حسين راجحي
06-09-2012, 06:31 AM
http://www.aleqt.com/a/481646_139819.jpg
هجرة الإفريقيين
حدثنا طيفور الراوي الأديب بحديث طابعه عجيب ،عن بلد مغمور، فيه العلم مطمور، وكذلك الفقر استفحل فيها واستقر، فكان ملاذا له ومقر .
وقال : رأيت امرأة بانت عليها الهموم، تسكن في بيت مهدوم، تعيش بين مطرقة الحاجة والمعدوم ، تقول لأبنائها إن مصائبنا كثيرة في بلادنا الشاسعة ، وأرض الله واسعة، ولن نبقى في أرض منها نلقى الذل والهوان، ولا يختلف اثنان في تركنا لبلاد قد حولها إلى الدمار إلى رماد ، ويا أولادي فلنفز بحياتنا وننطلق إلى سعادتنا ونحفظ ما تبقى من كرامتنا.
فقال الابن لأمه : إن الهجرة هي أقصى الأماني الحسان وسأذهب إلى سمسار اسمه حسان ، لأعرف كم من المال يريد وأقبل ما يقوله بلا جدال أو ترديد ، لاسيما أننا في سجن التهديد وبين قضبان الخوف والوعيد
فقالت الأم لأبنها : أذهب يا بني وسأدعو لك بالتوفيق ، ولا تنسَ أن تكون مع السمسار لينا ورقيق.
فذهب الولد إلى مبتغاه ، وأسرع في خطاه ، وتبعته لأشهد علما سيلقاه ، وأن لا يبتعد عني ولا أراه ، وعند وصولنا إلى حانة من حانات البلدة رأينا جمهورا من الناس من مختلف الأجناس ، مجتمعين ، حول رجل ملثم ملتفين ، فوقف الرجل وقال : أنا لا أقول خطبة ولا مقال ، واسمي حسان السمسار الذي لا يحب القمار ، ولا يميل لطمع كحال بعض التجار ، وقلبي أوسع من بحر، وحلمي أصلب من الصخر ، ولي في ذلك فخر ، وفي غضون دقيقة ستشاهدون في العارض، الصور والحقيقة عمن رحل معي وذهب ، وجنى الذهب وبعد المشاهدة أريد دفع المبلغ كاملا في نفس هذا الزمان وفي هذا المكان .
فوقف أحدهم وقال : يا قوم لا طاقة لي فيما يقول وفيما يريد ولن أكون كالرعديد وسأمشي بقدمي الصحاري والجليد ، فقام رجلا مؤيدا ما قاله صديقه وأفصح وقال : أحذركم من هذا السمسار وأنصح من الاستماع لفصاحته وبيانه ، فهو لا يستطيع أن يحرك أحدى بنانه ،أو يزيح رجلا من مكانه
وقال: طيفور انقسموا حول السمسار فريقين ؛ فريق رفض ولاذ بالفرار ، وفريق قبل بدون اغترار أو انكسار . وفي اليوم التالي صعد السمسار على منبر عالي وقال أيا قوم سترحلون عند المغيب مع أول سفينة ، وتأكدوا أنكم في أيادي أمينة ، وهناك حاويات في داخلها أَسِرةٌ أنعم من الريش ستدخلونها عند وقت التفتيش، وعند زوال الخطر سنكون ممن وصل وعبر .
وبعد مغيب الشمس تركوا ذكريات الأمس ، مرتحلين بين صمت وهمس ، هدفهم حياة السعادة ، وأملهم التحرر والسيادة ، وطموحهم المناصب والريادة، وبعد مرور شهر من السفر رأينا سٌحٌبًا سوداء تنذرنا بليلة ظلماء وبرحلة إلى دار الفناء ، فلا باكي لنا ولا عزاء فعكسنا تيار رحلتنا ولكن الإعصار أفسد حيلتنا ، فدمر السفينة وأغرق المسكينة وأحال من ركابها الراحة والسكينة ، فمات منا الخبير الملاح ، ونجا منا الماهر السباح وفي الصباح
رماني الموج في وسط فوج على شاطئ الجزيرة ، لينقذني الله من رحلة خطيرة ظننت أنها لحظاتي الأخيرة ، فاتجهت إلى الجثث والأموات فسمعت تنهدات وأصوات فانطلقت للبحث عنها والقرب منها ، فوجدت الرجل الملثم هو من يصدرها فقمت بإسعافه وترفقت لألطافه ، وعندما هدأ وبالسلامة عاد ، أثنى علي بحديث وأجادْ فقلت له : لي عندك طلب فقال الرجل الملثم ولك هذا فقلت أكشف اللثام فكشف اللثام وإذ بي أفاجئ ببطل المقامة سامر !!
هجرة الإفريقيين
حدثنا طيفور الراوي الأديب بحديث طابعه عجيب ،عن بلد مغمور، فيه العلم مطمور، وكذلك الفقر استفحل فيها واستقر، فكان ملاذا له ومقر .
وقال : رأيت امرأة بانت عليها الهموم، تسكن في بيت مهدوم، تعيش بين مطرقة الحاجة والمعدوم ، تقول لأبنائها إن مصائبنا كثيرة في بلادنا الشاسعة ، وأرض الله واسعة، ولن نبقى في أرض منها نلقى الذل والهوان، ولا يختلف اثنان في تركنا لبلاد قد حولها إلى الدمار إلى رماد ، ويا أولادي فلنفز بحياتنا وننطلق إلى سعادتنا ونحفظ ما تبقى من كرامتنا.
فقال الابن لأمه : إن الهجرة هي أقصى الأماني الحسان وسأذهب إلى سمسار اسمه حسان ، لأعرف كم من المال يريد وأقبل ما يقوله بلا جدال أو ترديد ، لاسيما أننا في سجن التهديد وبين قضبان الخوف والوعيد
فقالت الأم لأبنها : أذهب يا بني وسأدعو لك بالتوفيق ، ولا تنسَ أن تكون مع السمسار لينا ورقيق.
فذهب الولد إلى مبتغاه ، وأسرع في خطاه ، وتبعته لأشهد علما سيلقاه ، وأن لا يبتعد عني ولا أراه ، وعند وصولنا إلى حانة من حانات البلدة رأينا جمهورا من الناس من مختلف الأجناس ، مجتمعين ، حول رجل ملثم ملتفين ، فوقف الرجل وقال : أنا لا أقول خطبة ولا مقال ، واسمي حسان السمسار الذي لا يحب القمار ، ولا يميل لطمع كحال بعض التجار ، وقلبي أوسع من بحر، وحلمي أصلب من الصخر ، ولي في ذلك فخر ، وفي غضون دقيقة ستشاهدون في العارض، الصور والحقيقة عمن رحل معي وذهب ، وجنى الذهب وبعد المشاهدة أريد دفع المبلغ كاملا في نفس هذا الزمان وفي هذا المكان .
فوقف أحدهم وقال : يا قوم لا طاقة لي فيما يقول وفيما يريد ولن أكون كالرعديد وسأمشي بقدمي الصحاري والجليد ، فقام رجلا مؤيدا ما قاله صديقه وأفصح وقال : أحذركم من هذا السمسار وأنصح من الاستماع لفصاحته وبيانه ، فهو لا يستطيع أن يحرك أحدى بنانه ،أو يزيح رجلا من مكانه
وقال: طيفور انقسموا حول السمسار فريقين ؛ فريق رفض ولاذ بالفرار ، وفريق قبل بدون اغترار أو انكسار . وفي اليوم التالي صعد السمسار على منبر عالي وقال أيا قوم سترحلون عند المغيب مع أول سفينة ، وتأكدوا أنكم في أيادي أمينة ، وهناك حاويات في داخلها أَسِرةٌ أنعم من الريش ستدخلونها عند وقت التفتيش، وعند زوال الخطر سنكون ممن وصل وعبر .
وبعد مغيب الشمس تركوا ذكريات الأمس ، مرتحلين بين صمت وهمس ، هدفهم حياة السعادة ، وأملهم التحرر والسيادة ، وطموحهم المناصب والريادة، وبعد مرور شهر من السفر رأينا سٌحٌبًا سوداء تنذرنا بليلة ظلماء وبرحلة إلى دار الفناء ، فلا باكي لنا ولا عزاء فعكسنا تيار رحلتنا ولكن الإعصار أفسد حيلتنا ، فدمر السفينة وأغرق المسكينة وأحال من ركابها الراحة والسكينة ، فمات منا الخبير الملاح ، ونجا منا الماهر السباح وفي الصباح
رماني الموج في وسط فوج على شاطئ الجزيرة ، لينقذني الله من رحلة خطيرة ظننت أنها لحظاتي الأخيرة ، فاتجهت إلى الجثث والأموات فسمعت تنهدات وأصوات فانطلقت للبحث عنها والقرب منها ، فوجدت الرجل الملثم هو من يصدرها فقمت بإسعافه وترفقت لألطافه ، وعندما هدأ وبالسلامة عاد ، أثنى علي بحديث وأجادْ فقلت له : لي عندك طلب فقال الرجل الملثم ولك هذا فقلت أكشف اللثام فكشف اللثام وإذ بي أفاجئ ببطل المقامة سامر !!