شاعر الجيل
12-13-2009, 08:58 PM
أمشى
الجأ إلى الرصيف بعد منتصف الليل،
أو بعد منتصف
الزمن، مدفوعا صوب اللاغاية،
وهاربا من ثرثرة
المعنى حول اليقين والمطلق :
يقينية الكلمة والفكرة،
ومطلقية القيم والإنسان .
أتساءل عن دوافع قرار الهروب من المعنى وعلة ارتمائي
بأحضان الرصيف، فأدرك بأن الغايه هي التي
اتخذت القرار،
وأدرك ان لقائي بالرصيف كان من دون غاية أو قصدية .
فهل بمثل هذه الصدفة وجد العالم ؟
أمشي على الرصيف ساهما،
وبشئ من اللذة وكأن لي
مع الرصيف علاقة خفية لايعرفها سوى الليل .
فالرصيف،
وطن أعزل يحتضن غايات المارة السرية والعلنية،
ويلهم الأقدام رغبة التسكع .
الرصيف،
كتف الشارع الذي يحمل آهات الجوعى والمنبوذين،
وكلمات الرائحين والغادين .
بينما الليل،
ملجأ مجانين الشك والسؤال ،
والهاربين من أخلاق النهار،
والباحثين عن الغاية والمعنى .
فلجوئي إلى الرصيف والليل، ليس طارئا، وإنما لأنني
أنتمي إليه منذ القدم .
أواصل السير في الطرقات الفارغة ألا من خيمة الصمت،
واهب الفضاء أغنياتي الذائبة كذوبان العمر،
فترتد أليٌ كزهور بعمر الزهور :
آه أيها الطائر،
كنت كمغن يصدح صوته الجميل،
لجمهور لا يود الاستماع إليه .
كصرخة مدوية في صحراء فارغة .
كشمس ترسل نورها لعالم يحب الليل فقط .
لا تحزن ياطائري الوحيد،
فأنا مازلت أراك واقفا
على تلك الشجرة المشرقة
أمام نافذتي،
على الرغم من رحيلك عنها
منذ زمن طويل،
طويل
جدا ..
امشي بمحاذاة الأشجار المرصوفة على كتف الرصيف،
فأكتشف بأنها مزوقة وملونة
بمختلف الثمار .
أمد أناملي الخجله أليها برقة خوفا
من نحت الخدوش عليها،
ثم اقطف أحدى أفكارها الصغيرة .
فالثمار،
أفكار الشجر .
والشجر،
أفكار الطبيعة .
أمضغها بهدوء وامتص مذاقها بتأن،
فتنتشر في فمي
مرارة الأفكار .
ومن أين للأفكار حلاوة ؟
الأفكار المغلفة بالمرارة تنتج مرارة .
والأفكار المغلفة بالحلاوة تنتج مرارة أيضا .
أفتش بين الأغصان عن زمن العصافير المنطلقه وعن
أيام الطيور الفاره،
فأرى غايات الإنسان وآلامه
تشتعل من دون هوادة .
لم أفكر بإطفائها، لان ذلك يعد
خروجا على طبيعة
أفكر فى
غاية تمشي على قدمين .
أطلق زفيري في الفضاء،
فتطير على متنه أسراري
وغايتي في التطهر من رغبة البقاء في الحياة إلى الأبد .
أصبح أكثر إشراقا ولمعانا كلما اطرد عني الرغبات
والأمنيات الخالدة .
أكون أكثر خفة ورقة
كلما أبعدت عن قاموسي مفردات
الأحلام والملذات الأبدية .
أرسل فراشة أحلامي إلى سماء العدم،
فتذوب إلى حد
التلاشي،
وتصبح جزءا من اللاشئ الخالد
، الذي احلم
بالعيش فيه طوال حياتي .
أملأ صدري بهواء المعنى
فأراقب تاريخي من الأعلى،
مستخدما بصيرتي لمعرفة حركته واتجاهاته المرنة،
ولإزالة غبارالموت الصريح
عنه وكل ألوان الرضوخ لتاريخ
الآخرين المغلف بالثبات والرؤى الجاهزة .
تتملكني رغبة قوية بإنهاء التسكع والجلوس على
الرصيف، لأراقب العالم من نقطة ثابتة، ربما
ستجعلني أمحو كل ما أنتجه رأسي من تصورات
ورؤى عنه .
غير أنني سرعان ما أنسى غايتي،
بعدما سقط بصري على صور المجانين التي كانت
تزخرف وجه الرصيف
وتهديه جمالا مغايرا لم يكن
الرصيف يحلم به من قبل .
فصور المجانين تتبرع بنعمة الحكمة
لكل من يحتفظ بها
وتدون كلمة الشعر الأزلية في عقول العقلاء .
كثيرا ما نسي العقلاء بأن العالم قد خلق بجنون عاقل .
ألملم صور المجانين بأناملي المدماة،
وأتفحصها مليا
فتسقط دمعتي اليتيمة على احدهم
تسيل دمعاتهم
الملونة من عيونهم المشرقة بأحضاني،
فأتلمسها
بحذر بأنامل جنوني،
فأكتشف الاحجيات الأبدية .
تسبح دموع المجانين في عيوني
كزوارق ورقية مليئة
بصناديق مغلقة
الجأ إلى الرصيف بعد منتصف الليل،
أو بعد منتصف
الزمن، مدفوعا صوب اللاغاية،
وهاربا من ثرثرة
المعنى حول اليقين والمطلق :
يقينية الكلمة والفكرة،
ومطلقية القيم والإنسان .
أتساءل عن دوافع قرار الهروب من المعنى وعلة ارتمائي
بأحضان الرصيف، فأدرك بأن الغايه هي التي
اتخذت القرار،
وأدرك ان لقائي بالرصيف كان من دون غاية أو قصدية .
فهل بمثل هذه الصدفة وجد العالم ؟
أمشي على الرصيف ساهما،
وبشئ من اللذة وكأن لي
مع الرصيف علاقة خفية لايعرفها سوى الليل .
فالرصيف،
وطن أعزل يحتضن غايات المارة السرية والعلنية،
ويلهم الأقدام رغبة التسكع .
الرصيف،
كتف الشارع الذي يحمل آهات الجوعى والمنبوذين،
وكلمات الرائحين والغادين .
بينما الليل،
ملجأ مجانين الشك والسؤال ،
والهاربين من أخلاق النهار،
والباحثين عن الغاية والمعنى .
فلجوئي إلى الرصيف والليل، ليس طارئا، وإنما لأنني
أنتمي إليه منذ القدم .
أواصل السير في الطرقات الفارغة ألا من خيمة الصمت،
واهب الفضاء أغنياتي الذائبة كذوبان العمر،
فترتد أليٌ كزهور بعمر الزهور :
آه أيها الطائر،
كنت كمغن يصدح صوته الجميل،
لجمهور لا يود الاستماع إليه .
كصرخة مدوية في صحراء فارغة .
كشمس ترسل نورها لعالم يحب الليل فقط .
لا تحزن ياطائري الوحيد،
فأنا مازلت أراك واقفا
على تلك الشجرة المشرقة
أمام نافذتي،
على الرغم من رحيلك عنها
منذ زمن طويل،
طويل
جدا ..
امشي بمحاذاة الأشجار المرصوفة على كتف الرصيف،
فأكتشف بأنها مزوقة وملونة
بمختلف الثمار .
أمد أناملي الخجله أليها برقة خوفا
من نحت الخدوش عليها،
ثم اقطف أحدى أفكارها الصغيرة .
فالثمار،
أفكار الشجر .
والشجر،
أفكار الطبيعة .
أمضغها بهدوء وامتص مذاقها بتأن،
فتنتشر في فمي
مرارة الأفكار .
ومن أين للأفكار حلاوة ؟
الأفكار المغلفة بالمرارة تنتج مرارة .
والأفكار المغلفة بالحلاوة تنتج مرارة أيضا .
أفتش بين الأغصان عن زمن العصافير المنطلقه وعن
أيام الطيور الفاره،
فأرى غايات الإنسان وآلامه
تشتعل من دون هوادة .
لم أفكر بإطفائها، لان ذلك يعد
خروجا على طبيعة
أفكر فى
غاية تمشي على قدمين .
أطلق زفيري في الفضاء،
فتطير على متنه أسراري
وغايتي في التطهر من رغبة البقاء في الحياة إلى الأبد .
أصبح أكثر إشراقا ولمعانا كلما اطرد عني الرغبات
والأمنيات الخالدة .
أكون أكثر خفة ورقة
كلما أبعدت عن قاموسي مفردات
الأحلام والملذات الأبدية .
أرسل فراشة أحلامي إلى سماء العدم،
فتذوب إلى حد
التلاشي،
وتصبح جزءا من اللاشئ الخالد
، الذي احلم
بالعيش فيه طوال حياتي .
أملأ صدري بهواء المعنى
فأراقب تاريخي من الأعلى،
مستخدما بصيرتي لمعرفة حركته واتجاهاته المرنة،
ولإزالة غبارالموت الصريح
عنه وكل ألوان الرضوخ لتاريخ
الآخرين المغلف بالثبات والرؤى الجاهزة .
تتملكني رغبة قوية بإنهاء التسكع والجلوس على
الرصيف، لأراقب العالم من نقطة ثابتة، ربما
ستجعلني أمحو كل ما أنتجه رأسي من تصورات
ورؤى عنه .
غير أنني سرعان ما أنسى غايتي،
بعدما سقط بصري على صور المجانين التي كانت
تزخرف وجه الرصيف
وتهديه جمالا مغايرا لم يكن
الرصيف يحلم به من قبل .
فصور المجانين تتبرع بنعمة الحكمة
لكل من يحتفظ بها
وتدون كلمة الشعر الأزلية في عقول العقلاء .
كثيرا ما نسي العقلاء بأن العالم قد خلق بجنون عاقل .
ألملم صور المجانين بأناملي المدماة،
وأتفحصها مليا
فتسقط دمعتي اليتيمة على احدهم
تسيل دمعاتهم
الملونة من عيونهم المشرقة بأحضاني،
فأتلمسها
بحذر بأنامل جنوني،
فأكتشف الاحجيات الأبدية .
تسبح دموع المجانين في عيوني
كزوارق ورقية مليئة
بصناديق مغلقة