د. سمر مطير البستنجي
01-27-2012, 09:11 PM
http://farm4.staticflickr.com/3130/3173181917_806167fec0.jpg
عندما نعشق ما ليس لنا..!!
(( بعدما خلت الأشياء وجدت لي وحدي ... وأنها ملكي أنا،خُلقت لي أنا...أدركت فعلا أنّي قد عشقت ما ليس لي))....
(1)
في إحدى الصباحات النيسانيّة الرائعة ، أرسلت إليّ الشمس خيطا من جدائلها ، التفّ حول عُنقي كطوقٍ من ذهب وتغلغل بذاتي المُتعبة ، الباردة البارده ، فأضاء بدفئه قناديل الحياة فيَّ ، سَرت رعشة في أوصالي كلها فغدوت بزهوي كعروس الروض أعشق الأضواء وحتى أطياف المساء ، خلته ملك يدي ، جاء لدنيايَ وحدي ..تعلقت به ،عشقته نمت بين أحضان دفئه طوال اليوم ولكن ؛ بدأ الشعاع يبرد تدريجيا وبدأت أركاني كلها ترتعد ، لا أدري ! أخوفا من أن أفقده أم ماذا ؟!
نظرت إلى قرص الشمس فبدأ لي شاحبا ... ما خطبك شمسنا الجميلة ؟! وما قصتك معي؟! أتركي لي شعاعي وابتعدي ؛ ولكن ها هي تستعيد أذرعها وتسحب شعاعاتها الدافئة لتنام وادعة تحت جنح الظلام وبقيت وحدي أعاني رطوبة الليل وغياب الحبيب ... بكيت لأني أدركت أني قد عشقت ما ليس لي ...
(2)
في إحدى الأيام الممطرة ، حيث تهزّ الريح ستائر الدنيا لتوقظ الحياة في الأموات. رفعت بصري أتأمل ثمار السماء الساقطة علينا في ذاك المساء .. فاعترتني رعشة ملأت أوصالي سرور ، إذا قبّلت وجهي قطرة لذيذة من مطر ، خلتها جاءت لي وحدي ... خلتها تعشقني بجنون ،تموت لكي أبقى ، وتفنى لكي أنتعش . رفعت كفي لأستزيد منها ؛ فلقد فتنتني بسحرها وسلبت اللبّ مني بفضّيتها وشفافيتها المذهلة ، قوي حبل الوصال بيني وبينها .. أهديتها حبي وهيامي .. وأهدتني رطوبتها اللذيذة التي غسلت هموم قلبي قلت في نفسي : هي ذات التي أبحث عنها وأحتاج لعشقها لكي أبقى ... ولكن !!! ما بال الغيوم تهرب بعيدا ..ألا تدري بأنها تأخذ روحي معها ، وتقتل قصة عشقي في مهدها . لكنها لم تأبه لمشاعري وابتعدت لتحمل بقاياها إلى بقعة أخرى..
نظرت إلى كفي التي خبّئت فيها جواهري .. فصُعقت ؛ حيث لم أجدها .. فها هي تلحق بالأُخريات ... فلقد تسرّبت من بين أناملي وجَرت بعيدا عني وابتعدت ، فعُدت أشتكي وحدتي، وأيقننتُ أن قدري أن أعشق ما ليس لي ، ولا ملك أمري...
(3)
التقينا ! فتناجينا حتى ارتوينا عشقا وحنين ، أسكرني صوته العذب ونداءه الشجي ، خلته يناديني إليه ،يتغزل بي .. نعم فهذا حقا من يهواني وقد جاء إلى دنياي ليغني لي ... فقط لي .
استهوته حبات القمح الذهبية التي أحملها له بكفيّ ، فراح يهوي بجسده الرشيق ليلتقط الحبات ، خلته لا ينوي التقاطها فحسب ؛ بل لينقش بمنقاره قصة حبنا ، أصبحنا نلتقي كل صباح يحاورني وأحاوره يبثّني شكواه وأبثّهُ .. وذات يوم عاصف مجنون أشفقت عليه من سياط الريح ،خِفت أن أفقده ، فحملته بين ذراعي بوداعة وحنان ، وأخذته إلى بيتيَ الدفيء ،أسكنته قلبي وعيني قبل المكان ،وضعته في قفص من ذهب ، ولكنه رمقني بنظرات غريبة لا أدري هي امتنان وقبول ، أم أنها عتاب ونفور ، فلا زلت حتى الساعة أجهل تفسيرها بعد أن خلت أني بت أفهمه .
فتورٌ غريب أصاب ذلك الصوت المخمليّ .. وهُزال إنتشر سريعا في ذاك الجسد الرشيق ، حاولت فهمه ، مساعدته ، ولكن لا حياة لمن تنادي .
وذات يوم وجدت باب القفص مفتوحا ، ولم أجد عشيقي ومؤنسي ..مددتُ نظري من نافذتي المفتوحة على آفاق السماء ، فرأيته يترنّح في فضاءات الكون ، يراقص الريح ، يغني لها .. الريح التي خِفت عليه ذات يوم منها ..رمقني بنظرة ساحرة سعيدة وكأنه يقول لي :
وداعا فليس دفئُكِ يغريني ، فصوت الريح يُسعدني ويُحييني ، وطار بعيدا بعيدا ...
فأدركت حينها أنه لم يُخلق لأجلي فقط أنا ..ولن يكن ملكي أنا ...فهو ابن الريح والفضاء .. وأيقنتُ أني فعلاً قد عشقت ما ليس لي .
(4)
أطلّت من أُعيلاها .... تتباهى بحلتها الفضيّة ... تنثر أشعتها الماسيّة في الأرجاء ..رمقتها بنظري ، فلفتتني فسحرتني ..أحسست بأنها ترسل شعاعاتها لي وحدي ..تُضيء لي وحدي عشقتها كما خلت أنها تعشقني.. بِتنا نلتقي كل مساء نغوص في بحر الحب العميق ، نتناجى، أهديها اهتمامي ونظراتي وتهديني ماسيتها وأضوائها وتنير لي عتمة الليل الطويل ..بِتُّ أغنّي للّيل القادم ..عيوني تنتظر الليل لتسهر..فهذا الليل لا يأتي إلا لي وحدي ..لنلتقي أنا ونجمتي ونرتوي حبا حتى نسكر .
غدوت لا أحتمل انتظار المساء فأنا أريد أن أراها في كل الأوقات فخرجت نهارا لألقاها .... ولكن !!!! أين هي ؟؟ لا يمكن أن تكون قد ذهبت ولم تودعني ، هل ابتلعها قرص الشمس ؟ أم تاهت في رحاب الكون الشاسع ؟ أين فاتنتي ؟ انتظرت مُجبرة حلول المساء ، ولكن أكوام من الغيوم تسدّ منافذ الوصول إليها .. وكل شيء غدا مظلم بارد..
أين أنت نجمتي .. يال قدري !! من سيرافقني في وحدتي ؟ من سيُضيء لي دربي الطويل ؟ لما أنا دائما أعشق ما ليس لي .. ولا ملك أمري ؟؟
(5)
رأيته ذات يوم .. تسمرّت وكأنني تمثالا مغروسا في الطين .. جمد الدم في عروقي وهمست ذاتي : ها هو من أحتاج إليه ومن كنت أبحث عنه في أحلامي وحقيقتي ... هذا هو من سيمنحني الحب ويعشقني وحدي أنا .. هذا هو .. فهو ليس كالشمس يختبئ ليلا ولا كقطرة الماء يتبخر سريعا ولا كالعصفور تفتنه الرياح فيتركني ويرحل ... لا فهو سيعيش معي ولي وسيشاطرني الحياة .
كنت أرقب خطواته آتٍ من بعيد ، ترقص أجزائي فرحا كلما أقبل وتموت فيّ الحياة كلما أدبر .. عصرتُ قلبي وملئتُ إنائي بماء الحب وخبّأته لأهديه إياه عندما تحنّ عليَّ الدنيا فألقاه ..وبتّ أُمنّي النفس بأحلام اللقاء ..
أقبل .. وأقبلت معه أنوار الحياة ...ودفء الكون وكل شيء جميل .. أقبل إليّ ولكن يال حظّي !! فمن تلك التي تُمسك بيده تكاد تقتلعها من مكانها ..وكأنها تخاف أن تفقدهُ .. تُحكم القبضة عليها ، حتى وكأن اليدان يدا واحدة والجسدان جسدا واحدا ، وحتما فالقلبان قلبا واحدا ، من هي يا ترى ؟ وماذا فيها غير الذي فيَّ؟ فها هي تأخذه مني وترحل .. حقيقة فهو ملكها هي ، لا ملكي أنا ..
تلفتُّ حولي وقد زالت الأنوار والأضواء والأحلام .. وبقيتُ وحيدة .. حيّة بين الأحياء ولكني لستُ منهم .. ورغم أني أملك مشاعر فوق احتمالات الكون .. إلا أن قدري أن أعيش وأعشق ما ليس لي ولا كان ذات يوم ملك أمري .
سِرتُ والدموع تملأ أحداقي ... وتلك الكلمات المبعثرة تقفز من شفاه أنطقها قلب ممزق تقول : كفاكِ يا دنيا عذاب .. أنا لن أستسلم فلا حياة مع الوحدة ... ولا وجود بلا حب .. فأنا أملك قلبا لا يمنعه حزنه من أن يُحبّ ويتأمل .
استيقظتُ من غفلتي .. وأخذتُ بعضاً من قطرات دمي .. ونقشت على جدران الزمن ما جاد به نثرُ قلبي:
" لا تنتظر أن تُشرق لك الحياة وحدك .. فهنالك آخرون ... فقد يكون قدرك أن تعشق ما ليس لك ولا ملك أمرك .. فلا تيأس ، فجوهر الوجود أن تبحث وتبحث ،وجمال الحبّ أن تُعذّب فيه ... وتنتظر أملاً .. نوراً يأتيك من خلف تراكمات الجروح يُبشّر بولادة حياة جديدة .. فلربما كان ذاك الذي تعشق وترتقب آتٍ إليك .. بل هو منك أقرب مما تتخيل وأقرب ..."
عندما نعشق ما ليس لنا..!!
(( بعدما خلت الأشياء وجدت لي وحدي ... وأنها ملكي أنا،خُلقت لي أنا...أدركت فعلا أنّي قد عشقت ما ليس لي))....
(1)
في إحدى الصباحات النيسانيّة الرائعة ، أرسلت إليّ الشمس خيطا من جدائلها ، التفّ حول عُنقي كطوقٍ من ذهب وتغلغل بذاتي المُتعبة ، الباردة البارده ، فأضاء بدفئه قناديل الحياة فيَّ ، سَرت رعشة في أوصالي كلها فغدوت بزهوي كعروس الروض أعشق الأضواء وحتى أطياف المساء ، خلته ملك يدي ، جاء لدنيايَ وحدي ..تعلقت به ،عشقته نمت بين أحضان دفئه طوال اليوم ولكن ؛ بدأ الشعاع يبرد تدريجيا وبدأت أركاني كلها ترتعد ، لا أدري ! أخوفا من أن أفقده أم ماذا ؟!
نظرت إلى قرص الشمس فبدأ لي شاحبا ... ما خطبك شمسنا الجميلة ؟! وما قصتك معي؟! أتركي لي شعاعي وابتعدي ؛ ولكن ها هي تستعيد أذرعها وتسحب شعاعاتها الدافئة لتنام وادعة تحت جنح الظلام وبقيت وحدي أعاني رطوبة الليل وغياب الحبيب ... بكيت لأني أدركت أني قد عشقت ما ليس لي ...
(2)
في إحدى الأيام الممطرة ، حيث تهزّ الريح ستائر الدنيا لتوقظ الحياة في الأموات. رفعت بصري أتأمل ثمار السماء الساقطة علينا في ذاك المساء .. فاعترتني رعشة ملأت أوصالي سرور ، إذا قبّلت وجهي قطرة لذيذة من مطر ، خلتها جاءت لي وحدي ... خلتها تعشقني بجنون ،تموت لكي أبقى ، وتفنى لكي أنتعش . رفعت كفي لأستزيد منها ؛ فلقد فتنتني بسحرها وسلبت اللبّ مني بفضّيتها وشفافيتها المذهلة ، قوي حبل الوصال بيني وبينها .. أهديتها حبي وهيامي .. وأهدتني رطوبتها اللذيذة التي غسلت هموم قلبي قلت في نفسي : هي ذات التي أبحث عنها وأحتاج لعشقها لكي أبقى ... ولكن !!! ما بال الغيوم تهرب بعيدا ..ألا تدري بأنها تأخذ روحي معها ، وتقتل قصة عشقي في مهدها . لكنها لم تأبه لمشاعري وابتعدت لتحمل بقاياها إلى بقعة أخرى..
نظرت إلى كفي التي خبّئت فيها جواهري .. فصُعقت ؛ حيث لم أجدها .. فها هي تلحق بالأُخريات ... فلقد تسرّبت من بين أناملي وجَرت بعيدا عني وابتعدت ، فعُدت أشتكي وحدتي، وأيقننتُ أن قدري أن أعشق ما ليس لي ، ولا ملك أمري...
(3)
التقينا ! فتناجينا حتى ارتوينا عشقا وحنين ، أسكرني صوته العذب ونداءه الشجي ، خلته يناديني إليه ،يتغزل بي .. نعم فهذا حقا من يهواني وقد جاء إلى دنياي ليغني لي ... فقط لي .
استهوته حبات القمح الذهبية التي أحملها له بكفيّ ، فراح يهوي بجسده الرشيق ليلتقط الحبات ، خلته لا ينوي التقاطها فحسب ؛ بل لينقش بمنقاره قصة حبنا ، أصبحنا نلتقي كل صباح يحاورني وأحاوره يبثّني شكواه وأبثّهُ .. وذات يوم عاصف مجنون أشفقت عليه من سياط الريح ،خِفت أن أفقده ، فحملته بين ذراعي بوداعة وحنان ، وأخذته إلى بيتيَ الدفيء ،أسكنته قلبي وعيني قبل المكان ،وضعته في قفص من ذهب ، ولكنه رمقني بنظرات غريبة لا أدري هي امتنان وقبول ، أم أنها عتاب ونفور ، فلا زلت حتى الساعة أجهل تفسيرها بعد أن خلت أني بت أفهمه .
فتورٌ غريب أصاب ذلك الصوت المخمليّ .. وهُزال إنتشر سريعا في ذاك الجسد الرشيق ، حاولت فهمه ، مساعدته ، ولكن لا حياة لمن تنادي .
وذات يوم وجدت باب القفص مفتوحا ، ولم أجد عشيقي ومؤنسي ..مددتُ نظري من نافذتي المفتوحة على آفاق السماء ، فرأيته يترنّح في فضاءات الكون ، يراقص الريح ، يغني لها .. الريح التي خِفت عليه ذات يوم منها ..رمقني بنظرة ساحرة سعيدة وكأنه يقول لي :
وداعا فليس دفئُكِ يغريني ، فصوت الريح يُسعدني ويُحييني ، وطار بعيدا بعيدا ...
فأدركت حينها أنه لم يُخلق لأجلي فقط أنا ..ولن يكن ملكي أنا ...فهو ابن الريح والفضاء .. وأيقنتُ أني فعلاً قد عشقت ما ليس لي .
(4)
أطلّت من أُعيلاها .... تتباهى بحلتها الفضيّة ... تنثر أشعتها الماسيّة في الأرجاء ..رمقتها بنظري ، فلفتتني فسحرتني ..أحسست بأنها ترسل شعاعاتها لي وحدي ..تُضيء لي وحدي عشقتها كما خلت أنها تعشقني.. بِتنا نلتقي كل مساء نغوص في بحر الحب العميق ، نتناجى، أهديها اهتمامي ونظراتي وتهديني ماسيتها وأضوائها وتنير لي عتمة الليل الطويل ..بِتُّ أغنّي للّيل القادم ..عيوني تنتظر الليل لتسهر..فهذا الليل لا يأتي إلا لي وحدي ..لنلتقي أنا ونجمتي ونرتوي حبا حتى نسكر .
غدوت لا أحتمل انتظار المساء فأنا أريد أن أراها في كل الأوقات فخرجت نهارا لألقاها .... ولكن !!!! أين هي ؟؟ لا يمكن أن تكون قد ذهبت ولم تودعني ، هل ابتلعها قرص الشمس ؟ أم تاهت في رحاب الكون الشاسع ؟ أين فاتنتي ؟ انتظرت مُجبرة حلول المساء ، ولكن أكوام من الغيوم تسدّ منافذ الوصول إليها .. وكل شيء غدا مظلم بارد..
أين أنت نجمتي .. يال قدري !! من سيرافقني في وحدتي ؟ من سيُضيء لي دربي الطويل ؟ لما أنا دائما أعشق ما ليس لي .. ولا ملك أمري ؟؟
(5)
رأيته ذات يوم .. تسمرّت وكأنني تمثالا مغروسا في الطين .. جمد الدم في عروقي وهمست ذاتي : ها هو من أحتاج إليه ومن كنت أبحث عنه في أحلامي وحقيقتي ... هذا هو من سيمنحني الحب ويعشقني وحدي أنا .. هذا هو .. فهو ليس كالشمس يختبئ ليلا ولا كقطرة الماء يتبخر سريعا ولا كالعصفور تفتنه الرياح فيتركني ويرحل ... لا فهو سيعيش معي ولي وسيشاطرني الحياة .
كنت أرقب خطواته آتٍ من بعيد ، ترقص أجزائي فرحا كلما أقبل وتموت فيّ الحياة كلما أدبر .. عصرتُ قلبي وملئتُ إنائي بماء الحب وخبّأته لأهديه إياه عندما تحنّ عليَّ الدنيا فألقاه ..وبتّ أُمنّي النفس بأحلام اللقاء ..
أقبل .. وأقبلت معه أنوار الحياة ...ودفء الكون وكل شيء جميل .. أقبل إليّ ولكن يال حظّي !! فمن تلك التي تُمسك بيده تكاد تقتلعها من مكانها ..وكأنها تخاف أن تفقدهُ .. تُحكم القبضة عليها ، حتى وكأن اليدان يدا واحدة والجسدان جسدا واحدا ، وحتما فالقلبان قلبا واحدا ، من هي يا ترى ؟ وماذا فيها غير الذي فيَّ؟ فها هي تأخذه مني وترحل .. حقيقة فهو ملكها هي ، لا ملكي أنا ..
تلفتُّ حولي وقد زالت الأنوار والأضواء والأحلام .. وبقيتُ وحيدة .. حيّة بين الأحياء ولكني لستُ منهم .. ورغم أني أملك مشاعر فوق احتمالات الكون .. إلا أن قدري أن أعيش وأعشق ما ليس لي ولا كان ذات يوم ملك أمري .
سِرتُ والدموع تملأ أحداقي ... وتلك الكلمات المبعثرة تقفز من شفاه أنطقها قلب ممزق تقول : كفاكِ يا دنيا عذاب .. أنا لن أستسلم فلا حياة مع الوحدة ... ولا وجود بلا حب .. فأنا أملك قلبا لا يمنعه حزنه من أن يُحبّ ويتأمل .
استيقظتُ من غفلتي .. وأخذتُ بعضاً من قطرات دمي .. ونقشت على جدران الزمن ما جاد به نثرُ قلبي:
" لا تنتظر أن تُشرق لك الحياة وحدك .. فهنالك آخرون ... فقد يكون قدرك أن تعشق ما ليس لك ولا ملك أمرك .. فلا تيأس ، فجوهر الوجود أن تبحث وتبحث ،وجمال الحبّ أن تُعذّب فيه ... وتنتظر أملاً .. نوراً يأتيك من خلف تراكمات الجروح يُبشّر بولادة حياة جديدة .. فلربما كان ذاك الذي تعشق وترتقب آتٍ إليك .. بل هو منك أقرب مما تتخيل وأقرب ..."