د. سمر مطير البستنجي
05-07-2012, 04:59 AM
http://im18.gulfup.com/2012-02-17/1329445166551.jpg
إنها قصّة حبّي...!!
ضاقَ صَدري بما حَمل...!
فمددّتُ بصري عبر نافذتي المُطلّة على آفاق السّماء...أستَجدي شيئاً من نسيم تلك الليّلة النيسانيّة الرّائعة..وأستفيضُ من نورها القمريّ الفاتن....كلّ شيء داخل تلك الأسوار الإسمنتية يَقتلني..يَمتصّ أنفاسي..فقرّرت أن أتركها وأرحل ..أفترش الأرض وأتلحّف السماء..وأشكو لها همومي،لا للكائنات والبَشر....
وفعلاً !خرجت لا أدري الى أين ولا إلى أين المَفرّ؟!فمشاكلي في ذاك العشّ الزوجي ,أكبرُ من أن أحتملها، وأكبر!
سِرتُ بِضع خطوات أحاول أن أتحسس الجمال من حولي..أحاول استعادة رَعشة الصِبا في داخلي..وعَبثاً حاولتْ..! فما زال ذاك الضيق يُرافقني ويفرض نفسه عليّ محاولا قتلي..فمن المحتمل أن تلك الأسوار الخانِقة من صنع داخلي..ولا عَتبَ عليكِ أيّتها الأسوار الإسمنتيّة..
حّلقت نجمه فوق هامتي..وأرسل شعاع القمر بعض سلاسله الماسيّة لتحملني إليه..ودَغدغ النسيم وجنتيّ..ولكن!
"قد يُجيب لو أسمعت حيّا ولكن لا حياة لمَن تُنادي".
لا تُتعبي نفسكِ طبيعتي الجميلة..أرسلي أنوارك وجمالك لغيري..فأنا لست أمِلكُ أمري..ولم أعُد تلكَ المفتونة بالجمال ،تتحسّسه حيث كانَ وتَتبعه وتنظم حِياله ّأروع الكلمات..فلقد فقدّت أنوثتي حين قرّرت المشاعر مُغادرتي.. وغادرت روح الصِبا جسدي.... بعد أن تزوجت وأيقنت بالتجربة إن الزواج يقتل الأمل..
سرتُ بلا اتجاه..أترنّح بين خيالاتي وواقعي وكلّ أشيائي المُتناثرة... وبينما انا كذلك وقَع بَصري على ورقه صغيره مُلقاة بين أقدام الحجارة تنام على قارعة الطريق..تُقاوم الرّيح _ربّما لتبقى رسالة إلى كلّ من يَعنيه الأمر_اشتعل حَدسي ليُخبرني أنها لربما حملت لي بين سطورها أمراً هاماً .. أو أنني لرّبما وجدتُ أُنسيَ بين كلماتها..قلّبتها..تفحّصتها ؛ ثم فتحتها..وكأني صاحبها المُرسلة إليه..
أدهشني عنوانها الناطق بمعانٍ ذات وجهان حب وعتاب؛ ثم ألم وعجز:-
"إنها قصّة حبّي..قصّة حبّي التي ماتت في مَهدها قبل أن تكتمل"
جُلت بنظراتي سريعاً بين أطراف كلماتها المُبعثرة .. وأيقنتُ فعلاً أنها ليست ورقه ككل الأوراق..ولا كلمات ككل الكلمات..إنها قلب جريح يَنزف ألقاهُ القدَر على قارعة الطريق..إنها لغة من لغات العَناء التي يُسطرّها الزمن على صفحات حياة الكثيرينَ الكثيرين..
بدأتُ أقرأ كلماتها الثقيلة المَريرة,ألتي تجرح الوجدان قبل أن تَعبر ممرّ النطق لتتحول إلى كلمات...وواصلتُ القراءة:-
( (إليكَ... !
يا من كنت يوما رفيق الروح ومُلهمها..يا من تَمنيتَ تراب قدميّ وها أنت اليوم تدوس عليّ كالتراب...يا من نثرتَ بذور الحبّ باكراً على صفحات قلبي الصغير الفارغ .. فنمت وكبرت وغدت سنابلا تموج بالحب والعطاء....وإذ بريحك القاسية تهزّها أركانها.. تخلخل جذورها المتجذّرة في أعماق أعماقي ، فيبست فتحطّمت.. وَغدت لا وزن لها...وانتثرتْ وبعيدا بعيدا تطايرتْ..
إليك ...!
يا من أهديت يوماً لحياتي شمساً جديدة..تُشرق لي وحدي..تُغذي أنوثتي..وتُبهر دنيايَ بأحلى الصور..وها أنت اليوم تحرقني بها قبل أن تُطفئها..
يا من كنت رفيق احلامي:
أهديك عميق شُكري ؛كما أهديت اليكَ أنّاتي:
فشكراً،شكراً على لذّة الحب التي أذقتَني إياها صغيره ،وقبل أن أفهم معنى الحب...شكراً على كل لحظة فرح حَلمتُ بها بِقربك قبل أن أفهم ما يَعني الحُلُم...شكراً على كل أُمنية رأيتكَ فارس تَحقيقها قبل أن أُدرك معنى الأمنيات..
أهديك حريتك..فإذهب إلى حيث شئت..فلن أرمي ورائك حتى ظِلّي لأني بِكُلّيتي قد تَبخرتْ..حتى الظلّ منّي قد تَبخّر...إذهب وابحث عن الحبّ في أعماق أخرى..فلربما وجدتَ من يُفسر لك كُنه ذاتِكَ ويَفهمها..لأنك حتى أنت لا تعرف من تكون ولا ماذا تريد؟؟!
ولكن قبل أن تذهب!
أعِد لي كل الأُمنيات الجميلة التي قتلتَها في أعماقي قبل أن تنضُج ...
أعِد لي زَهو الشباب وأيامي العِشرينية المُفعَمة بعشق الحياة قبل أن تُغادر..
أعِد لي كل ذرّة حبّ وخَفقة قلب ..ولحظة صدق ..أهدتها لك عينايَ قبل أن تطفئهما مرارة البكاء...
أعِد لي كبريائيَ الذي لطالما تنازلتُ عنه لأجلك ومن أجلك.. ولم تقابله الاّ بأكثر عبارات اللغة ثِقلاً وإحباطاً -لا يَهُمّ فليس للمرأة كبرياء أمام زوجها-
أعِد واعد وأعد لي..ماذا وماذا ستُعيد..ومن أين لك..فليس لديك رصيد عاطفيّ.. ففاقد الشيء لا يُعطيه.
يا من كنت رفيق الأمنيات والدّرب الطويل!!...
إذهب الى حيث شئت!!
ولكن قبل أن تذهب وتتركني كُتلة مُحطّمة لا حياة فيها،إليك وصيّتي :-
مُدّ يَداك إلى أعماقي وانتَزع سنابل الحبّ التي زرعتها فيّ ،فلقد نَما شوكها وكبُر ..واخترقَ شِغاف القلب حتى أضحى نازفاً مُتألما..انتزعها..واذهب ببذورها الوَليدة لتزرعها في قلب أُخرى..انتزعها..ولكن بكل رفق..فأنت لا تدري بأنّه ؛وتحت كل بذرة منها يختبئ جزء من روحي..فلا تَنزع الروح معها...الروح التي لم تشعُر بها يوما..ولم ترى ظِلالها حتى عيناك.
ساعدني كي أنسى كل دقيقة ألم ..وكل صرخة مَخاض مزّقت جسدي وأسالت دمي ليكون لك وليدا يمدّك بأفراح الحياة ويخلّد اسمك.
ولا تنسى ما كان يوماً بيننا ان أحببتْ ذكرايَ أو يوماً باب خيالِكَ طَرقتْ....أو فلتَترحَم عليّ إن كنتُ قد فارقتْ)).
وانتهت الكلمات..أو لرّبما مات ما تبقى منها....
لِمَن هي يا ترى ..من كتبها؟ولمَن كُتبت؟ومن ينتظرها..ولماذا هذا المكان... ؟و و..أسئلة كثيرة ولكن لا إجابه!
انتظرتُ طويلاً فلربّما وجدتُ صاحبها...ولكن لا أحد..فكل شيء جامد مُكفهِرّ..
أغلقتُها ..وتركتها حيث وجدتها....بعد أن أذاقتني مرارة الأسى.. ولم أستَطِع أن أنطِقَ بكلمة واحده لأنّ الدمعة قد تولّت مهمة التعبير عن اشتعال الوجد واحتراق الذات..
سِرتُ مشرّدة الخواطر..أسأل نفسي في ذهول:هل يُمكن أن أكون من كتبها في وقت النسيان وعالم اللاوعي؟؟فهي تماما كقصتي..
إنها فعلاً كقصتي...
وكيف لا تكون كقصتي؟!
وبطلُها رجلُ هذا الزمان.......!!
وأنا أنثى من هذا الزمان...!!
إنها قصّة حبّي...!!
ضاقَ صَدري بما حَمل...!
فمددّتُ بصري عبر نافذتي المُطلّة على آفاق السّماء...أستَجدي شيئاً من نسيم تلك الليّلة النيسانيّة الرّائعة..وأستفيضُ من نورها القمريّ الفاتن....كلّ شيء داخل تلك الأسوار الإسمنتية يَقتلني..يَمتصّ أنفاسي..فقرّرت أن أتركها وأرحل ..أفترش الأرض وأتلحّف السماء..وأشكو لها همومي،لا للكائنات والبَشر....
وفعلاً !خرجت لا أدري الى أين ولا إلى أين المَفرّ؟!فمشاكلي في ذاك العشّ الزوجي ,أكبرُ من أن أحتملها، وأكبر!
سِرتُ بِضع خطوات أحاول أن أتحسس الجمال من حولي..أحاول استعادة رَعشة الصِبا في داخلي..وعَبثاً حاولتْ..! فما زال ذاك الضيق يُرافقني ويفرض نفسه عليّ محاولا قتلي..فمن المحتمل أن تلك الأسوار الخانِقة من صنع داخلي..ولا عَتبَ عليكِ أيّتها الأسوار الإسمنتيّة..
حّلقت نجمه فوق هامتي..وأرسل شعاع القمر بعض سلاسله الماسيّة لتحملني إليه..ودَغدغ النسيم وجنتيّ..ولكن!
"قد يُجيب لو أسمعت حيّا ولكن لا حياة لمَن تُنادي".
لا تُتعبي نفسكِ طبيعتي الجميلة..أرسلي أنوارك وجمالك لغيري..فأنا لست أمِلكُ أمري..ولم أعُد تلكَ المفتونة بالجمال ،تتحسّسه حيث كانَ وتَتبعه وتنظم حِياله ّأروع الكلمات..فلقد فقدّت أنوثتي حين قرّرت المشاعر مُغادرتي.. وغادرت روح الصِبا جسدي.... بعد أن تزوجت وأيقنت بالتجربة إن الزواج يقتل الأمل..
سرتُ بلا اتجاه..أترنّح بين خيالاتي وواقعي وكلّ أشيائي المُتناثرة... وبينما انا كذلك وقَع بَصري على ورقه صغيره مُلقاة بين أقدام الحجارة تنام على قارعة الطريق..تُقاوم الرّيح _ربّما لتبقى رسالة إلى كلّ من يَعنيه الأمر_اشتعل حَدسي ليُخبرني أنها لربما حملت لي بين سطورها أمراً هاماً .. أو أنني لرّبما وجدتُ أُنسيَ بين كلماتها..قلّبتها..تفحّصتها ؛ ثم فتحتها..وكأني صاحبها المُرسلة إليه..
أدهشني عنوانها الناطق بمعانٍ ذات وجهان حب وعتاب؛ ثم ألم وعجز:-
"إنها قصّة حبّي..قصّة حبّي التي ماتت في مَهدها قبل أن تكتمل"
جُلت بنظراتي سريعاً بين أطراف كلماتها المُبعثرة .. وأيقنتُ فعلاً أنها ليست ورقه ككل الأوراق..ولا كلمات ككل الكلمات..إنها قلب جريح يَنزف ألقاهُ القدَر على قارعة الطريق..إنها لغة من لغات العَناء التي يُسطرّها الزمن على صفحات حياة الكثيرينَ الكثيرين..
بدأتُ أقرأ كلماتها الثقيلة المَريرة,ألتي تجرح الوجدان قبل أن تَعبر ممرّ النطق لتتحول إلى كلمات...وواصلتُ القراءة:-
( (إليكَ... !
يا من كنت يوما رفيق الروح ومُلهمها..يا من تَمنيتَ تراب قدميّ وها أنت اليوم تدوس عليّ كالتراب...يا من نثرتَ بذور الحبّ باكراً على صفحات قلبي الصغير الفارغ .. فنمت وكبرت وغدت سنابلا تموج بالحب والعطاء....وإذ بريحك القاسية تهزّها أركانها.. تخلخل جذورها المتجذّرة في أعماق أعماقي ، فيبست فتحطّمت.. وَغدت لا وزن لها...وانتثرتْ وبعيدا بعيدا تطايرتْ..
إليك ...!
يا من أهديت يوماً لحياتي شمساً جديدة..تُشرق لي وحدي..تُغذي أنوثتي..وتُبهر دنيايَ بأحلى الصور..وها أنت اليوم تحرقني بها قبل أن تُطفئها..
يا من كنت رفيق احلامي:
أهديك عميق شُكري ؛كما أهديت اليكَ أنّاتي:
فشكراً،شكراً على لذّة الحب التي أذقتَني إياها صغيره ،وقبل أن أفهم معنى الحب...شكراً على كل لحظة فرح حَلمتُ بها بِقربك قبل أن أفهم ما يَعني الحُلُم...شكراً على كل أُمنية رأيتكَ فارس تَحقيقها قبل أن أُدرك معنى الأمنيات..
أهديك حريتك..فإذهب إلى حيث شئت..فلن أرمي ورائك حتى ظِلّي لأني بِكُلّيتي قد تَبخرتْ..حتى الظلّ منّي قد تَبخّر...إذهب وابحث عن الحبّ في أعماق أخرى..فلربما وجدتَ من يُفسر لك كُنه ذاتِكَ ويَفهمها..لأنك حتى أنت لا تعرف من تكون ولا ماذا تريد؟؟!
ولكن قبل أن تذهب!
أعِد لي كل الأُمنيات الجميلة التي قتلتَها في أعماقي قبل أن تنضُج ...
أعِد لي زَهو الشباب وأيامي العِشرينية المُفعَمة بعشق الحياة قبل أن تُغادر..
أعِد لي كل ذرّة حبّ وخَفقة قلب ..ولحظة صدق ..أهدتها لك عينايَ قبل أن تطفئهما مرارة البكاء...
أعِد لي كبريائيَ الذي لطالما تنازلتُ عنه لأجلك ومن أجلك.. ولم تقابله الاّ بأكثر عبارات اللغة ثِقلاً وإحباطاً -لا يَهُمّ فليس للمرأة كبرياء أمام زوجها-
أعِد واعد وأعد لي..ماذا وماذا ستُعيد..ومن أين لك..فليس لديك رصيد عاطفيّ.. ففاقد الشيء لا يُعطيه.
يا من كنت رفيق الأمنيات والدّرب الطويل!!...
إذهب الى حيث شئت!!
ولكن قبل أن تذهب وتتركني كُتلة مُحطّمة لا حياة فيها،إليك وصيّتي :-
مُدّ يَداك إلى أعماقي وانتَزع سنابل الحبّ التي زرعتها فيّ ،فلقد نَما شوكها وكبُر ..واخترقَ شِغاف القلب حتى أضحى نازفاً مُتألما..انتزعها..واذهب ببذورها الوَليدة لتزرعها في قلب أُخرى..انتزعها..ولكن بكل رفق..فأنت لا تدري بأنّه ؛وتحت كل بذرة منها يختبئ جزء من روحي..فلا تَنزع الروح معها...الروح التي لم تشعُر بها يوما..ولم ترى ظِلالها حتى عيناك.
ساعدني كي أنسى كل دقيقة ألم ..وكل صرخة مَخاض مزّقت جسدي وأسالت دمي ليكون لك وليدا يمدّك بأفراح الحياة ويخلّد اسمك.
ولا تنسى ما كان يوماً بيننا ان أحببتْ ذكرايَ أو يوماً باب خيالِكَ طَرقتْ....أو فلتَترحَم عليّ إن كنتُ قد فارقتْ)).
وانتهت الكلمات..أو لرّبما مات ما تبقى منها....
لِمَن هي يا ترى ..من كتبها؟ولمَن كُتبت؟ومن ينتظرها..ولماذا هذا المكان... ؟و و..أسئلة كثيرة ولكن لا إجابه!
انتظرتُ طويلاً فلربّما وجدتُ صاحبها...ولكن لا أحد..فكل شيء جامد مُكفهِرّ..
أغلقتُها ..وتركتها حيث وجدتها....بعد أن أذاقتني مرارة الأسى.. ولم أستَطِع أن أنطِقَ بكلمة واحده لأنّ الدمعة قد تولّت مهمة التعبير عن اشتعال الوجد واحتراق الذات..
سِرتُ مشرّدة الخواطر..أسأل نفسي في ذهول:هل يُمكن أن أكون من كتبها في وقت النسيان وعالم اللاوعي؟؟فهي تماما كقصتي..
إنها فعلاً كقصتي...
وكيف لا تكون كقصتي؟!
وبطلُها رجلُ هذا الزمان.......!!
وأنا أنثى من هذا الزمان...!!