د. سمر مطير البستنجي
10-23-2011, 11:05 AM
أحلامٌ ...وقبرٌ على الطريق
((حوادث الطّرق خطر يُهدّدنا جَميعاً))
غَضٌّ طريَّ العود... كأنّه ابتسامة فجرٍ جادَ بها ثغرُ الحياة..تتراءى بشائِرَ النُبوغ في وجهه..تمدّد العُمر مبتسماً على راحتيه..وبحركاتٍ بهلوانيةٍ من أصابعه ، رَسم المستقبل الذي حلُم به،وارتآه.
راحَ يقفِزُ في الدروب مُنتشياً بصبيانيتهِ الموعودة بفرحة الدُنيا..وعلى امتداد بصره..تراءى له حقلٌ مزروعٌ بزنبق الحياة..أبصرَهُ بعينيّ خيالِه الساحرتين، عندما انحنى الليّلُ عليهِما، فترك من سواده فيهِما قُبلتين.
في كل يوم؛ ومع تباشير الصباح الآتي من خلف سجون اللل..كان يعبث مع الأمل القادم اليه عبر أنامل الشمس.. معبّراً بضحكات وقهقهاتٍ تتسارع كتسارع نبضه الفتيّ..وهو يُلقي بجسده ِالطريّ على كل الأشياء... على المروج الخضراء حيناً ، وعلى الرمال حيناً آخر وبُحور الشّعر تغزِلُ سِحرها حوله ..حين عَزف لحنَها على قيثارة الزمن، بيدين صغيرتين تحتضِنانِ أحلاماً َروعى....
يالَ تلك الدرّاجةُ الهوائيّةُ الجديدة ! التّي ألَح ّعليها بدموع عينيه، يومَ أن رَفَضها والده خوفاً عليه...فلطالَما نامتْ مَعَهُ على وِسادَة أحلامِه ...واستيقَظت مَعَهُ تُشاركه فَرَح الطفولة.
رَكِبها!!وكأنّه يركبُ حِصانا طائرا.. عجلاتُها المتشابكة ، تسابقُ الريح..تتأرجحُ في الفضاء..تتعلق بجدائل الشمس الذهبية المُنسدِلة نوراً وحُبّا على كلِِّ الدروب...تطيرُ ويطير بها فرحاً..تحمِل برفقتِها روحه الهائِمة بحُبِّ الدنيا..... يُريد أن يستَبقَ معها الزمن، إلى عُمرٍ مُمتدّ إلى اللانِهاية..دونَ أن يدري أنّها تحملُ عُمره معها إلى حدود النهاية.
وفِعلاً.. ! ها هي تحمل معها عُمره إلى حدود النهاية..لحظةَ شاءَ القدر..وحين اختارت عجلاتُ سيارةٍ قادمةٍ كالصاروخ ، وكأنها أتت من خلف حدود الكون؛ صَدره، جاعِلةً من عظامه سُلّماً تصعَد عليه كَي تصِل بسرعةٍ إلى وجهتِها المقصودة ، ومن دمِه طِلاءاً لزجاً ، تُريح عليه عجلاتها المتآكلة بِفعل السرعة..فكانت الطريق قبراً ضَمّهُ ودراجةُ أحلامه.
حَلُمَ....فأضاعتهُ أحلامُه..وطاوعَها القدر، وطارت فراشات عُمرِه تَحملُ على أجنحتِها... آماله..أحلامه.. صبيانيتِهِ الموعودَةِ بفرحة الدُنيا.. تنثُرها هُنا وهُناك مع هبّات الريح.
حقيقةً!
ما أمَرَّ الحياةَ حين تَقسو!وما أمرَّها ، حين يموتُ في البشرية شيءٌ اسمُه الضَّمير! فهل تَسمو النفوس بهذا الانحِطاط؟؟
هل حقاً لا يوجَد كائنٌ يُفسِدُ حياتَه بيديه إلاّ الإنسان؟؟ لماذا يُحوِّلُ البشرُ ، تلك الآلاتُ الصماء إلى سيوف قاتله، تسلِبُ فرحة أُمٍ ، رأتْ في كلِّ جُزءٍ من جسد طِفلها الصّغير فَرَح الكون بأكملِه ؟! وتُحيلَ اعتزازِ الأبِ بابنه، إلى انكسارٍ وانين؟!
هل قَضَتْ شريعة السماء، بأنْ تحتَضِن الأمُّ أبنائها بين ذراعيها...تُودّعُهم .. بل تَطبع قُبلاتها الأخيرة على وَجوههم، حينَ تُرسِل بهِم، إلى دورِ العلمِ أو ساحات اللّعب؟؟
تباً لتلكَ الاختراعات..إنْ كانت ستبتلعُ أحلام أطفالنا، وإلى الجحيم... أيتُها الحضارةُ وأيتُها المدنيّة، إن كُنّا سندفَعُ ثمنكِ من دماءِ أبنائِنا..ودموعِ أمهاتِنا.إلى الجحيم..إنْ كُنتِ سَتَسرقينَ أبنائَنا من بين جَنباتِ قلوبِنا!
فلتصرُخ أيُها العالم...ولتتمَرّدي أيتُها الدنيا..ولتحتّجَ أيُّها الضّمير..على هادِمي أحلامنا ..وسارِقي فَلذات أكبادنا..ومُدمّري حياتنا.. فإلى متى؟؟ إلى متى ستَبقى الجراحُ تنزِف..والمآسي تتكرر..وما علينا إلاّ انتظار آتٍ أفضَل؟؟
فهيّا!!
ولتأتي إلينا مُسرِعاً... أيّها الزمن الآمِنُ المؤتَمنُ على أرواحِنا..فالكّل بانتظارِ الفرحِ القادم كالغيث، يَمحي من قلوبِنا ودروبِنا آثار الدماء...فيلوح لنا العُمر قَمَراً-لا قَبّراً..يُضيءُ مداخِل الظُلمات في دروبنا..كي نَحمي جيلا للغَد الآتي..فهو دقّة الزّمن المبشّر بالولادة..حرفٌ في سطر ستتبعه سطور.
ولتُعلني أيّتُها الأرضُ الجديدةُ ميلادُكِ..لنقطِفَ من بستانكِ زَهر الحياة..وأريج الوجود..ولنَستَشِف من ضِيائك قَبَسُ الدّليل.
((حوادث الطّرق خطر يُهدّدنا جَميعاً))
غَضٌّ طريَّ العود... كأنّه ابتسامة فجرٍ جادَ بها ثغرُ الحياة..تتراءى بشائِرَ النُبوغ في وجهه..تمدّد العُمر مبتسماً على راحتيه..وبحركاتٍ بهلوانيةٍ من أصابعه ، رَسم المستقبل الذي حلُم به،وارتآه.
راحَ يقفِزُ في الدروب مُنتشياً بصبيانيتهِ الموعودة بفرحة الدُنيا..وعلى امتداد بصره..تراءى له حقلٌ مزروعٌ بزنبق الحياة..أبصرَهُ بعينيّ خيالِه الساحرتين، عندما انحنى الليّلُ عليهِما، فترك من سواده فيهِما قُبلتين.
في كل يوم؛ ومع تباشير الصباح الآتي من خلف سجون اللل..كان يعبث مع الأمل القادم اليه عبر أنامل الشمس.. معبّراً بضحكات وقهقهاتٍ تتسارع كتسارع نبضه الفتيّ..وهو يُلقي بجسده ِالطريّ على كل الأشياء... على المروج الخضراء حيناً ، وعلى الرمال حيناً آخر وبُحور الشّعر تغزِلُ سِحرها حوله ..حين عَزف لحنَها على قيثارة الزمن، بيدين صغيرتين تحتضِنانِ أحلاماً َروعى....
يالَ تلك الدرّاجةُ الهوائيّةُ الجديدة ! التّي ألَح ّعليها بدموع عينيه، يومَ أن رَفَضها والده خوفاً عليه...فلطالَما نامتْ مَعَهُ على وِسادَة أحلامِه ...واستيقَظت مَعَهُ تُشاركه فَرَح الطفولة.
رَكِبها!!وكأنّه يركبُ حِصانا طائرا.. عجلاتُها المتشابكة ، تسابقُ الريح..تتأرجحُ في الفضاء..تتعلق بجدائل الشمس الذهبية المُنسدِلة نوراً وحُبّا على كلِِّ الدروب...تطيرُ ويطير بها فرحاً..تحمِل برفقتِها روحه الهائِمة بحُبِّ الدنيا..... يُريد أن يستَبقَ معها الزمن، إلى عُمرٍ مُمتدّ إلى اللانِهاية..دونَ أن يدري أنّها تحملُ عُمره معها إلى حدود النهاية.
وفِعلاً.. ! ها هي تحمل معها عُمره إلى حدود النهاية..لحظةَ شاءَ القدر..وحين اختارت عجلاتُ سيارةٍ قادمةٍ كالصاروخ ، وكأنها أتت من خلف حدود الكون؛ صَدره، جاعِلةً من عظامه سُلّماً تصعَد عليه كَي تصِل بسرعةٍ إلى وجهتِها المقصودة ، ومن دمِه طِلاءاً لزجاً ، تُريح عليه عجلاتها المتآكلة بِفعل السرعة..فكانت الطريق قبراً ضَمّهُ ودراجةُ أحلامه.
حَلُمَ....فأضاعتهُ أحلامُه..وطاوعَها القدر، وطارت فراشات عُمرِه تَحملُ على أجنحتِها... آماله..أحلامه.. صبيانيتِهِ الموعودَةِ بفرحة الدُنيا.. تنثُرها هُنا وهُناك مع هبّات الريح.
حقيقةً!
ما أمَرَّ الحياةَ حين تَقسو!وما أمرَّها ، حين يموتُ في البشرية شيءٌ اسمُه الضَّمير! فهل تَسمو النفوس بهذا الانحِطاط؟؟
هل حقاً لا يوجَد كائنٌ يُفسِدُ حياتَه بيديه إلاّ الإنسان؟؟ لماذا يُحوِّلُ البشرُ ، تلك الآلاتُ الصماء إلى سيوف قاتله، تسلِبُ فرحة أُمٍ ، رأتْ في كلِّ جُزءٍ من جسد طِفلها الصّغير فَرَح الكون بأكملِه ؟! وتُحيلَ اعتزازِ الأبِ بابنه، إلى انكسارٍ وانين؟!
هل قَضَتْ شريعة السماء، بأنْ تحتَضِن الأمُّ أبنائها بين ذراعيها...تُودّعُهم .. بل تَطبع قُبلاتها الأخيرة على وَجوههم، حينَ تُرسِل بهِم، إلى دورِ العلمِ أو ساحات اللّعب؟؟
تباً لتلكَ الاختراعات..إنْ كانت ستبتلعُ أحلام أطفالنا، وإلى الجحيم... أيتُها الحضارةُ وأيتُها المدنيّة، إن كُنّا سندفَعُ ثمنكِ من دماءِ أبنائِنا..ودموعِ أمهاتِنا.إلى الجحيم..إنْ كُنتِ سَتَسرقينَ أبنائَنا من بين جَنباتِ قلوبِنا!
فلتصرُخ أيُها العالم...ولتتمَرّدي أيتُها الدنيا..ولتحتّجَ أيُّها الضّمير..على هادِمي أحلامنا ..وسارِقي فَلذات أكبادنا..ومُدمّري حياتنا.. فإلى متى؟؟ إلى متى ستَبقى الجراحُ تنزِف..والمآسي تتكرر..وما علينا إلاّ انتظار آتٍ أفضَل؟؟
فهيّا!!
ولتأتي إلينا مُسرِعاً... أيّها الزمن الآمِنُ المؤتَمنُ على أرواحِنا..فالكّل بانتظارِ الفرحِ القادم كالغيث، يَمحي من قلوبِنا ودروبِنا آثار الدماء...فيلوح لنا العُمر قَمَراً-لا قَبّراً..يُضيءُ مداخِل الظُلمات في دروبنا..كي نَحمي جيلا للغَد الآتي..فهو دقّة الزّمن المبشّر بالولادة..حرفٌ في سطر ستتبعه سطور.
ولتُعلني أيّتُها الأرضُ الجديدةُ ميلادُكِ..لنقطِفَ من بستانكِ زَهر الحياة..وأريج الوجود..ولنَستَشِف من ضِيائك قَبَسُ الدّليل.