عصام كمال
12-13-2012, 09:54 PM
لمِاذَا
1
وَتَاهَتْ بصَدرِ النَّهَارِ الشٌّموسْ
وَ أزْهَارُ عُودٍ تَهَاوتْ
هَوَتْ تَسألُ الأمسَ عنْ أُمنيَاتٍ
وَ أينَ السُّقاةُ ، وَ أينَ الرُّعَاةُ ، وَ أينَ الحُمَاةْ
وَ قَطرُ النَّدَى ، وَ الوَفَا ، وَ الرَّبيعْ
تُرَى هَلْ نَسَى ذِكريَاتِ اللِّقَاءْ
2
بِقُربِ غَدِيرٍ تَدَانتْ طُيورٌ ، عيَاهَا الظَّمَاءْ
تَبُوحُ ، تَنُوحُ ، تئِّنُ الجِرَاحْ
فأنَّى جِنَاحٌ كَسيرٌ ، يَطيرْ
وَ قيدٌ بِقَيدٍ تَوَالَى
وَ ألفُ جِدَارٍ أظَلَّ الفَضَاءْ
3
رَمَى الأُمنيَاتِ ، ظَلامٌ ظَليِمْ
وَ صَارَ الضَّبابُ بدربٍ ، رَجَاءْ
و إمَّا انتحَارٌ، وَ إِمَّا احتِضَارٌ
إذا مَا استغَاثَتْ قُلُوبٌ ، تُلاقِي فُتُورًا
إذا مَا ارتَضَتْ بالعَذَابِ ، تُلاقِي نُفُورًا
وَ صَمتًا كَصَمْتِ الفَنَى ، وَ القُبُورْ
4
تَلاشَى الوِئَامُ ، وَ حَلَّ الودَاعْ
وَ وهمٌ زَوَى كُلَّ عَهدٍ
وَ قَلبٌ جَثَا ، يَسألُ الأمس أينَ الجَواَبْ
لِمَاذَا ؟
وَكُنَّا نعَيشُ بِلُقيَا الأَمَانْ
بِرَغمِ الصَّقيعِ ، وَ قَهرِ الضَّبابْ
بِرغمِ الدُّموعِ ، وَ حُزْنٍ ، وَ نَارْ
لِمَاذَا
وَ كَانتْ شُموعُ الأَمَانِي بِيومٍ ، سَتأتِي
و لَيلٌ سَهيِدٌ ، عَقِيمٌ ، سَيمضي
وَ مَاذَا جَنينَا سِوَى الجمر في كل دارْ
وَقَلبٍ رَجِيفٍ ، وَ وَعدٍ هَشِيمٍ ، وَ فِكرٍ سَقِيمْ
5
لِمَاذا
يَقِينٌ بَدا ، ثُمَّ شَكٌ غَشَاهُ بَألفِ سُؤَالْ ؟
وَمِيضٌ تَدَانَي وَصارَ سَرابًا ؟
وَ شَوقُ اللِّقاءِ طَوَاهُ افْتِراقْ
6
لأَينَ الفِرارُ
لأَينَ الرَّحِيلْ
وَ زَهرٌ ، وَ غُصنٌ ، وَ طَيرٌ ، و دَوحٌ ، وَ بَدرٌ ، و َفَجرٌ
وَ سَفحٌ ، وَ وادٍ ، وَ دَمعٌ ، وَ فَرحٌ ، وَ حُبٌّ ، وَ ذِكرَى
بِقَلبِ الحَبيبِ ، دَعَاهَا النَّسيمُ ، لِمَاضٍ تَعُودْ
لأرضٍ غَشَاهَا الوَفَاءُ ، و عِشْقُ السِّنِينْ
لِعُمِرٍ يَنَامُ بِصدرِ الحَنِينْ
7
فَيَا نِسمَةَ الفَجرِ ، جُودِي بدَربِ الوِئَامْ
ويَا بَسمَةَ البَدرِ ، عُودِي لِصَدرِ السَّماءْ
وَقُولِي لِدَربٍ هَدِيمٍ ، وَ جسْرٍ حَطِيمٍ
فَمَنْ ذَا الذِي خَانَ وَعدًا ، وَبَاعَ العهُودْ ؟
وَمَنْ أَسْكَنَ الحِقدَ بينَ الصُّدورْ ؟
وَ مَنْ هَدْهَدَ الشَّرَ حتَّى اكتَوَى الأُمنياتْ ؟
وَسَمَّ الظَّلامَ ضِياءً ؟
رَمَى نَبتةَ الإثمِ فِي كُلِّ أرضٍ ، وَ وَادٍ ؟
وَمَنْ صَالَ فِينَا ، وَجَالَ اغْتِرابًا ؟
فَصِرنَا شَتَاتًا بأَرضٍ تَبُورُ ، وَحُلْمٍ كَفِيفٍ ، نَدِيمِ المُحالْ
8
إِذَا أَصبحَ الكَونُ جَمرًا ، وَ نَارًا
وَ صَارَ النَّهارُ عَبيِدَ الظَّلامْ
وَ سَيفُ الحُمَاةِ بِأرضٍ كَسيرْ
وَهامَ السُّقاةُ ، وَغَابَ الرُّعاةْ
وَبَاتَ الوَفَاءُ طَريدَ الرِّياحْ
وَصَاحَ العَذَابَ كَفَانَا احتِرَاقْ
فلَا تَرجُ عَودَ الأمَانْ
وَجُدْ بالدُّمُوعِ ، وَجُدْ بالشُّمُوعْ
فَلنْ تَستَدِيمَ الزُّهورُ بِغُصنٍ كَسِيرْ
وَ لَنْ يَستَنيرَ الوُجُودُ ، وَ شَمسٌ تَنَامُ بِعَينِ الغُروبْ
وَحِقدٌ بِدربِ الوَرَى كَاللَّهيبْ
وَ أَرضٌ بِغيرِ الرِّفاقِ ، وَأهلٍ تَجُودْ
وَ وَعدٌ بِجِسر ِاللِّقاءِ ، هَشِيمْ
رمادٌ ، رمادٌ
تَذَرهُ الرِّيَاحُ بِعَينِ السَّرَابْ .
شعر مراد الساعي
1
وَتَاهَتْ بصَدرِ النَّهَارِ الشٌّموسْ
وَ أزْهَارُ عُودٍ تَهَاوتْ
هَوَتْ تَسألُ الأمسَ عنْ أُمنيَاتٍ
وَ أينَ السُّقاةُ ، وَ أينَ الرُّعَاةُ ، وَ أينَ الحُمَاةْ
وَ قَطرُ النَّدَى ، وَ الوَفَا ، وَ الرَّبيعْ
تُرَى هَلْ نَسَى ذِكريَاتِ اللِّقَاءْ
2
بِقُربِ غَدِيرٍ تَدَانتْ طُيورٌ ، عيَاهَا الظَّمَاءْ
تَبُوحُ ، تَنُوحُ ، تئِّنُ الجِرَاحْ
فأنَّى جِنَاحٌ كَسيرٌ ، يَطيرْ
وَ قيدٌ بِقَيدٍ تَوَالَى
وَ ألفُ جِدَارٍ أظَلَّ الفَضَاءْ
3
رَمَى الأُمنيَاتِ ، ظَلامٌ ظَليِمْ
وَ صَارَ الضَّبابُ بدربٍ ، رَجَاءْ
و إمَّا انتحَارٌ، وَ إِمَّا احتِضَارٌ
إذا مَا استغَاثَتْ قُلُوبٌ ، تُلاقِي فُتُورًا
إذا مَا ارتَضَتْ بالعَذَابِ ، تُلاقِي نُفُورًا
وَ صَمتًا كَصَمْتِ الفَنَى ، وَ القُبُورْ
4
تَلاشَى الوِئَامُ ، وَ حَلَّ الودَاعْ
وَ وهمٌ زَوَى كُلَّ عَهدٍ
وَ قَلبٌ جَثَا ، يَسألُ الأمس أينَ الجَواَبْ
لِمَاذَا ؟
وَكُنَّا نعَيشُ بِلُقيَا الأَمَانْ
بِرَغمِ الصَّقيعِ ، وَ قَهرِ الضَّبابْ
بِرغمِ الدُّموعِ ، وَ حُزْنٍ ، وَ نَارْ
لِمَاذَا
وَ كَانتْ شُموعُ الأَمَانِي بِيومٍ ، سَتأتِي
و لَيلٌ سَهيِدٌ ، عَقِيمٌ ، سَيمضي
وَ مَاذَا جَنينَا سِوَى الجمر في كل دارْ
وَقَلبٍ رَجِيفٍ ، وَ وَعدٍ هَشِيمٍ ، وَ فِكرٍ سَقِيمْ
5
لِمَاذا
يَقِينٌ بَدا ، ثُمَّ شَكٌ غَشَاهُ بَألفِ سُؤَالْ ؟
وَمِيضٌ تَدَانَي وَصارَ سَرابًا ؟
وَ شَوقُ اللِّقاءِ طَوَاهُ افْتِراقْ
6
لأَينَ الفِرارُ
لأَينَ الرَّحِيلْ
وَ زَهرٌ ، وَ غُصنٌ ، وَ طَيرٌ ، و دَوحٌ ، وَ بَدرٌ ، و َفَجرٌ
وَ سَفحٌ ، وَ وادٍ ، وَ دَمعٌ ، وَ فَرحٌ ، وَ حُبٌّ ، وَ ذِكرَى
بِقَلبِ الحَبيبِ ، دَعَاهَا النَّسيمُ ، لِمَاضٍ تَعُودْ
لأرضٍ غَشَاهَا الوَفَاءُ ، و عِشْقُ السِّنِينْ
لِعُمِرٍ يَنَامُ بِصدرِ الحَنِينْ
7
فَيَا نِسمَةَ الفَجرِ ، جُودِي بدَربِ الوِئَامْ
ويَا بَسمَةَ البَدرِ ، عُودِي لِصَدرِ السَّماءْ
وَقُولِي لِدَربٍ هَدِيمٍ ، وَ جسْرٍ حَطِيمٍ
فَمَنْ ذَا الذِي خَانَ وَعدًا ، وَبَاعَ العهُودْ ؟
وَمَنْ أَسْكَنَ الحِقدَ بينَ الصُّدورْ ؟
وَ مَنْ هَدْهَدَ الشَّرَ حتَّى اكتَوَى الأُمنياتْ ؟
وَسَمَّ الظَّلامَ ضِياءً ؟
رَمَى نَبتةَ الإثمِ فِي كُلِّ أرضٍ ، وَ وَادٍ ؟
وَمَنْ صَالَ فِينَا ، وَجَالَ اغْتِرابًا ؟
فَصِرنَا شَتَاتًا بأَرضٍ تَبُورُ ، وَحُلْمٍ كَفِيفٍ ، نَدِيمِ المُحالْ
8
إِذَا أَصبحَ الكَونُ جَمرًا ، وَ نَارًا
وَ صَارَ النَّهارُ عَبيِدَ الظَّلامْ
وَ سَيفُ الحُمَاةِ بِأرضٍ كَسيرْ
وَهامَ السُّقاةُ ، وَغَابَ الرُّعاةْ
وَبَاتَ الوَفَاءُ طَريدَ الرِّياحْ
وَصَاحَ العَذَابَ كَفَانَا احتِرَاقْ
فلَا تَرجُ عَودَ الأمَانْ
وَجُدْ بالدُّمُوعِ ، وَجُدْ بالشُّمُوعْ
فَلنْ تَستَدِيمَ الزُّهورُ بِغُصنٍ كَسِيرْ
وَ لَنْ يَستَنيرَ الوُجُودُ ، وَ شَمسٌ تَنَامُ بِعَينِ الغُروبْ
وَحِقدٌ بِدربِ الوَرَى كَاللَّهيبْ
وَ أَرضٌ بِغيرِ الرِّفاقِ ، وَأهلٍ تَجُودْ
وَ وَعدٌ بِجِسر ِاللِّقاءِ ، هَشِيمْ
رمادٌ ، رمادٌ
تَذَرهُ الرِّيَاحُ بِعَينِ السَّرَابْ .
شعر مراد الساعي