د. سمر مطير البستنجي
04-21-2012, 05:33 AM
http://www.alwatanyh.com/galleryimages/4/9/4/2/1/039b9c2cccbv6.jpg
وللخريف فيّ كآبة وفناء...
أيها الكائن المغموس في عمق الذبول..!!
رغم إدراكنا بأنّ صيرورتك من ترتيبٍ الهيٍّ دقيق..وانّ كينونتكَ تستنهض شهوة الأرض للتسلّط والتعرّي والبعثرة ...إلاّ أن النفوس يشقيها منك الاقتراب ، ويستفزّها منك القتل العمد، فالأرواح على عشق السكينة والنقاء والدلال قد فُطرت منذ بدء الخليقة وحتى الأبد..
فلا تُلام أن كانت لها عليك حُجّة وأقامت عليك الحدّ...
فمذ رانَ على قلوبها منك غبار الوهن ,,وطاف على الكون منك طائف من سمومٍ وحميم... وأجَدّتَ النّحت على جيد الأرض وشماً وتشويها..وعلى أجساد الفرح تعرية وتمويها..
غدا كل شيء كهشيم تذروه الرياح.. محطّم متهالك كأنما قد قامت قيامته فأصبح كالصريم.. أوكأنّما قدُ رُدّت الكائنات لأرذل العمر فخُتم على سمعها وأبصارها فلم تعد تسمع غير صفير الريح يؤذّن بالفناء ويقيم على أهل الأرض الحِداد.... وما عادت ترَ غير القتامة والسّواد ، وما عرفت غير التذمّر والسُّهاد..تذوب كمدا في هزيع ذبولها الأخير..
فما بين مولدها والفناء قبائل من ضياع..وما بين فنائها والبعث قبائل من تلاشي..وما بين انسكابات الظلام في أحداقها وهشاشة الدفء في أضلاعها عمىً وتكسّر ..فأنّى لها براقٍ يشفيها من كآبةٍ تعاينها ،ووسواس يخاتلها ،وحزن يبعثرها.
فكفّ بربّك عن ممارسة طقوس القتل العَمد..
وقُدّ قميص الحِداد من حيث لا يعلمون..وواري سوءة التعرّي والظنون،،فشحيحٌ وابل النور ..أرعنٌ هذا الذبول...موءودةٌ عذارى الصِبا..مدثّرة بالبؤس بُنيّات الألق..
فترفّق بربّك أيها المخلوق المتصوّف في جُب الكآبة والأرق.. الطاعن في الشيخوخة حدّ التجعّد والقلق..!
فأطراف الحُسن في حضرة اللارحمة منك مبتورة مبتوره.. وطرائق النور في لون القَتامة منك مسدودة مسدوده....
سافِر وجه الفَقد في تفاصيلك حدّ المشئمة..
موغل صوت الفناء في ليلك حدّ اللامرحمة..متشابهة في مداكَ الأشياء حدّ اللاوضوح لا يُدرك يُسراها من ذات الميمنة.
أيها الموغل في الجفاف حدّ الاختناق..!
تعاتبك الأرواح وقد بلغ منها الجفاف مبلغه..تتوق لودق يُبللها. لغيث مُغيث يُجمّلها.. تتلهف لسُقيا رحمة تغشاها..تتبتّل لخالقها في عمق ليلك المزكوم بالغبار أن يرسل السماء عليها مدرارا وينفخ في الأرواح المرهقة أتون البقاء.. فما عادت تحتمل انحسار الشهقات في الصدور الخاوية حيث الكون نثر اختناق.
بربك أيها الموشوم بالقسوة حدّ القتل..!
انفث في وجه الفناء ثلاثا ليولّي مذموما مدحورا. .وجُد بما تيسر من رحمةٍ .. فنحيلات أقدام الوجود حدّ اللاثبات..وواهنات أجساد الشجر حدّ اللاحياة...شاخصات عيون الفجر توحي بالممات...قتيلات فسائل النور واهيات..مبعثرات مواقع النجوم متناثرات...سقيمات غِيد الزنابق نائحات... وعبوس قمطرير وجه الكون يوحي بالشتات.
أيها الموغل باليأس حدّ اليأس..!
ارهقتنا كآبتك صعودا..تعترك في مداكَ التناقضات..يتلهّى بنا النَّفي في جُبّ عتمتك..ويتكاثر فينا القلق في عقيم ليلتك.... تصهل في مدى كآبتك الأوجاع..و الأنفاس عليلة الشهيق..مقطوعة الأوتار..مخنوقة من رَهق غبارك المبثوث سمّا حدّ الاختناق...تتوق شوقا للهناء للنقاء للبقاء..فتلوذ لتسابيح اليقين وتتعلّق بخيوط النور الواهيات كخيوط العنكبوت لترتقِ مطمئنة حيث علّيينَ من السماء..فأرضك مقابر...وظلّك حميم ..وضُحاك مُربَك سقيم وعصرك موشوم بآيات الوجوم ، وغروبك قد تلحّف بمِئزر مجعّد صَريم..وصُبحك مُكفهرّ لا بارد ولا كريم..
فَرِقّ بربّك وتبتّل وترفّق ...!
فلعلّ الله يُحدث من السماء أمرا..
فينشقّ النور في العيون المرمودة شقّا...وينبثق الفجر من بعد الظلمة فلقا..ويولّى اليأس شطر التلاشي شَطرا..
أبعد هذا الحديث تصرّ أيها العابث في أصول البهجة على الفناء، وأحفاد الذبول من لدُنكَ يُصرّون؟!
فتالله لقد تاقت الأرواح للنقاء للجمال ،للبهجة للمجون،للفجر المدلّل للبياض للسكون..
فارحل رجوتك ودع التبعثر والجنون..
فإنّي أخشى أن تطال النفوس السليمة كآبتك والظنون..
أخشى أن تطالها منك الوساوس والكآبة والظنون.
وللخريف فيّ كآبة وفناء...
أيها الكائن المغموس في عمق الذبول..!!
رغم إدراكنا بأنّ صيرورتك من ترتيبٍ الهيٍّ دقيق..وانّ كينونتكَ تستنهض شهوة الأرض للتسلّط والتعرّي والبعثرة ...إلاّ أن النفوس يشقيها منك الاقتراب ، ويستفزّها منك القتل العمد، فالأرواح على عشق السكينة والنقاء والدلال قد فُطرت منذ بدء الخليقة وحتى الأبد..
فلا تُلام أن كانت لها عليك حُجّة وأقامت عليك الحدّ...
فمذ رانَ على قلوبها منك غبار الوهن ,,وطاف على الكون منك طائف من سمومٍ وحميم... وأجَدّتَ النّحت على جيد الأرض وشماً وتشويها..وعلى أجساد الفرح تعرية وتمويها..
غدا كل شيء كهشيم تذروه الرياح.. محطّم متهالك كأنما قد قامت قيامته فأصبح كالصريم.. أوكأنّما قدُ رُدّت الكائنات لأرذل العمر فخُتم على سمعها وأبصارها فلم تعد تسمع غير صفير الريح يؤذّن بالفناء ويقيم على أهل الأرض الحِداد.... وما عادت ترَ غير القتامة والسّواد ، وما عرفت غير التذمّر والسُّهاد..تذوب كمدا في هزيع ذبولها الأخير..
فما بين مولدها والفناء قبائل من ضياع..وما بين فنائها والبعث قبائل من تلاشي..وما بين انسكابات الظلام في أحداقها وهشاشة الدفء في أضلاعها عمىً وتكسّر ..فأنّى لها براقٍ يشفيها من كآبةٍ تعاينها ،ووسواس يخاتلها ،وحزن يبعثرها.
فكفّ بربّك عن ممارسة طقوس القتل العَمد..
وقُدّ قميص الحِداد من حيث لا يعلمون..وواري سوءة التعرّي والظنون،،فشحيحٌ وابل النور ..أرعنٌ هذا الذبول...موءودةٌ عذارى الصِبا..مدثّرة بالبؤس بُنيّات الألق..
فترفّق بربّك أيها المخلوق المتصوّف في جُب الكآبة والأرق.. الطاعن في الشيخوخة حدّ التجعّد والقلق..!
فأطراف الحُسن في حضرة اللارحمة منك مبتورة مبتوره.. وطرائق النور في لون القَتامة منك مسدودة مسدوده....
سافِر وجه الفَقد في تفاصيلك حدّ المشئمة..
موغل صوت الفناء في ليلك حدّ اللامرحمة..متشابهة في مداكَ الأشياء حدّ اللاوضوح لا يُدرك يُسراها من ذات الميمنة.
أيها الموغل في الجفاف حدّ الاختناق..!
تعاتبك الأرواح وقد بلغ منها الجفاف مبلغه..تتوق لودق يُبللها. لغيث مُغيث يُجمّلها.. تتلهف لسُقيا رحمة تغشاها..تتبتّل لخالقها في عمق ليلك المزكوم بالغبار أن يرسل السماء عليها مدرارا وينفخ في الأرواح المرهقة أتون البقاء.. فما عادت تحتمل انحسار الشهقات في الصدور الخاوية حيث الكون نثر اختناق.
بربك أيها الموشوم بالقسوة حدّ القتل..!
انفث في وجه الفناء ثلاثا ليولّي مذموما مدحورا. .وجُد بما تيسر من رحمةٍ .. فنحيلات أقدام الوجود حدّ اللاثبات..وواهنات أجساد الشجر حدّ اللاحياة...شاخصات عيون الفجر توحي بالممات...قتيلات فسائل النور واهيات..مبعثرات مواقع النجوم متناثرات...سقيمات غِيد الزنابق نائحات... وعبوس قمطرير وجه الكون يوحي بالشتات.
أيها الموغل باليأس حدّ اليأس..!
ارهقتنا كآبتك صعودا..تعترك في مداكَ التناقضات..يتلهّى بنا النَّفي في جُبّ عتمتك..ويتكاثر فينا القلق في عقيم ليلتك.... تصهل في مدى كآبتك الأوجاع..و الأنفاس عليلة الشهيق..مقطوعة الأوتار..مخنوقة من رَهق غبارك المبثوث سمّا حدّ الاختناق...تتوق شوقا للهناء للنقاء للبقاء..فتلوذ لتسابيح اليقين وتتعلّق بخيوط النور الواهيات كخيوط العنكبوت لترتقِ مطمئنة حيث علّيينَ من السماء..فأرضك مقابر...وظلّك حميم ..وضُحاك مُربَك سقيم وعصرك موشوم بآيات الوجوم ، وغروبك قد تلحّف بمِئزر مجعّد صَريم..وصُبحك مُكفهرّ لا بارد ولا كريم..
فَرِقّ بربّك وتبتّل وترفّق ...!
فلعلّ الله يُحدث من السماء أمرا..
فينشقّ النور في العيون المرمودة شقّا...وينبثق الفجر من بعد الظلمة فلقا..ويولّى اليأس شطر التلاشي شَطرا..
أبعد هذا الحديث تصرّ أيها العابث في أصول البهجة على الفناء، وأحفاد الذبول من لدُنكَ يُصرّون؟!
فتالله لقد تاقت الأرواح للنقاء للجمال ،للبهجة للمجون،للفجر المدلّل للبياض للسكون..
فارحل رجوتك ودع التبعثر والجنون..
فإنّي أخشى أن تطال النفوس السليمة كآبتك والظنون..
أخشى أن تطالها منك الوساوس والكآبة والظنون.