عصام كمال
01-07-2013, 08:14 PM
بعد حوالي ثلاث أيام تأتي بداية ذكرى العام الثالث لوفاة والدي رحمه الله رحمة وساعة وأسكنه فسيح جناته
وإلى روحه الطاهرة قصيدتي
نَمْ يَا أَبِي
(1)
لمَّا المغِيبُ قَد غَشَى سَفحَ الرُّبا
وَ الشَّمسُ مِنْهُ أَجْفَلَتْ
فَلَمْلَمَتْ خُيُوطَهَا
ثُمَّ تَوَارتْ وَ اخْتَفَتْ
نَاحَتْ علَى دَربٍ زَهَا لموعدٍ ، حَمَامَةٌ
بِدَمعَةٍ
صَاحَتْ : هَوَى زَهرُ الأَمَانِي وَ الشَّذَّا
قَالَ الفُؤَادُ : رُبَّمَا الغُصنُ غَفَا..
قَالَتْ بِوَجدٍ وَأَسَى : يَالَيتَهُ
يَاليتَهُ حقًا غَفَا
لَكنِّمَا
خَانَ الزَّمَانُ وَعْدَهُ
هَانَ عَليَهِ وَصْلَهُ فَأَغمَدَ
حَدَّ الفِرَاقِ وَ النَّوَى ، ثُمَّ مَضَى
يَبكِي عَلَيهِ مِنْ وَفَا !
(2)
كَأنَّمَا الكَونُ هَوَى
كَادَتَ مِنَ الوَجدِ الدُّمُوعُ أَنْ تَصِيرَ أنْهُرَا
وَالصَّدرُ مِنْ حَرِّ الجَوَى أنْ يُحْرَقَ
شَكٌ ؟ يَقينٌ؟ أَم سَرَابٌ قَد بَدَا؟
حَقِيقَةٌ مِثلُ الغَمَامِ ، وَالظُّنونِ ، وَ الرَّجَا
نَغْفُو عَلى حُلْمِ اللِّقاءِ ، وَ المُنَى
نَصْحُو عَلَى دَمعٍ يَسِيلُ قَانِيَا
(3(
مَاذَا أَقُولُ يَا زمَانًا قَد أَغارَ بِالعِدَا
مَاذا أقُولُ عَنْ رَبيعٍ قَد غَشَاهُ بَغْتَةً
قَهْرُ الخَرِيفِ فَذَوَى
بِضِحكَةِ الفَجْرِ السَّعِيدِ ، وَ السَّنَا
بِنِسْمَةِ الصُّبْحِ الشَّدِي ، وَصَحْبَةِ الوَردِ النَّدِي
شَوْقِ السِّنِينِ وَ اللُّقَى ، وَذِكرَيَاتٍ كَالشَّذَا
تَسْتَرْجِعُ
أُنْسَ اللَّيَالي ، وَالوَفَا
فَرْحَ الخَوَالِي ، وَ الصِّبا
زَهْرَ الشَّبابِ ، وَ الأَمَانِي تَزدَهِي
(4)
وَعَدْتُكَ
أنَّ اللِّقَاءَ سَوْفَ يَغدُو عَاجِلا
وَمِثلَما بِالأَمسِ دَامَ زَاهِيَا
وَ صَفَّقتْ بَينَ الضُّلوعِ لَهفَتي
وَغَرَّدَتْ فَوْقَ الرَّوَابِي مُنْيَتِي
لَكنَّهَا
لَكنَّهَا الأَقدَارُ قَامَتْ بَينَنَا
مَشِيئَةُ المَولَى جَرَتْ
صِرنَا فُرَادَى ، والتَّمَنِّي قد فَنَى
(5)
آهٍ عَلَى وَعْدِ المُنَى كَيفَ خَبَا
آهٍ عَلَى جِسرِ اللُّقى كَيفَ هَوَى
آهٍ ، وآهٍ لِلمَدَى ، أسْكَنْتُهَا بِمُهجَتِي
تَحسُو الأَسَى مِنْ فقدِكَ
(6)
أَيُّ مَنَامٍ أَو هَنَاءٍ يَا ( أَبي ) مِنْ بِعْدِكَ ؟!
كَيفَ الحَيَاةُ تَسْـَقِيمُ يَا (أَبِي) مِنْ دُونِكَ ؟!
فِي بُعْدِكَ
لَستُ أَرَى غَيرَ وجُودٍ قَد خَلا مِنَ الوَرَى
غَيرَ حُطَامٍ ، وَ ضَبَابٍ ،وَ طَرِيقٍ مُقفِرٍ
كَأنَّني طَيفٌ ، يَهِيمُ بِالفَلا
رُوحٌ ، شَرِيدٌ ، تَائِهٌ
أَمضِي بِأحزَانٍ ، ودَ معٍ قَد نَعَى
آمَالَ أَمْسِي ، وَ غَدَي
(7)
يَاطَاهرَ العِرْقِ النَّبِيلِ يَا ( أَبي )
حَلَّ الفِرَاقُ كَالرَّدَى
حَلَّ الوَدَاعُ بَينَنَا ، فِي مَوْكِبٍ
نُورٌ عَلَى نُورٍ سَرَى مِنْ نَعشِكَ
حَتَّى أضَاءَ الدَّربَ صَوبَ قَبرِكَ
تَعدُو بِنَا ، تَعدُو بِنَا
مِنْ خَلفِكَ الَقَومُ تمنُّوا مَشْهَدَكْ
كَأنَّمَا عِرْسٌ جَلِيلٌ قَد بَدَا
فَالنُّورُ يَسرِي وَسَنَاهُ مِن سَنَى
كَأنَّني أَرَى الرِّضَا بِرُوحِكَ
قَد حَلَّقَتْ صَوبَ السَّمَا لِِصُحبَةٍ ، لِمَوعِدٍ ، لِجَنَّةٍ
(8)
يَا عُمرَ عُمرِي يَا ( أَبِي )
قَد قُلْتَ لِي
مَا بَعدَ مَوتٍ وَفَنَى ، سِوَى حَيَاةٍ ، وَ لُقَى
وَكُلُّ إِنسٍ سوْفَ يُطوَى ثَوبُهُ
فَلَنْ يُعِيدَهُ البُكَاءُ ، وَ الرَّجَا
وَلا نَحِيبٌ ،أَو نُوَاحٌ ، وَاَسَى
(9)
نَمْ يَا ( أَبي )
نَمْ مَا تَشَاءُ هَانئًا
فَفِي جوُارِ اللهِ وَعدٌ وَ وَفَا
سَعدٌ ، وَ حُبٌّ ، وَسَلامٌ ، وَ رِضَا
نَمْ يَا (أَبي )
نَمْ فَالثَرَى طهَّرْتَهُ بِطُهْرِكَ
نَمْ يَا (أَبِي)
يَا فَرحةَ القَبرِ بِكَ
بِنُورِكَ
نَمْ يَا (أَبِي)
نَمْ فَالثَرَى طَهَّرْتَهُ فِي لَحْدِكَ
شعر : مراد الساعي
وإلى روحه الطاهرة قصيدتي
نَمْ يَا أَبِي
(1)
لمَّا المغِيبُ قَد غَشَى سَفحَ الرُّبا
وَ الشَّمسُ مِنْهُ أَجْفَلَتْ
فَلَمْلَمَتْ خُيُوطَهَا
ثُمَّ تَوَارتْ وَ اخْتَفَتْ
نَاحَتْ علَى دَربٍ زَهَا لموعدٍ ، حَمَامَةٌ
بِدَمعَةٍ
صَاحَتْ : هَوَى زَهرُ الأَمَانِي وَ الشَّذَّا
قَالَ الفُؤَادُ : رُبَّمَا الغُصنُ غَفَا..
قَالَتْ بِوَجدٍ وَأَسَى : يَالَيتَهُ
يَاليتَهُ حقًا غَفَا
لَكنِّمَا
خَانَ الزَّمَانُ وَعْدَهُ
هَانَ عَليَهِ وَصْلَهُ فَأَغمَدَ
حَدَّ الفِرَاقِ وَ النَّوَى ، ثُمَّ مَضَى
يَبكِي عَلَيهِ مِنْ وَفَا !
(2)
كَأنَّمَا الكَونُ هَوَى
كَادَتَ مِنَ الوَجدِ الدُّمُوعُ أَنْ تَصِيرَ أنْهُرَا
وَالصَّدرُ مِنْ حَرِّ الجَوَى أنْ يُحْرَقَ
شَكٌ ؟ يَقينٌ؟ أَم سَرَابٌ قَد بَدَا؟
حَقِيقَةٌ مِثلُ الغَمَامِ ، وَالظُّنونِ ، وَ الرَّجَا
نَغْفُو عَلى حُلْمِ اللِّقاءِ ، وَ المُنَى
نَصْحُو عَلَى دَمعٍ يَسِيلُ قَانِيَا
(3(
مَاذَا أَقُولُ يَا زمَانًا قَد أَغارَ بِالعِدَا
مَاذا أقُولُ عَنْ رَبيعٍ قَد غَشَاهُ بَغْتَةً
قَهْرُ الخَرِيفِ فَذَوَى
بِضِحكَةِ الفَجْرِ السَّعِيدِ ، وَ السَّنَا
بِنِسْمَةِ الصُّبْحِ الشَّدِي ، وَصَحْبَةِ الوَردِ النَّدِي
شَوْقِ السِّنِينِ وَ اللُّقَى ، وَذِكرَيَاتٍ كَالشَّذَا
تَسْتَرْجِعُ
أُنْسَ اللَّيَالي ، وَالوَفَا
فَرْحَ الخَوَالِي ، وَ الصِّبا
زَهْرَ الشَّبابِ ، وَ الأَمَانِي تَزدَهِي
(4)
وَعَدْتُكَ
أنَّ اللِّقَاءَ سَوْفَ يَغدُو عَاجِلا
وَمِثلَما بِالأَمسِ دَامَ زَاهِيَا
وَ صَفَّقتْ بَينَ الضُّلوعِ لَهفَتي
وَغَرَّدَتْ فَوْقَ الرَّوَابِي مُنْيَتِي
لَكنَّهَا
لَكنَّهَا الأَقدَارُ قَامَتْ بَينَنَا
مَشِيئَةُ المَولَى جَرَتْ
صِرنَا فُرَادَى ، والتَّمَنِّي قد فَنَى
(5)
آهٍ عَلَى وَعْدِ المُنَى كَيفَ خَبَا
آهٍ عَلَى جِسرِ اللُّقى كَيفَ هَوَى
آهٍ ، وآهٍ لِلمَدَى ، أسْكَنْتُهَا بِمُهجَتِي
تَحسُو الأَسَى مِنْ فقدِكَ
(6)
أَيُّ مَنَامٍ أَو هَنَاءٍ يَا ( أَبي ) مِنْ بِعْدِكَ ؟!
كَيفَ الحَيَاةُ تَسْـَقِيمُ يَا (أَبِي) مِنْ دُونِكَ ؟!
فِي بُعْدِكَ
لَستُ أَرَى غَيرَ وجُودٍ قَد خَلا مِنَ الوَرَى
غَيرَ حُطَامٍ ، وَ ضَبَابٍ ،وَ طَرِيقٍ مُقفِرٍ
كَأنَّني طَيفٌ ، يَهِيمُ بِالفَلا
رُوحٌ ، شَرِيدٌ ، تَائِهٌ
أَمضِي بِأحزَانٍ ، ودَ معٍ قَد نَعَى
آمَالَ أَمْسِي ، وَ غَدَي
(7)
يَاطَاهرَ العِرْقِ النَّبِيلِ يَا ( أَبي )
حَلَّ الفِرَاقُ كَالرَّدَى
حَلَّ الوَدَاعُ بَينَنَا ، فِي مَوْكِبٍ
نُورٌ عَلَى نُورٍ سَرَى مِنْ نَعشِكَ
حَتَّى أضَاءَ الدَّربَ صَوبَ قَبرِكَ
تَعدُو بِنَا ، تَعدُو بِنَا
مِنْ خَلفِكَ الَقَومُ تمنُّوا مَشْهَدَكْ
كَأنَّمَا عِرْسٌ جَلِيلٌ قَد بَدَا
فَالنُّورُ يَسرِي وَسَنَاهُ مِن سَنَى
كَأنَّني أَرَى الرِّضَا بِرُوحِكَ
قَد حَلَّقَتْ صَوبَ السَّمَا لِِصُحبَةٍ ، لِمَوعِدٍ ، لِجَنَّةٍ
(8)
يَا عُمرَ عُمرِي يَا ( أَبِي )
قَد قُلْتَ لِي
مَا بَعدَ مَوتٍ وَفَنَى ، سِوَى حَيَاةٍ ، وَ لُقَى
وَكُلُّ إِنسٍ سوْفَ يُطوَى ثَوبُهُ
فَلَنْ يُعِيدَهُ البُكَاءُ ، وَ الرَّجَا
وَلا نَحِيبٌ ،أَو نُوَاحٌ ، وَاَسَى
(9)
نَمْ يَا ( أَبي )
نَمْ مَا تَشَاءُ هَانئًا
فَفِي جوُارِ اللهِ وَعدٌ وَ وَفَا
سَعدٌ ، وَ حُبٌّ ، وَسَلامٌ ، وَ رِضَا
نَمْ يَا (أَبي )
نَمْ فَالثَرَى طهَّرْتَهُ بِطُهْرِكَ
نَمْ يَا (أَبِي)
يَا فَرحةَ القَبرِ بِكَ
بِنُورِكَ
نَمْ يَا (أَبِي)
نَمْ فَالثَرَى طَهَّرْتَهُ فِي لَحْدِكَ
شعر : مراد الساعي