عبدالله البركاتي
07-08-2012, 04:48 PM
كدت أموت لولا للعمر بقية
المغامرة من أجل تحقيق شيء إيجابي فإنها تؤدي إلى الهلاك إذا لم ترسم لها الخطط السليمة الموصلة للهدف وبالتالي نحصد نتائج سلبية فتتلخبط الأوراق وتعم الفوضى ويهدر الوقت, وما أبرعنا في هدر الوقت, فلا بد من احترام القدرات والاعتراف بالإمكانات في شتى التخصصات والمجالات, يجب أن نبتعد عن الفوضى والاندفاع والتسرع والتهور , يجب أن تكون قراراتنا مسبوقة بدراسة ناتجة عن خبرة وتجربة. والمغامرة التي وددت أن أرويها لكم بدأت بهدف إنساني جميل وكادت تنتهي بكارثة لولا أن في العمر بقية, وإليكم سيناريو الحدث.
أوشك الليل على نشر عتمته المعهودة مصحوبة بموجة باردة جداً لمحت بنظري منارة شاهقة جدا لمسجدٍ مجاور, رأيت قطعة الهلال النحاسية والتي تعلو المنارة مائلة توشك على الوقوع وخشيت أن تقع على أحد المصلين, أملت علي إنسانيتي إصلاح هذا الخلل الخطير, تسلقت المنارة باندفاع عجيب دون سابق خبرة أو تجربة فنحن ملوك التسرع ولا يضاهينا فيه أحد , وصلت القمة الشاهقة وخرجت بجسمي بأكمله خارج المنارة عبر نافذة صغيرة وأصلحت الخلل بكل سهولة ولم أفكر في كيفية الرجوع إلى الداخل عبر النافذة نفسها, نسيت أنني في الهواء بعيد عن الأرض وإذا بي أواجه موقف مرير وما أصعبه من موقف. زاغت عيني .. ارتجفت أطرافي .. انتابني دوار رهيب وأنا انظر إلى الأرض البعيدة , أمسكت بالعامود النحاسي وأنا أفكر في طريقة أخلص بها نفسي, عاودني الدوار مرة أخرى, أغمضت عيني ومازلت ممسكاً بالعامود أعاني البرد والخوف والمصير, أظلم الليل فلا منقذ ولا مسعف سوى السيارات والتي بحجم علبة الكبريت, اقتصرت محاولاتي على الإمساك فقط بأطراف أصابعي المنهارة, وعرفت أن الموت قادم لا محالة, هبت رياح باردة شديدة تلوح بثيابي تريد اقتلاعي من المكان, انهارت قواي وشل تفكيري وصوت الرياح مازال يساومني على السقوط بجبروت لم أعهده في حياتي, تمنيت لو يتم إنقاذي بعد أن فشلت محاولاتي بطائرة مروحية تمد لي حبل المساعدة ولكنها أمنية, ومما زاد الموقف صعوبة هطول رذاذ من المطر, تبللت ملابسي وكأن المطر جاء مساعداً عنيفاً للرياح حتى أسقط, وبالفعل تم ذلك عندما تسلل الماء إلى يدي اللزجة والمرتجفة والتي كانت هي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى في الصمود الذي استمر فترة طويلة, انزلقت يدي وهويت إلى الأرض دون إرادتي وأنا أصرخ بصوت خافت لا روح فيه أحاول لفظ الشهادة قبل الوصول إلى الأرض, ضربت بيدي طرف السرير وفتحت عيني وأنا انظر إلى غرفتي المظلمة التقط أنفاسي السريعة أنظر إلى مروحة السقف وكأنها تلك الطائرة المروحية التي تمنيتها وصوت المكيف وكأنه تلك الرياح العاتية,التي أسقطتني هدأت أنفاسي عندما عرفت أنني كنت نائما متعبا وبعد هذه المغامرة التي رسمها الخيال لم يعاود النوم عيني تلك الليلة الشاهقة ولكنها كانت ضريبة الاندفاع والتسرع, وكل ما جاءت به المقدمة من مفردات كان حلماً لا حقيقة نتاجها وعبرتها التسرع والتهور والإندفاع دون أدنى خبرة.
بقلم / عبد الله البركاتي
المغامرة من أجل تحقيق شيء إيجابي فإنها تؤدي إلى الهلاك إذا لم ترسم لها الخطط السليمة الموصلة للهدف وبالتالي نحصد نتائج سلبية فتتلخبط الأوراق وتعم الفوضى ويهدر الوقت, وما أبرعنا في هدر الوقت, فلا بد من احترام القدرات والاعتراف بالإمكانات في شتى التخصصات والمجالات, يجب أن نبتعد عن الفوضى والاندفاع والتسرع والتهور , يجب أن تكون قراراتنا مسبوقة بدراسة ناتجة عن خبرة وتجربة. والمغامرة التي وددت أن أرويها لكم بدأت بهدف إنساني جميل وكادت تنتهي بكارثة لولا أن في العمر بقية, وإليكم سيناريو الحدث.
أوشك الليل على نشر عتمته المعهودة مصحوبة بموجة باردة جداً لمحت بنظري منارة شاهقة جدا لمسجدٍ مجاور, رأيت قطعة الهلال النحاسية والتي تعلو المنارة مائلة توشك على الوقوع وخشيت أن تقع على أحد المصلين, أملت علي إنسانيتي إصلاح هذا الخلل الخطير, تسلقت المنارة باندفاع عجيب دون سابق خبرة أو تجربة فنحن ملوك التسرع ولا يضاهينا فيه أحد , وصلت القمة الشاهقة وخرجت بجسمي بأكمله خارج المنارة عبر نافذة صغيرة وأصلحت الخلل بكل سهولة ولم أفكر في كيفية الرجوع إلى الداخل عبر النافذة نفسها, نسيت أنني في الهواء بعيد عن الأرض وإذا بي أواجه موقف مرير وما أصعبه من موقف. زاغت عيني .. ارتجفت أطرافي .. انتابني دوار رهيب وأنا انظر إلى الأرض البعيدة , أمسكت بالعامود النحاسي وأنا أفكر في طريقة أخلص بها نفسي, عاودني الدوار مرة أخرى, أغمضت عيني ومازلت ممسكاً بالعامود أعاني البرد والخوف والمصير, أظلم الليل فلا منقذ ولا مسعف سوى السيارات والتي بحجم علبة الكبريت, اقتصرت محاولاتي على الإمساك فقط بأطراف أصابعي المنهارة, وعرفت أن الموت قادم لا محالة, هبت رياح باردة شديدة تلوح بثيابي تريد اقتلاعي من المكان, انهارت قواي وشل تفكيري وصوت الرياح مازال يساومني على السقوط بجبروت لم أعهده في حياتي, تمنيت لو يتم إنقاذي بعد أن فشلت محاولاتي بطائرة مروحية تمد لي حبل المساعدة ولكنها أمنية, ومما زاد الموقف صعوبة هطول رذاذ من المطر, تبللت ملابسي وكأن المطر جاء مساعداً عنيفاً للرياح حتى أسقط, وبالفعل تم ذلك عندما تسلل الماء إلى يدي اللزجة والمرتجفة والتي كانت هي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى في الصمود الذي استمر فترة طويلة, انزلقت يدي وهويت إلى الأرض دون إرادتي وأنا أصرخ بصوت خافت لا روح فيه أحاول لفظ الشهادة قبل الوصول إلى الأرض, ضربت بيدي طرف السرير وفتحت عيني وأنا انظر إلى غرفتي المظلمة التقط أنفاسي السريعة أنظر إلى مروحة السقف وكأنها تلك الطائرة المروحية التي تمنيتها وصوت المكيف وكأنه تلك الرياح العاتية,التي أسقطتني هدأت أنفاسي عندما عرفت أنني كنت نائما متعبا وبعد هذه المغامرة التي رسمها الخيال لم يعاود النوم عيني تلك الليلة الشاهقة ولكنها كانت ضريبة الاندفاع والتسرع, وكل ما جاءت به المقدمة من مفردات كان حلماً لا حقيقة نتاجها وعبرتها التسرع والتهور والإندفاع دون أدنى خبرة.
بقلم / عبد الله البركاتي