المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزهة في كتاب (2)


محمود فالح مهيدات
10-30-2009, 11:14 AM
نزهة في كتاب (2)


إخوتي وأخواتي الأعزاء ...
هذه هي النزهة الثانية التي أصحبكم خلالها بين جنبات كتاب، وستكون نزهة طويلة بعض الشيء، راجياً أن تنال إعجابكم لما فيها من أمور تستحق التوقف عندها كثيراً والتأمل فيها بعينٍ بصيرةٍ وفكرٍ ثاقبٍ.

اسم الكتاب: العدد "7 " سر إلهي عجيب
اسم المؤلف: محمود فالح مهيدات

يقع الكتاب في 190 صفحة من القطع العادي، وهو من منشورات دار الكتاب الثقافي. فلنبدأ أحبتي رحلتنا بالمقدمة؛ حيث يقول قيها المؤلف: ( فإن الحافز الرئيس الذي دفعني لكتابة هذا البحث هو قوله عز وجلّ:﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ ... هذا بالإضافة إلى التوافق العجيب لكثير من الأمـور صلتها وثيقة بالعـدد "7" أو مضاعفاته، فشدتني هذه الأمور كلها إلى البحث المستفيض، كما أيقظت لدي كوامن الاستقصاء والتنقيب في المؤلفات والمراجع، بالإضافة لكتاب الله العظيم، لأسجل إحصاءً للأمور التي وفقني الله سبحانه وتعالى للوصول إليها عن العدد "7" ، لأجمع بين الموافقات في إطار كتاب واحد، علني بهذا البحث أكون قد وضعت لبنة الأساس وسرت الخطوة الأولى في طريق استكناه سر هذا العدد العجيب، فمجال البحث والاجتهاد مفتوح ولن يوصد أبداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.)

لقد قسَّم المؤلفُ كتابه إلى خمسة عشر فصلاً، كل فصل يبحث في ميدان معين، إذ تختلف الميادين: فيبحث الفصل الأول في خلق السموات السبع والأرضين السبع، وأن الله خلق السموات والأرض وما بينهما ثم استوى على العرش في سبعة أيام، حيث تم الخلق في ستة أيام وتم الاستواء على العرش في اليوم السابع ... والفصل الثاني يبرز لنا بعض الأمور الكونية والطبيعية التي لها علاقة بالعدد مدار البحث. أما الفصل الثالث، فنتفيأ فيه ظلال القرآن الكريم لنتعرف على خصائص أسلوبه وقراءاته المختلفة، لننتقل من هذا الفصل إلى الفصل الرابع لنعيش لحظات سعادة في رحاب بعض السور من القرآن الكريم. وأما الفصل الخامس، نعيش فيه مع شذرات من السيرة النبوية العطرة بذكر الحبيب المصطفى. ثم ننتقل إلى فصل خاص يتعلق بعذاب الكافرين وما لذلك من علاقة بالعدد "7". والفصل السابع، يتطرق فيه إلى الوحي ومعناه ومراتبه، ثم نخرج من هذا الفصل إلى الفصل الثامن حيث يتطرق فيه إلى أقسام الحديث النبوي الشريف وإلى بعض الأحاديث النبوية الشريفة، لنلج بعدها الفصل التاسع حيث أركان الإسلام وبعض الأمور المتعلقة بالعدد "7" في بعض هذه الأركان .. أما الفصل العاشر، فقد أفرد للبحث في صور العبادة السبع. وقد أفرد المؤلف فصلاً خاصاً لهداة البشرية، أولئك الرجال الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى من خلقه لحمل رسالاته إلى بني البشر، فشرح في هذا الفصل صفات الأنبياء ومزايا دعوتهم ووظائفهم التي أوكلت إليهم من الله عز وجل. والفصل الثاني عشر ، فقد اشتمل على غزوتي بدر وأحد بشكل مقتضب. أما العام السابع الهجري، فأفرد له فصلاً بين فيه بعض الأمور الهامة التي حدثت في هذا العام من مسيرة الدعوة الإسلامية في عهد نبي الهدى والرحمة، ولما لتلك الأمور من أثر هام في تاريخ الدولة الإسلامية الفتية. ولم يغفل المؤلف عن الآية العظمى التي تدل كل دقيقة من دقائق تكوينها على عظمة الخالق وصنعه البديع؛ فجسم الإنسان، الآلة العجيبة التي استحوذت على عقول العلماء على مر العصور، وما من يوم ينشق فجره إلا ويكتشف العلماء سراً من أسرار هذا الجسم الدقيق الصنع، لتحنى بعدها الرؤوس إجلالاً وإكباراً وتعظيماً لأحسن الخالقين، فقد حظي جسم الإنسان بفصل خاص بين فيه بعض الأمور لها علاقة بالعدد "7". ومسك الختام، الفصل الخامس عشر، فهناك أمور أخرى وموافقات عجيبة لها ارتباط بمحور البحث، العدد "7" جمعها معاً في فصل واحد، ليكون هذا الفصل شاملاً لموافقات وأمور مختلفة موضوعاتها، لم ترد في فصول سابقة، وذلك اتجاهاً منه نحو التكامل في البحث، علماً بأن الكمال لن يدركه أي مخلوق أبداً لأن الكمال لله تبارك وتعالى وحده.

هذه خطوتنا الأولى في نزهتنا، حيث استمعنا إلى إيجاز مقتضب عن الكتاب، ومن ثم ندخله فصلاً فصلاً، فهيا بنا إلى الفصل الأول، وهو يتحدث عن خلق السموات والأرض.لقد خلق الله عزّ وجلّ السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع، وقد ورد ذلك في سبعة مواضع من كتاب الله:
1. قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ . وقد احتوت هذه الآية على سبعة أمور هي:
أ. أنه تعالى خالق العالم كله، سماواته وأرضه وما بينهما في ستة أيام.
ب. أن الله استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض، " ففي يوم السبت لم يقع خلق لأنه اليوم السابع، ومنه سمي السبت وهو القطع ".
جـ. يغشي الليل النهار، أي يذهب ظلام الليل بضياء النهار، ويذهب ضياء النهار بظلمة الليل.
د. يطلبه حثيثاً – أي سريعاً- فلا يتأخر عنه، فإذا ذهب الليل جاء النهار وهكذا.
هـ. الشمس والقمر مسخرات بأمره، أي الكون كله تحت سيطرته وتسخيره، قال تعالـى: ﴿ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون﴾.
و. أنه تعالى له الخلق والأمر والملك والتصرف والسلطان.
ز. تبارك الله رب العالمين، وهذا تمجيد وتعظيم لرب العزة.
2. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾، وهذه الآية ردّ على بني إسرائيل عندما قالوا بأن الله بعد أن فرغ من خلق السموات والأرض استراح في يوم السبت، ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾.
3. قال تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾، وهذه الآية تنبهنا إلى أمور سبعة هي:
أ. الله يخبر بأنه الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام.
ب. ويخبرنا أيضاً بأنه استوى على العرش بعد أن خلق السموات والأرض.
جـ. وأنه تعالى يعلم ما يلج في الأرض، أي يدخل فيها من حب ومطر.
د. وأنه سبحانه يعلم ما يخرج من الأرض من نبات وزرع وثمار.
هـ. وأنه تعالى يعلم ما ينزل من السماء من الأمطار والثلوج والبرد والأقدار والأحكام مع الملائكة الكرام.
و. وأنه تعالى يعلم ما يعرج في السماء من الملائكة والأعمال، جاء في الصحيح: " يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل ".
ز. ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ ، أي أن الله تعالى رقيب وشهيد على أعمالكم حيث كنتم وأينما وجدتم برّاً أو بحراً أو جواً، ليلاً أم نهاراً ، فالله سبحانه وتعالى يسمع ويرى ويعلم السر والنجوى.
4. قال تعالى : ﴿ إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ﴾ .. أي أن الله سبحانه وتعالى يخبر بأنه رب العالمين، وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش ـ وهو أعظم المخلوقات وسقفها ـ والله تعالى هو الذي يدبر الخلائق بحكمة بالغة، وأنه تعالى وحده المتفرد بالعبادة، فلا ينبغي لأحد أن يشرك مع الله أحداً.
5. قال جلّ وعزّ: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾.. والله العلي القدير يخبر عن قدرته وعظمته جلّ في علاه، فهو خالق السموات والأرض في ستة أيام، وكان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئاً، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( إنما سمّي العرشُ عرشاً لارتفاعه)، وعن سعيد بن جبير: سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله عز وجل: " وكان عرشه على الماء " على أي شيء كان الماء؟ قال : (على متن الريح)، وكل ذلك ليختبر الله عباده ويمتحنهم أيهم أحسن عملاً، لم يقل (أكثر عملاً)، لأن الأعمال متعددة ومتنوعة، ولا تقاس الأعمال بكثرتها بل بنوعها، ولا قيمة للعمل إذا لم يكن عملاً حسناً صالحاً خالصاً لوجه الله عز وجل.
6. قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾.
7. وقال مولانا: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ﴾.

السموات السبع
لقد خلق الله تبارك وتعالى سبع سموات طباقاً، وقد ورد ذلك في سبعة مواضع من كتاب الله الكريم:
1. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ .. وذلك إخبار من الله تعالى بأنه بدأ بخلق الأرض وما فيها وما عليها، ثم خلق بعد ذلك السموات السبع، وهذا شأن البناء بأن يُبنى أسفله ثم أعلاه .. فإن الله تعالى خلق الأرض وما عليها، ثم السموات السبع؛ وعلم الله محيط بكل شيء، ووسع ربي كلّ شيء علماً.
2. قال سبحانه وتعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ أي أن السموات السبع والأرض ومن فيهن من المخلوقات تُقدّس الله سبحانه وتعالى وتنزهه وتكبّره وتمجّده وتعظّمه، إلا أننا لا نفقه تسبيح هذه المخلوقات التي تخالف نوعنا البشري، لأنها تسبح الله بلغات غير لغاتنا بني البشر.
3. وقال تعالى: ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ .. أي أن الله جلّت قدرته فرغ من تسوية السموات السبع في يومين، وقدّر ورتّب في كل سماء ما تحتاجه من الملائكة، وما فيها من الأشياء التي لا يعلمها إلا عالم الغيب والشهادة، كما زيّن السماء الدنيا بمصابيح (أي الكواكب والنجوم) زينة لها لما تضفيه هذه النجوم والكواكب على السماء الدنيا من جمال لنورها الساطع الذي ينير الظلمات، ولنظامها الدقيق وترتيبها الرائع الذي قدّره رب العزة، وحفظاً من الشياطين الذين يسترقون السمع إلى الملأ الأعلى، قال تعالـى: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً﴾، وقال أيضاً: ﴿ إِلاَّ مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ﴾
4. قال رب العزة: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً﴾ .
5. قال سبحانه: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِالسَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾.
6. قال تبارك اسـمه: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ﴾
... وذلك بأن الله تعالى هو الذي خلق السموات السبع واحدة فوق أخرى، لا اختلاف بينها، ولو دقق ابن آدم النظر في السماء فلن يجد أبداً أي عيب أو خلل في صنع الله لهذا الكون الرحب الدقيق الصنع، وفي النهاية سيرجع البصر منهكاً متعباً كالاًّ من كثرة تكرار النظر والفشل في أن يجد ولو عيباً يسيراً.
7. وقال جل في علاه: ﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً﴾ .. ويعني السموات السبع في إتساعها وقوتها ومتانتها وارتفاعها وإحكام صنعها وإتقانه.

الأرضون السبـع
لقد خلق الله سبع سموات طباقاً، وخلق أيضاً من الأرضين سبعاً، ويتضح لنا ذلك من قوله تبارك وتعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾.

ننتقل بعد ذلك إلى الفصل الثاني والذي يتحدث عن العالم والكون. يذكر المؤلف بأن قارات العالم التي تتشكل منها الكرة الأرضية هي سبع قارات، وهي: آسيا، أوروبا، إفريقيا، أوقيانوسيا ( استراليا )، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، والقارة القطبية المتجمدة ( إنتاركتيكا )... كما ينقلنا هذا الفصل لنمخر عباب البحار والمحيطات وهي كلها متصلة ببعضها البعض وقد أطلق عليها الجغرافيون أسماء مختلفة، ويتبين لنا بأنه يمكن حصرها بسبعة بحار رئيسة هي:
(1) المحيط الهندي، ويفصل بين أستراليا وأفريقيا وآسيا.
(2) المحيط الهادئ، ويفصل بين أستراليا وآسيا والأمريكتين.
(3) البحر الأحمر، ويفصل بين آسيا وأفريقيا.
(4) البحر الأبيض المتوسط، ويفصل بين أفريقيا وأوروبا.
(5) المحيط الأطلسي، ويفصل بين أفريقيا وأوروبا والأمريكتين.
(6) المحيط المتجمد الشمالي.
(7) المحيط المتجمد الجنوبي.
وصدق الله تعالى حيث قال: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
ويتحدث عن أمور كونية عجيبة ومنها أوجه القمر، فللقمر سبع منازل كما قدَّرها الله تبارك وتعالى، قال تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾، والمنازل التي نشاهدها ستة وهي: ( هلال، تربيع أول، أحدب، بدر، أحدب، تربيع أخير، هلال ) أما المنزلة السابعة فهي التي لا نراها وهي ( المحاق ).

نعرِّج بعدها إلى الفصل الثالث الذي يتحدث عن القرآن الكريم، كلام الله المعجز المتعبَّد بتلاوته الذي أنزله الله رب العالمين منجَّماً على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الأمين جبريل عليه السلام. يذكر الكتاب بأن القرآن الكريم قد نزل على سبعة أحرف ( لهجات ) ليتسنى فهمه من قبل قبائل العرب المختلفة والتي تختلف لهجاتها، ويستشهد المؤلف بالحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، حتى انتهى إلى سبعة أحرف))... وبناء على ذلك، فإن هناك سبع قراءات وهي:
(1) في البصرة: قراءة أبي عمرو
(2) في الكوفة: قراءات حمزة وعاصم والكسائي
(3) في الشام: قراءة أبي عامر
(4) في مكة المكرمة: قراءة ابن كثير
(5) في المدينة المنورة: قراءة نافع
أما القراء المجمع على قراءاتهم فهم سبعة أيضا:
(1) أبو عمرو بن العلاء، وراوياه هما: الدوري والسوسي.
(2) نافع بن عبد الرحمن المدني، وراوياه هما: قالون وورش.
(3) ابن كثير، عبد الله بن كثير المكي، وراوياه هما: البزّي وقنبل.
(4) عاصم الكوفي، وراوياه هما: شعبة وحفص.
(5) حمزة الكوفي، وراوياه هما: خلف وخلاد.
(6) ابن عامر الشامي، وراوياه هما: هشام وابن ذكوان.
(7) الكسائي الكوفي، وراوياه هما: أبو الحارث وحفص الدوري.
ثم نعبر الفصل الرابع لنعيش في رحاب سور كريمات هي سورة الفاتحة، سورة يوسف، سورة الكهف وسورة النور. فالفاتحة هي أم الكتاب وهي السبع المثاني، وهي تتألف من سبع آيات، وتُقرأ (17) مرة في اليوم والليلة في الصلوات المفروضة، ومثلها في السنن الراتبة، أما المعاني السامية لسورة الفاتحة فهي سبعة:
(1) تعرف إحسان الله تعالى: وذلك لقوله تبارك وتعالى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾.
(2) الوعد والوعيد : وعد رحمة ومغفرة للمؤمنين ولا يخلف الله وعده، ووعيد عذاب للكافرين والله شديد العقاب، ويستدل على ذلك بقوله جل وعز: ( مالك يوم الدين ).
(3) التوحيد والعبادة: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ .
(4) الاستقامة والثبات: لقوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾.
(5) الإقتداء بالمثل الصالحة: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾.
(6) اجتناب سبل الضلال: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ﴾.
(7) الدعوة للجماعة: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.

ثم نتفيأ ظلال سورة يوسف، ذلك النبي الذي وصفه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال عنه بأنه الكريم ابن الكريم ابن الكريم، فنتعرف على ما عاناه من ظلم الإخوة وكيد النسوة، فنلخص ذلك في أحداث رئيسة سبعة هي:
(1)الرؤيا (2) محنته مع إخوته (3) في بيت العزيز ومحنته مع زليخاء (4) دخوله السجن (5) البراءة والخروج من السجن (6) السلطان (الوزارة) (7) لقاؤه مع أهله ... كما نتعرف على شهادات براءة سيدنا يوسف من محنته مع زوجة العزيز، وهذه الشهادات سبعة وهي:
أ. شهادة رب العالمين: ولله تعالى في ذلك أقوال أربعة هي:
(1) قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ
(2) وقال تعالــى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾
(3) وقال أيضـاً:﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾
(4) وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
ب. شهادة إبليس: وله موقفان ذكرهما الله تعالى في كتابه الكريم:
(1) قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ ﴾، ونبي الله يوسف من هؤلاء لأن الله تبارك وتعالى قال فيه:﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾..
(2) وقال تبارك وتعالى:﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ﴾.
جـ. شهادة الطفل: قال تبارك وتعالى:﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾.
د. شهادة القميص: ﴿ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ﴾.
هـ. شهادة العزيز: بعد أن أنطق الله تبارك وتعالى الطفل في مهده وشهد ببراءة يوسف عليه السلام بدليل قدِّ القميص من دُبُر، التفت العزيز إلى يوسف وطلب إليه تجاهل الأمر ونسيانه وعدم التحدث به، كما طلب إلى زوجته الاستغفار لذنبها لأنها خاطئة، قال تبارك وتعالى مبيناً هذا الحوار على لسان العزيز:﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ﴾.
و. شهادة النسوة: بعد أن سأل العزيز النسوة اللواتي قطعن أيديهن عندما رأين يوسف عليه السلام، أجبنه قائلات: " ما عَلِمنَا عَلَيهِ مِنْ سوءٍ "، قال تعــــالى:﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ * قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ﴾.
ز.شهادة إمرأة العزيز : ولها موقفان:
الأول: ﴿قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾.
الثاني: ﴿قَالَتْ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنْ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.
ومن رحاب هذه السورة العظيمة ننتقل إلى سورة عظيمة أخرى، وهي سورة الكهف، هذه السورة التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو الدرداء رضي الله عنه: ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال ) وفي رواية: ( من آخر سورة الكهف )، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ). ومما يشدنا في سورة الكهف أن عددهم كان سبعة ... يقول مولانا جلَّ في علاه: ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدا﴾، فهنا يبين الله تعالى اختلاف الناس في عدد أصحاب الكهف، فأورد لنا ثلاثة أقوال، طعن بالقولين الأول والثاني عندما قال: "رجماً بالغيب" أما القول الثالث والذي يقضي بأن عددهم (سبعة) فقد حكاه الله وسكت عليه أو أقره بقوله : "وثامنهم كلبهم" إذ لم يطعن بهذا القول، إلا أن الله تبارك وتعالى أرشد الناس إلى رد الأمر إلى عالم الغيب والشهادة، واستثنى قليلاً من الناس بأنهم يعلمون عددهم "ما يعلمهم إلا قليل"، قال ابن عباس رضي الله عنهمـا: (أنا من القليل الذي استثنى الله عز وجل، كانوا سبعة).
ندخل الآن إلى الفصل الخامس حيث يتحفنا هذا الفصل بشذرات من السيرة العطرة، فنجد بأن نسبه صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه يلتقي مع نسبه من جهة أمه عند الجد السابع ( كلاب )؛ فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب؛ أما نسب أمه فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ... ونرى بأنه عليه السلام عقد عليه على عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وعمرها سبع سنوات، ودخل بها وعمرها تسع... وتزوج عليه الصلاة والسلام وهو بمكة في السنة السابعة للهجرة من ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، خالة كل من عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد رضي الله عنهم ...وأن أول من آمن به صلى الله عليه وسلم من الرجال سبعة وهم: أبو بكر الصديق، زيد بن حارثة، عثمان بن عفان، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف ، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله ، رضي الله عنهم وأرضاهم.

ننتقل إلى الفصل السادس ونمر منه سريعاً، فهو يتحدث عن عذاب الكافرين، لندخل الفصل السابع الذي يتحدث باختصار عن معنى الوحي ومراتب الوحي، فنرى بأن مراتب الوحي سبعة وهي كما فصلتها كتب الحديث كما يلي:
1. الرؤيا الصادقة.
2. ما كان يلقيه الملك في روعه من غير أن يراه.
3. ما كان يأتيه مثل صلصلة الجرس.
4. أن يتمثل له جبريل رجلاً.
5. رؤية الملك في صورته التي خُلق بها فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحي.
6. ما أوحي إليه وهو فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلوات وغيرها.
7. تكليم الله له من وراء حجاب بلا واسطة ملك، كما كلّم الله نبيه موسى عليه السلام، وهذا ما ذكر في حديث الإسراء.

ثم نلج الفصل الثامن وفيه يتحدث باقتضاب عن الحديث النبوي الشريف، ونرشف منه ما أجمع عليه جمهور العلماء فقسموا الحديث النبوي الشريف إلى سبعة أقسام، كل قسم منها أعلى مما جاء بعده:
1. ما أخرجه البخاري ومسلم ويسمى بالمتفق عليه.
2. ما أنفرد به البخاري.
3. ما أنفرد به مسلم.
4. ما كان على شرطيهما مما لم يخرجه واحد منهما.
5. ما كان على شرط البخاري.
6. ما كان على شرط مسلم.
7. ما صححه أحد الأئمة المعتمدين.
كما نتوقف عند حديثين شريفين، أحدهما عن السبع الموبقات، والآخر عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((اجتنبوا السبع الموبقات .. قيل وما هن يا رسول الله؟ ، قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، والتولي يوم الزحف)) ... وقال عليه السلام: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)).

يستقبلنا المؤلف على عتبات الفصل التاسع حيث ثلاثة من أركان الإسلام، الشهادتان، الصلاة والحج. أركان الإسلام خمسٌ كما قال الإسلام شملها حديث المصطفىصلى الله عليه وسلم : (( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا آله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)) . أما كلمة (الإسلام) فتتألف من سبعة أحرف، كما وردت هذه الكلمة ومشتقاتها في كتاب الله الكريم (70) مرة – من مضاعفات العدد "7" .
الشهادتان
الركن الأول من أركان الإسلام هي شهادة التوحيد وتتألف من سبع كلمات هــي: (لا ، إله ، إلا ، الله ، محمد ، رسول ، الله) ... وتتألف كلمة (التوحيد) من سبعة أحرف؛ أما شروط الشهادتين التي لا تنفع قائلها إلا باجتماعها فيه، فهي سبعة شروط:
1. العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
2. استيقان القلب بها.
3. الانقياد لها ظاهراً وباطناً.
4. القبول لها فلا يرد لها شيئاً من لوازمها ومقتضياتها.
5. الإخلاص فيها.
6. الصدق من صميم القلب.
7. المحبة لها ولأهلها، والموالاة والمعاداة لأجلها.

الصـــــــــلاة
1. الأمر بالصلاة: الصلاة ركن ركين لدين الإسلام لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾، ولقوله أيضاً: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ ... وبناءً عليه، فقد أمر الإسلام على لسان نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام بأن يأمر الآباء أولادهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، وكما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)).
2. الأذان: الأذان سنة مؤكدة على الكفاية، وهو الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصصة معينة، ويسن في الصلوات الخمس المفروضة.
أ. كيف شُرع الآذان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفكر طويلاً في أمر يرفع به الآذان للدعوة للصلاة، فقد عُرض عليه البوق والناقوس فأعرض عنهما لأن اليهود اتخذوا البوق، بينما اتخذ النصارى الناقوس لصلواتهم... حتى جاءت البشرى للمسلمين في رؤيا عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه – أخي بلحارث بن الخزرج- وقد جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي له بأن رجلاً أتاه في منامه ودله على النداء إلى الصلاة : (الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر ... أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد إن لا إله إلا الله ... أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ... حي على الصلاة ، حي على الصلاة ... حي على الفلاح ، حي على الفلاح ... الله أكبر ، الله أكبر ... لا إله إلا الله) ... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنها لرؤيا حق)) ، ثم دعا بلال بن رباح لحسن صوته وأمره ليدعو الناس بهذا الآذان ... ولما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بأنه أيضاً قد رأى نفس الرؤيا التي رأى عبد الله بن زيد. وقد كان الآذان مفرداً، ثم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تثنيته، كما أضاف بلال بن رباح المقطع (الصلاة خير من النوم) في آذان الفجر، فأقرها النبي عليه الصلاة والسلام).
ب. فقرات الآذان: أما فقرات الآذان فسبع – عدا التكرار لهذه الفقرات - ، أما آذان الفجر ، فتزاد له – كما أسلفت – فقرة أخرى وهي (الصلاة خير من النوم) وذلك بعد القول : (حي على الفلاح).
السجود في الصلاة: الصلاة صلة بين العبد وخالقه تبارك وتعالى، فهي اتصال روحي بالله عز وجل، كما أنها عروج المؤمن بروحه إلى ملكوت الله الواحد القهار. ويتخلل كل صلاة حركات معينة على المصلي القيام بها، كما أنها تعد من أركان الصلاة. ومن هذه الحركات (السجود) ، فأقرب ما يكون العبد من ربه في صلاته أثناء السجود، لقوله عليه الصلاة والسلام: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء)) . أما هيئة السجود، فتكون على سبعة أعظم، كما ورد في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((أمرت بالسجود على سبعة أعظم)). أما هذه الأعظم السبعة فهي: الجبهة، الكفان، الركبتان، والقدمان.
الــحــــــــــج
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وقد فرضه رب العالمين سبحانه وتعالى على من لديه الاستطاعة لقوله تعالــى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾.
أما شروط وجوب الحج فسبعة هي: (1) الإسلام (2) البلوغ (3) العقل (4) الحرية (5) وجود الراحلة (6) وجود الزاد (7) تخلية الطريق ومكان السفر (الأمان).

البيت الحرام (الكعبة المشرفة): أول بيت وضع لعبادة الله الواحد القهار، لقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً ﴾، وقال أيضاً: ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ ﴾، وقال تبارك اسمــه :﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً﴾ ... والبيت الحرام أول بيت تشد إليه الرحال، لقول نبي الهدى والرحمة : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجـد الأقصى)) .
بناء الكعبة: لقد بنيت الكعبة سبع مرات على مرّ العصور وهي تالياً:
1. لقد اختلف حول أول من قام ببناء الكعبة، فهناك آراء تفيد بأن آدم عليه السلام هو أول من بنى البيت، وآراء أخرى تقول بأن (شيث) بن آدم هو الذي بناه.. وعلى أية حال، سواء أكان الباني آدم أو ولده شيث، فهذه هي أول مرة بني بها بيت الله الحرام.
2. نتيجة للعوامل الطبيعية، ومع مرور الزمن وتقادم العصور، فقد اختفى مكان الكعبة، إلى أن أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بإعادة بناء البيت ويساعده في هذه المهمة ولده إسماعيل عليه السلام. بيّن الله تعالى لإبراهيم مكان البيت، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ .. وقال أيضاً: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ﴾ ... ولما فرغ إبراهيم وإسماعيل من البناء، أمر الله إبراهيم بأن يدعو الناس للحج إلى بيت الله العتيق، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾.. وهذا هو البناء الثاني للبيت.
3. أما المرة الثالثة، فكانت سنة (605م) ، أي بعد مولد المصطفى عليه السلام بخمس وثلاثين سنة، أعادت قريش بناء الكعبة إذ هدمت البناء القديم لما انتابه من تلف لمرور الزمن والعوامل الطبيعية، فأعادوا بناءها من جديد.
4. والرابعة، سنة (64 هـ) ، حيث أعاد بناءها عبد الله بن الزبير بن العوام بعد أن رماها بالمنجنيق والنيران الجيش الأموي بقيادة الحصين بن نمير مما أدى إلى حرقها وهدمها، وكان ذلك في عهد الخليفة اليزيد.
5. والخامسة، سنة (73هـ)، حيث أعاد بناءها الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن رماها بالمنجنيق وهدم أركانها،وقضى على حركة عبد الله بن الزبير،وكان ذلك في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
6. والسادسة، كـانت في العهد العثماني حيث رممت في عهد السلطان سليمان القانوني سنة (960هـ) إذ تم تغيير السقف فقط.. وفي سنة (1021هـ) قام السلطان أحمد بترميمها ترميماً كاملاً.
7. وفي عام (1040هـ) ، أرسل محمد علي باشا الألباني والي مصر أمهر المهندسين المصريين لإعادة بناء الكعبة بعد أن داهمتها سيول جارفة صدعت جدرانها، واستمر البناء ستة أشهر.
سبعة أملاك: ومن الجدير بالذكر ما يرويه ابن هشام في كتابه (السيرة النبوية)، أن قريشاً وجدت في الركنين كتاباً بالسريانية، فلم يدروا ما هو مكتوب فيه، وعهدوا بذلك إلى رجل يهودي، فكان المكتوب (أنا الله ذو بكة خلقتها يوم خلقت السموات والأرض وصورت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتــى يزول أخشبانها، مبارك لأهلها بالماء واللبن).

محرمات الإحرام: سبعة وهي: (1) اللبس (2) الطيب (3) دهن شعر الشوارب واللحية وباقي شعور الوجه (4) الحلق وقلم الأظافر (5) عقد النكاح (6) الـوطء (7) التعرض لكل صيد مأكول بري أو وحشي.
الطواف بالبيت: يُطاف حول الكعبة سبعة أشواط، فلا يتم الطواف إلا بتمام الشوط السابع. والسر في ذلك بأن الملائكة الكرام، بعد أن أمرهم الله تبارك اسمه بالسجود لآدم، قالوا: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾، فغضب الله تعالى وأعرض عنهم، فأخذت الملائكة تطوف حول عرش الرحمن سبع مرات يسألونه المغفرة رافعين رؤوسهم مشيرين بأصابعهم يتضرعون: (لبيك اللهم لبيك، ربنا معذرة إليك، نستغفرك ونتوب إليك)... وبعد أن نظر الله إليهم أمرهم ببناء البيت المعمور، وأمرهم بالطواف حوله سبع مرات ليكون أهون عليهم من الطواف حول العرش.. ونحن البشر نطوف حول الكعبة تقليداً للملائكة الكرام.
شروط الطواف: لطواف الحج سبعة شروط هي:
1. الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر والنجاسة.
2. ستر العورة.
3. أن يكون الطواف سبعة أشواط.
4. أن يبدأ الطواف بالحجر الأسود وينتهي إليه.
5. أن يكون البيت على يسار الطائف.
6. أن يكون الطواف خارج البيت.
7. موالاة السعي (عند مالك وأحمد).
السعي: يكون السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، فلا يكتمل السعي إلا بتمام الشوط السابع. ونقوم بعملية السعي هذه تأسياً بهاجر أم سيدنا إسماعيل عليه السلام بعد أن وضعها وابنها إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكة، جعلت ترضع ابنها وتشرب الماء الذي في السقاء، حتى إذا نفد الماء عطشت وعطش الطفل، وأشتد بهما العطش فلم تطق أن تنظر إلى رضيعها يتلوى من شدة العطش، فأنطلقت فوجدت الصفا أقرب جبل إليها، فصعدته ثم استقبلت الوادي تنظر فلم ترَ أحداً، ثم هبطت عن الصفا حتى إذا بلغت الوادي سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فصعدت إليها ونظرت فلم ترَ أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فلذلك سعى الناس بينهما)).

رمي الجمار: ترمى الجمار بسبعين (70) حصاة موزعة كالتالي:
7 يوم النحر في جمرة العقبة.
21 يوم الحادي عشر من ذي الحجة، سبع حصيات لكل جمرة.
21 يوم الثاني عشر من ذي الحجة، سبع حصيات لكل جمرة.
21 يوم الثالث عشر من ذي الحجة، سبع حصيات لكل جمرة.


آبار المدينة: يستحب زيارة الآبار التالية فـي المدينة المنورة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ويغسل ويشرب، وهذه الآبار سبعة هــي: (1) بئر أريس (2) بئر غرس (3) بئر روحة (4) بئر بضاعة (5) بئر بصَّة (6) بئر العهن (7) بئر أنس.
وعندما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحمّى قبل وفاته، طلب بأن يؤتى بسبع قرب من سبعة آبار من المدينة لتراق على رأسه.

ومن ثم نعبر إلى الفصل العاشر الذي يتناول صور العبادة ويبين بأنها سبع صور وهي: (1) الـشـكـر (2) الــتوكـل (3) الإخلاص (4) الدعاء (5) الركوع والسجود (6) سبيل إلى انشراح النفس (7) انفتاح على الكون.

ثم ينتقل بنا المؤلف إلى الفصل الحادي عشر لنعيش مع صفوة خلقه، الأنبياء، الذين اصطفاهم تبارك وتعالى لرسالاته إلى بني البشر؛ فيذكر لنا صفات الأنبياء، ومزايا دعوة الأنبياء ووظائف الرسل.
صــفــــات الأنبياء
1.الصدق: الصدق من صفات الكمال والمزايا الحميدة التي يحبها رب العالمين، وقد أرادها تبارك وتعالى لتكون من جملة صفات أنبيائه الكرام الذين اصطفاهم من خلقه لحمل رسالاته دعاة للبشرية لعبادة الله الواحد القهار... فما وجد الصدق في شيء إلا زانه، وما انتزع الصدق من شيء إلا شانه... قال تبارك وتعالـى: ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
2.الأمانة: الأمانة كنز ثمين، وعبء ثقيل، فقد أشفقت السموات والأرض والجبال من حملها، لكن الإنسان تكفل بحمل هذه الأمانة، قال تعالــى :﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾.. وقال تبارك وتعالـى: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً﴾.. وقوله سبحانه: ﴿ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾.
3.التبليغ: أراد الله سبحانه وتعالى لرسله الكرام أن يبلّغوا رسالاته للبشرية، وقد قال تعالى مخاطباً نبي الإسلام عليه السلام: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾، ثم خاطبه قـائلاً: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ﴾، وما من نبي من أنبياء الله إلا وبلغ رسالة الله على أكمل وجه:
· قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾.
· قال تعالى:﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ * قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ * قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾.
· قال تعالى: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ * قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾.
· وقال سبحانه:﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمْ الْخَاسِرِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾.
4.الفطانة ( الفطنة):هي العقل الراجح والذكاء اللماح، فإذا ما أراد الله أحداً لرسالته، فإنه يؤتيه من الفطانة والذكاء ما لم يعطه لغيره، قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ﴾... أي أن الله تبارك وتعالى قد أعطى إبراهيم العقل والرشد والفطانة والذكاء والهمة العالية وقول الحق وقوة الحجة والمنطق والبرهان، وكان إبراهيم أهلاً لهذا العطاء العلوي الكريم.
وقال تبارك وتعالـــى :﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾ .
5.السلامة من العيوب والأمرض المنفّرة: بما أن النبي حامل لرسالة سماوية، فلا بد من استقطاب جموع من الناس لمناصرته والوقوف بجانبه لإنجاح دعوته، ولأجل ذلك لا بد للنبي من النقاء والسلامة من كل شيء ينفِّر الآخرين منه، ومن هذه الأمور الأمراض المنفرة والعيوب البيّنة التي قد تكون سبباً لابتعاد الناس عنه ونفورهم منه ... فقد نقّى الله تعالى أنبياءه كافة من كل أنواع العيوب والأمراض المنفّرة، قال تعالى:﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾.
6.العصمة: وهي صفة ملازمة لأنبياء الله كافة، فقد اصطفى الله الأنبياء من بني البشر، واختارهم خياراً من خيار لحمل رسالاته، قال تبارك وتعالى:﴿ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنْ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ﴾.
7.الذكورية: الرجال وحدهم من يُركن إليهم لحمل المسؤوليات الجسام، فهم أقوى وأصبر على تحمل المشاق، وهل من مسؤولية أثقل وأجسم من حمل رسالة السماء وإبلاغها لبني البشر؟ قال تعالـى: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً﴾، ولذلك اختار الله تعالى رسله رجالاً، قال تبارك اسمـه:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾.
مزايا دعوة الأنبياء
1. دعوة ربانية: كل دعوات الأنبياء دعوات ربانية وبتكليف إلهي، وكل الرسالات صدرت من معين علوي إلهي واحد، وعلى ذلك سبع أدلة وردت في القرآن الكريم:
· قال تعالى: ﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾.
· قال تعالى: ﴿ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ﴾.
· قال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ﴾.
2. الأنبياء لا يطلبون أجراً على الرسالة بل أجرهم من الله تعالى: الرسالة تكليف من رب العالمين لصفوة البشر لدعوة بني البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ولا بد لكل عمل من أجر.. إلا أن الأنبياء لا يطلبون أجراً من مخلوق، بل أجرهم على الله الذي كلّفهم برسالاته... وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الأدلة على ذلك:
· قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ﴾.
· وقال تعالى لنبيه يوسف عليه السلام:﴿وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾.
· ويقول سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾.
· ويقول تعالى على لسان نوح عليه السلام:﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

3. إخلاص الدين لله سبحانه وتعالى وإفراد العبادة له: أي الإخلاص التام والطاعة الكاملة والانقياد الكلي لله سبحانه وتعالى، وإفراد العبادة لله عز وجل وعدم الإشراك به، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾(6)... وقال أيضاً: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾.
4. البساطة في الدعوة وعدم التكلف والتعقيد: التكلف والتعقيد في الشيء يؤديان إلى عدم قبوله، وأما البساطة والواقعية وعدم التكلف تؤدي إلى سهولة الفهم والاستيعاب وبالتالي إلى قبول إيجابي للأمر نتيجة قناعة تامة، وهكذا دعوة الأنبياء: بساطة وعدم تعقيد، وواقعية وعدم تكلف... قال تبارك وتعالى : ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ ﴾.. وقال أيضاً: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾.
5. وضوح الهدف والغاية من الدعوة: لا قيمة لأي عمل على الإطلاق إذا لم يكن لتنفيذه والمضي في تحقيقه هدف نبيل، ودعوة الأنبياء دعوة واضحة وهدفها جلي: فهي دعوة صادقة للبشرية لعبادة الله وحده لا شريك له، والتزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وإخراج البشرية من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، وكل هذه الأمور تؤدي بالتالي إلى سعادة البشرية بجوار الله تبارك وتعالى، الملك الديان الكبير المتعال... قال سبحانه وتعالى:﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾ . . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)).
6. الزهد في الدنيا وإيثار الآخرة عليها: معروف بأن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقرّ، وكل أعمال العبد في الدنيا محفوظة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وسيجزى المرء بأعماله: إن خيراً فخير وإن شراً فشر، والفائز من طلق الدنيا ثلاثاً لا رجعة فيها ليصيب الآخرة... وهكذا الأنبياء، طلقوا دنياهم فزهدوا فيها وآثروا الآخرة عليها، ليفوزوا بجوار ربهم في جنات الفردوس نزلاً... قال تعالـــــى:﴿لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ﴾ ... وقال رب العزة: ﴿وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾.


7. التركيز على عقيدة التوحيد والإيمان بالغيب:
أولاً : عقيدة التوحيد: وهي الدعوة الخالصة لعبادة الله وحده، ونبذ كل وسائل الإشراك بالله تبارك وتعالى، وفي هذا المجال آيات كثيرة أذكر منها:
· قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.
· قال تعالى: ﴿ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ ﴾.
ثانياً: الإيمان بالغيب: الغيب كلّ ما عجز البصر عن مشاهدته، ومن الأمور الغيبية ما لا يحصيها عد: فمن آمن بالله تعالى فقد آمن بالغيب، ومن آمن بلقاء الله تعالى فقد آمن بالغيب، والإيمان بالرسل والكتب والملائكة وعذاب القبر والبعث والجنة والنار، كل هذه الأمور من أمور الغيب التي قال الله تعالى فيمن آمن بها: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾.
وظـــائــــف الرســــل
1. دعوة الخلق إلى عبادة الله وحده:
· قال تبارك وتعالى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ .
· وقال أيضاً: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾.
2. تبليغ أوامر الله تعالى ونواهيه إلى البشر:
· قال تعالى:﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً﴾.
· وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾.

3. هداية الناس وإرشادهم إلى الطريق المستقيم:
· قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾.
· وقال أيضاً: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً﴾.
4. قدوة حسنة وأسوة صالحة:
· قال رب العزة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾.
· وقال سبحانه وتعالى:﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾.
5. التذكير بالنشأة والمصير وما بعد الموت من أهوال:
· قال تعالى:﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ * ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ﴾.
6. تحويل اهتمام الناس من الحياة الفانية إلى الحياة الباقية:
· قال سبحانه:﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
· وقال أيضـاً: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾.
7. لئلا يكون لإنسان حجة على الله تبارك وتعالى:
· قال تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً * رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾.


أما الفصل الثاني عشر، فكان مروراً سريعاً لغزوتين من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وهما غزوة بدر الكبرى وغزوة أحد ليبين لنا بأن غزوة بدر قد حدثت في (17) رمضان من السنة الثانية للهجرة، وهذا التاريخ (أي 17 رمضان) هو اليوم الذي ابتدأ فيه نزول القرآن، وبين التاريخين – أي نزول القرآن وغزوة بدر – (14) سنة قمرية كاملة، وهذا ضعف العدد (7) .. كما يبين لنا بأنه قتل من المشركين (70) سبعون كما أسر منهم (70) سبعون... أما شهداء المسلمين فكانـوا (14) أربعة عشر شهيداً، وكل ذلك من مضاعفات العدد (7) ... أما عن غزوة أحد، فيرصد لنا عدد شهداء المسلمين والبالغ (70) سبعين شهيداً، وهذا الرقم من مضاعفات العدد (7).

وأما الفصل الثالث عشر، فقد أفرده المؤلف للعام السابع للهجرة، ولخص ما حدث من غزوات وسرايا وما أنزل فيه من تشريعات. كما تم في هذا العام زواجان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تزوج بصفية بنت حيي بن أخطب؛ كما تزوج عليه السلام بميمونة بنت الحارث وهي خالة عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد. كما تحدث المؤلف بإيجاز عن الوفود التي جاءت إلى رسول الله معلنة إسلامها، كما أوجز الرسائل النبوية التي بعث بها عليه السلام إلى الملوك والأمراء في عصره يدعوهم للإسلام.

ثم ينقلنا الكاتب إلى الفصل الرابع عشر لنمخر عباب جسم الإنسان الذي يدل كل جزء منه على بداعة الصنع وعظمة الخالق جلَّ في علاه. فتراه يتحدث تارة عن النفس البشرية مبيناً بأن لها سبع درجات وهي: (1) النفس الأمارة بالسوء (2) النفس اللوامة (3) النفس الملهمة (4) النفس المطمئنة (5) النفس الراضية (6) النفس المرضية (7) النفس الملهمة.
ثم ينقلنا إلى مراحل تكون الجنين، فهي سبع مراحل كما بينها الله تبارك وتعالى في كتابه حيث قال في سورة المؤمنون: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾... كما يذكر لنا بأن فقرات العنق للحيوانات الفقرية كافة هي سبع فقرات، طال العنق أم قصُر؛ فهي للإنسان سبع، وللأرنب سبع وللفأر سبع وللجمل سبع وللخروف سبع وللزرافة سبع ...
أما العمود الفقري للإنسان فهو الدعامة الرئيسة للجسم، ويتألف من 28 فقرة، منها 14 فقرة في أسفل الظهر ومثلها في أعلاه، وكلها من مضاعفات العدد "7".
أما الرأس، مركز السيطرة في الجسم والوعاء البديع الذي يحوي الدماغ، فله سبع فتحات وهي، العينان، الأذنان، فتحتا الأنف والفم.
ثم ينقلنا إلى الفصل الأخير، الفصل الخامس عشر، وفيه يوجز لنا الكاتب بعض الأمور الأخرى التي لها ارتباط بالعدد "7". ومن هذه الأمور الماء الذي نتطهر به؛ فهو سبعة أنواع هي:
أ. ماء السماء (المطر ) : قال تعالى: ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ ﴾، وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً﴾.
ب. ماء البحر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر؟ ، فقال رسـول الله : ((هو الطهور ماؤه الحـلُّ ميتته)).
جـ. ماء البئر: كان رسول اللهصلى الله عليه وسلم يغسل ويشرب ويتوضأ من عدة آبار في المدينة، وعندما مرض عليه السلام أمر بأن يؤتى بسبع قرب من ماء من آبار مختلفة في المدينة لتراق على رأسه لتخفيف الحمى.
د. ماء النهر.
هـ. ماء العين.
و. ماء الثلج.
ز. ماء البرد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل القراءة، فقلت: يا رسول الله – بأبي أنت وأمي – أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ ، قال : ((أقول اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد)).
أما الطعام، فقد بين الله تبارك وتعالى مصادر طعام الإنسان، وأبان تبارك اسمه بأنه هو وحده الصانع وليس للإنسان يد في ذلك أبداً، وتالياً آيات كريمات تبين أنواع طعام الإنسان:
* قال تبارك وتعالـــــى: ﴿ فَلْيَنْظُرْ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾
· وقال أيضاً: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾.
· ويقول جلّ شأنه: ﴿ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾.
· وقال تبارك وتعالـــى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى *كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي النُّهَى﴾.
· وقال سبحانه:﴿وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَــــــــا تَأْكُلُـــــــونَ ﴾.
· وقال تعالى: ﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾.
· وقال رب العزة: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ﴾.
· وقال أيضاً : ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾.
· قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾.
· وقال أيضاً : ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾.
· وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
· وقال مولانا: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
ومن سياق الآيات الكريمات الآنفة الذكر، يتضح لنا بأن الإنسان يأكل من سبعة أشياء، وذلك كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (خلق الإنسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع..)، وقد زاد عليه قتادة في قوله (يأكل من سبع) قال : هو قولـه تعالى: ﴿فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً ﴾... وتالياً أنواع طعام الإنسان كما وردت في كتاب الله العظيم:
1. الحَبُّ: هو الحبوب بأنواعها.
2. العنب: هو العنب المعروف، ويؤكل كفاكهة أو مطبوخاً أو يشرب عصيراً.
3. القضب: هو كل ما يؤكل رطباً غضاً من الخضر التي تقطع مرة بعد أخرى، ومن القضب السبانخ والخس والبقدونس والملوخية وما شابه ذلك.
4. الزيتون: معروف، ويستخرج منه الزيت.
5. النخل: ويؤكل بلحاً بسراً وتمراً ونيئاً ومطبوخاً ويعتصر منه رب وخل.
6. الفاكهة: على اختلاف أنواعها كالرمان والتفاح والموز وغيرها.
7. اللحم: وهو على أربعة أنواع:
أ. لحوم الأنعام: كالبقر والأبل والأغنام والماعز.
ب. لحوم الحيوانات البرية التي يصطادها الإنسان كالغزال والأرنب وغيرها مما يؤكل لحمها.
جـ. لحوم الطيور الداجنة والبرية المسموح بأكلها مثل الدجاج والحمام والأوز وغيرها.
د‌. لحوم الأسماك.
أما الشراب، فثلاثة أنواع: الماء، واللبن، والعسل... فعن الماء قال تبارك وتعــالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ ﴾ ... وعن اللبن قال تبارك وتعالـــى: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾، وقال أيضاً:﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾... وعن العسل قال تبارك وتعالــى:﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾

نكتفي بهذا القدر في نزهة طالت بعض الشيء رغم محاولة اختصارها؛ أرجو أن أكون قد وفقت باصطحابكم بهذه النزهة، والله أسأل لكم الخير كله، وأن ينفعنا جميعاً بما اختص به العدد "7" من أسرار لا يعلمها إلا الله؛ فإذا كان المؤلف قد أحسن طرح السؤال، فحسن السؤال نصف العلم، فلم يبق سوى البحث عن الجواب ... فالباب مفتوح أمام الجميع لتقديم الإجابة حول أسرار هذا العدد العجيب، العدد "7".

وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين


... أخوكم محمود فالح مهيدات / أبو كارم
...

محمد ال مهيد
10-31-2009, 04:54 AM
الغالي والكاتب والاديب محمود مهيدات

نزهه ولا اروع

رغم طولها الانها لاتمل

بارك الله لك وفيك

ووفقك لما يحب ويرضى

سجل متابعتي

محمد

شجون الليل
10-31-2009, 06:26 AM
انت رائع جدا



ويسلمو ع هـذه النزهه

لاهنت اخوي محمود
ودي

نـور القمــر
11-29-2009, 05:24 PM
http://up1.arb-up.com/files/arb-up-2009-9/Kku10129.gif (http://arb-up.com/)

وفقك الله
وحقق لك امالك وطموحك
وجعل كل حرف تكتبه وتدونه لفائده الناس في ميزان حسناتك
قلم مبدع لا عدمناه
بانتظار روائع قلمك
دمت بخير
http://up1.arb-up.com/files/arb-up-2009-9/bNJ10181.gif (http://arb-up.com/)

علي الحزمي
12-06-2009, 06:30 PM
وفقك الله استاذ محمد ابو كارم

الله يعطيك العافية

تناول جميل


مودتي

اخوك
علي الحزمي

محمود فالح مهيدات
12-22-2009, 11:33 AM
أخي الأستاذ محمد آل مهيد
مرورك كريم وأنت أكثر كرماً
إذ منحت هذه النزهة جزءاً كبيراً من وقتك
أسأل الله التوفيق للجميع
في ظلال القرآن الكريم
تقبل ودي وتقديري
... أخوك أبو كارم ...

محمود فالح مهيدات
12-22-2009, 11:35 AM
الأخت الرائعة شجون الليل
النزهة لا تحلو إلا بروادها
لك شكري ومحبتي
... أخوك محمود فالح مهيدات ...

محمود فالح مهيدات
12-22-2009, 11:38 AM
الأخت النيِّرة نور القمر
أنار الله قلبك بالإيمان
كما أنرت لنا جنبات النزهة
بمرورك اللطيف
إلى لقاء قريب في نزهة أخرى
تقبلي محبتي وتقديري
... أخوك محمود فالح مهيدات ...

سمر محمد
02-22-2010, 07:46 PM
كانت نزهة حقاً ؛؛
حلقت بنا صوب جنائن النور العطرية
فأسعدتنا حد الطهر المسكوب في طياتها
واروتنا بمنهمرها العبق وشرابها السائغ
لاتبت يداك ياجليل

أتابع جحافلك المزدهرة بالخير الوفير

طابت أيامك بالنووور

عاشق سراب
02-23-2010, 08:08 PM
http://www.p-yemen.com/highstar/bsm/p-yemen1%20(10).gif


http://i393.photobucket.com/albums/pp13/black_orchide/1276379jjk5zyamx4.gif



والدي واستاذي الغالي::
محمود فالح مهيدات

كنت هنا
ارتشف من رحيق قلمك الزكي






http://img101.imageshack.us/img101/5571/60xg3.gifhttp://img101.imageshack.us/img101/5571/60xg3.gif
شكرا لك حتى ترضى استاذي
ولاننحرم من طلتك وتواجدك ايها العلم


http://img101.imageshack.us/img101/5571/60xg3.gifhttp://img101.imageshack.us/img101/5571/60xg3.gif



تقبل فائق تقديري
هذا الموضوع برعاية

http://upload.rashed-elmajed.com/up/uploads/images/rashed-275e70009f.jpg


http://i393.photobucket.com/albums/pp13/black_orchide/1276379jjk5zyamx4.gif

ذكرى الغالي
04-19-2011, 10:21 PM
http://kll2.com/upfiles/2BV52033.gif (http://kll2.com/)