محمد السبيعي
05-28-2013, 05:52 AM
ورقة مُهربة من : " مذكرات داشر سابق"!!
للكاتب محمد الرطيان
انقلها لكماتمنا ان تنال على رضاكم
(1)
أنا " دحيّم"..
شاب في بدايات العشرينات - هذه السنوات التي يصفونها بالروعة - ولا أدري وش مروعها؟!
(2)
لا يوجد لديّ أي شيء يميّزني عن بقية "العيال اللي بالحارة":
- أربع وعشرين ساعة لف بالشوارع.
- خلّصت الثانوية العامة بـ"الدف" و"البراشيم".. وفزعة أبو عابد الله يذكره بالخير!
- أقضي ساعة يومياً بتلميع "الجيب موديل 96"..
وهذه الهواية هي أحد الأسباب التي جعلت البعض يتهمني بأنني أتعاطى "الحبوب".. رغم أنني حلفت برأس "صويلح الأقرع" بأني عمري ما جرّبت "الحبوب" إلا مرة واحدة، أيام الاختبارات بالثاني
ثانوي، وذلك بعد أن نصحني بها أحد "الدشير"...
طبعاً دخلت الاختباروأنا "أدودل" رأسي..
وخرجت وأنا "أدودل" رأسي..
و.. رسبت بالمادة!
(3)
يصفني العيال بأنني "مطنوخ" و"أنحط على اليمنى"..
وإذاحدثت مشاجرة "هوشة" خناقة.. "أطب الميدان" بعد أن أقوم بسحب "العجرا" من سيارتي من مكانها المُفضّل والأمين (تحت كرسي السواق).. أدخل المعركة.. وأخرج منها.. وأنا لاأعرف
من هم المتصارعون.. أو الحق مع من وضد من!
(4)
وكم من مرة يخرجني والدي من قسم الشرطة، بعد أن يصفقني (وفي رواية أخرى : يصكني) مخمّس على خدي الأيسر (هو الأقرب إلى يده اليمنى) ويُوصف هذا "المخمس" في قاموس ديرتنا بأنه:
"راشدي".. "محمودي".. معتبر، "يطشّر المخ تطشير".. ويجعلك ولمدة ثلاثةأيام متتالية تسمع طنين النحل في أذنك اليسرى.
وهذا "الطراق / المخمّس / المحمودي" هو ابتكار شمالي الأصل والمنشأ، ووحدهم شيبان الشمال هم الذين يمتلكونبراءة اختراعه.
وقد تطوّر كثيرا على يد أبي (خاصة يده اليمنى!) وكان حقل التجارب المفضّل لديه هو خدي الأيسر.
ولكن... كله يهون من شان العيال اللي بالحارة.
(5)
مطربي المفضّل، أي مطرب شعبي يستطيع أن "يخرش" العود،ويقدّم تحاياه المجانيّة للمروّس..
"عاش المروّس"!... وعندما تطوّر ذوقي قليلاً،صرت أقتني أشرطة "خالد عبدالرحمن"، وأي شريط يتم تهريبه عبر الحدود، بعد أن يتم تسجيله في أحد مراقص بلاد الشام!
(6)
أنا "دحيّم"..
إلى عهد قريب لم أكن أعرف الفرق بين "الشيوعي" و"الشيعي"!..
وكنت أظن أن الفرق لم يكن سوى خطأ مطبعي.
(7)
..............................
...............................
............................. *
(8)
بعد أن هبّت على العالم رياح التغيير، وعصفت به الأحداث في السنوات الأخيرة، هبّت هذه الرياح على الشلة، وعصفت برؤوسنا الصغيرة، ولأنني الزعيم الواحد والوحيد للشلة (وبوجود ذراعي الأيمن "صويلح الأقرع" وهو منظّر الشلة) تغيّرت اهتماماتنا، وأصبحنا نتعاطى السياسة، وهجرنا قنوات الهشّك بشّك، وصارت "الجزيرة" هي قناتنا المفضلة.
(9)
وخلال عام واحد:
كدنا أن نتبعثن (وذلك بعد سماعنا لخطاب مدوّ من الرئيس السوري) ثم، كدنا أن نتشيّع (وذلك بعد سماعنا لخطاب أكثردوياً من السيّد حسن نصر الله) وأكثر فكرة سيطرت علينا خلال هذا العام هي أن نعبرالحدود إلى العراق، لننضم إلى إحدى الجماعات المقاتلة هناك (أي: كدنا أن "نتقعدن"!)... ولكن انتهى هذا المشروع بعد أن "كفشنا" والد أحد الرفاق (أو: الإخوة!).. وقام بتليين ظهورنا بـ"عقاله الملكي" حتى طارت الفكرة من رؤوسنا!
(10)
وفي ليلة ليلاء، غاب فيها القمر النجدي، وهبّت فيها رياح غربيّة غريبة.. اجتمعنا في إحدى الاستراحات ودون أن نشعر.. أصابتنا "الحساسية الجديدة".. ولفرط ما أصابنا من هذه " الحساسية " السياسية.. أخذنا نهرش ونهرش ونهرش.. حتى وصل الهرش إلى المخ.. فتفتق الذهن عن فكرة جديدة...
وفجأة: تلبرلنا!
(11)
ومنذ تلك اللحظة، تغيّرت علاقتنا مع العالم منحولنا..
فـ"كومار الهندي" البائع في بقالة الحارة، والذي كنّا نتسلى بضربه بالطماطم والبيض الفاسد..
يا ويلك ويا سواد ليلك إذا مديت يدك عليه.. فكومار (آخر) يجب أن نتعايش معه، ونحترمه ونحترم معتقداته... لهذا منحناه عضوية في الشلة تحت مسمى "خبير ليبرالي أجنبي"!
كما أننا قررنا إنشاء جمعية مدنية تهتم بحقوق الأقليات، واقترح "صويلح الأقرع "أن نسميها" نعم للحلوين.. لا للتماسيح".
وإذاغلط علينا واحد من " العيال اللي بالحارة " صرنا نفضّل الحوار معه بدلاً من "العجرا" التي كانت ترتطم بمؤخرة رأسه!
(12)
حتى "صويلح الأقرع".. تغيّرت علاقته بالمرأة بشكل ملحوظ، رغم أنه لا يعرف من النساء سوى والدته.. وهي - على العموم - لم تعد "امرأة" منذ سنوات!!
(13)
وحتى يتطابق الشكل مع المضمون الليبرالي..
صار الذي يرانا لا يفرّق بين "قرعة " صويلح ووجوهنا.. التي خلت من الشعر باستثناء الحواجب!
(14)
أنا " دحيّم"..
أصبحت وجهاً ليبرالياً سعودياً معروفاً..
ولي أتباع ومريدون، يقاتلون وبشراسة (خاصة عبر الإنترنت) للدفاع عني، ولترويج أفكاري.
وصارت القنوات الفضائية تتسابق لاستضافتي، ولسماع آرائي عند كل حدث.
وكل يوم " بوفيه مفتوح " في إحدى السفارات الأجنبية.
يقف على يميني المُنظّر العظيم " صويلح الأقرع ".. وعلى يساري " كومار"!
وما هذه الأوراق سوى مقدمة لكتابي "مذكرات داشر سابق" الذي سيصدر قريبا عن "رياض الريّس" و"الساقي" رغم أن إحداهما اقترحت تغيير العنوان إلى: مذكرات داشر "سعودي" سابق.. لأن هذا العنوان - كما يقول الناشر - سيجعله أكثر مبيعاً
(15)
أنا " دحيّم" ابن هذه المرحلة..
وقريبا : سيّد المرحلة.
ــــــــــــــــــــــــــ
* (17) :
احتار الرواة، والمتابعون،والنقاد، وأهل الرأي في هذه الفقرة وفي الفترة الزمنية التي تمثلها في حياة الأستاذ "دحيّم" فهناك من يقول إنها تمثّل فترة الاعتقال، وهناك من يقول إنه قضاها في دورة مكثفة في أحد المعاهد في "واشنطن" بعنوان "كيف تصبح ليبراليا على سِنة ورمح"، وهناك من يقول بل قضاها في "أكاديمية تورا بورا" للفنون القتالية.. رغم أن بعض خصومه يلمحون لأشياء تتعلق بهذه الفترة ولا يليق نشرها.. والله أعلم!
الأكيد، أننا لانعلم السبب الذي جعل الأستاذ دحيّم يتجاوز هذه الفقرة.
=======================================
هذي مذكراتدحيم نقلتها لكم اتمنا ان تنال اعجابكم
للكاتب محمد الرطيان
انقلها لكماتمنا ان تنال على رضاكم
(1)
أنا " دحيّم"..
شاب في بدايات العشرينات - هذه السنوات التي يصفونها بالروعة - ولا أدري وش مروعها؟!
(2)
لا يوجد لديّ أي شيء يميّزني عن بقية "العيال اللي بالحارة":
- أربع وعشرين ساعة لف بالشوارع.
- خلّصت الثانوية العامة بـ"الدف" و"البراشيم".. وفزعة أبو عابد الله يذكره بالخير!
- أقضي ساعة يومياً بتلميع "الجيب موديل 96"..
وهذه الهواية هي أحد الأسباب التي جعلت البعض يتهمني بأنني أتعاطى "الحبوب".. رغم أنني حلفت برأس "صويلح الأقرع" بأني عمري ما جرّبت "الحبوب" إلا مرة واحدة، أيام الاختبارات بالثاني
ثانوي، وذلك بعد أن نصحني بها أحد "الدشير"...
طبعاً دخلت الاختباروأنا "أدودل" رأسي..
وخرجت وأنا "أدودل" رأسي..
و.. رسبت بالمادة!
(3)
يصفني العيال بأنني "مطنوخ" و"أنحط على اليمنى"..
وإذاحدثت مشاجرة "هوشة" خناقة.. "أطب الميدان" بعد أن أقوم بسحب "العجرا" من سيارتي من مكانها المُفضّل والأمين (تحت كرسي السواق).. أدخل المعركة.. وأخرج منها.. وأنا لاأعرف
من هم المتصارعون.. أو الحق مع من وضد من!
(4)
وكم من مرة يخرجني والدي من قسم الشرطة، بعد أن يصفقني (وفي رواية أخرى : يصكني) مخمّس على خدي الأيسر (هو الأقرب إلى يده اليمنى) ويُوصف هذا "المخمس" في قاموس ديرتنا بأنه:
"راشدي".. "محمودي".. معتبر، "يطشّر المخ تطشير".. ويجعلك ولمدة ثلاثةأيام متتالية تسمع طنين النحل في أذنك اليسرى.
وهذا "الطراق / المخمّس / المحمودي" هو ابتكار شمالي الأصل والمنشأ، ووحدهم شيبان الشمال هم الذين يمتلكونبراءة اختراعه.
وقد تطوّر كثيرا على يد أبي (خاصة يده اليمنى!) وكان حقل التجارب المفضّل لديه هو خدي الأيسر.
ولكن... كله يهون من شان العيال اللي بالحارة.
(5)
مطربي المفضّل، أي مطرب شعبي يستطيع أن "يخرش" العود،ويقدّم تحاياه المجانيّة للمروّس..
"عاش المروّس"!... وعندما تطوّر ذوقي قليلاً،صرت أقتني أشرطة "خالد عبدالرحمن"، وأي شريط يتم تهريبه عبر الحدود، بعد أن يتم تسجيله في أحد مراقص بلاد الشام!
(6)
أنا "دحيّم"..
إلى عهد قريب لم أكن أعرف الفرق بين "الشيوعي" و"الشيعي"!..
وكنت أظن أن الفرق لم يكن سوى خطأ مطبعي.
(7)
..............................
...............................
............................. *
(8)
بعد أن هبّت على العالم رياح التغيير، وعصفت به الأحداث في السنوات الأخيرة، هبّت هذه الرياح على الشلة، وعصفت برؤوسنا الصغيرة، ولأنني الزعيم الواحد والوحيد للشلة (وبوجود ذراعي الأيمن "صويلح الأقرع" وهو منظّر الشلة) تغيّرت اهتماماتنا، وأصبحنا نتعاطى السياسة، وهجرنا قنوات الهشّك بشّك، وصارت "الجزيرة" هي قناتنا المفضلة.
(9)
وخلال عام واحد:
كدنا أن نتبعثن (وذلك بعد سماعنا لخطاب مدوّ من الرئيس السوري) ثم، كدنا أن نتشيّع (وذلك بعد سماعنا لخطاب أكثردوياً من السيّد حسن نصر الله) وأكثر فكرة سيطرت علينا خلال هذا العام هي أن نعبرالحدود إلى العراق، لننضم إلى إحدى الجماعات المقاتلة هناك (أي: كدنا أن "نتقعدن"!)... ولكن انتهى هذا المشروع بعد أن "كفشنا" والد أحد الرفاق (أو: الإخوة!).. وقام بتليين ظهورنا بـ"عقاله الملكي" حتى طارت الفكرة من رؤوسنا!
(10)
وفي ليلة ليلاء، غاب فيها القمر النجدي، وهبّت فيها رياح غربيّة غريبة.. اجتمعنا في إحدى الاستراحات ودون أن نشعر.. أصابتنا "الحساسية الجديدة".. ولفرط ما أصابنا من هذه " الحساسية " السياسية.. أخذنا نهرش ونهرش ونهرش.. حتى وصل الهرش إلى المخ.. فتفتق الذهن عن فكرة جديدة...
وفجأة: تلبرلنا!
(11)
ومنذ تلك اللحظة، تغيّرت علاقتنا مع العالم منحولنا..
فـ"كومار الهندي" البائع في بقالة الحارة، والذي كنّا نتسلى بضربه بالطماطم والبيض الفاسد..
يا ويلك ويا سواد ليلك إذا مديت يدك عليه.. فكومار (آخر) يجب أن نتعايش معه، ونحترمه ونحترم معتقداته... لهذا منحناه عضوية في الشلة تحت مسمى "خبير ليبرالي أجنبي"!
كما أننا قررنا إنشاء جمعية مدنية تهتم بحقوق الأقليات، واقترح "صويلح الأقرع "أن نسميها" نعم للحلوين.. لا للتماسيح".
وإذاغلط علينا واحد من " العيال اللي بالحارة " صرنا نفضّل الحوار معه بدلاً من "العجرا" التي كانت ترتطم بمؤخرة رأسه!
(12)
حتى "صويلح الأقرع".. تغيّرت علاقته بالمرأة بشكل ملحوظ، رغم أنه لا يعرف من النساء سوى والدته.. وهي - على العموم - لم تعد "امرأة" منذ سنوات!!
(13)
وحتى يتطابق الشكل مع المضمون الليبرالي..
صار الذي يرانا لا يفرّق بين "قرعة " صويلح ووجوهنا.. التي خلت من الشعر باستثناء الحواجب!
(14)
أنا " دحيّم"..
أصبحت وجهاً ليبرالياً سعودياً معروفاً..
ولي أتباع ومريدون، يقاتلون وبشراسة (خاصة عبر الإنترنت) للدفاع عني، ولترويج أفكاري.
وصارت القنوات الفضائية تتسابق لاستضافتي، ولسماع آرائي عند كل حدث.
وكل يوم " بوفيه مفتوح " في إحدى السفارات الأجنبية.
يقف على يميني المُنظّر العظيم " صويلح الأقرع ".. وعلى يساري " كومار"!
وما هذه الأوراق سوى مقدمة لكتابي "مذكرات داشر سابق" الذي سيصدر قريبا عن "رياض الريّس" و"الساقي" رغم أن إحداهما اقترحت تغيير العنوان إلى: مذكرات داشر "سعودي" سابق.. لأن هذا العنوان - كما يقول الناشر - سيجعله أكثر مبيعاً
(15)
أنا " دحيّم" ابن هذه المرحلة..
وقريبا : سيّد المرحلة.
ــــــــــــــــــــــــــ
* (17) :
احتار الرواة، والمتابعون،والنقاد، وأهل الرأي في هذه الفقرة وفي الفترة الزمنية التي تمثلها في حياة الأستاذ "دحيّم" فهناك من يقول إنها تمثّل فترة الاعتقال، وهناك من يقول إنه قضاها في دورة مكثفة في أحد المعاهد في "واشنطن" بعنوان "كيف تصبح ليبراليا على سِنة ورمح"، وهناك من يقول بل قضاها في "أكاديمية تورا بورا" للفنون القتالية.. رغم أن بعض خصومه يلمحون لأشياء تتعلق بهذه الفترة ولا يليق نشرها.. والله أعلم!
الأكيد، أننا لانعلم السبب الذي جعل الأستاذ دحيّم يتجاوز هذه الفقرة.
=======================================
هذي مذكراتدحيم نقلتها لكم اتمنا ان تنال اعجابكم