المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَبو العَلاء المَعَرِي


سمر محمد
03-02-2010, 12:24 PM
أَبو العَلاء المَعَرِي
363 - 449 هـ / 973 - 1057 م
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري.( نسبة إلى معرة النعمان)، الشاعر، الفيلسوف، الكاتب، المؤلف
وهو ينتمي إلى أسرة ذات مكانة، ووجاهة، وثراء، وصلة بالأدب والقضاء. فأبوه كان قاضيا، وأمه من آل سبيكة ( أسرة حلبية مشهورة)
شاعر وفيلسوف، ولد ومات في معرة النعمان، كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري
صغيراً فعمي في السنة الرابعة من عمره.

قال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ورحل إلى بغداد سنة 398 هـ فأقام بها سنة
وسبعة أشهر، وهو من بيت كبير في بلده، ولما مات وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه،
وكان يلعب بالشطرنج والنرد، وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن
أبي هاشم، وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمساً وأربعين سنة، وكان يلبس
خشن الثياب، أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام:
(لزوم ما لا يلزم-ط) ويعرف باللزوميات،
و(سقط الزند-ط)،
و(ضوء السقط-خ)
وقد ترجم كثير من شعره إلى غير العربية وأما كتبه فكثيرة وفهرسها في معجم الأدباء. وقال ابن خلكان:
ولكثير من الباحثين تصانيف في آراء المعري وفلسفته،

من تصانيفه كتاب (الأيك والغصون) في الأدب يربو على مائة جزء،
(تاج الحرة) في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، أربع مائة كراس،
و(عبث الوليد-ط) شرح به ونقد ديوان البحتري،
و(رسالة الملائكة-ط) صغيرة،
و(رسالة الغفران-ط)،
و(الفصول والغايات -ط)،
و(رسالة الصاهل والشاحج).

سمر محمد
03-02-2010, 12:31 PM
آلَيتُ ما مُثري الزّمانِ، وإن طَغا، =مُثرٍ، ولا مسعودُهُ مسعودُ
ما سرّ غاوينا الجهُولَ، وإنّما =هتفَ الحَمامُ به، وناحَ العُود
كاساتُهُ الملأى، وعَزفُ قِيانِه، =للحادِثاتِ بوارِقٌ ورُعود
هلكتْ سُعودٌ، في القبائلِ، جَمّةٌ؛ =وأقامَ، في جوّ السّماء، سعود
بَدْرٌ يصوَّرُ، ثمّ يمحقُ نورُهُ، =ويُغرِّبُ المِرّيخُ، ثمّ يعود
لا تحْمِلَنْ ثِقلاً عليّ، فإنّني، =وَهْناً، وقُدّامَ الرّكابِ، صَعود
والوعدُ يُرْقَبُ، والنجاحُ، لمِثلِنا، =أن يَستمرّ، بمطلِهِ، المَوعود
ومن العجائبِ ظَنُّ قومٍ أنّهُ =يُثني الفتى بالغَيّ، وهو قَعود

سمر محمد
03-02-2010, 12:36 PM
آلَيتُ، أرغَبُ في قَميصِ مموِّهٍ، = فأكونَ شاربَ حَنظَلٍ من حَنضَل
نجّى المَعاشرَ، من بَراثنِ صالحٍ، = رَبٌّ يُفَرّجُ كلَّ أمرٍ مُعضِل
ما كانَ لي فيها جَناحُ بَعوضةٍ،= واللَّهُ ألبَسَهُمْ جَناحَ تَفضُّل

سمر محمد
03-02-2010, 12:44 PM
آناءُ ليلِكَ والنّهارِ، كلاهُما،=مثلُ الإناء، منَ الحوادثِ، مُفعَمُ
وإذا الفَتى كَرِهَ الغَواني واتّقَى= مَرَضاً يَعودُ وضَرَّهُ ما يُطْعَم
فقد انطوَتْ عنهُ الحياةُ، وكاذبٌ=من قالَ عنهُ: يبيتُ، وهوَ منعَّم
ركبَ الزّمانَ إلى الحِمامِ بُرغمِه،=ورأى المَنيّةَ ليسَ فيها مَرغَم

سمر محمد
03-02-2010, 12:50 PM
أبيدةُ قالت للوعولِ، مُسِرّةً:=تَبِدْنَ بحكمِ اللَّه، ثمّ أبيدُ
ولا أدّعي للفَرْقَدينِ بعزّةٍ،=ولا آلِ نعشٍ، ما ادّعاهُ لَبيد
وكم ظالمٍ يلتذُّ شهداً، كأنّه=ظليمٌ، قراهُ، بالفلاةِ، هِبيد
وكُدرِيّةٍ أودتْ، وغودرَ مُدْهُنٌ؛=وبَيْدانَةٍ، منها المراتع بيد
فإنّ عبيداً، وابنَ هندٍ، وتُبّعاً،=وأسرَةَ كِسرَى، للمليك عبيد

سمر محمد
03-02-2010, 12:58 PM
أبَى طُولَ البَقاءِ وحُبَّ سَلمى=هلالٌ، حينَ يَطلُعُ لا يُبالي
يَمُرّ على الجبِالِ، وهنّ صُمٌّ، =فيُعطي الوَهْنَ راسيَة الجبال
فهلْ قَيْنٌ، يُباشرُ نسجَ دِرْعٍ= لما يَرْمي الزّمانُ من النّبال
أغارَ حبالَ قومٍ، فاستَمَرّتْ؛ =وكرَّ، فجدّ في نقضِ الحِبال
عجبتُ له، فتبّاً لي وتبّاً = لغَيري، إنْ جُمِعْنا للتِّبال
وكم سرَحَ الخَليطُ لهم سَواماً،=فَما نَفعَ القَبائلَ منْ قِبال
أصالحُ! هل أُصالحُ، أو أُعادي،=وبالي مُوقِنٌ بعظامِ بالي؟

سمر محمد
03-02-2010, 01:18 PM
أبَيتُمْ سوى مَينٍ وخُلْفٍ وغِلظةٍ،=فلَيسَ لوَعْدٍ، في الجَميل، نُجُوزُ
وإنّ الذي تحْكُونَ ليسَ بجائِزٍ،=ولكنْ سِواهُ، في القياسِ، يجوزُ

سمر محمد
03-02-2010, 01:30 PM
أبِالقَدَرِ المُتاحِ تَدِينُ جِنٌّ=تَسمّعُ، غيرَ هائبَةِ الرُّجومِ
وتَعلَمُ أنّ ما لم يُنضَ صعبٌ،=فَما تخشَى المَنيّةَ في الهُجوم
بإذْنِ اللَّهِ ينفذُ كلُّ أمْرٍ؛=فنَهْنِهْ فَيضَ أدمعِكَ السُّجوم
يجوزُ بحُكمِهِ موتُ الثّرَيّا،=وأنْ تَبقَى السّماءُ بلا نجوم
وكم وجمَ الفتى من بعد ضحكٍ،=وأُضحِكَ بعدَ إفراطِ الوُجوم

سمر محمد
03-02-2010, 01:33 PM
أتاني بإسنادِهِ مُخبِرٌ،=وقد بانَ لي كذبُ النّاقلِ
أذُو العِصمةِ العاقلُ الآدَميُّ،=إلاّ كَذي العُصمةِ العاقل؟
ولا فَضلَ فينا، ولكنّها=حظُوظٌ من الفَلَكِ الصاقل
فهَذا كسَحبانَ لمّا احتَبَى،=وذلكَ في سَمَلَيْ باقل

سمر محمد
03-02-2010, 01:39 PM
أتتْ جامعٌ، يومَ العَرُوبةِ، جامعاً،=تقُصُّ على الشُّهّادِ، بالمِصر، أمرَها
فلو لمْ يقوموا ناصرينَ لصوتِها،=خِلتُ سماءَ اللَّهِ تُمطِرُ جمْرَها
فهدّوا بناءً كان يأوي، فِناءَهُ،=فواجرُ، ألقَتْ للفَواحشِ خُمرَها
وزامرَةٍ، ليستْ من الرُّبد، خضّبَتْ =يدَيها ورجليها، تُنَفِّقُ زَمرَها
ألِفنا بلادَ الشّامِ إلْفَ ولادَةٍ،=نُلاقي بها سُودَ الخُطوبِ وحُمرَها
فطَوراً نُداري، من سُبيعةَ، لَيثَها،=وحيناً نُصادي، من ربيعةَ، نِمرَها
أليسَ تميمٌ غيّرَ الدّهرُ سَعدَها؛=أليسَ زَبيدٌ أهلَكَ الدّهرُ عَمرها؟
ودِدتُ بأني، في عَمايَةَ، فاردٌ، = تُعاشرُني الأرْوَى، فأكْره قُمرها
أفِرُّ من الطَّغْوى إلى كلّ قَفرةٍ،=أُؤانسُ طَغياها، وآلَفُ قُمرَها
فإني أرى الآفاقَ دانتْ لظالِمٍ،=يَغُرُّ بغاياها، ويشرَبُ خَمرَها
ولو كانتِ الدّنيا من الإنسِ لم تكنْ=سوى مُومسٍ، أفنَتْ، بما ساء، عمرها
تدينُ لمجدودٍ، وإنْ باتَ غَيرُهُ=يهزُّ لها بِيضَ الحرُوبِ، وسُمرَها
وما العَيشُ إلاّ لُجّةٌ باطليّةٌ،=ومن بلَغَ الخمسينَ جاوزَ غمرَها
وما زالتِ الأقدارُ تترُكُ ذا النُّهَى=عديماً، وتُعطي مُنيةَ النّفسِ غَمْرَها
إذا يَسّرَ اللَّهُ الخطوبَ فكَمْ يدٍ،=وإن قصُرتْ، تجني من الصّابِ تمرَها
ولولا أُصولٌ، في الجيادِ، كوامنٌ،=لما آبَتِ الفُرسانُ تحمَدُ ضَمرَها

سمر محمد
03-02-2010, 01:43 PM
أتحمِلُكَ الحَصانُ، وأنتَ خالٍ، =وفي الهَيجاءِ يَحمِلُكَ الحِصانُ؟
تَصونُ الخَيلَ تحتَكَ مِن وَجاها،=وإنْ جاءَ الحِمامُ، فَما تُصانُ

سمر محمد
03-02-2010, 01:53 PM
أتراكَ، يوماً، قائلاً، عن نِيّةٍ=خَلَصَتْ، لنفسِكَ: يا لجُوجُ تَراكِ
أدراكَ دهُركَ عن تُقاكَ بجَهده،=فدَراكِ، من قبل الفواتِ، دَراك
أبْراكِ ربُّكِ، فوقَ ظَهرِ مطيّةٍ،=سارتْ لتَبلُغَ ساعةَ الإبراك
أفَراكِنٌ أنَا للزّمانِ بمُحصِدٍ،=بانَتْ علَيهِ شواهدُ الافراك؟
أشراكَ ذنبُكَ، والمهيْمِنُ غافِرٌ،=ما كانَ من خطإٍ سِوى الإشراك
ما بالُ دينِكَ ناقصاً آلاتُهُ،=والنّعلُ ما نَفَعَتْ بغيرِ شِراك
وعَراكَ رازيةُ الحقوقِ، فلم تقُمْ=للحقّ إلاّ بَعدَ طولِ عِراك
وأراكَ، يا سمعُ، الحِمامُ، فلم تَبِنْ=سَجْعَ الحَمامِ بأسجلٍ وأراك
أصبحتُ من سكَنِ الحياةِ، وواجبٌ،=يوماً، سكوني بعدَ طولِ حَراك
والطّيرُ تَلتَمسُ المَعاشَ، غوادِياً،=في الأرض، وهيَ كثيرةُ الأشراك

سمر محمد
03-02-2010, 01:57 PM
أترغبُ في الصّيتِ بينَ الأنامِ؟=وكم خَمَلَ النّابهُ الصّيِّتُ
وحَسْبُ الفتى أنّهُ مائتٌ،=وهلْ يعرِفُ الشّرفَ الميت؟

سمر محمد
03-02-2010, 02:02 PM
أُولو الفضلِ، في أوطانهم، غرباءُ،=تشِذّ وتنأى عنهمُ القُربَاءُ
فما سبأوا الراحَ الكُمَيْتَ لِلذّةٍ،=ولا كان منهم، للخِرادِ، سِباءُ
وحسبُ الفتى من ذلّةِ العيش أنّه=يروحُ بأدنى القوت، وهو حِباءُ
إذا ماخبتْ نارُ الشّبيبة ساءني=ولو نُصّ لي، بين النجوم، خِباءُ
أُرابيك في الودّ الذي قد بذَلتَه،=فأُضعِفُ، إن أجدى لديك رباءُ
وما بعد مَرّ الخمسَ عشْرَةٍ من صِبىً=ولا بعد مرّ الأربعين صَباءُ
أجِدَّكَ لا ترضى العباءة ملبَساً،=ولو بان ما تُسديه، قيل: عبَاء
وفي هذه الأرض الرَّكودِ منَابتٌ،=فمنها، عَلَنْدى ساطِعٌ، وكِباءُ
تواصَلَ حبلُ النّسل ما بين آدمٍ،=وبيني، ولم يُوصل بلامِيَ باء
تثاءَبَ عمروٌ، إذ تثاءَبَ خالدٌ،=بعَدْوى، فما أعدتَنْيَ الثُؤبَاء
وزهّدني في الخلقِ معرفتي بهم،=وعلمي بأنّ العالمينَ هَباء
وكيفَ تلافيّ الذي فاتَ، بعدما،=تلفّعَ نيرانَ الحريقِ أباء
إذا نزَلَ المِقدارُ لم يكُ للقطا،=نهوضٌ، ولا للمخدرات إباء
وقد نُطِحَتْ بالجيش رَضوى فلم تُبَلْ،=ولُزّ، برايات الخميسِ، قُباء
على الولد يجني والدٌ، ولو انهمْ=وُلاةٌ على أمصارهم، خُطباء
وزادك بُعداً من بينك، وزادَهم=عليك حقُوداً، أنهم نُجبَاء
يرون أباً ألقاهُمُ في مؤرَّب=من العَقدِ، ضلّت حَلَّه الأُرَباء
وما أدَبَ الأقوامَ، في كلّ بلدةٍ،=إلى المَيْنِ، إلاّ مَعشَرُ أُدَباء
تَتبّعنُا، في كلّ نَقْبْ ومَخْرمٍ،=منايا لها، من جنسها، نُقَباء
إذا خافت الأُسدُ الخِماصُ من الظُّبا=فكيفَ تعدّى حُكمَهُنّ ظِباء؟

سمر محمد
03-02-2010, 02:03 PM
تُكرم أوصال الفتى، بعد موته،=وهنّ، إذا طالَ الزّمان، هَباءُ
وأرواحنا كالرّاح، إن طال حبْسُها،=فلا بدّ يوماً أن تكونَ سِباءُ
يعيّرنا، لفظَ المعرّة أنّها=من العُرّ، قومٌ، في العُلا، غُرباءُ
فإنّ إباءَ الليثِ، ما حلّ أنفُه=بأنَّ محلاَّتِ الليّوثِ إباء
وهل لحِق التثريبُ سُكّانَ يثربٍ،=من الناس، لا بل في الرّجال غباء
هُمُ ضاربوا أولادَ فِهرٍ، وجالدوا=على الدينِ، إذا وشّى الملوكَ عَباء
ضراباً، يُطيرُ الفرخَ عن وكرِ أُمّه،=ويترُكُ دِرعَ المرءِ، وهي قَباء
وذو نجَب، إن كان ما قيل صادقاً،=فما فيه إلاّ معشرٌ نُجبَاء
هل الدين إلاّ كاعبٌ، دون وصلِها،=حجابٌ، ومَهرٌ مُعوزٌ، وحياء
وما قبلت نفسي، من الخير، لفظةً=وإن طال ما فاهتْ به الخطباء
تفزَّعُ أعرابيَّةٌ، إن جرت لها=نواعبُ، يستعرضْنَها، وظِباء
وما الأُرَبى للحيِّ إلاَّ مُسِفَّةٌ، =على أنهم، في أمرهم، أُرَباء
تعادتْ بنو قيس بنِ عَيلانَ بالغنى،=فثابوا، كأنّ العَسجدَ الثُؤَبَاء
ولولا القضاءُ الحتمُ أُخبيَ واقِدٌ،=ولم يُبنَ، حولَ الرافدينَ، خِباء
وعادوا إلى ماكان، إن جاد عارضٌ=رأوْا أنّ رَعياً، في البلاد، رِباء
يُبيئون قَتلاهُمْ بأكثرَ منهمُ،=وإن قتَلوا حُرّاً، فليس يُباء

سمر محمد
03-02-2010, 02:04 PM
أُرائيكَ، فليغفِرْ ليَ اللَّهُ ُ زَلّتي=بذاكَ، ودينُ العالَمينَ رِياءُ
وقد يُخلِفُ الإنسانُ ظَنّ عشيره،= وإن راقَ منهُ مَنظرٌ ورُواءُ
إذا قَومُنا لم يعبدوا اللَّهَ وحدهُ=بنُصحٍ، فإنّا منهمُ بُرَآءُ

سمر محمد
03-02-2010, 02:06 PM
سألتُ رِجالاً عن مَعَدٍّ ورَهطِهِ=وعن سَبَأٍ: ماكان يَسْبي ويَسْبأ
فقالوا: هي الأيامُ لم يُخْلِ صَرفُها=مليكاً يُفدّى، أو تقيّاً يُنبّأ
أرى فَلكاً مازال بالخَلْقِ دائراً،=لهُ خَبَرٌ عنّا يُصانُ ويُخْبَأ
فلا تَطلُبِ الدنيا، وإن كنتَ ناشئاً،=فإنِّيَ عنها،بالأخلاّءِ، أرْبَأ
وما نُوَبُ الأيّام إلاّ كَتائِبٌ،=تُبَثّ سرايا، أو جيوشٌ تُعبّأ

سمر محمد
03-02-2010, 02:07 PM
بني الدهر مهلاً! إنْ ذَممتُ فِعالَكمْ، =فإني بنفسي، لا محالةَ، أبدَأُ
متى يتَقَضّى الوقتُ، واللهُ قادرٌ،=فنَسكُنُ في هذا التُّرابِ ونهدأُ؟
تجاورَ هذا الجسمُ والروحُ بُرْهَةً،=فما برِحَتْ تأذى بذاك وتصدأُ

سمر محمد
03-02-2010, 02:10 PM
يأتي على الخلقِ إصباحٌ وإمساءُ،=وكلّنا لصروفِ الدّهرِ نَسّاءُ
وكم مضى هَجَريٌّ، أو مُشاكلُهُ=من المَقاول، سَرّوا الناسَ أم ساءوا
تَتْوى الملوكُ، ومِصرٌ، في تغيّرهم،=مِصْرٌ على العهدٍ، والأحسْاءُ أحساءُ
خَسِستِ، يا أُمّنا الدنيا، فأُفِّ لنا، =بنو الخسيسةِ أوباشٌ، أخِسّاءُ!
وقد نطقتِ بأصنافِ العِظاتِ لنا،=وأنتِ، فيما يظن القومُ، خَرساء
ومنْ لصخرِ بن عمروٍ إنّ جثته=صَخرٌ، وخنساءَه، في السِّرْبِ، خنساء
يموجُ بحركِ، والأهواءُ غالبةٌ=لراكبيهِ، فهل للسُفْنِ إرساءُ؟
إذا تعطّفتِ يوماً، كنتِ قاسيةً،=وإن نظرتِ بعينٍ، فهي شَوساء
إنسٌ على الأرض تُدمي هامها إحَنٌ،=منها، إذا دَمِيَتْ،
للوحش ، أنساء فلا تغُرّنْكَ شُمٌّ من جبالهمُ،=وعِزّةٌ، في زمان المُلكِ، قعساء
نالوا قليلاً من اللذّاتِ ، وارتحلوا=برَغمِهِمْ ، فإذا النّعماءُ بأساءُ

سمر محمد
03-02-2010, 02:11 PM
إنّ الأعلاّء، إن كانوا ذوي رَشَدٍ،=بما يُعانونَ من داءٍ أطبّاءُ
وما شفاكَ من الأشياء تطلُبها،=إلاّ الألبّاءُ، لو تُلفى الألبّاءُ
نفرّ من شرب كأس، وهي تتبعنا،=كأنّنا، لمنايانا، أحِبّاءُ

سمر محمد
03-02-2010, 02:16 PM
إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها، =فإنهم، عند سوء الطبع، أسواء
أو كان كلّ بني حَوّاءَ يُشبهني،=فبئسَ ماولدت في الخلق حَوّاءُ
بُعدي من النّاس برءٌ من سقَامِهمُ، =وقربُهم، للحِجى والدين، أدواءُ
كالبيت أُفرد، لا أيطاءَ يدركه،=ولا سناد، ولا في اللفظِ إقواءُ
نوديتَ، ألويتَ، فانزل، لا يراد أتى=سَيري لِوى الرمل، بل للنبت إلواء
وذاك أنّ سواد الفَود غيّره،=في غرّة من بياض الشيب، أضواء
إذا نجوم قتيرٍ في الدّجى طلعت،=فللجفون، من الإشفاق، أنواءُ

سمر محمد
03-02-2010, 02:18 PM
قد حُجِبَ النورُ والضّياءُ،=وإنما ديننا رياءُ
وهل يجودُ الحيا أُناساً،=منْطوياً عنهُمُ الحياءُ؟
يا عالمَ السَّوءِ ما عَلِمنا=أنّ مُصَليّكَ أتقياءُ
لا يكذِبَنّ امرؤ جُهولٌ،=ما فيك للهِ أولياءُ
ويا بلاداً مشى عليها=أولو افتقارٍ، وأغنياءُ
إذا قضى اللَّه بالمخازي،=فكلُّ أهليكِ أشقياءُ
كم وعظ الواعظونَ منّا،=وقام في الأرضِ أنبياءُ
فانصرفوا، والبلاء باقٍ،=ولم يزُل داؤكِ العَياء
حكمٌ جرى للمليك فينا،=ونحن، في الأصل، أغبياءُ

سمر محمد
03-02-2010, 02:21 PM
تعالى رازقُ الأحياء طُرّاً،=لقدْ وهَتِ المُروءةُ والحياءُ
وإن الموتَ راحةُ هِبْرِزِيٍّ،=أضرّ بلُبّه داءٌ عَياءُ
وما لي لا أكونُ وَصِيّ نفسي،=ولا تَعصي أموري الأوصياءُ؟
وقد فتّشتُ عن أصْحابِ دينٍ،=لهم نُسْكٌ، وليس لهم رِياءُ
فألفيتُ البهائمَ لاعقولٌ=تُقيمُ لها الدّليلَ، ولا ضِياءُ
وإخوانَ الفَطانةِ في اختيالٍ،=كأنهمُ لقومٍ أنبياءُ
فأمّا هولاءِ، فأهلُ مَكرٍ،=وأمّا الأوّلونَ، فأغبياءُ
فإن كان التّقى بَلَهاً وعِيّاً،=فأَعيارُ المَذَلَّةِ أَتقياءُ
وأرشدُ منك أجربُ تحتَ عبءٍ،= تَهُبّ عليه رِيحٌ جِرْبِياءُ
وجدتُ الناس، كلُّهمُ فقيرٌ،=ويُعْدَمُ، في الأنام، الأغنياءُ
نحبّ العيش بُغضاً للمنايا،=ونحنُ بما هَوِينا الأشقِياءُ
يموتُ المرءُ ليس له صَفِيٌّ،=وقبلُ اليوم عَزَّ الأصفياءُ
أتدري الشمسُ أنّ لها بهاءً،=فتأسَفَ أن يفارقها الاياءُ؟

سمر محمد
03-02-2010, 02:24 PM
أراهم يضحكون إليّ غشّاً،=وتغشاني المشاقصُ والحِظاءُ
فلستُ لهم، وإن قربُوا، أليفاً،=كما لم تأتلف ذالٌ وظاءُ

سمر محمد
03-02-2010, 03:40 PM
أسيتُ على الذوائب أن علاها=نهاريُّ القميص، لهُ ارتقاءُ
لعلّ سوادها دنسٌ عليها،=وإنقاءُ المُسِنِّ له نَقاءُ
ودنيانا التي عُشِقَتْ، وأشْقَتْ،=كذاك العِشقُ، معروفاً، شقاءُ
سألناها البقاء، على أذاها،=فقالت: عنكمُ حُظِر البقاءُ
بعادٌ واقعٌ، فمتى التداني،=وبينٌ شاسعٌ، فمتى اللقاءُ؟
ودِرْعكَ إن وَقَتكَ سهام قَومٍ،=فماهي، من رَدى يومٍ، وِقاءُ
ولستُ كمن يقولُ بغيرِ علمٍ:=سواءٌ منكَ فتكٌ واتقاءُ
فقد وجبتْ عليكَ صلاةُ ظهرٍ،=إذا وافاكَ، بالماءِ، السّقاءُ
لقد أفْنَتْ عزائمَك الدّياجي=وأفرادُ الكواكبِ أرفقاءُ
فيا! سِرْ بي لِتُدركَنا المنايا،=ونحنُ، على السّجيّةِ، أصدقاءُ
أرى جرعَ الحياةِ أمرَّ شيءٍ،=فشاهدْ صِدْق ذلك، إذ تقاءُ

سمر محمد
03-02-2010, 03:42 PM
ما لي غدوتُ كقافِ رُؤبة، قُيّدَت =في الدّهْر، لم يُقْدَرْ لها إجراؤها
أُعِللْتُ عِلّةَ قالَ، وهي قديمةٌ،=أعيا الأطِبَّةَ، كلَّهم، إبراؤها
طال الثّواء، وقد أنَى لمفاصلي،=أن تستبدّ، بضَمّها، صَحراؤها
فتْرَتْ، ولم تفْترْ لشُرب مدامةٍ،=بل للخُطوب، يغولُها إسراؤها
ملّ المُقامُ، فكم أُعاشِرُ أُمّةً،=أمرَتْ، بغير صلاحها، أُمراؤها
ظلموا الرعيّة، واستجازوا كيدها،=فعدَوْا مصالحَها وهم أُجَراؤها
فَرِقاً، شعَرتُ بأنها لاتقتني=خيراً، وأنَّ شِرارَها شُعَراؤها
أثَرَتْ أحاديثَ الكرام، بزعمها،=وأجادَ حبسَ أكفُهّا إثْراؤها
وإذا النفوسُ تجاوزت أقدارَها،=حذوَ البَعوضِ، تغيّرت سجَراؤها
كصحيحةِ الأوزانِ، زادتها القُوى =حَرفاً، فبان لسامعٍ نَكراؤها
كريتْ، فسُرّتْ بالكرى، وحياتُها =أكرَتْ، فجرّ، نوائِباً، إكراؤها
سبحانَ خالِقِكَ، الذي قرّتْ بهِ=غَبراءُ، توقَدُ، فوقها، خَضراؤها
هل تعرفُ الحسدَ الجيادُ كغيرها،=فالبُهْمُ تُحسَدُ بينها غَرّاؤها
ووجدتُ دنيانا تُشابه طامثاً،=لا تستقيمُ لناكحٍ أقْراؤها
هويتْ، ولم تُسعِفْ، وراح غنيُّها=تَعبِاً، وفازَ، براحةٍ، فُقراؤها
وتجادلتْ فقهاؤها من حُبّها،=وتقرّأت، لتنالها، قُرّاؤها
وإذا زجرتُ النفس عن شغف بها، =فكأنّ زجْرَ غويّها إغراؤها

سمر محمد
03-02-2010, 03:44 PM
دُنياك ماويّةٌ، لها نُوَبٌ،=شتّى، سماويّة، وأنباءُ
أُفٍّ لها، جُلُّ مايفيدُ بها،=من فاز فيها، الطعامُ والباءُ
جُدَّ مقيمٌ، وخابَ ذو سفَرٍ=كأنّهُ في الهَجير حِرباءُ
أقضيةٌ، لا تزالُ واردةً،=تَحارُ، في كونها، الألبّاءُ
قام بنو القومِ في أماكنهم،=وغُيّبت، في التُّرابِ، آباءُ
وزال عزُّ الأميرِ، وافترقت=أحْباؤه عنهُ، والأحِبّاءُ
وكلَّ حين حوبٌ ومعصيةٌ،=زادتهما، في الذنوب، حوباءُ

سمر محمد
03-02-2010, 03:50 PM
فُقدتْ، في أيامك، العلماءُ=وادلهمَّتْ، عليهمُ، الظلماءُ
وتغَشّى دهماءَنا الغَيُّ، لمّا=عُطّلتْ، من وضوحها، الدّهماءُ
للمليكِ المذكَّراتُ عبيدٌ،=وكذاكَ المؤنّثاتُ إماءُ
فالهلالُ المنيفُ، والبدرُ، والفر=قدُ، والصبحُ، والثرَى، والماء
والثريّا، والشمسُ، والنارُ، والنثـ =ـرةُ، والأرض، والضّحى، والسماء
هذه كلّها لربّك، ماعا=بك، في قولِ ذلك، الحُكماء
خلّني، يا أُخيَّ، أسْتغفر اللّـ=ـهَ، فلم يَبقَ فيّ إلاّ الذَّماء
ويقالُ الكرامُ قَولاً، وما في الـ=ـعصرِ إلاّ الشّخوصُ والأسماءُ
وأحاديثُ، خَبّرتها غُواةٌ،=وافترَتها للمكسِبِ القُدَماءُ
هذه الشُّهبُ، خِلتُها شبَكَ الدهـ =ـرِ، لها فوق أهلها إلماءْ
عجباً للقضاءِ تمّ على الخَلـ=ـقِ، فهمّتْ أنْ تُبْسِلَ الحزماء
أوَما يُبصِروُن فعلَ الرّدى، كيـ=ـفَ يَبيدُ الأصهارُ والأحماء؟
غلبَ المينُ، منذُ كان، على الخَلـ=ـقِ، وماتتْ، بغيظِها، الحُكَماء
فارْقُبي، يا عَصامِ، يوماً، ولو أنّـ=ـكِ، في رأسِ شاهِقٍ، عصماء
وأرى الأربَعَ الغَرائزَ فينا،=وهي، في جُثّةِ الفتى، خُصَماء
إن تَوافقْنَ صحّ، أولا، فما ينفـ=ـكّ عنها الإمراضُ والإغماءُ
ووجدتُ الزّمانَ أعجمَ فظّاً،=وجُبارٌ، في حُكمها، العَجْماء
إنّ دُنْياكَ مِنْ نَهارٍ ولَيْلٍ،=وهي، في ذاكَ، حيّةٌ عَرْماء
والبرايا حازُوا دُيون مَنايا،=سوف تُقْضَى، ويحضُرُ الغُرماء
ورَد القومُ، بعدما مات كعبٌ،=وارتوى، بالنّميرِ، وفدٌ ظِماء
حيوانٌ، وجامدٌ غيرُ نامٍ،=ونباتٌ له، بسقيا، نماء
ولوَ أنّ الأنام خافوا من العُقـ=بى، لما جارت المياهَ الدّماء
أجدرُ الناس، بالعواقب، في الرحـ=ـمةِ، قومٌ في بَديِهم رُحماء
وغضِبنا من قول زاعمِ حقٍّ،=أننا، في أصولنا، لؤماء
أنتَ يا آدمٌ، آدمُ السّرب، حَوّا=ؤك فيه، حوّاءُ، أو أدْماء
قَرَمَتنا الأيامُ، هل رَثَتِ النّحّـ=ـامَ، لمّا ثوى بها، قَرماء؟
عالم حائر كـطير هـواء=وهواف تضمها الدأماء
وكأنّ الهُمامَ عمرو بن دَرْما=ءَ، فلته، من أُمّه، درْماء
والبَهارُ الشميمُ، تحميه من وط=ءِ مُعاذيك، أرنبٌ شمّاء
وعَرانا، على الحُطام، ضِرابٌ،=وطِعانٌ في باطلٍ، ورِماء
أسودُ القلبِ أسودٌ، ومتى ما=تُصغِ أذني، فأذنُهُ صمّاء
قد رمى نابلٌ، فأنمى وأصمى،=ولياليك ما لها إنماء
إنّ رَبّ الحِصْنِ المَشِيدِ بتيما=ء، تولى وخُلِّفتْ تَيْماء
أومأت للحِذاءِ كَفُّ الثّريّا،=ثمّ صُدّ الحديثُ والإيماء
شهدتْ بالمليكِ أنجُمُها الستّـ=ـةُ، ثم الخضيبُ والجذْماء
فَهِمُ الناس كالجهولِ، وما يظـ=ـفر إلاّ بالحسرة الفُهماء
تلتقي في الصعيد أُمٌّ وبنْتٌ،=وتساوى القَرْناء والجَمّاء
وأنيقُ الرّبيع يدرِكُهُ القيـ=ـظ، وفيه البيضاء والسَّحْماء
وطريقي إلى الحِمام كريهٌ،=لم تُهَب، عندَ هولهِ، اليَهماء
ولوَ أنّ البيْداءَ صارِمُ حَربٍ،=وهي من كلّ جانبٍ صَرْماء
كيف لا يَشرِكُ المضيقين، في النعـ=ـمة، قومٌ عليهمُ النَّعماء؟

سمر محمد
03-02-2010, 03:51 PM
رُوَيدكَ قد غُررتَ، وأنتَ حرٌّ،=بصاحب حيلةٍ يعظ النّساءَ
يحرّم فيكمُ الصهباءَ صُبْحاً،=ويشربُها، على عمدٍ، مساءَ
تحسّاها، فمن مزجٍ وصِرْفٍ=يَعُلُّ، كأنَما وَرَدَ الحِساءَ
يقولُ لكم: غدوتُ بلا كساءٍ،=وفي لذّاتِها رهَنَ الكِساءَ
إذا فعل الفتى ما عنه يَنهى،=فمن جِهتَين، لا جهةٍ، أساءَ

سمر محمد
03-02-2010, 03:53 PM
نرجو الحياةَ، فإن همّتْ هواجسنا=بالخير، قال رَجاءُ النفس إرْجاءَ
وما نفيق من السُّكر المحيط بنا،=إلاّ إذا قيل: هذا الموتُ قد جاءَ

سمر محمد
03-02-2010, 05:11 PM
قد نال خيراً، في المعاشر، ظاهراً،=من كان تحتَ لسانه مخبوءا
باءَ الكلامُ بمأثمٍ، والصّمْتُ لم=يكُ، في الأعمّ، بمأثمٍ ليبوءا
إن يرتفع بشرٌ عليك، فكم غدا=علَمٌ، بتابع فتنةٍ، مربوءا
مهلاً! أمِن وبإٍ فررت، وهل ترى، =في الدّهر، إلاّ منزلاً موبوءا؟
تُسبى الكرائم، والكُمَيت شَرابُها، =يُلفى لألأم شاربٍ مسبوءا
حِلْفُ العباءة سوف يصبحُ، مثَلهُ، =ملكٌ، ويتركُ طيبَهُ المعبوءا

سمر محمد
03-02-2010, 05:13 PM
علِّموهُنّ الغَزْلَ والنَّسْجَ والرَّدْ=نَ، وخَلّوا كِتابَةً وقِراءه
فصلاةُ الفتاةِ بالحمدِ والإخـ=ـلاصِ، تُجزي عن يونُس وبَراءه
تَهتِكُ السِّترَ بالجلوسِ، أمامَ السِّـ =ـترِ، إن غنّتِ القِيانُ وراءه

سمر محمد
03-02-2010, 05:14 PM
توحّدْ، فإنّ اللَّهَ ربَّكَ واحدٌ،=ولا ترغبنْ في عِشْرَةِ الرّؤساءِ
يُقلُّ الأذى والعيبَ، في ساحة الفتى،=وإن هو أكدى، قِلّةُ الجلساءِ
فأفٍّ لعَصْرَيْهِمْ: نهارٍ وحِنْدِسٍ،=وجِنْسَيْ رجالٍ، منهمُ، ونساءِ
وليتَ وليداً ماتَ ساعةَ وضعِهِ،=ولم يرتضِعْ من أُمّهِ النُّفَساءِ
يقولُ لها، من قبلِ نُطقِ لسانهِ:=تُفيدينَ بي أن تُنكَبي وتُسائي

سمر محمد
03-02-2010, 05:16 PM
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ=ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ
قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ،=فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ
وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه،=فيخرُجَ من أرضٍ لهُ وسماءِ؟
سنتبعُ آثارَ الذينَ تحمّلوا،=على ساقةٍ من أعبُدٍ وإماءِ
لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبي،= فيا لرِواءٍ قُوبِلوا بظِماءِ
أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي، =وما صافَ عني سهمُه برِماء
وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقةٌ،=وهلْ ماؤها إلاّ جَنيُّ دِماء؟
وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليسَ بغافلٍ،=له عملٌ في أنجُمِ الفُهماءِ
ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثرٍ،=فليسَ بمحْسوبٍ من الكُرَماء
نهابُ أموراً، ثمّ نركبُ هَوْلها،=على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِماء
أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما=دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَماء
أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا=وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء
يقولون: إنّ الدهر قد حان موتُهُ،= ولم يبقَ في الأيام غيرُ ذَماء
وقد كذَبوا مايعرفون انقِضاءَهُ،=فلا تسمعوا من كاذب الزّعماء
وكيف أُقضّي ساعة بمسرّة،=وأعلمُ أنّ الموت من غُرَمائي؟
خُذوا حذراً من أقَربينَ وجانبٍ،= ولا تذهلوا عن سيرةِ الحُزَماء

سمر محمد
03-02-2010, 05:17 PM
إذا صاحبتَ في أيام بؤسٍ،=فلا تنسَ المودّةَ في الرّخاء
ومن يُعْدِمْ أخوه، على غناه،=فما أدّى الحقيقةَ في الإخاءِ
ومن جعلَ السخاء لأقربِيه،=فليس بعارِفٍ طُرُقَ السّخاءِ

سمر محمد
03-02-2010, 05:22 PM
يا ملوك البلادِ، فُزتم بنَسءِ الـ=ـعُمر، والجورُ شأنكم في النَّساءِ
ما لكم لا ترَوْنَ طُرْقَ المعالي،=قد يزورُ الهيجاءَ زيرُ نساءِ
يرْتجي الناسُ أن يقومَ إمامٌ=ناطقٌ، في الكتيبةِ الخرْساءِ
كَذَبَ الظنُّ، لا إمامَ سوى الـ= ـعقلِ، مشيراً في صبْحه والمساءِ
فإذا ما أطعْتَهُ جلَب الـ=ـرحمةَ عند المسير والإرساءِ
إنما هذه المذاهِبُ أسبا=بٌ لجذبِ الدنيا إلى الرّؤساءِ
غرَضُ القوم مُتعةٌ، لا يَرِقّو=نَ لدمع الشّمّاءِ والخنساءِ
كالذي قامَ يجمعُ الزَّنجَ بالبصـ=ـرة، والقَرْمَطيَّ بالأَحساء
فانفردْ ما استطعتَ، فالقائلُ الصا=دقُ يُضحي ثِقلاً على الجُلساء

سمر محمد
03-02-2010, 05:23 PM
أوصيتُ نفسي، وعن وُدٍّ نصحتُ لها،=فما أجابت إلى نُصْحي، وإيصائي
والرمْلُ يُشبهُ، في أعداده، خطئي،=فما أهمُّ له، يوماً، بإحصاءِ
والرزقُ يأتي، ولم تُبسَط إليه يدي،=سِيّانِ في ذلك إدنائي وإقصائي
لو أنّه في الثريّا والسِّماك، أو الشعـ=ـرى العَبور، أو الشعرى الغميصاءِ

سمر محمد
03-02-2010, 05:26 PM
القلبُ كالماءِ، والأهواءُ طافيةٌ=عليه، مثلَ حَبابِ الماءِ في الماءِ
منه تنمّت ويأتي ما يغيّرها،=فيُخْلِقُ العَهدَ من هندٍ وأسماءِ
والقولُ كالخلقِ، من سَيْءٍ ومن حسَنٍ،=والناسُ كالدّهرِ، من نور وظَلماءِ
يُقالُ: إنّ زماناً يَستقِيدُ لهم،=حتى يُبَدِّلَ من بُؤسٍ بِنَعماءِ
ويوجدُ الصقرُ في الدّرماء، معتقداً=رأيَ امرىء القيس في عمرو بن درماءِ
ولستُ أحسِبُ هذا كائناً أبداً،=فابغِ الوُرودَ لنفسٍ ذاتِ أظماءِ

سمر محمد
03-02-2010, 05:27 PM
الساعُ آنيةُ الحوادثِ ما حوت،=لم يبدُ إلا بعدَ كشفِ غطائِها
وكأنما هذا الزّمانُ قصيدةٌ،=ما اضطُرّ شاعرُها إلى إيطائها
ليستْ لياليهِ، مُحِسّةُ كائنٍ،=وُصِفتْ بسرعتِها ولا إبطائِها
والمِصرُ آنسُ منهُ خَرقُ مفازةٍ،=أنسَ الدليلُ بقافها مع طائِها
وسهامُ دهرِك لا تزالُ مصيبةً،=صُرفتْ، بإذنِ اللَّهِ، عن أخطائها
إنّ المواهب كلّها عاريّةٌ،=ومن السّفاهةِ غبطةٌ بعطائِها

سمر محمد
03-02-2010, 05:28 PM
ما خصّ، مِصْراً، وبأٌ، وحدَها،=بل كائنٌ في كلّ أرضٍ وبَأْ
أنْبأنا اللُّبُّ بلقيا الرّدى،=فالغوثُ من صحة ذاك النبأ
هل فارسٌ والرومُ والتركُ، أو=ربيعةٌ، أو مُضَرٌ، أو سبأ
ناجيةٌ، في عزّ أملاكها،=أن يُظهرَ الدهرُ لها ما خبأ؟
ومنْ سجايا نَبْلِه أنها،=كلُّ قتيلٍ قَتَلتْ لم يُبأ
إن سار، أو حلّ الفتى، لم يزلْ=يلحَظُهُ المِقدارُ بالمرْتبأ