محمود فالح مهيدات
01-27-2010, 06:22 PM
غرام المشيب
حَوْرَاءُ يكْسُوهَا الحَــلا جِلْبَابَـا = وَرَمَتْ فؤادي سَهْمَهَـا فأصَابَا
ألْحَاظُ جُؤْذرةٍ أصَابَتْ خَافِقِـــي = وَغَرِقْتُ في بَحْرِ العيـونِ عُبَابَا
فالقلْبُ في صَدْرِي كَلِيمُ لِحاظِهَـا = والرُّوحُ أضْحَتْ بالهوى مِعْشَابَا
هَتَفَ الفؤادُ بحبهــا مُتغَنِيــاً = كالطيرِ يَشْدو فوقَ غُصْنٍ طَابَـا
مِنْ ديرَةٍ بَعُدَتْ أخَاطِبُ طَيْفَهَــا = أسْتَمْطِرُ الرَّسْمَ الجَميـلَ رِضَابَا
يَا لَهْفَ قلبِــي فالدِّيَارُ بَعِيــدَةٌ = أنَا فِي فَلاَةٍ أسْتَجِيـــرُ سَرَابَا
إنِّي أتُوقُ لِرَشْفَــةٍ مِنْ بَلْسَــمٍ = تَشْفِي العَلِيلَ وَتَنْشُــرُ التَطْيَابَا
أوْ أرْتَجِــي حَبْلاً لِيَرْبِطَ بَيننَــا = حَبْلَ الوِصَـالِ وَنَنْشُطُ الأسْبَابَا
أوَكُلَّمَا نَاحَتْ عَلَــى أغْصَانِهَـا = وَرْقَاءُ طَارَحَهَا الفُــؤَادُ فَذَابَا
لا نَغْمُ دَاوودَ يُجَـارِي شَدْوَهَــا = لا لَحْنُ سَنْباطِـي ولا زِرْيابَـا
لا تُنْكِرُوا شَيْبَ الوَقَارِ بِعَارِضِـي = فالليلُ زِينَتُهُ النُّجُــومُ شِهَابَا
وَاللهِ لَوْلا أنْ يُقَــالَ عَنْ امْرِيءٍ = لَهُ مِثْلُ سِنِّي شَيْخُنَا يَتَصَابَــى
لَخَضَبْتُ شَعْرَ الرَّأْسِ كَيْ أبدو فَتًى = وَنَهَارُ نَسْرِي يَسْتَحِيـلُ غُرَابَـا
مَاذا عَلَيَّ إذَا صَبَوْتُ، فَخَافِقِـي = في الصَّدْرِ يَرْتَعُ يَافِعَـاً جَذَّابَـا
أنَا إنْ صَبَوْتُ، فَهَلْ أكُونُ مُغَادِراً = دَارَ المَشِيبِ لِكَيْ أعُودَ شَبَابَا؟!
ومَضَى فُؤادِي يَسْتَطِبُّ فَلَمْ يَجِـدْ = إلاَّ الرِّمَـاحَ المُصْلَتاتِ حِرَابَـا
وَبَعثْتُ فِي بَحْرِ الغَـرَامِ قَصَائِدِي = فَأتَتْ لِحَــاظُ الفَاتِنَاتِ جَوَابَـا
لا صَوْتُ نَايٍ يَسْتَدِرُّ عَوَاطِفِــي = أوْ أُسْتَثَارُ إذا سَمِعْتُ رَبَابَــا
مَاذا يُضِيرُ إذا الدُّمُـوعُ هَوَامِـلٌ = وَغَدَتْ عُيُونُ العَاشِقِينَ سَحَابَـا
فَتَسِيلُ مِنْ فَوْقِ الخُدُودِ مَدَامِـعٌ = كَالأُرْجُــوَانِ فَأنْبَتَتْ عِنَّابَــا
فَتَفَتَّحَتْ أزْهَــارُ قَلْبٍ عَاشِــقٍ = مَا عَادَتْ اليَوْمَ القُلُـوبُ يَبَابَـا
رَمَتِ الفُؤَادَ بِسَهْمِهَـا فَأَصَابَــا = حَوْرَاءُ يَكْسُوهَا الحَلاَ جِلْبَابَــا
****
... محمود فالح مهيدات ...
</span>
حَوْرَاءُ يكْسُوهَا الحَــلا جِلْبَابَـا = وَرَمَتْ فؤادي سَهْمَهَـا فأصَابَا
ألْحَاظُ جُؤْذرةٍ أصَابَتْ خَافِقِـــي = وَغَرِقْتُ في بَحْرِ العيـونِ عُبَابَا
فالقلْبُ في صَدْرِي كَلِيمُ لِحاظِهَـا = والرُّوحُ أضْحَتْ بالهوى مِعْشَابَا
هَتَفَ الفؤادُ بحبهــا مُتغَنِيــاً = كالطيرِ يَشْدو فوقَ غُصْنٍ طَابَـا
مِنْ ديرَةٍ بَعُدَتْ أخَاطِبُ طَيْفَهَــا = أسْتَمْطِرُ الرَّسْمَ الجَميـلَ رِضَابَا
يَا لَهْفَ قلبِــي فالدِّيَارُ بَعِيــدَةٌ = أنَا فِي فَلاَةٍ أسْتَجِيـــرُ سَرَابَا
إنِّي أتُوقُ لِرَشْفَــةٍ مِنْ بَلْسَــمٍ = تَشْفِي العَلِيلَ وَتَنْشُــرُ التَطْيَابَا
أوْ أرْتَجِــي حَبْلاً لِيَرْبِطَ بَيننَــا = حَبْلَ الوِصَـالِ وَنَنْشُطُ الأسْبَابَا
أوَكُلَّمَا نَاحَتْ عَلَــى أغْصَانِهَـا = وَرْقَاءُ طَارَحَهَا الفُــؤَادُ فَذَابَا
لا نَغْمُ دَاوودَ يُجَـارِي شَدْوَهَــا = لا لَحْنُ سَنْباطِـي ولا زِرْيابَـا
لا تُنْكِرُوا شَيْبَ الوَقَارِ بِعَارِضِـي = فالليلُ زِينَتُهُ النُّجُــومُ شِهَابَا
وَاللهِ لَوْلا أنْ يُقَــالَ عَنْ امْرِيءٍ = لَهُ مِثْلُ سِنِّي شَيْخُنَا يَتَصَابَــى
لَخَضَبْتُ شَعْرَ الرَّأْسِ كَيْ أبدو فَتًى = وَنَهَارُ نَسْرِي يَسْتَحِيـلُ غُرَابَـا
مَاذا عَلَيَّ إذَا صَبَوْتُ، فَخَافِقِـي = في الصَّدْرِ يَرْتَعُ يَافِعَـاً جَذَّابَـا
أنَا إنْ صَبَوْتُ، فَهَلْ أكُونُ مُغَادِراً = دَارَ المَشِيبِ لِكَيْ أعُودَ شَبَابَا؟!
ومَضَى فُؤادِي يَسْتَطِبُّ فَلَمْ يَجِـدْ = إلاَّ الرِّمَـاحَ المُصْلَتاتِ حِرَابَـا
وَبَعثْتُ فِي بَحْرِ الغَـرَامِ قَصَائِدِي = فَأتَتْ لِحَــاظُ الفَاتِنَاتِ جَوَابَـا
لا صَوْتُ نَايٍ يَسْتَدِرُّ عَوَاطِفِــي = أوْ أُسْتَثَارُ إذا سَمِعْتُ رَبَابَــا
مَاذا يُضِيرُ إذا الدُّمُـوعُ هَوَامِـلٌ = وَغَدَتْ عُيُونُ العَاشِقِينَ سَحَابَـا
فَتَسِيلُ مِنْ فَوْقِ الخُدُودِ مَدَامِـعٌ = كَالأُرْجُــوَانِ فَأنْبَتَتْ عِنَّابَــا
فَتَفَتَّحَتْ أزْهَــارُ قَلْبٍ عَاشِــقٍ = مَا عَادَتْ اليَوْمَ القُلُـوبُ يَبَابَـا
رَمَتِ الفُؤَادَ بِسَهْمِهَـا فَأَصَابَــا = حَوْرَاءُ يَكْسُوهَا الحَلاَ جِلْبَابَــا
****
... محمود فالح مهيدات ...
</span>