شجون الليل
09-28-2012, 09:35 AM
قصة الرجل الذي زار أخاً له في الله
عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- : «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ : لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ»(1).
شرح المفردات(2):
أرصده : أَقْعَدَهُ يَرْقُبهُ.
الْمَدْرَجَة : الطَّرِيق، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّاس يَدْرُجُونَ عَلَيْهَا، أَيْ يَمْضُونَ وَيَمْشُونَ.
هل لَك عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَة تَرُبُّهَا: أي : تَحْفَظُها، وتُراعيها، وتُرَبِّيها، كما يُرَبِّي الرجل ولده، والفارس فَلُوَّهُ.
من فوائد الحديث:
1- فضل الزيارة في الله عز وجل، والتي يكون الباعث عليها الحب في الله تعالى وليس غرض من أغراض الدنيا، أو مصلحة من المصالح العاجلة، فهي سبب لمحبةالله تعالى للعبد، وسبب لدخول الجنة؛ ففي الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :« مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ، نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا»(3)، وعن مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :«قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ»(4).
2- الزيارة في الله عز وجل فيها فوائد جمة؛ فهي تؤلف القلوب، وتزيد الإيمان، وتفرح النفس، وفيها التناصح والتعاون على الخير، قال محمد بن المنكدر وقد سئل: ما بقي من لذةٍ في هذه الحياة؟ قال:"التقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم"، وقال الحسن البصري: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكرونا بالآخرة، وأهلونا يذكرونا بالدنيا".
3 إثبات صفة المحبة لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه، بلا تأويل ولا تكييف، ولا تشبيه ولا تمثيل، فالله يُحب من شاء من عباده، يحب التوابين، ويحب المتطهرين، والمتقين، والمحسنين، والمتزاورين فيه، والمتحابين فيه.
4- الإيمان بالملائكة، وأنهم قد يأتون في صورة البشر كما في هذا الحديث، وقال الله تعالى عن جبريل – عليه السلام: (فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) [مريم: 17].
5- على المسلم أن يجتهد في إحياء هذه الشعيرة العظيمة، ولاسيما وقد كثر التفريط فيها في هذا الزمن حيث أصبح أكثر الناس لا يتزاورون إلا من أجل الدنيا والمصالح العاجلة.
6- يشرع للمسلم إذا زار أخاه في الله أن يلتزم بآداب الزيارة ومنها؛ الاستئذان، وغض البصر، وأن يعمر المجلس بذكر الله تعالى، وأن يبتعد عن الغيبة والفحش، وأن لا يطيل الجلوس حتى لا يثقل على أخيه.
7- قال ابن القيم –- الاجتماع بالإخوان قسمان:
أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت.
الثاني: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها، ولكن فيه ثلاث آفات: أحداها تزين بعضهم لبعض. الثانية: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة. الثالثة: أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.
وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة، وإما للقلب والنفس المطمئنة، والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته(5).
عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- : «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟ قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ : لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ»(1).
شرح المفردات(2):
أرصده : أَقْعَدَهُ يَرْقُبهُ.
الْمَدْرَجَة : الطَّرِيق، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّاس يَدْرُجُونَ عَلَيْهَا، أَيْ يَمْضُونَ وَيَمْشُونَ.
هل لَك عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَة تَرُبُّهَا: أي : تَحْفَظُها، وتُراعيها، وتُرَبِّيها، كما يُرَبِّي الرجل ولده، والفارس فَلُوَّهُ.
من فوائد الحديث:
1- فضل الزيارة في الله عز وجل، والتي يكون الباعث عليها الحب في الله تعالى وليس غرض من أغراض الدنيا، أو مصلحة من المصالح العاجلة، فهي سبب لمحبةالله تعالى للعبد، وسبب لدخول الجنة؛ ففي الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :« مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ، نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا»(3)، وعن مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :«قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ»(4).
2- الزيارة في الله عز وجل فيها فوائد جمة؛ فهي تؤلف القلوب، وتزيد الإيمان، وتفرح النفس، وفيها التناصح والتعاون على الخير، قال محمد بن المنكدر وقد سئل: ما بقي من لذةٍ في هذه الحياة؟ قال:"التقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم"، وقال الحسن البصري: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكرونا بالآخرة، وأهلونا يذكرونا بالدنيا".
3 إثبات صفة المحبة لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه، بلا تأويل ولا تكييف، ولا تشبيه ولا تمثيل، فالله يُحب من شاء من عباده، يحب التوابين، ويحب المتطهرين، والمتقين، والمحسنين، والمتزاورين فيه، والمتحابين فيه.
4- الإيمان بالملائكة، وأنهم قد يأتون في صورة البشر كما في هذا الحديث، وقال الله تعالى عن جبريل – عليه السلام: (فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) [مريم: 17].
5- على المسلم أن يجتهد في إحياء هذه الشعيرة العظيمة، ولاسيما وقد كثر التفريط فيها في هذا الزمن حيث أصبح أكثر الناس لا يتزاورون إلا من أجل الدنيا والمصالح العاجلة.
6- يشرع للمسلم إذا زار أخاه في الله أن يلتزم بآداب الزيارة ومنها؛ الاستئذان، وغض البصر، وأن يعمر المجلس بذكر الله تعالى، وأن يبتعد عن الغيبة والفحش، وأن لا يطيل الجلوس حتى لا يثقل على أخيه.
7- قال ابن القيم –- الاجتماع بالإخوان قسمان:
أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت.
الثاني: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها، ولكن فيه ثلاث آفات: أحداها تزين بعضهم لبعض. الثانية: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة. الثالثة: أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.
وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة، وإما للقلب والنفس المطمئنة، والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته(5).