د. سمر مطير البستنجي
08-29-2012, 11:15 PM
http://img.al-wlid.com/imgcache/46488.png
لا تطرح الأرض غير نصيبها..!
تسوّل كسرة حلم من أطراف ليلته..وحزم حقائب آماله..ومضى يستجدي قليل صَدقة من خبايا مستقبله..
وبات على رصيف الأمنيات يقتفي آثار ضوء قادم بانبهار من قناديل رحلته.
طوّقه الضباب الخادع الساكن في حدقاته..ولم يعد يقاوم إغواء بُنيات الحلم وهي تنفث سِحرها الغنيّ المُشتهى..فتبعها يرتجي منها ودادها ومن رحلته تجارة لن تبور.
انطلق نحو المجهول على أمل ان يحظى باهتمام الحياة ..هام كحمامة سلام ظمِئة لا تطمع بأكثر من غصن زيتون تتدلى بشائره من سماوات صبيبة الودق كريمة.
ولكن..!يبدو أن الترحال لا يَفي أحلامه..وأن الأرض لا تطرح غير نصيبها مهما اختلفت جغرافيتها.. فتعثّر على مفترق الطريق بين هنا وهناك حتى ابتلعه حلق المضيق.. وبات يرقب من خلف المدى دروب العودة..وهزيع الحنين يعاقر احتماله ، فغدا كمطوّقةٍ تؤدّي مناسك التَوق إذا الليل سجى، وتنظِم إذا أقبل السَحر معلقة الوله لتُرسلها أشجانا مع الفجر إذ خرّ ساجدا يكيل للأرض كثيرات القُبل.
خبطٌ عشوائيٌّ لا يرحم ما زال ينبعث من مُضغته الملطّخة بالحنين ..أشبه بطلقات دكّت قلاع روحه دكّا ، أزيزها تكبيرات تعالت في مدائن الرثاء.. أو لربما هي رصاصات رحمة فرّت من بندقية وطنيّته تُهيئ موتا أقلّ وجعا بمثله يليق .. فتقطّر ينزف جرحه أساً من أساه.
مسّه وصبٌ من الشوق..وغدا الوقت سهاما تطارده نحو أزلٍ مسجّى..وتسيّد ناظريه مرأى الوطن.. وأعلن الشوق انتصاره..فاغتسل بماء اليقين واستعان بنور الهداية من فتنة الحلم وإغواء بنيّاته..وتطهّر من رجس الوجع .. وتحرّر من مُعلقة الرثاء العجوز..فاستسلم لنداء الحقيقة الغافي في يقينه والمنبعثة تراتيله من مآذن الروح أن لو رضيت فـ "لسوف يعطيك ربّك فترضى"..وأن الأرض لا تطرح غير ما قُدّر لها أن تطرح، ولن تأتي أُكلها إلاّ بمقدار ما قدّر لها أن تأتِ .
وأخيرا..أعلن استسلامه لشوق أوغل في التمادي حتى بلغ مُنتهاه ..ولبّى نداء خافق أضناهُ الشوق فأعياه..وامتطى خيول الريح عائدا الى بلاده ..وعلى مدارج الوطن ارتدى حُلّة الطهر وخلع نعليه ليدوس الثَرى المقدّس العابق برائحة الطُهر من أجداده..تاركا أرض الغربة وراءه وبحر الغواية تحته وامتطى الجبل الأشمّ المَهيب من أمامه ..ونادى من فوق قمة الروح أن يا بلادي زمليني زمليني وأن يا غربة لكِ دينكِ ولي دين، فهل من سامع فأبّلغه..اللهمّ إنّي قد بلّغتُني فاشهد..وانطلقت خيول الشوق العاديات تصهل في جوفه أن حيّ على طُهر بلادي من الآن حتى الممات..
حيّ على طهر بلادي حتى الممات...
حيّ على طهر بلادي حتى الممات.
لا تطرح الأرض غير نصيبها..!
تسوّل كسرة حلم من أطراف ليلته..وحزم حقائب آماله..ومضى يستجدي قليل صَدقة من خبايا مستقبله..
وبات على رصيف الأمنيات يقتفي آثار ضوء قادم بانبهار من قناديل رحلته.
طوّقه الضباب الخادع الساكن في حدقاته..ولم يعد يقاوم إغواء بُنيات الحلم وهي تنفث سِحرها الغنيّ المُشتهى..فتبعها يرتجي منها ودادها ومن رحلته تجارة لن تبور.
انطلق نحو المجهول على أمل ان يحظى باهتمام الحياة ..هام كحمامة سلام ظمِئة لا تطمع بأكثر من غصن زيتون تتدلى بشائره من سماوات صبيبة الودق كريمة.
ولكن..!يبدو أن الترحال لا يَفي أحلامه..وأن الأرض لا تطرح غير نصيبها مهما اختلفت جغرافيتها.. فتعثّر على مفترق الطريق بين هنا وهناك حتى ابتلعه حلق المضيق.. وبات يرقب من خلف المدى دروب العودة..وهزيع الحنين يعاقر احتماله ، فغدا كمطوّقةٍ تؤدّي مناسك التَوق إذا الليل سجى، وتنظِم إذا أقبل السَحر معلقة الوله لتُرسلها أشجانا مع الفجر إذ خرّ ساجدا يكيل للأرض كثيرات القُبل.
خبطٌ عشوائيٌّ لا يرحم ما زال ينبعث من مُضغته الملطّخة بالحنين ..أشبه بطلقات دكّت قلاع روحه دكّا ، أزيزها تكبيرات تعالت في مدائن الرثاء.. أو لربما هي رصاصات رحمة فرّت من بندقية وطنيّته تُهيئ موتا أقلّ وجعا بمثله يليق .. فتقطّر ينزف جرحه أساً من أساه.
مسّه وصبٌ من الشوق..وغدا الوقت سهاما تطارده نحو أزلٍ مسجّى..وتسيّد ناظريه مرأى الوطن.. وأعلن الشوق انتصاره..فاغتسل بماء اليقين واستعان بنور الهداية من فتنة الحلم وإغواء بنيّاته..وتطهّر من رجس الوجع .. وتحرّر من مُعلقة الرثاء العجوز..فاستسلم لنداء الحقيقة الغافي في يقينه والمنبعثة تراتيله من مآذن الروح أن لو رضيت فـ "لسوف يعطيك ربّك فترضى"..وأن الأرض لا تطرح غير ما قُدّر لها أن تطرح، ولن تأتي أُكلها إلاّ بمقدار ما قدّر لها أن تأتِ .
وأخيرا..أعلن استسلامه لشوق أوغل في التمادي حتى بلغ مُنتهاه ..ولبّى نداء خافق أضناهُ الشوق فأعياه..وامتطى خيول الريح عائدا الى بلاده ..وعلى مدارج الوطن ارتدى حُلّة الطهر وخلع نعليه ليدوس الثَرى المقدّس العابق برائحة الطُهر من أجداده..تاركا أرض الغربة وراءه وبحر الغواية تحته وامتطى الجبل الأشمّ المَهيب من أمامه ..ونادى من فوق قمة الروح أن يا بلادي زمليني زمليني وأن يا غربة لكِ دينكِ ولي دين، فهل من سامع فأبّلغه..اللهمّ إنّي قد بلّغتُني فاشهد..وانطلقت خيول الشوق العاديات تصهل في جوفه أن حيّ على طُهر بلادي من الآن حتى الممات..
حيّ على طهر بلادي حتى الممات...
حيّ على طهر بلادي حتى الممات.