كبدٍ = قد أخرج الأنامَ من ظُلَمِ
هلَّ كما الشُّموسُ طلعتها = ضاء قلوبَ النَّاسِ بالحِكَم
لمَّا خطا والعدلُ موكبه = تقَهقَرَ الشَّرُ إلى الأدَمِ
إذا مشَى فالشَّمسُ في حُجُبٍ = والقيظُ ، والرَّغامُ ، لم يَدُمِ
حوائجُ الأكوانِ قد قُضِيَتْ = بالعفو ، والإيمانِ ، والحُزُمِ
في كل أمرٍ كان منهجه = بشرعةِ القرآنِ ، والفَهَمِ
جاءتْ له الأكوانُ طائعةً = بالحبِّ ، والأشواقِ ، والخِدَمِ
ثمَّ اقتدى به الورى رغبًا = حتَّى ينالوا العيشَ بالسَّلَمِ
كأنَّما النَّاس غفتْ ، وصحتْ = في قُشُبِ الحياةِ ، والنَّعَمِ
ورفرفتْ أعلامهُ وعلتْ = تشدو صفاء الرُّوحِ ، والشِّيَمِ
أزكى منَ الطيبِ مواكبهُ = وأفضلُ الأعراقِ في الأممِ
بل إنَّهُ النُّورُ ، إذا انكشفتْ = بهِ سماءُ الصُّبح ِ ، من غَسَمِ
خَلْقٌ سَمَا ، فاز به خُلُقٌ = في القولِ ، والأفعالِ ، والعُصُمِ
وقد تزيَّن الجمالُ به = في الحُسنِ ، والذَّاتِ ، وفي الكرَمِ
(محمدٌ) جئتَ الدُّنا فسما = عيش الورى بالصَّفوِ ، والرَّحَمِ
يا (خاتمَ الرُّسْلِ) لقد سَكَنتْ = بكَ النُّفوسُ بعد ذي سأمِ
أتممتَ دينَ (الحقِّ) وانتصرتْ = عقيدةُ التَّوحيدِ بالسَّلَمِ
ربُّ الوجودِ ، واحدٌ ، أحدٌ = وخالقُ الأكوانِ من عَدَمِ
وأرسلَ الأطهارَ تذكرةً = هدايةً للنَّاسِ ، منْ ظُلَمِ
وأنزلَ القرآن مختَتِمًا= كلَّ كتابٍ جاء من قِدَمِ
فيه المفازُ ، والرَّجا أبدًا = جسرُ المنى ، والعفوِ ، والهِمَمِ
يغدو شفيعَ الرُّوحِ إن ذهَبَتْ = فيه شفاءُ النَّفسِ من كَلَمِ
ومَنهَجٌ للنَّاس من زللٍ = يسمو جلالَ الحرفِ والكَلِمِ
بلاغةُ القولِ ، ومعجزةٌ = لاتنتهي في الدَّهر من عُصُمِ
سِرُّ الإلهِ الحقِّ ، أنزلهُ = على محمَّدٍ ، كمُختَتِمِ
ياربَّ أنتَ غوثُنا ، فقنَا = من كيدِ أعداءٍ ، ومنقسِمِ
فلمْ يعُدْ لنا سواكَ حمى = منْ غضبةِ الأقدارِ ، والنِّقَم
حين التجأنا للعدا،فَسَرَتْ=بدربنا الأحقادُ كالحَدَمِ
آلت إلى الأهوالِ ، أنفسنا = لمَّا نسينا الحمدَ في النَّعَمِ
أمجادنُا باتت بهاويةٍ = إنْ لمْ تَعدْ ، فنحن في هَدَمِ
طالَ علينا العيشُ في حَلَكٍ = بين العدا ، والغدرِ ، والضُّيَمِ
نصبو إلى فجرٍ يفوحُ شذا = بالنَّصر ، والفرسانِ ، والعَلَمِ
نرنو إلى الحقوقِ في ولهٍ = ومنْ يفز بالحقِّ ، لم يَجِمِ
يا أمَّةً ، ودينُها وَتَدٌ = في الأرضِ ، والإيفاعِ ، والقِمَمِ
عودي إلى الأمجاد شامخةً=يا أمةً الإسلامِ ، واللُّحمِ
عودي إلى العلياءِ صادحةً = يا مُنتهى الآمالِ والحُلُمِ
كوني كما كُنتِ الحمى أبدًا = وتحملينَ الحقَّ ، كالحُذُمِ
لا تسجيبي للعدا رهبًا= أو ترتضي بفتنة الوخَمِ
ثوري على الأعداءِ ، وانتفضي = بوجهِ أشرارٍ ، و مضَّطَرَمِ
عودي إلى الأصقاعِ هاديةً = واستمسكي بالدِّين والرَّحَمِ
لن يستطيعَ الغدرُ مجتمعًا = أن يلحقَ الأطهار بالعَتَمِ
لن يُطفئوا نورَ الهُدى أبدًا = فاللهُ فوقَ كُلِّ مُنتقِمِ
والحقُّ والإسلامُ بينهُما = قلبٌ هوى الله ، مِنَ الفُطُمِ
سوف يعودُ الشَّرُ مُنكسرًا = يغدو عليهِ الحقُّ بالهَزَمِ
مَنْ يهزمِ الحقدَ وظلمتَهُ = حازَ يقينَ الذَّاتِ ، لم يَهِمِ
إنَّ سماء المجد في شغَفٍ = لعودةِ الأحرار ، كلُّهمِ
إبني جسورًا بالوَفَا ، وقفي = بالوعدِ ، والإقدامِ ، والهِمَمِ
هيا كفاكِ منْ وهَى ألمًا = هيا ارجعي للنِّور ، والعزَمِ
فلن يطولَ الجورُ في وطَنٍ = ولن يظلَّ الشَّرُ بالقُدُمِ
أنتِ كما النُّجومُ عاليةٌ = وأنتِ بدرُ الكونِ في التَّمَمِ
ستملكينَ الأ رضَ قاطبةً = ثمَّ سيغدو الحرُ بالعَلَمِ
كرٌ ، وفرٌ في الحياةِ ، وما = جنى العبادُ غيرَ مُنفحِمِ
نسعى ، ويعدو ، بينَنا أملٌ = والغيبُ بالأقدارِ ، والرُّجُمِ
فالنَّاسُ في الوجودِ لاهثةٌ = بهدرةٍ كالسَّيلِ من عَرِمِ
كأنَّها في الكونِ خالدةٌ = ترجو بلوغَ ذروةَ التَّمَمِ
والعمرُ يمضي كالرَّبيعِ إذا = ما احتدَّ بالخريفِ ، والهَزَمِ
من نالَ في الوجودِ مأملهُ = مثلُ الذي عاشَ بالعُدُمِ
كلاهُمَا يفنى بلا رغدٍ = فقد تساوى المرءُ بالأدَمِ
ولم يزل نهجُ الورى عجبًا = كلٌ لفوز العيشِ والنَّعمِ
وسوف يبقى الكونُ في كَدَرٍ = بالغدرِ ، والأحزانِ ، والجُرُمِ
والقتلِ ، والدَّمار في ظمإٍ = والزُّورِ ، والنِّفاقِ ، والألَمِ
فلا تلومَنَّ الدُّنا أبدًا = فالعيبُ في الإنسانِ ، من قِدَمِ
لكنَّما مَن يجتبي سُننًا = وشرعةَ المولى ، ففي عُصُمِ
وقد جَنَى نورَ الهُدَى ، وَسَمَا = و فازَ ( يومَ العَرضِ ) مِن حَدَمِ
شعر : مراد الساعي
القصيدة في مائة وأربعةٍ وتسعين بيتا
أينَ دليلُ الحُبِّ يا أمَلاً = يُدَاعبُ الأنامَ مِن قِدَمِ
كيفَ شُموسُ الكَونِ قد حُجِبَتْ=والغيمُ يغشى الصُّبحَ بالعَتَمِ
شابَ الوَفا نجوى بمؤتملٍ = والحقُّ غافٍ ، سيقَ للحَدَمِ
يا مَن هدَى كيفَ هَوى بَشَرٌ = إلى الرَّدَى ، والغدرِ ، والهَدَمِ
حينَ شَدا طيرٌ على فننٍ = ما نالَ غيرَ القيد ِ، والرَّجَمِ
فمنْ سيَشدُو الدَّوحَ يا وطنًا ؟! = لِمَنْ سَيرنُو الوعدُ من قِمَمِ؟
وأمَّةٌ تُدعَى إلى فِتَنٍ = والأرضُ بالأحزانِ ، والدُّهَم
هبَّتْ عليها نقمةٌ قصَمَتْ = ظهْرَ اللُّيوثِ في حِمى الأَجَمِ
صارَ عليها الغدرُ مُحتَكِمًا = بِاسمِ غدٍ ، بالعدلِ ، والسَّلَمِ
بِاسمِ وجودٍ مُشرقٍ ، أثِمُوا = حتَّى تبَارَى النَّاسُ بالوَهَمِ
في كلِّ أرضٍ صرخةٌ ، وأسى = وشعبُها في الظُلْمِ ، والظُّلَمِ
جابَ غيَاثُها الفضاءَ ، وَمَا = زالَ الفِدى بصُحبةِ العَدَمِ
وهجمةُ الأحقادِ في أَجَجٍ= ويُذبَحُ الأحرارُ كالغَنَمِ
فلا الأمانُ عادَ من وَهَنٍ = ولا القَطَا قد صارَ كالرَّخَمِ
واللَّيلُ يأسو القلبَ منْ كمدٍ= كيف استحالَ العيشُ بالرَّحَمِ
دَنَتْ عيونُ الأمسِ داعيةً =ذكرى زمانِ الوصلِ والنَّعَمِ
فنهجُهَا الهادي علا أُطُمًا = بالدِّين ، والأخلاقِ ، والقِيَمِ
ومَا استدَامَ السيَّفُ في غَمَدٍ = وَما استكانَ الدَّربُ للهَدَمِ
يا أمَّةً دُمْتِ المُنَى ، بَلَغَتْ = بينَ ربوعِ الأرضِ كالهَرَمِ
لو شاحَ وعدٌ ، أو ذوى أملٌ = فَرجعةٌ ، لو شابَ كالهَرِمِ
إذا انتفضتِ للحمَى وَجلِتْ = منكِ خُطَا الشَّرِ ، ولمْ تَدُمِ
كاللَّيثِ لو بانتْ نواجذُهُ = فالبَهْمُ ، والوجناءُ ، كاللَّمَمِ
كالسَّيف إنْ تَحِنْ قَوارِعهُ = يَسعَ إلى الهيجَاءِ كالعَلَمِ
عاشتْ بكِ الأمجادُ شاديةً = تعلو جبالَ النُّور ، والعُصُمِ
بصحبةِ الحقِّ وصحوتِهِ = ودعوةِ الإسلامِ في الأُمَمِ
سليلةُ الأخيارِ، طاهرةٌ = و قِبلةُ التَّوحيدِ ، والحَرَمِ
علَّمَهَا دينٌ وألهَمَهَا = ربُّ السَّماءِ ، الصَّبرَ في القُحَمِ
وتعرفُ الأرجاءُ صولَتَهَا = وشَرعَهَا في الحربِ ، والسَّلَمِ
دامتْ عيونَ الأرضِ ، ساهرةً = وشعلةً ، ضاءتْ مَدَى الغَسَمِ
أعلامُهَا ازدانتْ بها دُولٌ = حين اغتدى الفرسانُ بالعَزَمِ
حصنٌ منيعٌ ، قد سما زَمَنًا= دامَ غياثَ الحقِّ مِنْ حَدَمِ
عروبةٌ ، قومِّيَةٌ ، وهبتْ = أكبادَهَا للمجد ، كالدِّيَمِ
هل أصبحتْ ذكرى ، وفانيةً = وأمنياتِ النَّفسِ في سَقَمِ
تغفو على الآمالِ ساطعةً = تصحو على جمرٍ ، ومُنقَسِمِ
ترنو صروحَ المجدِ واهيةً= تصبو سفوحَ النَّصرِ كالوَهَمِ
وتذكرُ الرَّاياتِ هادرةً= تبكي على أيَّامِهَا بدَمِ
أنَّى لها تلقَى الرَّدَى عَبَثًا = تُمسي غذاءَ الأرضِ ، والبَلَمِ
وكيف تخبو النَّارُ في حَطَبٍ = وجُذوةُ الأمجادِ كالضَّرَمِ
إلى متى تبقى بمنهَزِمٍ = تأسو على ماضٍ ، ومغتَنِمِ
تقطَّعتْ بها المنى زمنًا = وأصبحَ الفرسانُ كاليُتُمِ
كيفَ يُساقونَ لهاويةٍ = لا فرقَ بين البَهْمِ ، والبُهَمِ
ما عادَ أنصارٌ ، ولا ذِمَمٌ = واليأسُ يغشى القلبَ بالصَّمَمِ
أينَ ليوثُ الأمسِ مِن عَرَبٍ = جابوا جِباهَ الأرضِ ، والقِمَمِ
كيف ارتضوا الشِّقاقَ وانقسمُوا = كيف الوهى قد سادَ كالضَّرَمِ
يا أيهُّا الأحرارُ ، كيف خبَا = مجدُ الجدودِ في مدى الظُّلَمِ
صرنا على شعوبنا كليو = ثٍ ، ثمَّ على الأعداء كالرُّسُمِ
نَاحَ الرَّجَاءُ ، والمُنى احتضرتْ = ثمَّ انتأى الولاءُ في العَتَمِ
( بلفورُ) وعدُ الجورِ ، مِنْ سفَهٍ = أهدى ( اليهودَ) الأرضَ مِنْ كَرَمِ !
كأنَّها إرثٌ ، وعاد لهُ = وصيةُ المماتِ ، واللُّحَمِ
فنكبةٌ نالتْ عواقبُها = دربَ المُنَى بالعار ، والهَدَمِ
صارت بلاد (العُرب) خاضعةً = تلقَى ردَى الأعدَاءِ ، والخَصَمِ
صارت هوامُ الأ رضِ تقتلُنَا= مَنْ لمْ يَمتْ بها ، ففِي سَقمِ
عمَّتْ مذابحُ الفنى وطنًا = أوصى بها العدا كمُلتزِمِ
( والقدسُ ) شابتْ من هوالِكِهَا = و ( العُربُ ) كالأشهادِ ، والصَّنَمِ
ستونَ عامًا وتزيدُ ، فَمَا = جنتْ ( فِلَسطينُ ) سوى الكَلِمِ
ترنو إلى درب الخلاص ، متى = أقوالُنا ترقى إلى الحَزَمِ
نبكي ، ونأسو ، والرَّجا بغدٍ = و(قدسُنا) تشكو منَ الألمِ
(أقصى) وذكرى الوعدِ حائِمةٌ = كالأمسِ (بالفاروقِ) والعِظَمِ
يخطُو لبابِ النَّصرِ في سَلَمٍ = يمضي إلى ( الأقصى ) بلا حَشَمِ
يدُ ( القديرِ) ( النُّورِ) تحرسهُ = ومنهجُ الفرسانِ في القُدُمِ
ثمَّ صلاحِ الدِّينِ موكبهُ = نصرٌ (لقدسِ) العُربِ بالرَّحَمِ
أين زمانُ المجد يا زَمَنًا = أين سناءُ العهدِ في أُطُمِ
فالأرضُ ، والأوطانُ في ظَمَإٍ = طالَ عليها الدَّهرُ بالدُّهُمِ
رهنُ احتلالٍ ، صارَ محبسُهُ = بالنَّارِ ، والقضبان ، والرَّغَمِ
يا أمةَ الأطهَار مِن أزَلٍ= يا شرعَةِ الإسلام ، والتَّمَمِ
إنَّ العُدَاةَ هدَّموا ذِمَمًا = وأوقدُوا النيرانَ في القيَّمِ
لنْ يرتضوا لكِ العُلا أبدًا = طبعٌ نديمُ الغدرِ ، والنِّقَمِ
همُ الجناةُ ، والقضاةُ غدُوا = ولم نزلْ كالصُّمِ ، والبَكَمِ
ويقتلونَ كلَّ ساعيةٍ = للحقِّ ، والإباءِ ، والهِمَمِ
قد أجفلوا طفلاً ، ومُرضِعةً = سيقَا إلى قهرٍ ، ومُحتَدِمِ
لا يبرحُ الذِّئبُ أماكِنَنَا = صرنَا فريسةً لمُلتَهِمِ
كم حُجةٍ للشَّر قد عصفَتْ = بالمهدِ ، والنِّساء ، واليُتُمِ
وكم قناعٍ في الدُّجى لبسوا = وخضَّبوا الأوزارَ بالعَنَمِ
سعدُ الأماني أن يرَوا وطنًا = في السُّوء ، والأحقادِ ، والضَّرَمِ
وأن ينالوا كلَّ مجزيةٍ = من ثروةٍ ، بالجُّودِ ، والنَّعَمِ
تقوَّلوا الأقوالَ زائفةً = تُخفي صليلَ الغدرِ ، والجُرُمِ
وَطاعةُ الأعداءِ قاتلةٌ = والنَّفسُ بالأدواءِ ، والسَّقَمِ
(فالفِيْسُ ) وكرُ الفِسقِ ، منذ غَدَا = وفِتنةُ الشَّبابِ ، و العمَمِ
جاءوا بهِ ليفتنُوا دولاً = = وَيشعلوا الأصقاعَ بالضَّرَمِ
عُهرٌ ، وإفسادٌ ، ومفسدةٌ = للعملاءَ صارَ كالخِدَمِ
حتَّى قطفنَا من معَاطِبهِ = كلَّ ثمارِ القُبحِ ، والضُّيَمِ
نصبو لهُ كأنَّهُ أملٌ = دارُ الخلودِ ، الْحقِّ ، والنَّعمِ
لكنِّما جُندُ العداةِ ، به = ويلتقونَ البَهْمِ في العتَمِ
شعُوبُنَا صارتْ بلا عَمدٍ= بغضبةٍ للشَّرِ ، والنِّقمِ
قد نالَ ( أوكامبو) مناقبَهُ = (فالعُربُ) بالإجرام كلُّهمِ !
كلُّ زعيمٍ لم يعد ذنَبًا = فَيَصْدُرُ الحُكمُ كمُتَهَمِ
وقاتلٍ ، ومجرمٍ ، وبِهِِ = إثمٌ ، وسُخْطُ الكونِ ، والأُمَمِ
لكنَّمَا ( بوشُ ) الرَّدى مَلَكًا = يحيَا طَليقَ الجُرْمِ في عُصُمِ
يجني ثمارَ الأمسِ في سَلَمٍ = على دِماءِ (العُربِ) بالنَّغمِ
فلا ضميرُ الكَونِ حَاسَبَهُ = ولا نداءُ السَّيفِ والهِمَمِ
قد أوجَدَ الأعذارَ منْ عَبَثٍ= ليَحرقَ الأوطانَ في نَهَمِ
آهٍ (عراقُ) الأمسِ في غَمَمٍ = بصولةِ الجُرذانِ ، والغَنَم
كيف (عراقُ) المجدِ في وَهَنٍ= د ربُ العُلا بالحبِّ ، واللُّحَمِ
غنَّى الفراتُ بالوَفَا وجَرَى = بذِكرَياتِ النَّصرِ ، والعَزَمِ
فجرُ الخَلائقِ ، اهتَدى ، وسَمَا = يُسقي دروبَ الكونِ كالدِّيم
(عشتارُ) أزهَارُ الجَمالِ ، سرتْ = أعماقُهَا بالوَهْمِ ، والحُلُمِ
وأرضُهَا شهدُ النَّخيلِ عَلا = فخضَّبَ السَّماء بالعَنَمِ
خيراتُها بالجُّودِ جَاريةٌ = وأهلُهَا كالأُسدِ بالأَجَمِ
دينٌ ، وعلمٌ ، مُذْ غَدا بَشرٌ = وحلَّقتْ بِالفكرِ ، والقَلَمِ
مرَّ (عليٌ) و( الحُسينُ ) بهَا = لنصرةٍ ، بالعدلِ ، والسَّلَمِ
واستشهَدَ (الإثنانِ) في وَرَعٍ = والحزنُ عمَّ النَّاسَ بالنَّدَمِ
أرضُ (العراقِ) بالوَهَى خَضَعَتْ = لِفتنةِ الأوغادِ ، والتُّهَمِ
قد جاء (أوبَامَا) بمصطَدِمٍ = فأشعلَ البُلدانَ بالدُّهَمِ
بخدعةٍ كالنَّارِ فِي حَطَبٍ = تأتي على الشُّعوبِ بالهَدَمِ
هُمُ الجنُاةُ أصبحَوا حَكَمًا = ألقوا على( الإسلامِ) بالتُّهَمِ
قد صدَّروا الإرهابَ في حُلليٍ = وألبسوهُ ( العُربَ) بالرَّغَمِ
فلينظروا كم قتَّلوا عبثًا = شيخًا ، وأطفالاً ، بلا رحَمِ
صمٌ ، وعميٌ ، والقلوبُ جَفَا= وفي الصَّدور الحقدُ كالضَّرَمِ
فما أرادوا العدلَ أو رغبوا = يومًا ، لقاءَ الحقِّ ، والسَّلَمِ
فِي كُلِّ يومٍ محنةٌ , وأسى = لِيُصبحَ الأمانُ كالعَدَمِ
فوضى تثيرُ الذُّعر َفي جبلٍ = ويسقطُ الشَّرقُ لِمُنْهَزِمِ
كم دوحةٍ بالأمسِ قد عصفوا = بها ، وبالأطيارِ ، والنَّعم
في كلِّ أرضٍ أوجدوا سَبَبًا = يأتي على الأقطَارِ بالنَّقمِ
بفتنةٍ كالدَّاءِ في جَسَدٍ = فتضربُ الأقوامَ بالصَّدَمِ
تسري كما الأدواءُ قاتلةً = فتُسقطُ الأعلامَ منْ قِمَمِ
حين غشتْ فجرَ المنى عَصفَتْ = بالوعدِ ، والأحلامِ ، والعَلَمِ
كَم دولةٍ غدتْ ، إلى خَنَعٍ = نارٍ ، وأطلالٍ ، ومحتَدِمِ
(قدسٌ) إذا ما الشَّوقُ داعبَنَا = فالشَّرُ بالأعداءِ لم يَنَمِ
منْ قالَ : قدسُنا لنا وطنٌ = صار إلى الظَّلامِ ، والرَّجَمِ
فقاذِفَاتُ الغدرِ في حَنَقٍ = وتشعلُ الأرجاءَ بالحُمَمِ
تجمَّعوا منْ حولِنَا ، وَسَعُوا= في أرضنَا بالإثمِ ، والوَخَمِ
فالمجرمُونَ بالدُنَا فَرِحُوا = وينعتونَ الدِّينَ بالوَصمِ
والمسلمونَ الآنَ في وَهَنٍ = يقابِلونَ الشَّرَ بالعَدَم
يُعانقُونَ الجُرحَ في كَتَمٍ = ويدفَعونَ الجُرْمَ بالكَلِمِ
صاحتْ دروبُ الأمسِ شاكِيَةً = يأ أمَّةَ الإسلامِ ، والحَرَمِ
مهما استكانَ اليومُ في ألمٍ = أو صار بالأهوالِ ، والسَّدَمِ
فالعزمُ باقٍ ، والعلا أملٌ = وعدٌ نديمُ المجدِ ، والعَزَمِ
واستذكري ، واسترجعي زمنًا = دمتِ الهُدى ، والعدلَ في الأممِ
فُزتِ بدين (الله) هاديةً = تصبو لكِ الأكوانُ منْ عِظَمِ
فدينُكِ ، الدِّينُ القويمُ ، سقى = كلَّ نهوجِ الأرضِ ، بالرَّحَمِ.
(محمدٌ) كالنُّور في كبدٍ = قد أخرج الأنامَ من ظُلَمِ
هلَّ كما الشُّموسُ طلعتها = ضاء قلوبَ النَّاسِ بالحِكَم
لمَّا خطا والعدلُ موكبه = تقَهقَرَ الشَّرُ إلى الأدَمِ
إذا مشَى فالشَّمسُ في حُجُبٍ = والقيظُ ، والرَّغامُ ، لم يَدُمِ
حوائجُ الأكوانِ قد قُضِيَتْ = بالعفو ، والإيمانِ ، والحُزُمِ
في كل أمرٍ كان منهجه = بشرعةِ القرآنِ ، والفَهَمِ
جاءتْ له الأكوانُ طائعةً = بالحبِّ ، والأشواقِ ، والخِدَمِ
ثمَّ اقتدى به الورى رغبًا = حتَّى ينالوا العيشَ بالسَّلَمِ
كأنَّما النَّاس غفتْ ، وصحتْ = في قُشُبِ الحياةِ ، والنَّعَمِ
ورفرفتْ أعلامهُ وعلتْ = تشدو صفاء الرُّوحِ ، والشِّيَمِ
أزكى منَ الطيبِ مواكبهُ = وأفضلُ الأعراقِ في الأممِ
بل إنَّهُ النُّورُ ، إذا انكشفتْ = بهِ سماءُ الصُّبح ِ ، من غَسَمِ
خَلْقٌ سَمَا ، فاز به خُلُقٌ = في القولِ ، والأفعالِ ، والعُصُمِ
وقد تزيَّن الجمالُ به = في الحُسنِ ، والذَّاتِ ، وفي الكرَمِ
(محمدٌ) جئتَ الدُّنا فسما = عيش الورى بالصَّفوِ ، والرَّحَمِ
يا (خاتمَ الرُّسْلِ) لقد سَكَنتْ = بكَ النُّفوسُ بعد ذي سأمِ
أتممتَ دينَ (الحقِّ) وانتصرتْ = عقيدةُ التَّوحيدِ بالسَّلَمِ
ربُّ الوجودِ ، واحدٌ ، أحدٌ = وخالقُ الأكوانِ من عَدَمِ
وأرسلَ الأطهارَ تذكرةً = هدايةً للنَّاسِ ، منْ ظُلَمِ
وأنزلَ القرآن مختَتِمًا= كلَّ كتابٍ جاء من قِدَمِ
فيه المفازُ ، والرَّجا أبدًا = جسرُ المنى ، والعفوِ ، والهِمَمِ
يغدو شفيعَ الرُّوحِ إن ذهَبَتْ = فيه شفاءُ النَّفسِ من كَلَمِ
ومَنهَجٌ للنَّاس من زللٍ = يسمو جلالَ الحرفِ والكَلِمِ
بلاغةُ القولِ ، ومعجزةٌ = لاتنتهي في الدَّهر من عُصُمِ
سِرُّ الإلهِ الحقِّ ، أنزلهُ = على محمَّدٍ ، كمُختَتِمِ
ياربَّ أنتَ غوثُنا ، فقنَا = من كيدِ أعداءٍ ، ومنقسِمِ
فلمْ يعُدْ لنا سواكَ حمى = منْ غضبةِ الأقدارِ ، والنِّقَم
حين التجأنا للعدا،فَسَرَتْ=بدربنا الأحقادُ كالحَدَمِ
آلت إلى الأهوالِ ، أنفسنا = لمَّا نسينا الحمدَ في النَّعَمِ
أمجادنُا باتت بهاويةٍ = إنْ لمْ تَعدْ ، فنحن في هَدَمِ
طالَ علينا العيشُ في حَلَكٍ = بين العدا ، والغدرِ ، والضُّيَمِ
نصبو إلى فجرٍ يفوحُ شذا = بالنَّصر ، والفرسانِ ، والعَلَمِ
نرنو إلى الحقوقِ في ولهٍ = ومنْ يفز بالحقِّ ، لم يَجِمِ
يا أمَّةً ، ودينُها وَتَدٌ = في الأرضِ ، والإيفاعِ ، والقِمَمِ
عودي إلى الأمجاد شامخةً=يا أمةً الإسلامِ ، واللُّحمِ
عودي إلى العلياءِ صادحةً = يا مُنتهى الآمالِ والحُلُمِ
كوني كما كُنتِ الحمى أبدًا = وتحملينَ الحقَّ ، كالحُذُمِ
لا تسجيبي للعدا رهبًا= أو ترتضي بفتنة الوخَمِ
ثوري على الأعداءِ ، وانتفضي = بوجهِ أشرارٍ ، و مضَّطَرَمِ
عودي إلى الأصقاعِ هاديةً = واستمسكي بالدِّين والرَّحَمِ
لن يستطيعَ الغدرُ مجتمعًا = أن يلحقَ الأطهار بالعَتَمِ
لن يُطفئوا نورَ الهُدى أبدًا = فاللهُ فوقَ كُلِّ مُنتقِمِ
والحقُّ والإسلامُ بينهُما = قلبٌ هوى الله ، مِنَ الفُطُمِ
سوف يعودُ الشَّرُ مُنكسرًا = يغدو عليهِ الحقُّ بالهَزَمِ
مَنْ يهزمِ الحقدَ وظلمتَهُ = حازَ يقينَ الذَّاتِ ، لم يَهِمِ
إنَّ سماء المجد في شغَفٍ = لعودةِ الأحرار ، كلُّهمِ
إبني جسورًا بالوَفَا ، وقفي = بالوعدِ ، والإقدامِ ، والهِمَمِ
هيا كفاكِ منْ وهَى ألمًا = هيا ارجعي للنِّور ، والعزَمِ
فلن يطولَ الجورُ في وطَنٍ = ولن يظلَّ الشَّرُ بالقُدُمِ
أنتِ كما النُّجومُ عاليةٌ = وأنتِ بدرُ الكونِ في التَّمَمِ
ستملكينَ الأ رضَ قاطبةً = ثمَّ سيغدو الحرُ بالعَلَمِ
كرٌ ، وفرٌ في الحياةِ ، وما = جنى العبادُ غيرَ مُنفحِمِ
نسعى ، ويعدو ، بينَنا أملٌ = والغيبُ بالأقدارِ ، والرُّجُمِ
فالنَّاسُ في الوجودِ لاهثةٌ = بهدرةٍ كالسَّيلِ من عَرِمِ
كأنَّها في الكونِ خالدةٌ = ترجو بلوغَ ذروةَ التَّمَمِ
والعمرُ يمضي كالرَّبيعِ إذا = ما احتدَّ بالخريفِ ، والهَزَمِ
من نالَ في الوجودِ مأملهُ = مثلُ الذي عاشَ بالعُدُمِ
كلاهُمَا يفنى بلا رغدٍ = فقد تساوى المرءُ بالأدَمِ
ولم يزل نهجُ الورى عجبًا = كلٌ لفوز العيشِ والنَّعمِ
وسوف يبقى الكونُ في كَدَرٍ = بالغدرِ ، والأحزانِ ، والجُرُمِ
والقتلِ ، والدَّمار في ظمإٍ = والزُّورِ ، والنِّفاقِ ، والألَمِ
فلا تلومَنَّ الدُّنا أبدًا = فالعيبُ في الإنسانِ ، من قِدَمِ
لكنَّما مَن يجتبي سُننًا = وشرعةَ المولى ، ففي عُصُمِ
وقد جَنَى نورَ الهُدَى ، وَسَمَا = و فازَ ( يومَ العَرضِ ) مِن حَدَمِ
شعر : مراد الساعي