رهام
04-06-2013, 01:26 PM
كوريا الشمالية تهدد بإشعال الحرب العالمية الثالثة
http://up.graaam.com/forums/754360/01365093910.jpg
أعلن جيش كوريا الشمالية في بيان أنه حصل على موافقة نهائية لشن ضربات "لا هوادة فيها" على الولايات المتحدة تشمل إمكانية استخدام الأسلحة النووية "المتطورة"..
وقال رئيس أركان الجيش في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إنه يبلغ واشنطن رسميا، إن التهديدات الأمريكية يمكن أن "تسحق بوسائل ضاربة نووية متطورة أصغر وأخف ومتنوعة"، وإن "العملية التي لا رحمة فيها لقواتنا المسلحة الثورية تمت دراستها بصورة نهائية والمصادقة عليها".
وطالب البيت الأبيض، الأربعاء، كوريا الشمالية بأن تكف عن تهديداتها، وذلك إثر تصعيد نظام بيونغ يانغ حربه الكلامية ضد الولايات المتحدة.
وقالت كيتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن "كوريا الشمالية عليها أن تكف عن تهديداتها الاستفزازية، وأن تسعى عوضا عن ذلك للوفاء بالتزاماتها الدولية".
وأفاد مسؤولون، الأربعاء، أن كوريا الشمالية أغلقت منطقة صناعية مشتركة مع كوريا الجنوبية تدر عليها ملياري دولار سنويا، وتمثل هذه الخطوة تصعيدا في مواجهة بدأت قبل شهور مع كوريا الجنوبية وحليفتها واشنطن.
وشكلت العقوبات الأخيرة من الأمم المتحدة شرارة الإطلاق، لسيل من التهديدات الكورية الشمالية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، ووصلت هذه التهديدات إلى تشغيل مجمعها النووي الرئيسي الذي كان متوقفا.
وكثيرا ما كانت تستخدم كوريا الشمالية خطابا عدائيا تجاه من تعتبرهم معادين، ففي عام 1994 هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بتحويل عاصمتها سول إلى بحر من اللهب الأمر، الذي خلق حالة من الرعب لدى الكوريين الجنوبيين.
وبعد أن قام جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي السابق عام 2002 بتصنيفها بأنها إحدى دول ''محور الشر''، ردت بيونغ يانغ بأنها ''ستمحو المعتدين بلا رحمة''.
وفي يونيو هددت كوريا الشمالية بأن مدفعيتها تستهدف سبعة مجموعات من وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، وهددتها بحرب بلا رحمة.
كما أنها اعتادت على نمط من التهديدات المتصاعدة ضد كوريا الجنوبية كلما تولى فيها رئيس جديد الحكم.
وفيما لا يرى الكثير من المحللين في هذه الخطابات تهديدا حقيقيا، إلا أن آخرين يحذرون من مغبة الإفراط في التوقعات المتفائلة والفهم الجيد لكوريا الشمالية، لأن لديها عددا من الجبهات الخطيرة.
و قال جون ديلوري الأستاذ بجامعة يونسي في كوريا الجنوبية لبي بي سي :''إذا تتبعت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية فإنك ستلحظ استمرارية في توجيه اللغة العدائية تجاه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وأحيانا اليابان، ومن الصعب أن تحدد ما الذي يمكن أن تأخذه منها على محمل الجد. ولكن عندما تتابع المناسبات عندما يحدث شيء ما مثلما حدث من هجوم بالمدفعية على جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية في 2010، فإنك ستجد تحذيرات واضحة.''
ويهدد الشمال باستمرار بأن التدريبات العسكرية التي أجريت في المنطقة ستستجلب رد فعل انتقامي، حيث يعترف ديلوري بأن عدم القدرة على قراءة نوايا بيونغ يانغ وعدم التقدير الجيد لقدراتها جعلا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عالقين في مستنقع كوريا الشمالية.
وجاءت التهديدات الشمالية الأخيرة بشن هجوم نووي محتمل ردا على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وليس على العقوبات الأمريكية ذاتها.
وتقول أندريا برجر من المعهد الملكي المتحد للخدمات بلندن :''في أي وقت تهدد دولة بشن بحرب نووية وقائية، يكون هذا مدعاة للقلق. وكوريا الشمالية ليست استثناءا، مع تغير نبرة خطابها الأخير من التلويح للولايات المتحدة بصواريخها البالستية، إلى التهديد بقدرتها على ضرب أهداف حيوية في قلب أمريكا بصواريخها البالستية.''
ولكن الكثير من الخبراء يعتقدون أن التهديدات القادمة من كوريا الشمالية تعبير عن رغبتها في إبرام معاهدة سلام مع الولايات المتحدة.
وتقول برجر ''يبدو أن كوريا الشمالية تعتقد أنها لن تؤخذ على محمل الجد في محادثات السلام إلا إذا دخلتها وفي حوزتها قوة عسكرية كبيرة، وهذا يتماشى كثيرا مع النظام التاريخي لبيونغ يانغ الذي يعتمد على العسكرية في المقام الأول.''
ولكن أمريكا غالبا ما تكون في موقع الصدارة، وهو ما يقوله ديلوري :''هناك حالات تحاول فيها التهديدات جذب انتباه البيت الأبيض، الذي يحاول تجاهل كوريا الشمالية، ورسالة بيونغ يانغ تقول أنتم لاتريدون الحديث معنا، ولكننا لن نذهب بعيدا، فسوف نجعلكم تتفقون معنا.''
وينظر إلى سلسلة التهديدات الأخيرة من قادة الشمال الكوري على أنها خدعة خاصة وأن القادة هؤلاء يعلمون أن الهجوم النووي سيكون انتحاريا وغير عملي، كما أن المنظومة الصاروخية لكوريا الشمالية ما زالت بدائية.
كما أن الكثيرين يشيرون إلى أنه لم يثبت من قبل نجاح كوريا الشمالية في تنفيذ أي معاهدة بشكل صحيح، حيث هددت من قبل بخرق اتفاق الهدنة، وتم رصد مساع من أجل هذا.
ولكن رد الفعل الغاضب من الشمال جاء بتحريك القوات التقليدية للاشتباك على الحدود مع كوريا الجنوبية سواء على البر أو البحر، وهو ما حدث من قبل.
كما أنها أعلنت عن إعادة تشغيل مفاعلها النووي الرئيسي في يونغبيون بما يمكن أن يفتح موردا جديدا للتزود بالبلوتونيوم لبرنامج تسلحها، وعندما تصل المسائل إلى تخصيب اليورانيوم فإنه لا أحد يعلم بالضبط ماهي الخطط السرية الموجودة في جعبتها، كما أنه ليس هناك دليل واضح على أن التفجير الأخير لكوريا الشمالية كان تفجيرا معتمدا على اليورانيوم.
ومع ذلك فإن الخبراء يقولون أن الإمكانيات الموجودة في يونغبيون يمكن أن يتم استخدامها لإنتاج أسلحة تعتمد على اليورانيوم.
وقد أظهرت الاختبارات التي أجرتها كوريا الجنوبية على أجزاء لصاروخ أطلق في شهر ديسمبر أن كوريا الشمالية ستمتلك صواريخ يصل مداها لأكثر من 10 آلاف كيلو متر، مما يضع الولايات المتحدة داخل نطاق يمكن توجيه الضربات إليه.
ومع ذلك، هناك أدلة قليلة على أن كوريا الشمالية قد توصلت إلى تطوير نظام توجيه يضمن توجيه الضربات الدقيقة، أو إلى التكنولوجيا التي تمكنها من التوصل مجددا إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وبالتالي يمكن القول بأن قدرة بيونغ يانغ على تنفيذ ضربة نووية ضد الولايات المتحدة ليست مؤكدة بشكل كبير، حيث لا يعتقد المحللون أنها تمكنت حتى الآن من تصنيع جهاز نووي صغير بالحجم الذي يمكنها من وضعه على رأس صواريخ حربية.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية في شهر ديسمبر أثبت أن لديها شيء يمكن أن يضرب السواحل الأمريكية، لكن المعهد أضاف أن أي ''صواريخ فعالة تحمل رؤوس نووية عابرة للقارات لا تزال فكرة مستبعدة على الأقل لعدة سنوات.''
وأظهرت كوريا الشمالية أنها مصرة على الوصول إلى هذه التقنية، وبلغ حجم أحدث اختبار نووي أجرته تحت الأرض ضعف حجم الاختبار السابق الذي أجرته عام 2009، كما قالت كوريا الشمالية إن اختبارها النووي الذي أجرته في فبراير/شباط قام بتفجير ''رأس حربية نووية أخف وزنا وأقل حجما، ولكنها ذات شحنة تفجيرية كبيرة.''
ولكن في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية لضرب الولايات المتحدة، يمكنها أيضا أن تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، فهناك أكثر من 28 ألف من الجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية، و 40 ألف آخرين في اليابان، وهناك أيضا قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة في جزيرة غوام القريبة من الفلبين.
وتلتزم الولايات المتحدة أيضا بالدفاع عن اليابان إذا تعرضت لهجوم، وذلك وفقا لشروط التحالف الأمني بين الولايات المتحدة واليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتقول الولايات المتحدة إنها قادرة على صد أي هجوم عليها أو على حلفائها إذا ما أطلق أي صاروخ من جانب كوريا الشمالية.
وجدير بالذكر أن السفينة الحربية الأمريكية الوحيدة التي تحتجز من قبل قوة أجنبية توجد الآن في بوينغ يانغ، فقد احتجزت كوريا الشمالية هذه السفينة التي يطلق عليها اسم USS Pueblo خلال مهمة استطلاع لها عام 1968 وهي في المياه الدولية، ولم يكن أحد يتوقع أن بيونغ يانغ قد تقوم باحتجازها، كما لم يكن طاقم السفينة مستعد لذلك.
وقد توفي أحد أفراد هذا الطاقم، وتم اقتياد 82 أمريكي آخر إلى معسكرات اعتقال في كوريا الشمالية، حيث تم احتجازهم لمدة 11 شهرا بتهمة التجسس. وقد تم الإفراج عنهم بعد أن قدمت الولايات المتحدة اعتذارا، وأكدت أن السفينة لم تكن في مهمة تجسس، ثم تراجعت أمريكا بعد عن تلك التصريحات في وقت لاحق.
منذ انتهاء الحرب الكورية، أظهرت بيونغ يانغ مراراً قدرتها على ضرب جيرانها والمصالح الأجنبية الأخرى في المنطقة، ويكون ذلك غالبا ردا على ما تراه استفزازاً لها.
ففي عام 1967، هاجمت وأغرقت سفينة لكوريا الجنوبية خلال قيامها بدورية في البحر الأصفر، مما أسفر عن مقتل 39 من طاقمها.
وقد أعقب ذلك فترة من الهدوء النسبي، على الرغم من استمرار الحديث عن الحرب، ثم واصلت كوريا الجنوبية ما يعرف بـ ''سياسة الشمس المشرقة'' والتي تشير إلى محاولة لبناء علاقات وثيقة وتخفيف حدة التوتر، وذلك بين عامي 1998 و 2008.
لكن في مارس عام 2010، تعرضت سفينة تشيونان الكورية الجنوبية التي كانت تبحر بالقرب من المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين لتفجير أدى إلى انقسامها لنصفين ومقتل 46 من البحارة على متنها.
وقالت كوريا الجنوبية إن التفسير المنطقي لذلك الحادث هو أن السفينة استهدفت بقذيفة من قبل القوات البحرية لكوريا الشمالية، لكن بيونغ يانغ نفت ذلك.
وفي نوفمبر من نفس العام، قصفت القوات الكورية الشمالية بالمدفعية جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية، والتي أدت إلى مقتل اثنين من قوات مشاة البحرية التابعة لكوريا الجنوبية، واثنين آخرين من المدنيين. وقالت بيونغ يانغ إن الاشتباكات بدأت باستفزاز من القوات التابعة لكوريا الجنوبية التي كانت تجري تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة.
وتمتلك كوريا الشمالية جيشا تقليديا يضم أكثر من مليون جندي، لكن يعتقد أن أسلحته تعود إلى فترة الاتحاد السوفيتي وتعد أسلحة متخلفة.
لكنها لا تزال تمتلك كمية هائلة من قطع المدفعية تنشرها بطول المنطقة المتنازع عليها والتي تعد منطقة منزوعة السلاح، كما تقع العاصمة الكورية الجنوبية سيول في مرمى هذه الأسلحة.
ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للتوازن العسكري، فإن ما يقرب من 65 % من الوحدات العسكرية لكوريا الشمالية، وأكثر من 80 % من قدرتها العسكرية على إطلاق الصواريخ تنتشر في نطاق 100 كيلو متر من هذه المنطقة منزوعة السلاح.
واعتبر بيتر كينغ، أحد أبرز أعضاء الكونغرس عن الحزب الجمهوري، والشخصية المؤثرة في السياسة الأمنية الأمريكية، أن من حق الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية وقائية إلى كوريا الشمالية، إذا تأكد وجود "أدلة قاطعة" حول نيتها شن هجوم ضد أمريكا أو كوريا الجنوبية.
http://up.graaam.com/forums/754360/01365093910.jpg
أعلن جيش كوريا الشمالية في بيان أنه حصل على موافقة نهائية لشن ضربات "لا هوادة فيها" على الولايات المتحدة تشمل إمكانية استخدام الأسلحة النووية "المتطورة"..
وقال رئيس أركان الجيش في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إنه يبلغ واشنطن رسميا، إن التهديدات الأمريكية يمكن أن "تسحق بوسائل ضاربة نووية متطورة أصغر وأخف ومتنوعة"، وإن "العملية التي لا رحمة فيها لقواتنا المسلحة الثورية تمت دراستها بصورة نهائية والمصادقة عليها".
وطالب البيت الأبيض، الأربعاء، كوريا الشمالية بأن تكف عن تهديداتها، وذلك إثر تصعيد نظام بيونغ يانغ حربه الكلامية ضد الولايات المتحدة.
وقالت كيتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن "كوريا الشمالية عليها أن تكف عن تهديداتها الاستفزازية، وأن تسعى عوضا عن ذلك للوفاء بالتزاماتها الدولية".
وأفاد مسؤولون، الأربعاء، أن كوريا الشمالية أغلقت منطقة صناعية مشتركة مع كوريا الجنوبية تدر عليها ملياري دولار سنويا، وتمثل هذه الخطوة تصعيدا في مواجهة بدأت قبل شهور مع كوريا الجنوبية وحليفتها واشنطن.
وشكلت العقوبات الأخيرة من الأمم المتحدة شرارة الإطلاق، لسيل من التهديدات الكورية الشمالية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، ووصلت هذه التهديدات إلى تشغيل مجمعها النووي الرئيسي الذي كان متوقفا.
وكثيرا ما كانت تستخدم كوريا الشمالية خطابا عدائيا تجاه من تعتبرهم معادين، ففي عام 1994 هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بتحويل عاصمتها سول إلى بحر من اللهب الأمر، الذي خلق حالة من الرعب لدى الكوريين الجنوبيين.
وبعد أن قام جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكي السابق عام 2002 بتصنيفها بأنها إحدى دول ''محور الشر''، ردت بيونغ يانغ بأنها ''ستمحو المعتدين بلا رحمة''.
وفي يونيو هددت كوريا الشمالية بأن مدفعيتها تستهدف سبعة مجموعات من وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، وهددتها بحرب بلا رحمة.
كما أنها اعتادت على نمط من التهديدات المتصاعدة ضد كوريا الجنوبية كلما تولى فيها رئيس جديد الحكم.
وفيما لا يرى الكثير من المحللين في هذه الخطابات تهديدا حقيقيا، إلا أن آخرين يحذرون من مغبة الإفراط في التوقعات المتفائلة والفهم الجيد لكوريا الشمالية، لأن لديها عددا من الجبهات الخطيرة.
و قال جون ديلوري الأستاذ بجامعة يونسي في كوريا الجنوبية لبي بي سي :''إذا تتبعت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية فإنك ستلحظ استمرارية في توجيه اللغة العدائية تجاه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وأحيانا اليابان، ومن الصعب أن تحدد ما الذي يمكن أن تأخذه منها على محمل الجد. ولكن عندما تتابع المناسبات عندما يحدث شيء ما مثلما حدث من هجوم بالمدفعية على جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية في 2010، فإنك ستجد تحذيرات واضحة.''
ويهدد الشمال باستمرار بأن التدريبات العسكرية التي أجريت في المنطقة ستستجلب رد فعل انتقامي، حيث يعترف ديلوري بأن عدم القدرة على قراءة نوايا بيونغ يانغ وعدم التقدير الجيد لقدراتها جعلا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية عالقين في مستنقع كوريا الشمالية.
وجاءت التهديدات الشمالية الأخيرة بشن هجوم نووي محتمل ردا على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وليس على العقوبات الأمريكية ذاتها.
وتقول أندريا برجر من المعهد الملكي المتحد للخدمات بلندن :''في أي وقت تهدد دولة بشن بحرب نووية وقائية، يكون هذا مدعاة للقلق. وكوريا الشمالية ليست استثناءا، مع تغير نبرة خطابها الأخير من التلويح للولايات المتحدة بصواريخها البالستية، إلى التهديد بقدرتها على ضرب أهداف حيوية في قلب أمريكا بصواريخها البالستية.''
ولكن الكثير من الخبراء يعتقدون أن التهديدات القادمة من كوريا الشمالية تعبير عن رغبتها في إبرام معاهدة سلام مع الولايات المتحدة.
وتقول برجر ''يبدو أن كوريا الشمالية تعتقد أنها لن تؤخذ على محمل الجد في محادثات السلام إلا إذا دخلتها وفي حوزتها قوة عسكرية كبيرة، وهذا يتماشى كثيرا مع النظام التاريخي لبيونغ يانغ الذي يعتمد على العسكرية في المقام الأول.''
ولكن أمريكا غالبا ما تكون في موقع الصدارة، وهو ما يقوله ديلوري :''هناك حالات تحاول فيها التهديدات جذب انتباه البيت الأبيض، الذي يحاول تجاهل كوريا الشمالية، ورسالة بيونغ يانغ تقول أنتم لاتريدون الحديث معنا، ولكننا لن نذهب بعيدا، فسوف نجعلكم تتفقون معنا.''
وينظر إلى سلسلة التهديدات الأخيرة من قادة الشمال الكوري على أنها خدعة خاصة وأن القادة هؤلاء يعلمون أن الهجوم النووي سيكون انتحاريا وغير عملي، كما أن المنظومة الصاروخية لكوريا الشمالية ما زالت بدائية.
كما أن الكثيرين يشيرون إلى أنه لم يثبت من قبل نجاح كوريا الشمالية في تنفيذ أي معاهدة بشكل صحيح، حيث هددت من قبل بخرق اتفاق الهدنة، وتم رصد مساع من أجل هذا.
ولكن رد الفعل الغاضب من الشمال جاء بتحريك القوات التقليدية للاشتباك على الحدود مع كوريا الجنوبية سواء على البر أو البحر، وهو ما حدث من قبل.
كما أنها أعلنت عن إعادة تشغيل مفاعلها النووي الرئيسي في يونغبيون بما يمكن أن يفتح موردا جديدا للتزود بالبلوتونيوم لبرنامج تسلحها، وعندما تصل المسائل إلى تخصيب اليورانيوم فإنه لا أحد يعلم بالضبط ماهي الخطط السرية الموجودة في جعبتها، كما أنه ليس هناك دليل واضح على أن التفجير الأخير لكوريا الشمالية كان تفجيرا معتمدا على اليورانيوم.
ومع ذلك فإن الخبراء يقولون أن الإمكانيات الموجودة في يونغبيون يمكن أن يتم استخدامها لإنتاج أسلحة تعتمد على اليورانيوم.
وقد أظهرت الاختبارات التي أجرتها كوريا الجنوبية على أجزاء لصاروخ أطلق في شهر ديسمبر أن كوريا الشمالية ستمتلك صواريخ يصل مداها لأكثر من 10 آلاف كيلو متر، مما يضع الولايات المتحدة داخل نطاق يمكن توجيه الضربات إليه.
ومع ذلك، هناك أدلة قليلة على أن كوريا الشمالية قد توصلت إلى تطوير نظام توجيه يضمن توجيه الضربات الدقيقة، أو إلى التكنولوجيا التي تمكنها من التوصل مجددا إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وبالتالي يمكن القول بأن قدرة بيونغ يانغ على تنفيذ ضربة نووية ضد الولايات المتحدة ليست مؤكدة بشكل كبير، حيث لا يعتقد المحللون أنها تمكنت حتى الآن من تصنيع جهاز نووي صغير بالحجم الذي يمكنها من وضعه على رأس صواريخ حربية.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية في شهر ديسمبر أثبت أن لديها شيء يمكن أن يضرب السواحل الأمريكية، لكن المعهد أضاف أن أي ''صواريخ فعالة تحمل رؤوس نووية عابرة للقارات لا تزال فكرة مستبعدة على الأقل لعدة سنوات.''
وأظهرت كوريا الشمالية أنها مصرة على الوصول إلى هذه التقنية، وبلغ حجم أحدث اختبار نووي أجرته تحت الأرض ضعف حجم الاختبار السابق الذي أجرته عام 2009، كما قالت كوريا الشمالية إن اختبارها النووي الذي أجرته في فبراير/شباط قام بتفجير ''رأس حربية نووية أخف وزنا وأقل حجما، ولكنها ذات شحنة تفجيرية كبيرة.''
ولكن في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية لضرب الولايات المتحدة، يمكنها أيضا أن تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، فهناك أكثر من 28 ألف من الجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية، و 40 ألف آخرين في اليابان، وهناك أيضا قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة في جزيرة غوام القريبة من الفلبين.
وتلتزم الولايات المتحدة أيضا بالدفاع عن اليابان إذا تعرضت لهجوم، وذلك وفقا لشروط التحالف الأمني بين الولايات المتحدة واليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتقول الولايات المتحدة إنها قادرة على صد أي هجوم عليها أو على حلفائها إذا ما أطلق أي صاروخ من جانب كوريا الشمالية.
وجدير بالذكر أن السفينة الحربية الأمريكية الوحيدة التي تحتجز من قبل قوة أجنبية توجد الآن في بوينغ يانغ، فقد احتجزت كوريا الشمالية هذه السفينة التي يطلق عليها اسم USS Pueblo خلال مهمة استطلاع لها عام 1968 وهي في المياه الدولية، ولم يكن أحد يتوقع أن بيونغ يانغ قد تقوم باحتجازها، كما لم يكن طاقم السفينة مستعد لذلك.
وقد توفي أحد أفراد هذا الطاقم، وتم اقتياد 82 أمريكي آخر إلى معسكرات اعتقال في كوريا الشمالية، حيث تم احتجازهم لمدة 11 شهرا بتهمة التجسس. وقد تم الإفراج عنهم بعد أن قدمت الولايات المتحدة اعتذارا، وأكدت أن السفينة لم تكن في مهمة تجسس، ثم تراجعت أمريكا بعد عن تلك التصريحات في وقت لاحق.
منذ انتهاء الحرب الكورية، أظهرت بيونغ يانغ مراراً قدرتها على ضرب جيرانها والمصالح الأجنبية الأخرى في المنطقة، ويكون ذلك غالبا ردا على ما تراه استفزازاً لها.
ففي عام 1967، هاجمت وأغرقت سفينة لكوريا الجنوبية خلال قيامها بدورية في البحر الأصفر، مما أسفر عن مقتل 39 من طاقمها.
وقد أعقب ذلك فترة من الهدوء النسبي، على الرغم من استمرار الحديث عن الحرب، ثم واصلت كوريا الجنوبية ما يعرف بـ ''سياسة الشمس المشرقة'' والتي تشير إلى محاولة لبناء علاقات وثيقة وتخفيف حدة التوتر، وذلك بين عامي 1998 و 2008.
لكن في مارس عام 2010، تعرضت سفينة تشيونان الكورية الجنوبية التي كانت تبحر بالقرب من المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين لتفجير أدى إلى انقسامها لنصفين ومقتل 46 من البحارة على متنها.
وقالت كوريا الجنوبية إن التفسير المنطقي لذلك الحادث هو أن السفينة استهدفت بقذيفة من قبل القوات البحرية لكوريا الشمالية، لكن بيونغ يانغ نفت ذلك.
وفي نوفمبر من نفس العام، قصفت القوات الكورية الشمالية بالمدفعية جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية، والتي أدت إلى مقتل اثنين من قوات مشاة البحرية التابعة لكوريا الجنوبية، واثنين آخرين من المدنيين. وقالت بيونغ يانغ إن الاشتباكات بدأت باستفزاز من القوات التابعة لكوريا الجنوبية التي كانت تجري تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة.
وتمتلك كوريا الشمالية جيشا تقليديا يضم أكثر من مليون جندي، لكن يعتقد أن أسلحته تعود إلى فترة الاتحاد السوفيتي وتعد أسلحة متخلفة.
لكنها لا تزال تمتلك كمية هائلة من قطع المدفعية تنشرها بطول المنطقة المتنازع عليها والتي تعد منطقة منزوعة السلاح، كما تقع العاصمة الكورية الجنوبية سيول في مرمى هذه الأسلحة.
ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للتوازن العسكري، فإن ما يقرب من 65 % من الوحدات العسكرية لكوريا الشمالية، وأكثر من 80 % من قدرتها العسكرية على إطلاق الصواريخ تنتشر في نطاق 100 كيلو متر من هذه المنطقة منزوعة السلاح.
واعتبر بيتر كينغ، أحد أبرز أعضاء الكونغرس عن الحزب الجمهوري، والشخصية المؤثرة في السياسة الأمنية الأمريكية، أن من حق الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية وقائية إلى كوريا الشمالية، إذا تأكد وجود "أدلة قاطعة" حول نيتها شن هجوم ضد أمريكا أو كوريا الجنوبية.