المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبير الرماد ( قصة قصيرة )


عديلة القاف
09-10-2012, 01:19 PM
http://im12.gulfup.com/2012-08-29/1346201730761.jpg


أمعن صادق نظره في الرسائل والأوراق و المعاملات التي وضعها الموزع على الطاولة أمامه ولم تمض لحظات حتى بدأ يقلبها كأنه يبحث عن شيء مفقود بين تلك الأوراق المكدسة ثم انفرجت أساريره عندما لمح الرسالة المعنونة باسمه فحدث نفسه :
( منها تلك الرسالة , إنه خطها , أما زالت تحبني , أما زالت تتذكرني ) وتناول المغلف وارتاح في جلسته على كرسيه الحديدي القديم وبدون أن يشعر به أحد من زملائه الموظفين , مزق المغلف , ألقى نظرة عابرة على ما يحويه وسرعان ما أحس بقشعريرة تسري في أوصاله وشعر بدوار يلف رأسه حتى كاد أن يقع من على كرسيه .
لقد تأثر جداً وتألم من أعماقه عندما شاهد صورته وقد أعادتها ميادة إليه .. ميادة تلك العذراء الجميلة الملاك الحالم الفتاة التي تعرّف عليها منذ سنين فأحبها وأحبته وأخلص لها في علاقته العاطفية ثم أخرج صورته التي احتضنتها قصاصة من الورق كتب عليها :
(( طيفك خبئه لي .. عندك ,
بعد أن غمرته بالقبل اللاهبة
ليس لي مكان آمن من قلبك
كي أتمكن من أن أخبئه ,
وأنا كطيفك الحبيب
خبئنا معاً عندك ,
في أعماقك المجهولة ,
يا أعز حبيب ,
أنت .. يا أحلى من عمري )) .
فامتقع وجه صادق وتهالك على مقعده ثم تنهد بعمق وهو يتساءل في صمته عن السبب الذي جعل ميادة تعيد إليه صورته , ترى هل أخطأ معها حتى حاولت أن تنساه إلى الأبد هل خان العهد الذي اتخذه معها حتى بادرته بصفعة قاسية بهذه الطريقة .. أم أن حباً جديداً تسلل إلى قلبها حتى لجأت إلى بعثرة الحب القديم من فؤادها هل ,,؟؟؟ .
وازدحمت تلك التساؤلات في رأسه واحتار في الإجابة عن أية واحدة منها وأراد أن يبددها لكنه لم يستطع .
وفي زحمة تلك الأفكار والخيالات والتعليقات أعادته الذكرى إلى السنين الغابرة إلى بهجة العمر إلى رياض شبابه حيث شعر بالقرب منها أن أنسام السعادة هبت لتمسح عن جبين الحياة تعاسة وجوده في الحياة . كان ذلك منذ سنوات عندما التقى بها عن غير موعد في منزل أحد أقربائها ومن النظرات الأولى والأحاديث المتبادلة ارتاحت جوارحه الظامئة إليها ومالت عاطفته الثائرة نحوها واستلهم من عينيها النجلاوين إشراقة مستقبله وأثناء الحديث سألها :
- أما زلت طالبة ؟
- نعم
- في أية مرحلة ؟
- في صف الشهادة الثانوية .
ثم انتقل حديثهما إلى الأدب والشعر والفن والموسيقى وانطلقا معاً في بيدر الأحلام يملآن سلالهما بنجوم الآمال , سألها صادق :
- ما رأيك بالحياة ؟
- جميلة إذا استطاع المرء تحقيق ما يريد
- وإذا لم يستطع
- إنها تعيسة , يعيش الإنسان في زوايا فراغ مميت دون هدف أو رجاء ..
استولت ميادة بحديثها الجذاب على قلب صادق فوجد فيها الضالة المنشودة التي يبحث عنها كل شاب وعندما ودعته وافترق عنها شعر بانقباض نفسي وتمنى لو تمهلت عقارب الساعة في المضي حتى يتمكن من أن يبقى معها فترة أطول .
وذهب إلى البيت حاملاً في ذهنه أحلى صورة لـ ميادة واستلقى على سريره يتأمل طيفها في أرجاء الغرفة .. إنها فتاة الأحلام التي يبحث عنها طويلاً في ضمير مستقبله المجهول .. لابد انها ستفتح أمام شريك حياتها أفاقاً بهيجة مشرقة ..
سيحاول خطبتها من أبيها لكنه – الوزير السابق – ووالده الموظف البسيط وهو الموظف الحديث و لن يلتقي أحد منهم بالمركز الاجتماعي في نقطة البداية أو النهاية , هيهات كيف ستتم الخطبة ..؟؟ و أرهقهما الزمن وشعرا بالتعب والشرود العاطفي حتى التقيا في مركب الحب البهيج فتعاهدا على المضي معاً في طريق مستقبلهما لكن هل أخلفت ميادة العهد ومن أجل هذا أعادت إلي الصورة .. وهل سأبقى هكذا أقضم أنامل الوحدة والألم ..
وفي بحر تلك الذكريات المتلاطمة سمع صوت زميله :
- السيد صادق هل وافقتم على الإجازة المرضية لـ خليل ؟
انتفض صادق من تأملاته وأجاب :
- نعم .. منذ يوم أمس ..
ثم ألقى نظرة على قصاصة الورق التي احتضنت صورته .. وراح يتمتم :
(( طيفك خبئه لي .. عندك ,
بعد أن غمرته بالقبل اللاهبة
ليس لي مكان آمن من قلبك
كي أتمكن من أن أخبئه ,
وأنا كطيفك الحبيب
خبئنا معاً عندك ,
في أعماقك المجهولة ,
يا أعز حبيب ,
أنت .. يا أحلى من عمري )) .

http://im30.gulfup.com/2012-07-15/134235073061.gif

http://im12.gulfup.com/2012-08-29/1346201730662.jpg

خالد مهيدات
09-10-2012, 01:57 PM
سرد قصصي ممتع . دمت بخير

ايمااان حمد
09-10-2012, 03:54 PM
تم نقل هذا الموضوع الى قسمه الصحيح ( أسراب البوح )
تمنياتي لكِ بالتوفيق على هذه الرائعه
/
/
ايمااان

ذكرى الغالي
09-10-2012, 06:03 PM
رااائعه بلا حدود
كالنحلة إنتِ تجمعين رحيق المشاعر
وتصنعين شهد البوح
تقديري لشخصك واعجابي الشديد ببوحك العذب
http://kll2.com/upfiles/dtz29051.gif (http://kll2.com/)
http://kll2.com/upfiles/w3728789.gif (http://kll2.com/)

د. سمر مطير البستنجي
09-10-2012, 06:12 PM
أيتها الماطرة غيثا يروي رياض الأدب..!
حيّرتِ أشجان الذكرى..
فهل تُجدي الذكرى لهاث الروح في لحظة لهفة مُفرطة..؟
رائعة شعورا وفكرةً صديقة الحرف"عديلة"..
فقط ..!
غادري النصّ السرديّ التقليديّ وحلّقي في سماء المفردات المُبتكرة.

شيخه آل غانم
09-10-2012, 07:33 PM
الكاتبة القديرة \ عديلة القاف


قصة رغم قراءاتي لها سابقا

الا انني وجدت لذة جديدة فيها

ربي يسعدك يارب

محبتي لك ومودتي ؛؛

عديلة القاف
09-13-2012, 08:41 AM
سرد قصصي ممتع . دمت بخير

شكرا لك استاذ خالد

ممتنة لتواجدك العطر

احترامي

نـور القمــر
09-13-2012, 04:17 PM
أيا عديلة الروح
سرد قصصي ممتع
تخلله عبق المشاعر
ورغم ماكانت تدور حول التساؤلات والحسره
الا انها تبقى واضحة العشق من الطرفين
جميلتي
كنتِ سحابة غيث ماطره
بمفرداتها العذبه واحساسها الدافئ
مودتي لروحك

محمد ال مهيد
09-14-2012, 09:58 AM
المبدعه عديله القاف

ماشاء الله تبارك الله

اسلوب قصصي رائع متماسك

في الفكره والمضمون
نص جدااا مميز
اجدتي الصياغه راااائع
سجلي اعجابي



ولاتحرمينا القادم http://kll2.com/upfiles/OJu37447.gif (http://kll2.com/)http://kll2.com/upfiles/E2X36537.gif (http://kll2.com/)

عديلة القاف
09-14-2012, 02:17 PM
تم نقل هذا الموضوع الى قسمه الصحيح ( أسراب البوح )
تمنياتي لكِ بالتوفيق على هذه الرائعه
/
/
ايمااان

شكرا لك اتعبتك معي :)

مودتي لك

عقاب النهار
09-14-2012, 09:24 PM
لله درك
على هذه الفاتنه والرائعه بروعة حظورك
صح كلك
ولاهنتى
تقديري

الشاعر ماجد بن رتيق
09-15-2012, 05:15 AM
كاتبتنا الراقية
عديلة القاف
تنحني المفردات إجلالاً و هيبة لسموّ فكرك
فقد أبدعتي و أمتعتي فأشبعتي حتى الثمالة
لله در مشاعرك ما أزكاها
صح اللسان و سلم القلب و تسامى البنان
ووفقك رب الجنان
و حماك
و رعاك
و أدام هتّان إبداعاتك
و أنار خطاك




فائق ودي و تقديري و أكوان وردي

عديلة القاف
10-09-2012, 04:06 PM
رااائعه بلا حدود
كالنحلة إنتِ تجمعين رحيق المشاعر
وتصنعين شهد البوح
تقديري لشخصك واعجابي الشديد ببوحك العذب
http://kll2.com/upfiles/dtz29051.gif (http://kll2.com/)
http://kll2.com/upfiles/w3728789.gif (http://kll2.com/)

الرائعة ذكرى الغالي
شكرا لتواجدك يا اميرة

محبتي لك

عديلة القاف
10-09-2012, 04:12 PM
أيتها الماطرة غيثا يروي رياض الأدب..!
حيّرتِ أشجان الذكرى..
فهل تُجدي الذكرى لهاث الروح في لحظة لهفة مُفرطة..؟
رائعة شعورا وفكرةً صديقة الحرف"عديلة"..
فقط ..!
غادري النصّ السرديّ التقليديّ وحلّقي في سماء المفردات المُبتكرة.

اهلا بك يا بياض
شكرا لحضورك واطراءك
احترم رايك انما افضل السرد السلس البسيط دون تعقيد
ليكون بمتناول الجميع وليس مخصصا لفئة دون اخرى
مودتي لك

عديلة القاف
10-09-2012, 04:13 PM
الكاتبة القديرة \ عديلة القاف


قصة رغم قراءاتي لها سابقا

الا انني وجدت لذة جديدة فيها

ربي يسعدك يارب

محبتي لك ومودتي ؛؛

اهلا بك غلاتي
شكرا لتواجدك العطر
مودتي

عديلة القاف
10-09-2012, 04:16 PM
أيا عديلة الروح
سرد قصصي ممتع
تخلله عبق المشاعر
ورغم ماكانت تدور حول التساؤلات والحسره
الا انها تبقى واضحة العشق من الطرفين
جميلتي
كنتِ سحابة غيث ماطره
بمفرداتها العذبه واحساسها الدافئ
مودتي لروحك

غاليتي نور القمر

شكرا من القلب لجمال حضورك يا نقية

مودتي لك

عديلة القاف
10-09-2012, 04:17 PM
المبدعه عديله القاف

ماشاء الله تبارك الله

اسلوب قصصي رائع متماسك

في الفكره والمضمون
نص جدااا مميز
اجدتي الصياغه راااائع
سجلي اعجابي



ولاتحرمينا القادم http://kll2.com/upfiles/oju37447.gif (http://kll2.com/)http://kll2.com/upfiles/e2x36537.gif (http://kll2.com/)




القدير محمد
اسعدني تواجدك الراقي واعجابك بطرحي
امتناني وتقديري لك

عديلة القاف
10-09-2012, 04:21 PM
لله درك
على هذه الفاتنه والرائعه بروعة حظورك
صح كلك
ولاهنتى
تقديري

صح بدنك يالوافي

شكرا لتواجدك الراقي لاعدمتك

احترامي

وليد الوصيف
10-09-2012, 04:28 PM
ما أروعك
رائع ما خطه قلمك
سلمت أناملك
إستمتعت هنا مع سردك ونبض قلمك
قصة غاية في المتعة والجمال
تحياتي الشاسعة
وليد الوصيف

عديلة القاف
10-09-2012, 04:43 PM
كاتبتنا الراقية
عديلة القاف
تنحني المفردات إجلالاً و هيبة لسموّ فكرك
فقد أبدعتي و أمتعتي فأشبعتي حتى الثمالة
لله در مشاعرك ما أزكاها
صح اللسان و سلم القلب و تسامى البنان
ووفقك رب الجنان
و حماك
و رعاك
و أدام هتّان إبداعاتك
و أنار خطاك




فائق ودي و تقديري و أكوان وردي

القدير ماجد

شكرا لكرم الثناء والحضور

لاعدمت تواجدك يا راقي

احترامي