مها يوسف
12-17-2012, 03:35 PM
فـــــي الصراحــــــــــــــة راحــــــــــــــة
الوشوشة لا تفيد أحداً .. فأنت أصم وأنا ذاك الأصم .. كنـا يوم أن كانت قلوبنا تلك الوفية الصادقة .. تمرح في حقول الصفاء والنقاء ولا تحمل آثاراً باقية .. راضية وخالية من كل نقطة شائبة .. وعزيزة في عزة العيون الحالمة .. تلك النفوس كانت تسكن المقلتين ولا تشتكي من ضائقة .. تدمع عينها عند الفراق بدمعة دافقة .. وتتوق شـوقاً عودة الخـل وهي باكية .. شوقاً يماثل شوق تلك الأم لمفقودتها اليافعة .. تحملها الناس بالصبر فترضخ ثم في لحظة تعود شاكية .. كانت الهبة بالقرى والزاد مقرونة ببشاشة وجـه صافية .. تشبع النفس منها قبل أن تشبع جوفها الخاوية .. ولكن الأيام تغايرت في محنة الظروف الحالية .. والثقل أصبح معياره الدينار والدولار ثم تلك الفانية .. حيث أراك ما دمت تراني عندما أملك المال ولا أراك عندما تكون الجيوب خالية .. والتباكي أصبح عن مفقود مصلحة وليس عن مفقود نفس غائبة .. والتزاور في سقم ليس لألم وإنما لأمل في تركة بعد الموت قد تكون باقية .. تسمع عني وأسمع عنك عند المحن ثم لا نلتقي إلا إذا ولت تلك المحن وأصبحت فانية .. تلك هي الحقيقة في زمن أصبحت فيه الحقيقة خافيـة .. نراها ثم ندعي غيرها بأن القلوب ما زالت صافية .. تحمل الود وتحمل الحب ولكنها بأعذارها الواهية .. وهي لا تصدق القول وإن قالت في بحورها الشوائب طافية .. والجار يجهل اسم جاره حتى إذا رحل قد يأخذ الاسم من تلك ( الجارية ) .. أين ذاك الزمان .. زمان التفاني بالنفوس ناهيك عن مدد وسند أو بأكفان بالية .
( الخاطرة للكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد )
الوشوشة لا تفيد أحداً .. فأنت أصم وأنا ذاك الأصم .. كنـا يوم أن كانت قلوبنا تلك الوفية الصادقة .. تمرح في حقول الصفاء والنقاء ولا تحمل آثاراً باقية .. راضية وخالية من كل نقطة شائبة .. وعزيزة في عزة العيون الحالمة .. تلك النفوس كانت تسكن المقلتين ولا تشتكي من ضائقة .. تدمع عينها عند الفراق بدمعة دافقة .. وتتوق شـوقاً عودة الخـل وهي باكية .. شوقاً يماثل شوق تلك الأم لمفقودتها اليافعة .. تحملها الناس بالصبر فترضخ ثم في لحظة تعود شاكية .. كانت الهبة بالقرى والزاد مقرونة ببشاشة وجـه صافية .. تشبع النفس منها قبل أن تشبع جوفها الخاوية .. ولكن الأيام تغايرت في محنة الظروف الحالية .. والثقل أصبح معياره الدينار والدولار ثم تلك الفانية .. حيث أراك ما دمت تراني عندما أملك المال ولا أراك عندما تكون الجيوب خالية .. والتباكي أصبح عن مفقود مصلحة وليس عن مفقود نفس غائبة .. والتزاور في سقم ليس لألم وإنما لأمل في تركة بعد الموت قد تكون باقية .. تسمع عني وأسمع عنك عند المحن ثم لا نلتقي إلا إذا ولت تلك المحن وأصبحت فانية .. تلك هي الحقيقة في زمن أصبحت فيه الحقيقة خافيـة .. نراها ثم ندعي غيرها بأن القلوب ما زالت صافية .. تحمل الود وتحمل الحب ولكنها بأعذارها الواهية .. وهي لا تصدق القول وإن قالت في بحورها الشوائب طافية .. والجار يجهل اسم جاره حتى إذا رحل قد يأخذ الاسم من تلك ( الجارية ) .. أين ذاك الزمان .. زمان التفاني بالنفوس ناهيك عن مدد وسند أو بأكفان بالية .
( الخاطرة للكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد )