الكاتب الشاعر
05-13-2012, 11:32 PM
نســــاء فى حياة
الرسول صلى الله عليه وسلم
المقدمة
أينما يممنا وجوهنا قبل المشرق أو المغرب نستطلع تاريخ البشرية إلا وجدنا للمرأة فيها باع ، فلم يكد يتم الله خلق آدم حتى أحس بالوحدة تنتاب جنبات نفسه فقد جاء خلقه وتكوينه فريداً لا هو من عالم الملائكة ولا ينتمى بالطبع إلى عالم الجن وكان قدر الله المقدور أن يخلق حواء منه ليأنس بها ويسكن إليها .
ثم كان الأمر من الله بالهبوط للزوجين ليبدأ معاً رحلة الحياة التى خلق الله الجنس البشرى من لدن آدم وإلى أن يرث الله الأرض عليها لعبادته فبه سبحانه ، والتزام أوامره بتعميرها ، وجاء أمر الله ابتداءً ( إنى جاعل فى الأرض خليفة) وانتهاءً بأمره جل وعلا (اهبطوا منها جميعا ً) لينفى الإسلام ذلك العار الذى جلل المرأة فى الديانات السابقة واتهامها بأنها أصل كل خطيئة ، وأنه لولاها لبقى الجنس البشرى مخلداً فى الجنة وهذا فهم لا يستقيم لا مع ظاهر الآيات فحسب وإنما لا يستقيم كذلك مع إرادة المولى سبحانه من الهدف والمهمة التى خلق من أجلها آدم عليه السلام .
ومثلما صاحبت المرأة تاريخ البشر بعد خلق آدم صاحبت المرأة تاريخ الأنبياء عليهم وعلى نبينا جميعاً الصلاة والسلام ، فحيثما قلبت صفحات الأسفار بحثاً عن تاريخ كل نبى ودعوته لن تعدم أن تجد اسماً أو أسماء هنا وهناك تتردد فى جنبات سيرته سواءً بالسلب أو بالإيجاب .
وبالتبعية كان فى سيرة المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لختام صفحة النبوات على الأرض للمرأة مكاناً ومكانة لنساء تتردد أسمائهن هنا وهناك أكثرهن الصالحات ، وأما من ورد ذكرهن بالسلب فهن قلة تأتى على رأسهن أم جميل (حمالة الحطب ) كما ورد نعتها فى القرآن الكريم .
غير أن قاربنا فى رحلتنا العاطرة فى سلسلة نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم لن يُسمح له بالوقوف إلا عند مرافىء النساء اللاتى أحطن الرسول بالود والرعاية وحسن العيش ؛ لنتزود منهن رجالاً ونساءً على السواء بمكارم الأخلاق وعظيم الصفات .
والحق يقال أن المرأة فى ديننا الحنيف قد نالت أسمى آيات التكريم ، وتبوأت قمة الهرم على مستوى حقوق الإنسان منذ أرسل الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل كتابه الكريم ،كحقها فى الزواج والطلاق والميراث التى كانت محرومة منه فى العصور السابقة ، كما أصبح لها دوربارز فى الحياة الاجتماعية والعسكرية ومشاركة الرجال فى عدد من الغزوات العسكرية ، وكذلك تصدرها لمجالس العلم فى مختلف ميادينه وأغراضه .ولهذا حظيت الحضارة الإسلامية على مر العصور بذكر نساء أسهمن فى بناء تلك الحضارة جنباً إلى جنب مع الرجل ، وما كان هذا ليتأتى لولا أن القواعد المؤسسة لحسن التعامل مع المرأة أثبتها وأسسها القرآن الكريم بالتوازى مع أقوال وأفعال صاحب الخلق العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وبنظرة سريعة على مكانة المرأة فى الحضارات والديانات السابقة لتنبئ عن ذلك أشد وأغنى البيان .
غير أن منهجنا لن يقترب من سرد الوقائع والتاريخ وحسب وإنما قد يمتد الأمر لذكر شبهات ألقيت حول سيرة كل سيدةٍ جليلة منهن ، مع ذكر الرد حول ما أثير من تلك الشبهات أو سوء الفهم أو الالتباس ، وذلك حتى تكتمل الفائدة المرجوة من ذلك التناول.
السيد إبراهيم أحمد
الرسول صلى الله عليه وسلم
المقدمة
أينما يممنا وجوهنا قبل المشرق أو المغرب نستطلع تاريخ البشرية إلا وجدنا للمرأة فيها باع ، فلم يكد يتم الله خلق آدم حتى أحس بالوحدة تنتاب جنبات نفسه فقد جاء خلقه وتكوينه فريداً لا هو من عالم الملائكة ولا ينتمى بالطبع إلى عالم الجن وكان قدر الله المقدور أن يخلق حواء منه ليأنس بها ويسكن إليها .
ثم كان الأمر من الله بالهبوط للزوجين ليبدأ معاً رحلة الحياة التى خلق الله الجنس البشرى من لدن آدم وإلى أن يرث الله الأرض عليها لعبادته فبه سبحانه ، والتزام أوامره بتعميرها ، وجاء أمر الله ابتداءً ( إنى جاعل فى الأرض خليفة) وانتهاءً بأمره جل وعلا (اهبطوا منها جميعا ً) لينفى الإسلام ذلك العار الذى جلل المرأة فى الديانات السابقة واتهامها بأنها أصل كل خطيئة ، وأنه لولاها لبقى الجنس البشرى مخلداً فى الجنة وهذا فهم لا يستقيم لا مع ظاهر الآيات فحسب وإنما لا يستقيم كذلك مع إرادة المولى سبحانه من الهدف والمهمة التى خلق من أجلها آدم عليه السلام .
ومثلما صاحبت المرأة تاريخ البشر بعد خلق آدم صاحبت المرأة تاريخ الأنبياء عليهم وعلى نبينا جميعاً الصلاة والسلام ، فحيثما قلبت صفحات الأسفار بحثاً عن تاريخ كل نبى ودعوته لن تعدم أن تجد اسماً أو أسماء هنا وهناك تتردد فى جنبات سيرته سواءً بالسلب أو بالإيجاب .
وبالتبعية كان فى سيرة المبعوث رحمةً للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لختام صفحة النبوات على الأرض للمرأة مكاناً ومكانة لنساء تتردد أسمائهن هنا وهناك أكثرهن الصالحات ، وأما من ورد ذكرهن بالسلب فهن قلة تأتى على رأسهن أم جميل (حمالة الحطب ) كما ورد نعتها فى القرآن الكريم .
غير أن قاربنا فى رحلتنا العاطرة فى سلسلة نساء حول الرسول صلى الله عليه وسلم لن يُسمح له بالوقوف إلا عند مرافىء النساء اللاتى أحطن الرسول بالود والرعاية وحسن العيش ؛ لنتزود منهن رجالاً ونساءً على السواء بمكارم الأخلاق وعظيم الصفات .
والحق يقال أن المرأة فى ديننا الحنيف قد نالت أسمى آيات التكريم ، وتبوأت قمة الهرم على مستوى حقوق الإنسان منذ أرسل الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل كتابه الكريم ،كحقها فى الزواج والطلاق والميراث التى كانت محرومة منه فى العصور السابقة ، كما أصبح لها دوربارز فى الحياة الاجتماعية والعسكرية ومشاركة الرجال فى عدد من الغزوات العسكرية ، وكذلك تصدرها لمجالس العلم فى مختلف ميادينه وأغراضه .ولهذا حظيت الحضارة الإسلامية على مر العصور بذكر نساء أسهمن فى بناء تلك الحضارة جنباً إلى جنب مع الرجل ، وما كان هذا ليتأتى لولا أن القواعد المؤسسة لحسن التعامل مع المرأة أثبتها وأسسها القرآن الكريم بالتوازى مع أقوال وأفعال صاحب الخلق العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وبنظرة سريعة على مكانة المرأة فى الحضارات والديانات السابقة لتنبئ عن ذلك أشد وأغنى البيان .
غير أن منهجنا لن يقترب من سرد الوقائع والتاريخ وحسب وإنما قد يمتد الأمر لذكر شبهات ألقيت حول سيرة كل سيدةٍ جليلة منهن ، مع ذكر الرد حول ما أثير من تلك الشبهات أو سوء الفهم أو الالتباس ، وذلك حتى تكتمل الفائدة المرجوة من ذلك التناول.
السيد إبراهيم أحمد