نوال الغامدي
06-04-2012, 09:48 PM
اشتدت فيزياء الحب
على ترانيم صوت المطر
وضوء الشمعة الذي أنبثق
وهدوء ساور حجرتي
كما أحاط بمدينة الضباب (لندن الحرة)
تمددت على سرير غربتي
أستقبل أول رسالات العشق
وصلتني من خلد الأيام
فتحت النافذة لأستنشق الهواء النقي
رئتي ما زالت تعاني من قحط الأوكسجين
فرأيت جارنا كان ثملا ينادي باسم حبيبته التي هجرته
أشفقت على حاله وأغلقت النافذة
وعدت لسريري تلحفت جيدا
وحضنت الأسد لأشعر بالأمان
فجأة ازداد في القوة صوت المطر على سقف بيت جارنا الألماني
تك تك تك تك تك تك تك
فتحت النافذة مرة أخرى ووضعت الشمعة بجوارها
كان الجو رائعا تمنيت لو كان عندي حبيب هناك
كنت حينها بحاجة ماسة لأي حضن
كنت أتمنى أن أضع رأسي على صدره وأنا معلقة بالنافذة
وصوت المطر وضوء الشمعة وصوت أنفاسي وضوء فؤادي
كان المشهد جميلا أرتديت معطفي وأنزويت بنافذتي
شاهدت امرأة يحضنها رجل
فصارت بي رعشة تمنيت أن أكون مكانها
أعترفت حينها بأن الحياة لابد لها من امرأة يضمها رجل
ولكني لا أريد ان أعترف او أن أصرح
لا أريد ان أعترف بأننا لا نستطيع العيش بدونهم
لا أريد ان أعترف بأني أنثى ضعيفة بلا رجل ، لا أريد
هذه هي الحقيقة الوحيدة التي لا أريد الإعتراف بها
شيء ما بين ضلوعي يرفض الانصياع والطاعة والاعتراف
قلب متجبر- عقل متحجر - وذاكرة اثقلتها الجراح
عدت للأسد أحضنه بالقوة ليشعر بتكسر ضلوعي ربما يستجيب لي
بدأ بزوغ الصباح بدأت صديقتي الشمس تظهر بكل جرأة وحب وعطاء
تلمسني أشعتها لتقول لي هيا نوال موعد المعهد اقترب
هيا غادري الأحضان والحب والهيام هيا أركضي بالشارع
حتى لا يفوتك قطار الساعة السابعة
ابتسمت للشمس وحاولت استعادة نشاطي
اسرعت للحمام وأخذت دشا سريعا
صليت الصبح أرتديت بدلتي وحجابي علقت حقيبتي على ظهري
نزلت المطبخ اعددت كوبا من القهوة وفطيرة صغيرة
وضعت تفاحة بالحقيبة وعلبة عصير برتقال
فتحت شمسيتي فما زالت الأمطار تتساقط مع إشراقة الشمس
امشي بالشارع ابتسم واصبح على البستاني والبقال والشرطي
وعامل النظافة جميع أصحاب الشمس هم اصحابي
احترم جميع إشارات المرور لأنها تحترمني
كل شيء هناك وضع بنظام
كم أحب النظام وكم أعشقه
وقفت بمحطة القطار وضعت بطاقتي
ولكن رصيدي أنتهى
عدت ادراجي لأشحنها
وقفت بالطابور حتى يأتي دوري
فهناك كل شيء بنظام
وأنا أدعو الله أن لا أتأخر على رحلتي
وأخيرا جاء دوري: صباح الخير سيدي
أريد شحن بطاقتي بمئة جنيه اسرع اسرع ارجوك قطار السابعة سيفوتني
يبتسم لي الموظف : حسنا حسنا اهدئي وهذه بطاقتك جاهزة هيا اسرعي
أستلم بطاقتي ويبدأ الركض من جديد وصوت القطار يناديني
هيا هيا نوال تأخرنا اليوم
هيا لا تضيعين من وقتك اكثر من الذي ضاع
أركض وأنا نازلة من السلالم أغلق شمسيتي وأركب قطاري
أجلس أتصفح الجرائد لا افهم ماذا مكتوب هناك
ولكني انسجم بالتصفح حتى لا يتحدث معي أي شخص غريب
فانا أخشى حديث الغرباء
مشواري طويل جدا يقف القطار 15 محطة حتى أصل محطتي
أنتظر وأنتظر وانتظر وانا أكرهـ الانتظار ولكني اقول في نفسي
تحملي قليلا من أجل الحصول على الكثير فهناك هدف وهناك مصير
وأخيرا جاءت محطتي استعد للوقوف بجوار الباب
وأنزل لأكمل ركضي إلى البوابة الضخمة أفتح شمسيتي مرة أخرى
أقطع الشوارع الكبيرة والصغيرة برضا لا بغضب
رغم الازعاج والصخب
برضا لا بغضب رغم الازعاج والصخب
برضا لا بغضب رغم الازعاج والصخب
برضا لا بغضب رغم الازعاج والصخب
هذا لأنه قراري .. هذا لأنه كان اختياري
هذا لأنه قراري .. هذا لأنه كان اختياري
هذا لأنه قراري .. هذا لأنه كان اختياري
أنا لا أشعر بالتعب لأن هذا خياري
تلك الغربة أنا أخترتها
ذاك السفر أنا حليفه
تلك الرحلة المتعبة أنا اعشقها بكل تفاصيلها لأنه قراري
لم يجبرني أحد على السفر ولا على الدراسة كان خياري
هذا قراري أنا قررت .. هذا خياري أنا أخترت
أنا إنسان يقرر ويختار
غربتي أنا أعشقها
وأخيرا دخلت المعهد فأغلقت شمسيتي
وصبحت على جميع العاملين هناك
فالكل تقريبا كان يعرفني
لأني سببت لهم زلزالا في اول يوم لي بالمعهد
حيث كنت خائفة أبكي كأطفال الروضة أريد أخي
شعرت بالخوف واللا انتماء
فلا يوجد طالب واحد على الأقل عربي
كان الخوف مسيطرا على أعصابي
حتى تعرفت على زملائي المتغربين مثلي فصرت سعيدة جدا معهم
ولم ابحث عن العرب بعدها لأني شعرت بالأمان
كل الذي كنت احتاجه في غربتي قليل من الأمان
ليتني هربت حين قال لي أخي غدا رحلتنا للسعودية
ليتني هربت وعشت مع اصدقائي الأجانب ليتني
ولكني كنت عاقلة وهذه مشكلة العقلاء
كانت صفحة من ذكرياتي بالغربة
كتبتها حين قرأت توقيع أحد الشعراء يقول :
انا عبدالله العساف ماغيره
هذاك الطيّب المتغرّب الواهم
جوازي مابقابه ختْم تاشيره
على كل حرف ختم امغادر وقادم
كم كنت أتمنى إستعارة جوازهـ خخخخخ
29-5-2012
العروب
على ترانيم صوت المطر
وضوء الشمعة الذي أنبثق
وهدوء ساور حجرتي
كما أحاط بمدينة الضباب (لندن الحرة)
تمددت على سرير غربتي
أستقبل أول رسالات العشق
وصلتني من خلد الأيام
فتحت النافذة لأستنشق الهواء النقي
رئتي ما زالت تعاني من قحط الأوكسجين
فرأيت جارنا كان ثملا ينادي باسم حبيبته التي هجرته
أشفقت على حاله وأغلقت النافذة
وعدت لسريري تلحفت جيدا
وحضنت الأسد لأشعر بالأمان
فجأة ازداد في القوة صوت المطر على سقف بيت جارنا الألماني
تك تك تك تك تك تك تك
فتحت النافذة مرة أخرى ووضعت الشمعة بجوارها
كان الجو رائعا تمنيت لو كان عندي حبيب هناك
كنت حينها بحاجة ماسة لأي حضن
كنت أتمنى أن أضع رأسي على صدره وأنا معلقة بالنافذة
وصوت المطر وضوء الشمعة وصوت أنفاسي وضوء فؤادي
كان المشهد جميلا أرتديت معطفي وأنزويت بنافذتي
شاهدت امرأة يحضنها رجل
فصارت بي رعشة تمنيت أن أكون مكانها
أعترفت حينها بأن الحياة لابد لها من امرأة يضمها رجل
ولكني لا أريد ان أعترف او أن أصرح
لا أريد ان أعترف بأننا لا نستطيع العيش بدونهم
لا أريد ان أعترف بأني أنثى ضعيفة بلا رجل ، لا أريد
هذه هي الحقيقة الوحيدة التي لا أريد الإعتراف بها
شيء ما بين ضلوعي يرفض الانصياع والطاعة والاعتراف
قلب متجبر- عقل متحجر - وذاكرة اثقلتها الجراح
عدت للأسد أحضنه بالقوة ليشعر بتكسر ضلوعي ربما يستجيب لي
بدأ بزوغ الصباح بدأت صديقتي الشمس تظهر بكل جرأة وحب وعطاء
تلمسني أشعتها لتقول لي هيا نوال موعد المعهد اقترب
هيا غادري الأحضان والحب والهيام هيا أركضي بالشارع
حتى لا يفوتك قطار الساعة السابعة
ابتسمت للشمس وحاولت استعادة نشاطي
اسرعت للحمام وأخذت دشا سريعا
صليت الصبح أرتديت بدلتي وحجابي علقت حقيبتي على ظهري
نزلت المطبخ اعددت كوبا من القهوة وفطيرة صغيرة
وضعت تفاحة بالحقيبة وعلبة عصير برتقال
فتحت شمسيتي فما زالت الأمطار تتساقط مع إشراقة الشمس
امشي بالشارع ابتسم واصبح على البستاني والبقال والشرطي
وعامل النظافة جميع أصحاب الشمس هم اصحابي
احترم جميع إشارات المرور لأنها تحترمني
كل شيء هناك وضع بنظام
كم أحب النظام وكم أعشقه
وقفت بمحطة القطار وضعت بطاقتي
ولكن رصيدي أنتهى
عدت ادراجي لأشحنها
وقفت بالطابور حتى يأتي دوري
فهناك كل شيء بنظام
وأنا أدعو الله أن لا أتأخر على رحلتي
وأخيرا جاء دوري: صباح الخير سيدي
أريد شحن بطاقتي بمئة جنيه اسرع اسرع ارجوك قطار السابعة سيفوتني
يبتسم لي الموظف : حسنا حسنا اهدئي وهذه بطاقتك جاهزة هيا اسرعي
أستلم بطاقتي ويبدأ الركض من جديد وصوت القطار يناديني
هيا هيا نوال تأخرنا اليوم
هيا لا تضيعين من وقتك اكثر من الذي ضاع
أركض وأنا نازلة من السلالم أغلق شمسيتي وأركب قطاري
أجلس أتصفح الجرائد لا افهم ماذا مكتوب هناك
ولكني انسجم بالتصفح حتى لا يتحدث معي أي شخص غريب
فانا أخشى حديث الغرباء
مشواري طويل جدا يقف القطار 15 محطة حتى أصل محطتي
أنتظر وأنتظر وانتظر وانا أكرهـ الانتظار ولكني اقول في نفسي
تحملي قليلا من أجل الحصول على الكثير فهناك هدف وهناك مصير
وأخيرا جاءت محطتي استعد للوقوف بجوار الباب
وأنزل لأكمل ركضي إلى البوابة الضخمة أفتح شمسيتي مرة أخرى
أقطع الشوارع الكبيرة والصغيرة برضا لا بغضب
رغم الازعاج والصخب
برضا لا بغضب رغم الازعاج والصخب
برضا لا بغضب رغم الازعاج والصخب
برضا لا بغضب رغم الازعاج والصخب
هذا لأنه قراري .. هذا لأنه كان اختياري
هذا لأنه قراري .. هذا لأنه كان اختياري
هذا لأنه قراري .. هذا لأنه كان اختياري
أنا لا أشعر بالتعب لأن هذا خياري
تلك الغربة أنا أخترتها
ذاك السفر أنا حليفه
تلك الرحلة المتعبة أنا اعشقها بكل تفاصيلها لأنه قراري
لم يجبرني أحد على السفر ولا على الدراسة كان خياري
هذا قراري أنا قررت .. هذا خياري أنا أخترت
أنا إنسان يقرر ويختار
غربتي أنا أعشقها
وأخيرا دخلت المعهد فأغلقت شمسيتي
وصبحت على جميع العاملين هناك
فالكل تقريبا كان يعرفني
لأني سببت لهم زلزالا في اول يوم لي بالمعهد
حيث كنت خائفة أبكي كأطفال الروضة أريد أخي
شعرت بالخوف واللا انتماء
فلا يوجد طالب واحد على الأقل عربي
كان الخوف مسيطرا على أعصابي
حتى تعرفت على زملائي المتغربين مثلي فصرت سعيدة جدا معهم
ولم ابحث عن العرب بعدها لأني شعرت بالأمان
كل الذي كنت احتاجه في غربتي قليل من الأمان
ليتني هربت حين قال لي أخي غدا رحلتنا للسعودية
ليتني هربت وعشت مع اصدقائي الأجانب ليتني
ولكني كنت عاقلة وهذه مشكلة العقلاء
كانت صفحة من ذكرياتي بالغربة
كتبتها حين قرأت توقيع أحد الشعراء يقول :
انا عبدالله العساف ماغيره
هذاك الطيّب المتغرّب الواهم
جوازي مابقابه ختْم تاشيره
على كل حرف ختم امغادر وقادم
كم كنت أتمنى إستعارة جوازهـ خخخخخ
29-5-2012
العروب