أحمد الشيخ
05-14-2012, 10:57 PM
لن ننسى
ما زالَتْ العيونْ تجري
تنظرُ صوبَ الوطنْ
فتضيقُ الأخاديدُ و التجاعيدُ
في الغربة
و لم ينكشفْ بعدُ الستارْ
ما بين اللّجوءِ و العودةِ
حواجزٌ و أسلاكْ
موانئ تنتظرُ الأفلاكْ
و تبقى الحدودُ و يطولُ الحصارْ
مفتاحُ بيتَنا خبأتْهُ جدّتي
في خبايا صدرِها قريباً من قلبِها
كانتْ تقصّ لنا حكايَةَ
شجرةِ التّوتِ في فناءِ الدّارْ
و هناكَ يبقى الزيتونُ
يتوقُ للحظةِ القطافْ
يقاتلُ البعدَ و الجَفافْ
و الجذعُ راسخٌ أمامَ آلةِ الدّمارْ
ما زلنا نروي سواقي الوطنْ
ندوّنُ سطورَ الوفاءْ
و نعلنُ للملأْ ...و لكلّ منْ صبأْ
أن المخيّمَ ضاقَ بالانتظارْ
يهتاجُ الحنينُ لا يستكينْ
و على الجدران ملصقاتْ
تتصافَحُ صورُ الشّهداءِ
تحدّقُ في عيونِ الرفاقِ
ترنو للانتصارْ
نشتاقُ للكرومِ للبياراتِ
و لطينِ قريتنا ولحلقاتِ الدّبكةِ
للشبابةِ تجتاحُ السّهرْ
و لعزفِ النّاي و المزمارْ
مازالَ اللّوزُ في بستانِنا عاقرٌ
لا يثمرُ منذ اغتيالِ البراعمُ
مذْ رحلَ غبارُ الطلعِ مع أيارْ
مذْ تمرّدتْ الأوراقُ على جيلٍ
من الأغصانِ المتدليّة
فلغَةُ الغناءِ لم يعدْ يتقنها
زهرُ الجلنارْ
لأنّ كلّ زهرةٍ تحتاجُ للغبارْ
تحتاجُ للمهرِ و المهرُ لقاح
كي ينمو التّاجُ و الخاتمُ و السّوارْ
و كلّ مرّة نسقطُ بالكلامِ
الوعودَ المزيّفةِ و التخريفِ
و لا نأبَهُ للهشيمِ المستعر بالنّارْ
نعلنُ وفاةَ جولةٍ أخرى
و نفادَ صبرَ فارسٍ من صولَةٍ
و نفادَ رصاصاتٍ منْ جعبَةٍ
و يأسْنا من نشراتِ الأخبارْ
فقدْ كفتْنا الأممُ شرّ الحربِ
و وبالَ الهزيمةِ و الدّمارْ!!
و تبقى للبراقِ الأرضُ قدسٌ
والسّماءُ معراجاً في طريقِ النّورْ
و نقولُ و نردّدُ
هل سنصلي ركعتي السّفرِ
أم لم يبدأ بعدُ المشوارْ ؟
و كي لا نخطئ في الفِقْهْ
سنجمعُ كلّ صلاتين في واحدَةْ
و نُقْصِرْ لأنّ الحربَ لم تنتِهِ
فلا زالَ فينا رمقٌ و نبضٌ
و لا زالَ معنا الواحدُ القهّارْ
نعلنُ أنَ فلسطينَ الحزينةْ
هي أرضُ الطّهرِ
أرضُ الرّباطِ و بوصلةُ الثّوارْ
و أنّها غرسُ العروبَةِ
مهدُ البدايَةِ و منبتُ الأشعارْ
قسماً بمنْ بارَكَ بالسّحرِ و باللّيلِ
في تهجّدِ القائمينَ
و بمنْ طوى النّهارْ
قسماً بمنْ باركَ بتيننا
بزيتونِنا و بكلّ شبرٍ هناكْ
مزروعٍ بالصّلاةِ و بالحياةِ
بمنْ جعلَ الأقصى قبلَةَ الأطهارْ
سنعودُ و ستغنّي و تنشدُ
معنا الأسرابُ و الرّفوفْ
ستغرّدُ معنا الطّيورُ
يعزفُ اللّحنَ الكنارْ
سنعودُ و كلّ الدّموعِ
ستحكي عن كلّ ذكرى
عن كلّ جرحٍ و سجنٍ
عن كلّ ندبٍ اندمَلَ وغارْ
كما يسلخُ النّورُ جلدَ الظّلامْ
كما ينسِجُ الرّبيعُ سهولَ الأحلامْ
عائدونَ ليزهرَ اللّيمونُ
لترتوي بالمَطَرِ الآبارْ
كي تفرحَ الرّوابي و التّلالْ
تسمرُ الهضابُ و الشّطآن
نوشّحُ الكوفيّة بالعِقالْ
فيزغرِدُ لطلّتها الخمارْ
لم ننسَ الحقولَ
و لا البيادرَ و لا السّواقي
و لا الأغمارْ
لم ولن ننسى القسطَلَ
لن ننسى الكرامَةَ في آذارْ
و لا كلّ نقلةٍ في كلّ سفرّةٍ
لم و لن ننسى أنّ التّاريخَ
تصنعهُ سواعدُ الأحرارْ
الخامسْ عشرَ من أيارْ من كلّ عامْ
أحمد الشيّخ
ما زالَتْ العيونْ تجري
تنظرُ صوبَ الوطنْ
فتضيقُ الأخاديدُ و التجاعيدُ
في الغربة
و لم ينكشفْ بعدُ الستارْ
ما بين اللّجوءِ و العودةِ
حواجزٌ و أسلاكْ
موانئ تنتظرُ الأفلاكْ
و تبقى الحدودُ و يطولُ الحصارْ
مفتاحُ بيتَنا خبأتْهُ جدّتي
في خبايا صدرِها قريباً من قلبِها
كانتْ تقصّ لنا حكايَةَ
شجرةِ التّوتِ في فناءِ الدّارْ
و هناكَ يبقى الزيتونُ
يتوقُ للحظةِ القطافْ
يقاتلُ البعدَ و الجَفافْ
و الجذعُ راسخٌ أمامَ آلةِ الدّمارْ
ما زلنا نروي سواقي الوطنْ
ندوّنُ سطورَ الوفاءْ
و نعلنُ للملأْ ...و لكلّ منْ صبأْ
أن المخيّمَ ضاقَ بالانتظارْ
يهتاجُ الحنينُ لا يستكينْ
و على الجدران ملصقاتْ
تتصافَحُ صورُ الشّهداءِ
تحدّقُ في عيونِ الرفاقِ
ترنو للانتصارْ
نشتاقُ للكرومِ للبياراتِ
و لطينِ قريتنا ولحلقاتِ الدّبكةِ
للشبابةِ تجتاحُ السّهرْ
و لعزفِ النّاي و المزمارْ
مازالَ اللّوزُ في بستانِنا عاقرٌ
لا يثمرُ منذ اغتيالِ البراعمُ
مذْ رحلَ غبارُ الطلعِ مع أيارْ
مذْ تمرّدتْ الأوراقُ على جيلٍ
من الأغصانِ المتدليّة
فلغَةُ الغناءِ لم يعدْ يتقنها
زهرُ الجلنارْ
لأنّ كلّ زهرةٍ تحتاجُ للغبارْ
تحتاجُ للمهرِ و المهرُ لقاح
كي ينمو التّاجُ و الخاتمُ و السّوارْ
و كلّ مرّة نسقطُ بالكلامِ
الوعودَ المزيّفةِ و التخريفِ
و لا نأبَهُ للهشيمِ المستعر بالنّارْ
نعلنُ وفاةَ جولةٍ أخرى
و نفادَ صبرَ فارسٍ من صولَةٍ
و نفادَ رصاصاتٍ منْ جعبَةٍ
و يأسْنا من نشراتِ الأخبارْ
فقدْ كفتْنا الأممُ شرّ الحربِ
و وبالَ الهزيمةِ و الدّمارْ!!
و تبقى للبراقِ الأرضُ قدسٌ
والسّماءُ معراجاً في طريقِ النّورْ
و نقولُ و نردّدُ
هل سنصلي ركعتي السّفرِ
أم لم يبدأ بعدُ المشوارْ ؟
و كي لا نخطئ في الفِقْهْ
سنجمعُ كلّ صلاتين في واحدَةْ
و نُقْصِرْ لأنّ الحربَ لم تنتِهِ
فلا زالَ فينا رمقٌ و نبضٌ
و لا زالَ معنا الواحدُ القهّارْ
نعلنُ أنَ فلسطينَ الحزينةْ
هي أرضُ الطّهرِ
أرضُ الرّباطِ و بوصلةُ الثّوارْ
و أنّها غرسُ العروبَةِ
مهدُ البدايَةِ و منبتُ الأشعارْ
قسماً بمنْ بارَكَ بالسّحرِ و باللّيلِ
في تهجّدِ القائمينَ
و بمنْ طوى النّهارْ
قسماً بمنْ باركَ بتيننا
بزيتونِنا و بكلّ شبرٍ هناكْ
مزروعٍ بالصّلاةِ و بالحياةِ
بمنْ جعلَ الأقصى قبلَةَ الأطهارْ
سنعودُ و ستغنّي و تنشدُ
معنا الأسرابُ و الرّفوفْ
ستغرّدُ معنا الطّيورُ
يعزفُ اللّحنَ الكنارْ
سنعودُ و كلّ الدّموعِ
ستحكي عن كلّ ذكرى
عن كلّ جرحٍ و سجنٍ
عن كلّ ندبٍ اندمَلَ وغارْ
كما يسلخُ النّورُ جلدَ الظّلامْ
كما ينسِجُ الرّبيعُ سهولَ الأحلامْ
عائدونَ ليزهرَ اللّيمونُ
لترتوي بالمَطَرِ الآبارْ
كي تفرحَ الرّوابي و التّلالْ
تسمرُ الهضابُ و الشّطآن
نوشّحُ الكوفيّة بالعِقالْ
فيزغرِدُ لطلّتها الخمارْ
لم ننسَ الحقولَ
و لا البيادرَ و لا السّواقي
و لا الأغمارْ
لم ولن ننسى القسطَلَ
لن ننسى الكرامَةَ في آذارْ
و لا كلّ نقلةٍ في كلّ سفرّةٍ
لم و لن ننسى أنّ التّاريخَ
تصنعهُ سواعدُ الأحرارْ
الخامسْ عشرَ من أيارْ من كلّ عامْ
أحمد الشيّخ