حسين راجحي
09-26-2012, 01:23 PM
الأداء الوظيفي
في صباح يوم من الأيام دخل مكتبي أحد المعلمين المتميزين لدي وسلًّم علي ورديت السلام ، ولاحظت أنه لم يجلس و استغربت من ذلك ،
فطلبت منه الجلوس فرفض
وقال : لن أجلس حتى تنفذ طلبي
فقلت له : بقدر ما أستطيع سأقدم لك يد العون والمساعدة ،
فارتاح عندما سمع ما قلت له وجلس
وقال : يا مديري أنت دائما تسعى لرضانا ، وتبذل قصارى جهدك وكل ما تملك من مقومات لتذليل الصعوبات وتسهيلها لإسعادنا ، والرقي بنا، ونحن نقدر لك هذا، ولن أطيل عليك وسأدخل في لب
الموضوع مباشرةَ ، فأنت تعلم بأن مسكني بعيدُ عن المدرسة ، وأنا أحلم بالنقل والدوام لمدرسة قريبة من مسكني ، وأنت قد أعطيتني في تقييمك في الأداء الوظيفي ثمان وتسعون درجة
فقلت له وأنا مقاطعا لحديثه : وما لمشكلة في ذلك ؟
فقال : يا مديري درجتي لا تقدمني بل تؤخرني مما سوف أفقد فرصتي في النقل لهذا العام لاسيما أن من ينافسني على النقل درجاتهم أعلى مني
فقلت له : إن درجتك هي الأعلى بين زملائك وهي مناسبة لك حسب تقييمي
فقال المعلم : أقترح عليك أن تكتب الدرجة المناسبة في ملفي ، والدرجة التي ترضيني وهي مائة درجة في التبادل الالكتروني ، حتى تكون فرصتي في النقل أقوى لهذا العام
فقلت له : هذا مخالف للنظام
فقال : المعلم وأين الحل لهذه المشكلة ؟
فقلت : اترك لي مساحة لأفكر وأجد الحل الذي يتوافق مع قناعتي ، وأكتب درجتك وأنا مطمئن بما أسجله لك
عندما انصرف المعلم من مكتبي جاءتني الهموم من كل حدب وصوب ، فوقعت في فخ الحيرة وبدأت
أفكر كيف أخرج من هذه المشكلة ؟ وكيف أظفر بالحل ؟!! حتى أني لم أذق طعم النوم ،
وأنا أفكر في إيجاد حل يبعد عني شبح الاصطدام مع قناعتي ونصوص النظام التي حفظتها عن ظهر
غيب ، وكيف أتجاوزها!! ،وبين تلك الفكرة وتلك الفكرة التي كانت تراود مخيلتي ، حتى توصلت إلى ابتكار فكرة اختراع لمساعدتي في التقييم بكل مصداقية ووضوح ترضي الجميع ،
وفي الصباح وبينما أنا في مكتبي دخل علي وكيلي فتحي وسلم علي ورددت سلامه
وقال : أرى عليك علامات الإرهاق والتعب ، ألم تنم البارحة ؟
فقلت : نعم فلقد بت أفكر في برنامج يحقق معايير النجاح ويرسم صورة واضحة للمعلم لكي يخطو خطاها ويرتقي في سلم الدرجة
فقال : أقترح بأن تشارك بذلك في مسابقة الإبتكار العالمية
فقلت : أتظن هذا ؟
قال : نعم وكلي ثقة فيك ، فتوكل على الله ولا تتردد .
شاركت في المسابقة ، وحضرت في اليوم التي تقام فيه ، وعندما جاء دوري لأقف على المنبر،
اتجهت إلى المنصة أمام كاميرات التلفزة و حشد كبير من الجمهور وأعضاء لجنة التقييم ،
وقلت : سأتكلم في البداية عن الهدف من ابتكاري وهو عدم زيارة المدير للمعلم داخل أورقة الصف ،
وماهو البديل لذلك هو ابتكاري الذي أسميته الراصد ، وسأشرح لكم ذلك من خلال الصورة التي ستظهر في العارض
http://www.samtah.net/vb//uploaded/1737_01348254542.jpg
فستجدون في أسفل الجهاز موجات صوتية ترتفع وتنزل حسب صوت المعلم والطلاب ،
وتعطي المؤشر الرقم المناسب لنبرة الصوت ، ودرجة التقييم في المؤشر من الواحد إلى اثنا عشر،
وهناك كاميرا في الأعلى تتحرك مثل حركة العين المجردة بكل سهولة ، وتصور كل ما يدور داخل الصف ،
وفي نهاية الحصة تصوًّر الكاميرا السبورة وتنهي الفيلم بذلك وتعطيه تقييمه من الصوت ، و أيضا التاريخ والوقت الذي شُرح فيه ،
و هناك مدخل للذاكرة فكل معلم لديه ذاكرة ، وعند إدخال الذاكرة في الجهاز يبدأ الفيديو بالتسجيل ،
ويا أعزائي المشاهدين فلا توجد هناك رقابة على المعلم فذاكرته معه ،
ومتى طلب المدير الذاكرة لتقييمه يعطيه ويكون معه حتى يقتنع بدرجته ،
وأيضا سوف أنوه عن فوائد الذاكرة فمنها على سبيل المثال أنه يرى نفسه عندما يدخلها في جهاز الحاسب ،
ويرى سلبياته وإيجابيته فيطور من نفسه ،
وأيضا الطالب يخاف من الكاميرا ، لأنها ستكون شاهدة عليه إن بدر منه سلوك سيء ،
وتساهم في رفع مستواه خاصةً عندما يعطي المعلم المرشد الطلابي ،
ويتواصل مع ولي الأمر ولاشيء يخفى عليه ، وهنا النقلة النوعية في عالم التكنولوجيا ، فالكل مستفيد من هذا الابتكار،
و لا أنسى فإن هذا الابتكار مساعد في تقييم المعلم ، وستكون متابعتي يوميا وبشكل دائم للمعلمين من خلال التطبيق ،
لأعرف مدى وصول المعلومة للطلاب والواجب الذي يثبتها ،
وسوف أقوم بوضع إحصائية توضح نسبة الطلاب الذين فهموا الدرس بحل التطبيق ، وأيضا عدد الطلاب الذين حلو الواجب بشكل صحيح ،
حتى تكون الصورة واضحة لكي يبدع المعلم ويتميز في عمله ، ويصبح يومه أفضل من أمسه وغداه أفضل من يومه ،
وعندما انتهيت من حديثي صفق الجمهور ووقف رئيس لجنة التقييم
فقال : أحييك لابتكارك الأكثر من الرائع وأخبرك بأن ما قدمته لنا قد لاقى رضا واستحسان أعضاء اللجنة ، وأنا سأعطيك صوتي ،
حينها تقدم العضو الثاني
وقال: وأنا أضم صوتي معك
فقال العضو الثالث وأنا سوف أعطيك صوتي ، وأتمنى لك الفوز في المسابقة ، ونيل الجائزة ،
ثم قال رئيس اللجنة : سوف نعلن الفائز بعد ثلاثة أيام في الصحف المحلية ، وسوف نكرمه في حفل تكريم يليق به .
وبعد ترقب وانتظار امتد لثلاثة أيام
لمعرفة صاحب الجائزة ،
والشوق قد بدا واضحا في محيا محبي ،
إلا والوكيل يأتي وهو يحمل الصحيفة ويزف لزملائه خبر فوزي ،
ليدخل جميع الزملاء
مكتبي ليُهنئوني ، وأنا لا أعلم ماذا يريدون ؟!!
فتقدم فتحي من بين زملائه
وقال : أبارك لك الفوز بالمسابقة وسوف يكرمونك في إجازة نهاية الأسبوع ،
فذرفت عيني من شدة الفرح
وقلت : إن نجاحي ماهو إلا
صورة لنجاحكم ، فأنتم مثل الشمعة التي أنارت طريقي ،
فلقد أهديتموني نصائحكم وشاركتموني بأفكاركم ، فلساني يعجز عن شكركمْ
فقال المعلمون : تأكد أن جميعنا سوف يحضر حفل تتويجك ، ولن يتغيب منا أحد وسندعو كل من نعرف ، وهذا أٌقل شيء نقدمه لك
فقلت : بل حضوركم مثل الوسام الذي أتقلده ، وأفتخر به ،
وفي حفل الختام وقف رئيس اللجنة على المنبر
وقال: أحيي المدير رجب الذي فاز بالجائزة ونال الدرجة الكاملة في المسابقة ،
ولا أنسى أن أشكر كل من شارك في المسابقة ، وأتمنى لهم التوفيق والفوز في
المسابقات القادمة ،
والآن فليتقدم الفائز بأن يقول كلمته ويستلم جائزته ،
فاتجهت وسط تصفيق حار من الجمهور ووقفت على المنبر
وقلت : جائزتي أراها في عمل المعلم وتنفيذ برنامجي على الشكل المطلوب ، وليس حبرا على ورق ، فمتى تحقق ذلك كنت أسعد الناس ،
وأنا أشاهد بأم عيني تغيره وتطوره ،
وعندما انتهيت من كلمتي اتجهت لاستلام الجائزة ، وسط هتافات الجمهور وهم يرددون رجب رجب .
بقلم/ حسين راجحي
في صباح يوم من الأيام دخل مكتبي أحد المعلمين المتميزين لدي وسلًّم علي ورديت السلام ، ولاحظت أنه لم يجلس و استغربت من ذلك ،
فطلبت منه الجلوس فرفض
وقال : لن أجلس حتى تنفذ طلبي
فقلت له : بقدر ما أستطيع سأقدم لك يد العون والمساعدة ،
فارتاح عندما سمع ما قلت له وجلس
وقال : يا مديري أنت دائما تسعى لرضانا ، وتبذل قصارى جهدك وكل ما تملك من مقومات لتذليل الصعوبات وتسهيلها لإسعادنا ، والرقي بنا، ونحن نقدر لك هذا، ولن أطيل عليك وسأدخل في لب
الموضوع مباشرةَ ، فأنت تعلم بأن مسكني بعيدُ عن المدرسة ، وأنا أحلم بالنقل والدوام لمدرسة قريبة من مسكني ، وأنت قد أعطيتني في تقييمك في الأداء الوظيفي ثمان وتسعون درجة
فقلت له وأنا مقاطعا لحديثه : وما لمشكلة في ذلك ؟
فقال : يا مديري درجتي لا تقدمني بل تؤخرني مما سوف أفقد فرصتي في النقل لهذا العام لاسيما أن من ينافسني على النقل درجاتهم أعلى مني
فقلت له : إن درجتك هي الأعلى بين زملائك وهي مناسبة لك حسب تقييمي
فقال المعلم : أقترح عليك أن تكتب الدرجة المناسبة في ملفي ، والدرجة التي ترضيني وهي مائة درجة في التبادل الالكتروني ، حتى تكون فرصتي في النقل أقوى لهذا العام
فقلت له : هذا مخالف للنظام
فقال : المعلم وأين الحل لهذه المشكلة ؟
فقلت : اترك لي مساحة لأفكر وأجد الحل الذي يتوافق مع قناعتي ، وأكتب درجتك وأنا مطمئن بما أسجله لك
عندما انصرف المعلم من مكتبي جاءتني الهموم من كل حدب وصوب ، فوقعت في فخ الحيرة وبدأت
أفكر كيف أخرج من هذه المشكلة ؟ وكيف أظفر بالحل ؟!! حتى أني لم أذق طعم النوم ،
وأنا أفكر في إيجاد حل يبعد عني شبح الاصطدام مع قناعتي ونصوص النظام التي حفظتها عن ظهر
غيب ، وكيف أتجاوزها!! ،وبين تلك الفكرة وتلك الفكرة التي كانت تراود مخيلتي ، حتى توصلت إلى ابتكار فكرة اختراع لمساعدتي في التقييم بكل مصداقية ووضوح ترضي الجميع ،
وفي الصباح وبينما أنا في مكتبي دخل علي وكيلي فتحي وسلم علي ورددت سلامه
وقال : أرى عليك علامات الإرهاق والتعب ، ألم تنم البارحة ؟
فقلت : نعم فلقد بت أفكر في برنامج يحقق معايير النجاح ويرسم صورة واضحة للمعلم لكي يخطو خطاها ويرتقي في سلم الدرجة
فقال : أقترح بأن تشارك بذلك في مسابقة الإبتكار العالمية
فقلت : أتظن هذا ؟
قال : نعم وكلي ثقة فيك ، فتوكل على الله ولا تتردد .
شاركت في المسابقة ، وحضرت في اليوم التي تقام فيه ، وعندما جاء دوري لأقف على المنبر،
اتجهت إلى المنصة أمام كاميرات التلفزة و حشد كبير من الجمهور وأعضاء لجنة التقييم ،
وقلت : سأتكلم في البداية عن الهدف من ابتكاري وهو عدم زيارة المدير للمعلم داخل أورقة الصف ،
وماهو البديل لذلك هو ابتكاري الذي أسميته الراصد ، وسأشرح لكم ذلك من خلال الصورة التي ستظهر في العارض
http://www.samtah.net/vb//uploaded/1737_01348254542.jpg
فستجدون في أسفل الجهاز موجات صوتية ترتفع وتنزل حسب صوت المعلم والطلاب ،
وتعطي المؤشر الرقم المناسب لنبرة الصوت ، ودرجة التقييم في المؤشر من الواحد إلى اثنا عشر،
وهناك كاميرا في الأعلى تتحرك مثل حركة العين المجردة بكل سهولة ، وتصور كل ما يدور داخل الصف ،
وفي نهاية الحصة تصوًّر الكاميرا السبورة وتنهي الفيلم بذلك وتعطيه تقييمه من الصوت ، و أيضا التاريخ والوقت الذي شُرح فيه ،
و هناك مدخل للذاكرة فكل معلم لديه ذاكرة ، وعند إدخال الذاكرة في الجهاز يبدأ الفيديو بالتسجيل ،
ويا أعزائي المشاهدين فلا توجد هناك رقابة على المعلم فذاكرته معه ،
ومتى طلب المدير الذاكرة لتقييمه يعطيه ويكون معه حتى يقتنع بدرجته ،
وأيضا سوف أنوه عن فوائد الذاكرة فمنها على سبيل المثال أنه يرى نفسه عندما يدخلها في جهاز الحاسب ،
ويرى سلبياته وإيجابيته فيطور من نفسه ،
وأيضا الطالب يخاف من الكاميرا ، لأنها ستكون شاهدة عليه إن بدر منه سلوك سيء ،
وتساهم في رفع مستواه خاصةً عندما يعطي المعلم المرشد الطلابي ،
ويتواصل مع ولي الأمر ولاشيء يخفى عليه ، وهنا النقلة النوعية في عالم التكنولوجيا ، فالكل مستفيد من هذا الابتكار،
و لا أنسى فإن هذا الابتكار مساعد في تقييم المعلم ، وستكون متابعتي يوميا وبشكل دائم للمعلمين من خلال التطبيق ،
لأعرف مدى وصول المعلومة للطلاب والواجب الذي يثبتها ،
وسوف أقوم بوضع إحصائية توضح نسبة الطلاب الذين فهموا الدرس بحل التطبيق ، وأيضا عدد الطلاب الذين حلو الواجب بشكل صحيح ،
حتى تكون الصورة واضحة لكي يبدع المعلم ويتميز في عمله ، ويصبح يومه أفضل من أمسه وغداه أفضل من يومه ،
وعندما انتهيت من حديثي صفق الجمهور ووقف رئيس لجنة التقييم
فقال : أحييك لابتكارك الأكثر من الرائع وأخبرك بأن ما قدمته لنا قد لاقى رضا واستحسان أعضاء اللجنة ، وأنا سأعطيك صوتي ،
حينها تقدم العضو الثاني
وقال: وأنا أضم صوتي معك
فقال العضو الثالث وأنا سوف أعطيك صوتي ، وأتمنى لك الفوز في المسابقة ، ونيل الجائزة ،
ثم قال رئيس اللجنة : سوف نعلن الفائز بعد ثلاثة أيام في الصحف المحلية ، وسوف نكرمه في حفل تكريم يليق به .
وبعد ترقب وانتظار امتد لثلاثة أيام
لمعرفة صاحب الجائزة ،
والشوق قد بدا واضحا في محيا محبي ،
إلا والوكيل يأتي وهو يحمل الصحيفة ويزف لزملائه خبر فوزي ،
ليدخل جميع الزملاء
مكتبي ليُهنئوني ، وأنا لا أعلم ماذا يريدون ؟!!
فتقدم فتحي من بين زملائه
وقال : أبارك لك الفوز بالمسابقة وسوف يكرمونك في إجازة نهاية الأسبوع ،
فذرفت عيني من شدة الفرح
وقلت : إن نجاحي ماهو إلا
صورة لنجاحكم ، فأنتم مثل الشمعة التي أنارت طريقي ،
فلقد أهديتموني نصائحكم وشاركتموني بأفكاركم ، فلساني يعجز عن شكركمْ
فقال المعلمون : تأكد أن جميعنا سوف يحضر حفل تتويجك ، ولن يتغيب منا أحد وسندعو كل من نعرف ، وهذا أٌقل شيء نقدمه لك
فقلت : بل حضوركم مثل الوسام الذي أتقلده ، وأفتخر به ،
وفي حفل الختام وقف رئيس اللجنة على المنبر
وقال: أحيي المدير رجب الذي فاز بالجائزة ونال الدرجة الكاملة في المسابقة ،
ولا أنسى أن أشكر كل من شارك في المسابقة ، وأتمنى لهم التوفيق والفوز في
المسابقات القادمة ،
والآن فليتقدم الفائز بأن يقول كلمته ويستلم جائزته ،
فاتجهت وسط تصفيق حار من الجمهور ووقفت على المنبر
وقلت : جائزتي أراها في عمل المعلم وتنفيذ برنامجي على الشكل المطلوب ، وليس حبرا على ورق ، فمتى تحقق ذلك كنت أسعد الناس ،
وأنا أشاهد بأم عيني تغيره وتطوره ،
وعندما انتهيت من كلمتي اتجهت لاستلام الجائزة ، وسط هتافات الجمهور وهم يرددون رجب رجب .
بقلم/ حسين راجحي