حسين راجحي
01-01-2013, 06:40 PM
http://www.gl3a.com/album/577_1181334544.jpg
ظلمتني ياقلبي
أمجد يهرول و يريد أن يطير من شدة فرحه ، ويصيح بأعلى صوته ، ليقول لصديقته : أروى أروى
قصيدتي أخيرا قد رأت النور، ومن شدة فرحه لم ينظر إلى الأرض وهو يهرول إليها ، فاصطدمت قدماه
بغصن الشجرة ، ثم سقط في حضنها ، حينها أطلت سلمى وهي ترى أمجد حبيبها في حضن أروى فبكت ،
وقالت : ماذا تفعل أيها الخائن ؟
فانسحبت دون أن تعطيه مجالا للتحدث ، لتركض بجنون والدموع تنهمر من عينيها ،
وأمجد يطاردها
ويقول لها : لقد أسأت فهمي ،
لكنها لم تلتفت إليه ، وواصلت ركضها إلى أن وصلت إلى بيتها ، ففتحت الباب ثم أقفلته في وجه أمجد ،
فدخلت غرفتها ، وأوصدت بابها ، ثم رمت بجسدها الواهن على السرير ، والدموع لم تهدأ ،
لاسيما أن صورة الخيانة تراود مخيلتها بين الفينة والأخرى ،
فتقول : لماذا يا أمجد تغدر بي ؟ فلقد ظلمت قلبي ،
وأنا لم أخنك في غيابك ، ولم أقم بتلويث قصة حبنا ، آه منك يا أمجد ، فأنا الكثير يتوددون إليّ ويريدون أن أقع في فخ حبهم ، ولكن قلبي اختارك أنت ، ولم يرضَ سواك ،
فازداد غضبها وقالت : لماذا لا أذقه من نفس الكأس ، و أجعله يبكي كما أبكاني ،
فارتاحت إلى هذه الفكرة وبدأت ترسم أحداثها ، وتختار من بين أصدقائها من هو ألد عداوة لأمجد ،
وقالت في نفسها : أنا لن أحبه ، ولكن أريده أن يعرف حجم ألمي .
وأمجد عندما رأى حبيبته وسمعها
وهي تقول : ماذا تفعل أيها الخائن ؟
أراد أن يدافع عن نفسه ، ويوضح لها الحقيقة ، لكنها لم تعطه المجال ،
فلم ييأس وبدأ بملاحقتها ، لكنها كانت أسرع منه ،
وواصلت ركضها دون أن تلتفت إليه ، وأمجد قلبه يتقطع ألما عليها وهي لا تصدقه ،
وعندما رآها تدخل بيتها وتقفل الباب في وجهه تأكد أن أمله قد تلاشى في هذا الوقت ، ورفض الإستسلام ،
ثم بدأ يفكر بالمحاولة مرة أخرى ، وعاد إلى بيته
وفي قلبه حرقة وأسفا على ما حصل ، فذهب إلى سريره ليخلد للنوم ويهدئ من روعه ، ولكن هيهات أن ينام وهو يفكر بما حصل ،
وماذا يقول لها ، فلم تغمض له أجفانه وهو يريد استعجال لقائها ، وأحس بأن الليل قد بات طويلا، وتمنى أن ينطوي ويأت الصباح سريعا ،
وفي الصباح انطلق أمجد يبحث عن حبيبته ، ويذهب إلى أصدقائه وصديقاتها ، يسألهم عنها ، فلم يجد ما يطلبه عندهم ،
ثم قال : ربما تكون في المكان الذي تنتظرني فيه ، فذهب إليه ، وعندما وصل لم يجدها ،
وعاد يسأل نفسه هل مازالت في بيتها ...ربما ،
فلماذا لا أذهب إليها ، وعند التفكير بالذهاب هم بها وخاف بأن تزجره وتطرده ،
فبدأ الخوف يتسلل إلى قلبه ، وبدأ إيحاء التراجع يخترق عقله ، ولكن قلبه لم يطاوعه
وقال : سأذهب وليحصل ما يحصل
طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا أمجد يا أم سلمى
ففتحت له الباب فسلم عليها
وقالت : تفضل يا أمجد بالدخول فالبيت بيتك يا ولدي ،
فدخل أمجد وأجلسته في الصالة ، وأمجد دقيق الملاحظة فالتفت إلى غرفة سلمى من الصالة فوجدها مقفلة ،
فبدأ يسأل نفسه أيعقل أن سلمى قد خرجت ولم أجد لها أي أثر أم أنها في الداخل ولا تريد أن تراني ،
وحينها جاءت أم سلمى ، فقطعت عليه حبل أفكاره ،
وهي تقول : كيف حال أمك ؟
بخير والحمد الله وهي تسلم عليك
سلمت بسلامها
أين سلمى ؟ فأنا لم أراها اليوم في الخارج ، هل ألم بها مكروه أو أنها مريضة ؟
لا هذا ولا ذاك فهي في غرفتها ،
وتتعلل بالقراءة ، ولا تريد أحدا يزعجها ، فحاولت أن أثنيها عن رأيها ، وأخراجها من عزلتها ،
لكنها رفضت ،
فهل تساعدني ؟
حسنا سوف أجرب ذلك
طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا أمجد يا سلمى جئت لأطمأن عليك ،
ففتحت الباب
وقالت : مرحبا بك يا أمجد وشكرا على سؤالك عني
هذا واجبي اتجاه أصدقائي ، وفي الحقيقة أنا اشتقت إليكِ ، وشوقي هو من جاء بي إليكِ
اشتقت إليّ أيها الخائن ، اغرب عن وجهي ، فلا أريد أن أراك ،
أنتِ أسأتِ فهمي ، واستعجلتِ الحكم ، فو الله إن قدمي اصطدمت بالغصن ، ووقعت في حضنها بالخطأ ،
وتأكدي من صحة كلامي بشهادة من حضر
أنت تخترع لي قصة أخرى غير التي شاهدتها ، فأرجوك اتركني ،
ثم رأى الدموع تنهمر من عينيها عند إقفالها للباب في وجهه ،
وهم بالعودة إلى بيته ، و في أثناء عودته قابل عبير في طريقه ، فسلم عليها ،
وقالت : هل رأيت سلمى ؟
نعم ، فلقد كنت في بيتهم
وهل لان قلبها لك واقتنعت بماتقوله ؟
لا
إذا سأذهب إليها ، ولا تخف فأنا امرأة ، ولا تسأل عن مقدرتها في الإقناع ، والآن أترخص منك
اذهبي وسأدعو لك بالتوفيق
طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا عبير يا أم سلمى
ففتحت الباب وقالت : أهلا وسهلا بك بابنتي تفضلي بالدخول ،
فدخلت عبير وأجلستها في الصالة
انتظري هنا سوف أحضر لك الشاي
لا تتعبي نفسك ، فأنا على عجلة من أمري ، وأريد أن أسالك عن سلمى أين هي الآن ؟
في غرفتها
حسنا سأذهب إليها
مثلما تحبين
طق طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا عبير أفتحي الباب ،
ففتحت الباب
ماذا تريدين ؟
أليس من العيب أن تكلميني بهذه اللغة ولا تقولين تفضلي بالدخول
أنا مشغولة بالقراءة ولا وقت لدي للحديث معك ،
فتدخلت الأم وقالت : عيب عليك يا بنتي أن تقولين هذا الكلام لابنة عمك،
وتحدثينها بتلك اللغة
فقالت وهي غاضبة : تفضلي بالدخول
فقالت الأم : هكذا هي أخلاقنا ،
فدخلت عبير وأقفلت الباب ،
فقالت سلمى ماذا تريدين ؟
سوف أختصر الموضوع ، فإن ما رأته عيناك قد سبقه حدثا لم تبصره عيناك ،
فلقد اصطدمت قدمي أمجد بغصن الشجرة ، وذلك بسبب شدة فرحه ، وهو يرى بأن قصيدته قد نشرت في المجلة التي يحبها ،
وإن كنت لا تصدقيني ، فهذه المجلة التي أعطاني إياها لهو خير دليل ، وانظري إلى تاريخ إصدار المجلة ،
وظهور قصيدته هل يتوافق مع تلك الحادثة ؟ أم لا ، واعلمي أنه بريء من كل ما قلته عنه ، وفي الحقيقة لقد حدث سوء فهم بينكما ،
وأنا والله كنت شاهدة على الحدث ولا أقول إلا الحق ، وتأكدي أن أمجد يحبك ويعشقك لدرجة الجنون ،
فأخذت سلمى المجلة وبدأت تنظر إلى تاريخ إصدارها وتأكدت من وجود مشاركته ،
وبدأت تقرأ القصيدة التي كتبها وتذكرت أنه قال لها قبل أن ينشرها ، وحينها
قالت : أريد أن أتحقق بنفسي من وحود ذلك الغصن ، وأقتفي أثره
أنت أمهر من يقتفي الأثر في بلدتنا وهذا أمر مريح ، فتعالي لنخرج
إلى ذلك المكان وتشاهدينه بأم عينيك ،
هذا ما أريده ،
عند وصولها إلى المكان وجدت الغصن ، وراحت تترقب أثر أمجد وبالفعل عرفته وأنه انقطع عند
الغصن ،
ووجدت بعده آثار السقوط ، فعرفت أنها أساءت فهمه ، وتعجلت الحكم
فقالت : مسكين أمجد لقد ظلمته بالفعل ترى أين هو الآن ؟
أنت أعرف به مننا
فصمتت لتفكر أين يكون أمجد ، و هل ذهب إلى المكان الذي لا يعرفه أحد إلا سوانا ،
أتراه هناك ويكون وحيدا ويبكي على ذنب لم يقترفه وهل يعاني هجري ، ونحن لم نفترق منذ أن أحببنا بعضنا ،
وحينها عزمت على البحث عنه وقالت : في نفسها سأبحث عنه ، وارتاحت إلى هذه الفكرة
وقالت لعبير :
أترخص منك الآن ، لأني أريد البحث عن أمجد
بالتوفيق لكِ
ارتاحت عبير عندما سمعت ما تقوله سلمى ، وأن خطتها كتبت لها النجاح ،
ذهبت سلمى إلى مكان لقائهما لعل أن يكون هناك ، وعندما وصلت وجدته يكتب بدمه رسالة ،
فاختبأت وهي تنظر إليه يكتب ويقول :
بدمي سوف أكتب إليك
يا حياتي ويا شريك ذاتي
بعيدا عن الفلسفة والتعقيد
وبعيدا عن الخداع والتمويه
فأنت قرة عيني وملكة إحساسي
وقلبِ النابض وخيالي الذي أحلق
في أفاقه . أسافر في بحرك الذي لا شاطئ له
متسلحا بالإخلاص و الأمانة متحديا كل الصعاب
التي سوف تواجهني بكل قوة وتفانِ
إحساس رائع عندما تخرج من شفتينا كلمة الحب
في وقت واحد وكل منا يبادل الأخر نفس الشعور
أكره في حبكِ يا سيدتي نار الشوق التي تلتهب بعد
فراقنا فأكون أسيرا لتلك اللحظات ولا يفك قيدي إلا أنتِ
يعجبني فيكِ الهدوء والوقار وأنت ترسمين لي صورة
تعبرين بها عن عواطفك ومشاعرك الجياشة فألمس منها
بصمات الر سام التي تضفي للحياة رونقا وجمالا وإصرارا
للبوح بما في القلب قوة وارتجالا
يا سلمى عشقت كل حرف في اسمك
وعشقت كل معنى جميل في جوهرك الأصيل .
فخرجت من مخبأها ،
وقالت : أن كل قطرة تنزف من دمك وأنت تجعلها حبرا في رسالتك ، لهي أصدق من ألف اعتذار ،
وسأقف
لكلماتك وقفة إجلال و إكبار ، و خاصة أنها قيلت لي ،
فكم أنا فخورة بك يا حبيبي و أعتذر منك ، فلقد أسأت
فهمك و اتهمتك بالخيانة ، فهل تقبل عذري ؟
فقال أمجد : أنت يا حبيبتي من
جعلتني رجلا وجعلت الحلم لي أملا ، فكم أنا سعيد
والمياه تعود إلى مجاريها
فقالت : أريد أن اطلب منك شيئا
فقال : تفضلي
فقالت : ابتعد عن النساء بقدر ما تستطيع ،
فأنا أغار عليك ،
وأحبك لدرجة الجنون ،
فلا تجعلني كالمجنونة أتعجل الحكم ،
وأخطأ في فهمك ، وقد تكون نهاية حبنا
فقال : لأجل عينيك سأبتعد عنهم وأبقى لكِ مدى الحياة .
قلم
حسين راجحي
ظلمتني ياقلبي
أمجد يهرول و يريد أن يطير من شدة فرحه ، ويصيح بأعلى صوته ، ليقول لصديقته : أروى أروى
قصيدتي أخيرا قد رأت النور، ومن شدة فرحه لم ينظر إلى الأرض وهو يهرول إليها ، فاصطدمت قدماه
بغصن الشجرة ، ثم سقط في حضنها ، حينها أطلت سلمى وهي ترى أمجد حبيبها في حضن أروى فبكت ،
وقالت : ماذا تفعل أيها الخائن ؟
فانسحبت دون أن تعطيه مجالا للتحدث ، لتركض بجنون والدموع تنهمر من عينيها ،
وأمجد يطاردها
ويقول لها : لقد أسأت فهمي ،
لكنها لم تلتفت إليه ، وواصلت ركضها إلى أن وصلت إلى بيتها ، ففتحت الباب ثم أقفلته في وجه أمجد ،
فدخلت غرفتها ، وأوصدت بابها ، ثم رمت بجسدها الواهن على السرير ، والدموع لم تهدأ ،
لاسيما أن صورة الخيانة تراود مخيلتها بين الفينة والأخرى ،
فتقول : لماذا يا أمجد تغدر بي ؟ فلقد ظلمت قلبي ،
وأنا لم أخنك في غيابك ، ولم أقم بتلويث قصة حبنا ، آه منك يا أمجد ، فأنا الكثير يتوددون إليّ ويريدون أن أقع في فخ حبهم ، ولكن قلبي اختارك أنت ، ولم يرضَ سواك ،
فازداد غضبها وقالت : لماذا لا أذقه من نفس الكأس ، و أجعله يبكي كما أبكاني ،
فارتاحت إلى هذه الفكرة وبدأت ترسم أحداثها ، وتختار من بين أصدقائها من هو ألد عداوة لأمجد ،
وقالت في نفسها : أنا لن أحبه ، ولكن أريده أن يعرف حجم ألمي .
وأمجد عندما رأى حبيبته وسمعها
وهي تقول : ماذا تفعل أيها الخائن ؟
أراد أن يدافع عن نفسه ، ويوضح لها الحقيقة ، لكنها لم تعطه المجال ،
فلم ييأس وبدأ بملاحقتها ، لكنها كانت أسرع منه ،
وواصلت ركضها دون أن تلتفت إليه ، وأمجد قلبه يتقطع ألما عليها وهي لا تصدقه ،
وعندما رآها تدخل بيتها وتقفل الباب في وجهه تأكد أن أمله قد تلاشى في هذا الوقت ، ورفض الإستسلام ،
ثم بدأ يفكر بالمحاولة مرة أخرى ، وعاد إلى بيته
وفي قلبه حرقة وأسفا على ما حصل ، فذهب إلى سريره ليخلد للنوم ويهدئ من روعه ، ولكن هيهات أن ينام وهو يفكر بما حصل ،
وماذا يقول لها ، فلم تغمض له أجفانه وهو يريد استعجال لقائها ، وأحس بأن الليل قد بات طويلا، وتمنى أن ينطوي ويأت الصباح سريعا ،
وفي الصباح انطلق أمجد يبحث عن حبيبته ، ويذهب إلى أصدقائه وصديقاتها ، يسألهم عنها ، فلم يجد ما يطلبه عندهم ،
ثم قال : ربما تكون في المكان الذي تنتظرني فيه ، فذهب إليه ، وعندما وصل لم يجدها ،
وعاد يسأل نفسه هل مازالت في بيتها ...ربما ،
فلماذا لا أذهب إليها ، وعند التفكير بالذهاب هم بها وخاف بأن تزجره وتطرده ،
فبدأ الخوف يتسلل إلى قلبه ، وبدأ إيحاء التراجع يخترق عقله ، ولكن قلبه لم يطاوعه
وقال : سأذهب وليحصل ما يحصل
طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا أمجد يا أم سلمى
ففتحت له الباب فسلم عليها
وقالت : تفضل يا أمجد بالدخول فالبيت بيتك يا ولدي ،
فدخل أمجد وأجلسته في الصالة ، وأمجد دقيق الملاحظة فالتفت إلى غرفة سلمى من الصالة فوجدها مقفلة ،
فبدأ يسأل نفسه أيعقل أن سلمى قد خرجت ولم أجد لها أي أثر أم أنها في الداخل ولا تريد أن تراني ،
وحينها جاءت أم سلمى ، فقطعت عليه حبل أفكاره ،
وهي تقول : كيف حال أمك ؟
بخير والحمد الله وهي تسلم عليك
سلمت بسلامها
أين سلمى ؟ فأنا لم أراها اليوم في الخارج ، هل ألم بها مكروه أو أنها مريضة ؟
لا هذا ولا ذاك فهي في غرفتها ،
وتتعلل بالقراءة ، ولا تريد أحدا يزعجها ، فحاولت أن أثنيها عن رأيها ، وأخراجها من عزلتها ،
لكنها رفضت ،
فهل تساعدني ؟
حسنا سوف أجرب ذلك
طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا أمجد يا سلمى جئت لأطمأن عليك ،
ففتحت الباب
وقالت : مرحبا بك يا أمجد وشكرا على سؤالك عني
هذا واجبي اتجاه أصدقائي ، وفي الحقيقة أنا اشتقت إليكِ ، وشوقي هو من جاء بي إليكِ
اشتقت إليّ أيها الخائن ، اغرب عن وجهي ، فلا أريد أن أراك ،
أنتِ أسأتِ فهمي ، واستعجلتِ الحكم ، فو الله إن قدمي اصطدمت بالغصن ، ووقعت في حضنها بالخطأ ،
وتأكدي من صحة كلامي بشهادة من حضر
أنت تخترع لي قصة أخرى غير التي شاهدتها ، فأرجوك اتركني ،
ثم رأى الدموع تنهمر من عينيها عند إقفالها للباب في وجهه ،
وهم بالعودة إلى بيته ، و في أثناء عودته قابل عبير في طريقه ، فسلم عليها ،
وقالت : هل رأيت سلمى ؟
نعم ، فلقد كنت في بيتهم
وهل لان قلبها لك واقتنعت بماتقوله ؟
لا
إذا سأذهب إليها ، ولا تخف فأنا امرأة ، ولا تسأل عن مقدرتها في الإقناع ، والآن أترخص منك
اذهبي وسأدعو لك بالتوفيق
طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا عبير يا أم سلمى
ففتحت الباب وقالت : أهلا وسهلا بك بابنتي تفضلي بالدخول ،
فدخلت عبير وأجلستها في الصالة
انتظري هنا سوف أحضر لك الشاي
لا تتعبي نفسك ، فأنا على عجلة من أمري ، وأريد أن أسالك عن سلمى أين هي الآن ؟
في غرفتها
حسنا سأذهب إليها
مثلما تحبين
طق طق طق طق طق طق
من يدق الباب ؟
أنا عبير أفتحي الباب ،
ففتحت الباب
ماذا تريدين ؟
أليس من العيب أن تكلميني بهذه اللغة ولا تقولين تفضلي بالدخول
أنا مشغولة بالقراءة ولا وقت لدي للحديث معك ،
فتدخلت الأم وقالت : عيب عليك يا بنتي أن تقولين هذا الكلام لابنة عمك،
وتحدثينها بتلك اللغة
فقالت وهي غاضبة : تفضلي بالدخول
فقالت الأم : هكذا هي أخلاقنا ،
فدخلت عبير وأقفلت الباب ،
فقالت سلمى ماذا تريدين ؟
سوف أختصر الموضوع ، فإن ما رأته عيناك قد سبقه حدثا لم تبصره عيناك ،
فلقد اصطدمت قدمي أمجد بغصن الشجرة ، وذلك بسبب شدة فرحه ، وهو يرى بأن قصيدته قد نشرت في المجلة التي يحبها ،
وإن كنت لا تصدقيني ، فهذه المجلة التي أعطاني إياها لهو خير دليل ، وانظري إلى تاريخ إصدار المجلة ،
وظهور قصيدته هل يتوافق مع تلك الحادثة ؟ أم لا ، واعلمي أنه بريء من كل ما قلته عنه ، وفي الحقيقة لقد حدث سوء فهم بينكما ،
وأنا والله كنت شاهدة على الحدث ولا أقول إلا الحق ، وتأكدي أن أمجد يحبك ويعشقك لدرجة الجنون ،
فأخذت سلمى المجلة وبدأت تنظر إلى تاريخ إصدارها وتأكدت من وجود مشاركته ،
وبدأت تقرأ القصيدة التي كتبها وتذكرت أنه قال لها قبل أن ينشرها ، وحينها
قالت : أريد أن أتحقق بنفسي من وحود ذلك الغصن ، وأقتفي أثره
أنت أمهر من يقتفي الأثر في بلدتنا وهذا أمر مريح ، فتعالي لنخرج
إلى ذلك المكان وتشاهدينه بأم عينيك ،
هذا ما أريده ،
عند وصولها إلى المكان وجدت الغصن ، وراحت تترقب أثر أمجد وبالفعل عرفته وأنه انقطع عند
الغصن ،
ووجدت بعده آثار السقوط ، فعرفت أنها أساءت فهمه ، وتعجلت الحكم
فقالت : مسكين أمجد لقد ظلمته بالفعل ترى أين هو الآن ؟
أنت أعرف به مننا
فصمتت لتفكر أين يكون أمجد ، و هل ذهب إلى المكان الذي لا يعرفه أحد إلا سوانا ،
أتراه هناك ويكون وحيدا ويبكي على ذنب لم يقترفه وهل يعاني هجري ، ونحن لم نفترق منذ أن أحببنا بعضنا ،
وحينها عزمت على البحث عنه وقالت : في نفسها سأبحث عنه ، وارتاحت إلى هذه الفكرة
وقالت لعبير :
أترخص منك الآن ، لأني أريد البحث عن أمجد
بالتوفيق لكِ
ارتاحت عبير عندما سمعت ما تقوله سلمى ، وأن خطتها كتبت لها النجاح ،
ذهبت سلمى إلى مكان لقائهما لعل أن يكون هناك ، وعندما وصلت وجدته يكتب بدمه رسالة ،
فاختبأت وهي تنظر إليه يكتب ويقول :
بدمي سوف أكتب إليك
يا حياتي ويا شريك ذاتي
بعيدا عن الفلسفة والتعقيد
وبعيدا عن الخداع والتمويه
فأنت قرة عيني وملكة إحساسي
وقلبِ النابض وخيالي الذي أحلق
في أفاقه . أسافر في بحرك الذي لا شاطئ له
متسلحا بالإخلاص و الأمانة متحديا كل الصعاب
التي سوف تواجهني بكل قوة وتفانِ
إحساس رائع عندما تخرج من شفتينا كلمة الحب
في وقت واحد وكل منا يبادل الأخر نفس الشعور
أكره في حبكِ يا سيدتي نار الشوق التي تلتهب بعد
فراقنا فأكون أسيرا لتلك اللحظات ولا يفك قيدي إلا أنتِ
يعجبني فيكِ الهدوء والوقار وأنت ترسمين لي صورة
تعبرين بها عن عواطفك ومشاعرك الجياشة فألمس منها
بصمات الر سام التي تضفي للحياة رونقا وجمالا وإصرارا
للبوح بما في القلب قوة وارتجالا
يا سلمى عشقت كل حرف في اسمك
وعشقت كل معنى جميل في جوهرك الأصيل .
فخرجت من مخبأها ،
وقالت : أن كل قطرة تنزف من دمك وأنت تجعلها حبرا في رسالتك ، لهي أصدق من ألف اعتذار ،
وسأقف
لكلماتك وقفة إجلال و إكبار ، و خاصة أنها قيلت لي ،
فكم أنا فخورة بك يا حبيبي و أعتذر منك ، فلقد أسأت
فهمك و اتهمتك بالخيانة ، فهل تقبل عذري ؟
فقال أمجد : أنت يا حبيبتي من
جعلتني رجلا وجعلت الحلم لي أملا ، فكم أنا سعيد
والمياه تعود إلى مجاريها
فقالت : أريد أن اطلب منك شيئا
فقال : تفضلي
فقالت : ابتعد عن النساء بقدر ما تستطيع ،
فأنا أغار عليك ،
وأحبك لدرجة الجنون ،
فلا تجعلني كالمجنونة أتعجل الحكم ،
وأخطأ في فهمك ، وقد تكون نهاية حبنا
فقال : لأجل عينيك سأبتعد عنهم وأبقى لكِ مدى الحياة .
قلم
حسين راجحي