محمد ال مهيد
01-25-2013, 04:22 PM
تعريف الحماقة :
قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب. وقال أبو بكر المكارم: إنما سميت البقلة الحمقاء لأنها تنبت في سبيل الماء وطريق الإبل. قال: ابن الأعرابي: وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته
الحمق غريزة
عن إبي إسحاق قال: إذا بلغك أن غنياً افتقر فصدق وإذ بلغك أن فقيراً استغنى فصدق وإذا بلغك أن حياً مات فصدق وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلاً فلا تصدق.
القاضي أبو يوسف يتكلم عن الحماقة:
عن أبي يوسف القاضي قال: ثلاث صدق باثنتين ولا تصدق بواحدة إن قيل لك إن رجلاً كان معك فتوارى خلف حائط فمات فصدق وإن قيل لك إن رجلاً فقيراً خرج إلى بلد فاستفاد مالاً فصدق وإن قيل لك إن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلاً فلا تصدق.
عن الأوزاعي إنه يقول: بلغني أنه قيل لعيسى ابن مريم عليه السلام: يا روح الله إنك تحيي الموتى قال: نعم بإذن الله. قيل وتبرىء الأكمة قال: نعم بإذن الله. قيل: فما دواء الحمق قال: هذا الذي أعياني قال جعفر بن محمد: الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل كلما ازداد رياً زاد مرارة.
الحمق شر من الرعونة:
قال المأمون: تدرون ما جرى بيني وبين أمير المؤمنين هرون الرشيد كان لي إليه ذنب فدخلت مسلماً عليه فقال: أغرب يا أحمق. فانصرفت مغضباً ولم أدخل إليه أياماًن فكتب إلي رقعة
ليت شعـري وقـد تـمـادى بـك الـهـجر
أمـنـك الـتـفـريط أم كـان مـــنـــي
إن تـكـن خـنـتـنـا فـعـنـك عـفـا الــله
وإن كنـت خـنـتـكـم فـاعـف عـنـي
فسرت إليه فقال:
إن كان الذنب لنا فقد استغفرناك وإن كان لك فقد غفرناه. فقلت له: قلت له يا أحمق ولو قلت لي يا أرعن كان أسهل علي. فقال: ما الفرق بينهما قلت له: الرعونة تتولد عن النساء فتلحق الرجل من طول صحبتهن فإذا فارقهن وصاحب فحول الرجال زالت عنه وأما الحمق فإنه غريزة. وأنشد بعض الحكماء: الخفيف:
وعـلاج الأبـدان أيسـر خـطــبـــاً حين تعـتـل مـن عـلاج الـعـقـول
صفات الأحمق الخلقية:
ذكر القسم الثاني: وهو المتعلق بالخصال والأفعال. من ذلك ترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه ولا يخبره ومنها أنه لا مودة له.
العجب وكثرة الكلام: أنتبه لهذه الصفة...
ومنها العجب وكثرة الكلام قال أبو الدرداء: لا يغرنكم ظرف الرجل وفصاحته وإن كان مع ذلك قائم الليل صائم النهار إذا رأيتم فيه ثلاث خصال العجب وكثرة المنطق فيما لا يعنيه وإن يجد على الناس فيما يأتي مثله فإن ذلك من علامة الجاهل. وقال عمر بن عبد العزيز: ما عدمت من الأحمق فلن تعدم خلتين سرعة الجواب وكثرة الإلتفاتات وتكلم رجل عند معاوية فأكثر الكلام فضجر معاوية فقال: اسكت. فقال: وهل تكلمت
الخلو من العلم أصلاً:
أنتبه فإن هذه الصفة تكثر في المنتديات الحوارية وإذا طلبت منه دليل لا يرد بشئ
ومن علامات الأحمق خلوه من العلم أصلاً فإن العقل لا بد أن يحرك إلى اكتساب شيء.
فقال: وهل تكلمت ومن علامات الأحمق خلوه من العلم أصلاً فإن العقل لابد أن يحرك إلى اكتساب شيء من العلم وإن قل فإذا غلب السن ولم يحصل شيئاً من العلم دل على الحمق. قال الأعمش: إذا رأيت الشيخ ليس عنده شيءٌ من العلم أحببت أن أصفعه.
كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صديقاً للوليد يأتيه ويؤانسه فجلسا يوماً يلعبان بالشطرنج إذ أتاه الآذن فقال: أصلح الله الأمير رجل من أخوالك من أشراف ثقيف قدم غازياً فأحب السلام عليك فقال: دعه فقال عبد الله: وما عليك ائذن لي فنظل نحن على لعبنا فادع بمنديل يوضع عليها ونسلم على الرجل ونعود ففعل ثم قال: ائذن له فإذا هو رجل له هيبة وبين عينيه أثر السجود وهو معتم قد رجل لحيته فسلم ثم قال: أصلح الله الأمير قدمت غازياً فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك فقال: حياك الله وبارك عليك ثم سكت عنه فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال: يا خال هل جمعت القرآن قال: لا كانت شغلتنا عنه شواغل قال: أحفظت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئاً قال: لا كانت شغلتنا عن ذلك شواغل. قال: فأحاديث العرب وأشعارها قال: لا قال: فأحاديث أهل الحجاز ومضاحيكها قال: لا قال: فأحاديث العجم وآدابها قال: ذاك شيء ما طلبته فرفع الوليد المنديل وقال: شاهك فقال عبد الله بن معاوية: سبحان الله قال: لا والله ما معنا في البيت أحد فلما رأى ذلك الرجل خرج وأقبلوا على لعبهم.
يفرح الأحمق بالمدح الكاذب: وهذه أيضا منتشرة كثيراً .. مثل يحب أن يسمي نفسه أو يحب أن يمدح بأسد وهو لا يعدو فرخاً
ومن خصال الأحمق فرحه بالكذب من مدحه وتأثره بتعظيمه وإن كان غير مستحق لذلك.
عن الحسن أنه يقول: خفق النعال خلف الأحمق قلما يلبث. وقال زيد بن خالد: ليس أحد أحمق من غني قد أمن الفقر وفقير قد آيس من الغنى. وقال الأصمعي: إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق وإن أنكره فهو عاقل.
بعض الحكماء يصف أخلاق الحمق: بالله عليك أنتبه لهذه أيضاً شئ عجيب .!!
وقال بعض الحكماء عن اخلاق الاحمق
: من أخلاق الحمق العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والجهل والتواني والخيانة والظلم والضياع والتفريط والغفلة والسرور والخيلاء والفجر والمكر إن استغنى بطر وإن افتقر قنط وإن فرح أشر وإن قال فحش وإن سئل بخل وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه وإن ضحك نهق وإن بكى خار.
يعرف الأحمق بست خصال: الغضب من غير شيء والإعطاء في غير حق والكلام من غير منفعة والثقة بكل أحد وإفشاء السر وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه ويتكلم ما يخطر على قلبه ويتوهم أنه أعقل الناس.
علامات الحمق:
وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: علامة الحمق سرعة الجواب وترك التثبت والإفراط في الضحك وكثرة الإلتفات والوقيعة في الأخيار والإختلاط بالأشرار والإحمق إن أعرضت عنه أعتم وإن أقبلت عليه اغتر وإن حلمت عنه جهل عليك وإن جهلت عليه حلم عليك وإن أحسنت إليه أساء إليك وإن أسأت إليه أحسن إليك وإذا ظلمته أنصفت منه ويظلمك إذا أنصفته فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك
أما السرعة في الجواب فهو دليل الحماقة حيث لا يتأنى في جوابه على الآخر ولا يبحث ولا يتثبت ....
قال محمد الشامي: السريع:
لـــنـــا جـــلـــيسٌ تـــاركٌ لــــلأدب
&&& جـلـيسـه مـن قـولــه فـــي تـــعـــب
يغضب جـهـلاً عـنـد حـال الـرضـى
&&&ومنه يرضـى عـنـد حـال الـغـضـب
لا تؤاخ الأحمق:
و قد قيل \" لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء وربما يريد أن ينفعك فيضرك وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته \". وقال ابن أبي زياد: قال لي أبي: يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى فإني ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلي.
لاتغضب على الحمقى
عن عبد الله بن حبيق قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام \" لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك \". وعن الحسن قال: هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل. وعن سلمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض حليم من أحمق وشريف من دنيء وبر من فاجر.
الناس أربعة أصناف:
وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه. وقال أيضاً: الناس أربعة فكلم ثلاثة ولا تكلم واحداً رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه. قال جعفر بن محمد: الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
الناس ثلاثة أصناف:
وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال: الناس ثلاثة: مجنون ونصف مجنون وعاقل فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة وأما العاقل فقد كفيت مؤنته.
وأخيراً لا تجالس الأحمق ولا تجادله :
عن شعبة أنه قال: عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.
قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه ومؤنة الأحمق على الناس ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
كيف يعامل الأحمق:
قال حكيم آخر: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله قيل له كيف قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
وأنشدوا: المديد:
إتـق الأحـمـق أن تـصـــحـــبـــه
&&&إنما الأحـمـق كـالـثـوب الـخـلـق
كـلـمـا رقـعـت مـنــه جـــانـــبـــاً
&&& خـرقـتـه الـريح وهـنـاً فـانـخـرق
كـ(....) الـسـوق إن أقـضـمـتــه
&&& رمـح الـنـاس وإن جـاع نــهـــق
أو غـلام الـسـوء إن أسـغـبــتـــه
&&& سـرق الـنـاس وإن يشـبـع فـسـق
وإذا عـاتـبــتـــه كـــي يرعـــوي
&&& أفسـد الـمـجـلـس مـنـه بـالـخـرق
قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب. وقال أبو بكر المكارم: إنما سميت البقلة الحمقاء لأنها تنبت في سبيل الماء وطريق الإبل. قال: ابن الأعرابي: وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته
الحمق غريزة
عن إبي إسحاق قال: إذا بلغك أن غنياً افتقر فصدق وإذ بلغك أن فقيراً استغنى فصدق وإذا بلغك أن حياً مات فصدق وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلاً فلا تصدق.
القاضي أبو يوسف يتكلم عن الحماقة:
عن أبي يوسف القاضي قال: ثلاث صدق باثنتين ولا تصدق بواحدة إن قيل لك إن رجلاً كان معك فتوارى خلف حائط فمات فصدق وإن قيل لك إن رجلاً فقيراً خرج إلى بلد فاستفاد مالاً فصدق وإن قيل لك إن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلاً فلا تصدق.
عن الأوزاعي إنه يقول: بلغني أنه قيل لعيسى ابن مريم عليه السلام: يا روح الله إنك تحيي الموتى قال: نعم بإذن الله. قيل وتبرىء الأكمة قال: نعم بإذن الله. قيل: فما دواء الحمق قال: هذا الذي أعياني قال جعفر بن محمد: الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل كلما ازداد رياً زاد مرارة.
الحمق شر من الرعونة:
قال المأمون: تدرون ما جرى بيني وبين أمير المؤمنين هرون الرشيد كان لي إليه ذنب فدخلت مسلماً عليه فقال: أغرب يا أحمق. فانصرفت مغضباً ولم أدخل إليه أياماًن فكتب إلي رقعة
ليت شعـري وقـد تـمـادى بـك الـهـجر
أمـنـك الـتـفـريط أم كـان مـــنـــي
إن تـكـن خـنـتـنـا فـعـنـك عـفـا الــله
وإن كنـت خـنـتـكـم فـاعـف عـنـي
فسرت إليه فقال:
إن كان الذنب لنا فقد استغفرناك وإن كان لك فقد غفرناه. فقلت له: قلت له يا أحمق ولو قلت لي يا أرعن كان أسهل علي. فقال: ما الفرق بينهما قلت له: الرعونة تتولد عن النساء فتلحق الرجل من طول صحبتهن فإذا فارقهن وصاحب فحول الرجال زالت عنه وأما الحمق فإنه غريزة. وأنشد بعض الحكماء: الخفيف:
وعـلاج الأبـدان أيسـر خـطــبـــاً حين تعـتـل مـن عـلاج الـعـقـول
صفات الأحمق الخلقية:
ذكر القسم الثاني: وهو المتعلق بالخصال والأفعال. من ذلك ترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه ولا يخبره ومنها أنه لا مودة له.
العجب وكثرة الكلام: أنتبه لهذه الصفة...
ومنها العجب وكثرة الكلام قال أبو الدرداء: لا يغرنكم ظرف الرجل وفصاحته وإن كان مع ذلك قائم الليل صائم النهار إذا رأيتم فيه ثلاث خصال العجب وكثرة المنطق فيما لا يعنيه وإن يجد على الناس فيما يأتي مثله فإن ذلك من علامة الجاهل. وقال عمر بن عبد العزيز: ما عدمت من الأحمق فلن تعدم خلتين سرعة الجواب وكثرة الإلتفاتات وتكلم رجل عند معاوية فأكثر الكلام فضجر معاوية فقال: اسكت. فقال: وهل تكلمت
الخلو من العلم أصلاً:
أنتبه فإن هذه الصفة تكثر في المنتديات الحوارية وإذا طلبت منه دليل لا يرد بشئ
ومن علامات الأحمق خلوه من العلم أصلاً فإن العقل لا بد أن يحرك إلى اكتساب شيء.
فقال: وهل تكلمت ومن علامات الأحمق خلوه من العلم أصلاً فإن العقل لابد أن يحرك إلى اكتساب شيء من العلم وإن قل فإذا غلب السن ولم يحصل شيئاً من العلم دل على الحمق. قال الأعمش: إذا رأيت الشيخ ليس عنده شيءٌ من العلم أحببت أن أصفعه.
كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صديقاً للوليد يأتيه ويؤانسه فجلسا يوماً يلعبان بالشطرنج إذ أتاه الآذن فقال: أصلح الله الأمير رجل من أخوالك من أشراف ثقيف قدم غازياً فأحب السلام عليك فقال: دعه فقال عبد الله: وما عليك ائذن لي فنظل نحن على لعبنا فادع بمنديل يوضع عليها ونسلم على الرجل ونعود ففعل ثم قال: ائذن له فإذا هو رجل له هيبة وبين عينيه أثر السجود وهو معتم قد رجل لحيته فسلم ثم قال: أصلح الله الأمير قدمت غازياً فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك فقال: حياك الله وبارك عليك ثم سكت عنه فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال: يا خال هل جمعت القرآن قال: لا كانت شغلتنا عنه شواغل قال: أحفظت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئاً قال: لا كانت شغلتنا عن ذلك شواغل. قال: فأحاديث العرب وأشعارها قال: لا قال: فأحاديث أهل الحجاز ومضاحيكها قال: لا قال: فأحاديث العجم وآدابها قال: ذاك شيء ما طلبته فرفع الوليد المنديل وقال: شاهك فقال عبد الله بن معاوية: سبحان الله قال: لا والله ما معنا في البيت أحد فلما رأى ذلك الرجل خرج وأقبلوا على لعبهم.
يفرح الأحمق بالمدح الكاذب: وهذه أيضا منتشرة كثيراً .. مثل يحب أن يسمي نفسه أو يحب أن يمدح بأسد وهو لا يعدو فرخاً
ومن خصال الأحمق فرحه بالكذب من مدحه وتأثره بتعظيمه وإن كان غير مستحق لذلك.
عن الحسن أنه يقول: خفق النعال خلف الأحمق قلما يلبث. وقال زيد بن خالد: ليس أحد أحمق من غني قد أمن الفقر وفقير قد آيس من الغنى. وقال الأصمعي: إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق وإن أنكره فهو عاقل.
بعض الحكماء يصف أخلاق الحمق: بالله عليك أنتبه لهذه أيضاً شئ عجيب .!!
وقال بعض الحكماء عن اخلاق الاحمق
: من أخلاق الحمق العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والجهل والتواني والخيانة والظلم والضياع والتفريط والغفلة والسرور والخيلاء والفجر والمكر إن استغنى بطر وإن افتقر قنط وإن فرح أشر وإن قال فحش وإن سئل بخل وإن سأل ألح وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه وإن ضحك نهق وإن بكى خار.
يعرف الأحمق بست خصال: الغضب من غير شيء والإعطاء في غير حق والكلام من غير منفعة والثقة بكل أحد وإفشاء السر وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه ويتكلم ما يخطر على قلبه ويتوهم أنه أعقل الناس.
علامات الحمق:
وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: علامة الحمق سرعة الجواب وترك التثبت والإفراط في الضحك وكثرة الإلتفات والوقيعة في الأخيار والإختلاط بالأشرار والإحمق إن أعرضت عنه أعتم وإن أقبلت عليه اغتر وإن حلمت عنه جهل عليك وإن جهلت عليه حلم عليك وإن أحسنت إليه أساء إليك وإن أسأت إليه أحسن إليك وإذا ظلمته أنصفت منه ويظلمك إذا أنصفته فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك
أما السرعة في الجواب فهو دليل الحماقة حيث لا يتأنى في جوابه على الآخر ولا يبحث ولا يتثبت ....
قال محمد الشامي: السريع:
لـــنـــا جـــلـــيسٌ تـــاركٌ لــــلأدب
&&& جـلـيسـه مـن قـولــه فـــي تـــعـــب
يغضب جـهـلاً عـنـد حـال الـرضـى
&&&ومنه يرضـى عـنـد حـال الـغـضـب
لا تؤاخ الأحمق:
و قد قيل \" لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء وربما يريد أن ينفعك فيضرك وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته \". وقال ابن أبي زياد: قال لي أبي: يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى فإني ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلي.
لاتغضب على الحمقى
عن عبد الله بن حبيق قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام \" لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك \". وعن الحسن قال: هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل. وعن سلمان بن موسى قال: ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض حليم من أحمق وشريف من دنيء وبر من فاجر.
الناس أربعة أصناف:
وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه. وقال أيضاً: الناس أربعة فكلم ثلاثة ولا تكلم واحداً رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه. قال جعفر بن محمد: الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
الناس ثلاثة أصناف:
وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال: الناس ثلاثة: مجنون ونصف مجنون وعاقل فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة وأما العاقل فقد كفيت مؤنته.
وأخيراً لا تجالس الأحمق ولا تجادله :
عن شعبة أنه قال: عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.
قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه ومؤنة الأحمق على الناس ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.
كيف يعامل الأحمق:
قال حكيم آخر: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله قيل له كيف قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.
وأنشدوا: المديد:
إتـق الأحـمـق أن تـصـــحـــبـــه
&&&إنما الأحـمـق كـالـثـوب الـخـلـق
كـلـمـا رقـعـت مـنــه جـــانـــبـــاً
&&& خـرقـتـه الـريح وهـنـاً فـانـخـرق
كـ(....) الـسـوق إن أقـضـمـتــه
&&& رمـح الـنـاس وإن جـاع نــهـــق
أو غـلام الـسـوء إن أسـغـبــتـــه
&&& سـرق الـنـاس وإن يشـبـع فـسـق
وإذا عـاتـبــتـــه كـــي يرعـــوي
&&& أفسـد الـمـجـلـس مـنـه بـالـخـرق