عصام كمال
10-30-2012, 09:08 PM
أهلُ الهَوى
أَبَى الدَّمْعُ أَحْزَانِي فَصَاحَتْ مَدَامِعِي = كَفَيْتَ الْهَوَى نَجْوَى الْجَوَى وَالشَّجَى بِيَا
تَجَافَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ غَارَتْ بِمُقْلَتِي = فَمَا مِنْ سَبِيلٍ كَي تَعودَ الْأَمَانِيَا
وَلَا ذِكْرَيَاتٍ إِنْ تَهَادَتْ طُيُوفُهَا = سَتَدْعُو حَنِينًا يَسْتَغِيثُ الْخَوَالِيَا
فَحُلْمُ اللَّيَالِي قَدْ زَوَى وَارْتَضَى الفَنَى = وَقَدْ أَسْدَلَ الْمَاضِي حِجَابًا وَرَائِيَا
وَهَا قَدْ نَعَتْ آمَالُ أَمْسِي إِلىَ غَدِي = زَوَالَ الْهَوَى حَتّى تَلَاشَى رَجَائِيَا
وَلَوْ شَاءَ حَظٌ مَا هَوَى فِي مَجَاهِلٍ=وَمَا دَامَ فِي قَلبٍ مُجِيبٍ مُجَافِيَا
أَصَابَتْ عُيُوْنُ الدَّهْرِ قَلْبِي بِمَقْتَلٍ = وَبَاتَ الزَّمَانُ الْيَوْمَ مِنِّي مُعَادِيَا
إِذَا مَا الْمُنَى هبَّتْ عِنَاقاً بِمَرقَدٍ = فَإِنَّ الْعَوَادِي سَوفَ تَعْدُو نَوَاهِيَا
فَقُرْبٌ يَزِيْدُ الْمَرْءَ بُعْدًا ، وَ شِقْوَةً = وَنأيٌ يَزُوْدُ الدَّرْبُ عَنْهُ طوَاعِيَا
فَكُلٌ أَصَابَ النَّفْسَ تَحْسُو مَوَاجِعًا = وَ لَمْ يُجْدِ وَجْدٌ ، أَو نِدَاءٌ تَلَاقِيَا
فَأَنْسَى الْفِرَاقُ الشَّوقَ يَدْعُو خَلِيْلَهُ = وَ أَبْقَى جَفَاءَ الْوَصْلِ مِنْهُ مُوَالِيَا
أَبَى الْبَينُ إِلْاَّ أَنْ يَرَانِيْ مُعَذَّبًا = وَمَا مِنْ دَوَاءٍ سَوفَ يُشْفِي جِراحِيَا
وَمَا مِنْ طَبِيْبٍ قَدْ شَفَى طِبَّهُ الْهَوَى = وَأَعْيَا الْمُدَاوِي والْمُدَاوَى التَّدَاوِيَا
فَكَمْ مِنْ قُلُوبٍ فِي هَوَاهَا تَعَذَّبَتْ = وَكَمْ مِنْ نُفُوسٍ قَدْ تَهَاوَتْ بَوَاكِيَا
وَيَا عَاذِلِي نِلْتَ الْمُنَى حِينَ غِرَةٍ = فَمَا عَادَ دَرْبِي بَاسِمَ الْوَعْدِ شَادِيَا
وَلَكَنْ كَفَى أَمْسِي نَعِيمًا ، وَبهْجَةً = شَرِبْنَا كُؤُوسَ الْوَصْلِ نَشْوَى تَوَالِيَا
بِرَغْمِ الضَّنِينِ الْعِشقُ يَبْقَى كَزَهْرَةٍ = بِأَشْوَاكِ أَغْصَانٍ وَ تَسْرِي فُوُاحِيَا
وَتَصْحُو عَلَى هَمْسِ النَّدَى فَوقَ ثَغْرِهَا = تُنَاجِي الْمُنَى تَزهِي ، وَتَعلُو الرَّوَابِيَا
وَتَصْبُو إِلَى أَهْلِ الْهَوَى كَيفَ أَصْبَحُوا ؟ = سَلَامًا ، وِفَاقًا ، أَمْ جَفَاءً ، نُوَاحِيَا
إَذَا مَا دَنَا مِنْهَا حَبِيْبٌ بِقُبْلَةٍ = فَصَاحَتْ بِهِ هَلْ حَانَ يَومُ انْتِهَائِيَا ؟
أَرَى فِيْكَ عِشْقًا ثُمّ تَدْنُو لِمَقْتَلِي ! = فَكَيْفَ اسْتَقاَمَ الْحُبُّ يَرْجُو فَنَائِيَا ؟!
فَلَا تَبْكِ يَا غُصْنًا إِذَا جَاءَ مَوْعِدِي = فَإنِّيِ الدَّوَا أَشْدُو الْهَوَى وَالرَّدَى بِيَا
لِمَنْ صَانَ عَهْدًا أَوْ تَسَامَى بِعِشْقِهِ = هَلُمُّوا إِلَى جُرْحِي فَفِيهِ التَّدَاوِيَا
فَهَذَا سَبِيلُ الْعِشْقِ يَبْقَى وَلَوْ فَنَى = شَدِيًّا ، شَذيًّا لَا يَهَابُ الدَّوَاهِيَا
شعر : مراد الساعي
أَبَى الدَّمْعُ أَحْزَانِي فَصَاحَتْ مَدَامِعِي = كَفَيْتَ الْهَوَى نَجْوَى الْجَوَى وَالشَّجَى بِيَا
تَجَافَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ غَارَتْ بِمُقْلَتِي = فَمَا مِنْ سَبِيلٍ كَي تَعودَ الْأَمَانِيَا
وَلَا ذِكْرَيَاتٍ إِنْ تَهَادَتْ طُيُوفُهَا = سَتَدْعُو حَنِينًا يَسْتَغِيثُ الْخَوَالِيَا
فَحُلْمُ اللَّيَالِي قَدْ زَوَى وَارْتَضَى الفَنَى = وَقَدْ أَسْدَلَ الْمَاضِي حِجَابًا وَرَائِيَا
وَهَا قَدْ نَعَتْ آمَالُ أَمْسِي إِلىَ غَدِي = زَوَالَ الْهَوَى حَتّى تَلَاشَى رَجَائِيَا
وَلَوْ شَاءَ حَظٌ مَا هَوَى فِي مَجَاهِلٍ=وَمَا دَامَ فِي قَلبٍ مُجِيبٍ مُجَافِيَا
أَصَابَتْ عُيُوْنُ الدَّهْرِ قَلْبِي بِمَقْتَلٍ = وَبَاتَ الزَّمَانُ الْيَوْمَ مِنِّي مُعَادِيَا
إِذَا مَا الْمُنَى هبَّتْ عِنَاقاً بِمَرقَدٍ = فَإِنَّ الْعَوَادِي سَوفَ تَعْدُو نَوَاهِيَا
فَقُرْبٌ يَزِيْدُ الْمَرْءَ بُعْدًا ، وَ شِقْوَةً = وَنأيٌ يَزُوْدُ الدَّرْبُ عَنْهُ طوَاعِيَا
فَكُلٌ أَصَابَ النَّفْسَ تَحْسُو مَوَاجِعًا = وَ لَمْ يُجْدِ وَجْدٌ ، أَو نِدَاءٌ تَلَاقِيَا
فَأَنْسَى الْفِرَاقُ الشَّوقَ يَدْعُو خَلِيْلَهُ = وَ أَبْقَى جَفَاءَ الْوَصْلِ مِنْهُ مُوَالِيَا
أَبَى الْبَينُ إِلْاَّ أَنْ يَرَانِيْ مُعَذَّبًا = وَمَا مِنْ دَوَاءٍ سَوفَ يُشْفِي جِراحِيَا
وَمَا مِنْ طَبِيْبٍ قَدْ شَفَى طِبَّهُ الْهَوَى = وَأَعْيَا الْمُدَاوِي والْمُدَاوَى التَّدَاوِيَا
فَكَمْ مِنْ قُلُوبٍ فِي هَوَاهَا تَعَذَّبَتْ = وَكَمْ مِنْ نُفُوسٍ قَدْ تَهَاوَتْ بَوَاكِيَا
وَيَا عَاذِلِي نِلْتَ الْمُنَى حِينَ غِرَةٍ = فَمَا عَادَ دَرْبِي بَاسِمَ الْوَعْدِ شَادِيَا
وَلَكَنْ كَفَى أَمْسِي نَعِيمًا ، وَبهْجَةً = شَرِبْنَا كُؤُوسَ الْوَصْلِ نَشْوَى تَوَالِيَا
بِرَغْمِ الضَّنِينِ الْعِشقُ يَبْقَى كَزَهْرَةٍ = بِأَشْوَاكِ أَغْصَانٍ وَ تَسْرِي فُوُاحِيَا
وَتَصْحُو عَلَى هَمْسِ النَّدَى فَوقَ ثَغْرِهَا = تُنَاجِي الْمُنَى تَزهِي ، وَتَعلُو الرَّوَابِيَا
وَتَصْبُو إِلَى أَهْلِ الْهَوَى كَيفَ أَصْبَحُوا ؟ = سَلَامًا ، وِفَاقًا ، أَمْ جَفَاءً ، نُوَاحِيَا
إَذَا مَا دَنَا مِنْهَا حَبِيْبٌ بِقُبْلَةٍ = فَصَاحَتْ بِهِ هَلْ حَانَ يَومُ انْتِهَائِيَا ؟
أَرَى فِيْكَ عِشْقًا ثُمّ تَدْنُو لِمَقْتَلِي ! = فَكَيْفَ اسْتَقاَمَ الْحُبُّ يَرْجُو فَنَائِيَا ؟!
فَلَا تَبْكِ يَا غُصْنًا إِذَا جَاءَ مَوْعِدِي = فَإنِّيِ الدَّوَا أَشْدُو الْهَوَى وَالرَّدَى بِيَا
لِمَنْ صَانَ عَهْدًا أَوْ تَسَامَى بِعِشْقِهِ = هَلُمُّوا إِلَى جُرْحِي فَفِيهِ التَّدَاوِيَا
فَهَذَا سَبِيلُ الْعِشْقِ يَبْقَى وَلَوْ فَنَى = شَدِيًّا ، شَذيًّا لَا يَهَابُ الدَّوَاهِيَا
شعر : مراد الساعي