د. سمر مطير البستنجي
10-14-2011, 12:09 PM
رحلةُ إغتراب...
((وَلمّا عن وطنهِ غابْ...!! فتّشتُ عنه السّهل والغاب..سألت عنه الصخر..والبيداء....والهواء ؛حتى السّراب..
طُفتُ في الطرقات أناديه:أين أنتَ,,لِما سَلوتَ الأهل والأحباب..؟؟ناديتُه ,فما أجابْ...وكل من سألتهم عنه...أطرَقَ،وطرفُه بالدمع جَاد؛ثمّ أجاب......))
(1)
سألتُ الشمس عنه فأصغت ثُم قالت:
هُنا كانْ ..
يأتيني..من الشروق إلى حتى الغياب ..
أشعلُ فيه شرارة الشّوق للإياب
يركضُ في كل اتجاه
يتعلّقُ بجدائلي...
يطوفُ السَهل والغاب..
يملأهُ الهَمُّ والتَعب،يُسابق السراب
يُفتش عن طرقات العودة،
بين حقول القمح المُذهب والقَصب
عن أملٍ تاهَ منهُ..مُذ غاب
فتقودُه الأشواق إلى حيثُ لوطن
فنبكي معاً..نبكي الوطن..نبكيه في شَجَن.
(2)
سألتُ القمر عنه فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ...
يُحيط بي كَهالتي
يَسير تحت عرش النور
كي يَستَدل الطريق
مُسافراً عَبر أهداب الصباح
يَنثر الدمع والحنين
يأتيني كل ليله ..
نازف الجراح بَعدما...
أعرض الصبر عنهُ وأشاح
يُمسك بجدائلي..يَطوفُ في الأنحاء
يُفتِشُ الأرض عن مَخرج..
يُقلّبُ السّماء
يَهُزُهُ الشّوق ...ويأكُلهُ الشَّجَن
يَمضي..مُمزق الأشلاء
تَسحقهُ الذكريات
لأحاديث الرّفاق.. تحت أنوار القمر
في مواسم الحصاد..وليالي السَمر
فنبكي معاً..نبكي الوطن..نبكيه في شَجَن.
(3)
سألتُ البحر عنه فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ..
يبحر مع الرياح
تتجاذبه أطراف الغربة
في ليالي البرق والقمر
بحار بلا شطآن..
يتأرجح بين مدّ وجزر
وفؤاده بالأسى يبحر
يرثي العمر الذي أضناه الزمان،
يرسم على الرمل خارطة الطريق
يبكي الديار كعاشق ولهان
يكتب رسائل الحب على صفحة الماء
لتنساب مع المدّ المسافر
إلى ذاك المكان،
حيث الأهل والخلاّن
فتأخذنا الأشواق...للوطن
فنبكي معا..نبكي..في شجَن.
(4)
سألت الصخر عنه فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ..
يَمتطي صَهوة ظَهري كالحِصان
يُمطِرني بالعَبرات...يُقبّلني....
فَهو جزء منّي..
وأنا منهُ ذرّات
ولنا في السّاح قِصصاً حكايات
فأنا...سِلاحهُ المَسنون،
يومَ نامَتِ الرَصاصات
وحرفهُ الذي نَطق الآهات؛
حينَ أُخرست الكلمات
فَمنّي..حِجارةُ بيته والحارات
في كلّ صباحٍ يأتيني..يَتلمسُني
يَبُثني شَوقه ...
نذكُر الأيام الخاليات
ونُجدد العَهد للأيام الباقيات
وتأخُذنا الأشواقُ إلى حيثُ الوطن
فنبكي معاً...نبكي في شَجَن.
(5)
سألتُ الحُلم عنهُ فأصغى ثم قال:
هُنا كانْ..
يَسكُن ظُلمة عيني التي أغمضتها
يوم غاب النّور
في كلّ ليلة يأتيني،
مُشرّدَ النوم..أسيرَ الإضطراب
يَبحثُ في أطراف لَيلي ..
عن وَمضةٍ من أملٍ غاب
أُحاورهُ..ويُحاورني
نُشعِلُ قناديل الذكريات التي أطفأها الزمن
يَروي حِكاية عِشقهِ للأرض..للتّراب
وكيفَ غابَ النور عن وجهِهِِ
في يوم الإغتراب
فَنبكي ..ونبكي..ليل الهَوان والوَهَن
فتأخُذنا الأشواقُ إلى حيثُ الوطن
فنبكي معاً..ونبكي..في شَجَن
(6)
سألتُ دفاتر شِعره عنهُ فأصغت ثم قالت :
هُنا كانْ...
يُقلِبني كلّ مَساء،
وَمِلئه الشّوق..والعَناء
يُجلّله الأسى..
يَخُطُ على صَدري بحروفٍ نازفات
أعذبَ الذكريات..وأحاديث السَمر
في تلك المَساءات..
تَحت ظِلِّ السنديانةِ المِمشوقةِ القَوام
أو حَول مَواقِد الليالي المِاطِرات
ألمَسُ نَوح الشّوق في النَبرات
لِهاتيكَ الذِكريات
تُشعِلُني خَواطِرَهُ الحَرّى النَازفات
أُشاطِرُهُ وِحشَة الليالي الحالِكات
في سكون الليل واحتراق الذات
فَتأخُذنا الأشواقُ إلى حيثُ الوطن
فنبكي معاً..ونبكي في شَجَنْ
(7)
سألتُ القلبَ عنهُ فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ ,ولا زال ...
يَعزِفُ لَحن الخُلود في الأوصال
وَيجري في زِقاقِ الروح مِنيْ
كَطفلٍ يركُضُ بَينَ المُروجِ
يُقبِّلُ وَرد الشّوقِ للحياة
في غُدوٍّ وآصال
يُمَنّي النَفس بالآمال..
يَرقبُ اكتمال البَدر ...في الليل
الطويل..
يَرى الأيام شاحبة...
تَمضي كحلمٍ خافِت الضوء ..صَعب المَنال
والدُنيا احتِضار...
يَسري عَبْرَ شَراييني
يَنتظرُ النّهار...
فَلرُبّما يأخُذه الفجرُ إلى حيث الوطن
فَتنتابُنا الأشواقُ..
فنبكي...
ونبكي معاً..نبكي في شَجَنْ
(8)
سألتُ الوطنَ عنهُ فأصغى ثُمّ قال:
هُنا كانَ..ثم غابْ
وَسوف يأتيني بهَ الصّباح
واجِمُ الطّرف عالي الصّياح
يَشكي الهَمّ والأتراح....
فأنا، قَدَرٌ مَرسومٌ في عَينيه
سَيأتيني...
وعلى الثَغر بَقايا مِن قُبَلْ
يُجَلّلهُ المَلَلْ...
أبُثّهُ..ويَبُثُّني
حَديث الروحِ للأرواح
أعرفهُ..ويَعرفُني..
فَهو إبني أنا...
إبنُ البَرق والأخطار
وَليدُ الحَرب والإعصار
ثابِتاً..كالطّود..كالأسوار
عنيداً..أبيّ الكَسرِ كالأحجار
لَكَمْ خاضَ بُحور النّار
ليبقى شامخاً جبار..
كما الأشجار
تأكُلُها حُشودُ النّار
ولا تَستَجدي الغَيث والأمطار..
وعَهدنا وَثيق
كُلما أفاق الحُبّ..يَفيق
كَما الأزهار في آذار
فَبَحريْ....مَكمنُ الأسرار
ومَوجي عالياً هَدّار
يأتينيْ..بأبنائي..
لِتَحيا في ظِلال الدَّار
هُم لؤلؤي..وأنا المَحار
لو طافَتْ بِهم أقدار...
أو جابوا حِمى الأقطار..
سَتحمِلهم رياحُ الشّوقِ..
للأوطان للسُمّار..
سَيأتي المَوجُ بالبَحار..
واجِماً عالي الصِياح
معْ نسائِم آخر الليل
معْ قَطر الصَّباح
فحديثُ الروح للأرواح..
يُخبرني ، يُنبئني....
بليلٍ حافل الأفراحِ..يَجمَعُنا
وخطوتهُم..
سَتحملهُم،سَتُرجعهُم...
إلى حُضني
ولهفتهُم...سَتُخبركُم
تَبوحُ بِسِرِّ عَودتهم..
إلى ظِلّي ...
فأنا قَدَرٌ..وهُمْ قَدَري
سأحمِلُهُم مَدَى الدَّهرِ
في قَلبي ..على ظَهري...
لَو صاروا إلى قَبْري
سَأحضُنهم....
فهُم أحبابُ تلكَ الدَّار
لو طافَتْ بِهُم أقدار...
أو جابوا حِمى الأقطار..
سَتحملهُم رياحُ الشّوق..للأوطان
للسُمَّار..
فأنا مِنهُم..وهُمْ مِنّي..
وأنا قَدَرٌ..
وهُم قَدَري...
وهل نَختارُها الأقدارْ؟!
((وَلمّا عن وطنهِ غابْ...!! فتّشتُ عنه السّهل والغاب..سألت عنه الصخر..والبيداء....والهواء ؛حتى السّراب..
طُفتُ في الطرقات أناديه:أين أنتَ,,لِما سَلوتَ الأهل والأحباب..؟؟ناديتُه ,فما أجابْ...وكل من سألتهم عنه...أطرَقَ،وطرفُه بالدمع جَاد؛ثمّ أجاب......))
(1)
سألتُ الشمس عنه فأصغت ثُم قالت:
هُنا كانْ ..
يأتيني..من الشروق إلى حتى الغياب ..
أشعلُ فيه شرارة الشّوق للإياب
يركضُ في كل اتجاه
يتعلّقُ بجدائلي...
يطوفُ السَهل والغاب..
يملأهُ الهَمُّ والتَعب،يُسابق السراب
يُفتش عن طرقات العودة،
بين حقول القمح المُذهب والقَصب
عن أملٍ تاهَ منهُ..مُذ غاب
فتقودُه الأشواق إلى حيثُ لوطن
فنبكي معاً..نبكي الوطن..نبكيه في شَجَن.
(2)
سألتُ القمر عنه فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ...
يُحيط بي كَهالتي
يَسير تحت عرش النور
كي يَستَدل الطريق
مُسافراً عَبر أهداب الصباح
يَنثر الدمع والحنين
يأتيني كل ليله ..
نازف الجراح بَعدما...
أعرض الصبر عنهُ وأشاح
يُمسك بجدائلي..يَطوفُ في الأنحاء
يُفتِشُ الأرض عن مَخرج..
يُقلّبُ السّماء
يَهُزُهُ الشّوق ...ويأكُلهُ الشَّجَن
يَمضي..مُمزق الأشلاء
تَسحقهُ الذكريات
لأحاديث الرّفاق.. تحت أنوار القمر
في مواسم الحصاد..وليالي السَمر
فنبكي معاً..نبكي الوطن..نبكيه في شَجَن.
(3)
سألتُ البحر عنه فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ..
يبحر مع الرياح
تتجاذبه أطراف الغربة
في ليالي البرق والقمر
بحار بلا شطآن..
يتأرجح بين مدّ وجزر
وفؤاده بالأسى يبحر
يرثي العمر الذي أضناه الزمان،
يرسم على الرمل خارطة الطريق
يبكي الديار كعاشق ولهان
يكتب رسائل الحب على صفحة الماء
لتنساب مع المدّ المسافر
إلى ذاك المكان،
حيث الأهل والخلاّن
فتأخذنا الأشواق...للوطن
فنبكي معا..نبكي..في شجَن.
(4)
سألت الصخر عنه فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ..
يَمتطي صَهوة ظَهري كالحِصان
يُمطِرني بالعَبرات...يُقبّلني....
فَهو جزء منّي..
وأنا منهُ ذرّات
ولنا في السّاح قِصصاً حكايات
فأنا...سِلاحهُ المَسنون،
يومَ نامَتِ الرَصاصات
وحرفهُ الذي نَطق الآهات؛
حينَ أُخرست الكلمات
فَمنّي..حِجارةُ بيته والحارات
في كلّ صباحٍ يأتيني..يَتلمسُني
يَبُثني شَوقه ...
نذكُر الأيام الخاليات
ونُجدد العَهد للأيام الباقيات
وتأخُذنا الأشواقُ إلى حيثُ الوطن
فنبكي معاً...نبكي في شَجَن.
(5)
سألتُ الحُلم عنهُ فأصغى ثم قال:
هُنا كانْ..
يَسكُن ظُلمة عيني التي أغمضتها
يوم غاب النّور
في كلّ ليلة يأتيني،
مُشرّدَ النوم..أسيرَ الإضطراب
يَبحثُ في أطراف لَيلي ..
عن وَمضةٍ من أملٍ غاب
أُحاورهُ..ويُحاورني
نُشعِلُ قناديل الذكريات التي أطفأها الزمن
يَروي حِكاية عِشقهِ للأرض..للتّراب
وكيفَ غابَ النور عن وجهِهِِ
في يوم الإغتراب
فَنبكي ..ونبكي..ليل الهَوان والوَهَن
فتأخُذنا الأشواقُ إلى حيثُ الوطن
فنبكي معاً..ونبكي..في شَجَن
(6)
سألتُ دفاتر شِعره عنهُ فأصغت ثم قالت :
هُنا كانْ...
يُقلِبني كلّ مَساء،
وَمِلئه الشّوق..والعَناء
يُجلّله الأسى..
يَخُطُ على صَدري بحروفٍ نازفات
أعذبَ الذكريات..وأحاديث السَمر
في تلك المَساءات..
تَحت ظِلِّ السنديانةِ المِمشوقةِ القَوام
أو حَول مَواقِد الليالي المِاطِرات
ألمَسُ نَوح الشّوق في النَبرات
لِهاتيكَ الذِكريات
تُشعِلُني خَواطِرَهُ الحَرّى النَازفات
أُشاطِرُهُ وِحشَة الليالي الحالِكات
في سكون الليل واحتراق الذات
فَتأخُذنا الأشواقُ إلى حيثُ الوطن
فنبكي معاً..ونبكي في شَجَنْ
(7)
سألتُ القلبَ عنهُ فأصغى ثُم قال:
هُنا كانْ ,ولا زال ...
يَعزِفُ لَحن الخُلود في الأوصال
وَيجري في زِقاقِ الروح مِنيْ
كَطفلٍ يركُضُ بَينَ المُروجِ
يُقبِّلُ وَرد الشّوقِ للحياة
في غُدوٍّ وآصال
يُمَنّي النَفس بالآمال..
يَرقبُ اكتمال البَدر ...في الليل
الطويل..
يَرى الأيام شاحبة...
تَمضي كحلمٍ خافِت الضوء ..صَعب المَنال
والدُنيا احتِضار...
يَسري عَبْرَ شَراييني
يَنتظرُ النّهار...
فَلرُبّما يأخُذه الفجرُ إلى حيث الوطن
فَتنتابُنا الأشواقُ..
فنبكي...
ونبكي معاً..نبكي في شَجَنْ
(8)
سألتُ الوطنَ عنهُ فأصغى ثُمّ قال:
هُنا كانَ..ثم غابْ
وَسوف يأتيني بهَ الصّباح
واجِمُ الطّرف عالي الصّياح
يَشكي الهَمّ والأتراح....
فأنا، قَدَرٌ مَرسومٌ في عَينيه
سَيأتيني...
وعلى الثَغر بَقايا مِن قُبَلْ
يُجَلّلهُ المَلَلْ...
أبُثّهُ..ويَبُثُّني
حَديث الروحِ للأرواح
أعرفهُ..ويَعرفُني..
فَهو إبني أنا...
إبنُ البَرق والأخطار
وَليدُ الحَرب والإعصار
ثابِتاً..كالطّود..كالأسوار
عنيداً..أبيّ الكَسرِ كالأحجار
لَكَمْ خاضَ بُحور النّار
ليبقى شامخاً جبار..
كما الأشجار
تأكُلُها حُشودُ النّار
ولا تَستَجدي الغَيث والأمطار..
وعَهدنا وَثيق
كُلما أفاق الحُبّ..يَفيق
كَما الأزهار في آذار
فَبَحريْ....مَكمنُ الأسرار
ومَوجي عالياً هَدّار
يأتينيْ..بأبنائي..
لِتَحيا في ظِلال الدَّار
هُم لؤلؤي..وأنا المَحار
لو طافَتْ بِهم أقدار...
أو جابوا حِمى الأقطار..
سَتحمِلهم رياحُ الشّوقِ..
للأوطان للسُمّار..
سَيأتي المَوجُ بالبَحار..
واجِماً عالي الصِياح
معْ نسائِم آخر الليل
معْ قَطر الصَّباح
فحديثُ الروح للأرواح..
يُخبرني ، يُنبئني....
بليلٍ حافل الأفراحِ..يَجمَعُنا
وخطوتهُم..
سَتحملهُم،سَتُرجعهُم...
إلى حُضني
ولهفتهُم...سَتُخبركُم
تَبوحُ بِسِرِّ عَودتهم..
إلى ظِلّي ...
فأنا قَدَرٌ..وهُمْ قَدَري
سأحمِلُهُم مَدَى الدَّهرِ
في قَلبي ..على ظَهري...
لَو صاروا إلى قَبْري
سَأحضُنهم....
فهُم أحبابُ تلكَ الدَّار
لو طافَتْ بِهُم أقدار...
أو جابوا حِمى الأقطار..
سَتحملهُم رياحُ الشّوق..للأوطان
للسُمَّار..
فأنا مِنهُم..وهُمْ مِنّي..
وأنا قَدَرٌ..
وهُم قَدَري...
وهل نَختارُها الأقدارْ؟!