محمد ال مهيد
04-15-2013, 11:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمامة بنت الحارث..
من ربات الفصاحة والبلاغة والرأي والعقل خطب الحارث بن عمرو ملك كندة بنتها أم إياس بنت عوف بن ملحم الشيبباني فزوجها أبوها منه فقالت أمامة لابنتها:
«إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل
ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة
حاجتها إليهما لكنت أغنى أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
أي بنيه إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلقت العش الذي فيه
درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيباً
مليكاً فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً يا بنية احملي عني عشر
خصال تكن ذخراً وذكراً: الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع
والطاعة والتعهد لموقع عينه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عينه منك
على قبيح ولا يشم منك إلا طيب ريح والكحل أحسن الحسن والماء
أطيب الطيب المفقود والتعهد لوقت طعامه والهدوء عنه عند منامه
فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مبغضة , والاحتفاظ ببيته وماله
والارعاء على نفسه وحشمه وعياله, فإن الاحتفاظ بالمال حسن
التقدير والارعاء على العيال والحشم حُسن التدبير , ولا تفشي له
سراً، ولا تعصي أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن
عصيت أمره أوغرت صدره، ثم اتقى مع ذلك الفرح إن كان ترحاً
والاكتئاب عنده إن كان فرحاً فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية
من التكدير , وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك
إكراماً , وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له موافقة.
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه وهواه على
هواك فيما أحببت وكرهت، والله يخير لك». فحملت إليه فعظم موقعها منه وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن.
أمامة بنت الحارث..
من ربات الفصاحة والبلاغة والرأي والعقل خطب الحارث بن عمرو ملك كندة بنتها أم إياس بنت عوف بن ملحم الشيبباني فزوجها أبوها منه فقالت أمامة لابنتها:
«إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل
ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة
حاجتها إليهما لكنت أغنى أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال.
أي بنيه إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلقت العش الذي فيه
درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيباً
مليكاً فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً يا بنية احملي عني عشر
خصال تكن ذخراً وذكراً: الصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع
والطاعة والتعهد لموقع عينه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عينه منك
على قبيح ولا يشم منك إلا طيب ريح والكحل أحسن الحسن والماء
أطيب الطيب المفقود والتعهد لوقت طعامه والهدوء عنه عند منامه
فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مبغضة , والاحتفاظ ببيته وماله
والارعاء على نفسه وحشمه وعياله, فإن الاحتفاظ بالمال حسن
التقدير والارعاء على العيال والحشم حُسن التدبير , ولا تفشي له
سراً، ولا تعصي أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن
عصيت أمره أوغرت صدره، ثم اتقى مع ذلك الفرح إن كان ترحاً
والاكتئاب عنده إن كان فرحاً فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية
من التكدير , وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك
إكراماً , وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له موافقة.
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه وهواه على
هواك فيما أحببت وكرهت، والله يخير لك». فحملت إليه فعظم موقعها منه وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن.