عصام كمال
04-09-2013, 08:14 PM
يَا حَائرَ الفِكرِ أَوهَامٌ أمَانينَا = تأسُو علَى القَلبِ أمْ تَدعُو لَيالينَا
تغفُو زُهُورُ الرُّبا ، وَ الفَجرُ في كَمِدٍ = لمَّا طيُوركَ غابتْ عنْ أَفَانينَا
غزَا لَهيبُ الجَوى أيامنَا وَ سَرَى = عَلى ديَارِ اللُّقى عِشقًا يُنَاجينَا
وَ الذِّكرَياتُ وَ أطيَافُ المَسا هَرَعَتْ = أتَى النَّسيمُ بهَا شَوقًا لِماضينَا
عادتْ بنَا صَوبَ قربٍ دَامَ مَنزِلهُ = حتَّى غشَى النَّهرَ دَمعٌ منْ مآقينَا
نَفرُّ مِنْ نَدَمٍ نَلقَى أسَى أَلَمٍ = وَ يَتعَبُ القَلبُ تَهتَاجُ المُنَى فينَا
هوُ الحَنينُ اسْتغاثَ القلبَ ثَّم دعَا = آمَالَنَا وَ مضَى يَسقِي رَوَابينَا ؟
مَا زالَ فينَا حَدِيثُ الأمسِ يَذكُرُنَا = يسمُو بوَعدِ الوفَا يَسعَى نَوَاحينَا
فكَمْ توَالَى نِدَاءُ القُربِ يَسْأَلُنَا = وَ الصَّبرُ صَارَ بأَوهَامٍ يُدَاوينَا
ظمْأَى هيَ الرُّوحُ كي ترضَى بِمَطلَبِهَا = وَ الحقُّ مَنطِقَهُ ، لَا شئَ يُرضينَا
يَمضِي بِنَا الكَونُ وَ النِّسيَانُ مَقصِدُنا = وَ تِلكَ ذكرَى صَدَاهَا في حَوَاشينَا
جَمْعُ الرَّفاقِ ، وَ شَطُّ النِّيلِ مجلِسُنا = في مهوَدِ العُمرِ كمْ طَالتْ مَغَانينَا
طلُّ الزُّهُورِ ، وَ طَيرُ اللَّيلِ يَعرِفُنَا= وَالودُّ كالدَّوَحِ يزهِي حَولنَا غِينَا
كَمْ منْ نُفُوسٍ شَكَتْ وَجْدًا تُكابِدُهُ = فَمَا شَفَاهَا دَّوَا - لَكنْ رَواَقينَا
وَالأمْسُ سَلوَى قُلوبٍ في الهَوَى غَرَقَتْ = وَ الصَّبرُ نَجوَى لأيَّامٍ تعُادينَا
صَوبَ الأسَى ، وَ الشَّجَى تحنُو منَازِلُنَا = صَارتْ جُسورُ اللُّقى تلْقَى تَعَازينَا
وَ الأُمنيِاتُ رَجَا ، وَ النَّفسُ حَائرةٌ = وَ غيرُ أَمْسِ ، فَلا قُربٌ يُسَالينَا
وَ الوعدُ شِابَ وَ أزهارُ الرُّبَا هَرِمَتْ = نُفُوسُنا جَزِعَتْ تشكُو عَوَادينَا
أنَّى شُمُوعٌ خَبَتْ ، تصبُو إلى أَمَلٍ = واللَّيلُ فِي كَبَدٍ ، والبَدرُ بَاكِينَا
فلا نَرَى غيرَ أطيَافٍ يحرِكُهَا = أمَامَنَا شَبحٌ يدعُو مَرَاثينَا
إلى لُقَى زَمنٍ دامَ النَّعيمُ بهِ = لَكِنْ هوَى الحُبُّ أمْ أمْسَى يُجافينَا
هَوَى الضَّريبُ بِحرِّ الدَّمعِ ثمَّ جَرَى = صَوبَ الدِّيَارِ الَّتي بالشَّوقِ تَرْثينَا
مَنْ ذا الذِي أَضيعَ الآمالَ ثمَّ ذَوَى = حتَّى تَكَالبَ سوءُ الطَّلعِ يُشقينا
شرٌ سرَى وَ غَدَا في الكَونِ مِنْ حمَمٍ = وَ لمْ يزلْ فِي الدُّنا يعثُو بوَادينَا
وَ المَرءُ غَافٍ وَ يشكُو العَيشَ في غَمَمٍ= قد حَاكَ ثوبُ الغِنى حتَّى نَسَى دِينَا
أَزْجَى الدُّنا فِتنًا حتَّى هَوَتْ قِمَمٌ = ثَّم ارْتضَى شِقوَةً بَالوَيلِ ترْمينَا
فالشَّرُ يَرنُو إلى ذَاتٍ وَ صَاحِبُهَا = يَشدُو الرَّدَى ، وَ الغَوَى يَدعُو شَّيَاطينَا
يَا رَاعيَ الدَّار ، إنَّ الدَّارَ خُاويةٌ = سُقُوفُها سَقَطتْ تأسُو لِمَاضينَا
أينَ الوَفاءُ ، وَ أينَ الأيكُ وَارِفةٌ = تهدَّمَ الدَّوحُ ، يبكِي العُودُ (نِسرينَا)
وَ الطَّيرُ تَنعِي بدَمعِ اليأسِ حَارِسَنَا = لَمَّا هَوَى - وَالأسَى بَأسٌ يُغَادينَا
سَفِينةُ الحُبِّ فِي قَاعِ الرَّدَى غَرِقتْ= شَطُّ الأمَانِ غَدَا ، ينعِي المُصَابينَا
تِلكَ السَّفِينةُ كَانتْ مُلتَقَى أَملٍ = نَصْبُو لهَا إنَّمَا شَاقتْ تَرَاقِينَا
فَوحْدَةٌ بيَقينِ الوَعدِ قد هَتَفَتْ= لَكنِّما فِي الدُّجَى غَابتْ أَمَانينَا
كَأمَّةٍ غَابَ عنَّا في خُواطِرِنَا = مَجدٌ لَهَا ، ثمَّ صارَ المَجدُ شَاكينَا
أنَّى (لِمْصرَ) - لأَعدَاءٍ تُفرِّقها= بَابُ الأَمانِ هَوَى يَلقَى تعَازينَا
كأنَّ أهرَامهَا تأسُو عوَالِمنَا= وَ تذكرُ المَجدَ لمَّا كانَ شَادِينَا
يَا نِيلُ أنتَ مَوَاثيقُ الحِمَى صَمَدتْ = ضدَّ العِدِا ، وَ الرَّدى دُمتَ الصَّيَاصِينَا
ثَورَاتُ قَامَتْ وَ آمالٌ تُهَدْهِدُهَا = تَبَدَّلَ الحُبُّ وَ الأَهوَالُ تُشقينَا
سَرى بنَا الأَمَلُ المعقُودِ مِنْ عَزَمٍ = لَكنَّما احتَدَمَتْ أَهوَاؤنَا فينَا
كُلٌّ عَدَا صَوبَ عَرشِ الحُكمِ يحملُهُ = حتَّى نَسينَا العِدَا ، وَالحقدُ يرمِينَا
حتَّى نسِينَا أَنينَ (القُدسِ) مِنْ وَهَنٍ = دَمًا جَرى كَثرَتْ فِيهِ مَرَاثينَا
( فَالقُدسُ ) مَسرَى (الرَّسولِ) اليَومَ تَسألُنَا = أَينَ العُرُوبةُ ( وَ الفَارُوقُ ) رَاعينَا ?!
إنَّ الرَّبيعَ الَّذِي يأتِي الدُّنا عَبقًا = أَتَي إلينَا بِرُمحِ ( الغَربِ ) يَدمينَا
رَبيعُ زَهرِ الرَّوابي الآنَ مُحْتَضرٌ = وَ (الغيرُ ) يجنِي المُنَى ، وَ النَّفسُ تَرثِينَا
مَاذَا جَرَى يَا سَمَاءِ (البَدرِ) مِنْ أَزلٍ = سَفينةُ الحُبِّ يَعلُو سَطْحَهَا طينَا
سِرنَا إلى الأَمسِ عَلَّ اليَومُ يَسمَعُنَا = فَمَا جَنينَا سِوَى حَسْرَى تُنَاجِينَا
يَاربِّ سِرنَا إلى يأسٍ وَ مُحتَدمٍ = كُلٌ يرَى مَخرَجًا يَبدُو ميَادينَا
صِرنَا طَرَائقَ وَ الأحقَادُ تَجْمَعُنَا = وَ نَجتَبي مَذهَبًا يُرضِى أَعَادِينَا
صَارتْ قُيُودُ العِدَا مِنْ حَولِنا رَغِبًا = لا نَشتكِي وَهنًا بَلْ نَلتقِي لينَا
أَعدَاؤنَا جَلبُوا الأَوهَامَ زاحِفَةً = حتَّى شَرِبنَا الأَسَى سُّمًا بِأَيدينَا
هَوىَ السَّبيلُ بنَا وَ الصَّمتُ سَاكِنُنَا = بَدرُ السَّماءِ غَدَا يَدعُو المَيَامينَا
فَلا صريخَ لنَا وَ البَأسُ يقتُلُنَا = أَزرَى الزَّمانُ عَلينَا مِنْ تَلاهينَا
وَغابَ كُلُّ بديعٍ عَنْ مناقِبنَا = وَ شَدوُ كُلِّ جَميلٍ عَنْ أفَانينَا
وَ باتَ كُلُّ غَريبٍ فِي مَجَالِسنَا = كَرهًا ، وَ طَوعًا وَ لَو عَابَ السَّلاطينَا
كَوَاكِبُ العُربِ في الأزمَانِ خَابِيِةٌ = وَ الصَّمتُ ظلُّ رَجاءٍ ، سَلَّ سِكينَا
يَدمي الصُّدُورَ ، وَ أَوتارَ القُلوبِ هَوتْ = وَ صرخةُ القَهرِ لَا تلقَى صدىً فينَا
نَارُ الفَجيعَةِ قَد ثَارتْ حَرائقُهَا = نَرَى دُخَانَ الفَنى يدنُو ، وَ يُفنينَا
يَا قَومُ مِنْ عَجَزٍ : ألقَى الزَّمانُ بنَا = لِمُلتقَى نَدَمٍ ، وَ القَهرُ شَانينَا
نفرُّ من عَتَمٍ ، كَي نلتقَيْ غَمَمًا = وَ القَلبُ في وَخَمٍ حَسرَى يُنَاجِينَا
والنَّفسُ لَاهيةٌ ، وَ الكَأسُ صَاخِبةٌ = بِهُوةٍ سَقَطَتْ وَ الوَيلُ يرمِينَا
إذا العُيُونُ بِدَمعِ اليَأسِ قَد حُجِبتْ = فَلنْ نَرى مُبصرًا لِلنُّور يَهدينَا
يَا شَادِيَ الأمسِ : دَارُ (العُربِ) في هَدَمٍ = وَ السَّيفُ في الغِمدِ مِثلُ الصَّمت بَاكِينَا
( صُهيُونُ ) فَانعِمْ وَقرِّ العَينِ مُغتبطًا = صَارتْ رُبَا (العُربِ ) بِالأحزانِ تُلقِينَا
قَد أَسقَطَ (الغَربُ) فِي الأنحَاءِ عَالَمنَا = وَ المَجدُ يشكُو هَوانَ الحَالِ يرثينَا
طَوَى البَلاءُ النَّعيمَ وَ انطَوَى زَمَنٌ = ثُمَّ الفُتُورُ غشَى قَسرًا أمَانينَا
يَنعِي الزَّمانُ إلى المَاضِي مَنَاقِبَنَا = دَامتْ سَنَا تَزدهِي ، وَ النَّصرُ رَاعينَا
نشدُو وِفاقًا كَأَطيارِ الرُّبَا نَسَجتْ = سِحرَ اللِّقى ، مِنْ نَعيمِ القُربِ تُدنينَا
كُنَّا جَوَاهرَ دَامَ الحُبُّ مَعدَنَها = لمَّا تبَدَّلَ قَالُوا : مِنْ غَوىً فينَا
كُنَّا لُيُوثَ الشَّرى فوقَ الرُّبا وَثَبَتْ = لَا شئَ عنْ فتحِنَا الأَصقَاعِ يُقصِينَا
قَواضِبُ الحَقِّ تَغدُو الحَربِ بَارقَةً = كَالبرقِ شَقَّ السَّمَا أرْخَى ليَالينَا
لَو يرْجعُ الفَجرُ لاسْتَدعَى مَلائكَهُ = لَصَارَ نَهْجُ الوَفَا نَجوَى حَوَاشينَا
(بِاللهِ) يَا حسَراتِ القَلبِ مِن عَتَبٍ = كَيفَ انتهَى أمرُنا وَالكَونُ يَبكِينَا
لَا أكذِبُ النَّفسَ- كانَ (اللهُ) نَاصِرَنَا = لَكنْ ضَللنَا الهُدَى وَ اللَّغوُ سَاقِينَا
وَ الرُّوحُ أَشيَبُ ، وَ الأحزَانُ دَامِيةٌ = وَ الصَّبرُ ضَاقَ بِنَا والدَّمعُ شِاكِينَا
وَالأمسُ يَشدُو المُنى ، وَ الفَتحُ صَاحَبَهَا= (غَرنَاطةُ) المَجدِ قد دَامتْ غَوَالينَا
هَلْ أنتِ فَيكِ خُلُودُ البَدرِ أمْ حُلُمٌ ؟ =و َ كيفَ صارَ الحَنينُ اليَومَ يُشجينَا ؟
فَيَفتَحُ (الدَّاخِلُ ) الأنحاءَ شَادِيةً = فيهَا نَرَى ( منذرًا ) وَ العَدلَ يَهدِينَا
مُلْكُ المَمَالكِ في الأرجاءِ دَامَ لنَا = مُلْكٌ نَراهُ بأطيافٍ يُغَادِينَا
زَهَا الخلائِقَ وَ الأنحَاءَ قَاطبةً = أَحَاطَهُ العَزمُ ، وَالآمالُ تَزهِينَا
في نُهزَةٍ مِنْ حُمَاةِ الأرضِ قَدحَشَدَتْ = قُوَى العَداءِ ، وَ نَالَ الغَدرُ وَادينَا
هِمنَا وَ صارَ الأَسى أَرتَالَ نَحمِلُهَا =هَوتْ بنَا وَ اكتَوتْ ذِكرَى غَوَالينَا
إنَّ الرُّعاةَ بِصَمتٍ أَوهنَوا هِمَمًا = ثَارَ الرَّجَا صَارخٍا يدعُو الوَفِيِيِنَا
يا إخوةَ المَجدِ إنَّ اليَومَ شَانئُنَا = وَ الأرضُ تَأبَى العِدَا تَصبُو المَيامينَا
لَا والزَّمانِ الَّذِي دَامتْ خَمَائِلَهُ = لَا والشُّموخِ الَّذي أَبهَى أمَانِينَا
نَمضَي علَى العَهدِ وَالأمجَادُ زاهيةٌ = وَ النَّصرُ ظلُّ الهُدى يزهِي بسَاتينَا
(مُحَمَدٌ) : صَعَقَتْ أفْعَالُنَا هِمَمًا = قُلُوبُنا أَثِمَتْ ، وَ الحُبُّ يَِبكينَا
نُفُوسُنَا وَهَنتْ وَ البُغضُ يُشعِلُهَا = فَلا رَجَا سِمعَتْ يَفدِي تَراقيِنَا
فَكَمْ توَالى الرَّجَاءُ اليوَمَ مِنْ أَمَلٍ = فَأنتَ صَوبَ يقينِ الحقِّ تَهدِينَا
مِنْ بعدِكَ الكَونُ أَمسَى شِقوَةً وَجرَتْ = فِي كُلِّ نهجٍ خطايَا الغَيرِ تَرمينَا
يَا(ربِّ) كَيفَ نَجَاةُ القَومِ مِنْ فِتنٍ = تَمكَّنَ الشَّرُ وَ الأرجَاءُ تَرثينَا
يَا (رَبِّ) سِرنَا إلى المَجهُولِ دُونَ هُدىً = أَرجعْ لنَا (البَدرَ) يَزهي فِي ليَالينَا
نَدعوكَ يَا (ربِّ ) أَنقذْ أمةً وَهَنَتْ = فَذِكرُ إسمِكَ يَسلُو لَوعَةً فينَِا
وَ ذكرُ إسمِ (رَسولِ اللهِ) يؤنِسُنا = فَهَبْ لنَا مِنْ لدُنكَ النَّصرَ يَهدينَا
( أَبُو عَتِيقٍ ) و َ( بِالفَاروقِ ) عِزتُنَا = وَخَيرُ ( عُثمَا نَ ) بِالأمجَادِ يَروينَا
يسمُو ( عَليٌ ) بعِلمٍ قد زَهَا وَ سَمَا = وَ ابْنُ ( العَزيزِ ) سَلِيلُ العَدلِ غَاليِنَا
شرعٌ ، وَ علمٌ ، وطبٌّ كانَ مَوطِنُنَا = فِي الأرضِ حتَّى السَّمَا بالفكرِ يحمِينَا
(وَ الغَربُ) منْ خَلفنَا يَصبُو لنَا أملاً = نُحنُ الحَضَارةُ دَامَتْ في حَوَاشينَا
لنَا غدًا وَ لُقَى الرَّاياتِ في مُهَجٍ = إذَا توقَّفَ حَرُّ اليَأسِ يَرمينَا
سَيفتحُ (اللهُ) أسبَابًا تُعيدُ لنَا= رُبُوعنَا وَ فُتُوحَ الأَمْسِ تُحيِينَا
يَا قومَ ( طَهَ )- بِشَرعِ اللهِ إتَّحدُوا = قُومُوا إلَى الحَقِّ لَا تَخشُوا أَعَادينَا
يَا قومَ ( عُثمَانَ ) إنَّ الدِّينَ عِصْمَتُنَا = وَ الدِّينُ ظلُّ الهُدَى يَروِي أمَانِينَا
فمَا لنَا أَمَلٌ إلاَّ مَلائِكهُ = يأتِي النَّسِيمُ بِهَا تَشدُو رَوَابينَا
شعر : مراد الساعي
ملاحظة إسم طه ليس من أسماء الرسول - صلوات الله عليه وسلم -لكنه من ألأحرف المقطعة وقد ورد بالقصيدة كنداء لقوم القرآن الكريم
تغفُو زُهُورُ الرُّبا ، وَ الفَجرُ في كَمِدٍ = لمَّا طيُوركَ غابتْ عنْ أَفَانينَا
غزَا لَهيبُ الجَوى أيامنَا وَ سَرَى = عَلى ديَارِ اللُّقى عِشقًا يُنَاجينَا
وَ الذِّكرَياتُ وَ أطيَافُ المَسا هَرَعَتْ = أتَى النَّسيمُ بهَا شَوقًا لِماضينَا
عادتْ بنَا صَوبَ قربٍ دَامَ مَنزِلهُ = حتَّى غشَى النَّهرَ دَمعٌ منْ مآقينَا
نَفرُّ مِنْ نَدَمٍ نَلقَى أسَى أَلَمٍ = وَ يَتعَبُ القَلبُ تَهتَاجُ المُنَى فينَا
هوُ الحَنينُ اسْتغاثَ القلبَ ثَّم دعَا = آمَالَنَا وَ مضَى يَسقِي رَوَابينَا ؟
مَا زالَ فينَا حَدِيثُ الأمسِ يَذكُرُنَا = يسمُو بوَعدِ الوفَا يَسعَى نَوَاحينَا
فكَمْ توَالَى نِدَاءُ القُربِ يَسْأَلُنَا = وَ الصَّبرُ صَارَ بأَوهَامٍ يُدَاوينَا
ظمْأَى هيَ الرُّوحُ كي ترضَى بِمَطلَبِهَا = وَ الحقُّ مَنطِقَهُ ، لَا شئَ يُرضينَا
يَمضِي بِنَا الكَونُ وَ النِّسيَانُ مَقصِدُنا = وَ تِلكَ ذكرَى صَدَاهَا في حَوَاشينَا
جَمْعُ الرَّفاقِ ، وَ شَطُّ النِّيلِ مجلِسُنا = في مهوَدِ العُمرِ كمْ طَالتْ مَغَانينَا
طلُّ الزُّهُورِ ، وَ طَيرُ اللَّيلِ يَعرِفُنَا= وَالودُّ كالدَّوَحِ يزهِي حَولنَا غِينَا
كَمْ منْ نُفُوسٍ شَكَتْ وَجْدًا تُكابِدُهُ = فَمَا شَفَاهَا دَّوَا - لَكنْ رَواَقينَا
وَالأمْسُ سَلوَى قُلوبٍ في الهَوَى غَرَقَتْ = وَ الصَّبرُ نَجوَى لأيَّامٍ تعُادينَا
صَوبَ الأسَى ، وَ الشَّجَى تحنُو منَازِلُنَا = صَارتْ جُسورُ اللُّقى تلْقَى تَعَازينَا
وَ الأُمنيِاتُ رَجَا ، وَ النَّفسُ حَائرةٌ = وَ غيرُ أَمْسِ ، فَلا قُربٌ يُسَالينَا
وَ الوعدُ شِابَ وَ أزهارُ الرُّبَا هَرِمَتْ = نُفُوسُنا جَزِعَتْ تشكُو عَوَادينَا
أنَّى شُمُوعٌ خَبَتْ ، تصبُو إلى أَمَلٍ = واللَّيلُ فِي كَبَدٍ ، والبَدرُ بَاكِينَا
فلا نَرَى غيرَ أطيَافٍ يحرِكُهَا = أمَامَنَا شَبحٌ يدعُو مَرَاثينَا
إلى لُقَى زَمنٍ دامَ النَّعيمُ بهِ = لَكِنْ هوَى الحُبُّ أمْ أمْسَى يُجافينَا
هَوَى الضَّريبُ بِحرِّ الدَّمعِ ثمَّ جَرَى = صَوبَ الدِّيَارِ الَّتي بالشَّوقِ تَرْثينَا
مَنْ ذا الذِي أَضيعَ الآمالَ ثمَّ ذَوَى = حتَّى تَكَالبَ سوءُ الطَّلعِ يُشقينا
شرٌ سرَى وَ غَدَا في الكَونِ مِنْ حمَمٍ = وَ لمْ يزلْ فِي الدُّنا يعثُو بوَادينَا
وَ المَرءُ غَافٍ وَ يشكُو العَيشَ في غَمَمٍ= قد حَاكَ ثوبُ الغِنى حتَّى نَسَى دِينَا
أَزْجَى الدُّنا فِتنًا حتَّى هَوَتْ قِمَمٌ = ثَّم ارْتضَى شِقوَةً بَالوَيلِ ترْمينَا
فالشَّرُ يَرنُو إلى ذَاتٍ وَ صَاحِبُهَا = يَشدُو الرَّدَى ، وَ الغَوَى يَدعُو شَّيَاطينَا
يَا رَاعيَ الدَّار ، إنَّ الدَّارَ خُاويةٌ = سُقُوفُها سَقَطتْ تأسُو لِمَاضينَا
أينَ الوَفاءُ ، وَ أينَ الأيكُ وَارِفةٌ = تهدَّمَ الدَّوحُ ، يبكِي العُودُ (نِسرينَا)
وَ الطَّيرُ تَنعِي بدَمعِ اليأسِ حَارِسَنَا = لَمَّا هَوَى - وَالأسَى بَأسٌ يُغَادينَا
سَفِينةُ الحُبِّ فِي قَاعِ الرَّدَى غَرِقتْ= شَطُّ الأمَانِ غَدَا ، ينعِي المُصَابينَا
تِلكَ السَّفِينةُ كَانتْ مُلتَقَى أَملٍ = نَصْبُو لهَا إنَّمَا شَاقتْ تَرَاقِينَا
فَوحْدَةٌ بيَقينِ الوَعدِ قد هَتَفَتْ= لَكنِّما فِي الدُّجَى غَابتْ أَمَانينَا
كَأمَّةٍ غَابَ عنَّا في خُواطِرِنَا = مَجدٌ لَهَا ، ثمَّ صارَ المَجدُ شَاكينَا
أنَّى (لِمْصرَ) - لأَعدَاءٍ تُفرِّقها= بَابُ الأَمانِ هَوَى يَلقَى تعَازينَا
كأنَّ أهرَامهَا تأسُو عوَالِمنَا= وَ تذكرُ المَجدَ لمَّا كانَ شَادِينَا
يَا نِيلُ أنتَ مَوَاثيقُ الحِمَى صَمَدتْ = ضدَّ العِدِا ، وَ الرَّدى دُمتَ الصَّيَاصِينَا
ثَورَاتُ قَامَتْ وَ آمالٌ تُهَدْهِدُهَا = تَبَدَّلَ الحُبُّ وَ الأَهوَالُ تُشقينَا
سَرى بنَا الأَمَلُ المعقُودِ مِنْ عَزَمٍ = لَكنَّما احتَدَمَتْ أَهوَاؤنَا فينَا
كُلٌّ عَدَا صَوبَ عَرشِ الحُكمِ يحملُهُ = حتَّى نَسينَا العِدَا ، وَالحقدُ يرمِينَا
حتَّى نسِينَا أَنينَ (القُدسِ) مِنْ وَهَنٍ = دَمًا جَرى كَثرَتْ فِيهِ مَرَاثينَا
( فَالقُدسُ ) مَسرَى (الرَّسولِ) اليَومَ تَسألُنَا = أَينَ العُرُوبةُ ( وَ الفَارُوقُ ) رَاعينَا ?!
إنَّ الرَّبيعَ الَّذِي يأتِي الدُّنا عَبقًا = أَتَي إلينَا بِرُمحِ ( الغَربِ ) يَدمينَا
رَبيعُ زَهرِ الرَّوابي الآنَ مُحْتَضرٌ = وَ (الغيرُ ) يجنِي المُنَى ، وَ النَّفسُ تَرثِينَا
مَاذَا جَرَى يَا سَمَاءِ (البَدرِ) مِنْ أَزلٍ = سَفينةُ الحُبِّ يَعلُو سَطْحَهَا طينَا
سِرنَا إلى الأَمسِ عَلَّ اليَومُ يَسمَعُنَا = فَمَا جَنينَا سِوَى حَسْرَى تُنَاجِينَا
يَاربِّ سِرنَا إلى يأسٍ وَ مُحتَدمٍ = كُلٌ يرَى مَخرَجًا يَبدُو ميَادينَا
صِرنَا طَرَائقَ وَ الأحقَادُ تَجْمَعُنَا = وَ نَجتَبي مَذهَبًا يُرضِى أَعَادِينَا
صَارتْ قُيُودُ العِدَا مِنْ حَولِنا رَغِبًا = لا نَشتكِي وَهنًا بَلْ نَلتقِي لينَا
أَعدَاؤنَا جَلبُوا الأَوهَامَ زاحِفَةً = حتَّى شَرِبنَا الأَسَى سُّمًا بِأَيدينَا
هَوىَ السَّبيلُ بنَا وَ الصَّمتُ سَاكِنُنَا = بَدرُ السَّماءِ غَدَا يَدعُو المَيَامينَا
فَلا صريخَ لنَا وَ البَأسُ يقتُلُنَا = أَزرَى الزَّمانُ عَلينَا مِنْ تَلاهينَا
وَغابَ كُلُّ بديعٍ عَنْ مناقِبنَا = وَ شَدوُ كُلِّ جَميلٍ عَنْ أفَانينَا
وَ باتَ كُلُّ غَريبٍ فِي مَجَالِسنَا = كَرهًا ، وَ طَوعًا وَ لَو عَابَ السَّلاطينَا
كَوَاكِبُ العُربِ في الأزمَانِ خَابِيِةٌ = وَ الصَّمتُ ظلُّ رَجاءٍ ، سَلَّ سِكينَا
يَدمي الصُّدُورَ ، وَ أَوتارَ القُلوبِ هَوتْ = وَ صرخةُ القَهرِ لَا تلقَى صدىً فينَا
نَارُ الفَجيعَةِ قَد ثَارتْ حَرائقُهَا = نَرَى دُخَانَ الفَنى يدنُو ، وَ يُفنينَا
يَا قَومُ مِنْ عَجَزٍ : ألقَى الزَّمانُ بنَا = لِمُلتقَى نَدَمٍ ، وَ القَهرُ شَانينَا
نفرُّ من عَتَمٍ ، كَي نلتقَيْ غَمَمًا = وَ القَلبُ في وَخَمٍ حَسرَى يُنَاجِينَا
والنَّفسُ لَاهيةٌ ، وَ الكَأسُ صَاخِبةٌ = بِهُوةٍ سَقَطَتْ وَ الوَيلُ يرمِينَا
إذا العُيُونُ بِدَمعِ اليَأسِ قَد حُجِبتْ = فَلنْ نَرى مُبصرًا لِلنُّور يَهدينَا
يَا شَادِيَ الأمسِ : دَارُ (العُربِ) في هَدَمٍ = وَ السَّيفُ في الغِمدِ مِثلُ الصَّمت بَاكِينَا
( صُهيُونُ ) فَانعِمْ وَقرِّ العَينِ مُغتبطًا = صَارتْ رُبَا (العُربِ ) بِالأحزانِ تُلقِينَا
قَد أَسقَطَ (الغَربُ) فِي الأنحَاءِ عَالَمنَا = وَ المَجدُ يشكُو هَوانَ الحَالِ يرثينَا
طَوَى البَلاءُ النَّعيمَ وَ انطَوَى زَمَنٌ = ثُمَّ الفُتُورُ غشَى قَسرًا أمَانينَا
يَنعِي الزَّمانُ إلى المَاضِي مَنَاقِبَنَا = دَامتْ سَنَا تَزدهِي ، وَ النَّصرُ رَاعينَا
نشدُو وِفاقًا كَأَطيارِ الرُّبَا نَسَجتْ = سِحرَ اللِّقى ، مِنْ نَعيمِ القُربِ تُدنينَا
كُنَّا جَوَاهرَ دَامَ الحُبُّ مَعدَنَها = لمَّا تبَدَّلَ قَالُوا : مِنْ غَوىً فينَا
كُنَّا لُيُوثَ الشَّرى فوقَ الرُّبا وَثَبَتْ = لَا شئَ عنْ فتحِنَا الأَصقَاعِ يُقصِينَا
قَواضِبُ الحَقِّ تَغدُو الحَربِ بَارقَةً = كَالبرقِ شَقَّ السَّمَا أرْخَى ليَالينَا
لَو يرْجعُ الفَجرُ لاسْتَدعَى مَلائكَهُ = لَصَارَ نَهْجُ الوَفَا نَجوَى حَوَاشينَا
(بِاللهِ) يَا حسَراتِ القَلبِ مِن عَتَبٍ = كَيفَ انتهَى أمرُنا وَالكَونُ يَبكِينَا
لَا أكذِبُ النَّفسَ- كانَ (اللهُ) نَاصِرَنَا = لَكنْ ضَللنَا الهُدَى وَ اللَّغوُ سَاقِينَا
وَ الرُّوحُ أَشيَبُ ، وَ الأحزَانُ دَامِيةٌ = وَ الصَّبرُ ضَاقَ بِنَا والدَّمعُ شِاكِينَا
وَالأمسُ يَشدُو المُنى ، وَ الفَتحُ صَاحَبَهَا= (غَرنَاطةُ) المَجدِ قد دَامتْ غَوَالينَا
هَلْ أنتِ فَيكِ خُلُودُ البَدرِ أمْ حُلُمٌ ؟ =و َ كيفَ صارَ الحَنينُ اليَومَ يُشجينَا ؟
فَيَفتَحُ (الدَّاخِلُ ) الأنحاءَ شَادِيةً = فيهَا نَرَى ( منذرًا ) وَ العَدلَ يَهدِينَا
مُلْكُ المَمَالكِ في الأرجاءِ دَامَ لنَا = مُلْكٌ نَراهُ بأطيافٍ يُغَادِينَا
زَهَا الخلائِقَ وَ الأنحَاءَ قَاطبةً = أَحَاطَهُ العَزمُ ، وَالآمالُ تَزهِينَا
في نُهزَةٍ مِنْ حُمَاةِ الأرضِ قَدحَشَدَتْ = قُوَى العَداءِ ، وَ نَالَ الغَدرُ وَادينَا
هِمنَا وَ صارَ الأَسى أَرتَالَ نَحمِلُهَا =هَوتْ بنَا وَ اكتَوتْ ذِكرَى غَوَالينَا
إنَّ الرُّعاةَ بِصَمتٍ أَوهنَوا هِمَمًا = ثَارَ الرَّجَا صَارخٍا يدعُو الوَفِيِيِنَا
يا إخوةَ المَجدِ إنَّ اليَومَ شَانئُنَا = وَ الأرضُ تَأبَى العِدَا تَصبُو المَيامينَا
لَا والزَّمانِ الَّذِي دَامتْ خَمَائِلَهُ = لَا والشُّموخِ الَّذي أَبهَى أمَانِينَا
نَمضَي علَى العَهدِ وَالأمجَادُ زاهيةٌ = وَ النَّصرُ ظلُّ الهُدى يزهِي بسَاتينَا
(مُحَمَدٌ) : صَعَقَتْ أفْعَالُنَا هِمَمًا = قُلُوبُنا أَثِمَتْ ، وَ الحُبُّ يَِبكينَا
نُفُوسُنَا وَهَنتْ وَ البُغضُ يُشعِلُهَا = فَلا رَجَا سِمعَتْ يَفدِي تَراقيِنَا
فَكَمْ توَالى الرَّجَاءُ اليوَمَ مِنْ أَمَلٍ = فَأنتَ صَوبَ يقينِ الحقِّ تَهدِينَا
مِنْ بعدِكَ الكَونُ أَمسَى شِقوَةً وَجرَتْ = فِي كُلِّ نهجٍ خطايَا الغَيرِ تَرمينَا
يَا(ربِّ) كَيفَ نَجَاةُ القَومِ مِنْ فِتنٍ = تَمكَّنَ الشَّرُ وَ الأرجَاءُ تَرثينَا
يَا (رَبِّ) سِرنَا إلى المَجهُولِ دُونَ هُدىً = أَرجعْ لنَا (البَدرَ) يَزهي فِي ليَالينَا
نَدعوكَ يَا (ربِّ ) أَنقذْ أمةً وَهَنَتْ = فَذِكرُ إسمِكَ يَسلُو لَوعَةً فينَِا
وَ ذكرُ إسمِ (رَسولِ اللهِ) يؤنِسُنا = فَهَبْ لنَا مِنْ لدُنكَ النَّصرَ يَهدينَا
( أَبُو عَتِيقٍ ) و َ( بِالفَاروقِ ) عِزتُنَا = وَخَيرُ ( عُثمَا نَ ) بِالأمجَادِ يَروينَا
يسمُو ( عَليٌ ) بعِلمٍ قد زَهَا وَ سَمَا = وَ ابْنُ ( العَزيزِ ) سَلِيلُ العَدلِ غَاليِنَا
شرعٌ ، وَ علمٌ ، وطبٌّ كانَ مَوطِنُنَا = فِي الأرضِ حتَّى السَّمَا بالفكرِ يحمِينَا
(وَ الغَربُ) منْ خَلفنَا يَصبُو لنَا أملاً = نُحنُ الحَضَارةُ دَامَتْ في حَوَاشينَا
لنَا غدًا وَ لُقَى الرَّاياتِ في مُهَجٍ = إذَا توقَّفَ حَرُّ اليَأسِ يَرمينَا
سَيفتحُ (اللهُ) أسبَابًا تُعيدُ لنَا= رُبُوعنَا وَ فُتُوحَ الأَمْسِ تُحيِينَا
يَا قومَ ( طَهَ )- بِشَرعِ اللهِ إتَّحدُوا = قُومُوا إلَى الحَقِّ لَا تَخشُوا أَعَادينَا
يَا قومَ ( عُثمَانَ ) إنَّ الدِّينَ عِصْمَتُنَا = وَ الدِّينُ ظلُّ الهُدَى يَروِي أمَانِينَا
فمَا لنَا أَمَلٌ إلاَّ مَلائِكهُ = يأتِي النَّسِيمُ بِهَا تَشدُو رَوَابينَا
شعر : مراد الساعي
ملاحظة إسم طه ليس من أسماء الرسول - صلوات الله عليه وسلم -لكنه من ألأحرف المقطعة وقد ورد بالقصيدة كنداء لقوم القرآن الكريم