عبدالله الحضبي
10-06-2012, 08:49 AM
أعلموا أنه لانجاح بلا تعب
يحكى أن ملكاً جمع حكماء البلد وقال لهم : أريد أن تضعوا منهجاً لمن بعدنا
من الشباب يعينهم على النجاح ، فاجتمع الحكماء لأشهر ، وخرجوا بكتاب
ضخم يحوي آلاف الصفحات ، جمعوا فيه كل ما يعين على النجاح من قواعد
وتجارب وحكم ، وخرجوا به إلى ذلك الملك ، فرد عليهم : أن هذا المنهج
طويل ولن يفيد الشباب ، فطلب منهم أن يختصروه ، فوضعوه في مئات
الصفحات ، ولكنه رفض أيضاً ، ثم وضعوه في عشرات ، فرفض أيضاً
بحجة أن المنهج طويل وسيشتت قارئه وأن قواعده وحكمه وقصصه كثيرة جداً ،
وفي الأخير قرروا –بعد أن أضناهم التعب من هذا العمل-ألا يكتبوا فيه سوى
جملة واحدة ، فكتبوا فيه :
" اعلموا : أنه لا نجاح بلا تعب " !!
فسميت هذه القاعدة بالقاعدة الذهبية للنجاح ، وهي ما يشار إليه بعلو الهمة .
فاعلم أخي الشاب و أختي الطموحة :
أنه لا نجاح بلا تعب ، فبعض الشباب يبحث عن أسهل الطرق وأيسرها للوظيفة ، ثم بعد سنوات
يندب حظه العاثر من جراء كثرة العمل وقلة الراتب ، أتعلمون لمَ يشكي ؟
لأنه اختار النجاح بلا تعب ، وقد قيل :
أقصر الطرق وأيسرها للنجاح أقلها فائدة ومتعة .
وفي المقابل من أتعب نفسه وأسهر ليله فحري به أن يحصد من الأعمال
أفضلها ومن الرواتب أعلاها ومن السيرة أزكاها .
وإليك التأريخ يشهد بهذا ، فكل عظيم ومخترع ، وكل مكتشف وعالم
أفنى عمره وطال تعبه لأجل النجاح ، فهذا توماس أديسون يقال أنه
حاول إشعال الكهرباء ألف مرة قبل أن ينجح ، ولو أنه لم يكن مؤمناً
بهذه النظرية –لا نجاح بلا تعب- لم تتعدى محاولاته العشرة الأولى .
وإن أردت أفضل من هذا ، فاقرأ
سيرة المصطفى –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
كم حاول مع قومه ؟
وكم ضُرِبَ لأجل الدعوة ؟
وكم لقي من الاستهزاء والاستهتار والأوصاف القبيحة ؟
وكم صابر و صبر ؟
فما عرف نوما كنومنا حتى لقي الله عز وجل , وكانت خديجة -رضي الله عنها-
تشفق عليه وتقول له : " ألا تستريح , ألا تنام ؟" فيقول : " ذهب النوم يا خديجة " ..
إنها الهمة ، أيقن بأن الله منجيه ، وأن التعب في الدعوة أجر وطريق نجاح
ومفتاح فلاح .
وهذا عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- ، قالوا له : ألا تتفرغ لنا ؟ قال :
" وأين الفراغ ، ذهب الفراغ ولا فراغ ولا مستراح إلا تحت شجرة طوبى
" يعني : في الجنة .
و الإمام أحمد بن حنبل وجد في سيرته قولاً لأبي زرعة : " كان احمد يحفظ ألف ألف حديث
" يعني : مليون حديث!! ، فهل جاء المليون بعد نوم و راحة ؟
و قال محمد بن إسماعيل : " مرّ بنا أحمد بن حنبل ونعلاه في يديه ،
وهو يركض في دروب بغداد ، ينتقل من حلقة إلى حلقة " !!
و قال أبو حاتم الرازي : " مشيت على قدمي في الطلب –أي طلب العلم- ألف فرسخ "
وقلب صفحات الماضي والحاضر لتجد أن الناجحين هم الأكثر تعباً في بداية
حياتهم ووقت شبابهم ، ولكنهم الأفضل حالاً بعد أن نالوا ثمرة تعبهم ، وهم
الذين سطر التأريخ أسمائهم ، فنالوا شرف الدنيا وشرف الآخرة –بإذن الله- .
واعلم أن الخلود إلى الراحة وقت الشباب يدل على كسل صارخ و همة ضعيفة ،
وستجد نفسك ملقياً على هامش التأريخ ، وأن وجودك وفناؤك لا يعني للعالم شيئاً .
فانهض – بارك الله فيك- وتسلح بسلاح الهمة ، و البس درع العزيمة ،
وغامر مع التعب ، حتى تعيش سعيداً وتموت عظيماً .
ألتقيكم – بحول الله-وأنتم قد عزمتم على النجاح .
يحكى أن ملكاً جمع حكماء البلد وقال لهم : أريد أن تضعوا منهجاً لمن بعدنا
من الشباب يعينهم على النجاح ، فاجتمع الحكماء لأشهر ، وخرجوا بكتاب
ضخم يحوي آلاف الصفحات ، جمعوا فيه كل ما يعين على النجاح من قواعد
وتجارب وحكم ، وخرجوا به إلى ذلك الملك ، فرد عليهم : أن هذا المنهج
طويل ولن يفيد الشباب ، فطلب منهم أن يختصروه ، فوضعوه في مئات
الصفحات ، ولكنه رفض أيضاً ، ثم وضعوه في عشرات ، فرفض أيضاً
بحجة أن المنهج طويل وسيشتت قارئه وأن قواعده وحكمه وقصصه كثيرة جداً ،
وفي الأخير قرروا –بعد أن أضناهم التعب من هذا العمل-ألا يكتبوا فيه سوى
جملة واحدة ، فكتبوا فيه :
" اعلموا : أنه لا نجاح بلا تعب " !!
فسميت هذه القاعدة بالقاعدة الذهبية للنجاح ، وهي ما يشار إليه بعلو الهمة .
فاعلم أخي الشاب و أختي الطموحة :
أنه لا نجاح بلا تعب ، فبعض الشباب يبحث عن أسهل الطرق وأيسرها للوظيفة ، ثم بعد سنوات
يندب حظه العاثر من جراء كثرة العمل وقلة الراتب ، أتعلمون لمَ يشكي ؟
لأنه اختار النجاح بلا تعب ، وقد قيل :
أقصر الطرق وأيسرها للنجاح أقلها فائدة ومتعة .
وفي المقابل من أتعب نفسه وأسهر ليله فحري به أن يحصد من الأعمال
أفضلها ومن الرواتب أعلاها ومن السيرة أزكاها .
وإليك التأريخ يشهد بهذا ، فكل عظيم ومخترع ، وكل مكتشف وعالم
أفنى عمره وطال تعبه لأجل النجاح ، فهذا توماس أديسون يقال أنه
حاول إشعال الكهرباء ألف مرة قبل أن ينجح ، ولو أنه لم يكن مؤمناً
بهذه النظرية –لا نجاح بلا تعب- لم تتعدى محاولاته العشرة الأولى .
وإن أردت أفضل من هذا ، فاقرأ
سيرة المصطفى –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
كم حاول مع قومه ؟
وكم ضُرِبَ لأجل الدعوة ؟
وكم لقي من الاستهزاء والاستهتار والأوصاف القبيحة ؟
وكم صابر و صبر ؟
فما عرف نوما كنومنا حتى لقي الله عز وجل , وكانت خديجة -رضي الله عنها-
تشفق عليه وتقول له : " ألا تستريح , ألا تنام ؟" فيقول : " ذهب النوم يا خديجة " ..
إنها الهمة ، أيقن بأن الله منجيه ، وأن التعب في الدعوة أجر وطريق نجاح
ومفتاح فلاح .
وهذا عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- ، قالوا له : ألا تتفرغ لنا ؟ قال :
" وأين الفراغ ، ذهب الفراغ ولا فراغ ولا مستراح إلا تحت شجرة طوبى
" يعني : في الجنة .
و الإمام أحمد بن حنبل وجد في سيرته قولاً لأبي زرعة : " كان احمد يحفظ ألف ألف حديث
" يعني : مليون حديث!! ، فهل جاء المليون بعد نوم و راحة ؟
و قال محمد بن إسماعيل : " مرّ بنا أحمد بن حنبل ونعلاه في يديه ،
وهو يركض في دروب بغداد ، ينتقل من حلقة إلى حلقة " !!
و قال أبو حاتم الرازي : " مشيت على قدمي في الطلب –أي طلب العلم- ألف فرسخ "
وقلب صفحات الماضي والحاضر لتجد أن الناجحين هم الأكثر تعباً في بداية
حياتهم ووقت شبابهم ، ولكنهم الأفضل حالاً بعد أن نالوا ثمرة تعبهم ، وهم
الذين سطر التأريخ أسمائهم ، فنالوا شرف الدنيا وشرف الآخرة –بإذن الله- .
واعلم أن الخلود إلى الراحة وقت الشباب يدل على كسل صارخ و همة ضعيفة ،
وستجد نفسك ملقياً على هامش التأريخ ، وأن وجودك وفناؤك لا يعني للعالم شيئاً .
فانهض – بارك الله فيك- وتسلح بسلاح الهمة ، و البس درع العزيمة ،
وغامر مع التعب ، حتى تعيش سعيداً وتموت عظيماً .
ألتقيكم – بحول الله-وأنتم قد عزمتم على النجاح .