المستشار
01-05-2012, 10:18 AM
أحبابي...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة كتبت ردا على موضوع .. طرحه الأخ الكريم ( خالد من مملكة البحرين ) بعنوان ( الكتابة نفحة من الحياة ) ذكر فيها شيئا من معاناته ككاتب مع بعض من أصحاب المواقع القيادية (أشباه حملة الأقلام ), ممن قدر له أن يتعامل معهم , فكان لحديثه وقعا جميلا في نفسي على الرغم من نبرات الأسى التي لم تخلُ أحرفه منها , .. فأليكم ردي عليه مع بعض التعديل ليتفق والهدف من طرحه عليكم راجيا أن أكون قد وفقت فيه ..
وحقيقة أقول إن الحديث عن الكتابة موضوع ذو شجون , فالكتابة فيض من العطاء الإنساني ألا محدود , بها عرف التاريخ , ومن خلالها نقلت حضارات الأمم والشعوب , , وبها تنال الشهادات وتتبوأ مواقعها القيادات , بها دون غيرها ساد العلم , وتوارى الجهل , فهي نهرعذب تزداد عذوبته كلما زاد شربك منه وتزداد عطشا وتعلقا به كلما حاولت البعد عنه , بل أن أهميتها تعدت ذلك بكثير كيف لا وأول ما خلقه الله تعالى من عالمنا المحسوس كان القلم , أداة الكتابة الأولى ...
كل ذلك وأكثر أثار حفيظتي وحرك في داخلي أمور شتى.. ولم أشأ أن أعقب عليه في حينه , خوفا من أن آتي بما يخل , فالكتابة لغة لا يتقنها الجميع , ( عفوا أنا لا أمتدح نفسي ) ولكنها لغة من نوع خاص , لها قواعدها وأدواتها , التي لا يجيد التعامل بها إلا من كان يعي تماما أهمية ما يكتب , وماذا يعني له أن يكون صاحب قلم .. وهو أمر جعلني أحرص على أن لا أكتب إلا ما يستحقه أمثالكم ويحاول أن يرتقي إلى ذائقتكم..
فالكتابة ...مفردة صغيرة في مبناها كبيرة في معناها .. يمارسها الكثير , يتقنها القليل , فليس كل كاتبٍ كاتب , كثيرون هم حملة الأقلام , وكلهم يكتبون..؟ ولكن..هناك فرق ..!!
فمن يكتب ليربط المتلقي بما يحدث على أرض الواقع من أحداث وفعاليات ويعمل على عكس جميع صورها المفرحة منها والمحزنة, ويدعمها بإحساسه الصادق ونظرته الفاحصة , وقبل ذلك وبعده بتجرده التام , حتما سيشعر بوجوده , وسيكون له أثره على خارطة الحياة بكل أطيافها المختلفة , ومن الطبيعي أن من يتحلى بتلك الصفات سيجابه ببعض الصعاب , بل أنه قد يتهم في فكره وتوجهه , وسينعت بتمرده على ماض تليد وحاضر زاهر بتقاليد بالية ..!! فإن حدث ذلك فهي بشرى خير وعلامة حسنة على أنه في يسير طريق صحيح وأنه يتقدم نحو هدفه بشكل جيد , وعليه أن يتقن كيفية التعامل مع تلك العقبات والصعاب بحيث يجعل منها قواعد راسخة لنجاحات أفضل وأكبر , تدفعه قدما ولا تجعله يتقهقر , وعليه أن يؤمن أنه كلما زادت عتمة الليل كلما أذن الفجر بالبزوغ ..
وعليه أن يؤمن أيضا بأن البحر الهادئ لا يصنع بحارا ماهرا ..
المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة كتبت ردا على موضوع .. طرحه الأخ الكريم ( خالد من مملكة البحرين ) بعنوان ( الكتابة نفحة من الحياة ) ذكر فيها شيئا من معاناته ككاتب مع بعض من أصحاب المواقع القيادية (أشباه حملة الأقلام ), ممن قدر له أن يتعامل معهم , فكان لحديثه وقعا جميلا في نفسي على الرغم من نبرات الأسى التي لم تخلُ أحرفه منها , .. فأليكم ردي عليه مع بعض التعديل ليتفق والهدف من طرحه عليكم راجيا أن أكون قد وفقت فيه ..
وحقيقة أقول إن الحديث عن الكتابة موضوع ذو شجون , فالكتابة فيض من العطاء الإنساني ألا محدود , بها عرف التاريخ , ومن خلالها نقلت حضارات الأمم والشعوب , , وبها تنال الشهادات وتتبوأ مواقعها القيادات , بها دون غيرها ساد العلم , وتوارى الجهل , فهي نهرعذب تزداد عذوبته كلما زاد شربك منه وتزداد عطشا وتعلقا به كلما حاولت البعد عنه , بل أن أهميتها تعدت ذلك بكثير كيف لا وأول ما خلقه الله تعالى من عالمنا المحسوس كان القلم , أداة الكتابة الأولى ...
كل ذلك وأكثر أثار حفيظتي وحرك في داخلي أمور شتى.. ولم أشأ أن أعقب عليه في حينه , خوفا من أن آتي بما يخل , فالكتابة لغة لا يتقنها الجميع , ( عفوا أنا لا أمتدح نفسي ) ولكنها لغة من نوع خاص , لها قواعدها وأدواتها , التي لا يجيد التعامل بها إلا من كان يعي تماما أهمية ما يكتب , وماذا يعني له أن يكون صاحب قلم .. وهو أمر جعلني أحرص على أن لا أكتب إلا ما يستحقه أمثالكم ويحاول أن يرتقي إلى ذائقتكم..
فالكتابة ...مفردة صغيرة في مبناها كبيرة في معناها .. يمارسها الكثير , يتقنها القليل , فليس كل كاتبٍ كاتب , كثيرون هم حملة الأقلام , وكلهم يكتبون..؟ ولكن..هناك فرق ..!!
فمن يكتب ليربط المتلقي بما يحدث على أرض الواقع من أحداث وفعاليات ويعمل على عكس جميع صورها المفرحة منها والمحزنة, ويدعمها بإحساسه الصادق ونظرته الفاحصة , وقبل ذلك وبعده بتجرده التام , حتما سيشعر بوجوده , وسيكون له أثره على خارطة الحياة بكل أطيافها المختلفة , ومن الطبيعي أن من يتحلى بتلك الصفات سيجابه ببعض الصعاب , بل أنه قد يتهم في فكره وتوجهه , وسينعت بتمرده على ماض تليد وحاضر زاهر بتقاليد بالية ..!! فإن حدث ذلك فهي بشرى خير وعلامة حسنة على أنه في يسير طريق صحيح وأنه يتقدم نحو هدفه بشكل جيد , وعليه أن يتقن كيفية التعامل مع تلك العقبات والصعاب بحيث يجعل منها قواعد راسخة لنجاحات أفضل وأكبر , تدفعه قدما ولا تجعله يتقهقر , وعليه أن يؤمن أنه كلما زادت عتمة الليل كلما أذن الفجر بالبزوغ ..
وعليه أن يؤمن أيضا بأن البحر الهادئ لا يصنع بحارا ماهرا ..
المستشار