النوبانـــي
06-03-2013, 04:57 PM
الشبــــــح
اعتادت أذناي على سماع صرير الباب .. كما اعتاد السكون على تحطّم هدوئه وصمته المطبق على ثنايا غرفتي الباردة إلاّ من فراشي الذي تدفئه أنفاسي المضطربة من هذا الواقع الذي لم يعد يطاق !!
سأثور في هذه الليلة وليس كما اعتاد الصمت على الصمت ، وليس كما اعتاد الخوف على الخوف .. سأبوح برصيدي من الكره الممزوج بالألم .. وأنفثه من صدري بلا خوف أو وجل .. أستجمع قواي أو ما بقي منها ، سأصرخ بكل درجات الصوت ، بل بما يفوق الصوت صوت .. وسأثب كالوحش الجريح في وجه هذا الحب الذي سلبني حريتي وقدرتي ، بل سلبني النفس من نفسي ، وسلبني القدرة على البوح الخجول الذي يعبّر عن مكنون صدري ...
أسمعُ صوت خطواته .. بطيئة ليست كالمعتاد .. ربما أكثَرَ في هذه الليلة من الشراب .. فما عادت القدمان تحملان هذه الجثة ذات الكرش المرهدل .. غير متناسق الابعاد .. ما أسوأ هذه اللحظة التي ينسلّ بها بجانبي .. فتسلبني ما ادخرته من دفء ألملم به أطرافي .. أشعر بزفراته النتنة .. تخنقني .. هل حانت لحظة الثورة ؟! أم أنتظر سماع كلماته المعتادة .. التي تمعن في تعميق جراحي ، وزيادة أنين أناتي .. ومحو آثار بقايا ما أشعر به من انسانيتي .. ما هذا الدفء الذي يسري بجانبي ؟ أأتحسسه ؟ لا أذكر متى آخر مرّة حركت بها إحدى أطرافي وهو بجانبي !! ولكنه دفء يسري ، وربما بلل ملائتي وسريري ، وربما بلل شواطيء جسدي .. لن أستطيع كشف ماهية هذا الدفء .. فهذا الخيط المتراقص من هذا السراج لن يمكّنني من رؤية هذا الدفء المنساب بجانبي .. يا الهي ماذا أفعل ؟!! زفراته تلاشت !! وربما الأنفاس أيضاً !! عجباً !!
إنسلّت من جانبه وهي تعرف أنه لن يتأثر .. واتجهت نحو السراج ، فتناولته واقتربت من هذه الكتلة اللحمية الراقدة بلا حراك .. اقتربت ورفعت الغطاء فلاحت بقعة سوداء .. اقتربت وتحسست هذه البقعة .. إنها دافئة ولزجة .. تمعّنت بها .. فابتسمت وأدركت أنّ الحرية تفوح رائحتها من بين أصابعها ، وأنّه آن أوان الخلاص من القهر ، من الظلم ، من الشعور بعدم الانسانية ... إتّجهت بأنظارها نحو الباب وهو يُفتح .. فالصرير ليس هو نفس الصرير .. ولا صوت فتح الباب هو نفس الصوت المعتاد . ترفع السراج الذي لا زال بيدها وتبعده باتجاه هذا الشبح .. تزداد ابتسامتها وهي تقترب نحو هذا الشبح الذي أصبحت ملامحه تتضح .. وانعكاس ذؤابة من ضوء تنعكس من مدية في يده .. تضع السراج في مكانه . تفتح ذراعيها وتتجه نحو الشبح !!!
اعتادت أذناي على سماع صرير الباب .. كما اعتاد السكون على تحطّم هدوئه وصمته المطبق على ثنايا غرفتي الباردة إلاّ من فراشي الذي تدفئه أنفاسي المضطربة من هذا الواقع الذي لم يعد يطاق !!
سأثور في هذه الليلة وليس كما اعتاد الصمت على الصمت ، وليس كما اعتاد الخوف على الخوف .. سأبوح برصيدي من الكره الممزوج بالألم .. وأنفثه من صدري بلا خوف أو وجل .. أستجمع قواي أو ما بقي منها ، سأصرخ بكل درجات الصوت ، بل بما يفوق الصوت صوت .. وسأثب كالوحش الجريح في وجه هذا الحب الذي سلبني حريتي وقدرتي ، بل سلبني النفس من نفسي ، وسلبني القدرة على البوح الخجول الذي يعبّر عن مكنون صدري ...
أسمعُ صوت خطواته .. بطيئة ليست كالمعتاد .. ربما أكثَرَ في هذه الليلة من الشراب .. فما عادت القدمان تحملان هذه الجثة ذات الكرش المرهدل .. غير متناسق الابعاد .. ما أسوأ هذه اللحظة التي ينسلّ بها بجانبي .. فتسلبني ما ادخرته من دفء ألملم به أطرافي .. أشعر بزفراته النتنة .. تخنقني .. هل حانت لحظة الثورة ؟! أم أنتظر سماع كلماته المعتادة .. التي تمعن في تعميق جراحي ، وزيادة أنين أناتي .. ومحو آثار بقايا ما أشعر به من انسانيتي .. ما هذا الدفء الذي يسري بجانبي ؟ أأتحسسه ؟ لا أذكر متى آخر مرّة حركت بها إحدى أطرافي وهو بجانبي !! ولكنه دفء يسري ، وربما بلل ملائتي وسريري ، وربما بلل شواطيء جسدي .. لن أستطيع كشف ماهية هذا الدفء .. فهذا الخيط المتراقص من هذا السراج لن يمكّنني من رؤية هذا الدفء المنساب بجانبي .. يا الهي ماذا أفعل ؟!! زفراته تلاشت !! وربما الأنفاس أيضاً !! عجباً !!
إنسلّت من جانبه وهي تعرف أنه لن يتأثر .. واتجهت نحو السراج ، فتناولته واقتربت من هذه الكتلة اللحمية الراقدة بلا حراك .. اقتربت ورفعت الغطاء فلاحت بقعة سوداء .. اقتربت وتحسست هذه البقعة .. إنها دافئة ولزجة .. تمعّنت بها .. فابتسمت وأدركت أنّ الحرية تفوح رائحتها من بين أصابعها ، وأنّه آن أوان الخلاص من القهر ، من الظلم ، من الشعور بعدم الانسانية ... إتّجهت بأنظارها نحو الباب وهو يُفتح .. فالصرير ليس هو نفس الصرير .. ولا صوت فتح الباب هو نفس الصوت المعتاد . ترفع السراج الذي لا زال بيدها وتبعده باتجاه هذا الشبح .. تزداد ابتسامتها وهي تقترب نحو هذا الشبح الذي أصبحت ملامحه تتضح .. وانعكاس ذؤابة من ضوء تنعكس من مدية في يده .. تضع السراج في مكانه . تفتح ذراعيها وتتجه نحو الشبح !!!