طارق فايز العجاوى
12-25-2011, 08:01 AM
مع حجة الاسلام فى فلسفته بقلم طارق فايز العجاوى
بداية الظاهر لكل منصف ومنعم للنظر يجد ان الغزالى نبذ الفلسفة وحاربها بل هو بحق محيى علوم الدين وكان اعتماده فى البداية والنهاية فى مؤلفاته على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم درسها بعمق وباهتمام شديد والواضح انه فهمها بصورة مثالية والبعض يعتقد انها مثالية افلاطون كما جاء فى كتاب الربوبية واعمل ايضا الفكر الفلسفى اليونانى التى درس ترجمته وبصورة غير مباشرة عن الفلاسفة الذين سبقوه ونجد ايضا تاثره بالانجيل والتوراة ورسائل القديس بولس ونلمسها حرفيا فى دراسته وكذلك اراء الكنيسة الشرقية المتمثلة بتعاليم القديس اوغسطينوس وهذا ما يويده ( سميث ) فى الغزالى المتصوف ورغم كل هذا التاثر الا ان الثابت فى جميع مؤلفاته انها بقيت ضمن نطاق الاسلام وقيمه وتعاليمه والثابت ايضا ان مجمل هذه العناصر التى اخذها من خارج الدائرة الاسلامية ما كانت الا وسائل غايتها احياء الدين الاسلامى وصورة نيرة تعين طريق النفس الى الله وهذا بالفعل ما ايده استيبان لوتر فالغزالى هو المسلم الحق شاء من شاء وابى من ابى وصوفى باعمق ما فى الكلمة من معنى فها هو ونسنك يقول ( الاخلاق المسيحية والاخلاق الاسلامية تتلاقى اكثر ما تتلاقى عند الغزالى ) على اعتبار ان الغزالى الفذ وجد عمق الروحية فى المسيحية وهذه سمة المسيحية الحقة المنزلة من الله جلت قدرته وبالمقابل فقد اخذ مفكروا المسيحية من الشرق والغرب عن الغزالى الكثير فها هو ابن العبرى فى الشرق ورامون مرتى فى الغرب اخذا عن الغزالى فكما اسلفنا ان ابن العبرى فى الشرق ورامون مرتى فى الغرب اخذا عن الغزالى ما ايدا به اراءهما اما القديس توما الاكوينى الذى اجحف فى نقده للغزالى قد نهل من نبعه رغم ذلك ودانتى فى ملهاته استعان بما كتبه الغزالى حول المعراج وقد وجد اسين بالاسيوس فى مؤلفات الغزالى صورة سابقة لما يسمونه رهان بسكال كما وجد شبها غريبا بين المفكرين فى طرق المعرفة الدينية التى لا تعتمد على العقل بل على القلب والذوق
****( فلسفته )
اكب الغزالى على دراسة الفلسفة وفهمها مدة لا تقل عن ثلاث سنوات الف بعد ذلك كتابه الشهير ( تهافت الفلاسفة ) وهو فى هذا الكتاب نقل الفلسفة كما راها هو عند ابن سينا والفارابى واخوان الصفا والواضح انه لم يميز بين المقبول والمرفوض ولا اقول بين الحق والباطل _ نقطة جديرة بالمتابعة _ وراى ان الفلاسفة على تعدد مشاربهم وكثرة اصنافهم يلزمهم وصمة الكفر والالحاد وانهم على كثرة فرقهم واختلاف مذاهبهم ينقسمون الى ثلاثة اقسام هى
** الدهريون : وهم طائفة من الاقدمين جحدوا الصانع المدبر العالم القادر وزعموا ان العالم لم يزل موجودا كذلك بنفسه لا بصانع ولم يزل الحيوان من نطفة والنطفة من حيوان كذلك كان وكذلك يكون ابدا وهؤلاء هم الزنادقة
** الطبيعيون : وهم قوم اكثروا بحثهم عن عالم الطبيعة وعن عجائب الحيوان والنبات فراوا فيها من عجائب صنع الله وبدائع حكمته
هذا كله دعاهم الىالاعتراف بخالق عليم وهؤلاء ايضا اعتبروا القوة العاقلة فى الانسان تابعة لمزاجه وتنعدم بانعدام مزاجه فقالوا بموت النفس ولا تعود وبذلك جحدوا الاخرة وبالتالى انكروا الجنة والنار والقيامة والحساب وهؤلاء ايضا زنادقة
** الالهيون : وهم المتاءخرون منهم مثل سقراط وافلاطون وارسطوطاليس الاانه استقى من رذائل كفرهم بقايا لم يوفق للنزوع منها فوجب تكفيره وتكفيير متبعيه متفلسفة الاسلاميين كابن سينا والفارابى وامثالهم
والملاحظ ان هذا التكفير لا يشمل جميع ما نقل عن ارسطو فيقسم الغزالى علمه الى ستة اقسام
رياضية منطقية طبيعية والهية سياسية وخلقية
* وللغزالى اقوال فيها
_ الرياضية : اعتبرها لا تتعلق بالدين نفيا او اثباتا واعتبرها امور برهانية لا مجال لانكارها بعد فهمها ومعرفتها لكنها اورثت افاتين
_ المنطقيات : وهى لا تتعلق بالدين نفيا او اثباتا ولها افة ايضا
_ الطبيعيات : وهى علوم تبحث فى الارض والسماء والكواكب وما على الارض من نبات وحيوان الخ واعتبر ان ليس من شروط الدين انكار ذلك العلم الا فى مسائل اوردها فى تهافت الفلاسفة
_ الالهيات : وهذه فيها اغاليطهم ويقدم الغزالى ما مجموعه عشرين اصلا يكفرهم فى ثلاثة منها ويبدعهم فى سبعة عشر
_ السياسيات : وفيها كلامهم يرجع الى الحكم المصلحية المتعلقة بالامور الدنيوية السلطانية والامر المستهجن والمستغرب ان الغزالى يرى انهم اخذوها من كتب الله المنزلة على الانبياء ومن الحكم الماثورة عن سلف الاولياء ولا اعلم ما هو دليله
_ الخلقية : وجميع كلامهم فيها يرجع الى حصر النفس واخلاقها وذكر اجناسها وانواعها وكيفية معالجتها الخ
اما فى مجال معالجة الغزالى لاراء الفلاسفة الباطلة والتى اوردها فى كتاب مقاصد الفلاسفة يعرض مذهبهم بدقة وامانة ووضوح
وتلاه كتاب تهافت الفلاسفة اورد فيه عشرين مسالة ثلاثة منها كفرهم فيها وسبعة عشر عدها من البدع ونورد التى كفرهم فيها
* قولهم بازلية العالم
* انكارهم حشر الاجساد
* معرفة الله للجزيئات
اما ما بدعهم فيها السبعة عشر نذكر منها على سبيل المثال
* ما ذكروه من الغرض المحرك للسماء
* قولهم باستحالة خرق العادات
* تعجيزهم عن القول بانه يعلم ذاته
والله نسال ان تعم الفائدة
بداية الظاهر لكل منصف ومنعم للنظر يجد ان الغزالى نبذ الفلسفة وحاربها بل هو بحق محيى علوم الدين وكان اعتماده فى البداية والنهاية فى مؤلفاته على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم درسها بعمق وباهتمام شديد والواضح انه فهمها بصورة مثالية والبعض يعتقد انها مثالية افلاطون كما جاء فى كتاب الربوبية واعمل ايضا الفكر الفلسفى اليونانى التى درس ترجمته وبصورة غير مباشرة عن الفلاسفة الذين سبقوه ونجد ايضا تاثره بالانجيل والتوراة ورسائل القديس بولس ونلمسها حرفيا فى دراسته وكذلك اراء الكنيسة الشرقية المتمثلة بتعاليم القديس اوغسطينوس وهذا ما يويده ( سميث ) فى الغزالى المتصوف ورغم كل هذا التاثر الا ان الثابت فى جميع مؤلفاته انها بقيت ضمن نطاق الاسلام وقيمه وتعاليمه والثابت ايضا ان مجمل هذه العناصر التى اخذها من خارج الدائرة الاسلامية ما كانت الا وسائل غايتها احياء الدين الاسلامى وصورة نيرة تعين طريق النفس الى الله وهذا بالفعل ما ايده استيبان لوتر فالغزالى هو المسلم الحق شاء من شاء وابى من ابى وصوفى باعمق ما فى الكلمة من معنى فها هو ونسنك يقول ( الاخلاق المسيحية والاخلاق الاسلامية تتلاقى اكثر ما تتلاقى عند الغزالى ) على اعتبار ان الغزالى الفذ وجد عمق الروحية فى المسيحية وهذه سمة المسيحية الحقة المنزلة من الله جلت قدرته وبالمقابل فقد اخذ مفكروا المسيحية من الشرق والغرب عن الغزالى الكثير فها هو ابن العبرى فى الشرق ورامون مرتى فى الغرب اخذا عن الغزالى فكما اسلفنا ان ابن العبرى فى الشرق ورامون مرتى فى الغرب اخذا عن الغزالى ما ايدا به اراءهما اما القديس توما الاكوينى الذى اجحف فى نقده للغزالى قد نهل من نبعه رغم ذلك ودانتى فى ملهاته استعان بما كتبه الغزالى حول المعراج وقد وجد اسين بالاسيوس فى مؤلفات الغزالى صورة سابقة لما يسمونه رهان بسكال كما وجد شبها غريبا بين المفكرين فى طرق المعرفة الدينية التى لا تعتمد على العقل بل على القلب والذوق
****( فلسفته )
اكب الغزالى على دراسة الفلسفة وفهمها مدة لا تقل عن ثلاث سنوات الف بعد ذلك كتابه الشهير ( تهافت الفلاسفة ) وهو فى هذا الكتاب نقل الفلسفة كما راها هو عند ابن سينا والفارابى واخوان الصفا والواضح انه لم يميز بين المقبول والمرفوض ولا اقول بين الحق والباطل _ نقطة جديرة بالمتابعة _ وراى ان الفلاسفة على تعدد مشاربهم وكثرة اصنافهم يلزمهم وصمة الكفر والالحاد وانهم على كثرة فرقهم واختلاف مذاهبهم ينقسمون الى ثلاثة اقسام هى
** الدهريون : وهم طائفة من الاقدمين جحدوا الصانع المدبر العالم القادر وزعموا ان العالم لم يزل موجودا كذلك بنفسه لا بصانع ولم يزل الحيوان من نطفة والنطفة من حيوان كذلك كان وكذلك يكون ابدا وهؤلاء هم الزنادقة
** الطبيعيون : وهم قوم اكثروا بحثهم عن عالم الطبيعة وعن عجائب الحيوان والنبات فراوا فيها من عجائب صنع الله وبدائع حكمته
هذا كله دعاهم الىالاعتراف بخالق عليم وهؤلاء ايضا اعتبروا القوة العاقلة فى الانسان تابعة لمزاجه وتنعدم بانعدام مزاجه فقالوا بموت النفس ولا تعود وبذلك جحدوا الاخرة وبالتالى انكروا الجنة والنار والقيامة والحساب وهؤلاء ايضا زنادقة
** الالهيون : وهم المتاءخرون منهم مثل سقراط وافلاطون وارسطوطاليس الاانه استقى من رذائل كفرهم بقايا لم يوفق للنزوع منها فوجب تكفيره وتكفيير متبعيه متفلسفة الاسلاميين كابن سينا والفارابى وامثالهم
والملاحظ ان هذا التكفير لا يشمل جميع ما نقل عن ارسطو فيقسم الغزالى علمه الى ستة اقسام
رياضية منطقية طبيعية والهية سياسية وخلقية
* وللغزالى اقوال فيها
_ الرياضية : اعتبرها لا تتعلق بالدين نفيا او اثباتا واعتبرها امور برهانية لا مجال لانكارها بعد فهمها ومعرفتها لكنها اورثت افاتين
_ المنطقيات : وهى لا تتعلق بالدين نفيا او اثباتا ولها افة ايضا
_ الطبيعيات : وهى علوم تبحث فى الارض والسماء والكواكب وما على الارض من نبات وحيوان الخ واعتبر ان ليس من شروط الدين انكار ذلك العلم الا فى مسائل اوردها فى تهافت الفلاسفة
_ الالهيات : وهذه فيها اغاليطهم ويقدم الغزالى ما مجموعه عشرين اصلا يكفرهم فى ثلاثة منها ويبدعهم فى سبعة عشر
_ السياسيات : وفيها كلامهم يرجع الى الحكم المصلحية المتعلقة بالامور الدنيوية السلطانية والامر المستهجن والمستغرب ان الغزالى يرى انهم اخذوها من كتب الله المنزلة على الانبياء ومن الحكم الماثورة عن سلف الاولياء ولا اعلم ما هو دليله
_ الخلقية : وجميع كلامهم فيها يرجع الى حصر النفس واخلاقها وذكر اجناسها وانواعها وكيفية معالجتها الخ
اما فى مجال معالجة الغزالى لاراء الفلاسفة الباطلة والتى اوردها فى كتاب مقاصد الفلاسفة يعرض مذهبهم بدقة وامانة ووضوح
وتلاه كتاب تهافت الفلاسفة اورد فيه عشرين مسالة ثلاثة منها كفرهم فيها وسبعة عشر عدها من البدع ونورد التى كفرهم فيها
* قولهم بازلية العالم
* انكارهم حشر الاجساد
* معرفة الله للجزيئات
اما ما بدعهم فيها السبعة عشر نذكر منها على سبيل المثال
* ما ذكروه من الغرض المحرك للسماء
* قولهم باستحالة خرق العادات
* تعجيزهم عن القول بانه يعلم ذاته
والله نسال ان تعم الفائدة