المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كفاح أم


محمود فالح مهيدات
05-06-2009, 10:36 AM
كِفَاحُ أُمٍّ

كانتْ ليلةُ شتاءٍ باردةٍ، وباردةٍ جداً ... والسَّماءُ تعانقُ الأرضَ بِهطولٍ مطريًّ شديدٍ، ثُمَّ صَحِبَ المَطَرَ تَساقطٌ كثيفٌ للثلجِ، فاكتَسَتْ الأرضُ حُلَّةً بيضاءَ.

وهناك، في حَيٍّ قديمٍ مِنْ أحْياءِ البلدةِ، تَقْبَعُ غرفةٌ صغيرةٌ مبنيةٌ مِنَ الحَجَرِ والطِّينِ ... لها بابٌ خشبيٌّ ونافذةٌ صغيرةٌ ... يتسلَّلُ مِنْ شُقوقِ البابِ وحنايا النافذةِ شُعاعٌ خافِتٌ حَزِينٌ مُنبعثٌ مِنْ سِراجٍ كئيبٍ يعملُ بالكازِ. ومِنْ هناك، تنبعثُ أصواتٌ خافتةٌ يكادُ يخنقُها البردُ القارصُ، وتتصارعُ حشرجاتٌ حزينةٌ تتمردُ على الألمِ لتُسبِّحَ اللهَ تعالى وتحمَده.

دعاني الفُضُولُ إلى الاقترابِ مِنْ ذلكَ البيتِ الحَزينِ، فإذا بهِ يُؤْوِي أرملةً تحتضنُ أطفالَهَا الثلاثةَ وتضُمُّهُمْ إلى جَناحَيْهَا لتَدْفِئَتِهِمْ، وكأنَّهَا طائرٌ في عُشِّهِ يحتضنُ أفرَاخَهُ ويَضُمُّهًمْ تحتَ جَناحَيْهِ ... الأطفالُ يَتَضوَّرونَ جُوعاً، والأمُّ بيَدِهَا مِسْبَحَةٌ طويلةٌ تَذْكُرُ اللهَ وتُسَبّحَهُ وتمَجِّدُهُ وتَحْمَدُه على كُلِّ حَالٍ.

لمْ أتمالكْ نفسي ولمْ أستطع إيقافَ عَبَراتٍ انهَمرَتْ مِنْ عَينيَّ كما ينهمرُ المَطَرُ في تلك الليلةِ، فَتمرَّدَ الدَّمْعُ وانهمرَ، وقلبي يتفطّرُ ألَمَاً لذلك المشهدِ ... فذهبتُ إلى دارِنا، ووضَعْتُ ما تيسَّرَ مِنْ طَعامٍ في وِعَاءٍ، وأخَذْتُ نقوداً كنتُ قدْ ادَّخَرْتُها ليومِ العِيدِ الذي سيحلُّ بَعْدَ بِضْعَةِ أيامٍ .. وعُدتُ إلى تلك الغرفةِ البائسةِ الكئيبةِ ...

طَرَقْتُ البابَ ... مِينْ ؟!! ... أنا ... وَضَعْتُ الوِعَاءَ على عَتَبَةِ البابِ مِنَ الخَارجِ وَصُرَّةُ النُّقودِ فوقَ الوِعاءِ، ثُمَّ تَراجَعْتُ لِئَلا ترانيَ تلك المرأةُ المجاهدةُ ... وبَعْدَ أنْ تأكَّدْتُ بأنها قدْ أخَذَتْ الوِعاءَ والنقودَ، أقْفَلْتُ راجعاً إلى دارِنا.

لقدْ جَافاني النَّوْمُ في تلك الليلةِ، تَمثَّلْتُ قولَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بأنَّ امرأةً تزاحِمُهُ على بابِ الجَنَّةِ، وهي امرأة ماتَ عنها زوجُهَا بعدَ أن حمَّلها أمانةً جسيمةً .. فَنَذَرَتْ نفسَها لرعايةِ أبنائِها الأيتامِ وتربيتِهِمْ ... فقلتُ في نفسِي: هنيئاً لكِ أيتُها الأمُّ الصابِرَةُ المكافحةُ دخولَكِ الجنةَ مَعَ نبيِّ الهُدَى والرَّحمَةِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
عَزَفَتْ تلكَ الأمُّ عَنِ الزَّواجِ وآثرَتْ تربيةَ أطفالِهَا الذين فقدوا حَنانَ الأبِ ... لتكونَ لَهُمُ الأمَّ والأبَ في آنٍ واحِدٍ ... كَبِرَ الأطفالُ وشَبُّوا وتَزوَّجُوا وأنْجَبُوا، وشَقَّ كلٌّ طريقَهُ فِي مُعْتَرَكِ الحَياةِ، وسَجَّلوا نَجاحاً كبيراً ثَمرةً لجهودِ أمِّهِمُ المكافحةِ ... وما زالتْ تلكَ المرأةُ تَتَنَسَّمُ الحَياةَ مُبتهجةٌ وهي تشاهدُ فَلَذَاتِ كَبِدِهَا وأحفادَهَا يتسابقونَ على خِدْمَتِهَا طَلباً لِرضَاهَا، وليتنسَّموا نَفَحاتِ الجنَّةِ تحتَ قَدَمَيْهَا ... وما زالتْ تلك الغُرْفةْ ماثلةً شاهدةً على قِصَّةِ كِفَاحٍ ومعاناةٍ، شامخةً لتبقى جُزءًا مِنَ الذِّكرَياتِ ....!!!
...محمود فالح مهيدات/ أبوكارم ...

مها يوسف
05-07-2009, 04:39 PM
كِفَاحُ أُمٍّ

كانتْ ليلةُ شتاءٍ باردةٍ، وباردةٍ جداً ... والسَّماءُ تعانقُ الأرضَ بِهطولٍ مطريًّ شديدٍ، ثُمَّ صَحِبَ المَطَرَ تَساقطٌ كثيفٌ للثلجِ، فاكتَسَتْ الأرضُ حُلَّةً بيضاءَ.

وهناك، في حَيٍّ قديمٍ مِنْ أحْياءِ البلدةِ، تَقْبَعُ غرفةٌ صغيرةٌ مبنيةٌ مِنَ الحَجَرِ والطِّينِ ... لها بابٌ خشبيٌّ ونافذةٌ صغيرةٌ ... يتسلَّلُ مِنْ شُقوقِ البابِ وحنايا النافذةِ شُعاعٌ خافِتٌ حَزِينٌ مُنبعثٌ مِنْ سِراجٍ كئيبٍ يعملُ بالكازِ. ومِنْ هناك، تنبعثُ أصواتٌ خافتةٌ يكادُ يخنقُها البردُ القارصُ، وتتصارعُ حشرجاتٌ حزينةٌ تتمردُ على الألمِ لتُسبِّحَ اللهَ تعالى وتحمَده.

دعاني الفُضُولُ إلى الاقترابِ مِنْ ذلكَ البيتِ الحَزينِ، فإذا بهِ يُؤْوِي أرملةً تحتضنُ أطفالَهَا الثلاثةَ وتضُمُّهُمْ إلى جَناحَيْهَا لتَدْفِئَتِهِمْ، وكأنَّهَا طائرٌ في عُشِّهِ يحتضنُ أفرَاخَهُ ويَضُمُّهًمْ تحتَ جَناحَيْهِ ... الأطفالُ يَتَضوَّرونَ جُوعاً، والأمُّ بيَدِهَا مِسْبَحَةٌ طويلةٌ تَذْكُرُ اللهَ وتُسَبّحَهُ وتمَجِّدُهُ وتَحْمَدُه على كُلِّ حَالٍ.

لمْ أتمالكْ نفسي ولمْ أستطع إيقافَ عَبَراتٍ انهَمرَتْ مِنْ عَينيَّ كما ينهمرُ المَطَرُ في تلك الليلةِ، فَتمرَّدَ الدَّمْعُ وانهمرَ، وقلبي يتفطّرُ ألَمَاً لذلك المشهدِ ... فذهبتُ إلى دارِنا، ووضَعْتُ ما تيسَّرَ مِنْ طَعامٍ في وِعَاءٍ، وأخَذْتُ نقوداً كنتُ قدْ ادَّخَرْتُها ليومِ العِيدِ الذي سيحلُّ بَعْدَ بِضْعَةِ أيامٍ .. وعُدتُ إلى تلك الغرفةِ البائسةِ الكئيبةِ ...

طَرَقْتُ البابَ ... مِينْ ؟!! ... أنا ... وَضَعْتُ الوِعَاءَ على عَتَبَةِ البابِ مِنَ الخَارجِ وَصُرَّةُ النُّقودِ فوقَ الوِعاءِ، ثُمَّ تَراجَعْتُ لِئَلا ترانيَ تلك المرأةُ المجاهدةُ ... وبَعْدَ أنْ تأكَّدْتُ بأنها قدْ أخَذَتْ الوِعاءَ والنقودَ، أقْفَلْتُ راجعاً إلى دارِنا.

لقدْ جَافاني النَّوْمُ في تلك الليلةِ، تَمثَّلْتُ قولَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بأنَّ امرأةً تزاحِمُهُ على بابِ الجَنَّةِ، وهي امرأة ماتَ عنها زوجُهَا بعدَ أن حمَّلها أمانةً جسيمةً .. فَنَذَرَتْ نفسَها لرعايةِ أبنائِها الأيتامِ وتربيتِهِمْ ... فقلتُ في نفسِي: هنيئاً لكِ أيتُها الأمُّ الصابِرَةُ المكافحةُ دخولَكِ الجنةَ مَعَ نبيِّ الهُدَى والرَّحمَةِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
عَزَفَتْ تلكَ الأمُّ عَنِ الزَّواجِ وآثرَتْ تربيةَ أطفالِهَا الذين فقدوا حَنانَ الأبِ ... لتكونَ لَهُمُ الأمَّ والأبَ في آنٍ واحِدٍ ... كَبِرَ الأطفالُ وشَبُّوا وتَزوَّجُوا وأنْجَبُوا، وشَقَّ كلٌّ طريقَهُ فِي مُعْتَرَكِ الحَياةِ، وسَجَّلوا نَجاحاً كبيراً ثَمرةً لجهودِ أمِّهِمُ المكافحةِ ... وما زالتْ تلكَ المرأةُ تَتَنَسَّمُ الحَياةَ مُبتهجةٌ وهي تشاهدُ فَلَذَاتِ كَبِدِهَا وأحفادَهَا يتسابقونَ على خِدْمَتِهَا طَلباً لِرضَاهَا، وليتنسَّموا نَفَحاتِ الجنَّةِ تحتَ قَدَمَيْهَا ... وما زالتْ تلك الغُرْفةْ ماثلةً شاهدةً على قِصَّةِ كِفَاحٍ ومعاناةٍ، شامخةً لتبقى جُزءًا مِنَ الذِّكرَياتِ ....!!!
...محمود فالح مهيدات/ أبوكارم ...


اخي الشاعر الكبير محمود فالح مهيدات الف شكر لك يا اخي على الخاطرة الرائعة الجميلة
قلمك اضاف لها كل الجمال والمعاني الطيبة شكرا لك دمت ودام قلمك دمت بخير شكرا

إبراهيم العنزي
05-09-2009, 10:38 PM
هنا أرى .. المفردات وقد تلونت ماسآ ..
قدرة رائعة .. على تشكيل الحرف بكل مضاداتها
حقآ .. قد راقني كثيرآ .. كفاح الأم
فشكرآ لك
تحياتــِ

بندر الساكت
05-10-2009, 01:18 AM
الرائع

محمود فالح مهيدات

بحق انت رائع
استمتعت كثيرا بهذه الدره الثمينه
سلمت اناملك وصح فكرك
سجل الاعجاب كله

تحيتي ...

محمود فالح مهيدات
05-10-2009, 01:40 PM
أخي إبراهيم النزال
أشكرك على مرورك الذي ينمُّ عن ذوق رفيع
ورأيك وسام أزين به صدري
تقبل حبي وتقديري
... أخوك محمود فالح مهيدات ...

محمود فالح مهيدات
05-10-2009, 01:43 PM
أخي الحبيب الأستاذ بندر الساكت
أنت الروعة ذاتها
مرورك مصدر فخر واعتزاز لي
ورأيك طغراء يزين جبيني
تقبل حبي وتقديري
... أخوك محمود فالح مهيدات ...

محمود فالح مهيدات
05-29-2009, 04:56 PM
أختي زهراء
من قلبي المفعم
أشكر لك عناقك لهذ الكلمات
وأقدر لك هذه القراءة الرائعة
تقبلي ودي ومحبتي
... أخوك أبو كارم ...

علي فالح مهيدات
05-30-2009, 06:22 AM
أخي أبا كارم

صحّ لسانك وأدام الله لنا هذا

الحسّ وصاحبه

والله إنها مثالٌ للأم المكافحة الصابره

جزاها الله خيرا وآجرها أجر المحسنين

شفاها الله وأمدّ في عمرها

أخوك : علي

محمود فالح مهيدات
06-09-2009, 06:37 PM
أخي أبا محمد
أشكر مرورك العطر ومشاعرك الطيبة
تقبل حبي ومودتي
... أخوك أبو كارم ...

جرحني زماني
09-01-2009, 05:48 PM
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك
الاكثر من روعه

محمود فالح مهيدات
09-06-2009, 05:40 PM
أخي الجيريا سوفت
اسمح لي بأن أحييك وأحيي الجزائر الحبيبة وشعبها المناضل
... أخوك محمود فالح مهيدات ...

سمر محمد
10-01-2009, 08:52 PM
ما أجودها من أم تفديهم بعمرها وما أعظم الثمن المُهدى إليها
ليت أمهات هذا الزمن الجائر يَعِينَ ما للأم من فضيلة وأثر في بناء المجتمع بكل مناحيه
وأنها هي الينبوع الأول لسقاية هذه الأمة من قطرات العلم والفضيلة
لتثنبِتَ رجالاً بحق يخطون للتاريخ صحفاً تعج بالبياض والبطولة والشموخ

!!

أراني وقد سلكت مسلكاً مغايراً لكنها والله قريحة أبت إلا أن تخط ما راودها
بذات اللحظة التي قرأت فيها سلسبيلك العطر
اتابعك بلهفة ياجليل


مدن ورد

محمود فالح مهيدات
10-04-2009, 06:41 PM
الأخت الفاضلة سمر محمد
أشكر لك مرورك العطر
فعطّر النص وزاده جمالاً
تقبلي محبتي وتقديري
... أخوك محمود فالح مهيدات / أبو كارم ...

ذكرى الغالي
03-08-2011, 05:19 AM
http://kll2.com/upfiles/w4N85121.gif (http://kll2.com/)

عطر الليل
03-23-2012, 05:19 AM
كِفَاحُ أُمٍّ

كانتْ ليلةُ شتاءٍ باردةٍ، وباردةٍ جداً ... والسَّماءُ تعانقُ الأرضَ بِهطولٍ مطريًّ شديدٍ، ثُمَّ صَحِبَ المَطَرَ تَساقطٌ كثيفٌ للثلجِ، فاكتَسَتْ الأرضُ حُلَّةً بيضاءَ.

وهناك، في حَيٍّ قديمٍ مِنْ أحْياءِ البلدةِ، تَقْبَعُ غرفةٌ صغيرةٌ مبنيةٌ مِنَ الحَجَرِ والطِّينِ ... لها بابٌ خشبيٌّ ونافذةٌ صغيرةٌ ... يتسلَّلُ مِنْ شُقوقِ البابِ وحنايا النافذةِ شُعاعٌ خافِتٌ حَزِينٌ مُنبعثٌ مِنْ سِراجٍ كئيبٍ يعملُ بالكازِ. ومِنْ هناك، تنبعثُ أصواتٌ خافتةٌ يكادُ يخنقُها البردُ القارصُ، وتتصارعُ حشرجاتٌ حزينةٌ تتمردُ على الألمِ لتُسبِّحَ اللهَ تعالى وتحمَده.

دعاني الفُضُولُ إلى الاقترابِ مِنْ ذلكَ البيتِ الحَزينِ، فإذا بهِ يُؤْوِي أرملةً تحتضنُ أطفالَهَا الثلاثةَ وتضُمُّهُمْ إلى جَناحَيْهَا لتَدْفِئَتِهِمْ، وكأنَّهَا طائرٌ في عُشِّهِ يحتضنُ أفرَاخَهُ ويَضُمُّهًمْ تحتَ جَناحَيْهِ ... الأطفالُ يَتَضوَّرونَ جُوعاً، والأمُّ بيَدِهَا مِسْبَحَةٌ طويلةٌ تَذْكُرُ اللهَ وتُسَبّحَهُ وتمَجِّدُهُ وتَحْمَدُه على كُلِّ حَالٍ.

لمْ أتمالكْ نفسي ولمْ أستطع إيقافَ عَبَراتٍ انهَمرَتْ مِنْ عَينيَّ كما ينهمرُ المَطَرُ في تلك الليلةِ، فَتمرَّدَ الدَّمْعُ وانهمرَ، وقلبي يتفطّرُ ألَمَاً لذلك المشهدِ ... فذهبتُ إلى دارِنا، ووضَعْتُ ما تيسَّرَ مِنْ طَعامٍ في وِعَاءٍ، وأخَذْتُ نقوداً كنتُ قدْ ادَّخَرْتُها ليومِ العِيدِ الذي سيحلُّ بَعْدَ بِضْعَةِ أيامٍ .. وعُدتُ إلى تلك الغرفةِ البائسةِ الكئيبةِ ...

طَرَقْتُ البابَ ... مِينْ ؟!! ... أنا ... وَضَعْتُ الوِعَاءَ على عَتَبَةِ البابِ مِنَ الخَارجِ وَصُرَّةُ النُّقودِ فوقَ الوِعاءِ، ثُمَّ تَراجَعْتُ لِئَلا ترانيَ تلك المرأةُ المجاهدةُ ... وبَعْدَ أنْ تأكَّدْتُ بأنها قدْ أخَذَتْ الوِعاءَ والنقودَ، أقْفَلْتُ راجعاً إلى دارِنا.

لقدْ جَافاني النَّوْمُ في تلك الليلةِ، تَمثَّلْتُ قولَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بأنَّ امرأةً تزاحِمُهُ على بابِ الجَنَّةِ، وهي امرأة ماتَ عنها زوجُهَا بعدَ أن حمَّلها أمانةً جسيمةً .. فَنَذَرَتْ نفسَها لرعايةِ أبنائِها الأيتامِ وتربيتِهِمْ ... فقلتُ في نفسِي: هنيئاً لكِ أيتُها الأمُّ الصابِرَةُ المكافحةُ دخولَكِ الجنةَ مَعَ نبيِّ الهُدَى والرَّحمَةِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
عَزَفَتْ تلكَ الأمُّ عَنِ الزَّواجِ وآثرَتْ تربيةَ أطفالِهَا الذين فقدوا حَنانَ الأبِ ... لتكونَ لَهُمُ الأمَّ والأبَ في آنٍ واحِدٍ ... كَبِرَ الأطفالُ وشَبُّوا وتَزوَّجُوا وأنْجَبُوا، وشَقَّ كلٌّ طريقَهُ فِي مُعْتَرَكِ الحَياةِ، وسَجَّلوا نَجاحاً كبيراً ثَمرةً لجهودِ أمِّهِمُ المكافحةِ ... وما زالتْ تلكَ المرأةُ تَتَنَسَّمُ الحَياةَ مُبتهجةٌ وهي تشاهدُ فَلَذَاتِ كَبِدِهَا وأحفادَهَا يتسابقونَ على خِدْمَتِهَا طَلباً لِرضَاهَا، وليتنسَّموا نَفَحاتِ الجنَّةِ تحتَ قَدَمَيْهَا ... وما زالتْ تلك الغُرْفةْ ماثلةً شاهدةً على قِصَّةِ كِفَاحٍ ومعاناةٍ، شامخةً لتبقى جُزءًا مِنَ الذِّكرَياتِ ....!!!
...محمود فالح مهيدات/ أبوكارم ...
حددوا للأم يوما وسمي عيد أم
هل للسماء حدود
وللعطاء قيود
وللنقاء شهود
هي هكذا الأم رمز للخلود
وكلمات الراحل المغفور له بإذن الله اجمل ما خط في حق الأم

سندرا
03-23-2012, 05:50 AM
http://www.alahbash.net/asmer/pic/quran1.jpg (http://darulfatwa.org.au/modules/mod_mp3player/popup.php?mp3_showdisplay=yes&mp3_showplaylist=yes&mp3_autostart=yes&mp3_uls=yes&mp3_width=500&mp3_height=400)

نـور القمــر
03-23-2012, 04:36 PM
رحمك الله ايها القدير
مااجمل قلمك ومااروع احساسك
رحمك الله واسكنك جنات الخلد
http://img-fotki.yandex.ru/get/4408/svetlera.38f/0_6153e_9021c137_L

العنودالشمريه
03-23-2012, 05:33 PM
رحمك الله واسكنك الفردوس الاعلى
اللهم آمين