صوت القلم
02-15-2013, 09:03 PM
هكذا هي الدنيا وهكذا هي الحياة، أشخاص يقدمون وأشخاص يحجمون، وأناس يقودون وآخرون ينقادون، هناك المتقدمون وهناك المتأخرون، هناك من يستيقظ مع الطيور قبل الشمس، وهناك من توقظه الشمس، البعض ينظر للقمر والآخر يفكر بالذهاب اليه.. البعض يعتقد ان الحياة غير عادلة، ولكني أراها عادلة لأننا نحن مدار الحياة ونحن مادتها. بعضنا يندب حظه وظروفه وما علم ان الله استودع فيه الكنوز والطاقات والامكانيات، ولذا يقضي بعضنا حياته دون ان يعرف امكانياته ثم يموت دون ان يستخرجها، هذا لعمري الخسران المبين. الله خلقنا من أسر شتى ومعطيات مختلفة، هذا صحيح، لذلك يبدأ بعضنا السباق قبل الآخرين، وينطلق بالحياة قبل ان نستعد نحن، لكن هذا لا يعني أنه سينهي السباق في المركز الأول. لذا تأتي قولة بيل غيتس الجميلة «ليس خطأك ان تولد فقيراً، ولكنه خطؤك ان تموت فقيراً».
الله سبحانه وتعالى أعدل من ان يتركنا هكذا بلا امكانيات أو فرص أو طاقات، لكن دورنا ان نكتشفها وان نستخرجها وان نستفزها لكي تتفاعل مع الحياة. ومن يتأمل سيرة الناجحين والفاشلين، سيلحظ ان لكل شخص منا، رجلاً أو امرأة، ميزة مختلفة عن الآخرين، واهتمام يميزه عن أقرانه وأترابه، ونقطة قوة واضحة لا تخطئها العين. ولو قرأت سيرة الصحابة رضوان الله عليهم لوجدت ان لكل واحد منهم تخصصاً يعرف به، ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أقرؤكم أُبي، وأقضاكم عليّ، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضكم زيد بن ثابت». رواه الترمذي. وخالد بن الوليد تميز بالفروسية والتخطيط العسكري، وأبو ذر الغفاري في الزهد والورع، وعبدالرحمن بن عوف في التجارة، وابن الجوزي في التصينف والتأليف، وغيرهم كثير.
لا تحاول ان تكون ملماً في كل شيء ومتقناً لكل شيء وعارفاً بأي شيء، هذا لا يستقيم منطقاً أو عقلاً، ركز على عصفور واحد، يغنيك عن بقية العصافير على الشجرة. المهم ان ترى العصفور أولاً ثم تسعى خلفه. بعضنا يفني حياته دون ان يرى حتى الشجرة. النمر حين يهجم على قطيع الغزلان لا يهجم هكذا بدون تحديد طريدته، بل يختار احداها، ويبدأ بالهجوم عليها ولا يلتفت لغيرها حتى وان كانت قريبة منه.
الحياة مليئة بالغزلان ومليئة بالفرص ومليئة بالتحديات أيضاً، لكن هذا جمالها ان تكون الثمرة محاطة ببعض الشوك حتى يستحقها من يتحمل وخز الشوك. ولله در الشاعر حين قال:
خلق الله للحروب رجالاً
ورجالاً لقصعةٍ وثريدِ!
واليك هذا التمرين الذي قد يساعدك على اكتشاف ذاتك، اجلس مع نفسك بهدوء وأمامك ورقة وقلماً، وتفكر في حياتك السابقة حتى يومك هذا، وانظر الى أي مجال أنت أقرب، وما هي مميزاتك ونقاط قوتك؟ دون قدر ما تستطيع. الآن فكر بالأنشطة التي تحبها وتستطيع عملها بسهولة؟ اكتب ما تستطيع من أنشطة على الورقة. والآن اكتب أسماء شخصيات حقيقية في حياتك تحبها وتحترمها وتتابع أعمالها؟ بامكانك القيام بخطوة أخرى لو أحببت وذلك بأن تسأل أحد أصدقائك المقربين من الذين يحبونك ويهتمون لمصلحتك، اسأله عن رأيه فيك؟ ما هي أقوى مميزاتك من وجهة نظره؟ بعد كل هذه الأسئلة، أعد قراءة ما دونته أكثر من مرة، وستلاحظ ان هناك مجالاً أو مجالين قد برزا، هذه قوتك وهذه ميزتك فنمها وطورها وارعها، وصدقني ستكون هي باذن الله فاتحة خير لك وعليك. أنا جربت هذا التمرين مع نفسي، فاتضح لي أني أحب الحديث مع الناس (محاضرات، دورات تدريبية، برامج اذاعية وتلفزيونية) وأني أحب الكتابة في الأمور الاجتماعية والعلاقات بين الناس (مقالات، كتب، مدونات)، فعلمت ان رزقي وتميزي وابداعي سيكون من هذه البوابة، لذا أحرص على ان أطور نفسي في هذين المجالين (الحديث والكتابة). صدقني أنت مميز وأنت مميزة، لا شك في ذلك ولا مراء، ودع عنك المثبطين والمتشائمين والمتحطمين، اعرف عصفورك، واذهب للبحث عنه..
(مقال اعجبني للدكتور / خالد القحيص .. واعتذر على الإطالة .. ولكم كل التقدير ..
الله سبحانه وتعالى أعدل من ان يتركنا هكذا بلا امكانيات أو فرص أو طاقات، لكن دورنا ان نكتشفها وان نستخرجها وان نستفزها لكي تتفاعل مع الحياة. ومن يتأمل سيرة الناجحين والفاشلين، سيلحظ ان لكل شخص منا، رجلاً أو امرأة، ميزة مختلفة عن الآخرين، واهتمام يميزه عن أقرانه وأترابه، ونقطة قوة واضحة لا تخطئها العين. ولو قرأت سيرة الصحابة رضوان الله عليهم لوجدت ان لكل واحد منهم تخصصاً يعرف به، ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أقرؤكم أُبي، وأقضاكم عليّ، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضكم زيد بن ثابت». رواه الترمذي. وخالد بن الوليد تميز بالفروسية والتخطيط العسكري، وأبو ذر الغفاري في الزهد والورع، وعبدالرحمن بن عوف في التجارة، وابن الجوزي في التصينف والتأليف، وغيرهم كثير.
لا تحاول ان تكون ملماً في كل شيء ومتقناً لكل شيء وعارفاً بأي شيء، هذا لا يستقيم منطقاً أو عقلاً، ركز على عصفور واحد، يغنيك عن بقية العصافير على الشجرة. المهم ان ترى العصفور أولاً ثم تسعى خلفه. بعضنا يفني حياته دون ان يرى حتى الشجرة. النمر حين يهجم على قطيع الغزلان لا يهجم هكذا بدون تحديد طريدته، بل يختار احداها، ويبدأ بالهجوم عليها ولا يلتفت لغيرها حتى وان كانت قريبة منه.
الحياة مليئة بالغزلان ومليئة بالفرص ومليئة بالتحديات أيضاً، لكن هذا جمالها ان تكون الثمرة محاطة ببعض الشوك حتى يستحقها من يتحمل وخز الشوك. ولله در الشاعر حين قال:
خلق الله للحروب رجالاً
ورجالاً لقصعةٍ وثريدِ!
واليك هذا التمرين الذي قد يساعدك على اكتشاف ذاتك، اجلس مع نفسك بهدوء وأمامك ورقة وقلماً، وتفكر في حياتك السابقة حتى يومك هذا، وانظر الى أي مجال أنت أقرب، وما هي مميزاتك ونقاط قوتك؟ دون قدر ما تستطيع. الآن فكر بالأنشطة التي تحبها وتستطيع عملها بسهولة؟ اكتب ما تستطيع من أنشطة على الورقة. والآن اكتب أسماء شخصيات حقيقية في حياتك تحبها وتحترمها وتتابع أعمالها؟ بامكانك القيام بخطوة أخرى لو أحببت وذلك بأن تسأل أحد أصدقائك المقربين من الذين يحبونك ويهتمون لمصلحتك، اسأله عن رأيه فيك؟ ما هي أقوى مميزاتك من وجهة نظره؟ بعد كل هذه الأسئلة، أعد قراءة ما دونته أكثر من مرة، وستلاحظ ان هناك مجالاً أو مجالين قد برزا، هذه قوتك وهذه ميزتك فنمها وطورها وارعها، وصدقني ستكون هي باذن الله فاتحة خير لك وعليك. أنا جربت هذا التمرين مع نفسي، فاتضح لي أني أحب الحديث مع الناس (محاضرات، دورات تدريبية، برامج اذاعية وتلفزيونية) وأني أحب الكتابة في الأمور الاجتماعية والعلاقات بين الناس (مقالات، كتب، مدونات)، فعلمت ان رزقي وتميزي وابداعي سيكون من هذه البوابة، لذا أحرص على ان أطور نفسي في هذين المجالين (الحديث والكتابة). صدقني أنت مميز وأنت مميزة، لا شك في ذلك ولا مراء، ودع عنك المثبطين والمتشائمين والمتحطمين، اعرف عصفورك، واذهب للبحث عنه..
(مقال اعجبني للدكتور / خالد القحيص .. واعتذر على الإطالة .. ولكم كل التقدير ..