د. سمر مطير البستنجي
12-25-2011, 04:52 PM
http://212.235.95.201/Files/art_image/decoration/star.gif
قصة رمزية
بين الحزن والعاصفة...
ذات إتيان شتاء.. اكفهرّالكون يبشّر بهزّة سماوية تشقق لها بحار السماء..
فانتشرت قطعان من الغيوم بين بيضٍ وسود في فناء السماء الواسع.. ينشر الرعد غثائها في الأرجاء..وتهوي سياط البرق على جلودها الغضّة تحثّها على المسير وراء موكب الريح..لاستكمال رحلة عمرها من الشهور ثلاث...
أطلّ شيخ الشتاء ،ذو اللحية البيضاء إلى الأرض يبثّها نظرات الاشتياق..ويحمل إليها تباشير انبعاث الحياة في أعماقها...يغازلها..يقبلها.. يتهيأ كي يصنع من دموع عينيه لآليء جيدها...
فتحت النجوم شبابيك عليائها..وألقت تحية المحبة على شيخ الشتاء الأبيض..وطلبت منه
رشفة ماءتبلل بها فمهاالذي جفّ من حرّ الصيف الفائت..
وتغسل غبرة الخريف عن أثوابها..لتبرق في أوان العتمة القادم..و تضيء بنورها طرقات السماء وحدائق الأرض..
اشترك الجميع في نفس المهمة..إلاّ تلك النجمة التي رقدت هناك ترتجف وتبكي بأنين خافت..
سمع شيخ الشتاء أنينها..فاقترب منها وسألها ما يبكيكِ جميلتي؟!
قالت: أخشى أيها الشيخ الجليل أن يقلّص البرد حرارة انبعاثي.. وانتقتلع الريح جذور أهدابي..وتكسّر مجاديف تألقي... فأصبح كتلة باردة ويتوارى ألق البريق في عينيّ...
فقال لها:ألستِ من يشعل شرارة الانبعاث..ويوقدالحرارة في أرجاءه..وقت اندماج
الروح بمكنونات الذات ؟
قالت:نعم..بيدي قوةبها خالقي ميّزني..فلا رياحا تهلكني..ولا حدا لتفاعلاتي..فعندما أحترق
تتّقد الدنيا من حولي..فمن ناري أشعل شرارتي..ورغم ذلك فانيأخشى أن تُضعف قسوتك قدراتي.
قال : لا تحزني..ولا تُسلمي نفسك لأشباح الخوف.. فأجنّة الضوء تنام في رحمكِ...فمن لم يكن نورا بذاته فما له مننور.
فهيا !!تألقي جميلتي.. وأشرقي بإطلالتك على الكون الجميل..فالكل في انتظارحضوركِ...استعدي كي تشاركي القمر وأخيّاتكِ بنات السماء اللامعات تلكالحرب المُعلنة على ظلمة السماء في لياليَّ الطِوال..
وأنشد لها:
يا نجمة مُـذ زارهـا الغيـث كحّـل بالسـواد عينيهــــــا
فتمددت ريّانة على سرير الغيم تنام ملءجفنيهـــا
فنما الحسن ؛ثم أزهـر كالربيـع علـى مرابــع خدّيهـــا
الأرض ملكها ومافوقها السحاب يهوى سرّ هُدبيها
إن جـنّ ليل الظلام .. أضاء الكون من بريق عينيهــا
نور يمينها ،والنار يُسراها وكلاهما من صنع كفيها
كبحيرة من مرمر من أطرافهـــــا فاض يغمــر شطيّهـــا.
تبسمت النجمة معبرة عن ذلك بارتعاشة تكسّرت أنواراعلى مرايا البرق..ورقصت على أوتار الريح .. وأرسلت تلك الرعشة المسائية التي تُضفي على كحل السماء لمسة الضياء.. إذ شعرت بقيمة وجودها في هذه الحياة وبميزتها الربانية الخاصة..
فصادقت الشتاء،وطبعت على جبينه قبلة من نور..
فعانقها وحمل سحاباته ورحل..ووعدها أن لا بد يوما سيأتيها...مكحّلاً بسواد الغيم جفنيها.
قصة رمزية
بين الحزن والعاصفة...
ذات إتيان شتاء.. اكفهرّالكون يبشّر بهزّة سماوية تشقق لها بحار السماء..
فانتشرت قطعان من الغيوم بين بيضٍ وسود في فناء السماء الواسع.. ينشر الرعد غثائها في الأرجاء..وتهوي سياط البرق على جلودها الغضّة تحثّها على المسير وراء موكب الريح..لاستكمال رحلة عمرها من الشهور ثلاث...
أطلّ شيخ الشتاء ،ذو اللحية البيضاء إلى الأرض يبثّها نظرات الاشتياق..ويحمل إليها تباشير انبعاث الحياة في أعماقها...يغازلها..يقبلها.. يتهيأ كي يصنع من دموع عينيه لآليء جيدها...
فتحت النجوم شبابيك عليائها..وألقت تحية المحبة على شيخ الشتاء الأبيض..وطلبت منه
رشفة ماءتبلل بها فمهاالذي جفّ من حرّ الصيف الفائت..
وتغسل غبرة الخريف عن أثوابها..لتبرق في أوان العتمة القادم..و تضيء بنورها طرقات السماء وحدائق الأرض..
اشترك الجميع في نفس المهمة..إلاّ تلك النجمة التي رقدت هناك ترتجف وتبكي بأنين خافت..
سمع شيخ الشتاء أنينها..فاقترب منها وسألها ما يبكيكِ جميلتي؟!
قالت: أخشى أيها الشيخ الجليل أن يقلّص البرد حرارة انبعاثي.. وانتقتلع الريح جذور أهدابي..وتكسّر مجاديف تألقي... فأصبح كتلة باردة ويتوارى ألق البريق في عينيّ...
فقال لها:ألستِ من يشعل شرارة الانبعاث..ويوقدالحرارة في أرجاءه..وقت اندماج
الروح بمكنونات الذات ؟
قالت:نعم..بيدي قوةبها خالقي ميّزني..فلا رياحا تهلكني..ولا حدا لتفاعلاتي..فعندما أحترق
تتّقد الدنيا من حولي..فمن ناري أشعل شرارتي..ورغم ذلك فانيأخشى أن تُضعف قسوتك قدراتي.
قال : لا تحزني..ولا تُسلمي نفسك لأشباح الخوف.. فأجنّة الضوء تنام في رحمكِ...فمن لم يكن نورا بذاته فما له مننور.
فهيا !!تألقي جميلتي.. وأشرقي بإطلالتك على الكون الجميل..فالكل في انتظارحضوركِ...استعدي كي تشاركي القمر وأخيّاتكِ بنات السماء اللامعات تلكالحرب المُعلنة على ظلمة السماء في لياليَّ الطِوال..
وأنشد لها:
يا نجمة مُـذ زارهـا الغيـث كحّـل بالسـواد عينيهــــــا
فتمددت ريّانة على سرير الغيم تنام ملءجفنيهـــا
فنما الحسن ؛ثم أزهـر كالربيـع علـى مرابــع خدّيهـــا
الأرض ملكها ومافوقها السحاب يهوى سرّ هُدبيها
إن جـنّ ليل الظلام .. أضاء الكون من بريق عينيهــا
نور يمينها ،والنار يُسراها وكلاهما من صنع كفيها
كبحيرة من مرمر من أطرافهـــــا فاض يغمــر شطيّهـــا.
تبسمت النجمة معبرة عن ذلك بارتعاشة تكسّرت أنواراعلى مرايا البرق..ورقصت على أوتار الريح .. وأرسلت تلك الرعشة المسائية التي تُضفي على كحل السماء لمسة الضياء.. إذ شعرت بقيمة وجودها في هذه الحياة وبميزتها الربانية الخاصة..
فصادقت الشتاء،وطبعت على جبينه قبلة من نور..
فعانقها وحمل سحاباته ورحل..ووعدها أن لا بد يوما سيأتيها...مكحّلاً بسواد الغيم جفنيها.