سامر محمود الخطيب
03-24-2012, 01:26 AM
http://kll2.com/upfiles/AXl29667.gif (http://kll2.com/)
http://kll2.com/upfiles/Qgy14812.gif (http://kll2.com/)
ملحمـــــــــة كونيــــــــــة[/glow][/glow1]
أبكي إليكِ قوافي الحزن ِ والشجـــــن =وفي الشرايين أمطـــــــارٌ على كفنــي
أبكي فأبكيكِ أهدابي وأعصرُهـــــــــا =كــخمرةٍ يرتوي من كأسِــــــها فننـــي
أبكي فأحسدُ في دمعي ترجلـــــــــــه =فخشيـــــــة الأمر لا تجدي مع المحـن
والدمعُ خلخــالُ نبــــــض ٍ زفَّ أوردة =في مهرجـــــــــاناتِ بيتٍ دارس الجنـن
أدعوهُ للرقص في إسرار جوهـــــــره =فيحضـــــــــنُ العندليب العذبَ في بدني
أدعوهُ والبرقُ في كفيهِ ذاكــــــــــــرة ٌ =إنْ تلـــــــــمس ِالوجهَ يمطرْ جنة العدن ِ
أدعوهُ بالرمز إقراراً بما نطقـــــــت =ســــــــواكبُ العطر في غيم ٍ بهِ سكنــي
ولستُ أدعوهُ إيعازاً لأجبـــــــــــــرهُ =إنْ لـــــــــــمْ أشأ سِفرَ ربي ليس يُقرؤني
أبكي وفي الدمع تبرٌ عاصفٌ وطأتْ =أقدامُــه في خــــــــــــــلايا وجهي الفطـــن
فتغسلُ الريحَ مما شابَ أضلعهــــــا =وما تنقلَ من طيــــــــن ومن عفــــــن ِ
خدورُها أطلقتْ أطيارَ أنسجتــــــي =فيا لـــــــــــــــــــها من خيالاتٍ تؤرقنـــي
نديَّة والندى في شرعِها سفـــــــــــــنٌ =تحــمِّلُ الفجرَ مكتوباً إلى وطنـــــي
يا ويحَها كم تعاطتْ في تعاطيـــــها =كأنـَّها مهرجانُ الضعفِ والوهـــن
أواكبُ الصمتَ في فيها إذا صمتــــــتْ =ترقبـــــاً يحذرُ الإيقاعَ في الفتــــــــن
فليسقطِ الصمتُ إنْ في الصمتِ حاقدة ٌ =تعــلـــــقُ الوهمَ في أهزوجة الزمن ِ
الماءُ في سيلها صوتٌ وذاكـــــرة =وجــــــرة ٌمن عيون ِالشهـــدِ واللبن
وعلقمٌ خلبيٌّ مذ يذقْ جســــــدي =في حينِها مـــــنْ قيــود الطعم يعتقني
أبكي وما القلبُ بكاءٌ بفطرتــــــــه =في كلِّ حــــــــــال ٍولا من طينة الوثن ِ
فعينُ يعقوبَ قد سالت وغائبُهــــا =في حلـة الملكِ .. منْ في حالِه الحَسَن؟
أبكي وما الغيمُ إلا أعينٌ ذرفـــَــت =حدائـــقَ الأرض ِمنْ أسطورةِ السفن ِ
قرأتُ شكوى أحاسيسي مكاشفة =ما كـــــــانَ في السرِّ فليظهرْ إلى العلن ِ
أبكي على دار من جافـــى بلا طــلل =ومـــنْ تربَّى على أرضـــــــــي ليعشقني
قارورةُ العين ِمشكاة ٌ وساقيــــــــة =ونسمـــــــــــــة ٌ في محيــَّــا بات يملكني
أبكي وللنقش والألوان ِ خارطــــة =لجوهــــــر القلبِ تبدي كلَّ مختزن ِ
أصابعي رعشة ُ الأنهـــــار في جسدي =وريشة ٌ من وريدِ الصمـــــــــتِ توقظني
ولامرىءِ القيس في مجراهُ أسئلة ٌ =بهيــــــَّــــــة ُ اللون في معراجـِها زمني
لمحتُ في الأعين السوداءِ أحصنة ً =بيضاءَ لم ترتهـــــــــــــــنْ للقيدِ والطـَّفـَن
كأنني في أعاجيب بها سكنــــتْ =ترائبُ العشــــق ِ والأهدابِ والحَزن
تنقلَ المرجُ من ريعان هاجســها =إلى أبـــــــــــــوة وجــــهٍ هــادر المنن ِ
هل أتقي منهلَ الليَّاح ِ أبهـــــــــة =في نجـــــــــدِ منْ ساحَ مهدياً إلى العَنن
فلستُ أخشى إذا ما صاحَ في زبدٍ =يرغـــــــي وفي مائــــــراتي فأو مرتــــــــهن
لا تنظروا نحو منْ أعشَتْ قصائدهُ =إلا بمــــــــــرآةِ من يرنو بلا سنن
تآلفَ الرَّجعُ مع صلصال أسئلتـــي =فأنـــــبتَ الموقدَ الموجيَّ في غصني
فهل لزرقةِ أمواج ٍ تفـــــــــضُّ دمــــــاً =مخنثاً في قنـــــا الماضــــي توهمَني
قصائدُ الدمع ِ والأهــــدابُ إن ظهـــرتْ =فللظـــــــــــهور دلالاتٌ تؤلقنــــــــي
سريرة ُ الحســـن قيثارٌ إذا همسـَـتْ =تســـــارعَ الصــــــــوتُ إسراءً إلى مدني
وجابَ في سوق ِ أشواقي يراقبـُها =فلـــــمْ يجدْ غير هذا النبض ِ في مؤني
تنقلتْ مفرداتــــي بينَ أزمنتـــــــي =فلـــــــــمْ أكرر على أسمـــــــاعِها مهني
ولم تزلْ أحرفي الهوجاءُ جاثيـــــة ً =على رصيـــــــــــــفِ عبور دائم ِ الدَّنن
أرومة ُ اللون أفكارٌ لهــــــــا زمـــنٌ =مساحـــة ٌ مـــــــنْ جنان ِ البوح ِ تقطنني
إنسيــَّـــة في جَــنان ٍ عقدُ أضلعـــــه =منابرٌ مـــــــــــــا امَّحــــــــتْ إلا لتنطقني
الليلُ والبــــدرُ والإصباحُ قبلتـُــهُ =وباقة ٌ منْ رميــــــــم ِ النرجـــــس الحَسَن ِ
ولادة ٌ من رمـــادٍ بادَ مطلعُــــها =خيــــــــــرٌ منَ المــوج لم يولدْ سوى السفن
تزاوجَ الدمعُ والخدان فانتعشــــــتْ =نســــــــــــــائمٌ لم تزلْ طيفاً تراودني
إنْ قدتِ العينُ بالأنسام من قـُبـــــــل =فلســــــتُ أخشــــى نسيماً قد يطاوعني
يا نهرَها إنْ همى كالبحر في شفتي =فهل ترى الشـــمسَ في الآفـاق تسمعُني
عصيَّة البوح ِ أقلامي أشافهُهـــــــا =فإذ ْ بها في رياض السَّـــــــــطـــر توقعني
خواطرٌ ثرة ٌ شتـَّى معتقــــــــــــــــة ٌ =في نبضــــــــــــي الغضِّ في فكري تنازعني
أقولُ والصوتُ يستجدي مخيلتــــــي =ما زالَ إعصـــــارُ عينيك يصــــــــــــارعني
فهلْ لأيوبَ في الأحـــــداق ِ قافيــــة ٌ =رويُّـــــــــــــــــــها زخرفٌ دفــــــــواؤه سنني
أكلتُ منْ تين ِ إيماني وسكــَّـــرهِ =فهلْ لزيتونِـــــــــــه صحـــــــــــــنٌ ليطعمني
موائدٌ منْ سماءِ القلبِ قدْ هبطـَتْ =طعامُـــــها طـــــــافَ قـــــــربَ العين والأذن
وبتُّ في النطق ِ ملواحاً إلى لغةٍ =تعتــِّــــــــــــقُ السطرَ بعد الصَّـــــــدر باللـَّحن ِ
قصيدةُ المـــــاءِ مجراها مخيلــــة ٌ =معمـــــــودة الشَّوق يسقي سرُّها عَلنـــــــي
وصدرُها في شغافي في دَمي فلـقٌ =وعجـــزها غنجُ مدلال ٍ منَ الظُّعُن ِ
فهل إذا بانَ وجهي في خمائلهــــــــا =تنهدَ الموج مفطـــــوراً على الطبَن ِ
سريرة في يراعي ناحَ نائحُهــــــــــا =علَّ الذي يقـــــــــــــرأ الأوراقَ يقرأني
في سبسبِ الشِّــعر قدْ أودعتُ قافلتي =كأننـــــــــي حــــــاملٌ في بحـــــرها سفني
ولستُ أخشى لهيبَ الشمــــس في كبدي =حتـــــــى ولو ظلَّ كلَّ الــوقت يلفحني
ممددٌ فوقَ مهدِ الوقتِ مرتبـــــــــكٌ =والهـــــــــمُّ والفكرُ في همس ٍ يعاركني
تلوحُ في هاجس ِ الأعماق طبطبـــة =وفي التفاصيـــــــل ِ موجُ الليل ِ يغرقني
مللتُ من حالةِ البغضاءِ شاطئـُها =ممـــــــــــــــدَّدٌ هامـــــــــلٌ حيفٌ يؤرقني
من سورة الفجر قد أطلقت موهبة =فطريـَّـــــــــــــة في معانيــــــــــها تقيدُني
جميلة ٌ وصفـُها عندي عُبَــــــــرِّدة =ماريَّـــــــــة ٌ كلمـــــــــــــا غادرتُ تلحقني
يا ليتني أصطفيها زوجة سكنت =كنجمةِ البـدر تـُسري الكونَ في بدني
أرى الأنامَ ولا ألقى لهم لغــــــــــــة =رطانـــــــة في الدم ِ العـــربيِّ تقلقني
وثرثراتٌ لها في الجوِّ أشرعــــــــة =تلوثــــــــــــتْ منْ يديـــها أوجهُ المدن ِ
حزني عليهم وحزني من تصرُّفـِــهم =ويلي عليهـم وويلــــــــي من دم ٍ عفن ِ
يرونَ في الشعر ِ شيئاً عابراً ولــــــهمْ =قصائــــــدُ الإفك شيءٌ رائعٌ فزني
لا يقرأون... لهم حكمٌ بلا تعـــــبٍ =منقَّـــلٌ من لســــــــــــان ٍ حاقدٍ تَبن ِ
يقيِّمون الذين استنزفوا جســــــداً =وأرهقـــوا النفسَ في الإبداع ِ والمحن ِ
ولا يرون بعين ِ الصدق تنصفهُـــم=بل ينــظـــــــرون بعين ِ الحقــدِ والفتن
فراغـُهم باتَ في الأعماق ِمشكلــة ً=تشوِّشُ الكـــونَ تقسيــــــــــماً وتشغلني
أبكي مــــــنَ الوجدِ أطياراً إذا عزفت =لحنَ المشاعـــــــــر غابتْ حالــة الزمن
كم في مآذن بصرى أنجمٌ هبطــــــتْ =بيــــنَ الأوابد كـــــــي تعفى منَ الوَثن ِ
قرأتُ في تدمـــــــر التاريــــــخ ِأوردة ً =بلـــــهفةٍ صوتــُــــــها البحريُّ يعبدني
وسالَ شوقي في ثغري مكاشفــــــــة ً =ووجهُ روحِـــــــــكَ يا أقصى يكاشفني
تكاثفتْ مفرداتُ البوح في كبــــــــدي =فلستُ أعلـــــــــمُ حرفي أينَ يأخذني
من سكرةِ الموتِ حتى سكرة لبسَــتْ =جلبابَ صفــــــــو وإشعاع يلاطفني
يا آية ً في كتابِ المــــوتِ موقعــُـها =توهَّـــــــــجي وابعثـــي لي من يكلمُني
جبريلُ عطرٌ وإسرافـــيلُ ذاكـــــرة ٌ =إلى الفراشــــــــــــاتِ عزرائيــــلُ يأخذني
سبائكٌ ذابَ منها في مخيلتــــــي =لجيـــــــــــنُ ثغر ومرجــــانٌ يخاطبنــــــــي
أساورٌ من ندى الآلام ِ مورقــــة =وخاتــــــــــمٌ مـــــــنْ دم ِ الإلهـــــام ِ يبدعني
وقرط ُ صمتٍ لجغرافيـــــةٍ خفيَــتْ =تــراهُ في حبــــــــــــــــر أذن ٍ جاورت أذني
وكوثرٌ من عقيق ِ اللون ِ مرجــُعه =روافـــدُ العاصــــــــــــــــفِ الفكــــريِّ ترفدني
وزعفرانٌ لهُ عقدٌ إذا لمعَــــــــــت =عيونـُــــــــــــــــهُ فــــــــي انعتاقاتـــــي يباركني
زبرجدٌ من حكايا كلما رُسمَــــــتْ =على السطــور أضـــــــــــــــــاءَتْ ساحـة الفتن
فهلْ برفةِ رمـــــــش ٍ أو بتمتــــــةٍ =منابــــرُ المذهــــــــــــــبِ الراقـي تلخصُـــــــني
أقولُ إنَّ رفيفَ المهـــدِ في جسدي =من سـدرةِ الكوكــــــــــــــبِ السريِّ يصنعني
كلُّ العباراتِ في شعــــــري مرتبــة =مـــــــــــــــــــنَ التأمُّـل ِ... لو كانت تضيعنــي
وللعناقيدِ في الأقلام داليــــــــة ٌ =مــــــــــــــن الترانيــم ِ نحــــو الغيـم ِ ترفعني
وفي الأضالع ِ إعصارٌ وصاعقة ٌ =أعصابُــــــــها فرغــتْ فوقَ اللمى شجنـــــي
فلتمطري يا شفاهي الأرضَ أروقة ً =سنابــــــــلٌ نرجـــسٌ وردٌ يدغدغنـــــــــــي
أذبتُ صلصالَ أفكاري فما احتـــملتْ=جــــرارُ حبـري طـــــــــــــــوفاناً يطوحني
أمرُّ قربَ ضريح الشعر أحسبــــهُ =في حالـــــــــــةِ الصمـتِ في سري يؤنبني
وكلمــــا تثقلُ الآلامُ خاطرتـــــــي =يضاعــــــــفُ الشعـــــــــرُ في إبداعِـه أرنـي
أداعبُ الحرفَ في صدري مداعبة ً=كأنني أسكــــــــــبُ الشــريانَ في الغـُـــــسن ِ
لو لم تكُ الروحُ هامَتْ في تولهـِها =معشـــــوقة َ القلـــــــــــــبِ لم أبلغْ إلى اللـَّسن
عيونـُها من زجاج النجم ِ ناطقــــة ٌ =وجسمُها شـفَّ عن نـهر ٍ وعــن ردن
وصوتها المُزنُ يسقي القلبَ مرتعشاً =وقلبُــــــــها في عبــابِ الملتقى فـَــدَني
وكلُّ ما في يديها جوهرٌ فدعـــــــــوا =قلبـــــــــــي يخـــــالفُ فيها قصَّــة الثمن ِ
كتبتُ والقلبٌ مشغوفٌ وممتلـــــىء=فكيــفَ أنطــــــــــــــــــــقُ حقــــاً ما تملكني
الطفلُ ما عادَ طفلا ً في براءتِـــــه=والشيــــــــــــــخ ُ قد باتَ كالصبيـان يصدمني
والأمهاتُ تراهم دونَ عاطفــــــــةٍ =ومعظـــمُ الناس قد باتـــــــــــــــوا بـــلا وطن ِ
المالُ معبود من يحيونَ مبدأهــُــــم =ومنتهاهـــُـــــــــــــــم بلا شــــكٍّ إلى الكـــــــفن
في كلِّ يوم يمرُّ الموتُ جانبـــــــهم=ولا يحســّــــــــــــــــونُ بالآثـــــــــــام ِ والضَّبن
تلبد القلبُ والإحساسُ في دمِهــــم =وأصبحــــــــــــــوا من أهالي الموقفِ الخشـــــن
فليس يرضون بالمقسوم إن نظروا =للآخــــــرين نســــــــــــوا بحـــــــــراً من الغـَدن
فهل تراهم إذا الإعصارُ باغتهــُــــم =على الشدائـــــدِ في الأهــــوال ِ كالـُعتـُـن
أعطاهم اللهُ خيراً لا حدودَ لـــــــه=عند اللئـــــــــام ِ وأهل الكفــر ِ لم يَبن ِ
من يشكر الله يُعط الخيرَ في دعــة=ويشفِــــه الــلهُ من سقـــم ٍ ومن ضَمَن ِ
فلنفهم ِ الفقرَ في كليـــَّة جمعـــــتْ =مــــن يملكِ العقــــلَ عن كلِّ الصفـاتِ غني
كأنني في الورى من ضيق حالتهم =في قســــــــــوةِ الحال ِ قد مالـوا إلى الوسن
الماءُ قد كانَ ثراً دافقاً يققـــــــــاً =والآن نحيــا على مقطوعــــــةِ الرَّنــــــــــن
فبعد أنْ كانَ عشبُ الأرض ملمسَهم =أمســــــــــوا يسيرون في الموماةِ والوجَن
فهل تغيَّـــــر حالُ الكون ِ أتعبهُـــــــم=أم أصبحــــــــــوا من أهالي الخوفِ والعُجُن ِ
أبكي لأني غريبٌ رغم ما ملكـــتْ =مشاعــري من حــــــــــروفِ الهادىءِ الضمن ِ
على الذين طوتهم كلُّ ذاكــــــــرة=فأصبحـوا في هشيــــم ِالذكــر كالغرَن ِ
وليسَ لي غير إبداعـــــي يمكننــي=منَ التواصـــــــــل ِ في التحليــق ِ والعنن
سريرتي من ضفافِ العشق ِ ماردُها=ومنْ تنـــفــُّس ريحـــان ٍ يضمخنــــــــــــي
أرى الجمالَ فيطغى في مخيلتــــي=كهالــةِ الصمــتِ في الأعلى تعلقني
معلقاتُ شرايينــي إذا نطقـَــــــــت =تخلـَّـــــــــــــدتْ تمتمـاتُ الوجدِ في بدني
فما التولـُّــــه في مجرى تنفسِــه=ســـوى الهـــــــــــروبِ إلى حضن ٍ يخبئني
ملءٌ لحالة إفراغ لداخلنـــــــا =وإنْ تحقـَّـــقَ.... شــــــيءٌ ما يفاجئني
هو الغرامُ خيالٌ رائعٌ عطــــــرٌ=مشاعـــرٌ كيفما راحَـــــــــت توجهني
وإنْ صحوتُ رأيتُ الأمر مختلفاً=ما كنــتُ أرجــــــوهُ ليسَ الآن في الجنن
لكنهُ حالة الدنيا وحاملهــــــــــا =فكــــلُّ ما فيـهِ في الأعمــــــــاق ِ يعجبني
بحكمةٍ من إلهِ العرش ِ قد هبطـَـت=حــروفـُه في أحـاسيســــــــــــي لترحــمني
تباينٌ فيه إتمــــامٌ وسلسلـــــــــــــة =فالليــلُ والفجــــــــرُ عنوانـان للسكن ِ
والكهرباءُ لها قطبان دونهمــــــا =أو دونَ إحداهمــــــا لا ضــوءَ نـــوَّرنـــي
وحالة الضدِّ في الأكوان جوهرها =منْ دون شـــــــــــــــرٍّ فإنَّ الخيــر لم يَـبن ِ
قرأتُ كلَّ عصور الشِّعر فارتعشت=كـــلُّ الدمـــــــــاءِ وقد باتت تحـــــــــاورني
وبتُّ أسأل نفسي كيفَ قد خفتتْ =أضـــــــــــــواؤه في حــديثِ الناس والـوطن
كأنـَّه عندَ بعض ِ الناس ِترهـــــة ً=فمعظـــــــــــــــمُ الناس تخشـى صاحبَ اللـَّسن
قد باتَ ظلا ًثقيلا في هواجسِهم =فمــــــــــــــــــــنْ تراه.... ينادي: سـوف ينقذني
أبذرةُ الشعر ِ في الأعماق ِ فاسدة ٌ=أم أنَّ سقيــــــــــــــــــــــــاها ما عــــادتْ لتشربني
أم أنها أسكنتْ في غير تــربتِهـــــا=فحجــَّــة ُ النـــــــــــــــــــــاس : ما عادتْ تواكبني
أم أنهم حاربوها حيثُ تضعفـُهــــــم =ولـــــــم تكنْ حيلتي تكفــي ولا أرني
والأمرُ في كنهـِه التقصيرُ في نِعـــــم ٍ=أعطانـي الـله إيَّــــــــــــاها فعاقبنـــــــي
أنا المقصِّر ما لي حجة سطعــَـت=وإنـَّــــــما اللهُ في فكــــــــــــــري يخاطبنـي
قد جاءَنا الطيرُ في الدنيا يعلمنا =طريقـــــة الدفـــن ِ للموتى مع السنن ِ
هابيلُ قد مات قتلا من أخ ٍ بدأتْ=شريعـــة القتل فلنرجــعْ إلى الشجن
قربانه كانَ توضيحاً وحكمتـُـــه =أنَّ النوايا نجيــــــــعُ النجـــــــــم ينقذني
منهُ اصطفى اللهُ عبداً في أرومتـِه=أصلُ التوحــُّـــدِ والإشـــراق ِ والمنن ِ
وآدم يا أديمَ الشمس ِ قد هبطــَـــتْ=رفقاً بحـــــــــواءَ ألقتهـــــــا إلى المدن ِ
قابيلُ في القتل ِ هابيلٌ يعاكسُــــه=وفي التضــــــــــــــادِ صــراعٌ دائمُ الزمــن
الروم والفرسُ والأعرابُ منبتهم=مـنْ تربــــــــةِ الأرض ِ مـأواهُم إلى الكفن ِ
تصارعَ العجمُ والأعرابُ ما بقيــتْ=إلا الــــــــسماءُ وما فيهـــــــــــــا تغازلني
فلا يظنــــنَّ إنســــانٌ تخلــــــــــــدُه =إلا المـــــروءة ُ والإبـــــــــــداعُ في الزمن
فيا فراشاتِ صوتي أين حنجـــرة ٌ=توقــَّــفَ الصَّـــــــــــــــوتُ فيها حاملا خنني
ويا حروفي أضيئي الماءَ إنَّ لـــــــهُ=عقــــــــداً لجيــــــــــــدِ فؤادي سوف يقتلني
معاولُ الحرفِ في أرض ِ الصدى نزفت=كـــــــلَّ الشراييـــــــــــــــــن حتى أنبتتْ فنني
أنا المقيمُ على الأوجاع شاربـــُـها=خمــــــــــرُ الأصابـــــــــع أقمـارٌ تسـامــــرني
فهل لحالة ســــــــــــؤم ٍ أغرقتْ كبــــدي=إذا تحلــــــيتُ بالإيمــــــــــان ِ تهلكنـي
بينَ السماءِ وبين الأرض ِ نظرتنا=كلاهُـــــما في عبـــاراتِ الصدى وطنـي
كنيسة ُ الشمع ِ في دمعي إذا بصمَـــتْ=تبسَّـــــــــــمَ الوجدُ في أيقونـــةِ الشجـــن
مهمهماً في حواس ِ الحبر معتجـــراً =بوحَ الهواجــــــــــــس ِ مصباحـــاً يسايرني
تلك البخورُ مناخاتٌ تنهدُهـــــــــــــا =إنْ وافـــقَ الــــــــــروحَ قـــدْ ينداحُ في بدني
أرثي إليكِ عباراتٍ إذا نطقــــــــــــتْ=إرثَ الطغـــــاةِ فلا شــيء يغيِّـــــرني
هذي جهنم بل هذي جهنمُهُــــــم =فليدخلـــوا النــارَ نارُ الكفـــر تفزعني
في الشعر مرساة ُ أحزاني وخاتمُها=وفي السماواتِ في كنه ِالمدى سكنـي
إني أسيرُ أحاسيس ٍ لكوثرهــــــــا =عيــنٌ تحـاورُ قلبَ الهائـم الضــمِن ِ
يا ليتني في لمى الآفاق لو رننـــاً=مأملكُ حراسـاً على الفــدَن ِ
إنـِّـــي وليس بيأس ٍ ما أدونـُـــــــهُ=أعيشُ في الكــــــون بيـنَ الحُـزن والأرن ِ
وأحرفي أصبحت عطشى بها وجعٌ=تـراها عن كـلِّ ما في الكــــــــــون تسألنـي
فهل أجيبُ وهل أبقى بدون ِ فــــــم ٍ=وكــــــــيفَ كلُّ أحاسيســـــــــــــــي تطاوعني
من خشيةِ الناس باتَ الحبرُ في شيم ٍ =لو تستطيـــــــــــــــــــعُ فقد كانت تراوغني
في سالفِ العطر بل في إرثِه جســدٌ=في بـــــــــــــرزخيــَّــــــــــــة أوتاري يقلبني
طوبى تحاورُ رضواناً فهلْ عجبــــــــــاً=إذا رأيـــــــــــتَ عباراتــي تصافحنـُـــي ؟
وكيفَ أعلمُ والأعماقُ مترعــــــــــــــة ٌ =بأنَّ شيئــــاً حضاريــَّـــــاً يخادعنـــــــــــــي
أمرُّ في حالـــــةِ التحليق منطلقــــــــاً =إلى طيــــــــــوفِ خيـــــــــــــــالاتٍ تعاشرني
فأشعرُ اليمَّ مملوكاً لأوردتــــــي =حتــــى ولو كــــــــــانَ يستوحـــى من الرَّنن ِ
وتلكَ حالة ترميــــــم ٍ لما عصفت =بكائنــــــــــــاتِ عجـــــــــــــاج ٍ كان َ يصفعني
أبلغْ ملوكَ ثراكم أنَّ من ملكـــــــت=بلقيسَ صمتـي لم تهجَــــــــــعْ ولم تـَــخن ِ
وأنَّ ما في رواءِ العين تغطية ٌ =لباطـــــن ِ الأمـــــــــــــــــر فلنرجعْ إلى الزَّكن
وكلنا طالما في الأرض ِ مسكننا=منـَّــــــــــــــا ستنزفُ دومــــــــاً حالة الضَّبن
فما لصاحبِ كبر عنجهيتــُــــــه =تذلـُّــــــــــــــــــهُ بعدَ أحيـــان ٍ مِـــنَ الزمن ِ
فاملأ ثوانيك إبداعاً وتضحيـــة =إنَّ التواضـــــــــــــــــــعَ رأسُ العلم ِ والغـَّـدَن
توهَّم الناسُ دنياهُــــــــم مسطحــــة ً=وأهلكوا ناطقــــــــــــــاً بالحــقِّ والطـَّفن
وأهلكوا بعدها الحلاجَ وارتفعَـتْ=نـــوارسُ المــــــوتِ فوقَ العالم العفن ِ
وكلُّ من قالَ رأياً لا يناسبهــُـــم =لا بــدَّ يســـــــــــكنُ بعد النطق ِ في الجنن
فهلْ سيصمتُ صوتُ الحقِّ مرتعداً=وهلْ سأجـــــــــــــــــــــعلُ هذا الأمرَ يرهبني
وهلْ تلمِّعُ أعماقي معادنهـــــــــــا =والنبــضُ ينطقُ فردوسي ومختزني
نظرتُ من شرفتــــــــــي فيئاً أســـــاورهُ=مرميــَّــــــــــــــــــــة في أكفٍّ لا تناسبني
جلبابُها باتَ كاليقطيــــــــن إن نطقــــتْ=ذنـــــــــــــوبُ فكري في همس يظللنـــــــي
ظلُّ الجلابيبِ في الأعمـــــاق منْ لغـةٍ =فيها عباءاتُ إحســــــــــــــــــــــاس يلامسني
ولستُ أغفلُ إدريساً إذا نـُسجـــتْ =قصيــــــــــــــدة ُ العمر ِأو داوود في مدنـــــي
قميصُ يعقوبَ مشكاتي وملهمتي =ووجــــــهُ يوســـــــــفَ وجــــــــــــهٌ لا يفارقني
هنا سأكتبُ أو أرمــــي مخيلتـــــي =وقــــــــــربَ مريــــــــــــم يستلقي صدى بدني
وما القصيدة ُإلا من روافدهـــِــم =ومــــــــن أوابــــــــــــــــدِ أوغاريتــــِها مدني
ومن عناقيد بُصـــــراها خمائلنا =طيـــرُ الأبابيل ِ نحو الشمس ِِ يرفعني
إني أنادي وفي الأعشى لنا لغــة ٌ=وفي نــــــــزار وشوقـي يلتقـــــي وطني
ولستُ أنسى لدرويش ملاحمَــه =ولا لجبــــــــران مجـــــــــــــــداً دائمَ الزمن
فكيفَ ننسى ولا نرقى لجوهرهِــــــــم =وفي يــدينا أساطيـــــــــــــــرٌ من الغدن ِ
تمدد المـــــــوجُ واستلقتْ جواهـــرُه=في معجــــــم ٍ ملحمي ٍّهائلَ اللســـــــــن ِ
فما فعلنا سوى تمزيق ِ معجمنــــــا =وبعـــــدِنا عن دم ِ التاريــــــــــــخ والطبن
فلنخرج الآن من حوتٍ تلقفنا =لنرتقــــــي فوقَ مـــــــــــوج الذلِّ والمحن ِ
ولنلبس الفعلَ أثواباً مطـــــرزة ً=بحكمـــــــــــةِ العقل ِ ننهي حالة الفتن ِ
أهرامُ تاريخِك الفكريِّ غايتنـــا =وليسَ أهــــــــــرامَ صخر ٍ ليس ينفعني
كلاهما حاجة ٌ للفعل آخرُهـــــا =بدايـــــــــــــة ٌ للضيـــاءِ العذبِ في المحن ِ
تلاقيا في مصبٍّ واحد أتيـــــا =من جانبيـــــــــــــن وهذي وحــــــــدة البدن
هذا الفراتُ تلاقى بعد مفترق ٍ=بدجلــــة كي يكـونا نبضــــة الفطن
وغاية الأمر جغرافية رُسمت =لينهـــــجَ العقــلُ جغرافيــَّــــــة المنن ِ
المالُ والنفط ُ والألماسُ مركبـــــة ٌ =فيها الصــــراعُ مصيــــــــــريٌّ بلا سُفن ِ
تشعبَتْ في صراع ِ الكون ِ أسئلة ٌ =تمحـــــورَتْ جـــــــــــلـُّها في عالم ِ الظــُّعن ِ
ولم تزلْ قصة القربان ناضجـــــــة ً=ونارُ نمرودَ في فكــــــــــري تلاحقني
فلا الذبيحان غابا عن مخيلتي =وكلُّ فكــــــــــر من الماضي يعلمني
مررتُ أشربُ في فينيقَ قهوتَها =وكــــلُّ ما في أحاسيســي يذكرني
فأين نحنُ من الماضي وصورتِه =وأينَ زريــــابُ وابـــــنُ الرشدِ في زمني
أقولها: إنَّما الطاقــــــاتُ بارعة =وإنــَّـما حـــــالة الإفراغ ِ تهلكــــــــــــــني
مواضعُ الفعل لا فعل لموضعِهــا=فهـــالة ُ النبـــــــــض ِ تـُمـحى في يدِ البدن
وإنْ تعالى لنا صوتٌ فخلدنــــــا =فإنـَّــــــــــــه فعــــلُ فــــــردٍ ذابَ في المحن ِ
هذا أدونيسُ والبدويُّ ذاكــــرة ٌ=حديثـــــــــــــــــــة ُ العهـــدِ ذاقتْ علقــم المحن ِ
لما أرادوا بناءَ المجدِ حاربَهم =كــلُّ الذين تهـاووا في الفـــــم ِ العفن ِ
فكيفَ نرفضُ ما قالوا فننبذهــــــــم=وكيــــــــــفَ ننكرُ فعلَ الخير والفطن ِ
وكيفَ نقبلُ ما قالوه من أخـــــُر =حروفـُهم غـُمسـتْ بالقتل ِ والوَســــن
لمَ استعرنا من الأغراب غربتهم ؟=فبتنــــــــــا في أرضِنا نحيــــا بلا وطن
لم استعرنا فقاعاتٍ ملونــــــــــة ً =فبتنا نلهـــثُ نحــو الخبــــــــــــــز واللبن ِ
وما ذكرنا قضايانا وما خطــــرتْ =في البـــــال ِ أفعالُ منْ يسعـون للفتـن
شارونُ قد ماتَ لكنْ صارَ ظاهرة=يسعــــــــى إليها عتاة ُ العالـــم ِ العفن
كهتلر صارَ في التاريخ ظاهـــرة ً =عجيبــــــــــة ذكـــرُها ما غابَ في زمني
وبوشُ والطاقمُ الملعونُ قدْ فعلوا =كلَّ الإســـــــــــــاءةِ باسم الخيـر ِ والغدن
ونحنُ ننظرُ للدنيـا مراقبـــــــــة =وكلـَّــما جـــــــــــــــــاءَ أمرٌ ما يحيــــــرني
كالببغاءِ إذا التلفازُ أخبرنــــــــا =شيئــــــــــــــاً نكــــــررهُ طبقاً بلا ضبـــــــن
إني أنادي بما نادى المدى كبدي=مذكراً عــــلَّ منْ نــــــــاديتُ يسمعُــــــــــني
وكلُّ همي تاريخٌ تجــــــــــــــدُدهُ =قصائــــــــــــــــدُ المجدِ في أسطورة الزمن
أبكي وبغدادُ تـُطوى في محارقِــهم =ويصطفــــــون لهـــــــا الإغراقَ في الفتن ِ
ويرسمون لها الإرهــابَ خارطــة ً =ذرائع لـــــــــــــم تعدْ تطلـــــى على فطن ِ
وللترابِ صلاة ٌ لا تفسرُهــــــــــا =إلا ترائــــــــــبُ قلبٍ هامَ في الشــــــجن ِ
هذي فلسطين والجولانُ أسئلــة ٌ=مــع التـــــــــــــرابِ تساقــَت أنهرَ الوطن
فهلْ إذا كان طينُ الكون في كبدي=أطــــــــوي ثــــــــــــــراهُ وألقيهِ إلى الكفن
إني أقولُ وأوتاري ملامســـــــــة ٌ=شغــافَ روحي كمْ في الـــــروح ِ من مدن ِ
أرضي وتاريخ ُ أهدابي وقافيتـي =ملائــــكُ النبـــــــض ِ ما كــــــــانت لتعتقني
فهلْ بدون ِ فؤادٍ طـــــافَ معتنقاً =لواعـــــــــــــجَ الكون ِ في فكري ومختزني
أبدي وجوداً لحالاتٍ معتقـــــــةٍ=وفي الخوابـــــــــي لـبابُ الهمس في البدن
أكونُ أو كنتُ أو علقتُ أوردتي=إما أكــونُ وإما الجســـــــــــــــمُ لم يكــــــــن ِ
معلقاتُ شراييني وخمرتـُهـــــا =قصائــــــدُ العز ِّ فاقــــــــــــــرأ واكتشفْ لبني
أسهب وأطربْ ولا تخنق مخيلــــة =عبيــــــــــــــرُها اشتــــــاقَ للتجوال في الزمن
فكلُّ ما في هدير الكون من خطــبٍ =على يديــــــــــــــهِ شراعٌ ليس للسفن
أبكي إليكِ قوافــي غير ثابتـــــــــةٍ=فكيــــــــــفَ يوزنُ دهـــــرٌ غير متزن ِ
هذي قوافي زمان ٍ أهلـُــه خرجوا =عن الحـــــدودِ فعاشـــــوا حالة الوهن
فهلْ تلاشوا أم ازدادت حناجـــــرُهم =عيــَّـــاً وحقـــــــداً ونهجاً غيرَ مؤتمن
أبكي فأطوي عباراتي وأطلقـــــُها =فهل ستكفـــــــي محيطاتُ المدى شجني
خواطرٌ لستُ أحصي ما تملكها=وحالـــة كلما أخفيـــــــــــــــتُ تنطقني
مررتُ قربَ تواريخ تذكــــــرني =أني عصــــــــــــيٌّ على الأعداء والفتن
وإنني إنْ أشأ في الكون ِ منزلـة ً=عليَّـــــــــــــــــــة ً لـمْ ألنْ يوماً ولم أهن ِ
فمنْ تملكَ تاريخاً فوظفــــَـــــهُ=فيمــــــــا يوافــــــــــــــــقُ يحيا هائلَ الغدن ِ
إني كتبتُ وأفكاري موزعـــة ٌ=بيـــــــــــــنَ المدائــن ِ في سرٍّ وفي عَلـَن ِ
فإنْ تأرجحَ وزنٌ في مخيلتــــــــي=فإنَّ عـــــــــــــــذري أني تهـــــتُ في محني
الشاعر الاديب
ســامر محمود الخطيب
http://kll2.com/upfiles/2T329667.gif (http://kll2.com/)
http://kll2.com/upfiles/Qgy14812.gif (http://kll2.com/)
ملحمـــــــــة كونيــــــــــة[/glow][/glow1]
أبكي إليكِ قوافي الحزن ِ والشجـــــن =وفي الشرايين أمطـــــــارٌ على كفنــي
أبكي فأبكيكِ أهدابي وأعصرُهـــــــــا =كــخمرةٍ يرتوي من كأسِــــــها فننـــي
أبكي فأحسدُ في دمعي ترجلـــــــــــه =فخشيـــــــة الأمر لا تجدي مع المحـن
والدمعُ خلخــالُ نبــــــض ٍ زفَّ أوردة =في مهرجـــــــــاناتِ بيتٍ دارس الجنـن
أدعوهُ للرقص في إسرار جوهـــــــره =فيحضـــــــــنُ العندليب العذبَ في بدني
أدعوهُ والبرقُ في كفيهِ ذاكــــــــــــرة ٌ =إنْ تلـــــــــمس ِالوجهَ يمطرْ جنة العدن ِ
أدعوهُ بالرمز إقراراً بما نطقـــــــت =ســــــــواكبُ العطر في غيم ٍ بهِ سكنــي
ولستُ أدعوهُ إيعازاً لأجبـــــــــــــرهُ =إنْ لـــــــــــمْ أشأ سِفرَ ربي ليس يُقرؤني
أبكي وفي الدمع تبرٌ عاصفٌ وطأتْ =أقدامُــه في خــــــــــــــلايا وجهي الفطـــن
فتغسلُ الريحَ مما شابَ أضلعهــــــا =وما تنقلَ من طيــــــــن ومن عفــــــن ِ
خدورُها أطلقتْ أطيارَ أنسجتــــــي =فيا لـــــــــــــــــــها من خيالاتٍ تؤرقنـــي
نديَّة والندى في شرعِها سفـــــــــــــنٌ =تحــمِّلُ الفجرَ مكتوباً إلى وطنـــــي
يا ويحَها كم تعاطتْ في تعاطيـــــها =كأنـَّها مهرجانُ الضعفِ والوهـــن
أواكبُ الصمتَ في فيها إذا صمتــــــتْ =ترقبـــــاً يحذرُ الإيقاعَ في الفتــــــــن
فليسقطِ الصمتُ إنْ في الصمتِ حاقدة ٌ =تعــلـــــقُ الوهمَ في أهزوجة الزمن ِ
الماءُ في سيلها صوتٌ وذاكـــــرة =وجــــــرة ٌمن عيون ِالشهـــدِ واللبن
وعلقمٌ خلبيٌّ مذ يذقْ جســــــدي =في حينِها مـــــنْ قيــود الطعم يعتقني
أبكي وما القلبُ بكاءٌ بفطرتــــــــه =في كلِّ حــــــــــال ٍولا من طينة الوثن ِ
فعينُ يعقوبَ قد سالت وغائبُهــــا =في حلـة الملكِ .. منْ في حالِه الحَسَن؟
أبكي وما الغيمُ إلا أعينٌ ذرفـــَــت =حدائـــقَ الأرض ِمنْ أسطورةِ السفن ِ
قرأتُ شكوى أحاسيسي مكاشفة =ما كـــــــانَ في السرِّ فليظهرْ إلى العلن ِ
أبكي على دار من جافـــى بلا طــلل =ومـــنْ تربَّى على أرضـــــــــي ليعشقني
قارورةُ العين ِمشكاة ٌ وساقيــــــــة =ونسمـــــــــــــة ٌ في محيــَّــا بات يملكني
أبكي وللنقش والألوان ِ خارطــــة =لجوهــــــر القلبِ تبدي كلَّ مختزن ِ
أصابعي رعشة ُ الأنهـــــار في جسدي =وريشة ٌ من وريدِ الصمـــــــــتِ توقظني
ولامرىءِ القيس في مجراهُ أسئلة ٌ =بهيــــــَّــــــة ُ اللون في معراجـِها زمني
لمحتُ في الأعين السوداءِ أحصنة ً =بيضاءَ لم ترتهـــــــــــــــنْ للقيدِ والطـَّفـَن
كأنني في أعاجيب بها سكنــــتْ =ترائبُ العشــــق ِ والأهدابِ والحَزن
تنقلَ المرجُ من ريعان هاجســها =إلى أبـــــــــــــوة وجــــهٍ هــادر المنن ِ
هل أتقي منهلَ الليَّاح ِ أبهـــــــــة =في نجـــــــــدِ منْ ساحَ مهدياً إلى العَنن
فلستُ أخشى إذا ما صاحَ في زبدٍ =يرغـــــــي وفي مائــــــراتي فأو مرتــــــــهن
لا تنظروا نحو منْ أعشَتْ قصائدهُ =إلا بمــــــــــرآةِ من يرنو بلا سنن
تآلفَ الرَّجعُ مع صلصال أسئلتـــي =فأنـــــبتَ الموقدَ الموجيَّ في غصني
فهل لزرقةِ أمواج ٍ تفـــــــــضُّ دمــــــاً =مخنثاً في قنـــــا الماضــــي توهمَني
قصائدُ الدمع ِ والأهــــدابُ إن ظهـــرتْ =فللظـــــــــــهور دلالاتٌ تؤلقنــــــــي
سريرة ُ الحســـن قيثارٌ إذا همسـَـتْ =تســـــارعَ الصــــــــوتُ إسراءً إلى مدني
وجابَ في سوق ِ أشواقي يراقبـُها =فلـــــمْ يجدْ غير هذا النبض ِ في مؤني
تنقلتْ مفرداتــــي بينَ أزمنتـــــــي =فلـــــــــمْ أكرر على أسمـــــــاعِها مهني
ولم تزلْ أحرفي الهوجاءُ جاثيـــــة ً =على رصيـــــــــــــفِ عبور دائم ِ الدَّنن
أرومة ُ اللون أفكارٌ لهــــــــا زمـــنٌ =مساحـــة ٌ مـــــــنْ جنان ِ البوح ِ تقطنني
إنسيــَّـــة في جَــنان ٍ عقدُ أضلعـــــه =منابرٌ مـــــــــــــا امَّحــــــــتْ إلا لتنطقني
الليلُ والبــــدرُ والإصباحُ قبلتـُــهُ =وباقة ٌ منْ رميــــــــم ِ النرجـــــس الحَسَن ِ
ولادة ٌ من رمـــادٍ بادَ مطلعُــــها =خيــــــــــرٌ منَ المــوج لم يولدْ سوى السفن
تزاوجَ الدمعُ والخدان فانتعشــــــتْ =نســــــــــــــائمٌ لم تزلْ طيفاً تراودني
إنْ قدتِ العينُ بالأنسام من قـُبـــــــل =فلســــــتُ أخشــــى نسيماً قد يطاوعني
يا نهرَها إنْ همى كالبحر في شفتي =فهل ترى الشـــمسَ في الآفـاق تسمعُني
عصيَّة البوح ِ أقلامي أشافهُهـــــــا =فإذ ْ بها في رياض السَّـــــــــطـــر توقعني
خواطرٌ ثرة ٌ شتـَّى معتقــــــــــــــــة ٌ =في نبضــــــــــــي الغضِّ في فكري تنازعني
أقولُ والصوتُ يستجدي مخيلتــــــي =ما زالَ إعصـــــارُ عينيك يصــــــــــــارعني
فهلْ لأيوبَ في الأحـــــداق ِ قافيــــة ٌ =رويُّـــــــــــــــــــها زخرفٌ دفــــــــواؤه سنني
أكلتُ منْ تين ِ إيماني وسكــَّـــرهِ =فهلْ لزيتونِـــــــــــه صحـــــــــــــنٌ ليطعمني
موائدٌ منْ سماءِ القلبِ قدْ هبطـَتْ =طعامُـــــها طـــــــافَ قـــــــربَ العين والأذن
وبتُّ في النطق ِ ملواحاً إلى لغةٍ =تعتــِّــــــــــــقُ السطرَ بعد الصَّـــــــدر باللـَّحن ِ
قصيدةُ المـــــاءِ مجراها مخيلــــة ٌ =معمـــــــودة الشَّوق يسقي سرُّها عَلنـــــــي
وصدرُها في شغافي في دَمي فلـقٌ =وعجـــزها غنجُ مدلال ٍ منَ الظُّعُن ِ
فهل إذا بانَ وجهي في خمائلهــــــــا =تنهدَ الموج مفطـــــوراً على الطبَن ِ
سريرة في يراعي ناحَ نائحُهــــــــــا =علَّ الذي يقـــــــــــــرأ الأوراقَ يقرأني
في سبسبِ الشِّــعر قدْ أودعتُ قافلتي =كأننـــــــــي حــــــاملٌ في بحـــــرها سفني
ولستُ أخشى لهيبَ الشمــــس في كبدي =حتـــــــى ولو ظلَّ كلَّ الــوقت يلفحني
ممددٌ فوقَ مهدِ الوقتِ مرتبـــــــــكٌ =والهـــــــــمُّ والفكرُ في همس ٍ يعاركني
تلوحُ في هاجس ِ الأعماق طبطبـــة =وفي التفاصيـــــــل ِ موجُ الليل ِ يغرقني
مللتُ من حالةِ البغضاءِ شاطئـُها =ممـــــــــــــــدَّدٌ هامـــــــــلٌ حيفٌ يؤرقني
من سورة الفجر قد أطلقت موهبة =فطريـَّـــــــــــــة في معانيــــــــــها تقيدُني
جميلة ٌ وصفـُها عندي عُبَــــــــرِّدة =ماريَّـــــــــة ٌ كلمـــــــــــــا غادرتُ تلحقني
يا ليتني أصطفيها زوجة سكنت =كنجمةِ البـدر تـُسري الكونَ في بدني
أرى الأنامَ ولا ألقى لهم لغــــــــــــة =رطانـــــــة في الدم ِ العـــربيِّ تقلقني
وثرثراتٌ لها في الجوِّ أشرعــــــــة =تلوثــــــــــــتْ منْ يديـــها أوجهُ المدن ِ
حزني عليهم وحزني من تصرُّفـِــهم =ويلي عليهـم وويلــــــــي من دم ٍ عفن ِ
يرونَ في الشعر ِ شيئاً عابراً ولــــــهمْ =قصائــــــدُ الإفك شيءٌ رائعٌ فزني
لا يقرأون... لهم حكمٌ بلا تعـــــبٍ =منقَّـــلٌ من لســــــــــــان ٍ حاقدٍ تَبن ِ
يقيِّمون الذين استنزفوا جســــــداً =وأرهقـــوا النفسَ في الإبداع ِ والمحن ِ
ولا يرون بعين ِ الصدق تنصفهُـــم=بل ينــظـــــــرون بعين ِ الحقــدِ والفتن
فراغـُهم باتَ في الأعماق ِمشكلــة ً=تشوِّشُ الكـــونَ تقسيــــــــــماً وتشغلني
أبكي مــــــنَ الوجدِ أطياراً إذا عزفت =لحنَ المشاعـــــــــر غابتْ حالــة الزمن
كم في مآذن بصرى أنجمٌ هبطــــــتْ =بيــــنَ الأوابد كـــــــي تعفى منَ الوَثن ِ
قرأتُ في تدمـــــــر التاريــــــخ ِأوردة ً =بلـــــهفةٍ صوتــُــــــها البحريُّ يعبدني
وسالَ شوقي في ثغري مكاشفــــــــة ً =ووجهُ روحِـــــــــكَ يا أقصى يكاشفني
تكاثفتْ مفرداتُ البوح في كبــــــــدي =فلستُ أعلـــــــــمُ حرفي أينَ يأخذني
من سكرةِ الموتِ حتى سكرة لبسَــتْ =جلبابَ صفــــــــو وإشعاع يلاطفني
يا آية ً في كتابِ المــــوتِ موقعــُـها =توهَّـــــــــجي وابعثـــي لي من يكلمُني
جبريلُ عطرٌ وإسرافـــيلُ ذاكـــــرة ٌ =إلى الفراشــــــــــــاتِ عزرائيــــلُ يأخذني
سبائكٌ ذابَ منها في مخيلتــــــي =لجيـــــــــــنُ ثغر ومرجــــانٌ يخاطبنــــــــي
أساورٌ من ندى الآلام ِ مورقــــة =وخاتــــــــــمٌ مـــــــنْ دم ِ الإلهـــــام ِ يبدعني
وقرط ُ صمتٍ لجغرافيـــــةٍ خفيَــتْ =تــراهُ في حبــــــــــــــــر أذن ٍ جاورت أذني
وكوثرٌ من عقيق ِ اللون ِ مرجــُعه =روافـــدُ العاصــــــــــــــــفِ الفكــــريِّ ترفدني
وزعفرانٌ لهُ عقدٌ إذا لمعَــــــــــت =عيونـُــــــــــــــــهُ فــــــــي انعتاقاتـــــي يباركني
زبرجدٌ من حكايا كلما رُسمَــــــتْ =على السطــور أضـــــــــــــــــاءَتْ ساحـة الفتن
فهلْ برفةِ رمـــــــش ٍ أو بتمتــــــةٍ =منابــــرُ المذهــــــــــــــبِ الراقـي تلخصُـــــــني
أقولُ إنَّ رفيفَ المهـــدِ في جسدي =من سـدرةِ الكوكــــــــــــــبِ السريِّ يصنعني
كلُّ العباراتِ في شعــــــري مرتبــة =مـــــــــــــــــــنَ التأمُّـل ِ... لو كانت تضيعنــي
وللعناقيدِ في الأقلام داليــــــــة ٌ =مــــــــــــــن الترانيــم ِ نحــــو الغيـم ِ ترفعني
وفي الأضالع ِ إعصارٌ وصاعقة ٌ =أعصابُــــــــها فرغــتْ فوقَ اللمى شجنـــــي
فلتمطري يا شفاهي الأرضَ أروقة ً =سنابــــــــلٌ نرجـــسٌ وردٌ يدغدغنـــــــــــي
أذبتُ صلصالَ أفكاري فما احتـــملتْ=جــــرارُ حبـري طـــــــــــــــوفاناً يطوحني
أمرُّ قربَ ضريح الشعر أحسبــــهُ =في حالـــــــــــةِ الصمـتِ في سري يؤنبني
وكلمــــا تثقلُ الآلامُ خاطرتـــــــي =يضاعــــــــفُ الشعـــــــــرُ في إبداعِـه أرنـي
أداعبُ الحرفَ في صدري مداعبة ً=كأنني أسكــــــــــبُ الشــريانَ في الغـُـــــسن ِ
لو لم تكُ الروحُ هامَتْ في تولهـِها =معشـــــوقة َ القلـــــــــــــبِ لم أبلغْ إلى اللـَّسن
عيونـُها من زجاج النجم ِ ناطقــــة ٌ =وجسمُها شـفَّ عن نـهر ٍ وعــن ردن
وصوتها المُزنُ يسقي القلبَ مرتعشاً =وقلبُــــــــها في عبــابِ الملتقى فـَــدَني
وكلُّ ما في يديها جوهرٌ فدعـــــــــوا =قلبـــــــــــي يخـــــالفُ فيها قصَّــة الثمن ِ
كتبتُ والقلبٌ مشغوفٌ وممتلـــــىء=فكيــفَ أنطــــــــــــــــــــقُ حقــــاً ما تملكني
الطفلُ ما عادَ طفلا ً في براءتِـــــه=والشيــــــــــــــخ ُ قد باتَ كالصبيـان يصدمني
والأمهاتُ تراهم دونَ عاطفــــــــةٍ =ومعظـــمُ الناس قد باتـــــــــــــــوا بـــلا وطن ِ
المالُ معبود من يحيونَ مبدأهــُــــم =ومنتهاهـــُـــــــــــــــم بلا شــــكٍّ إلى الكـــــــفن
في كلِّ يوم يمرُّ الموتُ جانبـــــــهم=ولا يحســّــــــــــــــــونُ بالآثـــــــــــام ِ والضَّبن
تلبد القلبُ والإحساسُ في دمِهــــم =وأصبحــــــــــــــوا من أهالي الموقفِ الخشـــــن
فليس يرضون بالمقسوم إن نظروا =للآخــــــرين نســــــــــــوا بحـــــــــراً من الغـَدن
فهل تراهم إذا الإعصارُ باغتهــُــــم =على الشدائـــــدِ في الأهــــوال ِ كالـُعتـُـن
أعطاهم اللهُ خيراً لا حدودَ لـــــــه=عند اللئـــــــــام ِ وأهل الكفــر ِ لم يَبن ِ
من يشكر الله يُعط الخيرَ في دعــة=ويشفِــــه الــلهُ من سقـــم ٍ ومن ضَمَن ِ
فلنفهم ِ الفقرَ في كليـــَّة جمعـــــتْ =مــــن يملكِ العقــــلَ عن كلِّ الصفـاتِ غني
كأنني في الورى من ضيق حالتهم =في قســــــــــوةِ الحال ِ قد مالـوا إلى الوسن
الماءُ قد كانَ ثراً دافقاً يققـــــــــاً =والآن نحيــا على مقطوعــــــةِ الرَّنــــــــــن
فبعد أنْ كانَ عشبُ الأرض ملمسَهم =أمســــــــــوا يسيرون في الموماةِ والوجَن
فهل تغيَّـــــر حالُ الكون ِ أتعبهُـــــــم=أم أصبحــــــــــوا من أهالي الخوفِ والعُجُن ِ
أبكي لأني غريبٌ رغم ما ملكـــتْ =مشاعــري من حــــــــــروفِ الهادىءِ الضمن ِ
على الذين طوتهم كلُّ ذاكــــــــرة=فأصبحـوا في هشيــــم ِالذكــر كالغرَن ِ
وليسَ لي غير إبداعـــــي يمكننــي=منَ التواصـــــــــل ِ في التحليــق ِ والعنن
سريرتي من ضفافِ العشق ِ ماردُها=ومنْ تنـــفــُّس ريحـــان ٍ يضمخنــــــــــــي
أرى الجمالَ فيطغى في مخيلتــــي=كهالــةِ الصمــتِ في الأعلى تعلقني
معلقاتُ شرايينــي إذا نطقـَــــــــت =تخلـَّـــــــــــــدتْ تمتمـاتُ الوجدِ في بدني
فما التولـُّــــه في مجرى تنفسِــه=ســـوى الهـــــــــــروبِ إلى حضن ٍ يخبئني
ملءٌ لحالة إفراغ لداخلنـــــــا =وإنْ تحقـَّـــقَ.... شــــــيءٌ ما يفاجئني
هو الغرامُ خيالٌ رائعٌ عطــــــرٌ=مشاعـــرٌ كيفما راحَـــــــــت توجهني
وإنْ صحوتُ رأيتُ الأمر مختلفاً=ما كنــتُ أرجــــــوهُ ليسَ الآن في الجنن
لكنهُ حالة الدنيا وحاملهــــــــــا =فكــــلُّ ما فيـهِ في الأعمــــــــاق ِ يعجبني
بحكمةٍ من إلهِ العرش ِ قد هبطـَـت=حــروفـُه في أحـاسيســــــــــــي لترحــمني
تباينٌ فيه إتمــــامٌ وسلسلـــــــــــــة =فالليــلُ والفجــــــــرُ عنوانـان للسكن ِ
والكهرباءُ لها قطبان دونهمــــــا =أو دونَ إحداهمــــــا لا ضــوءَ نـــوَّرنـــي
وحالة الضدِّ في الأكوان جوهرها =منْ دون شـــــــــــــــرٍّ فإنَّ الخيــر لم يَـبن ِ
قرأتُ كلَّ عصور الشِّعر فارتعشت=كـــلُّ الدمـــــــــاءِ وقد باتت تحـــــــــاورني
وبتُّ أسأل نفسي كيفَ قد خفتتْ =أضـــــــــــــواؤه في حــديثِ الناس والـوطن
كأنـَّه عندَ بعض ِ الناس ِترهـــــة ً=فمعظـــــــــــــــمُ الناس تخشـى صاحبَ اللـَّسن
قد باتَ ظلا ًثقيلا في هواجسِهم =فمــــــــــــــــــــنْ تراه.... ينادي: سـوف ينقذني
أبذرةُ الشعر ِ في الأعماق ِ فاسدة ٌ=أم أنَّ سقيــــــــــــــــــــــــاها ما عــــادتْ لتشربني
أم أنها أسكنتْ في غير تــربتِهـــــا=فحجــَّــة ُ النـــــــــــــــــــــاس : ما عادتْ تواكبني
أم أنهم حاربوها حيثُ تضعفـُهــــــم =ولـــــــم تكنْ حيلتي تكفــي ولا أرني
والأمرُ في كنهـِه التقصيرُ في نِعـــــم ٍ=أعطانـي الـله إيَّــــــــــــاها فعاقبنـــــــي
أنا المقصِّر ما لي حجة سطعــَـت=وإنـَّــــــما اللهُ في فكــــــــــــــري يخاطبنـي
قد جاءَنا الطيرُ في الدنيا يعلمنا =طريقـــــة الدفـــن ِ للموتى مع السنن ِ
هابيلُ قد مات قتلا من أخ ٍ بدأتْ=شريعـــة القتل فلنرجــعْ إلى الشجن
قربانه كانَ توضيحاً وحكمتـُـــه =أنَّ النوايا نجيــــــــعُ النجـــــــــم ينقذني
منهُ اصطفى اللهُ عبداً في أرومتـِه=أصلُ التوحــُّـــدِ والإشـــراق ِ والمنن ِ
وآدم يا أديمَ الشمس ِ قد هبطــَـــتْ=رفقاً بحـــــــــواءَ ألقتهـــــــا إلى المدن ِ
قابيلُ في القتل ِ هابيلٌ يعاكسُــــه=وفي التضــــــــــــــادِ صــراعٌ دائمُ الزمــن
الروم والفرسُ والأعرابُ منبتهم=مـنْ تربــــــــةِ الأرض ِ مـأواهُم إلى الكفن ِ
تصارعَ العجمُ والأعرابُ ما بقيــتْ=إلا الــــــــسماءُ وما فيهـــــــــــــا تغازلني
فلا يظنــــنَّ إنســــانٌ تخلــــــــــــدُه =إلا المـــــروءة ُ والإبـــــــــــداعُ في الزمن
فيا فراشاتِ صوتي أين حنجـــرة ٌ=توقــَّــفَ الصَّـــــــــــــــوتُ فيها حاملا خنني
ويا حروفي أضيئي الماءَ إنَّ لـــــــهُ=عقــــــــداً لجيــــــــــــدِ فؤادي سوف يقتلني
معاولُ الحرفِ في أرض ِ الصدى نزفت=كـــــــلَّ الشراييـــــــــــــــــن حتى أنبتتْ فنني
أنا المقيمُ على الأوجاع شاربـــُـها=خمــــــــــرُ الأصابـــــــــع أقمـارٌ تسـامــــرني
فهل لحالة ســــــــــــؤم ٍ أغرقتْ كبــــدي=إذا تحلــــــيتُ بالإيمــــــــــان ِ تهلكنـي
بينَ السماءِ وبين الأرض ِ نظرتنا=كلاهُـــــما في عبـــاراتِ الصدى وطنـي
كنيسة ُ الشمع ِ في دمعي إذا بصمَـــتْ=تبسَّـــــــــــمَ الوجدُ في أيقونـــةِ الشجـــن
مهمهماً في حواس ِ الحبر معتجـــراً =بوحَ الهواجــــــــــــس ِ مصباحـــاً يسايرني
تلك البخورُ مناخاتٌ تنهدُهـــــــــــــا =إنْ وافـــقَ الــــــــــروحَ قـــدْ ينداحُ في بدني
أرثي إليكِ عباراتٍ إذا نطقــــــــــــتْ=إرثَ الطغـــــاةِ فلا شــيء يغيِّـــــرني
هذي جهنم بل هذي جهنمُهُــــــم =فليدخلـــوا النــارَ نارُ الكفـــر تفزعني
في الشعر مرساة ُ أحزاني وخاتمُها=وفي السماواتِ في كنه ِالمدى سكنـي
إني أسيرُ أحاسيس ٍ لكوثرهــــــــا =عيــنٌ تحـاورُ قلبَ الهائـم الضــمِن ِ
يا ليتني في لمى الآفاق لو رننـــاً=مأملكُ حراسـاً على الفــدَن ِ
إنـِّـــي وليس بيأس ٍ ما أدونـُـــــــهُ=أعيشُ في الكــــــون بيـنَ الحُـزن والأرن ِ
وأحرفي أصبحت عطشى بها وجعٌ=تـراها عن كـلِّ ما في الكــــــــــون تسألنـي
فهل أجيبُ وهل أبقى بدون ِ فــــــم ٍ=وكــــــــيفَ كلُّ أحاسيســـــــــــــــي تطاوعني
من خشيةِ الناس باتَ الحبرُ في شيم ٍ =لو تستطيـــــــــــــــــــعُ فقد كانت تراوغني
في سالفِ العطر بل في إرثِه جســدٌ=في بـــــــــــــرزخيــَّــــــــــــة أوتاري يقلبني
طوبى تحاورُ رضواناً فهلْ عجبــــــــــاً=إذا رأيـــــــــــتَ عباراتــي تصافحنـُـــي ؟
وكيفَ أعلمُ والأعماقُ مترعــــــــــــــة ٌ =بأنَّ شيئــــاً حضاريــَّـــــاً يخادعنـــــــــــــي
أمرُّ في حالـــــةِ التحليق منطلقــــــــاً =إلى طيــــــــــوفِ خيـــــــــــــــالاتٍ تعاشرني
فأشعرُ اليمَّ مملوكاً لأوردتــــــي =حتــــى ولو كــــــــــانَ يستوحـــى من الرَّنن ِ
وتلكَ حالة ترميــــــم ٍ لما عصفت =بكائنــــــــــــاتِ عجـــــــــــــاج ٍ كان َ يصفعني
أبلغْ ملوكَ ثراكم أنَّ من ملكـــــــت=بلقيسَ صمتـي لم تهجَــــــــــعْ ولم تـَــخن ِ
وأنَّ ما في رواءِ العين تغطية ٌ =لباطـــــن ِ الأمـــــــــــــــــر فلنرجعْ إلى الزَّكن
وكلنا طالما في الأرض ِ مسكننا=منـَّــــــــــــــا ستنزفُ دومــــــــاً حالة الضَّبن
فما لصاحبِ كبر عنجهيتــُــــــه =تذلـُّــــــــــــــــــهُ بعدَ أحيـــان ٍ مِـــنَ الزمن ِ
فاملأ ثوانيك إبداعاً وتضحيـــة =إنَّ التواضـــــــــــــــــــعَ رأسُ العلم ِ والغـَّـدَن
توهَّم الناسُ دنياهُــــــــم مسطحــــة ً=وأهلكوا ناطقــــــــــــــاً بالحــقِّ والطـَّفن
وأهلكوا بعدها الحلاجَ وارتفعَـتْ=نـــوارسُ المــــــوتِ فوقَ العالم العفن ِ
وكلُّ من قالَ رأياً لا يناسبهــُـــم =لا بــدَّ يســـــــــــكنُ بعد النطق ِ في الجنن
فهلْ سيصمتُ صوتُ الحقِّ مرتعداً=وهلْ سأجـــــــــــــــــــــعلُ هذا الأمرَ يرهبني
وهلْ تلمِّعُ أعماقي معادنهـــــــــــا =والنبــضُ ينطقُ فردوسي ومختزني
نظرتُ من شرفتــــــــــي فيئاً أســـــاورهُ=مرميــَّــــــــــــــــــــة في أكفٍّ لا تناسبني
جلبابُها باتَ كاليقطيــــــــن إن نطقــــتْ=ذنـــــــــــــوبُ فكري في همس يظللنـــــــي
ظلُّ الجلابيبِ في الأعمـــــاق منْ لغـةٍ =فيها عباءاتُ إحســــــــــــــــــــــاس يلامسني
ولستُ أغفلُ إدريساً إذا نـُسجـــتْ =قصيــــــــــــــدة ُ العمر ِأو داوود في مدنـــــي
قميصُ يعقوبَ مشكاتي وملهمتي =ووجــــــهُ يوســـــــــفَ وجــــــــــــهٌ لا يفارقني
هنا سأكتبُ أو أرمــــي مخيلتـــــي =وقــــــــــربَ مريــــــــــــم يستلقي صدى بدني
وما القصيدة ُإلا من روافدهـــِــم =ومــــــــن أوابــــــــــــــــدِ أوغاريتــــِها مدني
ومن عناقيد بُصـــــراها خمائلنا =طيـــرُ الأبابيل ِ نحو الشمس ِِ يرفعني
إني أنادي وفي الأعشى لنا لغــة ٌ=وفي نــــــــزار وشوقـي يلتقـــــي وطني
ولستُ أنسى لدرويش ملاحمَــه =ولا لجبــــــــران مجـــــــــــــــداً دائمَ الزمن
فكيفَ ننسى ولا نرقى لجوهرهِــــــــم =وفي يــدينا أساطيـــــــــــــــرٌ من الغدن ِ
تمدد المـــــــوجُ واستلقتْ جواهـــرُه=في معجــــــم ٍ ملحمي ٍّهائلَ اللســـــــــن ِ
فما فعلنا سوى تمزيق ِ معجمنــــــا =وبعـــــدِنا عن دم ِ التاريــــــــــــخ والطبن
فلنخرج الآن من حوتٍ تلقفنا =لنرتقــــــي فوقَ مـــــــــــوج الذلِّ والمحن ِ
ولنلبس الفعلَ أثواباً مطـــــرزة ً=بحكمـــــــــــةِ العقل ِ ننهي حالة الفتن ِ
أهرامُ تاريخِك الفكريِّ غايتنـــا =وليسَ أهــــــــــرامَ صخر ٍ ليس ينفعني
كلاهما حاجة ٌ للفعل آخرُهـــــا =بدايـــــــــــــة ٌ للضيـــاءِ العذبِ في المحن ِ
تلاقيا في مصبٍّ واحد أتيـــــا =من جانبيـــــــــــــن وهذي وحــــــــدة البدن
هذا الفراتُ تلاقى بعد مفترق ٍ=بدجلــــة كي يكـونا نبضــــة الفطن
وغاية الأمر جغرافية رُسمت =لينهـــــجَ العقــلُ جغرافيــَّــــــة المنن ِ
المالُ والنفط ُ والألماسُ مركبـــــة ٌ =فيها الصــــراعُ مصيــــــــــريٌّ بلا سُفن ِ
تشعبَتْ في صراع ِ الكون ِ أسئلة ٌ =تمحـــــورَتْ جـــــــــــلـُّها في عالم ِ الظــُّعن ِ
ولم تزلْ قصة القربان ناضجـــــــة ً=ونارُ نمرودَ في فكــــــــــري تلاحقني
فلا الذبيحان غابا عن مخيلتي =وكلُّ فكــــــــــر من الماضي يعلمني
مررتُ أشربُ في فينيقَ قهوتَها =وكــــلُّ ما في أحاسيســي يذكرني
فأين نحنُ من الماضي وصورتِه =وأينَ زريــــابُ وابـــــنُ الرشدِ في زمني
أقولها: إنَّما الطاقــــــاتُ بارعة =وإنــَّـما حـــــالة الإفراغ ِ تهلكــــــــــــــني
مواضعُ الفعل لا فعل لموضعِهــا=فهـــالة ُ النبـــــــــض ِ تـُمـحى في يدِ البدن
وإنْ تعالى لنا صوتٌ فخلدنــــــا =فإنـَّــــــــــــه فعــــلُ فــــــردٍ ذابَ في المحن ِ
هذا أدونيسُ والبدويُّ ذاكــــرة ٌ=حديثـــــــــــــــــــة ُ العهـــدِ ذاقتْ علقــم المحن ِ
لما أرادوا بناءَ المجدِ حاربَهم =كــلُّ الذين تهـاووا في الفـــــم ِ العفن ِ
فكيفَ نرفضُ ما قالوا فننبذهــــــــم=وكيــــــــــفَ ننكرُ فعلَ الخير والفطن ِ
وكيفَ نقبلُ ما قالوه من أخـــــُر =حروفـُهم غـُمسـتْ بالقتل ِ والوَســــن
لمَ استعرنا من الأغراب غربتهم ؟=فبتنــــــــــا في أرضِنا نحيــــا بلا وطن
لم استعرنا فقاعاتٍ ملونــــــــــة ً =فبتنا نلهـــثُ نحــو الخبــــــــــــــز واللبن ِ
وما ذكرنا قضايانا وما خطــــرتْ =في البـــــال ِ أفعالُ منْ يسعـون للفتـن
شارونُ قد ماتَ لكنْ صارَ ظاهرة=يسعــــــــى إليها عتاة ُ العالـــم ِ العفن
كهتلر صارَ في التاريخ ظاهـــرة ً =عجيبــــــــــة ذكـــرُها ما غابَ في زمني
وبوشُ والطاقمُ الملعونُ قدْ فعلوا =كلَّ الإســـــــــــــاءةِ باسم الخيـر ِ والغدن
ونحنُ ننظرُ للدنيـا مراقبـــــــــة =وكلـَّــما جـــــــــــــــــاءَ أمرٌ ما يحيــــــرني
كالببغاءِ إذا التلفازُ أخبرنــــــــا =شيئــــــــــــــاً نكــــــررهُ طبقاً بلا ضبـــــــن
إني أنادي بما نادى المدى كبدي=مذكراً عــــلَّ منْ نــــــــاديتُ يسمعُــــــــــني
وكلُّ همي تاريخٌ تجــــــــــــــدُدهُ =قصائــــــــــــــــدُ المجدِ في أسطورة الزمن
أبكي وبغدادُ تـُطوى في محارقِــهم =ويصطفــــــون لهـــــــا الإغراقَ في الفتن ِ
ويرسمون لها الإرهــابَ خارطــة ً =ذرائع لـــــــــــــم تعدْ تطلـــــى على فطن ِ
وللترابِ صلاة ٌ لا تفسرُهــــــــــا =إلا ترائــــــــــبُ قلبٍ هامَ في الشــــــجن ِ
هذي فلسطين والجولانُ أسئلــة ٌ=مــع التـــــــــــــرابِ تساقــَت أنهرَ الوطن
فهلْ إذا كان طينُ الكون في كبدي=أطــــــــوي ثــــــــــــــراهُ وألقيهِ إلى الكفن
إني أقولُ وأوتاري ملامســـــــــة ٌ=شغــافَ روحي كمْ في الـــــروح ِ من مدن ِ
أرضي وتاريخ ُ أهدابي وقافيتـي =ملائــــكُ النبـــــــض ِ ما كــــــــانت لتعتقني
فهلْ بدون ِ فؤادٍ طـــــافَ معتنقاً =لواعـــــــــــــجَ الكون ِ في فكري ومختزني
أبدي وجوداً لحالاتٍ معتقـــــــةٍ=وفي الخوابـــــــــي لـبابُ الهمس في البدن
أكونُ أو كنتُ أو علقتُ أوردتي=إما أكــونُ وإما الجســـــــــــــــمُ لم يكــــــــن ِ
معلقاتُ شراييني وخمرتـُهـــــا =قصائــــــدُ العز ِّ فاقــــــــــــــرأ واكتشفْ لبني
أسهب وأطربْ ولا تخنق مخيلــــة =عبيــــــــــــــرُها اشتــــــاقَ للتجوال في الزمن
فكلُّ ما في هدير الكون من خطــبٍ =على يديــــــــــــــهِ شراعٌ ليس للسفن
أبكي إليكِ قوافــي غير ثابتـــــــــةٍ=فكيــــــــــفَ يوزنُ دهـــــرٌ غير متزن ِ
هذي قوافي زمان ٍ أهلـُــه خرجوا =عن الحـــــدودِ فعاشـــــوا حالة الوهن
فهلْ تلاشوا أم ازدادت حناجـــــرُهم =عيــَّـــاً وحقـــــــداً ونهجاً غيرَ مؤتمن
أبكي فأطوي عباراتي وأطلقـــــُها =فهل ستكفـــــــي محيطاتُ المدى شجني
خواطرٌ لستُ أحصي ما تملكها=وحالـــة كلما أخفيـــــــــــــــتُ تنطقني
مررتُ قربَ تواريخ تذكــــــرني =أني عصــــــــــــيٌّ على الأعداء والفتن
وإنني إنْ أشأ في الكون ِ منزلـة ً=عليَّـــــــــــــــــــة ً لـمْ ألنْ يوماً ولم أهن ِ
فمنْ تملكَ تاريخاً فوظفــــَـــــهُ=فيمــــــــا يوافــــــــــــــــقُ يحيا هائلَ الغدن ِ
إني كتبتُ وأفكاري موزعـــة ٌ=بيـــــــــــــنَ المدائــن ِ في سرٍّ وفي عَلـَن ِ
فإنْ تأرجحَ وزنٌ في مخيلتــــــــي=فإنَّ عـــــــــــــــذري أني تهـــــتُ في محني
الشاعر الاديب
ســامر محمود الخطيب
http://kll2.com/upfiles/2T329667.gif (http://kll2.com/)