عصام كمال
12-04-2012, 09:37 PM
سيدتِي لَـنْ تَعُـودِي إِلَى الجَنَّة
جَاْءتْ تَسْأَلُنِي بَعدَ سِنِينٍ عَدِيدَةٍ إِنْ كُنتُ أَذْكُرُهَا أَمْ نَسِيتُ الذِّكْرَياتِ البَعيدةِ .التَفَتُّ إلَيْهَا بِنَظرِةٍ شريدةٍ ، قُلْتُ :مَنْ أَنْتِ؟ منْ أنْتِ أَيّتُهَا السَّيدةُ الوَدِيعَةُ ؟قَالَتْ بِصَوتٍ كَاد أَنْ يَغْرَقَ فِيهَا:
أَنَسِيتَ رَسْمي وَ اسْمِي ؟وَاسْتَدَارَتْ بخُطْوَاتٍ وَئِيدَةْ ، تُخْفِي بِكفَّيْهَا دُمُوعًا ، قُلتُ :مَهْلاً ، مَهْلاً أَسْتَرجِعُ بَعْضًا مِنْ ذِكْرَياتٍ عنِيدةٍ. صَمْتٌ يَصِيحُ فَزَعًا ، طُيُوفٌ عَنِيدَةْ تَتدَاعَى ، تَحْبُو ، تَتَرنَّحُ بَينَ آهَاتٍ وَزَفْرَاتٍ ، تُبَعثِرُ وَتَنْكَأُ ، غَاضِبَةً أَشْرِعَةَ المَاضِي الكَسِيِرةِ ، التَّلِيدةِ ، وَجِرَاحًا عَمْيقَةً. عَلَى شُطْآنِ الذِّكْرَى تَسَاوتْ لَدَيَّ حِيِنَهَا السَّاعَةُ وَاللَّحْظة وَالدَّقِيقَةْ .
أَرَىْ رُوحًا شَرِيدَةً ، تَبْحَثُ عَنْ ذَاتٍ ، عَن غُفْرَانٍ وَتَلْتَمِسُ السَّكِينَةَ .تَصْحُو أَحْزَانِي ، تَنْتَفِضُ ، تُهَلّلُ ، تَصَيحُ :أَنْتِ
أَنتِ مَنْ هَدَمَتْ قُصُورَ الَأَمَانِي ، حَطَّمْتِ مُهْجَتِي ، فِي أوجِ بَهْجَتِي ، كُنتِ ذاتَ يومٍ لي الْعِشقَ الْأَبَدِيْ ، قَصِيدةً تَجْري بِفَمِي ، مَشَاعِرَ تَسْري بِدَمِي ،َأمَلاً يَسْكنُ فِكْرِي وَقَلْبِي.
تَحَالَفتِ مَع الزَّمَانِ ، وَ رَاقَ لَكِ جُرْحُ الْمَغِيبِ وَنَزفُ الْوُرُودِ آهٍ أَبْكَيْتِ عَلَى شِفَاهي فَرْحِي وَبَسمِي
والْآنَ الْآنَ تَسْتقِينَ مِنْ ذِاتِ الْكَأسِ ، تَلعَقينَ الْمُرَّ مِنْ الْيَأسِ ، تُكَفكِفينَ الدَّمعَ ، تَسْتَصْرِخينَ مِنَ الْبَأسِ .
سَيِّدَتِي : قَلْبِي لَمْ يَعدْ قَلبِي ، أَمْسَى صَخْراً كَالصَّلْدِ.
لَا ، لَا ، تُلَمْلِمِي رَمَادَ نَارٍ أَحْرَقَتنِي ، عُوْدِي إِلَى ذِكرَاكِ ، إِلَى دُنْيَاكِ ، لِيَومٍ احْتَضَرَتْ فِيْهِ شُمُوعِي وَاحْتَضنَتْ أَنْفَاسِي
والْقِي بِذِكرَاكِ فِي الْيَمِّ ، عَانِقِي رِحْلة َالْأمْسِ ، وَموجَ الْغَضَبِ التَحِفِي ، تَحَدِّي عَوَاصِفَ اعْتَصَرتنِي ، وَاخْتَبِئِي فِي قَوْقَعةٍ ، تَحْتَوِي قَلبَكِ والْغَدْرَ ، إسْتَغيثِي بِرَحْمَةٍ لمْ تَعُدْ بَينَ الْبَشَرِ وانْثُرِي مِنْ عَيْنَيك ِدُمُوعَ الْوَجَعِ ، وَاسْتَلقِي تَحْتَ حَرِّ الْألَمِ
تلْثُمِينَ شِفَاهَ الْعَذَابِ ، حَتَّى يَحْتَضِرُ فِيْكِ الْأَمَلُ وَيَبكِي عَلََيكِ الْقَمَرُ.
سَيدتِي
تُرِيدِينَ الْعَودَةَ إلَى الْجَنَّةِ ؟ جَنَّةِ قَلبِي ، لا ، لا ، لَنْ تَعُودِي إِلَى الجنَّةِ ، فَأنَا لَنْ أَعُوْدَ إِليكِ. فَأَنْتِ مَنْ أَشْعَلَ الْجَحِيمَ ، وَأَنْتِ صَاحِبةُ الدَّعْوةِ ، فاحْتَضِنِي اللَّهَبَ ، تَنَفَسي الشَّرَرَ ، أطْلِقِي صَرْخَةَََ التِّيهِ مِثْلَمَا أَطْلَقْتُ صَرْخَةَ الْوَجَعِ ، وَامْكُثِي فِي نَفَقٍ مِن جَليدٍ بِلا شُموعٍ ، بِلَا وَمْضةِ أَمَلٍِ ، كُنْتُ يَومًا أَرْجُوها ، واشْقَتنِي ، لقد كُنْتِ أُكْذُوبةً صَدَّقتُهَا وقَتَلْتنِي.
قَلبِي يَزهُو بِرَحِيلكِ ، كَمَا كَانَ يَزهُو بِحُبِّكِ ، رَحَلَ الْحَنِينُ مِنه للأبد ، للأبدِ .
يَا سُقيَا الزَّمَانِ ، زَمَانٌ مَا اعْتَادَ نَدِيمًا أَوْ حَليفًا أَوْ حِينًا مِنْ أَمَانٍ، سَلِيهِ الْأَمانَ ، سَلِي الزَّمانَ الْغُفرَانَ ، إنْ وَهَبَكِ إيَّاهُ
سَأَهِبُ لَكِ قَلْبَا جَدِيدًا ، سَلِي الزَّمانَ الْمُسْتَحِيلَ ، قَلْبي لمْ يَعُدْ قَلبي وَأَبَدًا ، أَبَدًا لنْ يَلِينَ ،نَسَىَ الْأَملَ وَالشَّوقَ وَالْحَنِينَ .
سَيِّدَتِي لَنْ تَعُودِي إلَى الْجَنَّةْ إلَى الجَنَّةِ ، جنَّةِ قَلْبِي .
(محضُ خيالٍ )
تحياتي : مراد الساعي
جَاْءتْ تَسْأَلُنِي بَعدَ سِنِينٍ عَدِيدَةٍ إِنْ كُنتُ أَذْكُرُهَا أَمْ نَسِيتُ الذِّكْرَياتِ البَعيدةِ .التَفَتُّ إلَيْهَا بِنَظرِةٍ شريدةٍ ، قُلْتُ :مَنْ أَنْتِ؟ منْ أنْتِ أَيّتُهَا السَّيدةُ الوَدِيعَةُ ؟قَالَتْ بِصَوتٍ كَاد أَنْ يَغْرَقَ فِيهَا:
أَنَسِيتَ رَسْمي وَ اسْمِي ؟وَاسْتَدَارَتْ بخُطْوَاتٍ وَئِيدَةْ ، تُخْفِي بِكفَّيْهَا دُمُوعًا ، قُلتُ :مَهْلاً ، مَهْلاً أَسْتَرجِعُ بَعْضًا مِنْ ذِكْرَياتٍ عنِيدةٍ. صَمْتٌ يَصِيحُ فَزَعًا ، طُيُوفٌ عَنِيدَةْ تَتدَاعَى ، تَحْبُو ، تَتَرنَّحُ بَينَ آهَاتٍ وَزَفْرَاتٍ ، تُبَعثِرُ وَتَنْكَأُ ، غَاضِبَةً أَشْرِعَةَ المَاضِي الكَسِيِرةِ ، التَّلِيدةِ ، وَجِرَاحًا عَمْيقَةً. عَلَى شُطْآنِ الذِّكْرَى تَسَاوتْ لَدَيَّ حِيِنَهَا السَّاعَةُ وَاللَّحْظة وَالدَّقِيقَةْ .
أَرَىْ رُوحًا شَرِيدَةً ، تَبْحَثُ عَنْ ذَاتٍ ، عَن غُفْرَانٍ وَتَلْتَمِسُ السَّكِينَةَ .تَصْحُو أَحْزَانِي ، تَنْتَفِضُ ، تُهَلّلُ ، تَصَيحُ :أَنْتِ
أَنتِ مَنْ هَدَمَتْ قُصُورَ الَأَمَانِي ، حَطَّمْتِ مُهْجَتِي ، فِي أوجِ بَهْجَتِي ، كُنتِ ذاتَ يومٍ لي الْعِشقَ الْأَبَدِيْ ، قَصِيدةً تَجْري بِفَمِي ، مَشَاعِرَ تَسْري بِدَمِي ،َأمَلاً يَسْكنُ فِكْرِي وَقَلْبِي.
تَحَالَفتِ مَع الزَّمَانِ ، وَ رَاقَ لَكِ جُرْحُ الْمَغِيبِ وَنَزفُ الْوُرُودِ آهٍ أَبْكَيْتِ عَلَى شِفَاهي فَرْحِي وَبَسمِي
والْآنَ الْآنَ تَسْتقِينَ مِنْ ذِاتِ الْكَأسِ ، تَلعَقينَ الْمُرَّ مِنْ الْيَأسِ ، تُكَفكِفينَ الدَّمعَ ، تَسْتَصْرِخينَ مِنَ الْبَأسِ .
سَيِّدَتِي : قَلْبِي لَمْ يَعدْ قَلبِي ، أَمْسَى صَخْراً كَالصَّلْدِ.
لَا ، لَا ، تُلَمْلِمِي رَمَادَ نَارٍ أَحْرَقَتنِي ، عُوْدِي إِلَى ذِكرَاكِ ، إِلَى دُنْيَاكِ ، لِيَومٍ احْتَضَرَتْ فِيْهِ شُمُوعِي وَاحْتَضنَتْ أَنْفَاسِي
والْقِي بِذِكرَاكِ فِي الْيَمِّ ، عَانِقِي رِحْلة َالْأمْسِ ، وَموجَ الْغَضَبِ التَحِفِي ، تَحَدِّي عَوَاصِفَ اعْتَصَرتنِي ، وَاخْتَبِئِي فِي قَوْقَعةٍ ، تَحْتَوِي قَلبَكِ والْغَدْرَ ، إسْتَغيثِي بِرَحْمَةٍ لمْ تَعُدْ بَينَ الْبَشَرِ وانْثُرِي مِنْ عَيْنَيك ِدُمُوعَ الْوَجَعِ ، وَاسْتَلقِي تَحْتَ حَرِّ الْألَمِ
تلْثُمِينَ شِفَاهَ الْعَذَابِ ، حَتَّى يَحْتَضِرُ فِيْكِ الْأَمَلُ وَيَبكِي عَلََيكِ الْقَمَرُ.
سَيدتِي
تُرِيدِينَ الْعَودَةَ إلَى الْجَنَّةِ ؟ جَنَّةِ قَلبِي ، لا ، لا ، لَنْ تَعُودِي إِلَى الجنَّةِ ، فَأنَا لَنْ أَعُوْدَ إِليكِ. فَأَنْتِ مَنْ أَشْعَلَ الْجَحِيمَ ، وَأَنْتِ صَاحِبةُ الدَّعْوةِ ، فاحْتَضِنِي اللَّهَبَ ، تَنَفَسي الشَّرَرَ ، أطْلِقِي صَرْخَةَََ التِّيهِ مِثْلَمَا أَطْلَقْتُ صَرْخَةَ الْوَجَعِ ، وَامْكُثِي فِي نَفَقٍ مِن جَليدٍ بِلا شُموعٍ ، بِلَا وَمْضةِ أَمَلٍِ ، كُنْتُ يَومًا أَرْجُوها ، واشْقَتنِي ، لقد كُنْتِ أُكْذُوبةً صَدَّقتُهَا وقَتَلْتنِي.
قَلبِي يَزهُو بِرَحِيلكِ ، كَمَا كَانَ يَزهُو بِحُبِّكِ ، رَحَلَ الْحَنِينُ مِنه للأبد ، للأبدِ .
يَا سُقيَا الزَّمَانِ ، زَمَانٌ مَا اعْتَادَ نَدِيمًا أَوْ حَليفًا أَوْ حِينًا مِنْ أَمَانٍ، سَلِيهِ الْأَمانَ ، سَلِي الزَّمانَ الْغُفرَانَ ، إنْ وَهَبَكِ إيَّاهُ
سَأَهِبُ لَكِ قَلْبَا جَدِيدًا ، سَلِي الزَّمانَ الْمُسْتَحِيلَ ، قَلْبي لمْ يَعُدْ قَلبي وَأَبَدًا ، أَبَدًا لنْ يَلِينَ ،نَسَىَ الْأَملَ وَالشَّوقَ وَالْحَنِينَ .
سَيِّدَتِي لَنْ تَعُودِي إلَى الْجَنَّةْ إلَى الجَنَّةِ ، جنَّةِ قَلْبِي .
(محضُ خيالٍ )
تحياتي : مراد الساعي