المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الأغاني والموسيقى ... ~


قلب الحياة
04-25-2012, 05:43 PM
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه المصطفى وآله المستكملين الشرفا، ثم أما بعد:
يعيش أهل الإسلام في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة، يجدون من خلالها حلاوة الإيمان، وراحة اليقين والاطمئنان، وأنس الطاعة، ولذة العبادة، وتقف تعاليم هذا الدين حصنًا منيعًا ضد نوازع الانحراف وأهواء المنحرفين، تصون الإنسان عن نزواته، وتحميه من شهواته، وتقضي على همومه وأحزانه، فما أغنى من والى دين الله وإن كان فقيرًا، وما أفقر من عاداه وإن كان غنيًا.
وإن مما يحزن المسلمَ الغيورَ على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره، ويبحثون عن البهجة فيما عداه، يضعون السموم مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في الشهوات والأهواء. ومن ذلك عكوف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء، حتى صار ذلك سلواهم وديدنهم، متعللين بعلل واهية وأقوال زائفة، تبيح الغناء وليس لها مستند صحيح، يقوم على ترويجها قوم فُتنوا باتباع الشهوات واستماع المغنيات.
وكما نرى بعضهم يروج للموسيقى بأنها ترقق القلوب والشعور، وتنمي العاطفة، وهذا ليس صحيحاً، فهي مثيرة للشهوات والأهواء، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم.
عباد الله من كان في شك من تحريم الأغاني والمعازف، فليزل الشك باليقين من قول رب العالمين، ورسوله صلى الله عليه وسلم الأمين، في تحريمها وبيان أضرارها، فالنصوص كثيرة من الكتاب والسنة تدل على تحريم الأغاني والوعيد لمن استحل ذلك أو أصر عليه، والمؤمن يكفيه دليل واحد من كتاب الله أو صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف إذا تكاثرت وتعاضدت الأدلة على ذلك. ولقد قال سبحانه و تعالى في كتابه العزيز: " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً"
ونظراً لخطورة الأغاني، وأنها سبب من أسباب فتنة الناس وإفسادهم وخاصة الشباب منهم، أحببت أن أجمع لكم هذا البحث المختصر والذي يحتوي على موقف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأئمة أهل العلم من الغناء والموسيقى. وهذه المادة هي محاولة أردت بها خدمة دين الله عز وجل، ومنفعة المسلمين، سائلاً الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وهو حسبنا و نعم الوكيل. أدلة التحريم من القرآن الكريم:
قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير). قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم). وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان). ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقاً على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
و قال الله عز وجل: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" (الفرقان: 72).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: "والذين لا يشهدون الزور" قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: "و إذا مروا باللغو مروا كراما" قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء".
أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير. وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).

"وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
أقوال أئمة أهل العلم:
قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)، ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي. فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فوراً. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقاً على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سُئِل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".

أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سُئِل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تُقبَل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).

قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولداً وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفاً، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفاً، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظوراً ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).

قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علماً وعملاً، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:
حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان
و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.
الاستثناء:
ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).
الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:
قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
ابن حزم و إباحة الغناء
من المعروف والمشهور أن ابن حزم رحمه الله يبيح الغناء، كما هو مذكور في كتابه المحلى. لكن الذي نريد أن ننبه عليه أن الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق وهذا من الخطأ الكبير. فمثل هذا الغناء لا يقول به مسلم، فضلاً عن عالم؛ مثل الإمام الكبير ابن حزم. فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية.
ونحن نعلم حال الغناء اليوم وما يحدث فيه من المحرمات القطعية، كالتبرج والاختلاط الماجن والدعوة السافرة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور، تقف فيه المغنية عارية أو شبه عارية أمام العيون الوقحة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والرومانسية. ويتمايل الجميع رجالاً ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه.
ولذلك نقول: إن على من يشيع في الناس أن ابن حزم يبيح الغناء، أن يعرف إلى أين يؤدي كلامه هذا إذا أطلقه بدون ضوابط وقيود، فليتق الله وليعرف إلى أين ينتهي كلامه؟! وليتنبه إلى واقعه الذي يحيا فيه.

ثم أعلم كون ابن حزم أو غيره يبيح أمراً جاء النص الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه لا ينفعك عند الله، قال سليمان التيمي رحمه الله: لو أخذت برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله. وقد قال الله جل وعلا: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" (الحشر:7)، وقال أيضاً: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ٌ " (النور:63). ولله در القائل:
العلم قال الله قال رسوله إن صح والإجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلافجهالة بين الرسول وبين رأي فقيه

أما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى فهو كالأتى:
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة. فقالوا مجيبين: نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا" (رواه البخاري 3/1043). وفي المجالس أيضا؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم، وينكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه" (مصنف ابن أبي شيبة 8/711). فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية، والنشيد في اللغة العربية: رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق (القاموس المحيط). وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر وضعها لنا أهل العلم وهي: عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله، أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف. وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني.
وللاستزادة يمكن مراجعة: كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم، وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
وختاماً،قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان: "اعلم أن للغناء خواصَّ لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء.
فمن خواصه: أنه يُلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبداً لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغيّ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيِّج النفوس إلى شهوات الغيّ فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصْل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبانٍ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان..إلخ".
فيا أيها المسلمون: نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامر الشيطان، وأحلوها رياض الجنان، حلق القرآن، وحلق مدارسة سنة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تنالوا ثمرتها، إرشادًا من غي، وبصيرة من عُمي، وحثًا على تقى، وبُعدًا عن هوى، وحَياةَ القلب، ودواء وشفاء، ونجاة وبرهانًا، وكونوا ممن قال الله فيهم: "وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ".
وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..
كتبه حامداً و مصلياً
ابن رجب السلفي


ونقلته أسأل الله أن ينفع به ، لأن هناك من لا يعرف الحكم وهناك من عرف الحكم

و أصبح يحلله ويأتي باشياء ضعيفه ، فمن ابتلي بسماع الأغاني فليسأل الله أن يهديه

ولايحلل شيء حرمه الله ،، أسأل الله أن يوفقني واياكم لما يحبه ويرضاه ،،

حنان
04-25-2012, 08:10 PM
http://www.4shbab.net/vb/imgcache/43224.png

العنودالشمريه
04-25-2012, 10:38 PM
جزاك الله جنته
كوني بخير

محمدخير المهيدات
04-26-2012, 08:47 AM
بارك الله بك وجزاك خير الجزاء

عبق المشاعر
04-26-2012, 12:01 PM
حب القران وحب ألحان الغنا
في قلب عبد ليس يجتمعان

جزيتي خير الجزاء واثابك الله
الجنه
دمتي بخير لاينتهي


































تحيتي
عبق المشاعر

قلب الحياة
04-26-2012, 02:03 PM
http://www.4shbab.net/vb/imgcache/43224.png


و إياكِ ^^ ،، الله يسعدكِ ويحفظكِ وينفعكِ ما قرأتي ~

وفقني الله و إياااكِ ، وجعل ملتقانا في جنان الخلد ...~

قلب الحياة
04-26-2012, 02:05 PM
جزاك الله جنته
كوني بخير

اللهم آميييين و إيااااكِ ، الله ينفعكِ بما قرأتي /

ويوفقكِ لكل ما يحبه الله ويرضاه ،،
ويجعل مستقرنا في جنان الخلد ,,
الله يسعدكِ ويحفظك ~

قلب الحياة
04-26-2012, 02:08 PM
بارك الله بك وجزاك خير الجزاء


وبك يا أخي ، أسـأل الله أن ينفعك بهذا الموضوع وينفع بك //

ويسعدك ويحفظك ، ويجعل الجنة دارك ومستقرك بعد عمر طويل ~

تقديري واحترامي ...~

قلب الحياة
04-26-2012, 02:13 PM
حب القران وحب ألحان الغنا
في قلب عبد ليس يجتمعان

جزيتي خير الجزاء واثابك الله
الجنه
دمتي بخير لاينتهي


































تحيتي
عبق المشاعر


اللهم آميييييين , وإيااااااااكِ ::

أسأل الله أن ينفعكِ ما قرأتي وينفع بكِ ، ويوفقكِ لكل ما يحبه ويرضاه //

ويسعدكِ ويحفظكِ ’ ويوفقكِ لحفظ كتابه , ويجعل الجنة لقيانا ومستقرنا ذاك النعيم الخالد ..~

ودي واحترااامي ..~

ذكرى الغالي
04-26-2012, 02:13 PM
طرح قيم واكثر
سلمت يداك ياكل الغلا

أشرف أمين
04-26-2012, 02:32 PM
اللهم ثبتنا على دينك الحنيف
ولا تدعنا لإنفسنا طرفة عين
وأبعدنا عن الإغاني بقوتك
إذا عزت قوتنا ووهنت إرادتنا
الأخت الفضلة / قلب الحياة
ثبتك المولي على طاعته
ياسميني

الشاعر ماجد بن رتيق
04-26-2012, 05:36 PM
طرح قيم و راقي
جعله الله في ميزان حسناتك
ولكن لدي تعقيب وأتمنى صحته لكي لا يلتبس الأمر علينا ك مسلمين و موحدين لله
فقد سئل الشيخ الدكتور / محمد عبدالغفار الشريف وهو من آل البيت
هل الموسيقى حرام، وهل كل مستمع للأغاني آثم؟
فأجاب:
بداية علينا أن نقسم السؤال إلى شقين، أولهما خاص بالغناء والثاني خاص بالموسيقى وآلات العزف،
فأما بالنسبة للغناء فإن جمهور العلماء يرون أن الغناء كالكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، وقد عبر عن ذلك الإمام الشافعي،
فإذا كان الغناء به كلمات لا تحتوي على تغزل أو هجاء لشخص معين ولا تخدش الحياء، فهو كالشعر يجوز ترديده، وإن كان تضييعاً للوقت فهو مكروه،
وأن شغله ذلك عن الواجبات صار حراماً، ولكن الأصل في الشعر والغناء الإباحة،
وقد ألقى الشعر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كبار الصحابة مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير وعبدالله بن رواحه وغيرهم،
ولم ينكر على أحد منهم ذلك، وهذا دليل على إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم للشعر،
والغناء عبارة عن شعر قد مطط فيه ولحن، هذا شريطة أن يكون خالياً من آلات العزف.
أيضاً كان العرب يحدون، والحداء كان نوعاً من الغناء وينشدون،
وقد استقبل الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بنشيد "طلع البدر علينا" وهذا النوع من الغناء جائز عند جمهور العلماء،
وإن كان بعضهم قد ذهب إلى تحريمه أو كراهته، غير أن النقل عنهم لم يكن مستوفي، وعليه فقد يكون تحريمهم أو كراهتهم له مرتبط بحالات محددة،
كأن يشغل الإنسان وقته في الغناء أو يضيع ما هو أهم من أمور الدين.
فالغناء غير المصحوب بالآلات الموسيقية مباح عند المذاهب الأربعة ما لم يكن فيه فحش أو شئ يحرمه،
أما الغناء الذي نراه الآن وهو المصحوب بالرقص والمجون والمغازلة فهذا محرم ولا يختلف عليه العلماء،
كما أن هناك نوعاً من الغناء أنكره معظم العلماء وهو الغناء بنية التعبد وهو ما تفعله بعض الطرق الصوفية،
فقد أنكر جمهور العلماء هذا الغناء، لأن التعبد لا يكون بالغناء ولكن يكون بأداء الواجبات وترك المحرمات وبالأذكار المشروعة.
أما إذا كان الغناء فيه تشجيع على الجهاد أو العمل أو الحج فهذا جائز عند جمهور العلماء، أما أن يكون عبادة يتقرب بها إلى الله فهذا غير جائز،
وهذا ما أنكره بعض العلماء فوقع الخلط عند طلبة العلم فظنوا أن العلماء ينكرون الغناء على إطلاقه.
أما بالنسبة للآلات الموسيقية فقد انقسم حولها العلماء إلى ثلاثة مذاهب، فجمهور العلماء يحرمون اغلب هذه الآلات ما عدا الدف في الأعراس والأعياد، والطبول،
فيما أباح بعض المالكية الناي واستدلوا بحديث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه عندما مر في الصحراء فمسع ناي الراعي فوضع أصبعيه في أذنيه وقال لبعض أصحابه "أتسمع.. أتسمع" إلى أن انقطع الصوت، فلو كان محرماً لأنكر عليه ولماذا أذن لأصحابه أن يسمعوا، إنما فعل ذلك تنزهاً، وهو صلى الله عليه وسلم يختص بأحكام لا يختص بها عامة الناس.
أما الفريق الثالث ومنهم ابن حزم وابن القيسراني، وكثير من علماء الأندلس خصوصاً أجاز الآلات الموسيقى على الإطلاق،
واستدلوا بقوله تعالى "قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق" وقالوا أن من زينة الله عز وجل الموسيقى وآلات الطرب،
كما استدلوا بقوله تعالى "يزيد في الخلق ما يشاء"، وقالوا أن معنى الآية حسن الصوت، كما استدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم باستعمال الدف مع الغناء في الأعياد والأعراس،
وقالوا إن الأصل إذن في هذه الآلات الإباحة، كما استدلوا بفعل بعض الصحابة كعبد الله بن جعفر، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة- رضي الله عنهم-
وقالوا إن الأصل في هذه الأشياء الإباحة لأن الله عز وجل أباح للإنسان الاستماع إلى النغم الجميل من الطائر، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الله جميل يحب الجمال"
وخلصوا إلى أن القواعد العامة لا تحرم، أما إذا كانت هذه الأدوات وسيلة للفسق والفحش، فهذا محرم بإجماع العلماء.
وبين هؤلاء وهؤلاء فريق وسط ينظرون إلى المقاصد لا إلى الوسائل، خاصة إذا لم تكن هناك نصوص صريحة لتحريم الوسائل،
من هؤلاء الأمام الغزالي والشيخ عبدالغني النابلسي، وكثير من العلماء، حيث قالوا: فلننظر إلى الآيات والأحاديث التي قيل أنها تحرم،
ومنها تفسير ابن مسعود لقوله تعالى "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله"، بأن المقصود هو الغناء، وخلصوا إلى أن التحريم هنا ليس لذاته،
وإنما لأمر آخر وهو أنه كان وسيلة للصد عن سبيل الله، فإذا اتخذت الآلات الموسيقية وسيلة للصد عن سبيل الله، تكون محرمة لقوله تعالى "ليضل عن سبيل الله"،
كما قالوا عن قوله تعالى "أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون"، إن ذلك ينطبق على وقت قراءة القرآن،
وقالوا ايضاً أن هناك أدلة تؤكد إن هذه الآلات ليست محرمة لذاتها ومنها إباحة الدف في الأعراس والاعياد والحروب، وبالتالي فإن هذه الآلات ليست محرمة لذاتها،
لأن المحرم لذاته لا يباح في حال ويحرم في حال آخر، كما إن فطرة الإنسان أنه يحب الجمال ويحب الصوت الجميل.
ولذلك فقد استمع الرسول صلى الله عليه وسلم لقراءة القرآن من ابن مسعود لأن صوته جميل،
كما استمع إلى القرآن من أبي موسى الأشعري وقال له "أوتيت مزماراً من مزامير آل داود"،
وهذا الحديث يدل على إن المزمار ليس محرماً وإلا ما شبه به الرسول صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى الأشعري.
وهؤلاء يقولون إذا استعملت هذه الآلات في المحرمات أو في الصد عن سبيل الله أو الإلهاء عن الواجبات فهي محرمة أو مكروهة حسب درجة المنكر،
وإذا صارت هذه الآلات شعاراً لأهل الفسق والفجور لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جمعها مع الخمر والزنا صارت شعاراً لأهل الفسق والفجور
فتكون أيضا محرمة في قوله صلى الله عليه وسلم "سيكون في أمتي أقوام يستبيحون الحر- الفرج- والحرير والمعازف"،
أما لو صارت وسيلة لحث الناس على الجهاد أو العمل أو الخير أو للعلاج أو الترفيه دون استثارة للشهوات فلا حرمة فيها.
ولكن لم يقل لنا الدكتور محمد عبدالغفار الشريف أي الآراء المذكورة يرجح؟
الحقيقة أنني أميل إلى ترجيح الرأي الأخير، وهو أن الموسيقى عندما تكون لعلاج مرض أو لحث المسلمين على الجهاد، أو للترفيه البرئ فلا مانع منها،
خاصة إن الموسيقى اليوم دخلت في كل وسائل الإعلام وأجهزة الكمبيوتر، وعلينا بالتالي ان ننظر إلى مقاصد الشريعة،
وكما قال الشيخ الغزالي- رحمه الله- ليس من المعقول أني رد في كراهة التعالي في البنيان المصنوع من الطين والماء ستة أحاديث في الصحيحين،
بينما لم يرد في تحريم الغناء والموسيقى إلا حديثان يحتمل تأويلهما على القواعد والأحاديث الأخرى.
وأقول أن الموسيقى والغناء إذا لم يكن فيهما كلام بذيء يخدش الحياء،
ولم يكونا وسيلة للصد عن سبيل الله وعن إقامة الصلاة، ولم يكونا من شعار الفساق فأرى أنه لا بأس في ذلك،
وإن كان من الأولى أن لا يكثر الإنسان من ذلك لأن الإكثار منه ينبت النفاق في القلب كما قال ابن مسعود- رضي الله عنه.

http://www.dralsherif.net/NewsPaper.aspx?SectionID=3&RefID=11
هذا و وفق الله الجميع لما يحب و يرضى

قلب الحياة
04-26-2012, 09:57 PM
ماجد الرتيق هل قرأت الموضوع كاملاً !!!!!!

والموسيقى سابقاً هي الدف والأصواااات الناعمه ! أقرأ هذه الجزئيه :::

ابن حزم و إباحة الغناء
من المعروف والمشهور أن ابن حزم رحمه الله يبيح الغناء، كما هو مذكور في كتابه المحلى. لكن الذي نريد أن ننبه عليه أن الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق وهذا من الخطأ الكبير. فمثل هذا الغناء لا يقول به مسلم، فضلاً عن عالم؛ مثل الإمام الكبير ابن حزم. فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية.
ونحن نعلم حال الغناء اليوم وما يحدث فيه من المحرمات القطعية، كالتبرج والاختلاط الماجن والدعوة السافرة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور، تقف فيه المغنية عارية أو شبه عارية أمام العيون الوقحة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والرومانسية. ويتمايل الجميع رجالاً ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه.
ولذلك نقول: إن على من يشيع في الناس أن ابن حزم يبيح الغناء، أن يعرف إلى أين يؤدي كلامه هذا إذا أطلقه بدون ضوابط وقيود، فليتق الله وليعرف إلى أين ينتهي كلامه؟! وليتنبه إلى واقعه الذي يحيا فيه.

ثم أعلم كون ابن حزم أو غيره يبيح أمراً جاء النص الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه لا ينفعك عند الله، قال سليمان التيمي رحمه الله: لو أخذت برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله. وقد قال الله جل وعلا: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" (الحشر:7)، وقال أيضاً: "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم ٌ " (النور:63). ولله در القائل:
العلم قال الله قال رسوله إن صح والإجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلافجهالة بين الرسول وبين رأي فقيه

أما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى فهو كالأتى:
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة. فقالوا مجيبين: نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا" (رواه البخاري 3/1043). وفي المجالس أيضا؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم، وينكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه" (مصنف ابن أبي شيبة 8/711). فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية، والنشيد في اللغة العربية: رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق (القاموس المحيط). وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر وضعها لنا أهل العلم وهي: عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله، أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف. وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني.
وللاستزادة يمكن مراجعة: كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم، وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
وختاماً،قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان: "اعلم أن للغناء خواصَّ لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء.
فمن خواصه: أنه يُلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبداً لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغيّ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيِّج النفوس إلى شهوات الغيّ فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصْل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبانٍ، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان..إلخ".
فيا أيها المسلمون: نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامر الشيطان، وأحلوها رياض الجنان، حلق القرآن، وحلق مدارسة سنة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تنالوا ثمرتها، إرشادًا من غي، وبصيرة من عُمي، وحثًا على تقى، وبُعدًا عن هوى، وحَياةَ القلب، ودواء وشفاء، ونجاة وبرهانًا، وكونوا ممن قال الله فيهم: "وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ".

قلب الحياة
04-27-2012, 08:15 AM
طرح قيم واكثر
سلمت يداك ياكل الغلا

أسأل الله أن ينفعكِ ما قرأتي ، وينفع بكِ ::

ويجزيكِ الجنه // حفظكِ الباري و أسعدكِ ~

قلب الحياة
04-27-2012, 10:28 AM
اللهم ثبتنا على دينك الحنيف
ولا تدعنا لإنفسنا طرفة عين
وأبعدنا عن الإغاني بقوتك
إذا عزت قوتنا ووهنت إرادتنا
الأخت الفضلة / قلب الحياة
ثبتك المولي على طاعته
ياسميني



اللهم آمييييين ، الله يثبتك ويجزيك خير الجزاااء //

ويجعل مستقرك جنان الخلد ::

عبق ياسميني ، محمولاً بتقديري واحتراامي //

حفظك الباري ووفقك لكل خير ~

علي الهيثمي
04-27-2012, 10:38 AM
جزاك الله كل خير

وجعل كل ذلك في موازيين حسناتك

قلب الحياة
04-27-2012, 07:43 PM
جزااك الله الجنه على مرورك يا ماجد الرتيق ـ و أسأل الله أن يوفقنا وإياااك لما يحبه الله ويرضاه

، وأن ينفعك وينفع بك ويدلنا واياااك على الصوااااااب //

تقديري و احترامي // ~

قلب الحياة
04-27-2012, 07:45 PM
جزاك الله كل خير

وجعل كل ذلك في موازيين حسناتك


اللهم آميييين و إيااااك //

جزاك الله جنان الخلد ، ونفعك ما قرات ،،

تقديري واحتراااامي

عاشقة الشعر
04-28-2012, 02:39 PM
اللهم يا مقلب القلوب
ثبت قلوووووبنا على دينك
اللهم اشرح صدورنا لطاعتك وعبادتك
اللهم أعنا على طاعتك وابعدنا عن معصيتك
اللهم اجعل ما نسمعه ويتردد على آذاننا تلاوة القران
اللهم أبعدنا عن سماع الأغااااااااااااااااااااااني وكل ما يغضبك

قلب الحياة ثبتك الله على دينه
وابعدك عن كل ما يغضبه ويوجب عقابه
وجزيت جنة الفردوووووووووووووووووس

قلب الحياة
04-28-2012, 08:11 PM
اللهم يا مقلب القلوب
ثبت قلوووووبنا على دينك
اللهم اشرح صدورنا لطاعتك وعبادتك
اللهم أعنا على طاعتك وابعدنا عن معصيتك
اللهم اجعل ما نسمعه ويتردد على آذاننا تلاوة القران
اللهم أبعدنا عن سماع الأغااااااااااااااااااااااني وكل ما يغضبك

قلب الحياة ثبتك الله على دينه
وابعدك عن كل ما يغضبه ويوجب عقابه
وجزيت جنة الفردوووووووووووووووووس

اللهم آميييين //

الله لا يحرمكِ الأجر الجزل على كلامكِ الطيب ::

ويجزييييييكِ جناااااان الخلد النعيم الدائم بعد عمر طوييييل //

ودي وتقديري ..~

ايمااان حمد
04-28-2012, 08:26 PM
الغاليه / قلب الحياة
جزاك الله الف خير واثااابك

قلب الحياة
04-29-2012, 11:04 PM
الغاليه / قلب الحياة
جزاك الله الف خير واثااابك

العزيزه // إيمان حمد

جزاااااااااااك الله جنان الخلد ’

ونفعكِ بالموضوع , ووفقكِ لكل الخير ::

ودي وتقديري ~