ايمااان حمد
12-29-2012, 09:47 PM
http://imagecache.te3p.com/imgcache/e3ef7beddeae007496866f519153d582.jpg
مشت تجر قدمها التي كساها الجبس الأبيض يااااه مؤلم هذا الوضع موجع
لاترى امامها الاّ غربان سوداء , وانهار قد جفت , وقمرٌ خف ضوؤه
وانفاس اموات تحيط بهااا ...
شبابها قد شارف على النهايه , وبدأت صباحاتها ومساءاتها بالتجعد
ارض من جليد تطأها تزيدها الماً , هذا هو حال سمو بعد ان اصرّت اقدارها
ان تغير مسار حياة جميلة عاشتها بكل دقة وجمال ..
اصبحت تسير بسراديب الحياة ولاتشّتم الاّ رائحة عفن الفراااق
بعد ان كانت تسير على ارضٍ ارواها المطر فأنبت الأزهاار في كل مكان منها ..
كيف حدث هذا بهذه السرعة ...تباً خاطبت سمو نفسها وهي تسير بخطوات ثقيلة لتعد لنفسها شيء تسد به رمق جوعها ...
هل اصبح السير على قدميها مشكلة قد تستمر معها الى الموت ؟؟
ام انه عارض دفعت لأجله الكثير من عمرها ومن روحها ؟؟
اعدت سمو لنفسها كوباً من الشاي وفطيرة جبن بسرعة وقفلت عائده الى غرفتها لتجلس بكرسيها في آخر الغرفة التي غطاها الظلام ..
تشتكي على نفسها ظلم ايامها وكيف اصبحت, فترد نفسها مواسية لها ان اصبري ستسيرين من جديد وسيعود الفرح لحياتك فاصبري !
ماذا ستقول له حين تراه ...هل تصارحه بالمها , ام تحتضنه وتسامح نفسها على قراراتها الغبيه , ام سيقنعها برأيه وان ماتقوم به جنوووون ...في يوم ما قال لها { العقل في الصبر والدعاااء } وهاهي تمسكت بنصيحته .. لها الآن اربعة اشهر بعد حادثها المرير الذي ادى الى اصابة في قدمها اليمنى قد لاتعود كما كانت ابداًتحاول ان تُفهم خالد انها لم تعد تصلح له وان حبها الشديد له جعلها تفكر بالابتعاد عنه ... اخذت لنفسها متكأً وبدأ شريط ذكرياتها عن ليلة حادثتها يمر ببطء قاتل امام مخيلتها عائداً بها الى الوراء لأربعة اشهر ..حين سمع خالد بما جرى لسمو هرع اليها مسرعاً لكنه لم يرها لأنها كانت تحت تأثير المخدر ..احست به .. كيف لا وهو حبيبها وخطيبها وأمل المستقبل كله معه .. لم يكن خالد كأي حبيب كان مختلفاً في كل شيء كان يحترمها قبل ان يحبها اعاضها حنان ابيها الذي فقدته وهي صغيره , احتوى روحها فخضعت له , اهتم بها كطفلته فأنست بقربه ,كان كل شيء لسمو نهارها ومساءها وكل ساعاتها , يحس بها دون ان تتحدث يحس بألمها وفرحها , كان شديد الغيره عليها حتى من نفسها ..
حسدتها صديقاتها عليه كثيراً ... فحاولن ابعاده عنها لكنهن فشلن ... كان يغيظهن بشيء واحد انه سرق قلب وعقل صديقتهن بعد ان كانت حياتها صديقاتها باتت حياتها خالد فقط ..
غزت صفات خالد قلب سمو بهدوء ورقة عاصفة , من خلف الأفق اتى كما ترغب هي وكما تحب قاصّ وشاعر واديب ومعلم رقيق الحواس شديد الملاحظه , يهتم بدقائق الأمور التي تخص سمو مما زادها غرور وكبرياء بنفسها وبه فتحدت به العالم ..
عدّلت سمو من جلستها لأن قدمها آلمتها ... وتذكرت حين التقت به ..ابتسمت لكن بألم ... التقت به في معرض الكتاب الدولي الذي يقام كل سنه في مدينتها لفت انتباهها اسم القصه التي يبحث عنها { الحب تحت المطر } لنجيب محفوظ بحثت هي عما يبحث هو عنه ووجدت قصه واحده سارعت بأخذها فكان قد وضع يده عليها ... اعتذرت منه بلباقه وهو كذلك ..قال لها حينها من الممكن ان تقرأيها ثم تعيديها الي ّ ... خجلت سمو من ادبه الجمّ وروعة اخلاقه وقد احرقتها نظرته المؤدبه لها فوافقت على ذلك ...قال لها : انا خالد , قالت له : انا سمو ... ظهر الاعجاب على عيني خالد وقال : سمو!!
قالت : نعم , ابدى اعجابه باسمها , فقالت على الفور: والدي من سماني سمو ليقينه انني كذلك في كل شيء .. بقيت كلمتها عالقه في ذهنه حتى بعد أن ودعها ...حملت الروايه وقد ايقنت انها طريقها الى قلب خالد ...
نزلت دمعه حارقه موجعه على خد سمو وهي تتذكر كيف كانت بداياتها مع حبيبها ...
نبضات متسارعه لقلبها معلنةً الخطر بدأ الضغط يرتفع ... لكن الحيره والشوق والحنين لصوته خنقها ... اشتاقت له فبكت حتى تعبت ...
قررت المضي الى سريرها بارهاق وتعب وعدم اكمال شريط الذكريات
تمددت على سريرها بصعوبه ..لاتسمع في هذه اللحظه الاّ نبرة صوته يطلب منها ان تحبه اكثر ... يطلب منها ان يكون فتنتها وهي كذالك يطلب منها ان لاتبتعد عنه , يحاول بصعوبة افهامها ان ماحدث لها قدر وانه يحبها كيفما كانت , نزلت دمعته وهو يقول لن نفترق , لن نبتعد مهما حدث ...
سنتان وهو معها لايفترقان الا في المنام حتى في المنام احلامهم تحتضن بعضها فتستقر وتهدأ وتصاب بالنعاس ..
اين انت ياخالد الآن ؟؟؟
ايعقل ان يكون ماحدث لي سبب تعب نفسي وتغيري ؟؟
ان كان خالد مكانك هل تتخلين عنه ؟؟
حدّثت سمو نفسها بصوتٍ عالٍ لكنها سارعت ونفت ماتفكر به عن طريق هزها لرأسها بقوه .. لا لا خالد مختلف عن كل رجال العالم لن اتخلى عنه مهما حدث له ..
قد يكون متألم بسبب ماحدث لها ويحاول ان يبحث عن حل !!
او فعلاً اقتنع بكلامها والمه صدها له فابتعد !!
او قد يكون القدر ابعده !!
اصبري ياسمو والزمي الدعاء فهذا من العقل ..
مضى ليلها مؤلماً تطويها الوحده والندم لأنها هي من طلبت منه الابتعاد, ولم تترك له مجال للحديث معها اصرت ان ينتهي كل مابينهم .. كل هذا وقلبها الطاهر الصغير يبكي هي تحبه فكيف تبتعد عنه ...كلمت سمو عقلها بقوه :
انا احبه جداً وهو لابد ان تكون حياته افضل من ذالك , لن اربطه بي وانا الآن ضعيفه ..اقنعت نفسها بذلك فهي كمن يضمد الجرح بالملح مؤلم لكنه قد يفيد ...
التفتت الى خزانتها وفتحت درجها الأول هاهي رواية نجيب محفوظ ولكن اين صاحبها ...
احتضنت مخدتها بقوه وقررت ان تترك لعينيها العنان لتفعل ماتشاء وجدت سمو ان روحها تنتحب قبل عينيها ..
فتحت سمو عينيها بتثاقل لاتعرف كم الساعة الآن سحبت يدها بصعوبة لتشعل الضوء وترى كم مضى عليها من وقت وهي بهذه الحاله ... وجدت انها الساعه السادسه صباحاً فقررت النهوض والانتظار لعله يهاتفها اليوم ..
اعدت لنفسها الافطاار وجلست تأكل واذا بهاتفها النقال يرن.. خالد !! اكيد لم تعتد ان يخاطبها احد في الصباح الباكر الاّ هو .. لاتردي عليه لِمَ انت متشوقه ان احس بحبك وشوقك فلن يبتعد دعيه يشعر انكِ لاتحبيه ..
لم تستطع روحها سبقتها والتقطت الهاتف بسرعه ..
خالد :الووو......الوووو
سمو : اهلاً خالد
خالد : اهلاً روحي كيف انتِ
سمو : متعبه جداً تعبت ومللت الانتظار هذا الجبس يكاد يخنقني , وانت ايضاً لماذا اتصلت ؟ لم اعد كما كنت ياخالد انا تغيرت الآن ..
خالد : سمو ارجوكِ افهميني من اشهر وانتِ ترفضين مقابلتي وادرك انك تفكرين بي وتحسبين اني احبك لجسدك , اقسم لكِ انني عشقت روحك فلا تطيلي التفكير .. لن ابتعد وسأبقى بقربكِ حتى لو رفضتيني ..
سمو : لن تبقى وستتعب اعدك انا متعبه الآن عن اذنك ..
احست بدهر مرّ قبل ان يجيبها خالد ب ارتاحي حبيبتي وسأكون بالقرب
أغلقت سمو الهاتف دون ان ترد ..
وشدت وشاح قد وضعته على رقبتها يحميها من صقيع الشتاء رحلت الطيور وتوقف المطر تساوى الليل بالنهار ..احست بالضياع رغم صعوبة خطواتها بدأت تدور حول نفسها ... خدر شديد في يديها والم في اقدامها وصعوبة تنفس ..فتحت عينيها بتثاقل واذا بالممرضه تقول لها : حمداً لله على سلامتك
قالت سمو : اين انا ؟؟ ردت الممرضه : انت هنا في المستشفى اطمئني انتِ بخير .. وستسيرين قريباً على قدميكِ لقد وقعتِ على الارض وارتفع ضغطكِ مما سبب لكِ غيبوبة لمدة ثلاثة ايام وانتِ الآن بخير اهدئي وارتاحي ..
احست بعدها براااحه ونوم عميق ادركت ان يداً كالمخدر كانت داخل راحة يدها فاستسلمت لمشاعرها وغطت في نوم عميق ..
مضى على حال سمو شهرين آخرين وهي تتلقى العلاج الطبيعي في المستشفى استطاعت بفضل من الله ان تسير ولكن ستعتمد على العكاز مابقيت حيه ...
صباح الخميس قررت سمو ان تزور اماكن احبتها مع خالد ولم تستطع خلال مرضها من زيارتها .. لبست معطفها واحكمت اغلاق ازراره وحملت حقيبتها وخرجت لأول مره بعد ان اصبحت تسير بعكازها ...
جميلة هي الدنيا هنا مررنا انا وهو , وهنا اكلنا , وهنا كان يسترق النظر لعيني ويتعجب من خجلي منه , هنا اشترينا الدبل , هنا اتفقنا انا وخالد على السكن , وهنا وهنا وهنا ,وجدت نفسها على كرسي خشبي في ممشى المدينة تنتحب ....نسيت الماره ونسيت العالم اجمع , قررت ان تكون اقوى كي لا تموت من الألم , وان ابتعادها عنه لأجله لأجله فقط ...
مضت مسرعة الى منزلها وارتمت على سريرها وغطت في نوم عميق ...
جرس هاتفها يرن ايقظها وكأنه حلم لم تستطع الرد لانها رأت رقم غريب لم تحرص على الاجابه ...
لم تدرك انه خالد وانه كان يراقبها وانه علم انها جاهدت قلبها وروحها لأجله قرر ان يأتي ليأخذها رغماً عنها وكله ثقه ان قلبها الصغير لايستطيع اغضابه ابداً , ولايحتمل البعد عنه , اتى وقد قتله شوقه لها رآها تسير وهي بخير فرغب ان يزورها لتعرف ان الحب لازمن ولا مسافة ولا اي عارض يؤثر فيه ..
طرق الباب طويلاً , فتحت له سمو وقد شحب لونها واهلكها بعده عنها تذكرت قراراتها ماذا كانت ستفعل لو رات خالد ..
اطالت النظر اليه وكأنها تراه لأول مره ... هو خالد كما هو بل على العكس ازداد جمالاً واناقةً ...
خالد : حبيبتي سمو ..
سمو : نعم
خالد : اشتقت اليك ... جئت كي اخذك معي بعد ان نكمل مراسيم الزواج ..
سمو : انااا !!!
خالد : حبيبتي انت انت لاغيرك ابداً
سمو : وانا اسير على عكازي
خالد تلعثم وبدأ يحرك قدميه بعشوائيه ووجه نظره الى الأرض ..
سمو : لن اذهب معك انا لااليق بك ابحث عن واحده تسير على قدميها بقربك
خاطبت سمو نفسها بسرعه
لِمَ تقولين ذالك ياسمو وانت تعرفين ان كلمة منه تحيي روحك , خالد حبيبك لايستحق ان تعامليه هكذا , لا لاني احبه ارغب له بالافضل كوني قويه ..
خالد : حبيبتي تعالي بأحضاني اشتقت لكِ ..
سمو : لا عدّ من حيث اتيت فلم اعدّ أُناسبك
خالد : سمو انتِ نبض قلبي سأموت بعدك ..
سمو :اذهب ياخالد فلم اعدّ سموك !!
اغلقت سمو الباب وحال بينها وبين خالد ,ادركت انها بعد الآن سيكون بوحها عارياً, قالت في نفسها ستبقى حبيبي للأبد ولكن من بعيد حتى تهدأ روحي , اعرف انني سأخسرك لكن احبك ..
سارت سمو بخطاً واثقه ولكن هي تدرك جيداً ان قلبها الصغير لم ولن يحب غير خالد ..
في صباح يوم شديد البروده كان موعد سمو لدخول غرفة العمليات لاجراء عملية تصحيح لوضع قدمها , تمنت وقتها ان خالد بقربها , فهو الوحيد القادر على جعلها اكثر اماناً وراحة , لكن الحمدلله على كل حال , دخلت غرفة العمليات وكان الجميع حولها , خرجت دمعه حاااره نزلت على خدها فأحرقته اغمضت عينيها حتى لايراها الجميع ويحسون انها تحتاج حبيبها فقط
حتى لايدركون حجم ضعفها بدونه ...
سكت كل من حولها فأدركت ان بالأمر شيء فتحت عينيها , فاذا بوجه تألفه وتحبه جاثياً على ركبتيه يمسح دمعتها الحاره ويقول لها : انا معك وقربك كوني بخير لأجلي ولأجل روحي التي تحملينها ...فتحت فمها لتتكلم فألجمها بيده الحانيه وقال : انتظرك !!!
ابتسمت وأمسكت يده بقووووه وغابت عن الوعي ...
ايمااان حمد
أنثى القمر
http://www.alnoor.se/images/gallery/gallari_2/news/news_27/1.JPG
مشت تجر قدمها التي كساها الجبس الأبيض يااااه مؤلم هذا الوضع موجع
لاترى امامها الاّ غربان سوداء , وانهار قد جفت , وقمرٌ خف ضوؤه
وانفاس اموات تحيط بهااا ...
شبابها قد شارف على النهايه , وبدأت صباحاتها ومساءاتها بالتجعد
ارض من جليد تطأها تزيدها الماً , هذا هو حال سمو بعد ان اصرّت اقدارها
ان تغير مسار حياة جميلة عاشتها بكل دقة وجمال ..
اصبحت تسير بسراديب الحياة ولاتشّتم الاّ رائحة عفن الفراااق
بعد ان كانت تسير على ارضٍ ارواها المطر فأنبت الأزهاار في كل مكان منها ..
كيف حدث هذا بهذه السرعة ...تباً خاطبت سمو نفسها وهي تسير بخطوات ثقيلة لتعد لنفسها شيء تسد به رمق جوعها ...
هل اصبح السير على قدميها مشكلة قد تستمر معها الى الموت ؟؟
ام انه عارض دفعت لأجله الكثير من عمرها ومن روحها ؟؟
اعدت سمو لنفسها كوباً من الشاي وفطيرة جبن بسرعة وقفلت عائده الى غرفتها لتجلس بكرسيها في آخر الغرفة التي غطاها الظلام ..
تشتكي على نفسها ظلم ايامها وكيف اصبحت, فترد نفسها مواسية لها ان اصبري ستسيرين من جديد وسيعود الفرح لحياتك فاصبري !
ماذا ستقول له حين تراه ...هل تصارحه بالمها , ام تحتضنه وتسامح نفسها على قراراتها الغبيه , ام سيقنعها برأيه وان ماتقوم به جنوووون ...في يوم ما قال لها { العقل في الصبر والدعاااء } وهاهي تمسكت بنصيحته .. لها الآن اربعة اشهر بعد حادثها المرير الذي ادى الى اصابة في قدمها اليمنى قد لاتعود كما كانت ابداًتحاول ان تُفهم خالد انها لم تعد تصلح له وان حبها الشديد له جعلها تفكر بالابتعاد عنه ... اخذت لنفسها متكأً وبدأ شريط ذكرياتها عن ليلة حادثتها يمر ببطء قاتل امام مخيلتها عائداً بها الى الوراء لأربعة اشهر ..حين سمع خالد بما جرى لسمو هرع اليها مسرعاً لكنه لم يرها لأنها كانت تحت تأثير المخدر ..احست به .. كيف لا وهو حبيبها وخطيبها وأمل المستقبل كله معه .. لم يكن خالد كأي حبيب كان مختلفاً في كل شيء كان يحترمها قبل ان يحبها اعاضها حنان ابيها الذي فقدته وهي صغيره , احتوى روحها فخضعت له , اهتم بها كطفلته فأنست بقربه ,كان كل شيء لسمو نهارها ومساءها وكل ساعاتها , يحس بها دون ان تتحدث يحس بألمها وفرحها , كان شديد الغيره عليها حتى من نفسها ..
حسدتها صديقاتها عليه كثيراً ... فحاولن ابعاده عنها لكنهن فشلن ... كان يغيظهن بشيء واحد انه سرق قلب وعقل صديقتهن بعد ان كانت حياتها صديقاتها باتت حياتها خالد فقط ..
غزت صفات خالد قلب سمو بهدوء ورقة عاصفة , من خلف الأفق اتى كما ترغب هي وكما تحب قاصّ وشاعر واديب ومعلم رقيق الحواس شديد الملاحظه , يهتم بدقائق الأمور التي تخص سمو مما زادها غرور وكبرياء بنفسها وبه فتحدت به العالم ..
عدّلت سمو من جلستها لأن قدمها آلمتها ... وتذكرت حين التقت به ..ابتسمت لكن بألم ... التقت به في معرض الكتاب الدولي الذي يقام كل سنه في مدينتها لفت انتباهها اسم القصه التي يبحث عنها { الحب تحت المطر } لنجيب محفوظ بحثت هي عما يبحث هو عنه ووجدت قصه واحده سارعت بأخذها فكان قد وضع يده عليها ... اعتذرت منه بلباقه وهو كذلك ..قال لها حينها من الممكن ان تقرأيها ثم تعيديها الي ّ ... خجلت سمو من ادبه الجمّ وروعة اخلاقه وقد احرقتها نظرته المؤدبه لها فوافقت على ذلك ...قال لها : انا خالد , قالت له : انا سمو ... ظهر الاعجاب على عيني خالد وقال : سمو!!
قالت : نعم , ابدى اعجابه باسمها , فقالت على الفور: والدي من سماني سمو ليقينه انني كذلك في كل شيء .. بقيت كلمتها عالقه في ذهنه حتى بعد أن ودعها ...حملت الروايه وقد ايقنت انها طريقها الى قلب خالد ...
نزلت دمعه حارقه موجعه على خد سمو وهي تتذكر كيف كانت بداياتها مع حبيبها ...
نبضات متسارعه لقلبها معلنةً الخطر بدأ الضغط يرتفع ... لكن الحيره والشوق والحنين لصوته خنقها ... اشتاقت له فبكت حتى تعبت ...
قررت المضي الى سريرها بارهاق وتعب وعدم اكمال شريط الذكريات
تمددت على سريرها بصعوبه ..لاتسمع في هذه اللحظه الاّ نبرة صوته يطلب منها ان تحبه اكثر ... يطلب منها ان يكون فتنتها وهي كذالك يطلب منها ان لاتبتعد عنه , يحاول بصعوبة افهامها ان ماحدث لها قدر وانه يحبها كيفما كانت , نزلت دمعته وهو يقول لن نفترق , لن نبتعد مهما حدث ...
سنتان وهو معها لايفترقان الا في المنام حتى في المنام احلامهم تحتضن بعضها فتستقر وتهدأ وتصاب بالنعاس ..
اين انت ياخالد الآن ؟؟؟
ايعقل ان يكون ماحدث لي سبب تعب نفسي وتغيري ؟؟
ان كان خالد مكانك هل تتخلين عنه ؟؟
حدّثت سمو نفسها بصوتٍ عالٍ لكنها سارعت ونفت ماتفكر به عن طريق هزها لرأسها بقوه .. لا لا خالد مختلف عن كل رجال العالم لن اتخلى عنه مهما حدث له ..
قد يكون متألم بسبب ماحدث لها ويحاول ان يبحث عن حل !!
او فعلاً اقتنع بكلامها والمه صدها له فابتعد !!
او قد يكون القدر ابعده !!
اصبري ياسمو والزمي الدعاء فهذا من العقل ..
مضى ليلها مؤلماً تطويها الوحده والندم لأنها هي من طلبت منه الابتعاد, ولم تترك له مجال للحديث معها اصرت ان ينتهي كل مابينهم .. كل هذا وقلبها الطاهر الصغير يبكي هي تحبه فكيف تبتعد عنه ...كلمت سمو عقلها بقوه :
انا احبه جداً وهو لابد ان تكون حياته افضل من ذالك , لن اربطه بي وانا الآن ضعيفه ..اقنعت نفسها بذلك فهي كمن يضمد الجرح بالملح مؤلم لكنه قد يفيد ...
التفتت الى خزانتها وفتحت درجها الأول هاهي رواية نجيب محفوظ ولكن اين صاحبها ...
احتضنت مخدتها بقوه وقررت ان تترك لعينيها العنان لتفعل ماتشاء وجدت سمو ان روحها تنتحب قبل عينيها ..
فتحت سمو عينيها بتثاقل لاتعرف كم الساعة الآن سحبت يدها بصعوبة لتشعل الضوء وترى كم مضى عليها من وقت وهي بهذه الحاله ... وجدت انها الساعه السادسه صباحاً فقررت النهوض والانتظار لعله يهاتفها اليوم ..
اعدت لنفسها الافطاار وجلست تأكل واذا بهاتفها النقال يرن.. خالد !! اكيد لم تعتد ان يخاطبها احد في الصباح الباكر الاّ هو .. لاتردي عليه لِمَ انت متشوقه ان احس بحبك وشوقك فلن يبتعد دعيه يشعر انكِ لاتحبيه ..
لم تستطع روحها سبقتها والتقطت الهاتف بسرعه ..
خالد :الووو......الوووو
سمو : اهلاً خالد
خالد : اهلاً روحي كيف انتِ
سمو : متعبه جداً تعبت ومللت الانتظار هذا الجبس يكاد يخنقني , وانت ايضاً لماذا اتصلت ؟ لم اعد كما كنت ياخالد انا تغيرت الآن ..
خالد : سمو ارجوكِ افهميني من اشهر وانتِ ترفضين مقابلتي وادرك انك تفكرين بي وتحسبين اني احبك لجسدك , اقسم لكِ انني عشقت روحك فلا تطيلي التفكير .. لن ابتعد وسأبقى بقربكِ حتى لو رفضتيني ..
سمو : لن تبقى وستتعب اعدك انا متعبه الآن عن اذنك ..
احست بدهر مرّ قبل ان يجيبها خالد ب ارتاحي حبيبتي وسأكون بالقرب
أغلقت سمو الهاتف دون ان ترد ..
وشدت وشاح قد وضعته على رقبتها يحميها من صقيع الشتاء رحلت الطيور وتوقف المطر تساوى الليل بالنهار ..احست بالضياع رغم صعوبة خطواتها بدأت تدور حول نفسها ... خدر شديد في يديها والم في اقدامها وصعوبة تنفس ..فتحت عينيها بتثاقل واذا بالممرضه تقول لها : حمداً لله على سلامتك
قالت سمو : اين انا ؟؟ ردت الممرضه : انت هنا في المستشفى اطمئني انتِ بخير .. وستسيرين قريباً على قدميكِ لقد وقعتِ على الارض وارتفع ضغطكِ مما سبب لكِ غيبوبة لمدة ثلاثة ايام وانتِ الآن بخير اهدئي وارتاحي ..
احست بعدها براااحه ونوم عميق ادركت ان يداً كالمخدر كانت داخل راحة يدها فاستسلمت لمشاعرها وغطت في نوم عميق ..
مضى على حال سمو شهرين آخرين وهي تتلقى العلاج الطبيعي في المستشفى استطاعت بفضل من الله ان تسير ولكن ستعتمد على العكاز مابقيت حيه ...
صباح الخميس قررت سمو ان تزور اماكن احبتها مع خالد ولم تستطع خلال مرضها من زيارتها .. لبست معطفها واحكمت اغلاق ازراره وحملت حقيبتها وخرجت لأول مره بعد ان اصبحت تسير بعكازها ...
جميلة هي الدنيا هنا مررنا انا وهو , وهنا اكلنا , وهنا كان يسترق النظر لعيني ويتعجب من خجلي منه , هنا اشترينا الدبل , هنا اتفقنا انا وخالد على السكن , وهنا وهنا وهنا ,وجدت نفسها على كرسي خشبي في ممشى المدينة تنتحب ....نسيت الماره ونسيت العالم اجمع , قررت ان تكون اقوى كي لا تموت من الألم , وان ابتعادها عنه لأجله لأجله فقط ...
مضت مسرعة الى منزلها وارتمت على سريرها وغطت في نوم عميق ...
جرس هاتفها يرن ايقظها وكأنه حلم لم تستطع الرد لانها رأت رقم غريب لم تحرص على الاجابه ...
لم تدرك انه خالد وانه كان يراقبها وانه علم انها جاهدت قلبها وروحها لأجله قرر ان يأتي ليأخذها رغماً عنها وكله ثقه ان قلبها الصغير لايستطيع اغضابه ابداً , ولايحتمل البعد عنه , اتى وقد قتله شوقه لها رآها تسير وهي بخير فرغب ان يزورها لتعرف ان الحب لازمن ولا مسافة ولا اي عارض يؤثر فيه ..
طرق الباب طويلاً , فتحت له سمو وقد شحب لونها واهلكها بعده عنها تذكرت قراراتها ماذا كانت ستفعل لو رات خالد ..
اطالت النظر اليه وكأنها تراه لأول مره ... هو خالد كما هو بل على العكس ازداد جمالاً واناقةً ...
خالد : حبيبتي سمو ..
سمو : نعم
خالد : اشتقت اليك ... جئت كي اخذك معي بعد ان نكمل مراسيم الزواج ..
سمو : انااا !!!
خالد : حبيبتي انت انت لاغيرك ابداً
سمو : وانا اسير على عكازي
خالد تلعثم وبدأ يحرك قدميه بعشوائيه ووجه نظره الى الأرض ..
سمو : لن اذهب معك انا لااليق بك ابحث عن واحده تسير على قدميها بقربك
خاطبت سمو نفسها بسرعه
لِمَ تقولين ذالك ياسمو وانت تعرفين ان كلمة منه تحيي روحك , خالد حبيبك لايستحق ان تعامليه هكذا , لا لاني احبه ارغب له بالافضل كوني قويه ..
خالد : حبيبتي تعالي بأحضاني اشتقت لكِ ..
سمو : لا عدّ من حيث اتيت فلم اعدّ أُناسبك
خالد : سمو انتِ نبض قلبي سأموت بعدك ..
سمو :اذهب ياخالد فلم اعدّ سموك !!
اغلقت سمو الباب وحال بينها وبين خالد ,ادركت انها بعد الآن سيكون بوحها عارياً, قالت في نفسها ستبقى حبيبي للأبد ولكن من بعيد حتى تهدأ روحي , اعرف انني سأخسرك لكن احبك ..
سارت سمو بخطاً واثقه ولكن هي تدرك جيداً ان قلبها الصغير لم ولن يحب غير خالد ..
في صباح يوم شديد البروده كان موعد سمو لدخول غرفة العمليات لاجراء عملية تصحيح لوضع قدمها , تمنت وقتها ان خالد بقربها , فهو الوحيد القادر على جعلها اكثر اماناً وراحة , لكن الحمدلله على كل حال , دخلت غرفة العمليات وكان الجميع حولها , خرجت دمعه حاااره نزلت على خدها فأحرقته اغمضت عينيها حتى لايراها الجميع ويحسون انها تحتاج حبيبها فقط
حتى لايدركون حجم ضعفها بدونه ...
سكت كل من حولها فأدركت ان بالأمر شيء فتحت عينيها , فاذا بوجه تألفه وتحبه جاثياً على ركبتيه يمسح دمعتها الحاره ويقول لها : انا معك وقربك كوني بخير لأجلي ولأجل روحي التي تحملينها ...فتحت فمها لتتكلم فألجمها بيده الحانيه وقال : انتظرك !!!
ابتسمت وأمسكت يده بقووووه وغابت عن الوعي ...
ايمااان حمد
أنثى القمر
http://www.alnoor.se/images/gallery/gallari_2/news/news_27/1.JPG