د. سمر مطير البستنجي
10-15-2011, 02:28 PM
قصة رمزية
عندما تُخطيء الأمنيات!
ألحّت عليه الأفكار..ففرّ إلى النوم علّه يجد فيه راحته .
حاول النوم فلم يستطع..!تقلب ذات اليمين وذات الشمال؛وأيضاً لا فائدة!!.
انتابه صداع شديد ..فكاد صندوق رأسه المحشوّ بكل،كل سيء أن ينفجر!
تناول قرص مسكن وأذابه في فنجان قهوته ،فلربما نتج من تفاعلهما مادة سحريه تصنع لرأسه ما يشبه المستحيل.
تنازل الرأس المحشوّ بكل كل شيء قليلا عن نوبات الصداع ،وبدأت تهبّ عليه أمواج السهاد غير أنها محملة بالكثير الكثير من أحاديث الدنيا وهمومها ،
إذا لا خلاص!
أطلّ الفجر يرثي حاله..فلم يمنحه الليل شيئا من سكونه وراحته، فذهب إلى حيث عمله لا يكاد يرى شيئا سوى فراشات النعاس التي تُطارده دون أن يستطيع أن يصطاد منها شيئاً.
أيام عديدة والحال من سيء إلى أسوأ، فقرر الذهاب إلى الطبيب ولكن !
قسط الجامعة ..إيجارا لشبه الشقة التي يسكنها.. قسط البنك الشهريّ..و..و..و، ومع ذلك فهو مضطرّ لتناسي كل شيء والذهاب إلى حيث الطبيب.
وصل إلى عيادة الطبيب .. وجلس في حجرة الانتظار الذي راق له هدوئها وترتيبها.. وللوهلة الأولى !شعر برغبة ملحّة في النوم..وكأن قوانين الطبيعة تخدعه،فهو سليم معافى ولا حاجة للطبيب..فقرر مغادرة العيادة وفورا إلى سريره..ولكن الممرضة دعته للدخول إلى حيث الطبيب. فالآن لا مجال للتراجع.
جلس يرقب حركات الطبيب في حذر..وصدره مليء بالرعب..فما نوع مرضه يا ترى؟!وهل يستحق هذا العناء وهذا المبلغ الكبير الذي رقد في جيب الطبيب في أمان؟!
استيقظ من شروده على يد باردة تمسك بيده،وتجسّ نبضه..وأسئلة تنهال عليه من بين شفتي الطبيب الغليظتين..وبعد معاينة جسديه ومصارعة فكريّه.. قرر الطبيب انه سليم!!
حاول أن يقنع الطبيب بمرضه..وحاول أن يقنعه الطبيب بأنه سليم معافى..وباتت المعادلة طريحة فراش المناقشات ..تنتظر من يُنقذها ويعترف بها!
خرج من العيادة يضحك من يأسه..يكلم نفسه كالمجنون..
يا له من طبيب لا يفقه شيئا!!..أبعد كل الذي وضعته في جيبه أقرّ بأني سليم؟!أكلّ المال الذي دفعته لم يكن إلاّ ثمنا لكلمة واحده"سليم"!!
تمنى لو كان مريضا بحق، مريضا بمرض مزمن، خطير..كبير بحجم المال الذي وضعه في جيب الطبيب!
ومرت بضعة أيام..امتلأ خلالها الصندوق الحيّ الذي يحمله على أكتافه وفوق عنقه بالمزيد من الهموم والأفكار.. واتسع حجم الأشياء المخزونة فيه ،فصرخ معبرا عن ذلك بشكل نوبات صداع متكررة عميقة عميقة.أكثر عمقا من سابقتها.
ازدادت حالته سوءا ..فذهب إلى طبيب آخر علّه يجد عنده الدواء للعلّة المجهولة..
عاينه الطبيب الجديد بدقة ..فأخبره بالعلّة والسبب .. فصندوق رأسه محشو إلى ما فوق حدّ الاستطاعة البشرية، وأخبره بضرورة إفراغه من كل محتوياته!!.
"فالرؤوس الفارغة فقط..هي التي لا تطالها الأمراض" !!!
خرج من عند الطبيب فرحا بالوصفة السحرية التي ستخلصه من ألامه، وقرر أن لا يفكر بشيء مطلقاً.
دخل إلى بيته الصغير المكتظ...فكسر التلفاز..وحطّم المذياع..ثم أحرق الكتب التي نامت على رفوف مكتبته حزينة..و سدّ نوافذه وأبوابه واستعدّ لنوم طويل طويل.
فرح! إذ بدأ النعاس يغالبه..واندسّ وسط غيمات لفّت جسده بقطنها الناعم..ورشّت على وجهه مادة مخدّره وارته في غياهب اللاوعي.. فتلذذ بطراوتها ونام ملء جفونه سعيدا.
وفي انتصاف المسافة ما بين الحلم واليقظة ..جاءته أشباحا من الأحلام تستعرض قوتها، تطارده.. تعبئ رأسه ضجيجا ! فرأى أن ابنه أحمد قد تم فصله من الجامعة لعدم سداد القسط..وأن المالك يلقي بحاجياته خارجا..و..و...فاستفاق يصرخ مذعورا:
آهٍ منك أيتها الأفكار !!دعيني وشاني...في الحقيقة ؛وحتى في المنام!
ليت دماغي ينفجر لارتاح!..
ليتها تكون ساعة استجابة!.
تناول مسكنا آخر وآخر وآخر، واقوي، فهو لا يريد سوى حقه في النوم..لا يريد أحلاما ولا حقائق.
وفعلاً!
غطّ هذه المرّة في نوم عميق ..وتعالى صوت الشخير يقضّ سكون الغرفة المهترئه.
نام ..نام بعمق ولم يستيقظ!
والآن لن تزعجه أحلام ولا حتى حقائق..فلقد تتحققت أمنيته أخيرا!!..
حتى لو كانت الأمنية الخطأ!
تُرى!!
هل هو ذنب الحقائق،،أم أنها الأحلام .....
أم أنه خطأ الأمنيات؟!
عندما تُخطيء الأمنيات!
ألحّت عليه الأفكار..ففرّ إلى النوم علّه يجد فيه راحته .
حاول النوم فلم يستطع..!تقلب ذات اليمين وذات الشمال؛وأيضاً لا فائدة!!.
انتابه صداع شديد ..فكاد صندوق رأسه المحشوّ بكل،كل سيء أن ينفجر!
تناول قرص مسكن وأذابه في فنجان قهوته ،فلربما نتج من تفاعلهما مادة سحريه تصنع لرأسه ما يشبه المستحيل.
تنازل الرأس المحشوّ بكل كل شيء قليلا عن نوبات الصداع ،وبدأت تهبّ عليه أمواج السهاد غير أنها محملة بالكثير الكثير من أحاديث الدنيا وهمومها ،
إذا لا خلاص!
أطلّ الفجر يرثي حاله..فلم يمنحه الليل شيئا من سكونه وراحته، فذهب إلى حيث عمله لا يكاد يرى شيئا سوى فراشات النعاس التي تُطارده دون أن يستطيع أن يصطاد منها شيئاً.
أيام عديدة والحال من سيء إلى أسوأ، فقرر الذهاب إلى الطبيب ولكن !
قسط الجامعة ..إيجارا لشبه الشقة التي يسكنها.. قسط البنك الشهريّ..و..و..و، ومع ذلك فهو مضطرّ لتناسي كل شيء والذهاب إلى حيث الطبيب.
وصل إلى عيادة الطبيب .. وجلس في حجرة الانتظار الذي راق له هدوئها وترتيبها.. وللوهلة الأولى !شعر برغبة ملحّة في النوم..وكأن قوانين الطبيعة تخدعه،فهو سليم معافى ولا حاجة للطبيب..فقرر مغادرة العيادة وفورا إلى سريره..ولكن الممرضة دعته للدخول إلى حيث الطبيب. فالآن لا مجال للتراجع.
جلس يرقب حركات الطبيب في حذر..وصدره مليء بالرعب..فما نوع مرضه يا ترى؟!وهل يستحق هذا العناء وهذا المبلغ الكبير الذي رقد في جيب الطبيب في أمان؟!
استيقظ من شروده على يد باردة تمسك بيده،وتجسّ نبضه..وأسئلة تنهال عليه من بين شفتي الطبيب الغليظتين..وبعد معاينة جسديه ومصارعة فكريّه.. قرر الطبيب انه سليم!!
حاول أن يقنع الطبيب بمرضه..وحاول أن يقنعه الطبيب بأنه سليم معافى..وباتت المعادلة طريحة فراش المناقشات ..تنتظر من يُنقذها ويعترف بها!
خرج من العيادة يضحك من يأسه..يكلم نفسه كالمجنون..
يا له من طبيب لا يفقه شيئا!!..أبعد كل الذي وضعته في جيبه أقرّ بأني سليم؟!أكلّ المال الذي دفعته لم يكن إلاّ ثمنا لكلمة واحده"سليم"!!
تمنى لو كان مريضا بحق، مريضا بمرض مزمن، خطير..كبير بحجم المال الذي وضعه في جيب الطبيب!
ومرت بضعة أيام..امتلأ خلالها الصندوق الحيّ الذي يحمله على أكتافه وفوق عنقه بالمزيد من الهموم والأفكار.. واتسع حجم الأشياء المخزونة فيه ،فصرخ معبرا عن ذلك بشكل نوبات صداع متكررة عميقة عميقة.أكثر عمقا من سابقتها.
ازدادت حالته سوءا ..فذهب إلى طبيب آخر علّه يجد عنده الدواء للعلّة المجهولة..
عاينه الطبيب الجديد بدقة ..فأخبره بالعلّة والسبب .. فصندوق رأسه محشو إلى ما فوق حدّ الاستطاعة البشرية، وأخبره بضرورة إفراغه من كل محتوياته!!.
"فالرؤوس الفارغة فقط..هي التي لا تطالها الأمراض" !!!
خرج من عند الطبيب فرحا بالوصفة السحرية التي ستخلصه من ألامه، وقرر أن لا يفكر بشيء مطلقاً.
دخل إلى بيته الصغير المكتظ...فكسر التلفاز..وحطّم المذياع..ثم أحرق الكتب التي نامت على رفوف مكتبته حزينة..و سدّ نوافذه وأبوابه واستعدّ لنوم طويل طويل.
فرح! إذ بدأ النعاس يغالبه..واندسّ وسط غيمات لفّت جسده بقطنها الناعم..ورشّت على وجهه مادة مخدّره وارته في غياهب اللاوعي.. فتلذذ بطراوتها ونام ملء جفونه سعيدا.
وفي انتصاف المسافة ما بين الحلم واليقظة ..جاءته أشباحا من الأحلام تستعرض قوتها، تطارده.. تعبئ رأسه ضجيجا ! فرأى أن ابنه أحمد قد تم فصله من الجامعة لعدم سداد القسط..وأن المالك يلقي بحاجياته خارجا..و..و...فاستفاق يصرخ مذعورا:
آهٍ منك أيتها الأفكار !!دعيني وشاني...في الحقيقة ؛وحتى في المنام!
ليت دماغي ينفجر لارتاح!..
ليتها تكون ساعة استجابة!.
تناول مسكنا آخر وآخر وآخر، واقوي، فهو لا يريد سوى حقه في النوم..لا يريد أحلاما ولا حقائق.
وفعلاً!
غطّ هذه المرّة في نوم عميق ..وتعالى صوت الشخير يقضّ سكون الغرفة المهترئه.
نام ..نام بعمق ولم يستيقظ!
والآن لن تزعجه أحلام ولا حتى حقائق..فلقد تتحققت أمنيته أخيرا!!..
حتى لو كانت الأمنية الخطأ!
تُرى!!
هل هو ذنب الحقائق،،أم أنها الأحلام .....
أم أنه خطأ الأمنيات؟!