هشام الأحمدي
03-10-2013, 09:17 AM
معشوقةٍ غرَّاء
هرعــــتُ نحـــو البــابِ متجهـاً
كيمــــا أرى فــــي عينها الكمدا
كــمــداً طالمــا أحبـــطَ الهمــــمَ
وكــــــمْ أخــــارَ منِّـــي الجسدا
و مــا أن فتحـــتُ البـــاب فـــإذ
بأمــــّي ورائــي تمــدُّ إليَّ يــدا
إلــــى أيـن تمضي أيُّهــا الولــدُ
إلـــــى أيــن يـا فلـــزةَ الكــــبدا
فقلـتُ إلـى معشوقةٍ غـــّراءَ (ا)
دعتْنــي فمـــددتُ إليهـــا يـــدا
ولُـــــدتُ و إيـّــاهــا كتـــوأمـين
و كانـتْ لــــــي صـكَّـاً ومُستندا
بدأتُ أكبــــــرُ و هــــي تصـــغرُ
و كــــادتْ أن تنتهــــــي أبـــــدا
فـاستنجدتْ أن أكــــونَ مُنقـذها
و أنا يا أمُّ خــــــيرُ مـن نجــــدا
و اقتــــربتُ أناشـــدها الرضـى
و طلـــبتُ منهــــا ذلـك المـــددا
فقالـــتْ مُـذ خُلـــقتَ يا ولـــدي
كـــــنتَ لـــــداري ذلك الـــوتـدا
كـــــنتَ لعينـــي ذاك الضيـــــاء
وكــنتَ لـدهري الـروحَ والسندا
فقــدتُ عــــند إشـــراقــكَ أبــــاً
واليـوم أخــافُ أن أفقـدَ الــولدا
فأقبلـــت علــى الجـــبينِ أقبّلــهُ
متمـــاســـكاً مُظهـــــــراً جلـــدا
فأمسكت بــــي وبدمـــعِ العــينِ
مثنيـــةً سـائلـةً الــواحدَ الأحـدا
...............
فقلـــتُ ويـــداي تمســحُ دمعَها
و دمعـــي فـــي العينِّ قـد وئِـدا
كيـــــف نصـبرُ لعصبــةٍ قالـــوا
إما الأســــدُّ أو نحـــــرق البلـدا
كــــــيفَ نخضــعُ لعصـبةٍ قالـوا
أســـدنا أمسى الــواحد الأحــدا
يا أمُّ هـــذهِ عصبـــة قــد طــغتْ
والرئيــسُ زعيــمَ عصبةٍ غــدى
خمسونَ عاماً لم يطلقْ رصاصـ
ـتهُ أو يحشدْ لعّــِدوٍ تلكـمُ العِـدَدَ
و هــاهـــو الآن لآلــــة القتـــلِ
والتدّميــرِ فـي كلِّ مدينةٍ حــشدَ
عصبــة قتلـــوا مـن لـم يــؤلهه
مـن لــربِّ العـــرشِ قـــد سـجدَ
لقــد قتلــوا الأحـــلامَ و الآمــالَ
قتلــوا الربيــعَ ، لـوَّثــوا بــردى
لقــد اغتصبوا النســاءَ الحـرائر
و الـــرجلَ و الطفــلَ و الأمـردا
لقـــد مثلَّــوا فـــي جثثِ الرجالِ
والنساءِ، حـرقوا الطفلَ والــولدَ
لقــد ذبحــوا الحــواملَ و قتلَّــوا
أجنـــةً فـــي رحمها لـــم تـولــدَ
و نحـــروا الخـــدَّج و الـرُّضــعَ
والتاريــخ علــى نحرهم شـــهدَ
لقـــد انتهكـــوا يا أمُّ حرمــــاتنا
فقــد دكــوا الكنيسة و المسـجدا
عصـبــة وئـــدوا مننَّــا الأحيــاءَ
قتلَّــوا منَّـا الضعيـفَ و المُقعــدا
خنــزيرٌ و لأجـــلِ كـرسي حكــم
هتــكَ حُــرمـة الروحِ والجســدا
وتخيــلَّ أن يخنـــعَ لــهُ شـــعـبٌ
وهيهــــات للخنزيـرِ مــا نشـد ا
.................
وهيهـات يا خنـزيرُ أن تركِّــعه
شـــعبـاً لغــــير الله مــا ســـجد
واســـألِ التـــاريخَ يـا خنـــزيرَ
فارسٍ، ينبئنك مـن همُ الأســدا
ينبئنك أننـا نحــنُ أبنـــاءَ خــالدٍ
هـزبرٍ قــد مـزقَّ منهــم البلـــدا
والأن يرومـــون عــزَّ دولتهــم
مــــاضٍ بــإذن الله قــــد لُــحـدَ
و حاضرٌ كشفَ عُهـرَ خـداعهم
فثورتنا نورٌلدجى مكرِهم رشــدَ
فإلام يـا أم نبــقَ فــــي وطــــنٍ
فيـــه كـــــلّ الحـــرّ مضطـــهدا
فيـه الكـرامـة قـد اغتالها عــبدٌ
لحلـــــيب الأم قــــــد جحـــــــدَ
أليس مـن ماتَ دونَ عــرضـــهِ
فــي غُـرفٍ جـوار محمدٍ وُجــدَ
أو مـن مــات دون نفســهِ ، أو
مـاله ، شهيداً فــي الجنةِ خلـدَ
فلا بــُدَّ مـــن بعـد عسرٍ يسـرهُ
ولن يموت الحقٌّ ومـن له نشدَ
و إن نصــــــرَ الله لا بـــــدَّ آتٍ
و لـن يخـلــف الله الـذي وعــدَ
قالـتْ اذهــبْ يا فلــزةَ الـــروحِ
فقــدْ أسلمتكَ للـواحـدِ الأحـــدا
اذهبْ و لتسطِّر كنورِ الشمسِ
ملاحم تحريرٍ وعــزةٍّ و سؤددا
( 1 ) .. الحرية التي كرمَ الله بها الإنسان
هشام الأحمدي ( ابن الوليد )
هرعــــتُ نحـــو البــابِ متجهـاً
كيمــــا أرى فــــي عينها الكمدا
كــمــداً طالمــا أحبـــطَ الهمــــمَ
وكــــــمْ أخــــارَ منِّـــي الجسدا
و مــا أن فتحـــتُ البـــاب فـــإذ
بأمــــّي ورائــي تمــدُّ إليَّ يــدا
إلــــى أيـن تمضي أيُّهــا الولــدُ
إلـــــى أيــن يـا فلـــزةَ الكــــبدا
فقلـتُ إلـى معشوقةٍ غـــّراءَ (ا)
دعتْنــي فمـــددتُ إليهـــا يـــدا
ولُـــــدتُ و إيـّــاهــا كتـــوأمـين
و كانـتْ لــــــي صـكَّـاً ومُستندا
بدأتُ أكبــــــرُ و هــــي تصـــغرُ
و كــــادتْ أن تنتهــــــي أبـــــدا
فـاستنجدتْ أن أكــــونَ مُنقـذها
و أنا يا أمُّ خــــــيرُ مـن نجــــدا
و اقتــــربتُ أناشـــدها الرضـى
و طلـــبتُ منهــــا ذلـك المـــددا
فقالـــتْ مُـذ خُلـــقتَ يا ولـــدي
كـــــنتَ لـــــداري ذلك الـــوتـدا
كـــــنتَ لعينـــي ذاك الضيـــــاء
وكــنتَ لـدهري الـروحَ والسندا
فقــدتُ عــــند إشـــراقــكَ أبــــاً
واليـوم أخــافُ أن أفقـدَ الــولدا
فأقبلـــت علــى الجـــبينِ أقبّلــهُ
متمـــاســـكاً مُظهـــــــراً جلـــدا
فأمسكت بــــي وبدمـــعِ العــينِ
مثنيـــةً سـائلـةً الــواحدَ الأحـدا
...............
فقلـــتُ ويـــداي تمســحُ دمعَها
و دمعـــي فـــي العينِّ قـد وئِـدا
كيـــــف نصـبرُ لعصبــةٍ قالـــوا
إما الأســــدُّ أو نحـــــرق البلـدا
كــــــيفَ نخضــعُ لعصـبةٍ قالـوا
أســـدنا أمسى الــواحد الأحــدا
يا أمُّ هـــذهِ عصبـــة قــد طــغتْ
والرئيــسُ زعيــمَ عصبةٍ غــدى
خمسونَ عاماً لم يطلقْ رصاصـ
ـتهُ أو يحشدْ لعّــِدوٍ تلكـمُ العِـدَدَ
و هــاهـــو الآن لآلــــة القتـــلِ
والتدّميــرِ فـي كلِّ مدينةٍ حــشدَ
عصبــة قتلـــوا مـن لـم يــؤلهه
مـن لــربِّ العـــرشِ قـــد سـجدَ
لقــد قتلــوا الأحـــلامَ و الآمــالَ
قتلــوا الربيــعَ ، لـوَّثــوا بــردى
لقــد اغتصبوا النســاءَ الحـرائر
و الـــرجلَ و الطفــلَ و الأمـردا
لقـــد مثلَّــوا فـــي جثثِ الرجالِ
والنساءِ، حـرقوا الطفلَ والــولدَ
لقــد ذبحــوا الحــواملَ و قتلَّــوا
أجنـــةً فـــي رحمها لـــم تـولــدَ
و نحـــروا الخـــدَّج و الـرُّضــعَ
والتاريــخ علــى نحرهم شـــهدَ
لقـــد انتهكـــوا يا أمُّ حرمــــاتنا
فقــد دكــوا الكنيسة و المسـجدا
عصـبــة وئـــدوا مننَّــا الأحيــاءَ
قتلَّــوا منَّـا الضعيـفَ و المُقعــدا
خنــزيرٌ و لأجـــلِ كـرسي حكــم
هتــكَ حُــرمـة الروحِ والجســدا
وتخيــلَّ أن يخنـــعَ لــهُ شـــعـبٌ
وهيهــــات للخنزيـرِ مــا نشـد ا
.................
وهيهـات يا خنـزيرُ أن تركِّــعه
شـــعبـاً لغــــير الله مــا ســـجد
واســـألِ التـــاريخَ يـا خنـــزيرَ
فارسٍ، ينبئنك مـن همُ الأســدا
ينبئنك أننـا نحــنُ أبنـــاءَ خــالدٍ
هـزبرٍ قــد مـزقَّ منهــم البلـــدا
والأن يرومـــون عــزَّ دولتهــم
مــــاضٍ بــإذن الله قــــد لُــحـدَ
و حاضرٌ كشفَ عُهـرَ خـداعهم
فثورتنا نورٌلدجى مكرِهم رشــدَ
فإلام يـا أم نبــقَ فــــي وطــــنٍ
فيـــه كـــــلّ الحـــرّ مضطـــهدا
فيـه الكـرامـة قـد اغتالها عــبدٌ
لحلـــــيب الأم قــــــد جحـــــــدَ
أليس مـن ماتَ دونَ عــرضـــهِ
فــي غُـرفٍ جـوار محمدٍ وُجــدَ
أو مـن مــات دون نفســهِ ، أو
مـاله ، شهيداً فــي الجنةِ خلـدَ
فلا بــُدَّ مـــن بعـد عسرٍ يسـرهُ
ولن يموت الحقٌّ ومـن له نشدَ
و إن نصــــــرَ الله لا بـــــدَّ آتٍ
و لـن يخـلــف الله الـذي وعــدَ
قالـتْ اذهــبْ يا فلــزةَ الـــروحِ
فقــدْ أسلمتكَ للـواحـدِ الأحـــدا
اذهبْ و لتسطِّر كنورِ الشمسِ
ملاحم تحريرٍ وعــزةٍّ و سؤددا
( 1 ) .. الحرية التي كرمَ الله بها الإنسان
هشام الأحمدي ( ابن الوليد )