متميزه بكيفي
08-21-2012, 10:21 AM
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/086.png
في هذا المصلى المتواضع كنت أجلس معها, هي إحدى أحبابنا من مصر.
- دعونا نسميها مها -
لفتت نظري كثيرا ببرنامجها الإيماني اليومي
عملها محدد بجدول وساعات محصورة, تعمل بإخلاص يشهد لها به الزميلات
وفي الساعات الفارغة, تخرج من المكتب برفقة مصحفها
وتجلس في جهة مقابلة لهذا المصلى على قطعة سجاد صغيرة
ثم تبدأ القراءة بصوت منخفض
كثيرا ما تأتيني لتطرح بين يدي تساؤلات تدهمها وهي تمر ببعض الآيات
اسئلتها عميقة وغريبة .. قلما أجد إجابة فورية للسؤال
-
وأحيانا أخرى تطلب مني أن أفتح تقنية البلوتوث في جهازي
لتبعث لي بمقاطع صوتية لقراءة أحد أبنائها
وهو متمكن وحاصل على عدد من الإجازات في حفظ وتلاوة القرآن
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/087.png
ذات يوم دخلت هذا المصلى المتواضع ونظرت إلى مكتبته ..
فإذا هي تعج بكتيبات لم يتم ترتيبها
جلست وبدأت في ترتيب الكتيبات وفهرستها والتخلص مما لا فائدة منه
دخلت هي .. ومصحفها في يدها
قالت: هند هل تسمحين لي بجلسة معك, لا أصدق أن أجدك وحدك؟
- أحرجني طلبها -
أخبرتها أني متفرغة تماما لها ذلك اليوم
جلسنا سويا وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث
كانت تتكلم بحماس وتأثر عن بعض الآيات
ولعل أكثر آية لا تفارق ذهني من حديثها .. حينما تحدثت عن قوله تعالى:
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
(القصص : 83 )
لم أتنبه للمعنى البديع في تلك الآية إلا حينما حدثتني عنه
سألتها: عن حرصها على القرآن .. كنت أظنها تحفظ وتراجع .
لكنها أخبرتني أنه ورد القراءة اليومي
وأنه حينما يمر يوم لا تقرأ فيه القرآن
تشعر أنها لا تملك قوة وقدرة على العطاء بما يكفي
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/088.png
سكتت هي قليلا ثم قالت:
هل تعرفين يا هند متى همê الحياة؟
قلت: متى؟
قالت: حينما واجهت الموت مرتين؟
- ألجمني حديثها .. كانت تقول عبارتها بطريقة مؤلمة –
أكملت هي:
المرة الأولى: أصبت بالسرطان
وخضعت لعلاج طويل, وبالكاد شفيت
والمرة الأخرى:
حدث خطأ طبي في أثناء ولادتي لطفلي ,
وبقيت على شفا الموت وأنا أنتظر العثور على متبرع بأحد أعضائه
وعثروا على المتبرع في آخر لحظة
قلت: ماهو أجمل درس تعلمتيه من هذه التجربتين؟
- لم أتمكن من التعقيب بأكثر من ذلك .. بعض الناس حينما يتحدث .. تشعر أن كل ذرة في أعماقك تنصت له –
-
قالت: تعلمت أن مواجهة الموت هي أكثر شيء تجعلك تنظر لهذه الحياة بمنظار مختلف
يجعلك تعرف موقعك تماما في هذا الكون .. يجعلك تعرف إلى أين أنت ذاهب.
يجعلك تنتفض وتكف عن هذا الوهم الذي تعيشه ..
يجعل تعود لتضع خط بين ما فات وبين ما هو قادم
تعود لتصوغ حياتك من جديد في قالب يعطيها حجمها ولا يبخسها
الحياة جميلة, وتستحق أن نعيشها ..
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة ..
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/089.png
هذه الحكاية وأشباهها
تجعلني أستحضر طريقة عجيبة كانت أول طريقة في كتاب(100طريقة لتحفيز نفسك)
لــ ( ستيف تشاندلر )
هل تعلمون يا أحباب ماهي أول طريقه لتحفيز النفس يطرحها ستيف؟!
الطريقة هي: (ارقد على فراش الموت )
نعم والله بدأ كتابه بـ (ارقد على فراش الموت )
وتحتها يشرح لنا ستيف تدريب (فراش الموت) الذي كان نقطة فاصلة في حياته
يقول ستيف :
(طلبت مني المعالجة النفسية “ديفرز براندين” أن أتخيل نفسي بوضوح وأنا نائم على فراش الوفاة
وأن أتقمص تماماً المشاعر المرتبطة بالاحتضار والوداع، ثم طلبت مني بعد ذلك أن أدعو كل شخص يهمني في الحياة
كي يزورني وأنا راقد على فراش الموت على أن يأتي كُــل على حدة
وبينما كنت أتخيل كل صديق وقريب وهو يأتي لزيارتي، كان علي أن أتكلم مع كلً بصوت عالٍ.
كان علي أن أقول له ما كنت أريده أن يعرف
ثم احتضر
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/090.jpg
وخلال حديثي مع كل شخص استطعت أن أشعر بصوتي وهو يتغير.
ولم يكن بوسعي أن أتفادى البكاء
فغرغرت عيناي بالدمع، واستشعرت إحساساً بالفقدان،
وخلال هذا التدريب الصعب عرفت حقاً حجم ما افتقدته من حياتي،
وبنهايته
تحولت إلى كتله من العواطف المختلفة
فقلما بكيت بمثل هذه الحرارة من قبل
وحينما تحررت من هذه العواطف
حدث شيء رائع
اتضحت الأمور أمامي،
فعرفت ما هي الأشياء المهمة.. وما هي الأشياء التي تعنيني حقاً
ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي أن لا أدع شيئاً للصدفة
وأصبحت لدي الرغبة في أن أعيش.. كما لو كنت سأموت في أي لحظة
وقد غيرت هذه التجربة برمتها أسلوب تعاملي مع الناس،
ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية
وبإمكاننا أن نعيش هذه التجربة في أي وقت نريده
-
إلى أن يقول:
ومواجهتنا للموت لا تعني أن ننتظر حتى تنتهي حياتنا
والحقيقة .. أن القدرة على أن نتخيل بوضوح
ساعاتنا الأخيرة .. على فراش الموت
تخلق إحساساً في ظاهره الإحساس بأنك قد ولدت من جديد
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/091.png
كانت هذه الحكاية أما الآية:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
(الانبياء:35)
يقول السعدي: ( إن هذا كأس لا بد من شربه وإن طال بالعبد المدى، وعمّر سنين،
ولكن الله تعالى أوجد عباده في الدنيا، وأمرهم، ونهاهم، وابتلاهم بالخير والشر، بالغنى والفقر، والعز والذل والحياة والموت،
فتنة منه تعالى ليبلوهم أيهم أحسن عملا ومن يفتتن عند مواقع الفتن ومن ينجو)
-
يا أحباب
الهرب المتكرر من حقيقة الموت ليس حلا عمليا
كف عن ذلك .. أنت بحاجة لأن تستشعر قربه وتتقبله
تأمل قوله تعالى: (ذَائِقَةُ)
لم يقل جل في علاه, مقتربه أو غيرها من الكلمات
بل أتى كأبلغ ما يمكن أن يقال: (ذَائِقَةُ)
لشدة القرب
فلم الهرب
-
كن شجاعا
أعرف موقعك تماما في هذا الكون .. اعرف إلى أين أنت ذاهب.
انتفض وكف عن هذا الوهم الذي تعيشه ..
عد لتضع خط بين ما فات وبين ما هو آت
عد لصياغة حياتك من جديد في قالب يعطيها حجمها ولا يبخسها
-
الحياة جميلة, وتستحق أن نعيشها ..
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
………………………….
في هذا المصلى المتواضع كنت أجلس معها, هي إحدى أحبابنا من مصر.
- دعونا نسميها مها -
لفتت نظري كثيرا ببرنامجها الإيماني اليومي
عملها محدد بجدول وساعات محصورة, تعمل بإخلاص يشهد لها به الزميلات
وفي الساعات الفارغة, تخرج من المكتب برفقة مصحفها
وتجلس في جهة مقابلة لهذا المصلى على قطعة سجاد صغيرة
ثم تبدأ القراءة بصوت منخفض
كثيرا ما تأتيني لتطرح بين يدي تساؤلات تدهمها وهي تمر ببعض الآيات
اسئلتها عميقة وغريبة .. قلما أجد إجابة فورية للسؤال
-
وأحيانا أخرى تطلب مني أن أفتح تقنية البلوتوث في جهازي
لتبعث لي بمقاطع صوتية لقراءة أحد أبنائها
وهو متمكن وحاصل على عدد من الإجازات في حفظ وتلاوة القرآن
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/087.png
ذات يوم دخلت هذا المصلى المتواضع ونظرت إلى مكتبته ..
فإذا هي تعج بكتيبات لم يتم ترتيبها
جلست وبدأت في ترتيب الكتيبات وفهرستها والتخلص مما لا فائدة منه
دخلت هي .. ومصحفها في يدها
قالت: هند هل تسمحين لي بجلسة معك, لا أصدق أن أجدك وحدك؟
- أحرجني طلبها -
أخبرتها أني متفرغة تماما لها ذلك اليوم
جلسنا سويا وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث
كانت تتكلم بحماس وتأثر عن بعض الآيات
ولعل أكثر آية لا تفارق ذهني من حديثها .. حينما تحدثت عن قوله تعالى:
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
(القصص : 83 )
لم أتنبه للمعنى البديع في تلك الآية إلا حينما حدثتني عنه
سألتها: عن حرصها على القرآن .. كنت أظنها تحفظ وتراجع .
لكنها أخبرتني أنه ورد القراءة اليومي
وأنه حينما يمر يوم لا تقرأ فيه القرآن
تشعر أنها لا تملك قوة وقدرة على العطاء بما يكفي
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/088.png
سكتت هي قليلا ثم قالت:
هل تعرفين يا هند متى همê الحياة؟
قلت: متى؟
قالت: حينما واجهت الموت مرتين؟
- ألجمني حديثها .. كانت تقول عبارتها بطريقة مؤلمة –
أكملت هي:
المرة الأولى: أصبت بالسرطان
وخضعت لعلاج طويل, وبالكاد شفيت
والمرة الأخرى:
حدث خطأ طبي في أثناء ولادتي لطفلي ,
وبقيت على شفا الموت وأنا أنتظر العثور على متبرع بأحد أعضائه
وعثروا على المتبرع في آخر لحظة
قلت: ماهو أجمل درس تعلمتيه من هذه التجربتين؟
- لم أتمكن من التعقيب بأكثر من ذلك .. بعض الناس حينما يتحدث .. تشعر أن كل ذرة في أعماقك تنصت له –
-
قالت: تعلمت أن مواجهة الموت هي أكثر شيء تجعلك تنظر لهذه الحياة بمنظار مختلف
يجعلك تعرف موقعك تماما في هذا الكون .. يجعلك تعرف إلى أين أنت ذاهب.
يجعلك تنتفض وتكف عن هذا الوهم الذي تعيشه ..
يجعل تعود لتضع خط بين ما فات وبين ما هو قادم
تعود لتصوغ حياتك من جديد في قالب يعطيها حجمها ولا يبخسها
الحياة جميلة, وتستحق أن نعيشها ..
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة ..
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/089.png
هذه الحكاية وأشباهها
تجعلني أستحضر طريقة عجيبة كانت أول طريقة في كتاب(100طريقة لتحفيز نفسك)
لــ ( ستيف تشاندلر )
هل تعلمون يا أحباب ماهي أول طريقه لتحفيز النفس يطرحها ستيف؟!
الطريقة هي: (ارقد على فراش الموت )
نعم والله بدأ كتابه بـ (ارقد على فراش الموت )
وتحتها يشرح لنا ستيف تدريب (فراش الموت) الذي كان نقطة فاصلة في حياته
يقول ستيف :
(طلبت مني المعالجة النفسية “ديفرز براندين” أن أتخيل نفسي بوضوح وأنا نائم على فراش الوفاة
وأن أتقمص تماماً المشاعر المرتبطة بالاحتضار والوداع، ثم طلبت مني بعد ذلك أن أدعو كل شخص يهمني في الحياة
كي يزورني وأنا راقد على فراش الموت على أن يأتي كُــل على حدة
وبينما كنت أتخيل كل صديق وقريب وهو يأتي لزيارتي، كان علي أن أتكلم مع كلً بصوت عالٍ.
كان علي أن أقول له ما كنت أريده أن يعرف
ثم احتضر
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/090.jpg
وخلال حديثي مع كل شخص استطعت أن أشعر بصوتي وهو يتغير.
ولم يكن بوسعي أن أتفادى البكاء
فغرغرت عيناي بالدمع، واستشعرت إحساساً بالفقدان،
وخلال هذا التدريب الصعب عرفت حقاً حجم ما افتقدته من حياتي،
وبنهايته
تحولت إلى كتله من العواطف المختلفة
فقلما بكيت بمثل هذه الحرارة من قبل
وحينما تحررت من هذه العواطف
حدث شيء رائع
اتضحت الأمور أمامي،
فعرفت ما هي الأشياء المهمة.. وما هي الأشياء التي تعنيني حقاً
ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي أن لا أدع شيئاً للصدفة
وأصبحت لدي الرغبة في أن أعيش.. كما لو كنت سأموت في أي لحظة
وقد غيرت هذه التجربة برمتها أسلوب تعاملي مع الناس،
ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية
وبإمكاننا أن نعيش هذه التجربة في أي وقت نريده
-
إلى أن يقول:
ومواجهتنا للموت لا تعني أن ننتظر حتى تنتهي حياتنا
والحقيقة .. أن القدرة على أن نتخيل بوضوح
ساعاتنا الأخيرة .. على فراش الموت
تخلق إحساساً في ظاهره الإحساس بأنك قد ولدت من جديد
http://saaid.net/daeyat/hindamer/img/091.png
كانت هذه الحكاية أما الآية:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
(الانبياء:35)
يقول السعدي: ( إن هذا كأس لا بد من شربه وإن طال بالعبد المدى، وعمّر سنين،
ولكن الله تعالى أوجد عباده في الدنيا، وأمرهم، ونهاهم، وابتلاهم بالخير والشر، بالغنى والفقر، والعز والذل والحياة والموت،
فتنة منه تعالى ليبلوهم أيهم أحسن عملا ومن يفتتن عند مواقع الفتن ومن ينجو)
-
يا أحباب
الهرب المتكرر من حقيقة الموت ليس حلا عمليا
كف عن ذلك .. أنت بحاجة لأن تستشعر قربه وتتقبله
تأمل قوله تعالى: (ذَائِقَةُ)
لم يقل جل في علاه, مقتربه أو غيرها من الكلمات
بل أتى كأبلغ ما يمكن أن يقال: (ذَائِقَةُ)
لشدة القرب
فلم الهرب
-
كن شجاعا
أعرف موقعك تماما في هذا الكون .. اعرف إلى أين أنت ذاهب.
انتفض وكف عن هذا الوهم الذي تعيشه ..
عد لتضع خط بين ما فات وبين ما هو آت
عد لصياغة حياتك من جديد في قالب يعطيها حجمها ولا يبخسها
-
الحياة جميلة, وتستحق أن نعيشها ..
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
لكنها سراب .. قد يتلاشى في أي لحظة
………………………….