عيسى
02-28-2012, 07:39 AM
السموع
خاطره
بقلم :عيسى ابراهيم بدر الحوامده العتاتره
اذكرها منذ كنت صغيرا
وقد اخرجت منها قبلا رغما عني
ولكني اذكرها
فقد زرتها مرة, ما زاد عمري حينها عن العامين
صغيرا كنت ولكن ذاكرة الصغار
كفيلة بحفظ البيان
ما زالت الطرقات تسكن ذاكرتي
وتلك المدرسة وذاك المسجد
وسوق شعبي رشيق القوام
اكتسب الوانه من جمالات الماضي
وبريق الحاضر
اروقة بين الدكاكين ملئى بالناس
يعج فيهم منتشيا
فهم له الروح والوجدان
جميلة تلك الذكريات
فذاك يبيع الخضروات
وذاك دكان البقالي
فيه رفوف مرصوصات
معمولة بطريقة تفوح منها رائحة القدم
لكنها جميلة
وتلك امراة تحمل على رأسها صندوق
ملاته بحوائج البيت والمستلزمات
فيه سكر وارز وفاكهة واسمان
تمشي وقد حركت امامي شريط
تراث من السنين الماضيات
رائعة يا جدتي, يا سيدتي
رائعة يا ام الرجال
فقد اخذ الزمان منك ازمان
واعطاك الحظ الوافر بان كنت
من بنات بلدتي
تبعتها بناظري
تبعتها وقد فارقْت ببعدها عني
شمس الامنيات
تبعتها حتى اخفقت عيني من لمها بين الاجفان
عاتبت عيني اخفاقها
ولكن صورتها مذاك الوقت حجزت مكانها في الوجدان
ثم اخذت’ منعرجا خارج السوق
طريقا نازلا بهدوء يعطي راكبه حق التامل
جميل ما رايت
بيوت طينية بعضها لف بالاسوار
اسوار رقيقة كرقة ذاك الزمان
ودافئة كدفء من احاطت بهم من سكان
اسوار تحاكيك روعة السمر
وتردد حكايات الاجداد
فعلى جدرانها رسمت لوحات
وكتبت كلمات وسمعت اهات
الله الله ما اجملك يا بلدتي
يا ملاك
قضيت اليوم مندهشا
اسير من زقاق الى زقاق
اسمع اصوات البيوت
تهمس لي عبر جدرانها
بالم اللوعة والفرقان
تناديني ا بني
اما ان الاوان؟ لتعود لارض الاهل والخلان
للقلب النابض والمثقل بالاحزان
مضيت مفكرا بتلك المتون والالحان
فما انتبهت حتى ادركني الليل
وهو يناديني بحنان
حتى الليل في بلدتي تحس له طعم الامان
يطفي عليك بلسما من دفئ ويحيطك
لا بظلمه بل بالامان
سرت الى بيت جدتي
فاستقبلتني كما الفارس الاتي
من قديم الزمان
حضنتني
وحينها شعرت باني حضنت تاريخا
بكل ما فيه من ذكريات
قبلتني ثم عشتني واودعتني الفراش كي ابات
تمددت ولكن هيهات هيهات سبيل الي كي انام
وقبيل الفجر! اسدلت عيناي ستار النوم
ولكن ليس الا لوقت قليل
فقد صحوت منتبها قبل صياح الديك
وسرت خارجا تحت شجيرات العنب و التين
ندا يغطي اوراقاها والافنان
ورميت ناظري نحو مارق على الطريق يتمتم
اظنه كان يسبح المنان
ارى انه ذاهب الى حقله او البستان
وهذي جدتي وامي من البيت تخرجان
تبعتهما داخل سور الدار
فرايتهما يرظفان الحصى في الطابون
وها هي جدتي تشعل النيران
رائحة اجمل من اي عطر او بارفان
وبدات جدتي بوضع العجين على الرظف
ما ازكى رائحته والذ طعمه
اخذت رغيفا وسرت الطريق
احاول اللحاق بالمارق المتمتم
وما ان خرجنا من البلده (هو امامي وانا خلفه)
حتى رايت تحررا للاشياء ما كنت شعرت به
ولا احسسته
فالطريق جميله من غير زفت او تعبيد
على جانبيها نبت الشوك والبلان
وبعض زهور الاقحوان
طعم الهواء ورائحته
اذا ما قارنتها بهذي الايام
ليسا سيان
وسنابل القمح ترقص فرحا
تعانق نسمات الصبح البارده
تتمايل سويا طربا بلا اشجان
تراها تموج موج البحر
ومن يناظره حيران
جميلة ارضي لها علي حق العرفان
جميلة ارضي لها العمر والروح مقدمان
ارض ابائي واسلافي عرين الاجداد من ازمان
ان لم تصدق ما اقول فاتبعني يا انسان
فذاك قبر جدي مات منذ ستون عام
وهذا قبر جده سبقه بثلاثين من الاعوام
وذاك قبر خالي وعمي وابن عمي زين الصبيان
وذاك قبر الشهيد
الذي ما توانى مقدما نفسه لله قربان
وذاك بيت جدي وهناك الديوان
وتلك مغارات السكن ولكلّ منها عنوان
وان اردت زيادة ؟ ازيدك
فذاك قبر العتيري جدي احمد الامام
ومن بعده هذا مقام عبدالله الولي الهمام
فهل اقتنعت ام تريد مني الاتمام؟!
يا سيدي
تلك قريتي سموع شامخة
بكل ما فيها من افراح و احزان
ولن تبدلنا عنها الليالي ولا الايام
فهي امي وابي فيها عاش
اسلافي والاجداد
دمت في قلبي بلدي
وسازرع حبك في الاحفاد
يا جزءا من بلاد لها القلب مشتاق
فلسطين الام والتاريخ والاشواق
خاطره
بقلم :عيسى ابراهيم بدر الحوامده العتاتره
اذكرها منذ كنت صغيرا
وقد اخرجت منها قبلا رغما عني
ولكني اذكرها
فقد زرتها مرة, ما زاد عمري حينها عن العامين
صغيرا كنت ولكن ذاكرة الصغار
كفيلة بحفظ البيان
ما زالت الطرقات تسكن ذاكرتي
وتلك المدرسة وذاك المسجد
وسوق شعبي رشيق القوام
اكتسب الوانه من جمالات الماضي
وبريق الحاضر
اروقة بين الدكاكين ملئى بالناس
يعج فيهم منتشيا
فهم له الروح والوجدان
جميلة تلك الذكريات
فذاك يبيع الخضروات
وذاك دكان البقالي
فيه رفوف مرصوصات
معمولة بطريقة تفوح منها رائحة القدم
لكنها جميلة
وتلك امراة تحمل على رأسها صندوق
ملاته بحوائج البيت والمستلزمات
فيه سكر وارز وفاكهة واسمان
تمشي وقد حركت امامي شريط
تراث من السنين الماضيات
رائعة يا جدتي, يا سيدتي
رائعة يا ام الرجال
فقد اخذ الزمان منك ازمان
واعطاك الحظ الوافر بان كنت
من بنات بلدتي
تبعتها بناظري
تبعتها وقد فارقْت ببعدها عني
شمس الامنيات
تبعتها حتى اخفقت عيني من لمها بين الاجفان
عاتبت عيني اخفاقها
ولكن صورتها مذاك الوقت حجزت مكانها في الوجدان
ثم اخذت’ منعرجا خارج السوق
طريقا نازلا بهدوء يعطي راكبه حق التامل
جميل ما رايت
بيوت طينية بعضها لف بالاسوار
اسوار رقيقة كرقة ذاك الزمان
ودافئة كدفء من احاطت بهم من سكان
اسوار تحاكيك روعة السمر
وتردد حكايات الاجداد
فعلى جدرانها رسمت لوحات
وكتبت كلمات وسمعت اهات
الله الله ما اجملك يا بلدتي
يا ملاك
قضيت اليوم مندهشا
اسير من زقاق الى زقاق
اسمع اصوات البيوت
تهمس لي عبر جدرانها
بالم اللوعة والفرقان
تناديني ا بني
اما ان الاوان؟ لتعود لارض الاهل والخلان
للقلب النابض والمثقل بالاحزان
مضيت مفكرا بتلك المتون والالحان
فما انتبهت حتى ادركني الليل
وهو يناديني بحنان
حتى الليل في بلدتي تحس له طعم الامان
يطفي عليك بلسما من دفئ ويحيطك
لا بظلمه بل بالامان
سرت الى بيت جدتي
فاستقبلتني كما الفارس الاتي
من قديم الزمان
حضنتني
وحينها شعرت باني حضنت تاريخا
بكل ما فيه من ذكريات
قبلتني ثم عشتني واودعتني الفراش كي ابات
تمددت ولكن هيهات هيهات سبيل الي كي انام
وقبيل الفجر! اسدلت عيناي ستار النوم
ولكن ليس الا لوقت قليل
فقد صحوت منتبها قبل صياح الديك
وسرت خارجا تحت شجيرات العنب و التين
ندا يغطي اوراقاها والافنان
ورميت ناظري نحو مارق على الطريق يتمتم
اظنه كان يسبح المنان
ارى انه ذاهب الى حقله او البستان
وهذي جدتي وامي من البيت تخرجان
تبعتهما داخل سور الدار
فرايتهما يرظفان الحصى في الطابون
وها هي جدتي تشعل النيران
رائحة اجمل من اي عطر او بارفان
وبدات جدتي بوضع العجين على الرظف
ما ازكى رائحته والذ طعمه
اخذت رغيفا وسرت الطريق
احاول اللحاق بالمارق المتمتم
وما ان خرجنا من البلده (هو امامي وانا خلفه)
حتى رايت تحررا للاشياء ما كنت شعرت به
ولا احسسته
فالطريق جميله من غير زفت او تعبيد
على جانبيها نبت الشوك والبلان
وبعض زهور الاقحوان
طعم الهواء ورائحته
اذا ما قارنتها بهذي الايام
ليسا سيان
وسنابل القمح ترقص فرحا
تعانق نسمات الصبح البارده
تتمايل سويا طربا بلا اشجان
تراها تموج موج البحر
ومن يناظره حيران
جميلة ارضي لها علي حق العرفان
جميلة ارضي لها العمر والروح مقدمان
ارض ابائي واسلافي عرين الاجداد من ازمان
ان لم تصدق ما اقول فاتبعني يا انسان
فذاك قبر جدي مات منذ ستون عام
وهذا قبر جده سبقه بثلاثين من الاعوام
وذاك قبر خالي وعمي وابن عمي زين الصبيان
وذاك قبر الشهيد
الذي ما توانى مقدما نفسه لله قربان
وذاك بيت جدي وهناك الديوان
وتلك مغارات السكن ولكلّ منها عنوان
وان اردت زيادة ؟ ازيدك
فذاك قبر العتيري جدي احمد الامام
ومن بعده هذا مقام عبدالله الولي الهمام
فهل اقتنعت ام تريد مني الاتمام؟!
يا سيدي
تلك قريتي سموع شامخة
بكل ما فيها من افراح و احزان
ولن تبدلنا عنها الليالي ولا الايام
فهي امي وابي فيها عاش
اسلافي والاجداد
دمت في قلبي بلدي
وسازرع حبك في الاحفاد
يا جزءا من بلاد لها القلب مشتاق
فلسطين الام والتاريخ والاشواق