عصام كمال
11-26-2011, 08:39 PM
موْعِدٌ ثَارَ الشَّوْقُ يَدْعُوهُ قُرْبًا = وَحَنِينًا جَابَ الْمَدَى بِالرِّجَاءِ
كَمْ تَمَنَّى السَّاعَاتِ تَعْدُو ثَوَانِي= ثمَّ تَغْدُو بِالْوَصْلِ قَبْلَ انْقِضَاءِ
جَمْرَةٌ فِي دَمِي تَأَجَّتْ لَهِيبًا = تَصْطَلِي رُوْحًا بِانْتِظَارِ اللِّقَاءِ
وَالْمُنَى هَبَّتْ مِنْ شُجُونٍ وَصَاحَتْ = يَا زَمَانًا جُدْ بِاللُّقَى وَالرِّضَاءِ
قَارَبَ الصَّبرُ أَنْ يَصِيرَ مُحَالاً = مَرْقَدِي نَجْوَى قَد أَظَلَّتْ سَمَائِي
لَا تَنَامُ النَّفسُ التِي بِظُنُونٍ = وَمَخِيْفٍ ، تَخْشِى رَيَاحَ الْجَفَاءِ
يَنْطَوِي حُلْمُ الْعُمْرِ طَيْفًا ، سَرَابًا = وَتَثُورُ الشَّكْوَى بِلُقْيَا الرَّثَاءِ
أَنَا قَلْبٌ تَفَجَّر الْعِشْقُ فَيْهِ = صَارَ عِشْقَينِ كَالْهَوَاءِ وَمَاءِ
مِنْهُمَا تَجْرِي جَنَّةٌ بِالْأَمَانِيْ = فَإِذَا مَا ظَمِأتُ كَانْتْ رُوَائِي
وَإِذَا مَا ارْتَوَيتُ أَرْجُو مَزِيَدًا = مِنْ نَعِيمٍ يَسْرِي بِشَهْدِ السُّقَاءِ
كُلَّمَا طَالَ البَيْنُ أَسْعَى اقْتِرَابًا = كُلُّ عِشْقٍ سِوَاهُمَا فِي فَنَاءِ
هُوَحُبٌّ لَكَ (اللَّهُمَّ) تَسَامَى = وَاحْتَوَى رُوْحِي قَد جَرَى بِدِمِائِي
فَاضَ يَرْوِي عَقْلاً وَسَمْعًا وَحِسًّا = صَارَ أَمْسِي، يَومِي، غَدًا بِلِقَائِي
وَ سَرَى حُبُّ (الْمُصْطَفَى) فِي فُؤَادِي = كُلَّ آنٍ تَشْدُو الْمُنَى بِاقْتِدَاءِ
يَا طَبِيبًا لِكُلِّ دَاءٍ وَنَفْسٍ = يَا (رَسُولاً) عَمَّ الْوَرَى بِالْإِخَاءِ
يَا شَفِيْعًا وَ(هَادِيًا) وَ(نَذِيرًا) = قُدْتَّ إِسْلَامًا قَدْ سَمَا لِلْعُلَاءِ
قَد دَنَتْ أَنْسَامُ اللِّقَاءِ أَرِيْجًا = وَاسْتَجَبْتَ (اللَّهُمَّ) رَفْعَ الدُّعَاءِ.
مُنْيَةٌ بِالشَّوقِ اللَّهِيبِ تَدَانَتْ = مُهْجَةٌ تَرْتَدِي إِزَارَ الْبَهَاءِ
مُلْتَقَى الْأَخْيَارِ اسْتَبَاحَ حَنِينِا = قِبْلةُ الْأَطْهَارِ الْمُنَى وَرَجَائِي
(كَعْبَةُ) الطَّائِفِينَ، (بَيْتُ الْإِلَهِ) = عَلَمُ المُسْلِمِينَ ، بِيْضُ اللِّوَاءِ
نُوْرُكَ الْهَادِي يَا (إِلَهِي) تَجَلَّى = قَد هَمَى الدَّمْعُ وَاحْتَوَانِي بُكَائِي
هَدْيُكَ الْوَافِي قَدْ أََظََلَّ حَيَاتِي =وَارْتَقَتْ رُوْحِي حَلَّقَتْ بِالصَّفَاءِ
بَيْنَ أَطْيَارٍ رَفْرَفَتْ فِي حُبُورٍ = فِي أَمَانٍ تَدْعُو بِطُولِ الْبَقَاءِ
كُلُّ رُكْنٍ مِنْ بَيْتِكَ الْحقِّ يَضْوِي = كُلُّ سُؤْلٍ مِنْ سَائِلٍ بِقَضَاءِ
قَد سَرَتْ أَطْيَافُ الْخَوَالِي كَحُلْمٍ = عِندَمَا هَلَّتْ رَحْمَةٌ بِالنَّجَاءِ
وَاغْتَدَى الْكَوْنُ بَاسِمَ الثَّغْرِ، صَحْوًا = زَاهِيًا كَالنُّورِ اكْتَسَى بِالضِّيَاءِ
بِرَسُولِ الْهُدَى وَأَمْنِ الْبَرَايَا = إِشْتَكَا قَوْمَاً فِي دُرُوبٍ عُوَاءِ
عِنْدَ أَهْوَالِ الشِّرْكِ وَاللَّهْوِ بَاتُوا = بِعُقُولٍ بَينْ الغَوَى وَالْبَلَاءِ
يا (بَشِيْرًا) ذُقْتَ الْجَفَا مِنْ عُدَاةٍ =مِنْ جَهُولٍ يَمضَي مَعَ الجُّهَلَاءِ
فِي قُلُوبِ الْكُفْرِ الْعَدَاءُ مُقِيْمٌ = مَبْلَغُ الْحِقْدِ قَدْ سَرَى كَالْوَبَاءِ
يَسْمَعُونَ الْآيَاتِ والْحَقُّ بَادٍ = يَتَهَادَى صَوبَ السَّنَى والسَّنَاءِ
وَغَشَى دَرْبَ الْعَالمينَ شَذِيًّا = خَيرُ دِيْنٍ جَاءَ الْوَرَى بِاهْتِدَاءِ
قَدْ بَلَغْتَ الْآمَالَ نَهْجَاً سَمِيِّا = وَاعْتَلَى أَجْبَالَ الدُّنَا بِالْوَلَاءِ
فَبِلُوغُ الْأَمْجَادِ لَيسَ مُحَالاً = إنَّمَا الْمَجْدُ إِنْ عَلَا لِلْبَقَاءِ
وََإِذَا هَبَّتْ أُمَّة مِنْ رُقَادٍ = لَنْ تَنَالَ الْمُنَى بِلَا حُكَمَاءِ
وَبِنَجْوَى (الْمَولَى) وحَمْد الْبَرَايَا = كُلُّ نَارٍ لَو تَغْتَلِي بِخَبَاءِ
وََتذَكَّرتُ (الْبَيْتَ) لُقْيَا الْأَعَادِي = مَعْبَدًا لِلْأَوثَانِ مَأَوَى الْعَدَاءِ
كُلُّ رُكْنٍ فِيْهِ دَعَاكَ إِلَيْهِ = قَد رَنَا يَا (مُحَمَّدٌ) لِلنَّجَاءِ
مِنْ عُصَاةٍ قَد أَوقَدُوا النَّارَ شِرْكًا = كُلُّ أَمْرٍ فِي ظُلْمَةٍ وَاكْتِوَاءِ
طَالَ سُقْيَا لَيْلُ الدُّجَى بِالدَّواهِي = فَغَشَى هَدْيُكَ الدُّنَى كَالضِّيَاءِ
أَنْقذَ الْكَونَ مِنْ كَفُورٍ ظَلِيمٍ = وَاهْتَدَى الْبَيتُ وَاشْتَفَى كُلَّ دَاءِ
وَتَهََاوَى دَرْبُ الرَّدَى وَالعَوَادِي= تَحْتَ أَعْلَامِ الْبِشْرِ وَالرُّحَمَاءِ
أَنْتَ وَعْدٌ لِلْحَقِّ ، أَحْيَا وُجُودًا= وَشُعُوبًا ، وَأَنْتَ عَدْلُ السَّمَاءِ
أَسْبَغَ اللهُ الْفَتحَ نَصْرًا مُبِينًا = دُوْنَ نَصْلٍ أَو قَطْرَةٍ مِنْ دِمَاءِ
لَيْسَ كَرْهًا أَو ذِلَّةً أَو قِتَالاً = إنَّمَا سُقْيَا العَفوِ والْكُرَمَاءِ
قَدْ سَرَى بالْحُبِّ الذِي دَامَ هدْيًا = أَسْلَمُوا طَوْعًا ، أَقْبَلُوا بِارْتِضَاءِ
فَالْوَغَى لَنْ تَكُونَ إِلَّا أَتُوْنَاً = فِي نُفُوسٍ ، تُزْجِي الْعِدَا كَالْفَنَاءِ
فَعَفَاءٌ مِنْكَ اسْتَتَابَ الأَعَادِي= وَ سَنَا الأَقمَارِ اهْتَدَى فِي عُلاءِ
قِبْلَةُ) الْأَتْقِيَاءِ فَاحَتْ طَهُورَاً = وَالْتَقَتْ آمَالَ الْوَرَى بِالوَفَاءِ
(بَيْتُ رَبِّ الْخَلَائِقِ) الْيَومَ يَزْهُو = وَالْهُدَى فِيْهِ تَزْدَهِي كَالذُّكَاءِ
مَكَّةُ) النُّورِ تَرْتَدِي ثَوْبَ طُهْرٍ = تَعْتَلِي دَرْبَ الْحَقِّ بِالْعُظَمَاءِ
كُلُّ نَفْسٍ تَرنُو إِلَيْهَا حَنِينًا=كُلُّ رُوحٍ تَصْبُو لَهَا بِاللِّقَاءِ
إِنَّهَا وَعْدٌ لِلْقُلُوبِ فَتَسْمُو = وَتُنَاجِي رَبَّ الْوَرَى بالثَّنَاءِ
هَاهُو الدِّينُ قَد عَلَا كُلَّ سَفْحٍ = رُغْمَ إِخوَانِ الشَّرِ وَالسُّفَهَاءِ
سُنَّةٌ أَضْحَتْ رَحْمَةً وَمَفَازًا = نَهْجَ هَدْيٍ جَابَ الدُّنَا بالْإِخَاءِ
خَشَعَتْ أَعْضَائِي ، وَقَلبِي يُنَاجِي = مِنْ هَدِيرِ التَّوحِيدِ ،رَبَّ السَّمَاءِ
قَدْ جَرَتْ أَدْمُعِي وَفَاضَتْ شُجُونًا = وَارْتَأَيتُ الْبَيتَ الْحِمَى وَ إِيوَائِي
فَرْحَةٌ صَاحَتْ ، هَلَّلتْ بِطَوَافٍ = فِي رِحَابِ الْوَعْدِ الزَّهِيْرِ، لِقَائِي
هَامَ قَلْبِي بَينَ النِّدَا وَبُكَائِي = يَا إِلَهِي جُدْ بالْعَفَا وَالرِّضَاءِ
وَبَلَغْتُ السَّعْيَ بَشَوقٍ كَأنَّي = طَائِرٌ يَشدُو قُرْبَ رَوْضٍ وَمَاءِ
شَرْبَةٌ مِنْ حَوضِ الْأَمَانِي كَشَهْدٍ = (زَمْزَمُ) الْأَطْهَارِ الرَّجَا مِنْ سِقَاءِ
إنَّهَا تَجرِي مِنْ دُهُورٍ غَيَاثًا= نِعْمَةً ، تَسرِي عَذْبَةً مِنْ صَفَاءِ
مِنْ هُنَا هَلَّتْ رَحْمَةُ الرَّبِ سُقْيَا = فَبَكَى (إِسمَاعِيلُ) حَرَّ الظَّمَاءِ
أَيقَظَتْ أُمُّهُ الْفَلَا مِنْ رُقَادٍ = وَسَعَتْ سَعيًا ، هَرْوَلَتْ فِي الْعَرَاءِ
بِخَلَاءٍ ، وَالقَيظُ أَعْيَا جَوَابًا = وَدَعَتْ: يَارَبُّ النَّجَا مِنْ فَنَاءِ
فَجَّر اللهُ الْأَرْضَ نَبعَاً طَهُورًا = فَاسْتَقَى ، وَارْتَوَى بِشَهدِ الرُّوَاءِ
قَد دَعَا (إِبْرَهِيمُ) رَبًّا رَحِيْمًا = فَاسْتَجَابَ (الْمَولَى) لَهُ بالْوَفَاءِ
وَكَفَى أَهْلَهُ الرَّدَى والدَّواهِي = حِكْمَةٌ ، فِي نَهْجِ الْوَرَى والدُّعَاء
قَدْ دَنَتْ سَاعَةُ الرَّحِيلِ وَ قَلْبِي =بِاشْتِيَاقٍ يَصْبُو لِرَوْضِ السَّنَاءِ
بِرِحَابِ (الْبَيتِ الْحَرَامِ) أُنَاجِي = رَجْعَةً تُشفِي مُهْجَةً مِنْ رَجَاءِ
يَا إِلَهِي يَا سَامِعًا هَمَسَاتِي = هَذِهِ أَدمُعِي بِفَيضِ الثَّنَاءِ
حِينَ أَلقَى مُحَمَّدًا وَرِفَاقًا = بِرِيَاضِ المَثْوَى وَدَارِ الْعُلَاءِ
فَسَلَامٌ عَلَيكَ يَغدُو مُجَابًا= يَا شَفِيعَ الوَرَى بِدَارِ الثَّوَاءِ
وَتَذَكَّرْتُ الْاَمسَ لَمَّا تَجَافى = حِينَ أُخْرِجْتَ بِالْأَذى والْعَدَاءِ
عِنْدَمَا ضَاقَ مَهْبَطَ الرُّوحِ ذَرْعًا = مِنْ عِنَادِ الْكُفَّارِ وَالسُّفَهَاءِ
دَعْوَةُ (الْمَولَى) قَد أَرَادَتْ فِرَاقًا = أَوْعَزَ اللهُ هِجرَةً لِلنَّجَاءِ
تَلتَقِي أَنْصَارَاً وَاَهْلاً وَخِلاًّ= نِعْمَ قَومٌ قَدْ عَاهَدوا بِالْفِدَاء
(يثربٌ) الْمَأوى بِانْتِظَارٍ وَشَوقٍ = تَزْدَهِي يَا (مُحَمَّدٌ) لِلِّقَاءِ
أَزْهَرَ الْوَعْدُ وَاعْتَلَى كُلَّ وَادٍ = وَاكْتَسَتْ حُبَّاً قَدْ زَهَا كَالضِّياءِ
بِرَسُولِ الْأَكْوَانِ تَشْدُو التَّلَاقَي = تَرْتَقِي دَارَ الْأَمنِ بَعْدَ الْعَنَاءِ
قَدْ تآخَتْ مَدِينَةُ الصِّدْقِ طَوْعًا= وَدَعَتْ أَرْجَاءَ الْبَرَى لاهْتِدَاءِ
مِنْ هُنَا قُدْتَ الْعَالَمِينَ لِنَهجٍ = قَد غَدَا دَرْبَ الْعِزِّ للضُّعَفَاءِ
وَارْتَدَى الْعَالَمُ الْهُدَى إمْتِثَالاً = حِينَ أَرْوَيتَ الْكَونَ سَيْلَ الْإخَاءِ
يَنصْرُ اللهُ الدِّينَ رُغْمَ الْأَعَادِي = يَا بَشِير الْوَرَى وَنُورَ السَّمَاءِ
يَا أبَا الزَّهْرَاءِ الْفؤادُ يُنَاجِي = مُنْيَةً تَغْدُو بِاللُّقَى وَالرِّضَاءِ
يَا (إِلَهِي) يَا مُنْتَهَى كُلِّ أَمْرٍ = هَذِهِ نَجوَايَا بِحَّرِ الدُّعَاءِ
قَد غَشَى فَضْلُكَ الدُّنَا والْبَرَايَا = وَ تَجَلَيتَ قُدْرَةً بِقَضَاءِ
مَنْ دَنَا مِنْكَ زِدتَّ قُرْبًا إِلَيْهِ = قَد سَمَا رُوْحًا حَلَّقَتْ بِالْفَضَاءِ
مِنْ رِيَاضِ الْأَمِينِ أَدعُوْكَ (رَبِّي) = رَحْمَةً تَسرِي كَالدَّوَا مِنْ وَبَاءِ
أُمَّةٌ نَاحَتْ غُربَةً وَهَوَانًا = لَمْ يَعُدْ فِيْهَا غَيْرُ سُقْيَا الْعَزَاءِ
وَاكْتَوَتْ أَوْجَاعًا ، وَأنَّتْ جِرَاحًا = أَنتَ نِعْمَ الشَّافِي لِجُرحٍ وَدَاءِ
إنَّنَا فِي دَرْبٍ هَوَى وَاحْتَوَانَا = لَمْ نَزَلْ نَدعُوكَ الْحِمَى مِنْ عَدَاءِ
وَابْتُلِينَا، وَأَنتَ غَوْثٌ وَجَارٌ = مَا لَنَا غَيرُكَ النَّجَا مِنْ بَلاءِ
هَا هُمُ الْأَعْدَاءُ اسْتَبَاحُوا دِمَاءً = وَارْتَضَيْنَا دَمْعَاً بِلَيْلٍ عُوَاءِ
جُدْ عَلَينَا (بِالَبَدْرِ) مِثْلَ الْخَوَالِي = هَبْ لَنَا عِزَّاً مِنْ مَعِينِ الْإبَاءِ
رُدَّ مَجْدًا قَد غَابَ عَنَّا دُهُوَرَاً = كَانَ عِزَّاً مِنْ نهَضَةٍ وَعَلَاءِ
وَشَدَا الْكَونُ وَاسْتَضَاءَتْ قَلُوبٌ = أَينَ مِنْهُ فَجْرٌ بِلُقْيَا الضِّياءِ
حِفِّنا رَحْمَةً وَنَصْرَاً مُبِينًا = لَا تَذرْنَا بَيْنَ الرَّجَا والرَّثَاءِ
يَا سَمِيعَ الشَّكوى بِغَيرِ شَكَاةٍ = إِمْحُ عنَّا أَوْزَارَنَا بِعَفَاءِ
شعر
مراد الساعي
الحقوق محفوظة
كَمْ تَمَنَّى السَّاعَاتِ تَعْدُو ثَوَانِي= ثمَّ تَغْدُو بِالْوَصْلِ قَبْلَ انْقِضَاءِ
جَمْرَةٌ فِي دَمِي تَأَجَّتْ لَهِيبًا = تَصْطَلِي رُوْحًا بِانْتِظَارِ اللِّقَاءِ
وَالْمُنَى هَبَّتْ مِنْ شُجُونٍ وَصَاحَتْ = يَا زَمَانًا جُدْ بِاللُّقَى وَالرِّضَاءِ
قَارَبَ الصَّبرُ أَنْ يَصِيرَ مُحَالاً = مَرْقَدِي نَجْوَى قَد أَظَلَّتْ سَمَائِي
لَا تَنَامُ النَّفسُ التِي بِظُنُونٍ = وَمَخِيْفٍ ، تَخْشِى رَيَاحَ الْجَفَاءِ
يَنْطَوِي حُلْمُ الْعُمْرِ طَيْفًا ، سَرَابًا = وَتَثُورُ الشَّكْوَى بِلُقْيَا الرَّثَاءِ
أَنَا قَلْبٌ تَفَجَّر الْعِشْقُ فَيْهِ = صَارَ عِشْقَينِ كَالْهَوَاءِ وَمَاءِ
مِنْهُمَا تَجْرِي جَنَّةٌ بِالْأَمَانِيْ = فَإِذَا مَا ظَمِأتُ كَانْتْ رُوَائِي
وَإِذَا مَا ارْتَوَيتُ أَرْجُو مَزِيَدًا = مِنْ نَعِيمٍ يَسْرِي بِشَهْدِ السُّقَاءِ
كُلَّمَا طَالَ البَيْنُ أَسْعَى اقْتِرَابًا = كُلُّ عِشْقٍ سِوَاهُمَا فِي فَنَاءِ
هُوَحُبٌّ لَكَ (اللَّهُمَّ) تَسَامَى = وَاحْتَوَى رُوْحِي قَد جَرَى بِدِمِائِي
فَاضَ يَرْوِي عَقْلاً وَسَمْعًا وَحِسًّا = صَارَ أَمْسِي، يَومِي، غَدًا بِلِقَائِي
وَ سَرَى حُبُّ (الْمُصْطَفَى) فِي فُؤَادِي = كُلَّ آنٍ تَشْدُو الْمُنَى بِاقْتِدَاءِ
يَا طَبِيبًا لِكُلِّ دَاءٍ وَنَفْسٍ = يَا (رَسُولاً) عَمَّ الْوَرَى بِالْإِخَاءِ
يَا شَفِيْعًا وَ(هَادِيًا) وَ(نَذِيرًا) = قُدْتَّ إِسْلَامًا قَدْ سَمَا لِلْعُلَاءِ
قَد دَنَتْ أَنْسَامُ اللِّقَاءِ أَرِيْجًا = وَاسْتَجَبْتَ (اللَّهُمَّ) رَفْعَ الدُّعَاءِ.
مُنْيَةٌ بِالشَّوقِ اللَّهِيبِ تَدَانَتْ = مُهْجَةٌ تَرْتَدِي إِزَارَ الْبَهَاءِ
مُلْتَقَى الْأَخْيَارِ اسْتَبَاحَ حَنِينِا = قِبْلةُ الْأَطْهَارِ الْمُنَى وَرَجَائِي
(كَعْبَةُ) الطَّائِفِينَ، (بَيْتُ الْإِلَهِ) = عَلَمُ المُسْلِمِينَ ، بِيْضُ اللِّوَاءِ
نُوْرُكَ الْهَادِي يَا (إِلَهِي) تَجَلَّى = قَد هَمَى الدَّمْعُ وَاحْتَوَانِي بُكَائِي
هَدْيُكَ الْوَافِي قَدْ أََظََلَّ حَيَاتِي =وَارْتَقَتْ رُوْحِي حَلَّقَتْ بِالصَّفَاءِ
بَيْنَ أَطْيَارٍ رَفْرَفَتْ فِي حُبُورٍ = فِي أَمَانٍ تَدْعُو بِطُولِ الْبَقَاءِ
كُلُّ رُكْنٍ مِنْ بَيْتِكَ الْحقِّ يَضْوِي = كُلُّ سُؤْلٍ مِنْ سَائِلٍ بِقَضَاءِ
قَد سَرَتْ أَطْيَافُ الْخَوَالِي كَحُلْمٍ = عِندَمَا هَلَّتْ رَحْمَةٌ بِالنَّجَاءِ
وَاغْتَدَى الْكَوْنُ بَاسِمَ الثَّغْرِ، صَحْوًا = زَاهِيًا كَالنُّورِ اكْتَسَى بِالضِّيَاءِ
بِرَسُولِ الْهُدَى وَأَمْنِ الْبَرَايَا = إِشْتَكَا قَوْمَاً فِي دُرُوبٍ عُوَاءِ
عِنْدَ أَهْوَالِ الشِّرْكِ وَاللَّهْوِ بَاتُوا = بِعُقُولٍ بَينْ الغَوَى وَالْبَلَاءِ
يا (بَشِيْرًا) ذُقْتَ الْجَفَا مِنْ عُدَاةٍ =مِنْ جَهُولٍ يَمضَي مَعَ الجُّهَلَاءِ
فِي قُلُوبِ الْكُفْرِ الْعَدَاءُ مُقِيْمٌ = مَبْلَغُ الْحِقْدِ قَدْ سَرَى كَالْوَبَاءِ
يَسْمَعُونَ الْآيَاتِ والْحَقُّ بَادٍ = يَتَهَادَى صَوبَ السَّنَى والسَّنَاءِ
وَغَشَى دَرْبَ الْعَالمينَ شَذِيًّا = خَيرُ دِيْنٍ جَاءَ الْوَرَى بِاهْتِدَاءِ
قَدْ بَلَغْتَ الْآمَالَ نَهْجَاً سَمِيِّا = وَاعْتَلَى أَجْبَالَ الدُّنَا بِالْوَلَاءِ
فَبِلُوغُ الْأَمْجَادِ لَيسَ مُحَالاً = إنَّمَا الْمَجْدُ إِنْ عَلَا لِلْبَقَاءِ
وََإِذَا هَبَّتْ أُمَّة مِنْ رُقَادٍ = لَنْ تَنَالَ الْمُنَى بِلَا حُكَمَاءِ
وَبِنَجْوَى (الْمَولَى) وحَمْد الْبَرَايَا = كُلُّ نَارٍ لَو تَغْتَلِي بِخَبَاءِ
وََتذَكَّرتُ (الْبَيْتَ) لُقْيَا الْأَعَادِي = مَعْبَدًا لِلْأَوثَانِ مَأَوَى الْعَدَاءِ
كُلُّ رُكْنٍ فِيْهِ دَعَاكَ إِلَيْهِ = قَد رَنَا يَا (مُحَمَّدٌ) لِلنَّجَاءِ
مِنْ عُصَاةٍ قَد أَوقَدُوا النَّارَ شِرْكًا = كُلُّ أَمْرٍ فِي ظُلْمَةٍ وَاكْتِوَاءِ
طَالَ سُقْيَا لَيْلُ الدُّجَى بِالدَّواهِي = فَغَشَى هَدْيُكَ الدُّنَى كَالضِّيَاءِ
أَنْقذَ الْكَونَ مِنْ كَفُورٍ ظَلِيمٍ = وَاهْتَدَى الْبَيتُ وَاشْتَفَى كُلَّ دَاءِ
وَتَهََاوَى دَرْبُ الرَّدَى وَالعَوَادِي= تَحْتَ أَعْلَامِ الْبِشْرِ وَالرُّحَمَاءِ
أَنْتَ وَعْدٌ لِلْحَقِّ ، أَحْيَا وُجُودًا= وَشُعُوبًا ، وَأَنْتَ عَدْلُ السَّمَاءِ
أَسْبَغَ اللهُ الْفَتحَ نَصْرًا مُبِينًا = دُوْنَ نَصْلٍ أَو قَطْرَةٍ مِنْ دِمَاءِ
لَيْسَ كَرْهًا أَو ذِلَّةً أَو قِتَالاً = إنَّمَا سُقْيَا العَفوِ والْكُرَمَاءِ
قَدْ سَرَى بالْحُبِّ الذِي دَامَ هدْيًا = أَسْلَمُوا طَوْعًا ، أَقْبَلُوا بِارْتِضَاءِ
فَالْوَغَى لَنْ تَكُونَ إِلَّا أَتُوْنَاً = فِي نُفُوسٍ ، تُزْجِي الْعِدَا كَالْفَنَاءِ
فَعَفَاءٌ مِنْكَ اسْتَتَابَ الأَعَادِي= وَ سَنَا الأَقمَارِ اهْتَدَى فِي عُلاءِ
قِبْلَةُ) الْأَتْقِيَاءِ فَاحَتْ طَهُورَاً = وَالْتَقَتْ آمَالَ الْوَرَى بِالوَفَاءِ
(بَيْتُ رَبِّ الْخَلَائِقِ) الْيَومَ يَزْهُو = وَالْهُدَى فِيْهِ تَزْدَهِي كَالذُّكَاءِ
مَكَّةُ) النُّورِ تَرْتَدِي ثَوْبَ طُهْرٍ = تَعْتَلِي دَرْبَ الْحَقِّ بِالْعُظَمَاءِ
كُلُّ نَفْسٍ تَرنُو إِلَيْهَا حَنِينًا=كُلُّ رُوحٍ تَصْبُو لَهَا بِاللِّقَاءِ
إِنَّهَا وَعْدٌ لِلْقُلُوبِ فَتَسْمُو = وَتُنَاجِي رَبَّ الْوَرَى بالثَّنَاءِ
هَاهُو الدِّينُ قَد عَلَا كُلَّ سَفْحٍ = رُغْمَ إِخوَانِ الشَّرِ وَالسُّفَهَاءِ
سُنَّةٌ أَضْحَتْ رَحْمَةً وَمَفَازًا = نَهْجَ هَدْيٍ جَابَ الدُّنَا بالْإِخَاءِ
خَشَعَتْ أَعْضَائِي ، وَقَلبِي يُنَاجِي = مِنْ هَدِيرِ التَّوحِيدِ ،رَبَّ السَّمَاءِ
قَدْ جَرَتْ أَدْمُعِي وَفَاضَتْ شُجُونًا = وَارْتَأَيتُ الْبَيتَ الْحِمَى وَ إِيوَائِي
فَرْحَةٌ صَاحَتْ ، هَلَّلتْ بِطَوَافٍ = فِي رِحَابِ الْوَعْدِ الزَّهِيْرِ، لِقَائِي
هَامَ قَلْبِي بَينَ النِّدَا وَبُكَائِي = يَا إِلَهِي جُدْ بالْعَفَا وَالرِّضَاءِ
وَبَلَغْتُ السَّعْيَ بَشَوقٍ كَأنَّي = طَائِرٌ يَشدُو قُرْبَ رَوْضٍ وَمَاءِ
شَرْبَةٌ مِنْ حَوضِ الْأَمَانِي كَشَهْدٍ = (زَمْزَمُ) الْأَطْهَارِ الرَّجَا مِنْ سِقَاءِ
إنَّهَا تَجرِي مِنْ دُهُورٍ غَيَاثًا= نِعْمَةً ، تَسرِي عَذْبَةً مِنْ صَفَاءِ
مِنْ هُنَا هَلَّتْ رَحْمَةُ الرَّبِ سُقْيَا = فَبَكَى (إِسمَاعِيلُ) حَرَّ الظَّمَاءِ
أَيقَظَتْ أُمُّهُ الْفَلَا مِنْ رُقَادٍ = وَسَعَتْ سَعيًا ، هَرْوَلَتْ فِي الْعَرَاءِ
بِخَلَاءٍ ، وَالقَيظُ أَعْيَا جَوَابًا = وَدَعَتْ: يَارَبُّ النَّجَا مِنْ فَنَاءِ
فَجَّر اللهُ الْأَرْضَ نَبعَاً طَهُورًا = فَاسْتَقَى ، وَارْتَوَى بِشَهدِ الرُّوَاءِ
قَد دَعَا (إِبْرَهِيمُ) رَبًّا رَحِيْمًا = فَاسْتَجَابَ (الْمَولَى) لَهُ بالْوَفَاءِ
وَكَفَى أَهْلَهُ الرَّدَى والدَّواهِي = حِكْمَةٌ ، فِي نَهْجِ الْوَرَى والدُّعَاء
قَدْ دَنَتْ سَاعَةُ الرَّحِيلِ وَ قَلْبِي =بِاشْتِيَاقٍ يَصْبُو لِرَوْضِ السَّنَاءِ
بِرِحَابِ (الْبَيتِ الْحَرَامِ) أُنَاجِي = رَجْعَةً تُشفِي مُهْجَةً مِنْ رَجَاءِ
يَا إِلَهِي يَا سَامِعًا هَمَسَاتِي = هَذِهِ أَدمُعِي بِفَيضِ الثَّنَاءِ
حِينَ أَلقَى مُحَمَّدًا وَرِفَاقًا = بِرِيَاضِ المَثْوَى وَدَارِ الْعُلَاءِ
فَسَلَامٌ عَلَيكَ يَغدُو مُجَابًا= يَا شَفِيعَ الوَرَى بِدَارِ الثَّوَاءِ
وَتَذَكَّرْتُ الْاَمسَ لَمَّا تَجَافى = حِينَ أُخْرِجْتَ بِالْأَذى والْعَدَاءِ
عِنْدَمَا ضَاقَ مَهْبَطَ الرُّوحِ ذَرْعًا = مِنْ عِنَادِ الْكُفَّارِ وَالسُّفَهَاءِ
دَعْوَةُ (الْمَولَى) قَد أَرَادَتْ فِرَاقًا = أَوْعَزَ اللهُ هِجرَةً لِلنَّجَاءِ
تَلتَقِي أَنْصَارَاً وَاَهْلاً وَخِلاًّ= نِعْمَ قَومٌ قَدْ عَاهَدوا بِالْفِدَاء
(يثربٌ) الْمَأوى بِانْتِظَارٍ وَشَوقٍ = تَزْدَهِي يَا (مُحَمَّدٌ) لِلِّقَاءِ
أَزْهَرَ الْوَعْدُ وَاعْتَلَى كُلَّ وَادٍ = وَاكْتَسَتْ حُبَّاً قَدْ زَهَا كَالضِّياءِ
بِرَسُولِ الْأَكْوَانِ تَشْدُو التَّلَاقَي = تَرْتَقِي دَارَ الْأَمنِ بَعْدَ الْعَنَاءِ
قَدْ تآخَتْ مَدِينَةُ الصِّدْقِ طَوْعًا= وَدَعَتْ أَرْجَاءَ الْبَرَى لاهْتِدَاءِ
مِنْ هُنَا قُدْتَ الْعَالَمِينَ لِنَهجٍ = قَد غَدَا دَرْبَ الْعِزِّ للضُّعَفَاءِ
وَارْتَدَى الْعَالَمُ الْهُدَى إمْتِثَالاً = حِينَ أَرْوَيتَ الْكَونَ سَيْلَ الْإخَاءِ
يَنصْرُ اللهُ الدِّينَ رُغْمَ الْأَعَادِي = يَا بَشِير الْوَرَى وَنُورَ السَّمَاءِ
يَا أبَا الزَّهْرَاءِ الْفؤادُ يُنَاجِي = مُنْيَةً تَغْدُو بِاللُّقَى وَالرِّضَاءِ
يَا (إِلَهِي) يَا مُنْتَهَى كُلِّ أَمْرٍ = هَذِهِ نَجوَايَا بِحَّرِ الدُّعَاءِ
قَد غَشَى فَضْلُكَ الدُّنَا والْبَرَايَا = وَ تَجَلَيتَ قُدْرَةً بِقَضَاءِ
مَنْ دَنَا مِنْكَ زِدتَّ قُرْبًا إِلَيْهِ = قَد سَمَا رُوْحًا حَلَّقَتْ بِالْفَضَاءِ
مِنْ رِيَاضِ الْأَمِينِ أَدعُوْكَ (رَبِّي) = رَحْمَةً تَسرِي كَالدَّوَا مِنْ وَبَاءِ
أُمَّةٌ نَاحَتْ غُربَةً وَهَوَانًا = لَمْ يَعُدْ فِيْهَا غَيْرُ سُقْيَا الْعَزَاءِ
وَاكْتَوَتْ أَوْجَاعًا ، وَأنَّتْ جِرَاحًا = أَنتَ نِعْمَ الشَّافِي لِجُرحٍ وَدَاءِ
إنَّنَا فِي دَرْبٍ هَوَى وَاحْتَوَانَا = لَمْ نَزَلْ نَدعُوكَ الْحِمَى مِنْ عَدَاءِ
وَابْتُلِينَا، وَأَنتَ غَوْثٌ وَجَارٌ = مَا لَنَا غَيرُكَ النَّجَا مِنْ بَلاءِ
هَا هُمُ الْأَعْدَاءُ اسْتَبَاحُوا دِمَاءً = وَارْتَضَيْنَا دَمْعَاً بِلَيْلٍ عُوَاءِ
جُدْ عَلَينَا (بِالَبَدْرِ) مِثْلَ الْخَوَالِي = هَبْ لَنَا عِزَّاً مِنْ مَعِينِ الْإبَاءِ
رُدَّ مَجْدًا قَد غَابَ عَنَّا دُهُوَرَاً = كَانَ عِزَّاً مِنْ نهَضَةٍ وَعَلَاءِ
وَشَدَا الْكَونُ وَاسْتَضَاءَتْ قَلُوبٌ = أَينَ مِنْهُ فَجْرٌ بِلُقْيَا الضِّياءِ
حِفِّنا رَحْمَةً وَنَصْرَاً مُبِينًا = لَا تَذرْنَا بَيْنَ الرَّجَا والرَّثَاءِ
يَا سَمِيعَ الشَّكوى بِغَيرِ شَكَاةٍ = إِمْحُ عنَّا أَوْزَارَنَا بِعَفَاءِ
شعر
مراد الساعي
الحقوق محفوظة