محمود فالح مهيدات
10-26-2009, 02:52 PM
ناحَتْ على غُصْنِهَا المَيَّادِ تَحْنانَا = حَمامَةٌ أشْعَلتْ فِي القلْـبِ نِيرانَــا
وَهَزَّهَا الوَجْــدُ بالآهَـاتِ مُثْقَلَــةٌ = فأصبحَ الغُصْنُ مَفتُونَـاً وَنَشْوانَـا
راحَتْ تُرنِّمُ تَرْنيمَـــاً دَليلَ جَـوًى = تَصُوغُ مِنْ ألَمٍ في القلْـبِ ألحَانَـا
تشْكُو لَظَى البُعْدِ والأشواقُ تلْفَحُهَــا = وَشَفَّهَا مِنْ عَظِيمِ السُّهْـدِ مَا كانَـا
وترْسِلُ البَوْحَ والأغصَانُ تَحْضَنُهَــا = تُرَدِّدُ الرَّجْعَ تَبْرِيحَــاً وَأشْجَانَــا
راحَتْ تُغَرِّدُ فــي أيْكٍ فَتَعْمُـــرُهُ = بالبَوْحِ آناً وتُهْدِي شَدْوَهَـا آنَــا
وتُنْشِدُ الكَـوْنَ ألحَانَـاً مُرَجَّعَـــةً = بالشَدْوِ سِحْراً وبالتَحْنَـانِ نَجْوانَـا
باتَتْ تُسَامِرُ خِِلاًّ وَهْـوَ يَرْقُبُهَـــا = لهُ فؤادٌ غَـدَا بالحُـبِّ مُزْدانَـــا
ما للحمامــةِ قدْ أبدَتْ صَبابَتَهَـا؟ = مُتَيَّمٌ طَالِبٌ فِــي العِشْقِ وَلْهَانَـا!
فَرُحْتُ أسْمعُهَـا والشَدْوُ أطْرَبَنَـــا = مَعَاً ومِنْ ثُمَّ أشْجانَــا وأبكَانَــا
هَا قَدْ لَقَى القلبُ ولهَاناً يُشَاطِـــرُهُ = بالوَجْدِ والشوْقِ أو يَُزْجيهُ سُلوانَـا
لقدْ كَتَمْتُ غَرَامَـاً جِــدُّ أرَّقَنِـــي = فَلا أُطيقُ بُعَيْدَ اليَــوْم كِتْمَانَـــا
أشكو عذابَ الهَوى والحُبِّ، واعَجبَاً، = لِلْورْدِ حِيناً ولِلدَحْنُــونِ أحْيانَــا
عانيتُ مِنْ عَبَثِ الحُسَّـادِ وَيْلَهُـــمُ = وَذُقْتُ مِنْ ألَـمِ العُـذََّالِ ألْوَانَـــا
يا ظبيةً وَقَرَتْ في القلْبِ مَرْتَعِِهَـــا = فصَارَ قلْبـي لهَا مَرْعًًى وبستانَـا
سَهْمٌ رَمتنِـي بهِ ألْحَـــاظُ جُؤْذَرَةٍ = فأُودِعَ القلْبَ أَدْمَى منـه شَرْيانَــا
وشَعْرُهَا اللَّيلُ فَوْقَ النُّـورِ مُنْسَـدِلٌ = وَرَسْمُهَا فِي كِتَابِ الطُّهْرِ عُنوَانَــا
وَجْهٌ لهَا البَــدْرُ وَضَّاءٌ بِطَلْعَتِــهِ = والسِّحْرُ فِي ثَغْرِهَا إذْ لُؤلؤٌ بَانَــا
وريقُها الشَّهْدُ مِنْ نُخْروبِ عَاملَــةٍ = والقَدُّ مِنْهَــا قَويمٌ يُشْبهُ البانَــا
وصوتُهَا العَذْبُ شَلاَّلٌ يُسامرنـــي = وقَوْلُهَا السِّحْــر تَفسيراً وتِبيانَـا
يا غايةَ النفْسِ ثِقْلُ البُعْدِ أجْهَدنَـــا = يا مُنيةَ الرُّوحِ طُولُ الهَجْرِ أرْدانَـا
هَلاَّ جَزَيْتِ عَمِيـدَ القلْـبِ فَاتِنَتِــي = بالخَيْرِ خَيْراً وبالإحْسَـانِ إحْسَانَـا
وتُنعِشُ الرُّوحَ أطْيــارٌ وَزَقْزَقَــةٌ = ويُبهِجُ القلْبَ حَيثُ الرَّوضُ مَلْقانَـا
وازْدَانَ رَوْضٌ بأزْهَــارٍ لهَـا أرَجٌ = يُعَانِـقُ الحُسْـنُ آذاراً وَنَيْسَانَــا
والرَّنْـدُ والعَرْعَرُ الفتَّـانُ مُزْدَهِــرٌ = والنَّحْلُ يَسْبُرُ غَوْرَ الزَهْرِ جَذْلانَــا
سِرْبُ الفَرَاشِ يَطُوفُ الرَّوْضَ مُنْتَشِيَاً = يُغَازِلُ الزَهْرَ والنُّــوَّارَ تَحْنَانَــا
بَلابِلُ الدَّوْحِ بالألْحَــانِ صَادحَــةٌ = فَهَيَّجَتْ في رِياضِ القلْــبِ أفْنانَـا
وأيقَظَتْ كَامِنَ الأشْواقِ في كَبِــدِي = فاضَتْ بهِ خَلَجَاتُ الوَجْـدِ أحْزانَـا
لَوَاعِجُ الشوْقِ في صَدْري دَلالَتُهَــا = صَبَابَةُ الرُّوحِ ثُمَّ الدَّمْــعُ بُرْهانَـا
والخَافِقُ الصَبُّ في نَارِ مُأجََّجَـــةٍ = وجَنَّةُ الوَصْلِ مَأْوَاكُـمْ وَمَأْوانَــا
والرُّوحُ تَسْعَى لِوَصْلٍ فيهِ أُنْسٌ لَنَــا = وَنِعْمَةُ القُرْبِ مَرْمَاكُـمْ وَمَرْمَانَــا
وَجَفْنُ عَيْنِي غِطَاءُ الدِّفْءِ تَفْرِشُــهُ = فَصَارَ قلْبي لَهَا بَيتَــاً وَأوْطَانَــا
واللهُ يعلَمُ كَمْ أدْعُوهُ فِــي سَحَــرٍ = لهَا السَّعَادَةَ إسْــرَاراً وإعلانَــا
وأنْ يُقِلَّ سَحَــابَ الغَيْثِ نَحْوَهُــمُ = يُعَانِقُ الشِّيحُ والقَيْصُـومُ رَيْحَانَـا
لَوْ تَعْرِفِينَ بِمَا ألْقَــى حَنَيْتِِ عَلـى = صَبٍّ عَلِيلٍ غَدَا لِلْهَجْرِ مِِحْزَانَـــا
يا بَهْجَةَ النَّفْسِ إنْ زَالَ الجَفَـاءُ وإنْ = آنَ اللِّقَاءُ فَحَيِّـي وَصْلَنَـا الآنَــا
... محمود فالح مهيدات / أبو كارم ...
وَهَزَّهَا الوَجْــدُ بالآهَـاتِ مُثْقَلَــةٌ = فأصبحَ الغُصْنُ مَفتُونَـاً وَنَشْوانَـا
راحَتْ تُرنِّمُ تَرْنيمَـــاً دَليلَ جَـوًى = تَصُوغُ مِنْ ألَمٍ في القلْـبِ ألحَانَـا
تشْكُو لَظَى البُعْدِ والأشواقُ تلْفَحُهَــا = وَشَفَّهَا مِنْ عَظِيمِ السُّهْـدِ مَا كانَـا
وترْسِلُ البَوْحَ والأغصَانُ تَحْضَنُهَــا = تُرَدِّدُ الرَّجْعَ تَبْرِيحَــاً وَأشْجَانَــا
راحَتْ تُغَرِّدُ فــي أيْكٍ فَتَعْمُـــرُهُ = بالبَوْحِ آناً وتُهْدِي شَدْوَهَـا آنَــا
وتُنْشِدُ الكَـوْنَ ألحَانَـاً مُرَجَّعَـــةً = بالشَدْوِ سِحْراً وبالتَحْنَـانِ نَجْوانَـا
باتَتْ تُسَامِرُ خِِلاًّ وَهْـوَ يَرْقُبُهَـــا = لهُ فؤادٌ غَـدَا بالحُـبِّ مُزْدانَـــا
ما للحمامــةِ قدْ أبدَتْ صَبابَتَهَـا؟ = مُتَيَّمٌ طَالِبٌ فِــي العِشْقِ وَلْهَانَـا!
فَرُحْتُ أسْمعُهَـا والشَدْوُ أطْرَبَنَـــا = مَعَاً ومِنْ ثُمَّ أشْجانَــا وأبكَانَــا
هَا قَدْ لَقَى القلبُ ولهَاناً يُشَاطِـــرُهُ = بالوَجْدِ والشوْقِ أو يَُزْجيهُ سُلوانَـا
لقدْ كَتَمْتُ غَرَامَـاً جِــدُّ أرَّقَنِـــي = فَلا أُطيقُ بُعَيْدَ اليَــوْم كِتْمَانَـــا
أشكو عذابَ الهَوى والحُبِّ، واعَجبَاً، = لِلْورْدِ حِيناً ولِلدَحْنُــونِ أحْيانَــا
عانيتُ مِنْ عَبَثِ الحُسَّـادِ وَيْلَهُـــمُ = وَذُقْتُ مِنْ ألَـمِ العُـذََّالِ ألْوَانَـــا
يا ظبيةً وَقَرَتْ في القلْبِ مَرْتَعِِهَـــا = فصَارَ قلْبـي لهَا مَرْعًًى وبستانَـا
سَهْمٌ رَمتنِـي بهِ ألْحَـــاظُ جُؤْذَرَةٍ = فأُودِعَ القلْبَ أَدْمَى منـه شَرْيانَــا
وشَعْرُهَا اللَّيلُ فَوْقَ النُّـورِ مُنْسَـدِلٌ = وَرَسْمُهَا فِي كِتَابِ الطُّهْرِ عُنوَانَــا
وَجْهٌ لهَا البَــدْرُ وَضَّاءٌ بِطَلْعَتِــهِ = والسِّحْرُ فِي ثَغْرِهَا إذْ لُؤلؤٌ بَانَــا
وريقُها الشَّهْدُ مِنْ نُخْروبِ عَاملَــةٍ = والقَدُّ مِنْهَــا قَويمٌ يُشْبهُ البانَــا
وصوتُهَا العَذْبُ شَلاَّلٌ يُسامرنـــي = وقَوْلُهَا السِّحْــر تَفسيراً وتِبيانَـا
يا غايةَ النفْسِ ثِقْلُ البُعْدِ أجْهَدنَـــا = يا مُنيةَ الرُّوحِ طُولُ الهَجْرِ أرْدانَـا
هَلاَّ جَزَيْتِ عَمِيـدَ القلْـبِ فَاتِنَتِــي = بالخَيْرِ خَيْراً وبالإحْسَـانِ إحْسَانَـا
وتُنعِشُ الرُّوحَ أطْيــارٌ وَزَقْزَقَــةٌ = ويُبهِجُ القلْبَ حَيثُ الرَّوضُ مَلْقانَـا
وازْدَانَ رَوْضٌ بأزْهَــارٍ لهَـا أرَجٌ = يُعَانِـقُ الحُسْـنُ آذاراً وَنَيْسَانَــا
والرَّنْـدُ والعَرْعَرُ الفتَّـانُ مُزْدَهِــرٌ = والنَّحْلُ يَسْبُرُ غَوْرَ الزَهْرِ جَذْلانَــا
سِرْبُ الفَرَاشِ يَطُوفُ الرَّوْضَ مُنْتَشِيَاً = يُغَازِلُ الزَهْرَ والنُّــوَّارَ تَحْنَانَــا
بَلابِلُ الدَّوْحِ بالألْحَــانِ صَادحَــةٌ = فَهَيَّجَتْ في رِياضِ القلْــبِ أفْنانَـا
وأيقَظَتْ كَامِنَ الأشْواقِ في كَبِــدِي = فاضَتْ بهِ خَلَجَاتُ الوَجْـدِ أحْزانَـا
لَوَاعِجُ الشوْقِ في صَدْري دَلالَتُهَــا = صَبَابَةُ الرُّوحِ ثُمَّ الدَّمْــعُ بُرْهانَـا
والخَافِقُ الصَبُّ في نَارِ مُأجََّجَـــةٍ = وجَنَّةُ الوَصْلِ مَأْوَاكُـمْ وَمَأْوانَــا
والرُّوحُ تَسْعَى لِوَصْلٍ فيهِ أُنْسٌ لَنَــا = وَنِعْمَةُ القُرْبِ مَرْمَاكُـمْ وَمَرْمَانَــا
وَجَفْنُ عَيْنِي غِطَاءُ الدِّفْءِ تَفْرِشُــهُ = فَصَارَ قلْبي لَهَا بَيتَــاً وَأوْطَانَــا
واللهُ يعلَمُ كَمْ أدْعُوهُ فِــي سَحَــرٍ = لهَا السَّعَادَةَ إسْــرَاراً وإعلانَــا
وأنْ يُقِلَّ سَحَــابَ الغَيْثِ نَحْوَهُــمُ = يُعَانِقُ الشِّيحُ والقَيْصُـومُ رَيْحَانَـا
لَوْ تَعْرِفِينَ بِمَا ألْقَــى حَنَيْتِِ عَلـى = صَبٍّ عَلِيلٍ غَدَا لِلْهَجْرِ مِِحْزَانَـــا
يا بَهْجَةَ النَّفْسِ إنْ زَالَ الجَفَـاءُ وإنْ = آنَ اللِّقَاءُ فَحَيِّـي وَصْلَنَـا الآنَــا
... محمود فالح مهيدات / أبو كارم ...