خالد مهيدات
10-22-2012, 05:51 PM
علَّـهَـا الرِّحْلَةُ الأخيرةُ
بينما كان جالساً على شاطئ البحرِ ألقى الموجُ بينَ يديهِ قارورةً فيها رسالةٌ هذا نصُّ حروفها " ارتحل السندبادُ يبحثُ ... يبحثُ عن ماذا ؟ أ عن الفردوسِ المفقودِ ، أم عن كنوزِ الجانِّ ، أم عن أميرةٍ مسحورةٍ من بناتِ أوهامِه ؟ لا و اللهِ ما سافر إلا ليبحثَ عن قدرِه الذي يطلبُه ، عن قدرِه الذي هو أقربُ إليه من نفسه . و من سخريةِ الحياةِ به أنَّ قدرَهُ ماثلٌ أمامَه أينما التفتَ ، فيتعامى عنه كأنَّه شيطانٌ رجيمٌ يستعيذُ باللهِ منهُ ، أو جحيمٌ يفرُّ منهُ . لكن لا مفرَّ ، كلُّ خطاك تسوقُك إليه .
ما أتعسَ السندبادَ ! كم بحرٍ خاضَ لجتَهُ فما صاد غيرَ الوشلِ ، و كم صحراءَ موحشةٍ كابد شدتها فما جنى غيرَ السرابِ ، و كم مدينةٍ مسحورةٍ فكَّ طلاسمَها فما استخرج غيرَ عظامِ الموتى .
و من سخريةِ الحياةِ أنـَّك بفرارِك منهُ تفرُّ إليه . يقفُ لك أمامَ البيتِ ، و يجلسُ لك على قارعة ِ الطريقِ ، و يمشي معك في كلِّ دربٍ سرتَه . آهِ ، لو كان للسندباد قلبٌ كقلوب ِ الطيرِ . أ فكان سيمتعُنا بقصةِ الأميرةِ المسحورةِ ، و كنوزِ الجانِّ ، و الفردوسِ المفقودِ ؟! كلُّ قصةٍ عرفها تركتْ في قلبِه جرحاً ، و كلُّ رحلةٍ سافرها تركت في عظمهِ وهناً ، و كلُّ نهايةٍ كتبها قتلت في نفسِه أملاً .
آخرُ رحلاتِه كانت إلى بلادِ الواق واق ، و قد وقعَ أسيراً بيدِ سكانها من الجانِّ فإمَّا أنْ يتزوجَ بنتَ سلطانِهم ، و إمَّا أنْ تحلَّ عليهِ اللعنةُ . "
22 \ 10 \ 2012
بينما كان جالساً على شاطئ البحرِ ألقى الموجُ بينَ يديهِ قارورةً فيها رسالةٌ هذا نصُّ حروفها " ارتحل السندبادُ يبحثُ ... يبحثُ عن ماذا ؟ أ عن الفردوسِ المفقودِ ، أم عن كنوزِ الجانِّ ، أم عن أميرةٍ مسحورةٍ من بناتِ أوهامِه ؟ لا و اللهِ ما سافر إلا ليبحثَ عن قدرِه الذي يطلبُه ، عن قدرِه الذي هو أقربُ إليه من نفسه . و من سخريةِ الحياةِ به أنَّ قدرَهُ ماثلٌ أمامَه أينما التفتَ ، فيتعامى عنه كأنَّه شيطانٌ رجيمٌ يستعيذُ باللهِ منهُ ، أو جحيمٌ يفرُّ منهُ . لكن لا مفرَّ ، كلُّ خطاك تسوقُك إليه .
ما أتعسَ السندبادَ ! كم بحرٍ خاضَ لجتَهُ فما صاد غيرَ الوشلِ ، و كم صحراءَ موحشةٍ كابد شدتها فما جنى غيرَ السرابِ ، و كم مدينةٍ مسحورةٍ فكَّ طلاسمَها فما استخرج غيرَ عظامِ الموتى .
و من سخريةِ الحياةِ أنـَّك بفرارِك منهُ تفرُّ إليه . يقفُ لك أمامَ البيتِ ، و يجلسُ لك على قارعة ِ الطريقِ ، و يمشي معك في كلِّ دربٍ سرتَه . آهِ ، لو كان للسندباد قلبٌ كقلوب ِ الطيرِ . أ فكان سيمتعُنا بقصةِ الأميرةِ المسحورةِ ، و كنوزِ الجانِّ ، و الفردوسِ المفقودِ ؟! كلُّ قصةٍ عرفها تركتْ في قلبِه جرحاً ، و كلُّ رحلةٍ سافرها تركت في عظمهِ وهناً ، و كلُّ نهايةٍ كتبها قتلت في نفسِه أملاً .
آخرُ رحلاتِه كانت إلى بلادِ الواق واق ، و قد وقعَ أسيراً بيدِ سكانها من الجانِّ فإمَّا أنْ يتزوجَ بنتَ سلطانِهم ، و إمَّا أنْ تحلَّ عليهِ اللعنةُ . "
22 \ 10 \ 2012